خطبة الجمعه / لشيخ :شريف ابراهيم :مسجد التقوى شندى (غزوة بدر)
صفحة 1 من اصل 1
خطبة الجمعه / لشيخ :شريف ابراهيم :مسجد التقوى شندى (غزوة بدر)
الخطبة الأولى :
أيها المسلمون ، في مثل هذه الأيام المباركات ، وفي شهر رمضان المبارك نصر الله عبده ونبيه محمداً والمسلمين معه في يوم سماه الله يوم الفرقان ، في معركة نصر الله بعدها دينه وأظهر أمره ، وأصبح الكفر وأهله في تراجع من بعدها . هذه المعركة معركة بدر هي الوقعة العظيمة التي فرق الله فيها بين الحق و الباطل و أعز الإسلام ، و دمغ الكفر و أهله ، و ذلك أنّه لما كان في رمضان من السنة الثانية بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّ عيراً مقبلة من الشام بصحبة أبي سفيان ، في ثلاثين أو أربعين رجلاً من قريش و هي عير عظيمة ، تحمل أموالاً جزيلة لقريش ، فندب صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إليها ، و أمر من كان ظهره حاضراً بالنهوض ، و لم يحتفل لها احتفالاً كثيراً ، إلا أنّه خرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، بعد ثمانٍ خلون من رمضان ، و استخلف على المدينة ابنَ أم مكتوم .
ودفع صلى الله عليه و سلم اللواء إلى مصعب بن عمير ، والراية الواحدة إلى علي بن أبي طالب ، والراية الأخرى إلى رجل من الأنصار ، وكانت راية الأنصار بيد سعد بن معاذ ، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة . وسار صلى الله عليه وسلم فلما قرب من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني ، وهو حليف بني ساعدة ، وعدي بن أبي الزغباء الجهني حليف بني النجار إلى بدر يتحسسان أخبار العير .
وأما أبو سفيان فإنه بلغه مخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وقصده إياه ، فاستأجر ضمضم ابن عمرو الغفاري إلى مكة مستصرخاً لقريش بالنفير إلى عيرهم ليمنعوه من محمد وأصحابه .
وبلغ الصريخُ أهلَ مكة ، فنهضوا مسرعين وأوعبوا في الخروج ، ولم يتخلف من أشرافهم أحدٌ سوى أبي لهب ، وخرجوا من ديارهم كما قال الله عز و جل : " بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله " وأقبلوا في تحمل وحنق عظيم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه لما يريدون من أخذ عيرهم ، وقد أصابوا بالأمس عمرو بن الحضرمي والعير التي كانت معه .
فجمعهم الله على غير ميعاد لما أراد في ذلك من الحكمة كما قال تعالى " ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا "
ولما بلغ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم خروجُ قريش استشار أصحابه ، فتكلم كثير من المهاجرين فأحسنوا ، ثم استشارهم وهو يريد بما يقول الأنصار ، فبادر سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه فقال : يا رسول الله ! كأنك تعرض بنا ، فو الله يا رسول الله ، لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ، فَسِر بنا يا رسول الله على بركة الله . فسُرَّ صلى الله عليه و سلم بذلك وقال : " سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين " .
ثم رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم ونزل قريباً من بدر ، وركب صلى الله عليه وسلم مع رجل من أصحابه مستخبراً ثم انصرف ، فلما أمسى بعث علياً وسعداً والزبير إلى ماء بدر يلتمسون الخبر ، فقدموا بعبدين لقريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ، فسألهما أصحابه لمن أنتما ؟ فقالا :نحن سقاة لقريش . فكره ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وودوا أن لو كانا لعير أبي سفيان وأنه منهم قريب ليفوزوا به ، لأنه أخف مؤونة من قتال النفير من قريش لشدة بأسهم واستعدادهم لذلك ، فجعلوا يضربونهما ، فإذا آذاهما الضرب قالا : نحن لأبي سفيان . فإذا سكتوا عنهما قالا : نحن لقريش . " فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال : والذي نفسي بيده إنكم لتضربونهما إذا صدقا و تتركونهما إذا كذبا . ثم قال لهما : أخبراني أين قريش ؟ قالا: وراء هذا الكثيب . قال : كم القوم ؟ قالا : لا علم لنا . فقال : كم ينحرون كل يوم ؟ فقالا : يوماً عشراً ويوماً تسعاً . فقال صلى الله عليه و سلم : القوم ما بين التسعمائة إلى الألف "
و بلغ ذلك قريشاً ، فأبى أبو جهل و قال : والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر ، ونقيم عليه ثلاثاً ، ونشرب الخمر ، و تضرب على رؤوسنا القيان ، فتهابنا العرب أبداً ، فبادر رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشاً إلى ماء بدر ، و نزل على أدنى ماء هناك ،
ومشى صلى الله عليه و سلم في موضع المعركة ، وجعل يريهم مصارع رؤوس القوم واحداً واحداً ، ويقول : " هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان " . قال عبد الله بن مسعود : فو الذي بعثه بالحق ما أخطأ واحد منهم موضعه الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و بات رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الليلة يصلي إلى جذم شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان ، فلما أصبح و أقبلت قريش في كتائبها ، قال صلى الله عليه و سلم : " اللهم هذه قريش قد أقبلت في فخرها وخيلائها ، تحادك وتحاد رسولك " .
وعدَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر وحده ، وقام سعد بن معاذ وقوم من الأنصار على باب العريش يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخرج عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، ثلاثتهم جميعاً يطلبون البراز ، فخرج إليهم من المسلمين ثلاثة من الأنصار ، وهم : عوف ومعوذ ابنا عفراء ، وعبد الله بن رواحة ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، فقالوا : أكفاءٌ كرامٌ وإنما نريد بني عمنا ، فبرز لهم علي وعبيدة بن الحارث وحمزة رضي الله عنهم ، فقَتَل عليٌ الوليدَ ، وقتل حمزةُ عتبة ،
ثم حمي الوطيس ، واشتد القتال ، ونزل النصر ، واجتهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء ، وابتهل ابتهالاً شديداً ، حتى جعل رداؤه يسقط عن منكبيه ، وجعل أبو بكر يصلحه عليه ويقول : يا رسول الله ، بعض مناشدتك ربك ، فإنه منجزٌ لك ما وعدك . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض " فذلك قوله تعالى " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " ثم أغفا رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءةً ، ثم رفع رأسه وهو يقول : " أبشر يا أبا بكر ، هذا جبريل على ثناياه النقع " .
الخطبة الثانية :
عباد الله في ذلك اليوم قد تبدى الشيطان لقريش في صورة سراقة بن مالك وزيّن لهم ما هم فيه فذلك قوله تعالى : " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون "
وذلك أنه رأى الملائكة حين نزلت للقتال ، ورأى ما لا قبل له به ، ففر وقاتلت الملائكة كما أمرها الله ، وكان الرجل من المسلمين يطلب قرنه ، فإذا به قد سقط أمامه . ومنح الله المسلمين أكتاف المشركين ، وتبعهم المسلمون في آثارهم ، يقتلون ويأسرون ، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين ، وأخذوا غنائمهم . فكان من جملة من قُتل من المشركين ممن سمى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موضعه بالأمس : أبو جهل ومعوذ بن عفراء ، وعتبة و شيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فسحبوا إلى القليب ، ثم وقف عليهم ليلاً ، فبكَّتهم وقرعهم ، وقال : " بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذّبتموني وصدّقني الناس ، و خذلتموني ونصرني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس " . ثم أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعرصة ثلاثاً .
ثم ارتحل بالأسارى والمغانم ، وقد جعل عليها عبد الله بن كعب بن عمرو. وأنزل الله في غزوة بدر سورة الأنفال ، فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قسم المغانم كما أمره الله تعالى ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه في الأسارى : ماذا يصنع بهم ؟ فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يقتلوا ، وأشار أبو بكر رضي الله عنه بالفداء ، و هوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ، فحلل لهم ذلك فأنزل الله تعالى قوله "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مؤيداً مظفراً منصوراً ، قد أعلى الله كلمته ، ومكن له ، وأعز نصره ، فأسلم حينئذ بشرٌ كثير من أهل المدينة .
أيها المسلمون ، في مثل هذه الأيام المباركات ، وفي شهر رمضان المبارك نصر الله عبده ونبيه محمداً والمسلمين معه في يوم سماه الله يوم الفرقان ، في معركة نصر الله بعدها دينه وأظهر أمره ، وأصبح الكفر وأهله في تراجع من بعدها . هذه المعركة معركة بدر هي الوقعة العظيمة التي فرق الله فيها بين الحق و الباطل و أعز الإسلام ، و دمغ الكفر و أهله ، و ذلك أنّه لما كان في رمضان من السنة الثانية بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أنّ عيراً مقبلة من الشام بصحبة أبي سفيان ، في ثلاثين أو أربعين رجلاً من قريش و هي عير عظيمة ، تحمل أموالاً جزيلة لقريش ، فندب صلى الله عليه وسلم الناس للخروج إليها ، و أمر من كان ظهره حاضراً بالنهوض ، و لم يحتفل لها احتفالاً كثيراً ، إلا أنّه خرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، بعد ثمانٍ خلون من رمضان ، و استخلف على المدينة ابنَ أم مكتوم .
ودفع صلى الله عليه و سلم اللواء إلى مصعب بن عمير ، والراية الواحدة إلى علي بن أبي طالب ، والراية الأخرى إلى رجل من الأنصار ، وكانت راية الأنصار بيد سعد بن معاذ ، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة . وسار صلى الله عليه وسلم فلما قرب من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني ، وهو حليف بني ساعدة ، وعدي بن أبي الزغباء الجهني حليف بني النجار إلى بدر يتحسسان أخبار العير .
وأما أبو سفيان فإنه بلغه مخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وقصده إياه ، فاستأجر ضمضم ابن عمرو الغفاري إلى مكة مستصرخاً لقريش بالنفير إلى عيرهم ليمنعوه من محمد وأصحابه .
وبلغ الصريخُ أهلَ مكة ، فنهضوا مسرعين وأوعبوا في الخروج ، ولم يتخلف من أشرافهم أحدٌ سوى أبي لهب ، وخرجوا من ديارهم كما قال الله عز و جل : " بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله " وأقبلوا في تحمل وحنق عظيم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه لما يريدون من أخذ عيرهم ، وقد أصابوا بالأمس عمرو بن الحضرمي والعير التي كانت معه .
فجمعهم الله على غير ميعاد لما أراد في ذلك من الحكمة كما قال تعالى " ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا "
ولما بلغ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم خروجُ قريش استشار أصحابه ، فتكلم كثير من المهاجرين فأحسنوا ، ثم استشارهم وهو يريد بما يقول الأنصار ، فبادر سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه فقال : يا رسول الله ! كأنك تعرض بنا ، فو الله يا رسول الله ، لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك ، فَسِر بنا يا رسول الله على بركة الله . فسُرَّ صلى الله عليه و سلم بذلك وقال : " سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين " .
ثم رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم ونزل قريباً من بدر ، وركب صلى الله عليه وسلم مع رجل من أصحابه مستخبراً ثم انصرف ، فلما أمسى بعث علياً وسعداً والزبير إلى ماء بدر يلتمسون الخبر ، فقدموا بعبدين لقريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ، فسألهما أصحابه لمن أنتما ؟ فقالا :نحن سقاة لقريش . فكره ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وودوا أن لو كانا لعير أبي سفيان وأنه منهم قريب ليفوزوا به ، لأنه أخف مؤونة من قتال النفير من قريش لشدة بأسهم واستعدادهم لذلك ، فجعلوا يضربونهما ، فإذا آذاهما الضرب قالا : نحن لأبي سفيان . فإذا سكتوا عنهما قالا : نحن لقريش . " فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال : والذي نفسي بيده إنكم لتضربونهما إذا صدقا و تتركونهما إذا كذبا . ثم قال لهما : أخبراني أين قريش ؟ قالا: وراء هذا الكثيب . قال : كم القوم ؟ قالا : لا علم لنا . فقال : كم ينحرون كل يوم ؟ فقالا : يوماً عشراً ويوماً تسعاً . فقال صلى الله عليه و سلم : القوم ما بين التسعمائة إلى الألف "
و بلغ ذلك قريشاً ، فأبى أبو جهل و قال : والله لا نرجع حتى نرد ماء بدر ، ونقيم عليه ثلاثاً ، ونشرب الخمر ، و تضرب على رؤوسنا القيان ، فتهابنا العرب أبداً ، فبادر رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشاً إلى ماء بدر ، و نزل على أدنى ماء هناك ،
ومشى صلى الله عليه و سلم في موضع المعركة ، وجعل يريهم مصارع رؤوس القوم واحداً واحداً ، ويقول : " هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان " . قال عبد الله بن مسعود : فو الذي بعثه بالحق ما أخطأ واحد منهم موضعه الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و بات رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الليلة يصلي إلى جذم شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان ، فلما أصبح و أقبلت قريش في كتائبها ، قال صلى الله عليه و سلم : " اللهم هذه قريش قد أقبلت في فخرها وخيلائها ، تحادك وتحاد رسولك " .
وعدَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر وحده ، وقام سعد بن معاذ وقوم من الأنصار على باب العريش يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخرج عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، ثلاثتهم جميعاً يطلبون البراز ، فخرج إليهم من المسلمين ثلاثة من الأنصار ، وهم : عوف ومعوذ ابنا عفراء ، وعبد الله بن رواحة ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، فقالوا : أكفاءٌ كرامٌ وإنما نريد بني عمنا ، فبرز لهم علي وعبيدة بن الحارث وحمزة رضي الله عنهم ، فقَتَل عليٌ الوليدَ ، وقتل حمزةُ عتبة ،
ثم حمي الوطيس ، واشتد القتال ، ونزل النصر ، واجتهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء ، وابتهل ابتهالاً شديداً ، حتى جعل رداؤه يسقط عن منكبيه ، وجعل أبو بكر يصلحه عليه ويقول : يا رسول الله ، بعض مناشدتك ربك ، فإنه منجزٌ لك ما وعدك . ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض " فذلك قوله تعالى " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين " ثم أغفا رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءةً ، ثم رفع رأسه وهو يقول : " أبشر يا أبا بكر ، هذا جبريل على ثناياه النقع " .
الخطبة الثانية :
عباد الله في ذلك اليوم قد تبدى الشيطان لقريش في صورة سراقة بن مالك وزيّن لهم ما هم فيه فذلك قوله تعالى : " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون "
وذلك أنه رأى الملائكة حين نزلت للقتال ، ورأى ما لا قبل له به ، ففر وقاتلت الملائكة كما أمرها الله ، وكان الرجل من المسلمين يطلب قرنه ، فإذا به قد سقط أمامه . ومنح الله المسلمين أكتاف المشركين ، وتبعهم المسلمون في آثارهم ، يقتلون ويأسرون ، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين ، وأخذوا غنائمهم . فكان من جملة من قُتل من المشركين ممن سمى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موضعه بالأمس : أبو جهل ومعوذ بن عفراء ، وعتبة و شيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فسحبوا إلى القليب ، ثم وقف عليهم ليلاً ، فبكَّتهم وقرعهم ، وقال : " بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذّبتموني وصدّقني الناس ، و خذلتموني ونصرني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس " . ثم أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بالعرصة ثلاثاً .
ثم ارتحل بالأسارى والمغانم ، وقد جعل عليها عبد الله بن كعب بن عمرو. وأنزل الله في غزوة بدر سورة الأنفال ، فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفراء قسم المغانم كما أمره الله تعالى ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه في الأسارى : ماذا يصنع بهم ؟ فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يقتلوا ، وأشار أبو بكر رضي الله عنه بالفداء ، و هوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ، فحلل لهم ذلك فأنزل الله تعالى قوله "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )
ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مؤيداً مظفراً منصوراً ، قد أعلى الله كلمته ، ومكن له ، وأعز نصره ، فأسلم حينئذ بشرٌ كثير من أهل المدينة .
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
مواضيع مماثلة
» خطبة الجمعه لشيخ : شريف ابراهيم الحسين / مسجد التقوى شندى
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 20 / 1 / 2012م
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 27 / 2012
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 10 / 2 / 2012 م
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 17 /2 / 2012 م
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 20 / 1 / 2012م
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 27 / 2012
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 10 / 2 / 2012 م
» خطبة الجمعه لشيخ شريف ابراهيم الحسين شندى مسجد التقوى 17 /2 / 2012 م
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى