الطيب مصطفى - عمود 2- ربيع الأول - 1433هـ
صفحة 1 من اصل 1
الطيب مصطفى - عمود 2- ربيع الأول - 1433هـ
د. محمد المهدي مندور رجل كنتُ ولا أزال أكنُّ له احتراماً وتقديراً وهو بالقطع يعرفني ويعرف تماماً ما ينطوي عليه منبر السلام العادل من توجُّهات وبالرغم من ذلك لم أدهش لهجومه على المنبر واتهامه إيّاه بأنه حزب عنصري فقد كنتُ أتوقَّع ألاّ يحتمل النقد الذي وجّهناه إلى المؤتمر الوطني وليس أسهل من ترديد التهمة التي راجت والتي يسهل تسويقها كونها كانت أهم ما تفتقت عنه «عبقرية» الحركة الشعبية وحلفائها من بني علمان خلال الفترة الانتقالية التي سبقت خروج الجنوب من خريطة السودان!!
لكن بربِّكم أليس غريباً ألاّ يجد مندور ما يرمينا به غير تلك الصفة التي يعلم أنها زائفة وأن من روَّج لها هو الحركة الشعبية عدونا وعدوهم خاصة وأن تقاطع المصالح المتمثل في مواجهة الحركة الشعبية خلال الفترة الانتقالية اضطرتنا إلى أن نجد أنفسنا متفقين على التصدي للحركة الشعبية وإن اختلفت منطلَقات كلٌّ منا فنحن نصدر عن عداء «فكري» للحركة التي كانت تهدِّد هُويتنا من خلال طرحها لمشروع السودان الجديد الذي شننّا عليه حرباً شعواء بينما كان المؤتمر الوطني يواجه الحركة سياسياً جراء التشاكس الذي كانت تقود به المعارضة وما كان المؤتمر الوطني معنياً بطرح الحركة الذي يُفترض أنه مصادم لمشروعه وبرنامجه السياسي والفكري وما تصدّى في يوم من الأيام لمشروعها العنصري لإعادة هيكلة السودان وإنهاء ما سمّته بالنموذج العربي الإسلامي المتحكِّم!!
أجدُني مضطراً لأن أتحدّى مندور الذي أُصرَّ رغم (فظاعة) الاتهام الذي وجهه إلينا على أن أصفه بالصديق.. أتحداه أن يُثبت ما قال وأنا مستعد لمناظرته كفاحاً حول هذه القضية وغيرها.. أقول ذلك رغم علمي أن كلام مندور لا يعدو أن يكون مجرد كلام سياسة لا يقوم على مبدأ الهدف منه الانتصار لحزبه لكني قبل أن أتعرّض لحديثه وأرد عليه أقول لمندور.. أرجو أن تحتملوا الرأي الآخر فأنتم في الحكم تفعلون ما تشاءون فهل كثيرٌ علينا أن (نهرف) بالكلام.. مجرد الكلام؟! أقول إنه من الأفضل لكم أن يعارضكم حزب إسلامي من أن يعارضكم حزب علماني أو طائفي فنحن نريد أن يخلص السودان للإسلام ولا ينبغي أن تغضبوا ــ طالما أن هدفكم هو الإسلام ــ إن جاء على أنقاضكم حزب إسلامي إلا إذا كان الهدف هو الحكم وليس الفكرة التي رويتموها بالدماء قبل أن تسلموها إلى حزبكم المدغمس الذي ما عاد قادراً على مواجهة التحديات ومعالجة السلبيات التي تكتنف المشهد السياسي!!
على كل حال أقول لمندور إن الله سائلك عما رميتَ به المنبر فقد ذكرتَ وفق ما أوردت (الوطن) ما يلي: (أرى أنه كرّس للعنصريّة والقبليّة والانفصال وهذا ليس منهجنا في المؤتمر الوطني.. نحن ضد الجهوية والعنصرية وواضح أن هناك تطور جديد في تجربة المنبر من خلال نقد المؤتمر الوطني)!!
هل فهمتم الآن قرائي لماذا هاجمنا مندور؟! تمعّنوا بربِّكم في قوله إنه (تطوُّر جديد في تجربة المنبر من خلال نقد المؤتمر الوطني)!! وهو ما جعل مندور يثأر ويحاول أن ينتقم!!
كنا يا مندور نواجه عدواً يهدِّد هُويَّتنا الأمر الذي جعل كثيرين يظنون أننا جزء من المؤتمر الوطني كونه يفيد من الحرب التي خضناها ضد الحركة الشعبية التي كانت تشكِّل خطراً عليه أما الآن وقد أذهب الله عنا الحركة والجنوب فقد آن الأوان لأن نتصدّى لمشكلات السودان ففي السابق كان شعارنا الأول: (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) مع الحركة ولا قضية أهم من تحرير السودان الشمالي من الاستعمار الجنوبي الذي كبّل مسيرته وأغرقه في بحور من الدماء والدموع أما الآن فقد آن لنا أن ننصرف إلى بناء بلادنا بعد أن أسهمنا في تحريرها.
لكن هل واجهنا خلال المرحلة الانتقالية بل وقبلها الحركة وسعينا لإنجاز مشروعنا لفصل الشمال عن الجنوب فحسب أم كنا نخوض معركة شرسة ضد المؤتمر الوطني والحكومة بسبب الأخطاء الكبرى التي ارتكبها هل يستطيع كائن من كان أن يزعم أن حزباً أو تنظيماً سياسياً آخر غير المنبر تصدّى لنيفاشا قبل أن تُبرم وبعد أن وُقِّعت أو أن تنظيماً أو حزباً واجه المؤتمر الوطني وحكومته فيما يتعلق بنيفاشا وتنزيلها على أرض الواقع خلال الفترة الانتقالية مثلما فعل المنبر وصحيفة (الإنتباهة) التي ابتدعت تعابير سياسية أصبحت دارجة في الإعلام والصحافة مثل كلمة (الانبطاح) في وصف تعامُل المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية وظلَّ هذا دَأَبَنا حتى اتفاق أديس الإطاري الذي لعب المنبر و(الإنتباهة) دوراً كبيراً في إجهاضه لذلك ليس صحيحاً أن قيام المنبر بنقد المؤتمر الوطني أمرٌ جديد بل إننا ظللنا ننتقد كل الممارسات الخاطئة بما في ذلك تفشّي الفساد.
نواصل ...
لكن بربِّكم أليس غريباً ألاّ يجد مندور ما يرمينا به غير تلك الصفة التي يعلم أنها زائفة وأن من روَّج لها هو الحركة الشعبية عدونا وعدوهم خاصة وأن تقاطع المصالح المتمثل في مواجهة الحركة الشعبية خلال الفترة الانتقالية اضطرتنا إلى أن نجد أنفسنا متفقين على التصدي للحركة الشعبية وإن اختلفت منطلَقات كلٌّ منا فنحن نصدر عن عداء «فكري» للحركة التي كانت تهدِّد هُويتنا من خلال طرحها لمشروع السودان الجديد الذي شننّا عليه حرباً شعواء بينما كان المؤتمر الوطني يواجه الحركة سياسياً جراء التشاكس الذي كانت تقود به المعارضة وما كان المؤتمر الوطني معنياً بطرح الحركة الذي يُفترض أنه مصادم لمشروعه وبرنامجه السياسي والفكري وما تصدّى في يوم من الأيام لمشروعها العنصري لإعادة هيكلة السودان وإنهاء ما سمّته بالنموذج العربي الإسلامي المتحكِّم!!
أجدُني مضطراً لأن أتحدّى مندور الذي أُصرَّ رغم (فظاعة) الاتهام الذي وجهه إلينا على أن أصفه بالصديق.. أتحداه أن يُثبت ما قال وأنا مستعد لمناظرته كفاحاً حول هذه القضية وغيرها.. أقول ذلك رغم علمي أن كلام مندور لا يعدو أن يكون مجرد كلام سياسة لا يقوم على مبدأ الهدف منه الانتصار لحزبه لكني قبل أن أتعرّض لحديثه وأرد عليه أقول لمندور.. أرجو أن تحتملوا الرأي الآخر فأنتم في الحكم تفعلون ما تشاءون فهل كثيرٌ علينا أن (نهرف) بالكلام.. مجرد الكلام؟! أقول إنه من الأفضل لكم أن يعارضكم حزب إسلامي من أن يعارضكم حزب علماني أو طائفي فنحن نريد أن يخلص السودان للإسلام ولا ينبغي أن تغضبوا ــ طالما أن هدفكم هو الإسلام ــ إن جاء على أنقاضكم حزب إسلامي إلا إذا كان الهدف هو الحكم وليس الفكرة التي رويتموها بالدماء قبل أن تسلموها إلى حزبكم المدغمس الذي ما عاد قادراً على مواجهة التحديات ومعالجة السلبيات التي تكتنف المشهد السياسي!!
على كل حال أقول لمندور إن الله سائلك عما رميتَ به المنبر فقد ذكرتَ وفق ما أوردت (الوطن) ما يلي: (أرى أنه كرّس للعنصريّة والقبليّة والانفصال وهذا ليس منهجنا في المؤتمر الوطني.. نحن ضد الجهوية والعنصرية وواضح أن هناك تطور جديد في تجربة المنبر من خلال نقد المؤتمر الوطني)!!
هل فهمتم الآن قرائي لماذا هاجمنا مندور؟! تمعّنوا بربِّكم في قوله إنه (تطوُّر جديد في تجربة المنبر من خلال نقد المؤتمر الوطني)!! وهو ما جعل مندور يثأر ويحاول أن ينتقم!!
كنا يا مندور نواجه عدواً يهدِّد هُويَّتنا الأمر الذي جعل كثيرين يظنون أننا جزء من المؤتمر الوطني كونه يفيد من الحرب التي خضناها ضد الحركة الشعبية التي كانت تشكِّل خطراً عليه أما الآن وقد أذهب الله عنا الحركة والجنوب فقد آن الأوان لأن نتصدّى لمشكلات السودان ففي السابق كان شعارنا الأول: (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) مع الحركة ولا قضية أهم من تحرير السودان الشمالي من الاستعمار الجنوبي الذي كبّل مسيرته وأغرقه في بحور من الدماء والدموع أما الآن فقد آن لنا أن ننصرف إلى بناء بلادنا بعد أن أسهمنا في تحريرها.
لكن هل واجهنا خلال المرحلة الانتقالية بل وقبلها الحركة وسعينا لإنجاز مشروعنا لفصل الشمال عن الجنوب فحسب أم كنا نخوض معركة شرسة ضد المؤتمر الوطني والحكومة بسبب الأخطاء الكبرى التي ارتكبها هل يستطيع كائن من كان أن يزعم أن حزباً أو تنظيماً سياسياً آخر غير المنبر تصدّى لنيفاشا قبل أن تُبرم وبعد أن وُقِّعت أو أن تنظيماً أو حزباً واجه المؤتمر الوطني وحكومته فيما يتعلق بنيفاشا وتنزيلها على أرض الواقع خلال الفترة الانتقالية مثلما فعل المنبر وصحيفة (الإنتباهة) التي ابتدعت تعابير سياسية أصبحت دارجة في الإعلام والصحافة مثل كلمة (الانبطاح) في وصف تعامُل المؤتمر الوطني مع الحركة الشعبية وظلَّ هذا دَأَبَنا حتى اتفاق أديس الإطاري الذي لعب المنبر و(الإنتباهة) دوراً كبيراً في إجهاضه لذلك ليس صحيحاً أن قيام المنبر بنقد المؤتمر الوطني أمرٌ جديد بل إننا ظللنا ننتقد كل الممارسات الخاطئة بما في ذلك تفشّي الفساد.
نواصل ...
عبدالحق شريف الرباطابي- المدير العام
-
عدد المساهمات : 556
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
العمر : 36
الموقع : السودان
مواضيع مماثلة
» مندور والهجوم على منبر السلام العادل (2 ــ 2) عمود الطيب مصطفى اليوم
» الطيب مصطفى الصادق المهدي والعيب
» الاقتصار على الحلال الطيب
» د.عبد المنعم الطيب حميدة
» الفتوة والفخر في الدوبيت السوداني .... بقلم: أسعد الطيب العباسي
» الطيب مصطفى الصادق المهدي والعيب
» الاقتصار على الحلال الطيب
» د.عبد المنعم الطيب حميدة
» الفتوة والفخر في الدوبيت السوداني .... بقلم: أسعد الطيب العباسي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى