خطبة آخر جمعه لشهر رمضان 2013 هجريه لشيخ شريف ابراهيم :مسجد التقوى شندى
صفحة 1 من اصل 1
خطبة آخر جمعه لشهر رمضان 2013 هجريه لشيخ شريف ابراهيم :مسجد التقوى شندى
الخطبة الأولى :
الحمد لله المحمود بكل لسان، المعبود في كل زمان، وأشهد ألا إله إلا الله ذو الفضل والإحسان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وصام ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، وسلم تسليماً كثيراً .....وبعد
عباد الله : إنَّ بلوغ رمضان لنعمةٌ عظمى ومِنحةٌ كبرى، لا يقْدُرُها حق قدرِها إلا الموفَّقون، فلقد كنّا بالأمس القريبِ نتشوق للقائه، ثم ولله الحمد تنعمنا ببهائه وعشنا في نفحاته لحظات مرّت مرور الطيف ولمعت لمعان البرق .
فخرج المسلم منها بصفحة مشرِقة بيضاء ناصعةٍ مفعمَة بفضائل الخصال، مبرأةً من سيئات الأعمال، قد استلهم الصائم الصادق المحتسب من مدرسة رمضان قوَّة الإرادة والعزيمة على كل خير، وتقوى الله في كل حين ، تقويما للسلوك، وتزكية للنفوس، وتنقيةً للسرائر وإصلاحاً للضمائر، وتمسّكاً بالخيرات والفضائل، وبُعداً عن القبائح والرذائل .
فغدا الصوم لنفسه حصناً حصيناً من الذنوب والمآثم، وحمىً مباحاً للمحاسن والمكارم، فصفتْ روحه ، ورقَّ قلبه، وصلحتْ نفسه، وتهذَّبتْ أخلاقه .
أما من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، فأمضى ليالي رمضان المباركة في لهو ومعصية، ونهاره في نوم وغفلة، لم يرع للشهر حرمته، وتجرأ على الحرمات ، فليبكي لعظيم حسراته وليسعى لاستدراك ما فاته..
لئلا يكون ممن قال فيه صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبرائيل عليه السلام فقال : يا محمد، رغم أنف امرئ من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قل : آمين، فقلت: آمين..)
فهنيئاً لمن أحسن استقباله ... هنيئاً لمن أكرم وفادته .. هنيئاً لمن قام ليله وصام نهاره .. هنيئاً لمن أقبل فيه على الله بقلبه وجوارحه .. هنيئاً لمن تقرب إلى الله فيه بأعمال صالحة .. وكفّ النفس عن سيئات قبيحة..
هنيئاً لمن تاب الله عليه ورضي عنه وأعتقه الله من النار في رمضان، وآهٍ على شخص أدرك رمضان ولم يغفر الله له ..وا حسرتاه على أناسٍ دخل رمضان وخرج وهم في غيهم يسرحون .. وخلف الشهوات يلهثون .. وفي القربات مفرطين ومقصرين
أفلا يحق لنا أن نبكي على فراق شهرنا الكريم ولياليه الزاهرة ، وساعاته العاطرة.. التي ولّتْ مدبرة ، وتتابعت مسرعة ، فكانت سجلاّتٍ مطويَّة ، وخزائن مغلقة، حافظةٌ لما أودعناها،شاهدةً لنا أوعلينا ،لا يدرَى من الرابح فيها فيُهنَّا، ولا الخاسر منا فيُعزَّى
حتى ينادي الله بنا يوم القيامة: ( يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ) رواه مسلم.
فهاهو رمضان آذن بوداع ، والعيد على إقبال بإسراع .
يا راحلاً وجميل الصبر يتبعــهُ هل من سبيل إلى لقـياك يتفقُ
ما أنصفتك دموعي وهي داميـةٌ ولا وفى لك قلبي وهو يحترقُ
فيا من صفَتْ له الأوقات في شهر الخيرات، وعمّر ساعاته بالصالحات، وزكّى نفسه بالطاعات، وفاضت عينُه بالعبرات، قد زال عنه تعب القيام وجوع الصيام وثبت له الأجر والثواب إن شاء الله تعالى
احمد الله واذكر نعمة ربك القائل (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم
واجتهد فيما بقي من حياتك ، ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. قال صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل.
فأنت لا تدري هل قبل الله عملك أو ردّه عليك ؟
روى الترمذي عن عبد الرحمن بن سعيد أن عائشة رضي الله عنها قالت : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ َ ))
فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يُقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات).قال ابن عمر رضي الله عنه : لو أعلم أن الله تقبل مني ركعتين لتمنيت الموت بعدها قال تعالى : ((انَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين(
وقال عبد العزيز بن أبي روّاد : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح ، فإذا فعلوه وقع عليهم الهمّ أُيقبل منهم أم لا ؟ وقال ابن رجب : كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر، فيقال له : إنه يوم فرح وسرور، فيقول : صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا؟
إخواني :- إنه وإن انْقَضَى شهرُ رمضانَ فإن عمل المؤمنِ لا ينقضِي قبْلَ الموت.
قال الله عزَّ وجلَّ : (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم : ( إذا مات ابن آدم انقطعَ عملُه ) فلم يَجْعلْ لانقطاع العملِ غايةً إلاّ الموتَ
ولقد فقه سلفنا الصالحون عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا، ومصيرها إلى الآخرة، فاستوحشوا من فتنتها، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها، وتناءت قلوبهم من مطامعها، وارتفعت همتهم على السفاسف
فلا تراهم إلا صوامين قوامين، باكين عابدين ، ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تبيّن علو همتهم في التوبة والاستقامة، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات، وهاك طرفًا من عباراتهم وعباداتهم التي تدل على تشميرهم وعزيمتهم وهمتهم :
قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره ... وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل،
وكان أبو مسلم الخولاني يقول : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا ؟ كلا والله .. لُتُزاحمَنَّهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.
قال عمر بن الخطاب: إن لهذه القلوب إقبالاً وإدبارًا فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل وإن أدبرت فألزموها الفرائض ..
فيا عجبًا لإنسان عاقل يعود إلى مرارة المعصية بعد أن ذاق حلاوة الطاعة
شـارط النفس وراقب لا تكـن مثل البهائم
ثم حاسـبها وعاتـب وعلـى هـذا فلازم
ثم جاهدها وعاقـب هكذا فعـل الأكـارم
لم يزالوا في سـجالِ للنـفـوس محاربينا
فاز من قام الليـالي بصـلاة الخاشعيـنا
الخطبة الثانية :
وبعد معاشر المسلمين: فها هو الشهر يترحل, ولعل بعضكم لا يدركه بعد هذا العام، أو لربما لا يؤخره المنون إلى التمام، فيا ربح من فاز فيه بالسعادة والفلاح، ويا حسرة من فاتته هذه المغانم والأرباح، نعم لقد دنا رحيل هذا الشهر وحان، وربَّ مؤمِّلٍ لقاء مثله خانه الإمكان، فاغتنم - أيها المفرط - في طاعة المنان, الفرصة قبل فوات الأوان، وتيقظ أيها الغافل من سنة المنام، وانظر ما بين يديك من فواجع الأيام، واحذر أن يشهد عليك الشهر بقبائح الآثام، واجتهد في حسن الخاتمة فالعبرة بحسن الختام, وطوبى لمن قدم يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرٍ محضراً
اجتهد في الشهر ما دمت في آنه, تبوأ لنفسك موضعاً في الجنة قبل غلق أبوابها, إختم الشهر بتوبة واستغفار, وأبشر فما يخيّب الله من لجأ إليه وهو الرحيم الغفار .
عباد الله : يا لها من خسارة، أن ترى أهل الإيمان واليقين، وركائب التائبين وقوافل المستغفرين، قد حظوا في ساعات الليل بالقرب والزلفى والرضوان، وأنت مازلت بعيداً, أوترجوا الخلود؟, أما تخاف أن يفجأك الأجل وأنت لم تزل تسوف بالتوبة وحُسن العمل
أسفاً لك إذا دعيت للتوبة وما أجبت, يا حسرة لك إذا انقضى رمضان وما ربحت, كم من امريء سيندم على التفريط إذ حلّ العيد, كم من امريء سيندم على التفريط إذا تجلت الصحف عن الرب للعبيد, فاعمل ليومٍ تفرح إذ يندم المفرطون.
عبد الله : استدرك من رمضان ذاهباً، ودع اللهو جانباً ، وتقلب في منازل العبودية بين فرضٍ ونافلة، واجعل الحياة بطاعة ربك حافلة،
وانطرح بين يدي مولاك قائلاً:
إلهي لا تعذبني فإني ** مقر بالذي قد كان مني
وما لي حيلةٌ إلا رجائي ** لعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي في الخطايا ** وأنتَ عليّ ذو فضلٍ ومنِ
إذا فكرتُ في ندمي عليها ** عضضتُ أناملي وقرعتُ سني
الحمد لله المحمود بكل لسان، المعبود في كل زمان، وأشهد ألا إله إلا الله ذو الفضل والإحسان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وصام ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، وسلم تسليماً كثيراً .....وبعد
عباد الله : إنَّ بلوغ رمضان لنعمةٌ عظمى ومِنحةٌ كبرى، لا يقْدُرُها حق قدرِها إلا الموفَّقون، فلقد كنّا بالأمس القريبِ نتشوق للقائه، ثم ولله الحمد تنعمنا ببهائه وعشنا في نفحاته لحظات مرّت مرور الطيف ولمعت لمعان البرق .
فخرج المسلم منها بصفحة مشرِقة بيضاء ناصعةٍ مفعمَة بفضائل الخصال، مبرأةً من سيئات الأعمال، قد استلهم الصائم الصادق المحتسب من مدرسة رمضان قوَّة الإرادة والعزيمة على كل خير، وتقوى الله في كل حين ، تقويما للسلوك، وتزكية للنفوس، وتنقيةً للسرائر وإصلاحاً للضمائر، وتمسّكاً بالخيرات والفضائل، وبُعداً عن القبائح والرذائل .
فغدا الصوم لنفسه حصناً حصيناً من الذنوب والمآثم، وحمىً مباحاً للمحاسن والمكارم، فصفتْ روحه ، ورقَّ قلبه، وصلحتْ نفسه، وتهذَّبتْ أخلاقه .
أما من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، فأمضى ليالي رمضان المباركة في لهو ومعصية، ونهاره في نوم وغفلة، لم يرع للشهر حرمته، وتجرأ على الحرمات ، فليبكي لعظيم حسراته وليسعى لاستدراك ما فاته..
لئلا يكون ممن قال فيه صلى الله عليه وسلم : ( أتاني جبرائيل عليه السلام فقال : يا محمد، رغم أنف امرئ من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قل : آمين، فقلت: آمين..)
فهنيئاً لمن أحسن استقباله ... هنيئاً لمن أكرم وفادته .. هنيئاً لمن قام ليله وصام نهاره .. هنيئاً لمن أقبل فيه على الله بقلبه وجوارحه .. هنيئاً لمن تقرب إلى الله فيه بأعمال صالحة .. وكفّ النفس عن سيئات قبيحة..
هنيئاً لمن تاب الله عليه ورضي عنه وأعتقه الله من النار في رمضان، وآهٍ على شخص أدرك رمضان ولم يغفر الله له ..وا حسرتاه على أناسٍ دخل رمضان وخرج وهم في غيهم يسرحون .. وخلف الشهوات يلهثون .. وفي القربات مفرطين ومقصرين
أفلا يحق لنا أن نبكي على فراق شهرنا الكريم ولياليه الزاهرة ، وساعاته العاطرة.. التي ولّتْ مدبرة ، وتتابعت مسرعة ، فكانت سجلاّتٍ مطويَّة ، وخزائن مغلقة، حافظةٌ لما أودعناها،شاهدةً لنا أوعلينا ،لا يدرَى من الرابح فيها فيُهنَّا، ولا الخاسر منا فيُعزَّى
حتى ينادي الله بنا يوم القيامة: ( يا عبادي! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ) رواه مسلم.
فهاهو رمضان آذن بوداع ، والعيد على إقبال بإسراع .
يا راحلاً وجميل الصبر يتبعــهُ هل من سبيل إلى لقـياك يتفقُ
ما أنصفتك دموعي وهي داميـةٌ ولا وفى لك قلبي وهو يحترقُ
فيا من صفَتْ له الأوقات في شهر الخيرات، وعمّر ساعاته بالصالحات، وزكّى نفسه بالطاعات، وفاضت عينُه بالعبرات، قد زال عنه تعب القيام وجوع الصيام وثبت له الأجر والثواب إن شاء الله تعالى
احمد الله واذكر نعمة ربك القائل (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم
واجتهد فيما بقي من حياتك ، ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. قال صلى الله عليه وسلم : يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل.
فأنت لا تدري هل قبل الله عملك أو ردّه عليك ؟
روى الترمذي عن عبد الرحمن بن سعيد أن عائشة رضي الله عنها قالت : ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ َ ))
فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يُقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات).قال ابن عمر رضي الله عنه : لو أعلم أن الله تقبل مني ركعتين لتمنيت الموت بعدها قال تعالى : ((انَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين(
وقال عبد العزيز بن أبي روّاد : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح ، فإذا فعلوه وقع عليهم الهمّ أُيقبل منهم أم لا ؟ وقال ابن رجب : كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر، فيقال له : إنه يوم فرح وسرور، فيقول : صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا؟
إخواني :- إنه وإن انْقَضَى شهرُ رمضانَ فإن عمل المؤمنِ لا ينقضِي قبْلَ الموت.
قال الله عزَّ وجلَّ : (( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )) ، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم : ( إذا مات ابن آدم انقطعَ عملُه ) فلم يَجْعلْ لانقطاع العملِ غايةً إلاّ الموتَ
ولقد فقه سلفنا الصالحون عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا، ومصيرها إلى الآخرة، فاستوحشوا من فتنتها، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها، وتناءت قلوبهم من مطامعها، وارتفعت همتهم على السفاسف
فلا تراهم إلا صوامين قوامين، باكين عابدين ، ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تبيّن علو همتهم في التوبة والاستقامة، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات، وهاك طرفًا من عباراتهم وعباداتهم التي تدل على تشميرهم وعزيمتهم وهمتهم :
قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره ... وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل،
وكان أبو مسلم الخولاني يقول : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يستأثروا به دوننا ؟ كلا والله .. لُتُزاحمَنَّهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.
قال عمر بن الخطاب: إن لهذه القلوب إقبالاً وإدبارًا فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل وإن أدبرت فألزموها الفرائض ..
فيا عجبًا لإنسان عاقل يعود إلى مرارة المعصية بعد أن ذاق حلاوة الطاعة
شـارط النفس وراقب لا تكـن مثل البهائم
ثم حاسـبها وعاتـب وعلـى هـذا فلازم
ثم جاهدها وعاقـب هكذا فعـل الأكـارم
لم يزالوا في سـجالِ للنـفـوس محاربينا
فاز من قام الليـالي بصـلاة الخاشعيـنا
الخطبة الثانية :
وبعد معاشر المسلمين: فها هو الشهر يترحل, ولعل بعضكم لا يدركه بعد هذا العام، أو لربما لا يؤخره المنون إلى التمام، فيا ربح من فاز فيه بالسعادة والفلاح، ويا حسرة من فاتته هذه المغانم والأرباح، نعم لقد دنا رحيل هذا الشهر وحان، وربَّ مؤمِّلٍ لقاء مثله خانه الإمكان، فاغتنم - أيها المفرط - في طاعة المنان, الفرصة قبل فوات الأوان، وتيقظ أيها الغافل من سنة المنام، وانظر ما بين يديك من فواجع الأيام، واحذر أن يشهد عليك الشهر بقبائح الآثام، واجتهد في حسن الخاتمة فالعبرة بحسن الختام, وطوبى لمن قدم يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرٍ محضراً
اجتهد في الشهر ما دمت في آنه, تبوأ لنفسك موضعاً في الجنة قبل غلق أبوابها, إختم الشهر بتوبة واستغفار, وأبشر فما يخيّب الله من لجأ إليه وهو الرحيم الغفار .
عباد الله : يا لها من خسارة، أن ترى أهل الإيمان واليقين، وركائب التائبين وقوافل المستغفرين، قد حظوا في ساعات الليل بالقرب والزلفى والرضوان، وأنت مازلت بعيداً, أوترجوا الخلود؟, أما تخاف أن يفجأك الأجل وأنت لم تزل تسوف بالتوبة وحُسن العمل
أسفاً لك إذا دعيت للتوبة وما أجبت, يا حسرة لك إذا انقضى رمضان وما ربحت, كم من امريء سيندم على التفريط إذ حلّ العيد, كم من امريء سيندم على التفريط إذا تجلت الصحف عن الرب للعبيد, فاعمل ليومٍ تفرح إذ يندم المفرطون.
عبد الله : استدرك من رمضان ذاهباً، ودع اللهو جانباً ، وتقلب في منازل العبودية بين فرضٍ ونافلة، واجعل الحياة بطاعة ربك حافلة،
وانطرح بين يدي مولاك قائلاً:
إلهي لا تعذبني فإني ** مقر بالذي قد كان مني
وما لي حيلةٌ إلا رجائي ** لعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي في الخطايا ** وأنتَ عليّ ذو فضلٍ ومنِ
إذا فكرتُ في ندمي عليها ** عضضتُ أناملي وقرعتُ سني
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
مواضيع مماثلة
» خطبة آخر جمعه لشهر رمضان 213 هجريه لشيخ شريف ابراهيم :مسجد التقوى شندى
» خطبة دخول رمضان / لشيخ شريف ابراهيم الحسين/ مسجد التقوى شندى
» خطبة الجمعه لشيخ : شريف ابراهيم الحسين / مسجد التقوى شندى
» خطبة الجمعه / لشيخ :شريف ابراهيم :مسجد التقوى شندى (غزوة بدر)
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 17 /2 / 2012 م
» خطبة دخول رمضان / لشيخ شريف ابراهيم الحسين/ مسجد التقوى شندى
» خطبة الجمعه لشيخ : شريف ابراهيم الحسين / مسجد التقوى شندى
» خطبة الجمعه / لشيخ :شريف ابراهيم :مسجد التقوى شندى (غزوة بدر)
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 17 /2 / 2012 م
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى