نظم الحلال فى الحكم والامثال
صفحة 1 من اصل 1
نظم الحلال فى الحكم والامثال
حرف الهمزة
ابْدأ بنفسِكَ فانهَها عن غيّها ... فإذا انتهَتْ عنهُ فأنتَ حكيمُ
عليك أن تبدأ بنفسك، إذا أردت الإصلاح، وأن تكفها عن الأذى والضلال، فإذا استقامت لك كنت حكيماً، وحق لك عندئذ أن تنهى الناس عن الضلال.
اجعلْ جليسَك دفتراً في نَشرِه ... للمَيْتِ من حِكَم العلومِ نشورُ
اجعل الكتاب جليسك، فإن في نشره نشراً للحكمة والعلم يحيا به الميت.
احذرْ محلَّ السوءِ لا تنزلْ بهِ ... وإذا نَبا بِكَ منزِلٌ فتحوَّلِ
لا تنزل منزل السوء والذل، فإذا ضاق بك منزل فاتركه وتحول إلى غيره.
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهمُ ... فطالما استعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
إحسانك للناس يجعلهم لك أخواناً وأنصاراً، والإنسان عبد الإحسان.
أحسَنُ ما يخرْجُ مِن يَديْكا ... تأديةُ الحقِّ الذي عَليْكا
إذا أديت حق الناس عليك فعلت ما يليق بك، وكان ذلك خيراً من أن تعطي من ليس له عليك حق.
احفظْ لسانكَ أنْ يقولَ فتُبتلى ... إنَّ البلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنْطقِ
لا تقل شيئاً يسبب لك الأذى والبلاء، وصن لسانك، فإن البلاء مرتبط باللسان.
احفظْ لسانكَ أيُّها الإنسانُ ... لا يلْدَ غَنَّك إنَّه ثُعبانُ
احفظ لسانك، فإنه يلدغك كالثعبان.
أحَقُّ الناس في الدّنيا بِعيْبٍ ... مُسيءٌ لا يُبالي أنْ يُعابا
أحق الناس بالعيب من لا يصلح عيوبه ولا يكترث بعيب الناس له.
احْملِ النفسَ على مَكروهِها ... إنَّ حلوَ العيشِ محفوفٌ بمُرِّ
اصبر على المكروه، فكل حلو ممزوج بالمر.
أخاكَ أخاكَ إنَّ مَنْ لا أخاً لهُ ... كَساعٍ إلى الهَيْجا بغير سلاحِ
احفظ أخاك فإنه سلاحك الذي تصول به، فإنك إن لم تحفظه كنت كمن يمضي إلى المعركة وليس له سلاح.
اخضعْ لعبدِ السِّوءِ في زمانِهِ ... ودار منْ تَحذَرُ مِنْ لسانِه
إذا كنت في زمن سوء يسود فيه العبيد فاخضع لهم، وإذا بليت بصاحب لسان قادر على الإضرار بك، فعليك أن تسايره وتداريه.
اخْطُ مع الدَّهرِ إذا ما خطا ... واجْرِ معَ الدَّهرِ كما يجْري
إذا مشى الدهر فامش معه وإذا جرى فاجر معه كما يشاء.
أخْلِقْ بذي الصَّبرِ أن يحظى بحاجتِه ... ومُدمِن القَرْعِ للأبوابِ أن يَلِجا
الصابر يظفر بحاجته، والمثابر على قرع الباب لا بد أن يدخل البيت.
أدبُ الكبيرِ مِنَ التَّعَبْ ... كَبُرَ الكبيرُ عنِ الأدَبْ
يمكن أن يؤدب الصغير أما تأديب الكبير فجهد ضائع.
إذا أبصرَ المرْءُ المروءَة والتُّقى ... وإنْ عَمِيَ العينانِ فهْو بصيرُ
إذا كان المرء يميز الخير من الشر ويعرف مواطن المروءة والتقوى، فهو البصير، بفؤاده. وإن كان أعمى العينين.
إذا أتَتِ الإِساءةُ مِنْ وضيعٍ ... ولَمْ ألُمِ المُسيءَ فمنْ ألومُ
إذا أساء لي الوضيع واللئيم فمن الذي ألومه إن لم ألمهما.؟
إذا أرسلْتَ في أمرٍ رَسولاً ... فأفْهِمهُ وأرسِلْهُ حَكيما
ليكن رسولكَ حكيماً، فهو يعرف كيف يتصرف ما دمت قد أفهمته ما يريد.
إذا استغْنَيْتَ عنْ شيءٍ فدَعهُ ... وخُذْ ما أنتَ مُحتاجٌ إليه
دع عنك ما تستغني عنه، وخذ ما تحتاج إليه.
إذا أعوَزَتْكَ أكُفُّ اللِّئامِ ... كفتْكَ القناعَةُ شِبْعاً ورِيَّا
القناعة أن تشبع وأن ترتوي فدع عنك الطلب إلى اللئام.
إذا أكملَ الرَّحمنُ للمرءِ عقْلهُ ... فقدْ كَمُلتْ أخلاقُهَ ومآربُهْ
إذا تم عقل المرء تم له كل شيء.
إذا المرءُ أعيتَهُ المروءةُ ناشئاً ... فمَطْلبُها كَهْلاً عليهِ بَعيدُ
إذا لم ينل المرء المجد في شبابه فقل أن يناله في شيخوخته.
إذا المرءُ أفشى سِرَّهُ بلِسانِهِ ... ولامَ عليهِ غيرَهُ فَهْوَ أحمقُ
إذا أفشيت سرك إلى من لا يحفظه ثم لمته على إفشائه فأنت أحمق.
إذا المرءُ أولاكَ الهوانَ فأولِهِ ... هَواناً وإنْ كانتْ قريباً أواصرُهْ
إذا سامك إنسان هواناً فسُمْه الهوان، وإن كان قريباً لك.
إذا المرءُ لمْ يبنِ افتخاراً لنفسهِ ... تضَايقَ عنهُ ما بنَتْهُ جدودهُ
لا خير للمرء في مجد بناه له جدوده إن لم يبن مجداً لنفسه.
إذا المرءُ لم يخزِنْ عليه لسانَهُ ... فليسَ على شيءٍ سواهُ بخزَّانِ
إن لم تحفظ لسانك لم تحفظ ما عداه.
إذا المرءُ لم يدنس من اللؤم عِرضُهُ ... فَكُلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ
إذا كان شرفك نظيفاً فأي لباس تلبسه جميل.
إذا المرءُ لم يطلُبْ معاشاً لنفسه ... شكا الفقرَ أو لامَ الصَّديق فأكثرا
إذا لم يستغن المرء عن الناس بعمله عاش فقيراً أو لام أصدقاءه.
إذا المرءُ لم يغلبْ هواهُ أقامَهُ ... بمنزلَةٍ فيها العَزيز ذَليلُ
إذا لم تغلب هواك أذللت نفسك، وإن كنت عزيزاً.
إذا المرء لم يُقدَرْ له ما يريدُهُ ... رَضِي بالذي يُقْضى له شاء أو أبى
إذا لم تستطع نيل ما تريد رضيت بما هو مكتوب لك، شئت أم أبيت.
إذا المرءُ لم يمدَحْهُ حسنُ فِعالهِ ... فمدَّاحه يهذي وإن كان مُفصحاً
مدح المرء بأعماله وأفعاله، فإذا لم يمدحه فعله كان مديح المادح له هذياناً مهما بالغ وأسرف.
إذا الجودُ لم يُرزَقْ خَلاصاً من الأذى ... فلا الحمْدُ مكسوباً ولا المالُ باقيا
إذا لم يكن الكرم خالصاً من المن، لم يكسب الكريم حمد الناس ولم يحفظ عليه ماله.
إذا امتحَنَ الدّنيا لبيبٌ تكشَّفتْ ... لهُ عنْ عدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ
الدنيا عدو باطن يلبس لباس صديق.
إذا أنتَ أكرمْتَ الكريمَ ملكْتَهُ ... وإن أنت أكْرَمْتَ اللئيمَ تمَرَدَّا
الكريم يملكه الإحسان، واللئيم يجعله الإكرام أكثر تمرداً ولؤماً.
إذا أنتَ حمَّلتَ الخؤونَ أمانةً ... فإنكَ قَدْ أسندتَها شرَّ مُسْنَدِ
إذا ائتمنت الخائن أمانة أضعتها وأضعت نفسك.
إذا أنتَ سارَرْتَ في مجلسٍ ... فإنَّكَ في أهلِهِ تُتَّهَمْ
إذا ساررت أحداً في مجلس اتهمك أهله، فالسر بين اثنين لا في جماعة.
إذا أنتَ لم تشربْ مراراً على القذى ... ظمئتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربُهْ
أنت مضطر أن تشرب الماء العكر أحياناً وإلا أصابك الظمأ، وقل أن نجد إنساناً يصفو دائماً شرابه.
إذا أنتَ لم تُضربْ عن الحقدِ لم تفُزْ ... بشكرٍ ولمْ تسمعْ بتقريظِ مادحِ
إذا كنت حاقداً لم يشكرك ولم يمدحك أحد.
إذا أنت لم تُعرضْ عن الجهلِ والخَنى ... أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
إذا كانت جاهلاً ظلمت الحليم أو لقيت جاهلاً يظلمك.
إذا أنتَ لم تعرفْ لنفسِكَ حقَّها ... هواناً بها كانتْ على الناسِ أهونا
إذا أهنت نفسك أهانك الناس.
إذا أنت لم تعْصِ الهوى قادكَ الهوى ... إلى بعضِ ما فيه عليكَ مَقالُ
إذا أطعت هواك قادك إلى شتم الناس لك.
إذا أنت لم تعْطِفْكَ إلا شفاعةٌ ... فلا خيرَ في ودٍ يكون بشافعِ
إذا كنت تحتاج إلى شفيع يشفع لي عندك وأنا لك صديق فبئس هذه الصداقة.
إذا أنت لم تقْدر على دُرِّ لُجَّةٍ ... فدعْهُ ولا تعْرض لحصباءِ ساحلِ
إذا عجزت عن إدراك الدر في قاع البحر فدع عنك حصا الشاطئ.
إذا أنت نازعتَ الرِّجالَ نوالَهُم ... فعِفَّ ولا تطلبْه بالجهدُ تُجهدِ
إذا طلبت عطاء الناس فكن عفيفاً، فإنك إذا طمعت أتعبت نفسك ولم تنل شيئاً.
إذا تاهَ الصديقُ عليكَ كِبْراً ... فَتِهْ كِبْراً على ذاكَ الصديقِ
إذا تكبر عليك صديقك فتكبر أنت عليه.
إذا تضايقَ أمرٌ فانْتَظِرْ فرَجاً ... فأضْيقُ الأمرِ أدناهُ إلى الفرجِ
إذا ضاق أمر عليك فانتظر فرجه، فإن أقرب الأمور إلى الفرج أكثرها ضيقاً.
إذا تَمَّ أمْرٌ بدا نَقْصُهُ ... توَقَّعْ زوالاً إذا قيلَ: تَمّْ
إذا تم شيء فسوف ينقص، والزوال عقبى التمام.
إذا حدَّثتكَ النفسُ أنك قادرٌ ... على ما حوَتْ أيدي الرِّجالِ فكذِّبِ
إذا ظننت أنك قادر على ما في أيدي الناس من مال أخطأت.
إذا رأيتَ نُيوبَ اللَّيثِ بارزةً ... فلا تظُنَّنَّ أنَّ الليثَ يَبتسِمُ
إذا كشر الأسد عن أنيابه فهو لا يبتسم لك وإنما يهم بالوثوب عليك.
إذا رُزِقَ الفتى وجْهاً وقاحاً ... تقلَّبَ في الأمورِ كما يَشاءُ
الرجل الوقح يغير مواقفه في كل وقت.
إذا رضِيَتْ عني كرامُ عشيرتي ... فلا زالَ غَضباناً عليَّ لِئامُها
إذا رضي الكرام عني فليغضب علي اللئام.
إذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءتُ ظنونهُ ... وصدَّقَ ما يعتادهُ من تَوَهُّمِ
من ساء فعله ساء ظنه وصدَّقَ أوهامَه.
إذا سَلِمتْ للمرءِ في الناس نفسُه ... وأحبابُه فالحادثات جُبارُ
إذا سلمت للمرء حياته وحياة أحبابه فكل ما عدا ذلك هين.
إذا شئت أن تعصى ولو كنتَ قادراً ... فمُرْ بالذي لا يُستطاعُ من الأمرِ
إذا أردت أن لا تطاع فمُرْ بما لا يستطاع.
إذا شئتَ يوماً أن تسودَ عشيرةً ... فبالحلم سُدْ لا بالتسرعِ والشّتمِ
الإنسان يسود قومه بالحلم لا بالشتم.
إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسهِ ... فصدرُ الذي يَسْتَودِعُ السّرَّ أضيقُ
من ضاق صدره عن سره كان صدر صاحبه به أضيق.
إذا ضَيَّعْتَ أولَ كُل أمْرٍ ... أبَتْ أعجازه إلاَّ التواءَ
من أضاع أوائل أمره أضاع أواخره.
إذا طاوعتَ نفسكَ كنتَ عبْداً ... لكلِّ دنيئةٍ تَدْعو إليها
من أطاع هواه كان عبداً لكل دنيئة.
إذا عاتَبْتَني في كل ذنبٍ ... فمَا فضلُ الكريمِ على اللئيمِ
من عاتب على كل ذنب كان شريكاً في الذنب.
إذا عدوُّكَ لم يُظْهرُ عداوتَه ... فما يضرُّكَ إنْ عاداكَ إِسْرارا
إذا عاداك امرؤ سراً فدعه فإنه يخشاك لأنه لا يعاديك جهراً.
إذا عُرفَ الكذَّابُ بالكذْبِ لمْ يكنْ ... يُصدَّقُ في شيءٍ وإِنْ كانَ صادقاً
الكذاب لا يُصدَّق، وإن صدق.
إذا عَقدَ القضاءُ عليكَ أمراً ... فليسَ يَحُلُّهُ إلاَّ القَضاءُ
لا يحل القضاء والقدر غير القضاء والقدر.
إذا عوقبَ الجاني على قدْرِ جرمهِ ... فتعنيفهُ بعدَ العقابِ من الرِّبا
لا تزد على معاقبة الجاني بأكثر من جنايته فأنت إذا عنفته فوق عقوبته ظلمته.
إذا قلتَ قولاً فاخْشَ ردَّ جوابه ... لكُلِّ مَقالٍ في الكلامِ جوابُ
إذا قلت كلاماً ففكر في جوابه، فلكل كلام جواب.
إذا قلتَ في شيءٍ نَعمْ فأتمَّهُ ... فإن نَعمْ دَيْنٌ على الحرِّ واجبُ
إذا وعدت فأوف، فوعد الحر دين.
إذا قيلَ مهلاً قالَ للحلمِ موضعٌ ... وحِلمُ الفتى في غير موضِعه جهلُ
للحلم موضع وللجهل موضع، والحلم في غير موضعه جهل.
إذا كانَ الطّباعُ طباعَ سوءٍ ... فلا أدبٌ يُفيدُ ولا أديبُ
من فسد طبعه لم يفده التأديب.
إذا كان حِلمُ المرء عوْنَ عدوهِ ... عليه فإنَّ العسْفَ أغنى وأنفَعُ
إذا كان الحلم يزيد في عداوة العدو، فالجهل والظلم خير منه.
إذا كان ربُّ الدارِ بالطبلِ ضارباً ... فلا تَلُمِ الصِّبيان فيها على الرقص
إذا كان الكبير يقرع طبلاً، كان من حق الصغار أن يرقصوا.
إذا كان في صدرِ ابنِ عمِّكَ إِحنةٌ ... فلا تَسْتثِرها سوفَ يبدو دَفينُها
إذا كتم ابن عمك حقده عليك فلا تستثره.
إذا كان وجهُ العُذْرِ ليس ببيِّنٍ ... فإن إطراحَ العُذرِ خيرٌ من العذرِ
إذا أردت أن تعتذر فليكن عذرك واضحاً مقبولاً فرب عذر أقبح من ذنب.
إذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذِلَّةٍ ... فلا تستعِدَّنَ الحُسامَ اليَمانيا
لماذا تعد سيفك ورمحك إن كنت ممن يقبل الضيم؟
إذا كنت تُهديني وأُهديكَ مثلَهُ ... فإنَّ الهَدايا بيننا تعَبُ الرّسلِ
إذا كانت هديتي لك مثل هديتك لي، فلماذا نتعب حامليها.
إذا كنت ذا رأيٍ فكُن ذا عزيمةٍ ... فإنَّ فسادَ الرّأيِ أن تترَدَّدا
إذا عزمت فانفذ عزيمتك، فالتردد يفسد العزائم.
إذا كنتَ ذا علمٍ وماراكَ جاهلٌ ... فأعرضْ ففي ترْكِ الجوابِ جوابُ
اعرض عن جواب الجاهل، فالسكوت خير الجواب.
إذا كنت ذا مالٍ ولم تكُ ذا ندىً ... فأنتَ إذاً والمُقْترون سَواءُ
من كان غنياً وبخيلاً ساوى الفقير.
إذا كنت في أمرٍ فكنْ فيه مُحسناً ... فعمَّا قليلٍ أنت ماضٍ وتاركُهَ
إذا قمت بعمل فأحسنه فسوف تذكر به.
إذا كنت في حاجةٍ مرْسِلاً ... فأرسِلْ حَكيماً ولا توصِهِ
ليكن رسولك حكيماً فهو يتصرف تصرفاً صحيحاً في حاجتك.
إذا كنت في دارٍ وحاولتَ تركَها ... فدَعْها وفيها إنْ رجَعتَ مَعادُ
إذا أردت أن تترك داراً أو بلدةً فاتركها ولك فيها أصدقاء، فربما عدت إليها.
إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ معاتباً ... صديقَكَ لم تلْقَ الذي لا تُعاتُبه
إذا عاتبت أصدقاءك في كل صغيرة وكبيرة لم يبق لك صديق.
إذا كنتَ لا بدَّ مُسْتَطْعِماً ... فمِنْ غيرِ مَنْ كان يَسْتطْعم
إذا طلبت حاجة فاطلبها ممن لم يكن بطلب الحاجات، فإن نفسه ما تزال فقيرة.
إذا كنت مَلْحيَّاً مُسيئاً ومُحسناً ... فغِشْيانُ ما تهوى من الأمرِ أكيَسُ
إذا لامك الناس على الإحسان وعلى الإساءة على حد سواء فافعل ما تشاء.
إذا لمْ تَخْشَ عاقبةَ اللَّيالي ... ولم تَسْتَحْيِ فافعلْ ما تَشاءْ
إذا كنت لا تخشى تقلبات الأيام، ولا تستحيي من الناس فافعل ما شئت.
إذا لمْ تستطعْ شيئاً فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إلى ما تَسْتَطيعُ
إذا عجزت عن شيء فاطلب غيره مما لا تعجز عنه.
إذا ما أتيتَ الأمرَ من غيرِ بابهِ ... ضلَلْتَ وإِن تقصدْ من الباب تهْتَدِ
من أتى الأمور من غير أبوابها ضل، فإنَ أتاها من أبوابها اهتدى.
إذا ما أرادَ اللهُ أهلاكَ نملةٍ ... أطالَ جناحيها فسيقَتْ إلى العطَبْ
إذا نبتت للنملة أجنحة هلكت.
إذا ما أرادَ اللهُ أهلاكَ نملةٍ ... سمَتْ بجناحيْها إلى الطَّيرانِ
إذا طارت النملة هلكت.
إذا ما الحَيُّ عاش بعظمِ ميْتٍ ... فذاكَ العظمَ حيٌّ وهْوَ ميْتُ
من عاش على مجد عظام آبائه الموتى، فالموتى هم الأحياء، أما هو فميت.
إذا ما الدهرُ جَرَّ على أناسٍ ... كلاكِلَهُ أناخَ بآخرينا
إذا أصاب الدهر قوماً أوشك أن يصيب آخرين.
إذا ما الشيَّخُ عوتِبَ زادَ شراً ... ويُعتِبُ بعدَ هَفْوتِه الوليدْ
عتاب الشيخ يزيده شراً وعتاب الصبي ينفعه ويرده.
إذا ما العقلُ لمْ يُعْقَدْ بقلبٍ ... فليسَ تجيءُ بالعقلِ الدّهورُ
من لم يرزق عقلاً يرشد قلبه لم تجئه الأيام بالعقل.
إذا ما المرءُ لم يَقْنَعْ بعيشٍ ... تقَنَّعَ بالمذَلَّةِ والصَّغارِ
من لم يقنع بعيشه تعرض للذل والصغار.
إذا ما امرؤٌ لم يَرْجُ منك مَودةً ... فلا ترْجُها منه ولا دفْعَ مشْهدِ
لا ترج مودة من لا يرجو مودتك.
إذا ما امرؤٌ من ذنبِه جاء تائباً ... إليكَ فلَمْ تغفرْ له فلكَ الذنْبُ
إذا أذنب الصديق وجاء يعتذر إليك فاقبل عذره، وإلا كنت أنت مذنباً.
إذا ما تأمَّلتَ الزَّمانَ وصرْفَه ... تيقنتَ أنَّ الموتَ خيرٌ من القتلِ
مصائب الزمان كثيرة، ولكنها متفاوتة، بعضها أشد من بعض، وبعضها أقل سوءاً من بعض، فالموت أفضل من القتل.
إذا ما جعلتَ السرّ عندَ مُضَيِّع ... فإنكَ ممنْ ضيّعَ السّرّ أذنبُ
إذا أعطيت سرك لمن يضيعه فالذنب ذنبك.
إذا ما ساقطٌ أثرى تعدَّى ... وأنكرَ قبلَ كُلِّ الناسِ نفسَهْ
إذا أصبح اللئيم غنياً تعدى حده وأنكر نفسه قبل أن ينكره الناس.
إذا ما قضيتَ الدَّيْنَ بالدَّيْنِ لم يكن ... قضاء ولكنْ كان غُرْماً على غُرْمِ
قضاء الدين بالدين زيادة في الغرم.
إذا محاسني اللاتي أدِلُّ بها ... كانتْ ذُنوباً فقلٍ لي كيف أعْتذِرُ
أنت تعد محاسني ذنوباً فكيف أفعل؟
إذا نطقَ السَّفيهُ فلا تَجِبْه ... فخيرٌ من إجابتهِ السّكوتُ
جواب السفيه السكوت عنه.
إذا نِلتَ السّلامةَ فاغْتنِمْها ... وحسبُكَ بالسلامةِ من غَنيمهْ
حسبك بالسلامة غنيمة.
إذا نلتُ منكَ الوُدَّ فالكلُّ هيِّنٌ ... وكلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرابُ
إذا صح ودك لم أبال بالناس، وإذا كنت معي فكل ما فوق التراب تراب
إذا وتَرْتَ امرأً فاحذرْ عداوتَه ... مَنْ يزرعِ الشوكَ لا يحصدْ به عِنبا
احذر عداوة من أسأت إليه، فإنك لا تحصد العنب إذا كنت زرعت الشوك.
اذكرْ ولا تنسَ الذينَ بادوا ... وهل تَراهُمْ حين بادُوا عادُوا
اذكر من مات، فهل تراه عاد بعد موته.
إرضَ من الدهرِ ما أتاكَ بهِ ... ما كلُّ يومٍ يصفو لكَ الحلَبْ
اقنع من الدهر بما يأتيك به، فليس الدهر كله صفواً.
أرى الأجدادَ تغلبُها كثيراً ... على الأولادِ أخلاقُ اللّئامِ
ربما غلبت أخلاق اللئام على الأولاد وإن طابت الأجداد.
أرى الأمسَ قد فاتَني ردُّهُ ... ولستُ على ثِقةٍ مِنْ غَدِ
ما مضى فات ولن يعود، ولست أعرفُ ما سيأتي به الغد.
أرى الناسَ خِلانَ الجوادِ ولا أرى ... بخيلاً له في العالمينَ خليلُ
الناس أصدقاء الكريم، ولا صديق للبخيل.
أرى حِلَلاً تصانُ على رجال ... وأعراضاً تُزالُ ولا تُصانُ
من الناس من يصون ثيابه ولا يصون شرفه.
أرى كلَّ ريحٍ سوف تسكنُ مَرةً ... وكلَّ سَماءٍ عن قليل تَقَشَّعُ
لا بد للريح أن تسكن مهما ثارت، ولا بد للسماء أن تتقشع مهما تلبدت بالغيوم.
أسأت إذ أحسنتُ ظَني بهم ... والحزمُ سوءُ الظَّنِّ بالناسِ
لقد أحسنت الظن بهم فأسأت، والحزم سوء الظن.
اسمعْ مقالةَ ذي لُبٍّ وتجربةٍ ... يُفدْكَ في اليوم ما في دهْرهِ عَلِما
إذا سمعت كلام الحكيم المجرب أفادك في يوم واحد ما تعلمه في حياته الطويلة.
أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ ... كرُّ الغداةِ ومَرُّ العَشيْ
كر الليل والنهار أهلك الكبير وأشاب رأس الصغير.
أشَدُّ الناسِ للعلمِ ادعاءً ... أقلُّهمُو بما هُو فيهِ عِلْما
أكثر الناس ادعاء للعلم أكثرهم جهلاً.
أشدّ عيوبِ المرءِ جهْل عيوبِه ... ولا شيءَ بالأقوامِ أزرى منَ الجهلِ
الجهل عيب وأشد أنواع الجهل أن تجهل عيوبك.
أَشقى البَرِيَّةِ باللئي ... مِ إذا تمَوَّلَ أهْلُ وُدِّه
أصدقاء اللئيم أشقى الناس به إذا أصبح غنياً.
أصابوا جَهولاً فاستعانُوا بجاهلٍ ... إذا الحلمُ لم ينفعْك فالجهلُ أحْزمُ
لقي الحكيم جهولاً فاستعان عليه بجاهل، والجهل ينفع الحليم إذا لم ينفعه حلمه.
اصبِرْ لأحداثِ الزَّمانِ فإنما ... فرَجُ الشدائدِ مثلَ حلِّ عقالِ
اصبر على مصائب الدهر فسرعان ما تنفرج كما يحل العقال.
اصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهمُو ... رُبَّ مَنْ صاحبْتُهُ مثلُ الجرَبْ
عليك بصحبة الأخيار، فصحبة الأشرار داء مثل الجرب.
اصرفِ النفس عن كثير منَ النا ... سِ فما كلُّ مَنْ تَرى بصديقِ
لا تتعلق بكثير من الناس، فليسوا كلهم أصدقاء.
اطوِ كَشْحاً عن الجَزَع ... يَصنعُ الدَّهرُ ما صَنَع
لا تجزع، وليفعل الدهر ما يشاء.
أعاتبُ إخواني وأُبقي عليْهمو ... ولستَ بمُستبْقٍ أخاً لا تُعاتِبُهْ
أعاتب إخواني إذا أذنبوا عتاباً يسيراً يبقي على صداقتهم، وقل أن تجد صديقاً لا تعاتبه.
أعاتبُ نفسي إن تبَسَّمتُ خالياً ... وقد يَضحكُ الموتورُ وهْوَ حزينُ
أنا محزون فإذا تبسمت وحدي لمت نفسي، وقد يضحك الحزين.
أعاذكَ اللهُ من سِهامهِمُ ... ومُخَطَّأٌ منْ رَمْيُه القَمَرُ
لقد أجارك الله من رمي سهام الأعداء وأنقذك منها، لأن مكانك رفيع، والسهام لا تبلغ القمر العالي.
أعاذلُ ما أدنى الرّشادَ منَ الفتى ... وأبعدَه منهُ إذا لمْ يُسدَّدِ
ما أقرب الرشاد من الفتى إ ذا ساعده الحظ وما أبعده عنه إذا لم يساعده.
أعاذلُ مَن تُكتبْ له النار يلقَها ... كفاحاً ومَن يُكتبْ له الفوزُ يَسعدِ
من كتب عليه العذاب لقي الحياة كفاحاً ومن كتب عليه الفوز لقي الحياة سعادة.
أعاذلُ مَن لا يُصلحِ النفسَ خالياً ... من الناس لا يُرشَدْ لقولِ المُفنِّدِ
من لم يصلح نفسه لم يصلحه الناس.
اعتبرِ اليومَ بأمسِ الذاهبِ ... واعْجَبْ فما تنفكُ مِنْ عجائبِ
اعتبر يومك بأمسك، واعجب للدهر فكم فيه من عجائب
اعرِفْ لجارِك حَقَّهُ ... والحقُّ يَعْرفُه الكَريمُ
اعرف حق الجار عليك، والكريم يعرف ما عليه من حق.
أعزُّ مكانٍ في الدّنا سَرْجُ سابحٍ ... وخَيرُ جليسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
صهوة الحصان أعز مكان، والكتاب خير جليس.
أعطيتُ كلَّ الناسِ من نفسي الرِّضا ... إلا الحَسودَ فإنهُ أعْياني
رضي الناس كلهم عني ولكني عجزت عن إرضاء الحسود.
أعقَبَ القُربَ من خليلكَ شَحطُ ... وَلأيْدي الخُطوبِ قبْضٌ وبسطُ
حلَّ البعد محل القرب، وهكذا تتحول الأحوال بين ضيق وسعة.
اعلمْ بأن الضَّيفَ يُخبرُ أهلَه ... بمبيتِ ليْلَتِهِ وإن لمْ يُسْألِ
أكرم ضيفك فإن الضيف يخبر أهله بما لقي في سفره، وإن لم يسألوه.
اعمَلْ بعِلمي وإِن قصَّرتُ في عمَلي ... ينفعْكَ عِلمي ولا يضرُرْك تَقصيري
اعمل بما علمتك، ولا تنظر إلى ما أعمله، فعلمي ينفعك، وتقصيري في عملي لا يضرك.
أغَمِّضُ للصديقِ عن المساوي ... مخافةَ أنْ أعيشَ بلا صديقِ
طالما أغضيت عن عيوب الصديق خشية أن أفقده فأعيش بلا صديق.
أفادتني الأيامُ والدهرُ أنَّهُ ... وِدادي لمَنْ لا يحفَظْ الودَّ مُفسِدي
علمتني الأيام أن إخلاصي لمن لا يخلص لي، يضر بي.
أفادتني القناعةُ كُلَّ عِزٍ ... وأيُّ غِنىً أعزُّ من القناعة؟
القناعة عز وغنى ليس لهما مثيل.
أفسدتَ بالمَنِّ ما أوليْتَ من مِننٍ ... ليسَ الكريمُ إذا أعطِى بمنَّانِ
أعطيت ثم مننت فأفسدت عطاءك بمنك، والكريم لا يمُنّ بما أعطى.
أفعالُ مَن تلدُ الكرامُ كريمةٌ ... وفِعالُ من تلدُ الأعاجِم أعجَمُ
فعل الكريم كريم وفعل اللئيم لئيم.
أقبِل على النفسِ واستكمِلْ فضائلَها ... فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسانُ
كن فاضلاً كامل المروءة، فالإنسان إنسان بنفسه لا بجسده.
اقبَلْ من الدهرِ ما أتاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عَيْناً بعيْشِه نفَعَهْ
اقنع بما أعطاك الدهر، والقانع سعيد.
اقنعْ مِنْ الرزق بما أوتيتَهُ ... ولا تَكَلَّفْ منهُ ما كُفيتَهُ
اقنع برزقك، ولا تتكلف فوق ما يكفيك منه.
أصونُ عرضي بمالي لا أُدنِّسهُ ... لا باركَ اللهُ بعدَ العرضِ بالمالِ
إنني أصون شرفي بمالي، ولا بارك الله بالمال إذا ذهب الشرف.
أكْثِرْ مِنَ الصديقِ ... لكلِّ يومِ ضيقِ
أكثر من أصدقائك فهم ينفعونك في الشدائد.
ألا إنَّما مالي الذي أنا منفقٌ ... وليسَ لي المالُ الذي أنا تارِكُهْ
مالي هو ما أنفقته على نفسي في حياتي لا ما تركته للورثة بعد موتي.
ألا رُبَّ نُصحٍ يغلقُ البابُ دونه ... وغِشٍّّ إلى جنْبِ السريرِ مُقرَّب
رب نصوح يُبْعد ورب غشاش يقرب.
الاقتصادُ من الأمورِ مَمْلكه ... والخُرقُ لا يُعقِبُ إلا الهلَكَهْ
الاقتصاد ملك والسرف خرق وهلك.
البغيُ يَصْرَعُ أهلَهُ ... والظُّلم مرتَعُهُ وَخيمُ
الظالم يصرعه ظلمه.
الحرُّ يُلْحى والعصا للعَبدِ ... وليس للمُلْحِفِ مثلُ الرَّدِّ
يكفي الحر أن تلومه ليرتدع، والعبد لا تصلحه إلا العصا، والملحف الملح لا يكفه إلا الرد والصد.
الخيرُ أبقى وإن طال الزَّمانُ به ... والشرُّ أخبثُ ما أوعيْتَ من زادِ
الخير يبقى، ويبقى جزاؤه وإن بعد، والشر أشد زادك خبثاً.
الدهرُ يفترسُ الرجالَ فلا تكُن ... ممَّن تُطيِّشُه المناصبُ والرّتَبْ
لا تغرنك المناصب فالدهر يفترس الناس.
الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشُّجعانِ ... هو أوَّلٌ وهيَ المحلُّ الثاني
الرأي قبل الشجاعة.
الرزقُ يبغي كلَّ مَن يبغيهِ ... وكُلُّ ذي رزقٍ سيَسْتَوفيهِ
الرزق يطلبك وإن لم تطلبه، ولا بد لكل إنسان أن يستوفي رزقه كله.
الرّفقُ يُمنٌ والأناة سعادةٌ ... فتأنَّ في أمْرٍ تُلاقِ نَجاحاً
الرفق في الأمور خير من العنف، والأناة خير من العجلة، فتأن تنجح.
السيدُ البَرُّ لا يستجيزُ أذىً ... ولا يبوحُ بِسرّ عندَه كُتِما
الفاضل لا يجيز لنفسه أذى الناس ولا يبوح بأسرارهم إذا ائتمنوه عليها.
السيفُ أصدقُ إنباءً من الكتبِ ... في حدِّهِ الحَدُّ بين الجدِّ واللَّعبِ
في السيف النبأ اليقين لا في الكتب، وفي حد السيف الحد بين الجد واللعب.
الشرُّ طبع ودنيا المرءِ قائدَةٌ ... إلى دناياهُ والأهواءُ أهْوالٌ
الشر طبع في الشرير، والدنيا تقود المرء إلى الدنايا، والأهواء أهوال.
الشرُّ قَدْ تبدؤهُ صِغارهُ ... والمَرْءُ قَدْ يُسْلِمهُ حِذارهُ
صغير الشر يقود إلى كبيره، وقد يؤتى المرء من مواطن حذره.
الشكرُ في الناس قليلٌ جدّاً ... إنْ لم تُصابِرهمْ بقيتَ فَرْداً
قلَّ من يشكر صاحب الفضل، فارض بالناس على ما هم عليه وإلا عشت وحيداً.
الشيءُ ذو نقصٍ إذا تناهى ... والنفسُ تنقادُ إلى رَداها
إذا تمَّ أمرٌ نقَص، والنفوس مولعة بما يرديها.
الصدقُ أنفعُ ما حضَرتَ بهِ ... ولرُبَّما نفعَ امرأً كَذِبُهْ
احرص على الصدق فهو دائم النفع، وإن كان الكذب ينفع أحياناً.
الصمتُ إن ضاقَ الكلامُ أوسعُ ... لكُلِّ جنبٍ ذاتَ يومٍ مصْرَعُ
إذا لم تستطع الكلام كما يملي عليك ضميرك، فالسكوت خير، ولا بد لكل إنسان أن يموت.
الصمتُ حزمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ ... يسعَدُ بالقولِ ويَشقَى قائِله
الصمت حزم، وقل من يصمت، وربما سعد القائل بقوله أو شقي به.
العاقلُ النِّحريرُ محتاجُ إلى ... أنْ يستعينَ بجاهلٍ مَعْتوهِ
ربما احتاج العاقل إلى الجاهل لمخاصمة الجهلاء.
العبدُ يُقرعُ بالعصا ... والحُرُّ تكفيهِ الملامَهْ
الحر يكتفي باللوم والعبد لا تؤدبه إلا العصا.
العزمُ في غيرِ وقتِ العزمِ مَعجزةٌ ... والازديادُ بغيرِ العقلِ نُقصانُ
العزم في غير وقته عجز، والزيادة في غير العقل نقص.
العفوُ والصَّفحُ أداة الصابِرِ ... والخُبْثُ والمَكْرُ لباسُ الفاجِرِ
الصابر يستعين بالعفو والصفح، والفاجر أداته الخبث والمكر.
العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إلى العُلا ... والجهلُ يقْعُدَ بالفتى المنسوبِ
العلم يرفع من ليس له نسب، والجهل يخفض من له نسب.
العيبُ في الجاهلِ المغمورِ مغمورُ ... وعيبُ ذي الشّرف المذكورِ مذكورُ
عيب الجاهل مغمور وعيب العالم مشهور.
الفحش مذمومٌ قبيحٌ كاسمهِ ... والمرءُ محسودٌ بفضلِ علمِهِ
الفحش مثل اسمه مذموم، والمرء يحسد على علمه.
الفقرُ يُزري بالفتى في قومِه ... والعينُ يُغضيها الكريمُ على القَذى
الفقر يزري بالفقير وإن كان عالماً، والكريم يُغضي على القذى، وإن كان يراه.
القصدُ أولى من بلوغِ الغايهْ ... وكُلُّ شيءٍ فإلى نِهايهْ
التوسط في الأمور خير من الغلو فيها، ولكل شيء نهاية.
الكفرُ بالنعمةِ يدعو إلى ... زوالِها والشكرُ أبقى لها
إنكار النعمة يؤدي إلى زوالها، وشكرها يدعو إلى بقائها.
المالُ يَفْنَى ويبلى ... والذّكرُ أبقى وأجْمَلْ
يفنى المال ويبقى الذكر الجميل.
المرءُ بعدَ الموتِ أُحدوثةٌ ... يَفنى وتبقَى مِنهُ آثارهُ
إنما المرء حديث الناس بعد موته، وهو يفنى ويبقى ما ترك من أثر.
المرءُ منسوبٌ إلى فِعْلهِ ... والناسُ أخيارٌ وأمثالُ
يعرف المرء بما يفعل، والناس بعد موتهم لا تبقى إلا أخبارهم.
المرءُ يقْدمُ دنياهُ على خطرٍ ... بالكُرْه منه وينآها على سَخَطِ
يجيء الإنسان إلى الحياة كارهاً، ويغادرها كارهاً.
المقاديرُ بَيْنَنا ... يَتَرَقَّبْنَ حَيْنَنا
القدر يرقب موتنا.
المَكرُ والخِبُّ أداةُ الغادرِ ... والكَذِبُ المحْضُ سلاحُ الفاجرِ
سلاح الغادر المكر والغش وسلاح الفاجر الكذب.
الناسُ أخلاقَهم شتَّى وإن جُبلوا ... على تشابهِ أرواحٍ وأجسادِ
يختلف الناس في أخلاقهم ويتشابهون في أجسادهم.
الناسُ في فِطرتِهم سَواءُ ... وإِنْ تَناهت بهم الأهواءُ
الناس متساوون في الطبيعة مختلفون في الأهواء والغايات.
الناس يجرونَ إلى الغاياتِ ... فأمّةٌ تمضي وأخرى تأتي
هكذا البشر: تمضي أمة منهم وتأتي أمة أخرى.
الناسُ يَجرونَ على الأعراقِ ... يَجرونَ جريَ الضُمَّر العتاقِ
الناس يجرون في الحياة على حسب أنسابهم كما تجري الخيل
النفسُ إِن أتْبَعتَها هَواها ... فاغرةٌ نحْوَ رَداها فاها
إذا تركت نفسك على هواها أسرعت إلى الهلاك.
اليومَ حاجتُنا إليكَ وإنما ... يُدعى الطبيبُ لِساعةِ الأوصابِ
نحن اليوم نحتاج إليك فحقق ما نرجوه منك، والطبيب إنما يستدعي عند حاجة المريض إليه.
أما الطعامُ فكُلْ لنفسِك ما اشتهت ... واجعلْ لِباسَك ما اشتهاهُ الناسُ
كل ما تشتهي والبس ما يشتهيه الناس.
أَمرتُهمو أمري بمُنْعرَجِ اللّوى ... ولا أمرَ لِلمعْصي إلا مُضَيَّعا
لقد أمرتهم بما يصلحهم فلم يسمعوا، ولا رأي لمن لا يطاع.
أموالنا عارِيةٌ مردودهْ ... وللتقى عاقبةٌ محمودهْ
المال عارية مستردة، والتقوى خير زاد.
أنا المذنبُ الخطَّاءُ والعفو واسعٌ ... ولو لم يكن ذنبٌ لما عُرفَ العذرُ
أنا مذنب وأنت واسع المغفرة، وهل يعرف فضل العفو إلا عند الذنوب.
انتبه أنتَ ناعسْ ... كم إلى كَمْ تُنافِسُ
انتبه من نومك وكف عن منازعة الناس.
انْعَمي أمَّ خالد ... رُبَّ ساعٍ لقاعدِ
يا أم خالد رب رجل يسعى في خير آخر لا يسعى.
انعمْ ولِذَّ فللأمورِ أواخرُ ... أبداً كما كانتْ لهُنَّ أوائِلَ
تمتع بالنعيم واللذة، فللأمور أواخر وأوائل.
إِنْ كنتَ تعفو فاعف عفو مُهنئ ... إحسانُه إن الكريمَ وهوبُ
إذا عفوت فليكن عفوك تاماً هنا. والكريم يعفو.
إِنْ لمْ تدافعَ طمعاً بياسِ ... خشَعْتَ ذلاً للِئامِ الناسِ
إذا طمعت ذللت.
إن إتباعَ المرءِ كُلَّ شهوه ... يُلبْس للقلب لباسَ قَسْوهْ
إتباع الشهوات مدعاة إلى قسوة القلوب.
إن الأسودَ أسودَ الغابِ همّتها ... يومَ الكريهةِ في المسلوبِ لا السَّلَبِ
همة المحارب الباسل منصرفة إلى قتل خصمه لا إلى سلبه.
إن الأمور إذا انسدَّتْ مسالكُها ... فالصبرُ يفتحُ مِنها كلَّ ما ارْتتَجا
مفتاح الفرج الصبر.
إن البقاء ما ترى قليل ... جَدَّ بأهلِ الغَفْلةِ الرّحيلُ
بقاء الإنسان في الدنيا قليل، وما أسرع أهل الغفلة إلى الرحيل.
إن الجديدين في طول اختلافهما ... لا يَفْسُدانِ ولكن يفسُدُ الناسُ
لا يفسد الليل والنهار ولكن الناس هم الذين يفسدون.
إن السلاحَ جميعُ الناسِ تحملُه ... وليسَ كلَّ ذواتِ المِخْلب السَّبُعُ
كل الناس يحملون السلاح ولكنهم ليسوا يجيدون استعماله. كما أن ذوات المخالب والبراثن ليست كلها أسوداً.
إن الشبابَ حجةُ التصابي ... روائحُ الجنةِ في الشبابِ
حجة الشباب في لهوه شبابه، وفي الشباب روائح الجنة.
إن الشبابَ والفراغَ والجدَهْ ... مفْسدةٌ للمرءِ أيُّ مَفْسَدهْ
الشباب والفراغ والثروةَ تفسد الناس.
إن العدوَّ وإِن أبدى مسالمةً ... يوماً إذا أمكنته غِرَّةٌ وثَبا
العدو إذا سالمك فليس سلمه إلا انتظاراً لغفلة منك حتى يثب عليك.
إن العفيف إذا استعانَ بخائن ... كان العفيف شريكَه في المَأْثَمِ
إذا استعان الشريف بخائن كان شريكه في الخيانة.
إنا لفي زمنٍ تركُ القبيحِ به ... مِنْ أكثرِ الناسِ إِحسانٌ وإِجمالُ
حسبنا في دهرنا هذا ألاَّ يسيء إلينا الناس.
إن الكذوبَ إذا ما كان ذا كذبٍ ... واخبرَ القومَ لم يُقْبَلْ وإن صدَقا
الكذوب لا يصدق وإن صدق.
إن الكرامَ إذا ما أيسروا ذَكروا ... مَن كان يألفُهم في المنزلِ الخشِنِ
الكريم إذا أصبح غنياً ذكر صديقه أيام فقره.
إن الذي يُعجِبه بَنوهُ ... عَما قليلٍ نفسُه تَسُوه
من أعجبه بنوه ساءته نفسه.
إن المروءةَ ليسَ يُدركها امرؤٌ ... وَرِثَ المكارمَ عن أبٍ فأضاعَها
لا يدرك المجدَ فتى ضيع مجد آبائه.
إن المصائبَ تنتهي أوقاتُها ... وشماتةُ الأعداءِ بالمرصادِ
تنتهي مصائب الإنسان وتبقى شماتةَ الحساد.
إن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما ... لا ينصحانِ إذا هُما لم يُكْرَما
لا ينصح المعلم والطبيب إلا إذا أكرما.
إن المقاديرَ إذا جَرَيْنا ... أحْزَنَّ عَيْناً وقَررْنَ عَيْنا
إذا جرت الأقدار أفرحت قوماً وأحزنت قوماً.
إنَّ المقاديرَ إذا ساعدتْ ... ألْحَقَتِ العاجزَ بالحازمِ
إذا ساعد القدر كان الحازم مثل العاجز.
إن النساء رياحينٌ خُلِقْنَ لنا ... وكلُّنا يشتهي شَمَّ الرياحينِ
النساء ريحانة يشتهي كل إنسان شم رائحتها الذكية.
إنَّ بعضاً من القريضِ هُراءٌ ... ليسَ شيئاً وبعضُهُ أحكامُ
بعض الشعر حكمة وبعضه هذيان.
إن ختَمَ الله بغفرانه ... فكلُّ ما لاقيتُهُ سهلُ
كل ما ألقاه في الحياة سهل إذا ختم الله لي بمغفرته.
إن خُلْفَ الوعيدِ ليس بعارٍ ... إنما العارُ كلُّه خُلْفُ وعْدِك
إذا أخلفت وعيدك أحسنت وإذا أخلفت وعدك أذنبت.
إنَّ خيرَ الدموع عَيناً لَدمْعٌ ... بعثَتْه رعايةٌ فاستَهلاَّ
خير الدموع دمعة حنان.
إن دونَ السؤالِ والاعتذار ... خُطَّةً صَعْبة على الأحرارِ
بين سؤالك حاجتك والاعتذار عن عدمِ تلبيتها موقف صعب على كل حر.
إنَّ عِزَّ اليأس خيرٌ ... لكَ مِنْ ذُلّ الأماني
عز اليأس خير من ذل الأمل.
إِنَّ غداً لا تستطيع صَدَّهُ ... وأمسِ لا تَقدِرْ أن تَرُدَّهُ
أنت لا تستطيع أن ترد أمس، ولا تستطيع أن تمنع الغد.
إنَّ في الموجِ للغريقِ لَعُذْراً ... واضحاً أنْ يفوتَه تعدادُهْ
لا يعد الغريق الأمواج.
إنكَ إن لم ترضَ بالمسالمهْ ... لم تصحب الناسَ على المكارمَهْ
إذا لم ترض بمسالمة الناس لم يكرموك ولم يسالموك.
إن للاعتذارِ حقاً من العف ... ويراه المُقرُّ بالانصافِ
العذر يستحق العفو، إذا أنصفت.
إنما الجودُ أن تجودَ على مَنْ ... هو للجودِ والعطا مِنكَ أهلُ
الجود هو أن تجود على من يستحق.
إِنما الدنيا كرؤيا ساعةٍ ... مَنْ رآها فرَّحَتْهُ وانقضَتْ
الدنيا حلم تفرح به ساعة ثم ينقضي.
إنما ذَلَّ مَنْ طَمِعْ ... وارتدى العزَّ مَنْ قَنعْ
الذل في الطمع والعز في القناعة.
إنما قَصْر كلِّ شيءٍ ... إذا طارَ أنْ يَقَعْ
لا بد لمن طارَ أن يقع.
إن مَنْ أحوجَكَ الدهرُ إليه ... فتعرضتَ لَهُ هُنْتَ عليهِ
إذا احتجت إلى إنسان وسألته هنت عليه.
إنَّ هدايا الرجالِ مُخْبِرةٌ ... عن قَدْرهم قلَّلوا أو احتَفَلوا
الهدايا على قدر المهدين.
إني أريدُكَ للدنيا وعاجِلِها ... ولا أريدُكَ يومَ الدينِ للدّينِ
أنا أريدك لحاجات الدنيا ولا أريدك لشفاعة الآخرين.
أوشكَ أن لا يدومَ وصْل أخٍ ... في كُلِّ زَلاتِه تنافِرُهُ
إذا نافرت صديقك في كل زلة لم يبق لك صديق.
أوْضِحِ الشعرَ إذا ما قلتَهُ ... إِنما السائرُ منهُ ما وَضَح
أسْيرُ الشعر أوضحه.
أوَ كَلما طَنَّ الذبابُ زَجَرتُه ... إنَّ الذبابَ إذاً عليَّ كريمُ
لو زجرت الذباب كلما طن لكان علي كريماً.
أولئك إخوانُ الصفاء رُزئتُهُمْ ... وما الكفُّ إلا إِصْبَعٌ ثمَّ إِصبعُ
رزئت إخواني واحداً بعد واحد، ففقدت كفي وكنت بها أصول، وإنما الكف اصبع بعد اصبع.
أيا أسداً في جسمهِ روحُ ضيغَمٍ ... وكَمْ أسدٍ أرواحُهُنَّ كِلابُ
أنت أسد، وروحك روح أسد، وهناك أسود أرواحهم أرواح كلاب.
أيُّ اعتبارٍ لذوي الأبصارِ ... عندَ اختلافِ اللّيلِ والنهارِ
ما أكثر عبرة من يعتبر عندما يطلع النهار ويأتي الليل.
إياكَ والغيبةَ والنميمهْ ... فإِنها منزلةٌ لئيمهْ
لا يفعل الغيبة والنميمة إلا لئيم.
أيامُنا تسيرُ ... كأنها تَطيرُ
أيامنا تنقضي مسرعة كأنها تطير طيراناً.
أيةَ نارٍ قدحَ القادحُ ... وأيَّ جِدٍّ بلغَ المازحُ
القادح للشرارة الصغيرة يشعل ناراً كبيرة والمازح قد يبلغ بمزاحه ما لا يبلغه الجاد بجده.
أينَ الذي الهرمانِ من بنيانِه ... ما قومُه؟ ما يومُه؟ ما المَصرَعُ؟
أين مضى فرعون الذي بنى الهرم، وماذا فعل قومه؟ وكيف عاش؟ وكيف مات؟
أينَ أهلُ المنازلِ ... تَحْتَ صُمِّ الجنادلِ
كانوا يسكنون البيوت والقصور فأصبحوا يسكنون القبور.
أيها البائسُ صَبْرَاً ... إن بعدَ العُسْرِ يُسْرا
إن بعد العسر يسراً. فاصبر.
أيُّها الشامتَ المُعيِّر بالده ... رِ أَأَنتَ المُبرَّأُ المَوْفورُ
يا من تعيرني بحوادث الدهر. هل أنت بمعزل عن مصائبه، بل أي إنسان لا تصيبه المصائب والنوائب.
أيُّها العاقلُ اللبيبُ تَصَبَّرْ ... كلُّ شيءٍ لهُ ابتداءٌ وغايَهْ
اصبر أيها العاقل، فكل شيء له بداية ونهاية.
أيُّها المبتدي جميلَك تَمِّمْ ... إِنَّ حسنَ الجميلِ بالإِتمامِ
إذا أحسنت فتمم إحسانك، فالأعمال بالتمام.
ابْدأ بنفسِكَ فانهَها عن غيّها ... فإذا انتهَتْ عنهُ فأنتَ حكيمُ
عليك أن تبدأ بنفسك، إذا أردت الإصلاح، وأن تكفها عن الأذى والضلال، فإذا استقامت لك كنت حكيماً، وحق لك عندئذ أن تنهى الناس عن الضلال.
اجعلْ جليسَك دفتراً في نَشرِه ... للمَيْتِ من حِكَم العلومِ نشورُ
اجعل الكتاب جليسك، فإن في نشره نشراً للحكمة والعلم يحيا به الميت.
احذرْ محلَّ السوءِ لا تنزلْ بهِ ... وإذا نَبا بِكَ منزِلٌ فتحوَّلِ
لا تنزل منزل السوء والذل، فإذا ضاق بك منزل فاتركه وتحول إلى غيره.
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهمُ ... فطالما استعْبدَ الإنسانَ إحسانُ
إحسانك للناس يجعلهم لك أخواناً وأنصاراً، والإنسان عبد الإحسان.
أحسَنُ ما يخرْجُ مِن يَديْكا ... تأديةُ الحقِّ الذي عَليْكا
إذا أديت حق الناس عليك فعلت ما يليق بك، وكان ذلك خيراً من أن تعطي من ليس له عليك حق.
احفظْ لسانكَ أنْ يقولَ فتُبتلى ... إنَّ البلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنْطقِ
لا تقل شيئاً يسبب لك الأذى والبلاء، وصن لسانك، فإن البلاء مرتبط باللسان.
احفظْ لسانكَ أيُّها الإنسانُ ... لا يلْدَ غَنَّك إنَّه ثُعبانُ
احفظ لسانك، فإنه يلدغك كالثعبان.
أحَقُّ الناس في الدّنيا بِعيْبٍ ... مُسيءٌ لا يُبالي أنْ يُعابا
أحق الناس بالعيب من لا يصلح عيوبه ولا يكترث بعيب الناس له.
احْملِ النفسَ على مَكروهِها ... إنَّ حلوَ العيشِ محفوفٌ بمُرِّ
اصبر على المكروه، فكل حلو ممزوج بالمر.
أخاكَ أخاكَ إنَّ مَنْ لا أخاً لهُ ... كَساعٍ إلى الهَيْجا بغير سلاحِ
احفظ أخاك فإنه سلاحك الذي تصول به، فإنك إن لم تحفظه كنت كمن يمضي إلى المعركة وليس له سلاح.
اخضعْ لعبدِ السِّوءِ في زمانِهِ ... ودار منْ تَحذَرُ مِنْ لسانِه
إذا كنت في زمن سوء يسود فيه العبيد فاخضع لهم، وإذا بليت بصاحب لسان قادر على الإضرار بك، فعليك أن تسايره وتداريه.
اخْطُ مع الدَّهرِ إذا ما خطا ... واجْرِ معَ الدَّهرِ كما يجْري
إذا مشى الدهر فامش معه وإذا جرى فاجر معه كما يشاء.
أخْلِقْ بذي الصَّبرِ أن يحظى بحاجتِه ... ومُدمِن القَرْعِ للأبوابِ أن يَلِجا
الصابر يظفر بحاجته، والمثابر على قرع الباب لا بد أن يدخل البيت.
أدبُ الكبيرِ مِنَ التَّعَبْ ... كَبُرَ الكبيرُ عنِ الأدَبْ
يمكن أن يؤدب الصغير أما تأديب الكبير فجهد ضائع.
إذا أبصرَ المرْءُ المروءَة والتُّقى ... وإنْ عَمِيَ العينانِ فهْو بصيرُ
إذا كان المرء يميز الخير من الشر ويعرف مواطن المروءة والتقوى، فهو البصير، بفؤاده. وإن كان أعمى العينين.
إذا أتَتِ الإِساءةُ مِنْ وضيعٍ ... ولَمْ ألُمِ المُسيءَ فمنْ ألومُ
إذا أساء لي الوضيع واللئيم فمن الذي ألومه إن لم ألمهما.؟
إذا أرسلْتَ في أمرٍ رَسولاً ... فأفْهِمهُ وأرسِلْهُ حَكيما
ليكن رسولكَ حكيماً، فهو يعرف كيف يتصرف ما دمت قد أفهمته ما يريد.
إذا استغْنَيْتَ عنْ شيءٍ فدَعهُ ... وخُذْ ما أنتَ مُحتاجٌ إليه
دع عنك ما تستغني عنه، وخذ ما تحتاج إليه.
إذا أعوَزَتْكَ أكُفُّ اللِّئامِ ... كفتْكَ القناعَةُ شِبْعاً ورِيَّا
القناعة أن تشبع وأن ترتوي فدع عنك الطلب إلى اللئام.
إذا أكملَ الرَّحمنُ للمرءِ عقْلهُ ... فقدْ كَمُلتْ أخلاقُهَ ومآربُهْ
إذا تم عقل المرء تم له كل شيء.
إذا المرءُ أعيتَهُ المروءةُ ناشئاً ... فمَطْلبُها كَهْلاً عليهِ بَعيدُ
إذا لم ينل المرء المجد في شبابه فقل أن يناله في شيخوخته.
إذا المرءُ أفشى سِرَّهُ بلِسانِهِ ... ولامَ عليهِ غيرَهُ فَهْوَ أحمقُ
إذا أفشيت سرك إلى من لا يحفظه ثم لمته على إفشائه فأنت أحمق.
إذا المرءُ أولاكَ الهوانَ فأولِهِ ... هَواناً وإنْ كانتْ قريباً أواصرُهْ
إذا سامك إنسان هواناً فسُمْه الهوان، وإن كان قريباً لك.
إذا المرءُ لمْ يبنِ افتخاراً لنفسهِ ... تضَايقَ عنهُ ما بنَتْهُ جدودهُ
لا خير للمرء في مجد بناه له جدوده إن لم يبن مجداً لنفسه.
إذا المرءُ لم يخزِنْ عليه لسانَهُ ... فليسَ على شيءٍ سواهُ بخزَّانِ
إن لم تحفظ لسانك لم تحفظ ما عداه.
إذا المرءُ لم يدنس من اللؤم عِرضُهُ ... فَكُلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ
إذا كان شرفك نظيفاً فأي لباس تلبسه جميل.
إذا المرءُ لم يطلُبْ معاشاً لنفسه ... شكا الفقرَ أو لامَ الصَّديق فأكثرا
إذا لم يستغن المرء عن الناس بعمله عاش فقيراً أو لام أصدقاءه.
إذا المرءُ لم يغلبْ هواهُ أقامَهُ ... بمنزلَةٍ فيها العَزيز ذَليلُ
إذا لم تغلب هواك أذللت نفسك، وإن كنت عزيزاً.
إذا المرء لم يُقدَرْ له ما يريدُهُ ... رَضِي بالذي يُقْضى له شاء أو أبى
إذا لم تستطع نيل ما تريد رضيت بما هو مكتوب لك، شئت أم أبيت.
إذا المرءُ لم يمدَحْهُ حسنُ فِعالهِ ... فمدَّاحه يهذي وإن كان مُفصحاً
مدح المرء بأعماله وأفعاله، فإذا لم يمدحه فعله كان مديح المادح له هذياناً مهما بالغ وأسرف.
إذا الجودُ لم يُرزَقْ خَلاصاً من الأذى ... فلا الحمْدُ مكسوباً ولا المالُ باقيا
إذا لم يكن الكرم خالصاً من المن، لم يكسب الكريم حمد الناس ولم يحفظ عليه ماله.
إذا امتحَنَ الدّنيا لبيبٌ تكشَّفتْ ... لهُ عنْ عدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ
الدنيا عدو باطن يلبس لباس صديق.
إذا أنتَ أكرمْتَ الكريمَ ملكْتَهُ ... وإن أنت أكْرَمْتَ اللئيمَ تمَرَدَّا
الكريم يملكه الإحسان، واللئيم يجعله الإكرام أكثر تمرداً ولؤماً.
إذا أنتَ حمَّلتَ الخؤونَ أمانةً ... فإنكَ قَدْ أسندتَها شرَّ مُسْنَدِ
إذا ائتمنت الخائن أمانة أضعتها وأضعت نفسك.
إذا أنتَ سارَرْتَ في مجلسٍ ... فإنَّكَ في أهلِهِ تُتَّهَمْ
إذا ساررت أحداً في مجلس اتهمك أهله، فالسر بين اثنين لا في جماعة.
إذا أنتَ لم تشربْ مراراً على القذى ... ظمئتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربُهْ
أنت مضطر أن تشرب الماء العكر أحياناً وإلا أصابك الظمأ، وقل أن نجد إنساناً يصفو دائماً شرابه.
إذا أنتَ لم تُضربْ عن الحقدِ لم تفُزْ ... بشكرٍ ولمْ تسمعْ بتقريظِ مادحِ
إذا كنت حاقداً لم يشكرك ولم يمدحك أحد.
إذا أنت لم تُعرضْ عن الجهلِ والخَنى ... أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
إذا كانت جاهلاً ظلمت الحليم أو لقيت جاهلاً يظلمك.
إذا أنتَ لم تعرفْ لنفسِكَ حقَّها ... هواناً بها كانتْ على الناسِ أهونا
إذا أهنت نفسك أهانك الناس.
إذا أنت لم تعْصِ الهوى قادكَ الهوى ... إلى بعضِ ما فيه عليكَ مَقالُ
إذا أطعت هواك قادك إلى شتم الناس لك.
إذا أنت لم تعْطِفْكَ إلا شفاعةٌ ... فلا خيرَ في ودٍ يكون بشافعِ
إذا كنت تحتاج إلى شفيع يشفع لي عندك وأنا لك صديق فبئس هذه الصداقة.
إذا أنت لم تقْدر على دُرِّ لُجَّةٍ ... فدعْهُ ولا تعْرض لحصباءِ ساحلِ
إذا عجزت عن إدراك الدر في قاع البحر فدع عنك حصا الشاطئ.
إذا أنت نازعتَ الرِّجالَ نوالَهُم ... فعِفَّ ولا تطلبْه بالجهدُ تُجهدِ
إذا طلبت عطاء الناس فكن عفيفاً، فإنك إذا طمعت أتعبت نفسك ولم تنل شيئاً.
إذا تاهَ الصديقُ عليكَ كِبْراً ... فَتِهْ كِبْراً على ذاكَ الصديقِ
إذا تكبر عليك صديقك فتكبر أنت عليه.
إذا تضايقَ أمرٌ فانْتَظِرْ فرَجاً ... فأضْيقُ الأمرِ أدناهُ إلى الفرجِ
إذا ضاق أمر عليك فانتظر فرجه، فإن أقرب الأمور إلى الفرج أكثرها ضيقاً.
إذا تَمَّ أمْرٌ بدا نَقْصُهُ ... توَقَّعْ زوالاً إذا قيلَ: تَمّْ
إذا تم شيء فسوف ينقص، والزوال عقبى التمام.
إذا حدَّثتكَ النفسُ أنك قادرٌ ... على ما حوَتْ أيدي الرِّجالِ فكذِّبِ
إذا ظننت أنك قادر على ما في أيدي الناس من مال أخطأت.
إذا رأيتَ نُيوبَ اللَّيثِ بارزةً ... فلا تظُنَّنَّ أنَّ الليثَ يَبتسِمُ
إذا كشر الأسد عن أنيابه فهو لا يبتسم لك وإنما يهم بالوثوب عليك.
إذا رُزِقَ الفتى وجْهاً وقاحاً ... تقلَّبَ في الأمورِ كما يَشاءُ
الرجل الوقح يغير مواقفه في كل وقت.
إذا رضِيَتْ عني كرامُ عشيرتي ... فلا زالَ غَضباناً عليَّ لِئامُها
إذا رضي الكرام عني فليغضب علي اللئام.
إذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءتُ ظنونهُ ... وصدَّقَ ما يعتادهُ من تَوَهُّمِ
من ساء فعله ساء ظنه وصدَّقَ أوهامَه.
إذا سَلِمتْ للمرءِ في الناس نفسُه ... وأحبابُه فالحادثات جُبارُ
إذا سلمت للمرء حياته وحياة أحبابه فكل ما عدا ذلك هين.
إذا شئت أن تعصى ولو كنتَ قادراً ... فمُرْ بالذي لا يُستطاعُ من الأمرِ
إذا أردت أن لا تطاع فمُرْ بما لا يستطاع.
إذا شئتَ يوماً أن تسودَ عشيرةً ... فبالحلم سُدْ لا بالتسرعِ والشّتمِ
الإنسان يسود قومه بالحلم لا بالشتم.
إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسهِ ... فصدرُ الذي يَسْتَودِعُ السّرَّ أضيقُ
من ضاق صدره عن سره كان صدر صاحبه به أضيق.
إذا ضَيَّعْتَ أولَ كُل أمْرٍ ... أبَتْ أعجازه إلاَّ التواءَ
من أضاع أوائل أمره أضاع أواخره.
إذا طاوعتَ نفسكَ كنتَ عبْداً ... لكلِّ دنيئةٍ تَدْعو إليها
من أطاع هواه كان عبداً لكل دنيئة.
إذا عاتَبْتَني في كل ذنبٍ ... فمَا فضلُ الكريمِ على اللئيمِ
من عاتب على كل ذنب كان شريكاً في الذنب.
إذا عدوُّكَ لم يُظْهرُ عداوتَه ... فما يضرُّكَ إنْ عاداكَ إِسْرارا
إذا عاداك امرؤ سراً فدعه فإنه يخشاك لأنه لا يعاديك جهراً.
إذا عُرفَ الكذَّابُ بالكذْبِ لمْ يكنْ ... يُصدَّقُ في شيءٍ وإِنْ كانَ صادقاً
الكذاب لا يُصدَّق، وإن صدق.
إذا عَقدَ القضاءُ عليكَ أمراً ... فليسَ يَحُلُّهُ إلاَّ القَضاءُ
لا يحل القضاء والقدر غير القضاء والقدر.
إذا عوقبَ الجاني على قدْرِ جرمهِ ... فتعنيفهُ بعدَ العقابِ من الرِّبا
لا تزد على معاقبة الجاني بأكثر من جنايته فأنت إذا عنفته فوق عقوبته ظلمته.
إذا قلتَ قولاً فاخْشَ ردَّ جوابه ... لكُلِّ مَقالٍ في الكلامِ جوابُ
إذا قلت كلاماً ففكر في جوابه، فلكل كلام جواب.
إذا قلتَ في شيءٍ نَعمْ فأتمَّهُ ... فإن نَعمْ دَيْنٌ على الحرِّ واجبُ
إذا وعدت فأوف، فوعد الحر دين.
إذا قيلَ مهلاً قالَ للحلمِ موضعٌ ... وحِلمُ الفتى في غير موضِعه جهلُ
للحلم موضع وللجهل موضع، والحلم في غير موضعه جهل.
إذا كانَ الطّباعُ طباعَ سوءٍ ... فلا أدبٌ يُفيدُ ولا أديبُ
من فسد طبعه لم يفده التأديب.
إذا كان حِلمُ المرء عوْنَ عدوهِ ... عليه فإنَّ العسْفَ أغنى وأنفَعُ
إذا كان الحلم يزيد في عداوة العدو، فالجهل والظلم خير منه.
إذا كان ربُّ الدارِ بالطبلِ ضارباً ... فلا تَلُمِ الصِّبيان فيها على الرقص
إذا كان الكبير يقرع طبلاً، كان من حق الصغار أن يرقصوا.
إذا كان في صدرِ ابنِ عمِّكَ إِحنةٌ ... فلا تَسْتثِرها سوفَ يبدو دَفينُها
إذا كتم ابن عمك حقده عليك فلا تستثره.
إذا كان وجهُ العُذْرِ ليس ببيِّنٍ ... فإن إطراحَ العُذرِ خيرٌ من العذرِ
إذا أردت أن تعتذر فليكن عذرك واضحاً مقبولاً فرب عذر أقبح من ذنب.
إذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذِلَّةٍ ... فلا تستعِدَّنَ الحُسامَ اليَمانيا
لماذا تعد سيفك ورمحك إن كنت ممن يقبل الضيم؟
إذا كنت تُهديني وأُهديكَ مثلَهُ ... فإنَّ الهَدايا بيننا تعَبُ الرّسلِ
إذا كانت هديتي لك مثل هديتك لي، فلماذا نتعب حامليها.
إذا كنت ذا رأيٍ فكُن ذا عزيمةٍ ... فإنَّ فسادَ الرّأيِ أن تترَدَّدا
إذا عزمت فانفذ عزيمتك، فالتردد يفسد العزائم.
إذا كنتَ ذا علمٍ وماراكَ جاهلٌ ... فأعرضْ ففي ترْكِ الجوابِ جوابُ
اعرض عن جواب الجاهل، فالسكوت خير الجواب.
إذا كنت ذا مالٍ ولم تكُ ذا ندىً ... فأنتَ إذاً والمُقْترون سَواءُ
من كان غنياً وبخيلاً ساوى الفقير.
إذا كنت في أمرٍ فكنْ فيه مُحسناً ... فعمَّا قليلٍ أنت ماضٍ وتاركُهَ
إذا قمت بعمل فأحسنه فسوف تذكر به.
إذا كنت في حاجةٍ مرْسِلاً ... فأرسِلْ حَكيماً ولا توصِهِ
ليكن رسولك حكيماً فهو يتصرف تصرفاً صحيحاً في حاجتك.
إذا كنت في دارٍ وحاولتَ تركَها ... فدَعْها وفيها إنْ رجَعتَ مَعادُ
إذا أردت أن تترك داراً أو بلدةً فاتركها ولك فيها أصدقاء، فربما عدت إليها.
إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ معاتباً ... صديقَكَ لم تلْقَ الذي لا تُعاتُبه
إذا عاتبت أصدقاءك في كل صغيرة وكبيرة لم يبق لك صديق.
إذا كنتَ لا بدَّ مُسْتَطْعِماً ... فمِنْ غيرِ مَنْ كان يَسْتطْعم
إذا طلبت حاجة فاطلبها ممن لم يكن بطلب الحاجات، فإن نفسه ما تزال فقيرة.
إذا كنت مَلْحيَّاً مُسيئاً ومُحسناً ... فغِشْيانُ ما تهوى من الأمرِ أكيَسُ
إذا لامك الناس على الإحسان وعلى الإساءة على حد سواء فافعل ما تشاء.
إذا لمْ تَخْشَ عاقبةَ اللَّيالي ... ولم تَسْتَحْيِ فافعلْ ما تَشاءْ
إذا كنت لا تخشى تقلبات الأيام، ولا تستحيي من الناس فافعل ما شئت.
إذا لمْ تستطعْ شيئاً فدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إلى ما تَسْتَطيعُ
إذا عجزت عن شيء فاطلب غيره مما لا تعجز عنه.
إذا ما أتيتَ الأمرَ من غيرِ بابهِ ... ضلَلْتَ وإِن تقصدْ من الباب تهْتَدِ
من أتى الأمور من غير أبوابها ضل، فإنَ أتاها من أبوابها اهتدى.
إذا ما أرادَ اللهُ أهلاكَ نملةٍ ... أطالَ جناحيها فسيقَتْ إلى العطَبْ
إذا نبتت للنملة أجنحة هلكت.
إذا ما أرادَ اللهُ أهلاكَ نملةٍ ... سمَتْ بجناحيْها إلى الطَّيرانِ
إذا طارت النملة هلكت.
إذا ما الحَيُّ عاش بعظمِ ميْتٍ ... فذاكَ العظمَ حيٌّ وهْوَ ميْتُ
من عاش على مجد عظام آبائه الموتى، فالموتى هم الأحياء، أما هو فميت.
إذا ما الدهرُ جَرَّ على أناسٍ ... كلاكِلَهُ أناخَ بآخرينا
إذا أصاب الدهر قوماً أوشك أن يصيب آخرين.
إذا ما الشيَّخُ عوتِبَ زادَ شراً ... ويُعتِبُ بعدَ هَفْوتِه الوليدْ
عتاب الشيخ يزيده شراً وعتاب الصبي ينفعه ويرده.
إذا ما العقلُ لمْ يُعْقَدْ بقلبٍ ... فليسَ تجيءُ بالعقلِ الدّهورُ
من لم يرزق عقلاً يرشد قلبه لم تجئه الأيام بالعقل.
إذا ما المرءُ لم يَقْنَعْ بعيشٍ ... تقَنَّعَ بالمذَلَّةِ والصَّغارِ
من لم يقنع بعيشه تعرض للذل والصغار.
إذا ما امرؤٌ لم يَرْجُ منك مَودةً ... فلا ترْجُها منه ولا دفْعَ مشْهدِ
لا ترج مودة من لا يرجو مودتك.
إذا ما امرؤٌ من ذنبِه جاء تائباً ... إليكَ فلَمْ تغفرْ له فلكَ الذنْبُ
إذا أذنب الصديق وجاء يعتذر إليك فاقبل عذره، وإلا كنت أنت مذنباً.
إذا ما تأمَّلتَ الزَّمانَ وصرْفَه ... تيقنتَ أنَّ الموتَ خيرٌ من القتلِ
مصائب الزمان كثيرة، ولكنها متفاوتة، بعضها أشد من بعض، وبعضها أقل سوءاً من بعض، فالموت أفضل من القتل.
إذا ما جعلتَ السرّ عندَ مُضَيِّع ... فإنكَ ممنْ ضيّعَ السّرّ أذنبُ
إذا أعطيت سرك لمن يضيعه فالذنب ذنبك.
إذا ما ساقطٌ أثرى تعدَّى ... وأنكرَ قبلَ كُلِّ الناسِ نفسَهْ
إذا أصبح اللئيم غنياً تعدى حده وأنكر نفسه قبل أن ينكره الناس.
إذا ما قضيتَ الدَّيْنَ بالدَّيْنِ لم يكن ... قضاء ولكنْ كان غُرْماً على غُرْمِ
قضاء الدين بالدين زيادة في الغرم.
إذا محاسني اللاتي أدِلُّ بها ... كانتْ ذُنوباً فقلٍ لي كيف أعْتذِرُ
أنت تعد محاسني ذنوباً فكيف أفعل؟
إذا نطقَ السَّفيهُ فلا تَجِبْه ... فخيرٌ من إجابتهِ السّكوتُ
جواب السفيه السكوت عنه.
إذا نِلتَ السّلامةَ فاغْتنِمْها ... وحسبُكَ بالسلامةِ من غَنيمهْ
حسبك بالسلامة غنيمة.
إذا نلتُ منكَ الوُدَّ فالكلُّ هيِّنٌ ... وكلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرابُ
إذا صح ودك لم أبال بالناس، وإذا كنت معي فكل ما فوق التراب تراب
إذا وتَرْتَ امرأً فاحذرْ عداوتَه ... مَنْ يزرعِ الشوكَ لا يحصدْ به عِنبا
احذر عداوة من أسأت إليه، فإنك لا تحصد العنب إذا كنت زرعت الشوك.
اذكرْ ولا تنسَ الذينَ بادوا ... وهل تَراهُمْ حين بادُوا عادُوا
اذكر من مات، فهل تراه عاد بعد موته.
إرضَ من الدهرِ ما أتاكَ بهِ ... ما كلُّ يومٍ يصفو لكَ الحلَبْ
اقنع من الدهر بما يأتيك به، فليس الدهر كله صفواً.
أرى الأجدادَ تغلبُها كثيراً ... على الأولادِ أخلاقُ اللّئامِ
ربما غلبت أخلاق اللئام على الأولاد وإن طابت الأجداد.
أرى الأمسَ قد فاتَني ردُّهُ ... ولستُ على ثِقةٍ مِنْ غَدِ
ما مضى فات ولن يعود، ولست أعرفُ ما سيأتي به الغد.
أرى الناسَ خِلانَ الجوادِ ولا أرى ... بخيلاً له في العالمينَ خليلُ
الناس أصدقاء الكريم، ولا صديق للبخيل.
أرى حِلَلاً تصانُ على رجال ... وأعراضاً تُزالُ ولا تُصانُ
من الناس من يصون ثيابه ولا يصون شرفه.
أرى كلَّ ريحٍ سوف تسكنُ مَرةً ... وكلَّ سَماءٍ عن قليل تَقَشَّعُ
لا بد للريح أن تسكن مهما ثارت، ولا بد للسماء أن تتقشع مهما تلبدت بالغيوم.
أسأت إذ أحسنتُ ظَني بهم ... والحزمُ سوءُ الظَّنِّ بالناسِ
لقد أحسنت الظن بهم فأسأت، والحزم سوء الظن.
اسمعْ مقالةَ ذي لُبٍّ وتجربةٍ ... يُفدْكَ في اليوم ما في دهْرهِ عَلِما
إذا سمعت كلام الحكيم المجرب أفادك في يوم واحد ما تعلمه في حياته الطويلة.
أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ ... كرُّ الغداةِ ومَرُّ العَشيْ
كر الليل والنهار أهلك الكبير وأشاب رأس الصغير.
أشَدُّ الناسِ للعلمِ ادعاءً ... أقلُّهمُو بما هُو فيهِ عِلْما
أكثر الناس ادعاء للعلم أكثرهم جهلاً.
أشدّ عيوبِ المرءِ جهْل عيوبِه ... ولا شيءَ بالأقوامِ أزرى منَ الجهلِ
الجهل عيب وأشد أنواع الجهل أن تجهل عيوبك.
أَشقى البَرِيَّةِ باللئي ... مِ إذا تمَوَّلَ أهْلُ وُدِّه
أصدقاء اللئيم أشقى الناس به إذا أصبح غنياً.
أصابوا جَهولاً فاستعانُوا بجاهلٍ ... إذا الحلمُ لم ينفعْك فالجهلُ أحْزمُ
لقي الحكيم جهولاً فاستعان عليه بجاهل، والجهل ينفع الحليم إذا لم ينفعه حلمه.
اصبِرْ لأحداثِ الزَّمانِ فإنما ... فرَجُ الشدائدِ مثلَ حلِّ عقالِ
اصبر على مصائب الدهر فسرعان ما تنفرج كما يحل العقال.
اصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهمُو ... رُبَّ مَنْ صاحبْتُهُ مثلُ الجرَبْ
عليك بصحبة الأخيار، فصحبة الأشرار داء مثل الجرب.
اصرفِ النفس عن كثير منَ النا ... سِ فما كلُّ مَنْ تَرى بصديقِ
لا تتعلق بكثير من الناس، فليسوا كلهم أصدقاء.
اطوِ كَشْحاً عن الجَزَع ... يَصنعُ الدَّهرُ ما صَنَع
لا تجزع، وليفعل الدهر ما يشاء.
أعاتبُ إخواني وأُبقي عليْهمو ... ولستَ بمُستبْقٍ أخاً لا تُعاتِبُهْ
أعاتب إخواني إذا أذنبوا عتاباً يسيراً يبقي على صداقتهم، وقل أن تجد صديقاً لا تعاتبه.
أعاتبُ نفسي إن تبَسَّمتُ خالياً ... وقد يَضحكُ الموتورُ وهْوَ حزينُ
أنا محزون فإذا تبسمت وحدي لمت نفسي، وقد يضحك الحزين.
أعاذكَ اللهُ من سِهامهِمُ ... ومُخَطَّأٌ منْ رَمْيُه القَمَرُ
لقد أجارك الله من رمي سهام الأعداء وأنقذك منها، لأن مكانك رفيع، والسهام لا تبلغ القمر العالي.
أعاذلُ ما أدنى الرّشادَ منَ الفتى ... وأبعدَه منهُ إذا لمْ يُسدَّدِ
ما أقرب الرشاد من الفتى إ ذا ساعده الحظ وما أبعده عنه إذا لم يساعده.
أعاذلُ مَن تُكتبْ له النار يلقَها ... كفاحاً ومَن يُكتبْ له الفوزُ يَسعدِ
من كتب عليه العذاب لقي الحياة كفاحاً ومن كتب عليه الفوز لقي الحياة سعادة.
أعاذلُ مَن لا يُصلحِ النفسَ خالياً ... من الناس لا يُرشَدْ لقولِ المُفنِّدِ
من لم يصلح نفسه لم يصلحه الناس.
اعتبرِ اليومَ بأمسِ الذاهبِ ... واعْجَبْ فما تنفكُ مِنْ عجائبِ
اعتبر يومك بأمسك، واعجب للدهر فكم فيه من عجائب
اعرِفْ لجارِك حَقَّهُ ... والحقُّ يَعْرفُه الكَريمُ
اعرف حق الجار عليك، والكريم يعرف ما عليه من حق.
أعزُّ مكانٍ في الدّنا سَرْجُ سابحٍ ... وخَيرُ جليسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
صهوة الحصان أعز مكان، والكتاب خير جليس.
أعطيتُ كلَّ الناسِ من نفسي الرِّضا ... إلا الحَسودَ فإنهُ أعْياني
رضي الناس كلهم عني ولكني عجزت عن إرضاء الحسود.
أعقَبَ القُربَ من خليلكَ شَحطُ ... وَلأيْدي الخُطوبِ قبْضٌ وبسطُ
حلَّ البعد محل القرب، وهكذا تتحول الأحوال بين ضيق وسعة.
اعلمْ بأن الضَّيفَ يُخبرُ أهلَه ... بمبيتِ ليْلَتِهِ وإن لمْ يُسْألِ
أكرم ضيفك فإن الضيف يخبر أهله بما لقي في سفره، وإن لم يسألوه.
اعمَلْ بعِلمي وإِن قصَّرتُ في عمَلي ... ينفعْكَ عِلمي ولا يضرُرْك تَقصيري
اعمل بما علمتك، ولا تنظر إلى ما أعمله، فعلمي ينفعك، وتقصيري في عملي لا يضرك.
أغَمِّضُ للصديقِ عن المساوي ... مخافةَ أنْ أعيشَ بلا صديقِ
طالما أغضيت عن عيوب الصديق خشية أن أفقده فأعيش بلا صديق.
أفادتني الأيامُ والدهرُ أنَّهُ ... وِدادي لمَنْ لا يحفَظْ الودَّ مُفسِدي
علمتني الأيام أن إخلاصي لمن لا يخلص لي، يضر بي.
أفادتني القناعةُ كُلَّ عِزٍ ... وأيُّ غِنىً أعزُّ من القناعة؟
القناعة عز وغنى ليس لهما مثيل.
أفسدتَ بالمَنِّ ما أوليْتَ من مِننٍ ... ليسَ الكريمُ إذا أعطِى بمنَّانِ
أعطيت ثم مننت فأفسدت عطاءك بمنك، والكريم لا يمُنّ بما أعطى.
أفعالُ مَن تلدُ الكرامُ كريمةٌ ... وفِعالُ من تلدُ الأعاجِم أعجَمُ
فعل الكريم كريم وفعل اللئيم لئيم.
أقبِل على النفسِ واستكمِلْ فضائلَها ... فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسانُ
كن فاضلاً كامل المروءة، فالإنسان إنسان بنفسه لا بجسده.
اقبَلْ من الدهرِ ما أتاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عَيْناً بعيْشِه نفَعَهْ
اقنع بما أعطاك الدهر، والقانع سعيد.
اقنعْ مِنْ الرزق بما أوتيتَهُ ... ولا تَكَلَّفْ منهُ ما كُفيتَهُ
اقنع برزقك، ولا تتكلف فوق ما يكفيك منه.
أصونُ عرضي بمالي لا أُدنِّسهُ ... لا باركَ اللهُ بعدَ العرضِ بالمالِ
إنني أصون شرفي بمالي، ولا بارك الله بالمال إذا ذهب الشرف.
أكْثِرْ مِنَ الصديقِ ... لكلِّ يومِ ضيقِ
أكثر من أصدقائك فهم ينفعونك في الشدائد.
ألا إنَّما مالي الذي أنا منفقٌ ... وليسَ لي المالُ الذي أنا تارِكُهْ
مالي هو ما أنفقته على نفسي في حياتي لا ما تركته للورثة بعد موتي.
ألا رُبَّ نُصحٍ يغلقُ البابُ دونه ... وغِشٍّّ إلى جنْبِ السريرِ مُقرَّب
رب نصوح يُبْعد ورب غشاش يقرب.
الاقتصادُ من الأمورِ مَمْلكه ... والخُرقُ لا يُعقِبُ إلا الهلَكَهْ
الاقتصاد ملك والسرف خرق وهلك.
البغيُ يَصْرَعُ أهلَهُ ... والظُّلم مرتَعُهُ وَخيمُ
الظالم يصرعه ظلمه.
الحرُّ يُلْحى والعصا للعَبدِ ... وليس للمُلْحِفِ مثلُ الرَّدِّ
يكفي الحر أن تلومه ليرتدع، والعبد لا تصلحه إلا العصا، والملحف الملح لا يكفه إلا الرد والصد.
الخيرُ أبقى وإن طال الزَّمانُ به ... والشرُّ أخبثُ ما أوعيْتَ من زادِ
الخير يبقى، ويبقى جزاؤه وإن بعد، والشر أشد زادك خبثاً.
الدهرُ يفترسُ الرجالَ فلا تكُن ... ممَّن تُطيِّشُه المناصبُ والرّتَبْ
لا تغرنك المناصب فالدهر يفترس الناس.
الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشُّجعانِ ... هو أوَّلٌ وهيَ المحلُّ الثاني
الرأي قبل الشجاعة.
الرزقُ يبغي كلَّ مَن يبغيهِ ... وكُلُّ ذي رزقٍ سيَسْتَوفيهِ
الرزق يطلبك وإن لم تطلبه، ولا بد لكل إنسان أن يستوفي رزقه كله.
الرّفقُ يُمنٌ والأناة سعادةٌ ... فتأنَّ في أمْرٍ تُلاقِ نَجاحاً
الرفق في الأمور خير من العنف، والأناة خير من العجلة، فتأن تنجح.
السيدُ البَرُّ لا يستجيزُ أذىً ... ولا يبوحُ بِسرّ عندَه كُتِما
الفاضل لا يجيز لنفسه أذى الناس ولا يبوح بأسرارهم إذا ائتمنوه عليها.
السيفُ أصدقُ إنباءً من الكتبِ ... في حدِّهِ الحَدُّ بين الجدِّ واللَّعبِ
في السيف النبأ اليقين لا في الكتب، وفي حد السيف الحد بين الجد واللعب.
الشرُّ طبع ودنيا المرءِ قائدَةٌ ... إلى دناياهُ والأهواءُ أهْوالٌ
الشر طبع في الشرير، والدنيا تقود المرء إلى الدنايا، والأهواء أهوال.
الشرُّ قَدْ تبدؤهُ صِغارهُ ... والمَرْءُ قَدْ يُسْلِمهُ حِذارهُ
صغير الشر يقود إلى كبيره، وقد يؤتى المرء من مواطن حذره.
الشكرُ في الناس قليلٌ جدّاً ... إنْ لم تُصابِرهمْ بقيتَ فَرْداً
قلَّ من يشكر صاحب الفضل، فارض بالناس على ما هم عليه وإلا عشت وحيداً.
الشيءُ ذو نقصٍ إذا تناهى ... والنفسُ تنقادُ إلى رَداها
إذا تمَّ أمرٌ نقَص، والنفوس مولعة بما يرديها.
الصدقُ أنفعُ ما حضَرتَ بهِ ... ولرُبَّما نفعَ امرأً كَذِبُهْ
احرص على الصدق فهو دائم النفع، وإن كان الكذب ينفع أحياناً.
الصمتُ إن ضاقَ الكلامُ أوسعُ ... لكُلِّ جنبٍ ذاتَ يومٍ مصْرَعُ
إذا لم تستطع الكلام كما يملي عليك ضميرك، فالسكوت خير، ولا بد لكل إنسان أن يموت.
الصمتُ حزمٌ وقليلٌ فاعِلُهْ ... يسعَدُ بالقولِ ويَشقَى قائِله
الصمت حزم، وقل من يصمت، وربما سعد القائل بقوله أو شقي به.
العاقلُ النِّحريرُ محتاجُ إلى ... أنْ يستعينَ بجاهلٍ مَعْتوهِ
ربما احتاج العاقل إلى الجاهل لمخاصمة الجهلاء.
العبدُ يُقرعُ بالعصا ... والحُرُّ تكفيهِ الملامَهْ
الحر يكتفي باللوم والعبد لا تؤدبه إلا العصا.
العزمُ في غيرِ وقتِ العزمِ مَعجزةٌ ... والازديادُ بغيرِ العقلِ نُقصانُ
العزم في غير وقته عجز، والزيادة في غير العقل نقص.
العفوُ والصَّفحُ أداة الصابِرِ ... والخُبْثُ والمَكْرُ لباسُ الفاجِرِ
الصابر يستعين بالعفو والصفح، والفاجر أداته الخبث والمكر.
العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إلى العُلا ... والجهلُ يقْعُدَ بالفتى المنسوبِ
العلم يرفع من ليس له نسب، والجهل يخفض من له نسب.
العيبُ في الجاهلِ المغمورِ مغمورُ ... وعيبُ ذي الشّرف المذكورِ مذكورُ
عيب الجاهل مغمور وعيب العالم مشهور.
الفحش مذمومٌ قبيحٌ كاسمهِ ... والمرءُ محسودٌ بفضلِ علمِهِ
الفحش مثل اسمه مذموم، والمرء يحسد على علمه.
الفقرُ يُزري بالفتى في قومِه ... والعينُ يُغضيها الكريمُ على القَذى
الفقر يزري بالفقير وإن كان عالماً، والكريم يُغضي على القذى، وإن كان يراه.
القصدُ أولى من بلوغِ الغايهْ ... وكُلُّ شيءٍ فإلى نِهايهْ
التوسط في الأمور خير من الغلو فيها، ولكل شيء نهاية.
الكفرُ بالنعمةِ يدعو إلى ... زوالِها والشكرُ أبقى لها
إنكار النعمة يؤدي إلى زوالها، وشكرها يدعو إلى بقائها.
المالُ يَفْنَى ويبلى ... والذّكرُ أبقى وأجْمَلْ
يفنى المال ويبقى الذكر الجميل.
المرءُ بعدَ الموتِ أُحدوثةٌ ... يَفنى وتبقَى مِنهُ آثارهُ
إنما المرء حديث الناس بعد موته، وهو يفنى ويبقى ما ترك من أثر.
المرءُ منسوبٌ إلى فِعْلهِ ... والناسُ أخيارٌ وأمثالُ
يعرف المرء بما يفعل، والناس بعد موتهم لا تبقى إلا أخبارهم.
المرءُ يقْدمُ دنياهُ على خطرٍ ... بالكُرْه منه وينآها على سَخَطِ
يجيء الإنسان إلى الحياة كارهاً، ويغادرها كارهاً.
المقاديرُ بَيْنَنا ... يَتَرَقَّبْنَ حَيْنَنا
القدر يرقب موتنا.
المَكرُ والخِبُّ أداةُ الغادرِ ... والكَذِبُ المحْضُ سلاحُ الفاجرِ
سلاح الغادر المكر والغش وسلاح الفاجر الكذب.
الناسُ أخلاقَهم شتَّى وإن جُبلوا ... على تشابهِ أرواحٍ وأجسادِ
يختلف الناس في أخلاقهم ويتشابهون في أجسادهم.
الناسُ في فِطرتِهم سَواءُ ... وإِنْ تَناهت بهم الأهواءُ
الناس متساوون في الطبيعة مختلفون في الأهواء والغايات.
الناس يجرونَ إلى الغاياتِ ... فأمّةٌ تمضي وأخرى تأتي
هكذا البشر: تمضي أمة منهم وتأتي أمة أخرى.
الناسُ يَجرونَ على الأعراقِ ... يَجرونَ جريَ الضُمَّر العتاقِ
الناس يجرون في الحياة على حسب أنسابهم كما تجري الخيل
النفسُ إِن أتْبَعتَها هَواها ... فاغرةٌ نحْوَ رَداها فاها
إذا تركت نفسك على هواها أسرعت إلى الهلاك.
اليومَ حاجتُنا إليكَ وإنما ... يُدعى الطبيبُ لِساعةِ الأوصابِ
نحن اليوم نحتاج إليك فحقق ما نرجوه منك، والطبيب إنما يستدعي عند حاجة المريض إليه.
أما الطعامُ فكُلْ لنفسِك ما اشتهت ... واجعلْ لِباسَك ما اشتهاهُ الناسُ
كل ما تشتهي والبس ما يشتهيه الناس.
أَمرتُهمو أمري بمُنْعرَجِ اللّوى ... ولا أمرَ لِلمعْصي إلا مُضَيَّعا
لقد أمرتهم بما يصلحهم فلم يسمعوا، ولا رأي لمن لا يطاع.
أموالنا عارِيةٌ مردودهْ ... وللتقى عاقبةٌ محمودهْ
المال عارية مستردة، والتقوى خير زاد.
أنا المذنبُ الخطَّاءُ والعفو واسعٌ ... ولو لم يكن ذنبٌ لما عُرفَ العذرُ
أنا مذنب وأنت واسع المغفرة، وهل يعرف فضل العفو إلا عند الذنوب.
انتبه أنتَ ناعسْ ... كم إلى كَمْ تُنافِسُ
انتبه من نومك وكف عن منازعة الناس.
انْعَمي أمَّ خالد ... رُبَّ ساعٍ لقاعدِ
يا أم خالد رب رجل يسعى في خير آخر لا يسعى.
انعمْ ولِذَّ فللأمورِ أواخرُ ... أبداً كما كانتْ لهُنَّ أوائِلَ
تمتع بالنعيم واللذة، فللأمور أواخر وأوائل.
إِنْ كنتَ تعفو فاعف عفو مُهنئ ... إحسانُه إن الكريمَ وهوبُ
إذا عفوت فليكن عفوك تاماً هنا. والكريم يعفو.
إِنْ لمْ تدافعَ طمعاً بياسِ ... خشَعْتَ ذلاً للِئامِ الناسِ
إذا طمعت ذللت.
إن إتباعَ المرءِ كُلَّ شهوه ... يُلبْس للقلب لباسَ قَسْوهْ
إتباع الشهوات مدعاة إلى قسوة القلوب.
إن الأسودَ أسودَ الغابِ همّتها ... يومَ الكريهةِ في المسلوبِ لا السَّلَبِ
همة المحارب الباسل منصرفة إلى قتل خصمه لا إلى سلبه.
إن الأمور إذا انسدَّتْ مسالكُها ... فالصبرُ يفتحُ مِنها كلَّ ما ارْتتَجا
مفتاح الفرج الصبر.
إن البقاء ما ترى قليل ... جَدَّ بأهلِ الغَفْلةِ الرّحيلُ
بقاء الإنسان في الدنيا قليل، وما أسرع أهل الغفلة إلى الرحيل.
إن الجديدين في طول اختلافهما ... لا يَفْسُدانِ ولكن يفسُدُ الناسُ
لا يفسد الليل والنهار ولكن الناس هم الذين يفسدون.
إن السلاحَ جميعُ الناسِ تحملُه ... وليسَ كلَّ ذواتِ المِخْلب السَّبُعُ
كل الناس يحملون السلاح ولكنهم ليسوا يجيدون استعماله. كما أن ذوات المخالب والبراثن ليست كلها أسوداً.
إن الشبابَ حجةُ التصابي ... روائحُ الجنةِ في الشبابِ
حجة الشباب في لهوه شبابه، وفي الشباب روائح الجنة.
إن الشبابَ والفراغَ والجدَهْ ... مفْسدةٌ للمرءِ أيُّ مَفْسَدهْ
الشباب والفراغ والثروةَ تفسد الناس.
إن العدوَّ وإِن أبدى مسالمةً ... يوماً إذا أمكنته غِرَّةٌ وثَبا
العدو إذا سالمك فليس سلمه إلا انتظاراً لغفلة منك حتى يثب عليك.
إن العفيف إذا استعانَ بخائن ... كان العفيف شريكَه في المَأْثَمِ
إذا استعان الشريف بخائن كان شريكه في الخيانة.
إنا لفي زمنٍ تركُ القبيحِ به ... مِنْ أكثرِ الناسِ إِحسانٌ وإِجمالُ
حسبنا في دهرنا هذا ألاَّ يسيء إلينا الناس.
إن الكذوبَ إذا ما كان ذا كذبٍ ... واخبرَ القومَ لم يُقْبَلْ وإن صدَقا
الكذوب لا يصدق وإن صدق.
إن الكرامَ إذا ما أيسروا ذَكروا ... مَن كان يألفُهم في المنزلِ الخشِنِ
الكريم إذا أصبح غنياً ذكر صديقه أيام فقره.
إن الذي يُعجِبه بَنوهُ ... عَما قليلٍ نفسُه تَسُوه
من أعجبه بنوه ساءته نفسه.
إن المروءةَ ليسَ يُدركها امرؤٌ ... وَرِثَ المكارمَ عن أبٍ فأضاعَها
لا يدرك المجدَ فتى ضيع مجد آبائه.
إن المصائبَ تنتهي أوقاتُها ... وشماتةُ الأعداءِ بالمرصادِ
تنتهي مصائب الإنسان وتبقى شماتةَ الحساد.
إن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما ... لا ينصحانِ إذا هُما لم يُكْرَما
لا ينصح المعلم والطبيب إلا إذا أكرما.
إن المقاديرَ إذا جَرَيْنا ... أحْزَنَّ عَيْناً وقَررْنَ عَيْنا
إذا جرت الأقدار أفرحت قوماً وأحزنت قوماً.
إنَّ المقاديرَ إذا ساعدتْ ... ألْحَقَتِ العاجزَ بالحازمِ
إذا ساعد القدر كان الحازم مثل العاجز.
إن النساء رياحينٌ خُلِقْنَ لنا ... وكلُّنا يشتهي شَمَّ الرياحينِ
النساء ريحانة يشتهي كل إنسان شم رائحتها الذكية.
إنَّ بعضاً من القريضِ هُراءٌ ... ليسَ شيئاً وبعضُهُ أحكامُ
بعض الشعر حكمة وبعضه هذيان.
إن ختَمَ الله بغفرانه ... فكلُّ ما لاقيتُهُ سهلُ
كل ما ألقاه في الحياة سهل إذا ختم الله لي بمغفرته.
إن خُلْفَ الوعيدِ ليس بعارٍ ... إنما العارُ كلُّه خُلْفُ وعْدِك
إذا أخلفت وعيدك أحسنت وإذا أخلفت وعدك أذنبت.
إنَّ خيرَ الدموع عَيناً لَدمْعٌ ... بعثَتْه رعايةٌ فاستَهلاَّ
خير الدموع دمعة حنان.
إن دونَ السؤالِ والاعتذار ... خُطَّةً صَعْبة على الأحرارِ
بين سؤالك حاجتك والاعتذار عن عدمِ تلبيتها موقف صعب على كل حر.
إنَّ عِزَّ اليأس خيرٌ ... لكَ مِنْ ذُلّ الأماني
عز اليأس خير من ذل الأمل.
إِنَّ غداً لا تستطيع صَدَّهُ ... وأمسِ لا تَقدِرْ أن تَرُدَّهُ
أنت لا تستطيع أن ترد أمس، ولا تستطيع أن تمنع الغد.
إنَّ في الموجِ للغريقِ لَعُذْراً ... واضحاً أنْ يفوتَه تعدادُهْ
لا يعد الغريق الأمواج.
إنكَ إن لم ترضَ بالمسالمهْ ... لم تصحب الناسَ على المكارمَهْ
إذا لم ترض بمسالمة الناس لم يكرموك ولم يسالموك.
إن للاعتذارِ حقاً من العف ... ويراه المُقرُّ بالانصافِ
العذر يستحق العفو، إذا أنصفت.
إنما الجودُ أن تجودَ على مَنْ ... هو للجودِ والعطا مِنكَ أهلُ
الجود هو أن تجود على من يستحق.
إِنما الدنيا كرؤيا ساعةٍ ... مَنْ رآها فرَّحَتْهُ وانقضَتْ
الدنيا حلم تفرح به ساعة ثم ينقضي.
إنما ذَلَّ مَنْ طَمِعْ ... وارتدى العزَّ مَنْ قَنعْ
الذل في الطمع والعز في القناعة.
إنما قَصْر كلِّ شيءٍ ... إذا طارَ أنْ يَقَعْ
لا بد لمن طارَ أن يقع.
إن مَنْ أحوجَكَ الدهرُ إليه ... فتعرضتَ لَهُ هُنْتَ عليهِ
إذا احتجت إلى إنسان وسألته هنت عليه.
إنَّ هدايا الرجالِ مُخْبِرةٌ ... عن قَدْرهم قلَّلوا أو احتَفَلوا
الهدايا على قدر المهدين.
إني أريدُكَ للدنيا وعاجِلِها ... ولا أريدُكَ يومَ الدينِ للدّينِ
أنا أريدك لحاجات الدنيا ولا أريدك لشفاعة الآخرين.
أوشكَ أن لا يدومَ وصْل أخٍ ... في كُلِّ زَلاتِه تنافِرُهُ
إذا نافرت صديقك في كل زلة لم يبق لك صديق.
أوْضِحِ الشعرَ إذا ما قلتَهُ ... إِنما السائرُ منهُ ما وَضَح
أسْيرُ الشعر أوضحه.
أوَ كَلما طَنَّ الذبابُ زَجَرتُه ... إنَّ الذبابَ إذاً عليَّ كريمُ
لو زجرت الذباب كلما طن لكان علي كريماً.
أولئك إخوانُ الصفاء رُزئتُهُمْ ... وما الكفُّ إلا إِصْبَعٌ ثمَّ إِصبعُ
رزئت إخواني واحداً بعد واحد، ففقدت كفي وكنت بها أصول، وإنما الكف اصبع بعد اصبع.
أيا أسداً في جسمهِ روحُ ضيغَمٍ ... وكَمْ أسدٍ أرواحُهُنَّ كِلابُ
أنت أسد، وروحك روح أسد، وهناك أسود أرواحهم أرواح كلاب.
أيُّ اعتبارٍ لذوي الأبصارِ ... عندَ اختلافِ اللّيلِ والنهارِ
ما أكثر عبرة من يعتبر عندما يطلع النهار ويأتي الليل.
إياكَ والغيبةَ والنميمهْ ... فإِنها منزلةٌ لئيمهْ
لا يفعل الغيبة والنميمة إلا لئيم.
أيامُنا تسيرُ ... كأنها تَطيرُ
أيامنا تنقضي مسرعة كأنها تطير طيراناً.
أيةَ نارٍ قدحَ القادحُ ... وأيَّ جِدٍّ بلغَ المازحُ
القادح للشرارة الصغيرة يشعل ناراً كبيرة والمازح قد يبلغ بمزاحه ما لا يبلغه الجاد بجده.
أينَ الذي الهرمانِ من بنيانِه ... ما قومُه؟ ما يومُه؟ ما المَصرَعُ؟
أين مضى فرعون الذي بنى الهرم، وماذا فعل قومه؟ وكيف عاش؟ وكيف مات؟
أينَ أهلُ المنازلِ ... تَحْتَ صُمِّ الجنادلِ
كانوا يسكنون البيوت والقصور فأصبحوا يسكنون القبور.
أيها البائسُ صَبْرَاً ... إن بعدَ العُسْرِ يُسْرا
إن بعد العسر يسراً. فاصبر.
أيُّها الشامتَ المُعيِّر بالده ... رِ أَأَنتَ المُبرَّأُ المَوْفورُ
يا من تعيرني بحوادث الدهر. هل أنت بمعزل عن مصائبه، بل أي إنسان لا تصيبه المصائب والنوائب.
أيُّها العاقلُ اللبيبُ تَصَبَّرْ ... كلُّ شيءٍ لهُ ابتداءٌ وغايَهْ
اصبر أيها العاقل، فكل شيء له بداية ونهاية.
أيُّها المبتدي جميلَك تَمِّمْ ... إِنَّ حسنَ الجميلِ بالإِتمامِ
إذا أحسنت فتمم إحسانك، فالأعمال بالتمام.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الباء
حرف الباء
بابُ الإلهِ خيرُ بابٍ يُرتَجى ... فما وراءَ مَنْ رجاهُ مُرْتجى
خير باب ترتجيه باب الله، وليس بعده باب.
باتَتْ تُشجّعني هندٌ وقد علِمتْ ... أنَّ الشجاعةَ مقرونٌ بها العَطَبُ
يشجعونني على الحرب، وقد علموا أن الشجاع معرض للتهلكة.
بادرٍ إلى الفرصةِ وانهضْ لما ... تريدُ فيها، فهيَ لا تَلْبَثُ
بادر الفرصة فإنها سرعان ما تمضي.
بادرْ بإِحسانكَ الليالِي ... فليسَ مِنْ غَدْرها أمانُ
بادر بالإحسان ما دمت قادراً عليه، فما تدري متى تنقلب بك الليالي.
بادرْ فإن الزمانَ غِرٌ ... من قبلَ أنْ يفْطَنَ الزمانُ
بادر زمانك بالعمل أو باللذة قبل أن يفطن إليك.
بالرفقِ مارسْ ولاينْ منْ تُخالِطُه ... تربَحْ وغالِظْ إذا لمْ ينفعِ اللِّينُ
ارفق بمن تعاشره فإن لم ينفع اللين فعليك بالشدة.
بالصبرِ تدركُ ما ترجوهُ من أمَلٍ ... فاصبرْ فلا ضِيق إلا بعدَه فرَجُ
بالصبر تبلغ أملك، فاصبر فعقبى الضيق فرج.
بالذي نغتَذي نموتُ ونحيا ... أقتَلُ الداءِ للنفوسِ الدّواءُ
في طعامنا موتنا وحياتنا، والدواء طريق الداء.
بالملحِ نُصلحْ ما نَخشى تغيُّره ... فكيف بالملحِ إِن حلَّت بهِ الغِيرُ
الملح يصلح ما نخاف فساده، فكيف نصنع إذا فسد الملح.
بدأتُمْ فأحسنْتُم فأثنيتُ جاهداً ... وإِن عدتمُ ثنَّيتُ والعَودُ أحمَدُ
أحسنتم إلي أولاً فأثنيت عليكم فعودوا بالإحسان أُعِد بالثناء، والعود أحمد.
بدا ليَ أني لستُ مدرِكَ ما مضى ... ولا سابقاً شيئاً إذا كانَ جائِيا
لست أدرك ما فات ولست أسبق ما سوف يأتي.
بذا قضتِ الأيام ما بينَ أهلِها ... مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ
هكذا قضت الأيام: مصائب قوم فوائد قوم.
بشاشةُ وجهِ المرءِ خيرٌ من القِرى ... فكيفَ بمنْ يأتي به وهْوَ ضاحِكُ
بشاشة صاحب البيت في وجه الضيف خير من قراه، وأحسن من ذلك أن تجمع لضيفك بين البشاشة والضيافة.
بُغاثُ الطيرِ أكثرُها فراخاً ... وأمُّ الصقرِ مقلاتٌ نَزورُ
الطيور الضعيفة كثيرة الفراخ، والطيور القوية قليلة الأولاد.
بكى على ما فاتَ من عمرِهِ ... وهلْ يعيدُ الدمعُ عُمراً مضى
تبكي على ما فات من عمرك والبكاء لا يعيد ما فات.
بكى من الأمسِ فلما مَضى ... بكى عليهِ بعدَهُ في غَدِهْ
بكيت من أمس فلما جاء الغد بكيت عليه.
بلوتُ أمورَ الناسِ من عهدِ آدمٍ ... فَلم أرَ إلاَ هالكاً إثْرَ هالِكِ
الناس هالك بعد هالك.
بَلوتُ أمورَ الناسِ في كلِّ أمةٍ ... فلمْ أرَ أهلَ الخيرِ غيرَ قَليلِ
ما أقل أهل الخير.
بمنْ يثق الإنسانُ فيما ينوبهُ ... ومنْ أينَ للحرّ الكريمِ صِحابُ
ليس للإنسان من يثق به في مصائبه، وليس للحر أصحاب.
بني عَمّنا إِنَّ العداوةَ شرُّها ... ضغائن تَبقى في نفوسِ الأقاربِ
أشد العداوة عداوة الأقارب.
بينا ترى الدّهرَ على حالةٍ ... يوماً تراهُ لِسواها انتَقَلْ
ما أسرع انتقال الدهر من حال إلى حال.
بابُ الإلهِ خيرُ بابٍ يُرتَجى ... فما وراءَ مَنْ رجاهُ مُرْتجى
خير باب ترتجيه باب الله، وليس بعده باب.
باتَتْ تُشجّعني هندٌ وقد علِمتْ ... أنَّ الشجاعةَ مقرونٌ بها العَطَبُ
يشجعونني على الحرب، وقد علموا أن الشجاع معرض للتهلكة.
بادرٍ إلى الفرصةِ وانهضْ لما ... تريدُ فيها، فهيَ لا تَلْبَثُ
بادر الفرصة فإنها سرعان ما تمضي.
بادرْ بإِحسانكَ الليالِي ... فليسَ مِنْ غَدْرها أمانُ
بادر بالإحسان ما دمت قادراً عليه، فما تدري متى تنقلب بك الليالي.
بادرْ فإن الزمانَ غِرٌ ... من قبلَ أنْ يفْطَنَ الزمانُ
بادر زمانك بالعمل أو باللذة قبل أن يفطن إليك.
بالرفقِ مارسْ ولاينْ منْ تُخالِطُه ... تربَحْ وغالِظْ إذا لمْ ينفعِ اللِّينُ
ارفق بمن تعاشره فإن لم ينفع اللين فعليك بالشدة.
بالصبرِ تدركُ ما ترجوهُ من أمَلٍ ... فاصبرْ فلا ضِيق إلا بعدَه فرَجُ
بالصبر تبلغ أملك، فاصبر فعقبى الضيق فرج.
بالذي نغتَذي نموتُ ونحيا ... أقتَلُ الداءِ للنفوسِ الدّواءُ
في طعامنا موتنا وحياتنا، والدواء طريق الداء.
بالملحِ نُصلحْ ما نَخشى تغيُّره ... فكيف بالملحِ إِن حلَّت بهِ الغِيرُ
الملح يصلح ما نخاف فساده، فكيف نصنع إذا فسد الملح.
بدأتُمْ فأحسنْتُم فأثنيتُ جاهداً ... وإِن عدتمُ ثنَّيتُ والعَودُ أحمَدُ
أحسنتم إلي أولاً فأثنيت عليكم فعودوا بالإحسان أُعِد بالثناء، والعود أحمد.
بدا ليَ أني لستُ مدرِكَ ما مضى ... ولا سابقاً شيئاً إذا كانَ جائِيا
لست أدرك ما فات ولست أسبق ما سوف يأتي.
بذا قضتِ الأيام ما بينَ أهلِها ... مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ
هكذا قضت الأيام: مصائب قوم فوائد قوم.
بشاشةُ وجهِ المرءِ خيرٌ من القِرى ... فكيفَ بمنْ يأتي به وهْوَ ضاحِكُ
بشاشة صاحب البيت في وجه الضيف خير من قراه، وأحسن من ذلك أن تجمع لضيفك بين البشاشة والضيافة.
بُغاثُ الطيرِ أكثرُها فراخاً ... وأمُّ الصقرِ مقلاتٌ نَزورُ
الطيور الضعيفة كثيرة الفراخ، والطيور القوية قليلة الأولاد.
بكى على ما فاتَ من عمرِهِ ... وهلْ يعيدُ الدمعُ عُمراً مضى
تبكي على ما فات من عمرك والبكاء لا يعيد ما فات.
بكى من الأمسِ فلما مَضى ... بكى عليهِ بعدَهُ في غَدِهْ
بكيت من أمس فلما جاء الغد بكيت عليه.
بلوتُ أمورَ الناسِ من عهدِ آدمٍ ... فَلم أرَ إلاَ هالكاً إثْرَ هالِكِ
الناس هالك بعد هالك.
بَلوتُ أمورَ الناسِ في كلِّ أمةٍ ... فلمْ أرَ أهلَ الخيرِ غيرَ قَليلِ
ما أقل أهل الخير.
بمنْ يثق الإنسانُ فيما ينوبهُ ... ومنْ أينَ للحرّ الكريمِ صِحابُ
ليس للإنسان من يثق به في مصائبه، وليس للحر أصحاب.
بني عَمّنا إِنَّ العداوةَ شرُّها ... ضغائن تَبقى في نفوسِ الأقاربِ
أشد العداوة عداوة الأقارب.
بينا ترى الدّهرَ على حالةٍ ... يوماً تراهُ لِسواها انتَقَلْ
ما أسرع انتقال الدهر من حال إلى حال.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف التاء
حرف التاء
تأملْ سطورَ الكائناتِ فإِنها ... مِنَ المَلأِ الأعلى إليكَ رسائلُ
الوجود كتاب، والخلائق سطوره، والكتاب رسالة من الله إلى الناس.
تأملْ فلا تسطيعُ رَدَّ مقالةٍ ... إذا القولُ في زَلاتِه فارقَ الفَما
أنت لا تستطيع أن ترد غلط لسانك إذا فارق فمك.
تأنَّ في الشيءِ إذا رمتَه ... لتعرفَ الرّشدَ مِنَ الغيِّ
تأن قبل أن تقوم بعمل، لعلك تميز الخير من الشر.
تَبّاً لمنْ يُمسي ويُصبحُ لاهياً ... ومَرامُهُ المأكولُ والمشروبُ
ما أتعس اللاهي الذي لا يهمه غير طعامه وشرابه.
تُبدي عيونُهمو ما في قلوبِهِم ... والعينُ تُظهرُ ما في القلبِ أو تصفُ
في عيونهم نبأ ما في قلوبهم، والعيون دليل القلوب.
تتبُّعُ الأمرِ بعدَ الفوْتِ تغريرُ ... وترْكُه مُقبلاً عَجْزٌ وتقصيرُ
إذا تبعت ما فات فقد خدعت نفسك، وإن تركت ما بين يديك فقد قصرت في أمرك.
تَتمنى وتَعْجلُ ... والمقاديرُ تَعْملُ
أنت تتمنى وتستعجل الخير، والقدر يعمل ما يريد.
تَحلَّمْ عن الأدْنَينَ واستَبْقِ ودَّهُم ... ولنْ تستطيعَ الحلمَ حتى تَحَلَّما
كن حليماً على الأقارب تستبق حبهم لك، وإذا لم تكن حليماً فاصطنع الحلم، فالحلم بالتحلم.
تحملْ زلَّةَ الإِخوانِ عنْهُمْ ... إِذا زَلّوا وأنتِ بِهِمْ رَفيقُ
إذا زل أخوانك فتحمل زلاتهم في رفق وعطف.
تَخالفتِ الأغراضُ ناسٍ وذاكرٌ ... وسالٍ ومُشتاقٌ وبانٍ وهادمْ
هكذا الناس: ناس وذاكر، وسال وعاشق، وبان وهادم.
تُخوّفُني صروفَ الدّهر سَلْمى ... وكَمْ من خائفٍ ما لا يَكونْ
سلمى تخوفني صروف الزمان، وربما خاف الإنسان من أمور لا تحدث.
تذَكَّر نجْداً والحديثُ شجونُ ... فَجُنَّ اشتياقاً والجنونُ فنونُ
تذكر بلاده فحنّ إليها كأنه مجنون، والجنون فنون.
تَذُمُّ دنيا إِن تأملتَها ... وجدت فيها ثَمَنَ الجَنَّهْ
لماذا تذم الدنيا وهي طريق الجنة.
تَرجو غداً وغَدٌ كحاملةٍ ... أذِنَتْ وما تدْرونَ ما تَلِدُ
أنت ترجو غدك، ولا تدري ما يأتي به، كالحبلى لا تدري ماذا تلد.
ترَفَّقْ أيها المولى عَلَيْهم ... فإِن الرفقَ بالجاني عتابُ
ارفق بأتباعك يا سيدهم إن أساؤوا، فالرفق نوع من العتاب والعقاب.
يَرى الجبناءُ أن العجزَ عَقلٌ ... وتلكَ خديعةُ الطَّبعِ اللّئيمِ
الجبناء يرون الجبن عقلاً فيخدعون أنفسهم بلؤمهم.
تريدينَ أن أرضى وأنتِ بخيلةٌ ... ومَن ذا الذي يُرضي الأخلاءَ بالبُخلِ
أنت لا تجودين علي بشيء ثم تطلبين مني أن أكون راضياً، والبخل لا يرضي أحداً.
تريدين كيمَا تَجمعيني وخالداً ... وهل يُجمعُ السيفانِ ويحكِ في غمدِ
تريد هذه المرأة أن تجمع بيني وبين رجل آخر، وهل في الإمكان جمع سيفين اثنين في غمد واحد؟
تريدينَ لقيانَ المعالي رخيصةً ... ولا بد?ّ دونَ الشُّهدِ من إبرِ النحلِ
لا بد للمجد من عمل وجهد، كما لا بد من إبر النحل لبلوغ الشهد.
تزدحمُ الناسُ على بابِهِ ... والمَنْهلُ العذبُ كثيرُ الزِّحامْ
الناس يزدحمون على باب الكريم، والنبع العذب كثير الرواد.
تزَودْ من الدنيا مَتاعاً فإنه ... على كلّ حالِ خيرُ زادِ المزَوّدِ
الخير أطيب زاد في الدنيا، فتزود من الخير ما استطعت.
تسلَّ عن الهمومِ فليسَ شيءٌ ... يُقيم، ولا همومُكَ بالمُقيمَهْ
اسل عن همومك، فليست تدوم، بل لا شيء يدوم.
تَشَدَّدي تَفَرَّجي ... لِكُلِّ مكروبٍ أمَدْ
اشتدي أيتها المصائب فلا بد من الفرج.
تَصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ ... عما مَضى فيها وما يُتوَقَّعُ
الحياة تصفو للجهال والغافلين عما فيها.
تصفُو على المحسودِ نعمة ربِّهِ ... ويذوبُ من كَمَدٍ فؤادُ الحاسدِ
المحسود يتمتع بنعمة الله، والحاسد يذوب كمداً.
تصيبُ الخيرَ ممن تزدَريه ... ويُخلِفُ ظنَّكَ الرَّجُلُ الطَّريرُ
ربما نفعك من تزدريه، وأخلف ظنك من ترتضيه.
تعَلَّم فليسَ المرءُ يولَدُ عالماً ... وليسَ أخو علمٍ كمَنْ هو جاهلُ
تعلم، فالعلم بالتعلم، وما أبعد الفرق بين الجاهل والعالم.
تعوّدِ الخيرَ فتلكَ عادَهُ ... تدْعو إلى الغبطةِ والسّعادهْ
الخير عادة فتعودها تَسعَدْ وتُسعِدْ.
تكلَّم وسَدِّدْ ما استطعتَ فإنما ... كلامُكَ حَيٌّ والسكوتُ جمادُ
تكلم وليكن كلامك سديداً، فالساكت ميت والمتكلم حي.
تُلجي الضروراتُ في الأمورِ إلى ... سلوكِ ما لا يليقُ بالأدَبِ
الضرورات تبيح المحظورات.
تلَذُّ له المروءةُ وهْي تُؤذي ... ومَنْ يَعشَقْ يلَذَّ له الغَرامُ
تلذ المكارم للكريم وإن كلفته التكاليف، والعاشق يلذ له حبه وإن أوجعه.
تَلْقى بكل بلادٍ إن حللتَ بها ... أهلاً بأهلٍ وجِيراناً بجيرانِ
في كل بلد تحل فيه تجد أهلاً بدل أهلك وجيراناً بدل جيرانك.
تَمتّع بمالِك قبلَ المماتِ ... وإِلا فلا مالَ إِن أنْتَ مُتّا
تمتع بمالك في حياتك، فإنه ليس لك بعد مماتك.
تمتعتُ منها يَومَ بانوا بنظرةٍ ... وهل وامِقٌ مِنْ نظرةٍ مُتمتِّعُ
كان متعتي من الحبيبة نظرة نظرتها إليها يوم سافرت، وهل تكفي المحب النظرة العجلى.
تموتُ الأسْدُ في الغاباتِ جوعاً ... ولا ترضى مُصاحبةَ السَّفيهِ
الأسود تفضل الموت جوعاً على أكل فضلات الثعالب.
تموتُ معَ المرءِ حاجاتْهُ ... وتَبْقى له حاجةٌ ما بَقي
حاجة الإنسان باقية ما بقي الإنسان حياً فإذا مات انتهت.
تنالُ بالرّفقِ والتأَنّي ... ما لم تنلْ بالجَهلِ والتَعنّي
قد تدرك بالرفق والأناة ما لا تدركه بالجهل والجهد.
تنقلْ فلذاتُ الهوى في التنقلِ ... ورِدْ كلَّ صافٍ لا تقفْ عندَ منهلِ
تنقل في الحب فاللذة في التنقل، واشرب من كل نبع صاف، ولا تقف عند نبع واحد.
ثبتَتْ على حفظِ العهودِ قلوبُنا ... إِنّ الوفاءَ سجيةُ الأحرارِ
لقد حفظنا عهد الأصدقاء، والوفاء صفة النبلاء.
ثراءُ الفتى من دونِ انفاقِ ماله ... فسادٌ وإِنفاقُ الثراءِ نَماؤهُ
إذا أنفقت مالك زاد وإذا جمعته ولم تنفقه نقص.
ثراءُ المالِ يَفْنى بعدَ حينٍ ... وتبقى الباقياتُ الصالحاتُ
المال يفنى، والخير يبقى.
ثقةُ الفتَى بزمانِهِ ... ثقةٌ مُحَلَّلةُ العُرا
ثقة الإنسان بالزمان ليس لها أساس.
ثلاثةٌ أجْوَدُها العتيقُ ... الراحُ والدِّينارُ والصّديقُ
ثلاثة إذا عتقت كانت أكثر جودة: الخمرة والدينار والصديق.
ثلاثةٌ من أعظمِ الكَرامة: ... الدّينُ ثمّ العقلُ والسّلامَه
الكرامة في ثلاث: الدين والعقل والصحة.
ثلاثةٌ تُذهبُ عن قلبي الحَزَنْ: ... الماءُ والخضرةُ والوجهُ الحسَنْ
ثلاثة تذهب الحزن: الماء والخضرة والوجه الحسن.
ثلاثةٌ عن غيرِها كافيهْ: ... هي المُنى والأمْنُ والعافِيه
ثلاثة تكفي الإنسان إن تمتع بها: الأمل والأمن والعافية.
ثلاثةٌ فيهنَّ للمُلْكِ التَّلفْ: ... الظلمُ والإهمالُ أيضاً والسَّرفْ
هلاك الدولة وأصحابها في ثلاثة: الظلم، والإهمال، والتبذير.
ثلاثةٌ ليسَ بها اشتراكُ: ... المُشِطُ والمَرْآَةُ والسّواكُ
الناس ينفردون في ثلاثة: المشط والمرآة والسواك.
ثلاثةٌ ليس لها أمانُ: ... المالُ والسّلطانُ والزَّمانُ
لا أمان لثلاثة: المال والملك والزمان.
ثلاثةٌ هُنَّ دواعي النّقَمِ: ... الحِرصُ والبَغْيُ وكُفرُ النِّعمِ
دواعي النقمة ثلاثة: الحرص والظلم والكفر بالنعمة.
ثلاثةٌ يبقى بها السّلطانُ: ... العدْلُ والتَّدبيرُ والإِحسانُ
يُبقي الملك ثلاثة: العدل وحسن التدبير، وفعل الخير.
ثلاثةٌ يُجهَلُ مِقدارُها: ... الأمنُ والصّحة والقُوتُ
ثلاثة قل أن يعرف الإنسان قيمتها ما دامت، فإذا زالت عرفت: الأمن والصحة والطعام (أو الكفاية) .
ثَمِلٌ بكأسِ غرورِه ... والخَمْرُ آخِرُها خُمارُ
فلان مغرور وكأنه سكران، وشارب الخمر لا بد له من غياب العقل.
ثناءٌ من أميرٍ خيرُ كَسْبٍ ... لصاحبِ نِعمةٍ وأخي ثَراءِ
أصحاب النعم ورجال المال يجدون ثناء حكامهم وملوكهم عليهم خير كسب لهم لأنه يضمن لهم بقاء ثرواتهم ونعمهم.
ثَوبُ الرّياءِ يشِفُّ عما تحتهُ ... فإذا اكتسيتَ بهِ فإِنَّكَ عاري
إذا كنت تلبس ثوب الرياء فاعلم أنك عار، فثوب الرياء يظهر ما تحته.
ثيابُكَ إن بَلينَ تَجدْ سِواها ... ولسْتَ بواجدٍ عِرضاً بِعرْضِ
إذا بليت ثيابك وجدت ثياباً أخرى، ولكنك لا تجد شرفاً إذا دنست شرفك.
تأملْ سطورَ الكائناتِ فإِنها ... مِنَ المَلأِ الأعلى إليكَ رسائلُ
الوجود كتاب، والخلائق سطوره، والكتاب رسالة من الله إلى الناس.
تأملْ فلا تسطيعُ رَدَّ مقالةٍ ... إذا القولُ في زَلاتِه فارقَ الفَما
أنت لا تستطيع أن ترد غلط لسانك إذا فارق فمك.
تأنَّ في الشيءِ إذا رمتَه ... لتعرفَ الرّشدَ مِنَ الغيِّ
تأن قبل أن تقوم بعمل، لعلك تميز الخير من الشر.
تَبّاً لمنْ يُمسي ويُصبحُ لاهياً ... ومَرامُهُ المأكولُ والمشروبُ
ما أتعس اللاهي الذي لا يهمه غير طعامه وشرابه.
تُبدي عيونُهمو ما في قلوبِهِم ... والعينُ تُظهرُ ما في القلبِ أو تصفُ
في عيونهم نبأ ما في قلوبهم، والعيون دليل القلوب.
تتبُّعُ الأمرِ بعدَ الفوْتِ تغريرُ ... وترْكُه مُقبلاً عَجْزٌ وتقصيرُ
إذا تبعت ما فات فقد خدعت نفسك، وإن تركت ما بين يديك فقد قصرت في أمرك.
تَتمنى وتَعْجلُ ... والمقاديرُ تَعْملُ
أنت تتمنى وتستعجل الخير، والقدر يعمل ما يريد.
تَحلَّمْ عن الأدْنَينَ واستَبْقِ ودَّهُم ... ولنْ تستطيعَ الحلمَ حتى تَحَلَّما
كن حليماً على الأقارب تستبق حبهم لك، وإذا لم تكن حليماً فاصطنع الحلم، فالحلم بالتحلم.
تحملْ زلَّةَ الإِخوانِ عنْهُمْ ... إِذا زَلّوا وأنتِ بِهِمْ رَفيقُ
إذا زل أخوانك فتحمل زلاتهم في رفق وعطف.
تَخالفتِ الأغراضُ ناسٍ وذاكرٌ ... وسالٍ ومُشتاقٌ وبانٍ وهادمْ
هكذا الناس: ناس وذاكر، وسال وعاشق، وبان وهادم.
تُخوّفُني صروفَ الدّهر سَلْمى ... وكَمْ من خائفٍ ما لا يَكونْ
سلمى تخوفني صروف الزمان، وربما خاف الإنسان من أمور لا تحدث.
تذَكَّر نجْداً والحديثُ شجونُ ... فَجُنَّ اشتياقاً والجنونُ فنونُ
تذكر بلاده فحنّ إليها كأنه مجنون، والجنون فنون.
تَذُمُّ دنيا إِن تأملتَها ... وجدت فيها ثَمَنَ الجَنَّهْ
لماذا تذم الدنيا وهي طريق الجنة.
تَرجو غداً وغَدٌ كحاملةٍ ... أذِنَتْ وما تدْرونَ ما تَلِدُ
أنت ترجو غدك، ولا تدري ما يأتي به، كالحبلى لا تدري ماذا تلد.
ترَفَّقْ أيها المولى عَلَيْهم ... فإِن الرفقَ بالجاني عتابُ
ارفق بأتباعك يا سيدهم إن أساؤوا، فالرفق نوع من العتاب والعقاب.
يَرى الجبناءُ أن العجزَ عَقلٌ ... وتلكَ خديعةُ الطَّبعِ اللّئيمِ
الجبناء يرون الجبن عقلاً فيخدعون أنفسهم بلؤمهم.
تريدينَ أن أرضى وأنتِ بخيلةٌ ... ومَن ذا الذي يُرضي الأخلاءَ بالبُخلِ
أنت لا تجودين علي بشيء ثم تطلبين مني أن أكون راضياً، والبخل لا يرضي أحداً.
تريدين كيمَا تَجمعيني وخالداً ... وهل يُجمعُ السيفانِ ويحكِ في غمدِ
تريد هذه المرأة أن تجمع بيني وبين رجل آخر، وهل في الإمكان جمع سيفين اثنين في غمد واحد؟
تريدينَ لقيانَ المعالي رخيصةً ... ولا بد?ّ دونَ الشُّهدِ من إبرِ النحلِ
لا بد للمجد من عمل وجهد، كما لا بد من إبر النحل لبلوغ الشهد.
تزدحمُ الناسُ على بابِهِ ... والمَنْهلُ العذبُ كثيرُ الزِّحامْ
الناس يزدحمون على باب الكريم، والنبع العذب كثير الرواد.
تزَودْ من الدنيا مَتاعاً فإنه ... على كلّ حالِ خيرُ زادِ المزَوّدِ
الخير أطيب زاد في الدنيا، فتزود من الخير ما استطعت.
تسلَّ عن الهمومِ فليسَ شيءٌ ... يُقيم، ولا همومُكَ بالمُقيمَهْ
اسل عن همومك، فليست تدوم، بل لا شيء يدوم.
تَشَدَّدي تَفَرَّجي ... لِكُلِّ مكروبٍ أمَدْ
اشتدي أيتها المصائب فلا بد من الفرج.
تَصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ ... عما مَضى فيها وما يُتوَقَّعُ
الحياة تصفو للجهال والغافلين عما فيها.
تصفُو على المحسودِ نعمة ربِّهِ ... ويذوبُ من كَمَدٍ فؤادُ الحاسدِ
المحسود يتمتع بنعمة الله، والحاسد يذوب كمداً.
تصيبُ الخيرَ ممن تزدَريه ... ويُخلِفُ ظنَّكَ الرَّجُلُ الطَّريرُ
ربما نفعك من تزدريه، وأخلف ظنك من ترتضيه.
تعَلَّم فليسَ المرءُ يولَدُ عالماً ... وليسَ أخو علمٍ كمَنْ هو جاهلُ
تعلم، فالعلم بالتعلم، وما أبعد الفرق بين الجاهل والعالم.
تعوّدِ الخيرَ فتلكَ عادَهُ ... تدْعو إلى الغبطةِ والسّعادهْ
الخير عادة فتعودها تَسعَدْ وتُسعِدْ.
تكلَّم وسَدِّدْ ما استطعتَ فإنما ... كلامُكَ حَيٌّ والسكوتُ جمادُ
تكلم وليكن كلامك سديداً، فالساكت ميت والمتكلم حي.
تُلجي الضروراتُ في الأمورِ إلى ... سلوكِ ما لا يليقُ بالأدَبِ
الضرورات تبيح المحظورات.
تلَذُّ له المروءةُ وهْي تُؤذي ... ومَنْ يَعشَقْ يلَذَّ له الغَرامُ
تلذ المكارم للكريم وإن كلفته التكاليف، والعاشق يلذ له حبه وإن أوجعه.
تَلْقى بكل بلادٍ إن حللتَ بها ... أهلاً بأهلٍ وجِيراناً بجيرانِ
في كل بلد تحل فيه تجد أهلاً بدل أهلك وجيراناً بدل جيرانك.
تَمتّع بمالِك قبلَ المماتِ ... وإِلا فلا مالَ إِن أنْتَ مُتّا
تمتع بمالك في حياتك، فإنه ليس لك بعد مماتك.
تمتعتُ منها يَومَ بانوا بنظرةٍ ... وهل وامِقٌ مِنْ نظرةٍ مُتمتِّعُ
كان متعتي من الحبيبة نظرة نظرتها إليها يوم سافرت، وهل تكفي المحب النظرة العجلى.
تموتُ الأسْدُ في الغاباتِ جوعاً ... ولا ترضى مُصاحبةَ السَّفيهِ
الأسود تفضل الموت جوعاً على أكل فضلات الثعالب.
تموتُ معَ المرءِ حاجاتْهُ ... وتَبْقى له حاجةٌ ما بَقي
حاجة الإنسان باقية ما بقي الإنسان حياً فإذا مات انتهت.
تنالُ بالرّفقِ والتأَنّي ... ما لم تنلْ بالجَهلِ والتَعنّي
قد تدرك بالرفق والأناة ما لا تدركه بالجهل والجهد.
تنقلْ فلذاتُ الهوى في التنقلِ ... ورِدْ كلَّ صافٍ لا تقفْ عندَ منهلِ
تنقل في الحب فاللذة في التنقل، واشرب من كل نبع صاف، ولا تقف عند نبع واحد.
ثبتَتْ على حفظِ العهودِ قلوبُنا ... إِنّ الوفاءَ سجيةُ الأحرارِ
لقد حفظنا عهد الأصدقاء، والوفاء صفة النبلاء.
ثراءُ الفتى من دونِ انفاقِ ماله ... فسادٌ وإِنفاقُ الثراءِ نَماؤهُ
إذا أنفقت مالك زاد وإذا جمعته ولم تنفقه نقص.
ثراءُ المالِ يَفْنى بعدَ حينٍ ... وتبقى الباقياتُ الصالحاتُ
المال يفنى، والخير يبقى.
ثقةُ الفتَى بزمانِهِ ... ثقةٌ مُحَلَّلةُ العُرا
ثقة الإنسان بالزمان ليس لها أساس.
ثلاثةٌ أجْوَدُها العتيقُ ... الراحُ والدِّينارُ والصّديقُ
ثلاثة إذا عتقت كانت أكثر جودة: الخمرة والدينار والصديق.
ثلاثةٌ من أعظمِ الكَرامة: ... الدّينُ ثمّ العقلُ والسّلامَه
الكرامة في ثلاث: الدين والعقل والصحة.
ثلاثةٌ تُذهبُ عن قلبي الحَزَنْ: ... الماءُ والخضرةُ والوجهُ الحسَنْ
ثلاثة تذهب الحزن: الماء والخضرة والوجه الحسن.
ثلاثةٌ عن غيرِها كافيهْ: ... هي المُنى والأمْنُ والعافِيه
ثلاثة تكفي الإنسان إن تمتع بها: الأمل والأمن والعافية.
ثلاثةٌ فيهنَّ للمُلْكِ التَّلفْ: ... الظلمُ والإهمالُ أيضاً والسَّرفْ
هلاك الدولة وأصحابها في ثلاثة: الظلم، والإهمال، والتبذير.
ثلاثةٌ ليسَ بها اشتراكُ: ... المُشِطُ والمَرْآَةُ والسّواكُ
الناس ينفردون في ثلاثة: المشط والمرآة والسواك.
ثلاثةٌ ليس لها أمانُ: ... المالُ والسّلطانُ والزَّمانُ
لا أمان لثلاثة: المال والملك والزمان.
ثلاثةٌ هُنَّ دواعي النّقَمِ: ... الحِرصُ والبَغْيُ وكُفرُ النِّعمِ
دواعي النقمة ثلاثة: الحرص والظلم والكفر بالنعمة.
ثلاثةٌ يبقى بها السّلطانُ: ... العدْلُ والتَّدبيرُ والإِحسانُ
يُبقي الملك ثلاثة: العدل وحسن التدبير، وفعل الخير.
ثلاثةٌ يُجهَلُ مِقدارُها: ... الأمنُ والصّحة والقُوتُ
ثلاثة قل أن يعرف الإنسان قيمتها ما دامت، فإذا زالت عرفت: الأمن والصحة والطعام (أو الكفاية) .
ثَمِلٌ بكأسِ غرورِه ... والخَمْرُ آخِرُها خُمارُ
فلان مغرور وكأنه سكران، وشارب الخمر لا بد له من غياب العقل.
ثناءٌ من أميرٍ خيرُ كَسْبٍ ... لصاحبِ نِعمةٍ وأخي ثَراءِ
أصحاب النعم ورجال المال يجدون ثناء حكامهم وملوكهم عليهم خير كسب لهم لأنه يضمن لهم بقاء ثرواتهم ونعمهم.
ثَوبُ الرّياءِ يشِفُّ عما تحتهُ ... فإذا اكتسيتَ بهِ فإِنَّكَ عاري
إذا كنت تلبس ثوب الرياء فاعلم أنك عار، فثوب الرياء يظهر ما تحته.
ثيابُكَ إن بَلينَ تَجدْ سِواها ... ولسْتَ بواجدٍ عِرضاً بِعرْضِ
إذا بليت ثيابك وجدت ثياباً أخرى، ولكنك لا تجد شرفاً إذا دنست شرفك.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الجيم
حرف الجيم
جالسْ عدوَّك تعرفْ ما يكاتِمُه ... يَبدو القِلى في حديثِ القومِ والمُقَلِ
إذا نظرت إلى عين عدوك أو سمعت كلامه بدت لك عداوته في نظراته أو في حديثه.
جاملْ أخاك إذا استرَبْتَ بودِّه ... وانظرْ به عَقِبَ الزَّمانِ يُعاوِدِ
إذا انحرف صديقَك عنك أو كاد ينحرف فسايره وجامله فعسى أن يعود إلى نفسه.
جانٍ جَنى ذنباً وأقبلَ تائباً ... والعفوُ خَيرُ شمائلِ الأشرافِ
لقد أذنبتُ ثم تبتُ فاعف عني، فالعفو من شيم الكرام.
جراحاتُ السّنانِ لها التئامُ ... ولا يُلْتامُ ما جَرَحَ اللسانُ
جراح السنان تلتئم، وجراح اللسان لا تلتئم.
جَربتُ دَهري وأهليه فما تركَتْ ... لي التجاربُ في ودِّ امرئٍ غرَضا
أصبحت لا أحرص على ود بعد أن جربت الناس، وعرفتهم.
جروحُ الليالي ما لَهُنَّ طبيبُ ... وعيشُ الفتَى بالفقرِ ليسَ يَطيبُ
لا تُداوى جروح الزمان، ولا يطيبُ عيشُ الفقير.
جَزينا بني شيبانَ أمسِ بِقرْضِهِمْ ... وعُدنا بمثلِ البَدء والعَوْد أحمدُ
جزينا بني شيبان بما فعلوا، وإن عادوا عدنا.
جزى اللهُ الشدائدَ كُلَّ خيرٍ ... عرفتُ بها عَدُوّي مِنْ صديقي
لقد عرفني ما حلّ بي من أزمات عدوي وصديقي، فجزاها الله خيراً.
جمالُ أخي النُّهى كرَمٌ وخيرٌ ... وليس جمالَه عَرْضٌ وطولُ
جمال العاقل كرمه وخيره، وليس جماله في طوله وعرضه.
جمالُ الوجهِ معْ خُبثِ النفوسِ ... كقنديلٍ على قبرٍ المجوسي
إذا كان الوجه جميلاً وكانت النفس خبيثة، كانا مثل مصباح على قبر كافر.
جمعتَ مالاً ففَكِّر هل جمعتَ له ... يا جامعَ المالِ أياماً تُفَرِّقُهُ
لقد جمعت أموالاً طائلة فهل تضمن نفسك حياة طويلة تنفق أموالك فيها.
جنى ابنُ عمِّكَ ذنباً فابتُليتَ به ... إِن الفتى بابن عَمِّ السوءِ مأخوذُ
جنى غيرك جناية فحلت عقوبتها بك، وربما أخذ المرء بجناية غيره.
جنى ثمارَ مساعٍ كانَ غارِسَها ... وصاحبُ الغرسِ أولى الناسِ بالثَّمرهْ
هذا الرجل سعى وغرس أشجاراً ثم تمتع بأثمار ما غرس، وكل إنسان أحق باقتطاف ثمرة مساعيه.
جَهدُ البلاءِ صحبةُ الأضدادِ ... فإنَّها كَيٌّ على الفُؤادِ
ما أصعب صحبة من لا يشبهك، لكأنها النار تكوي القلب.
جَهلَ الديانةَ مَن إذا عرَضتْ لهُ ... أطماعُهُ لم يُلْفَ بالمتماسِكِ
من أطاع شهواته عندما تتيسر له ليس بتقي.
جهلاً عليَّ وجبناً من عدُوِّهِم ... لبئستِ الخُلّتان: الجهلُ والجبُنُ
أنتم تجهلون علي وأنا الصديق، وتجبنون عن الأعداء، وبئست الخلتان الجبن والجهل.
جوابُ سوءِ المنطقِ السّكوتُ ... قد أفلحَ المُتَّئِدُ الصّموتُ
جواب الفحش السكوت.
جودُ الفتى يكفيكَ تسآلَه ... والعُدْمُ خيرٌ من سؤالِ البَخيلْ
إذا كان أخوك كريماً لم تحتج إلى سؤاله، وإذا كان بخيلاً فلا تسأله، فالفقر خير لك من سؤال من لا يعطي.
جالسْ عدوَّك تعرفْ ما يكاتِمُه ... يَبدو القِلى في حديثِ القومِ والمُقَلِ
إذا نظرت إلى عين عدوك أو سمعت كلامه بدت لك عداوته في نظراته أو في حديثه.
جاملْ أخاك إذا استرَبْتَ بودِّه ... وانظرْ به عَقِبَ الزَّمانِ يُعاوِدِ
إذا انحرف صديقَك عنك أو كاد ينحرف فسايره وجامله فعسى أن يعود إلى نفسه.
جانٍ جَنى ذنباً وأقبلَ تائباً ... والعفوُ خَيرُ شمائلِ الأشرافِ
لقد أذنبتُ ثم تبتُ فاعف عني، فالعفو من شيم الكرام.
جراحاتُ السّنانِ لها التئامُ ... ولا يُلْتامُ ما جَرَحَ اللسانُ
جراح السنان تلتئم، وجراح اللسان لا تلتئم.
جَربتُ دَهري وأهليه فما تركَتْ ... لي التجاربُ في ودِّ امرئٍ غرَضا
أصبحت لا أحرص على ود بعد أن جربت الناس، وعرفتهم.
جروحُ الليالي ما لَهُنَّ طبيبُ ... وعيشُ الفتَى بالفقرِ ليسَ يَطيبُ
لا تُداوى جروح الزمان، ولا يطيبُ عيشُ الفقير.
جَزينا بني شيبانَ أمسِ بِقرْضِهِمْ ... وعُدنا بمثلِ البَدء والعَوْد أحمدُ
جزينا بني شيبان بما فعلوا، وإن عادوا عدنا.
جزى اللهُ الشدائدَ كُلَّ خيرٍ ... عرفتُ بها عَدُوّي مِنْ صديقي
لقد عرفني ما حلّ بي من أزمات عدوي وصديقي، فجزاها الله خيراً.
جمالُ أخي النُّهى كرَمٌ وخيرٌ ... وليس جمالَه عَرْضٌ وطولُ
جمال العاقل كرمه وخيره، وليس جماله في طوله وعرضه.
جمالُ الوجهِ معْ خُبثِ النفوسِ ... كقنديلٍ على قبرٍ المجوسي
إذا كان الوجه جميلاً وكانت النفس خبيثة، كانا مثل مصباح على قبر كافر.
جمعتَ مالاً ففَكِّر هل جمعتَ له ... يا جامعَ المالِ أياماً تُفَرِّقُهُ
لقد جمعت أموالاً طائلة فهل تضمن نفسك حياة طويلة تنفق أموالك فيها.
جنى ابنُ عمِّكَ ذنباً فابتُليتَ به ... إِن الفتى بابن عَمِّ السوءِ مأخوذُ
جنى غيرك جناية فحلت عقوبتها بك، وربما أخذ المرء بجناية غيره.
جنى ثمارَ مساعٍ كانَ غارِسَها ... وصاحبُ الغرسِ أولى الناسِ بالثَّمرهْ
هذا الرجل سعى وغرس أشجاراً ثم تمتع بأثمار ما غرس، وكل إنسان أحق باقتطاف ثمرة مساعيه.
جَهدُ البلاءِ صحبةُ الأضدادِ ... فإنَّها كَيٌّ على الفُؤادِ
ما أصعب صحبة من لا يشبهك، لكأنها النار تكوي القلب.
جَهلَ الديانةَ مَن إذا عرَضتْ لهُ ... أطماعُهُ لم يُلْفَ بالمتماسِكِ
من أطاع شهواته عندما تتيسر له ليس بتقي.
جهلاً عليَّ وجبناً من عدُوِّهِم ... لبئستِ الخُلّتان: الجهلُ والجبُنُ
أنتم تجهلون علي وأنا الصديق، وتجبنون عن الأعداء، وبئست الخلتان الجبن والجهل.
جوابُ سوءِ المنطقِ السّكوتُ ... قد أفلحَ المُتَّئِدُ الصّموتُ
جواب الفحش السكوت.
جودُ الفتى يكفيكَ تسآلَه ... والعُدْمُ خيرٌ من سؤالِ البَخيلْ
إذا كان أخوك كريماً لم تحتج إلى سؤاله، وإذا كان بخيلاً فلا تسأله، فالفقر خير لك من سؤال من لا يعطي.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الحاء
حرف الحاء
حبُّ السلامةِ يَثني عزمَ صاحبهِ ... عنِ المعالي ويُغْري المرءَ بالكسَلِ
إذا كان المرء يحرص على السلامة لم يطلب المجد ورضي بالكسل.
حبٌّ هذا الحطامِ قد حطمَ النا ... سَ قديماً من عَهدِ نوحٍ وآدمْ
حب حطام الدنيا حطم الناس منذ القديم.
حتى الكلابُ إذا رأتْ ذا نعمةٍ ... خَضَعَتْ إليه وحرَّكَتْ أذنابَها
الناس يحبون الأغنياء، بل إن الكلاب إذا رأت غنياً بصبصت بأذنابها.
حتى رجعتُ وأقلامي قوائلُ لي ... المجدُ للسيفِ ليسَ المجدُ للقلمِ
عرفت أن المجد يكتب بالسيف لا بالقلم.
حتى متى يَلعبُ ليتَ شِعري ... سال به السَّيلُ وليسَ يَدْري
حتى متى يلعب هذا الإنسان الغافل وقد جاء السيل وهولاه عنه.
حذَّرتُك الكِبرَ لا يعْلقْكَ ميسَمُه ... فَإِنهُ مَلْبسٌ نازعْتَه اللهَ
الكبر رداء الله فلا تنازعه إياه!
حرِيٌّ بالعلا مَنْ يصطَفيها ... ويقتحمُ الخُطوبَ السّودَ فيها
من طلب المجد واقتحم الخطوب السود في سبيله كان جديراً به.
حسبُ الفتى أن يكون ذا حسَبٍ ... مِنْ نفسِه ليسَ حسْبَهُ حسَبُهُ
حسب المرء بنفسه لا بآبائه.
حسْبُ الفتى عقلُه خِلاً يعاشرُه ... إذا تحاماه إخوان وَخِلاَّنُ
إذا جفاك إخوانك فحسبك عقلك من جليس.
حسبُ الكذوبِ من البليّ ... ةِ بعضُ ما يُحْكى عليهِ
يكفي الكذاب بلاء ما يتحدث به الناس عنه.
حسبُ الكريمِ مذلةً ونقيصةً ... أن لا يزالُ إلى لئيمٍ يرْغَبُ
حسب الكريم ذلاً حاجته إلى اللئيم.
حسْبي بعلمِي إنْ نفعْ ... ما الذلُّ إلا في الطَمَعْ
يكفيك علمي النافع، والذل في الطمع فيما وراء العلم.
حسَدوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَه ... فالكلُّ أعداءٌ لهُ وخُصومُ
العاجز يحسد من قدر على إدراك المجد.
حُسنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ ... وفي البداوةِ حسنٌ غيرُ مَجْلوبِ
الحضريات يجلبن جمالهن بالزينة والمساحيق والبدويات حسنهن طبيعي.
حسنُ الفعالِ من الصلصالِ مقصودُ ... والمرءُ بالعقلِ مذمومٌ ومَحمودْ
والإنسان من طين، ومع ذلك فليفعل الخير.
حسنٌ قولُ نعم من بعدِ لا ... وقبيحٌ قولُ لا بعدَ نَعَمْ
ما أحسن أن تقول: نعم بعد أن قلت: لا وما أسوأ أن تقول: لا بعد قولك: نعم.
حُكْمُ المنيةَ في البريّة جاري ... ما هذه الدّنيا بدارِ قرارِ
المنية تتحكم في البرية، وليس في دار الدنيا قرار.
حلاوةُ دنياكَ ممزوجةٌ ... فما يُؤكَلُ الشهدُ إلا بِسَمّْ
حلاوة الدنيا ممزوجة بمرارتها، والسم في الدسم.
حمدتُ ابنَ منصورٍ بحسنِ فعالهِ ... وهل يُحسنُ الإِنسانُ إلا ليُحْمدا
لقد حمدتك بأفعالك، والإنسان يرغب في الحمد إذا أحسن.
حملتْ حَتفَها بأظلافِها الضأ ... نُ فأهدتْ مُدىً إلى الذَبَّاحِ
حملت الشاة حتفها بظلفها.
حوادثُ الدهرِ تمورُ مَوْراً ... تسُرُّ طَوراً وتَسوءُ طَوْراً
حوادث الأيام فيها ما يسر وفيها ما يسوء.
حياةٌ بلا مالٍ حياةٌ ذميمةٌ ... وعلمٌ بلا مالٍ كلامٌ مُضَيَّعُ
الحياة بلا مال مذمومة، والعلم بلا مال ضائع.
حياتُنا كالموتِ إن لم تَكنْ ... نَهْجاً إلى تخليدِ ذكرٍ يدومْ
حياتك مثل موتك إذا لم تعمل على تحقيق ذكر لك خالد.
حبُّ السلامةِ يَثني عزمَ صاحبهِ ... عنِ المعالي ويُغْري المرءَ بالكسَلِ
إذا كان المرء يحرص على السلامة لم يطلب المجد ورضي بالكسل.
حبٌّ هذا الحطامِ قد حطمَ النا ... سَ قديماً من عَهدِ نوحٍ وآدمْ
حب حطام الدنيا حطم الناس منذ القديم.
حتى الكلابُ إذا رأتْ ذا نعمةٍ ... خَضَعَتْ إليه وحرَّكَتْ أذنابَها
الناس يحبون الأغنياء، بل إن الكلاب إذا رأت غنياً بصبصت بأذنابها.
حتى رجعتُ وأقلامي قوائلُ لي ... المجدُ للسيفِ ليسَ المجدُ للقلمِ
عرفت أن المجد يكتب بالسيف لا بالقلم.
حتى متى يَلعبُ ليتَ شِعري ... سال به السَّيلُ وليسَ يَدْري
حتى متى يلعب هذا الإنسان الغافل وقد جاء السيل وهولاه عنه.
حذَّرتُك الكِبرَ لا يعْلقْكَ ميسَمُه ... فَإِنهُ مَلْبسٌ نازعْتَه اللهَ
الكبر رداء الله فلا تنازعه إياه!
حرِيٌّ بالعلا مَنْ يصطَفيها ... ويقتحمُ الخُطوبَ السّودَ فيها
من طلب المجد واقتحم الخطوب السود في سبيله كان جديراً به.
حسبُ الفتى أن يكون ذا حسَبٍ ... مِنْ نفسِه ليسَ حسْبَهُ حسَبُهُ
حسب المرء بنفسه لا بآبائه.
حسْبُ الفتى عقلُه خِلاً يعاشرُه ... إذا تحاماه إخوان وَخِلاَّنُ
إذا جفاك إخوانك فحسبك عقلك من جليس.
حسبُ الكذوبِ من البليّ ... ةِ بعضُ ما يُحْكى عليهِ
يكفي الكذاب بلاء ما يتحدث به الناس عنه.
حسبُ الكريمِ مذلةً ونقيصةً ... أن لا يزالُ إلى لئيمٍ يرْغَبُ
حسب الكريم ذلاً حاجته إلى اللئيم.
حسْبي بعلمِي إنْ نفعْ ... ما الذلُّ إلا في الطَمَعْ
يكفيك علمي النافع، والذل في الطمع فيما وراء العلم.
حسَدوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَه ... فالكلُّ أعداءٌ لهُ وخُصومُ
العاجز يحسد من قدر على إدراك المجد.
حُسنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ ... وفي البداوةِ حسنٌ غيرُ مَجْلوبِ
الحضريات يجلبن جمالهن بالزينة والمساحيق والبدويات حسنهن طبيعي.
حسنُ الفعالِ من الصلصالِ مقصودُ ... والمرءُ بالعقلِ مذمومٌ ومَحمودْ
والإنسان من طين، ومع ذلك فليفعل الخير.
حسنٌ قولُ نعم من بعدِ لا ... وقبيحٌ قولُ لا بعدَ نَعَمْ
ما أحسن أن تقول: نعم بعد أن قلت: لا وما أسوأ أن تقول: لا بعد قولك: نعم.
حُكْمُ المنيةَ في البريّة جاري ... ما هذه الدّنيا بدارِ قرارِ
المنية تتحكم في البرية، وليس في دار الدنيا قرار.
حلاوةُ دنياكَ ممزوجةٌ ... فما يُؤكَلُ الشهدُ إلا بِسَمّْ
حلاوة الدنيا ممزوجة بمرارتها، والسم في الدسم.
حمدتُ ابنَ منصورٍ بحسنِ فعالهِ ... وهل يُحسنُ الإِنسانُ إلا ليُحْمدا
لقد حمدتك بأفعالك، والإنسان يرغب في الحمد إذا أحسن.
حملتْ حَتفَها بأظلافِها الضأ ... نُ فأهدتْ مُدىً إلى الذَبَّاحِ
حملت الشاة حتفها بظلفها.
حوادثُ الدهرِ تمورُ مَوْراً ... تسُرُّ طَوراً وتَسوءُ طَوْراً
حوادث الأيام فيها ما يسر وفيها ما يسوء.
حياةٌ بلا مالٍ حياةٌ ذميمةٌ ... وعلمٌ بلا مالٍ كلامٌ مُضَيَّعُ
الحياة بلا مال مذمومة، والعلم بلا مال ضائع.
حياتُنا كالموتِ إن لم تَكنْ ... نَهْجاً إلى تخليدِ ذكرٍ يدومْ
حياتك مثل موتك إذا لم تعمل على تحقيق ذكر لك خالد.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الخاء
حرف الخاء
خاطرْ بنفسِك كيْ تُصيبَ غنيمةً ... إن الجلوسَ مع العيالِ قبيحُ
اركب الأخطار لتغنم فالجلوس مع العيال لا يليق بالرجال.
خاطرْ بنفسك لا تقنعْ بمعجزةٍ ... فليسَ حُرٌّ على عجْزٍ بمعذورِ
اركب الأخطار ولاتكن عاجزاً، فالعجز ليس عذراً للحر.
خذِ العفو دأبَ الذمّ واجتنب الأذى ... وأغْضِ تسُدْ وأرفِقْ تنل واسخ تُحمدِ
اعف، ولا تفعل ما تذم به، واترك أذى الناس وغضّ طرفك عنهم تسدهم، وارفق بهم تنل حبهم، وجُدْ عليهم تدرك حمدهم.
خُذْ بنصلِ السيفِ واتركِ غمدَهُ ... واعتبرْ فَضْلَ الفتى دونَ الحِللْ
احكم على السيف بنصله لا بغمده، واحكم على الفتى بفضله لا بثوبه.
خُذْ ما تراهُ ودعْ شيئاً سمعتَ به ... في طلعة الشمسِ ما يغنيكَ عن زُحلِ
صدق ما ترى لا ما تسمع، فالشمس الطالعة تغنيك عن زحل الغامض.
خُذْ من زمانِك ما صَفا ... ودَعِ الذي فيه كَدَرْ
خذ الصفو واترك الكدر.
خُذوا ما أتاكُمْ بهِ واغْنَموا ... فإنَّ الغنيمةَ في العاجلِ
خذ الغنم العاجل ودعم الغنم الآجل.
خَسِرَ الذي باعَ الخلودَ وعيشه ... بنعيمِ أيامٍ تُعَدُّ قلائلِ
أخطأت إذا بعت نعيم الخلود في الآخرة بنعيم أيام قليلة في الدنيا.
خَفْ دعوةَ المظلوم فهْي سريعةٌ ... طَلعَتْ فجاءتْ بالعَذابِ النازلِ
دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب إذا طلعت إلى السماء نزلت إليك بالعذاب.
خَفْ يا كريمُ على عِرضٍ تُعرِّضهُ ... لعائبٍ فلئيمٌ لا يقاسُ بكا
احفظ عرضك من لئيم لا يقاس بك.
خلَتِ الديارُ فسدتُ غير مُسوَّدٍ ... ومنَ الشقاءِ تفَرُّدي بالسؤدَدِ
لقد أصبحت سيداً عندما خلت الديار من السادة، وتفردي بالسؤدد شقاء.
خَلَتِ الديارُ فلا كريمٌ يُرتجى ... منه النوالُ ولا مَليحٌ يُعشَقُ
لم يبق في الديار كريم نرجوه، ولا مليح نعشقه.
خلِّصْ فؤادَك من غلٍّ ومن حسدِ ... والغِلُّ في القلبِ مثلُ الغل في العنقِ
دع عنك الغل والحسد، فالغل في الصدر مثل الغل في العنق.
خُلقَ اللسانُ لنطقهِ وبيانِهِ ... لا للسكوتِ وذاكَ حظُّ الأخرسِ
اللسان للبيان، والسكوت للأخرس.
خَلقَ اللهُ للحروبِ رجالاً ... ورجالاً لقَصْعَةٍ وثَريدِ
الرجال نوعان: نوع للحرب والمجد، ونوع للطعام والشراب.
خُلِقْنا رجالاً للتجلُّدِ والأسى ... ولسْنا نساءً للبُكَا والمآتمِ
خلق الرجال للصبر وللقدوة، وخلقت النساء للبكاء والعويل.
خَلِّ مَنْ قَلَّ خيرهُ ... لكَ في الناسِ غَيرُهُ
دع عنك قليل الخير، فالناس كثيرون.
خليلٌ أتاني نفعُه وقتَ حاجتي ... إليه وما كُلُّ الأخلاءِ ينفَعُ
لقد نفعني صديقي يوم حاجتي إليه، وما كل الأخلاء ينفعون.
خَليلكَ أنتَ لا مَن قلْت خِلّي ... وإِن كَثُرَ التجمُّلُ والكَلامُ
أنت خليل نفسك، لا من تراه خليلاً لك وإن كثر تودده إليك.
خَليلُك من صَفى لك في الودادِ ... وجارُك مَنْ أذَمَّ على البعادِ
صديقك من صفا لك حبه، وجارك من لا يذمك وإن كان بعيداً عنك.
خَليليّ إما أن تُعينا وتُسعدا ... وإِما كفافاً لا عليَّ ولا لِيا
أيها الصديقان إما أن تعيناني على عدوي، وإما أن تقفا جانباً فلستما لي ولستما علي.
خليليَّ لا واللهِ ما مِنْ مُلِمّةٍ ... تدومُ على حَيٍّ وإن هِيَ جَلَّتِ
لا تدوم المصيبة على إنسان مهما كانت عظيمة.
خليليَّ ليس الرأيُ في صدرِ واحدٍ ... أشيرا عليَّ اليومَ ما ترَيانِ
الرأي لا يكون في صدر رجل واحد فأعيناني برأيكما أيها الصديقان الناصحان.
خَليليَّ ما وافٍ بعهدي أنتما ... إذا لم تكونا لي على مَنْ أقاطعُ
أيها الصديقان إذا لم تكونا معي على عدوي فلستما من الأوفياء.
خَليليَّ من كَعبٍ أعينا أخاكما ... على دهرِه إِنَّ الكريمَ مُعينُ
أيها الصديقان أعيناني على دهري، والكريم من يعين.
خيرُ إِخوانِك المشاركُ في المُ ... رِّ وأينَ الشريكُ في المُرِّ أيْنا
خير أخوانك من يشارك في مصائبك، وأين هو هذا الأخ الوفي.
خيرُ الطيورِ على القصور وشرُّها ... يأوي الخرابَ ويَسْكنُ الناووسا
الطيور الصداحة تقف على أشجار الحدائق في القصور، والغربان الناعقة تأوي إلى الخرائب وتسكن القبور.
خيرُ الأمورِ ما حَمِدْتَ غِبَّهْ ... والمرءُ مَقْرونُ بمنْ أحَبَّهْ
الأمور بعواقبها، والمرء مع من أحب.
خيرُ الكلامِ قليلٌ ... على الكثيرِ دَليلُ
خير الكلام ما قلّ ودلّ.
خاطرْ بنفسِك كيْ تُصيبَ غنيمةً ... إن الجلوسَ مع العيالِ قبيحُ
اركب الأخطار لتغنم فالجلوس مع العيال لا يليق بالرجال.
خاطرْ بنفسك لا تقنعْ بمعجزةٍ ... فليسَ حُرٌّ على عجْزٍ بمعذورِ
اركب الأخطار ولاتكن عاجزاً، فالعجز ليس عذراً للحر.
خذِ العفو دأبَ الذمّ واجتنب الأذى ... وأغْضِ تسُدْ وأرفِقْ تنل واسخ تُحمدِ
اعف، ولا تفعل ما تذم به، واترك أذى الناس وغضّ طرفك عنهم تسدهم، وارفق بهم تنل حبهم، وجُدْ عليهم تدرك حمدهم.
خُذْ بنصلِ السيفِ واتركِ غمدَهُ ... واعتبرْ فَضْلَ الفتى دونَ الحِللْ
احكم على السيف بنصله لا بغمده، واحكم على الفتى بفضله لا بثوبه.
خُذْ ما تراهُ ودعْ شيئاً سمعتَ به ... في طلعة الشمسِ ما يغنيكَ عن زُحلِ
صدق ما ترى لا ما تسمع، فالشمس الطالعة تغنيك عن زحل الغامض.
خُذْ من زمانِك ما صَفا ... ودَعِ الذي فيه كَدَرْ
خذ الصفو واترك الكدر.
خُذوا ما أتاكُمْ بهِ واغْنَموا ... فإنَّ الغنيمةَ في العاجلِ
خذ الغنم العاجل ودعم الغنم الآجل.
خَسِرَ الذي باعَ الخلودَ وعيشه ... بنعيمِ أيامٍ تُعَدُّ قلائلِ
أخطأت إذا بعت نعيم الخلود في الآخرة بنعيم أيام قليلة في الدنيا.
خَفْ دعوةَ المظلوم فهْي سريعةٌ ... طَلعَتْ فجاءتْ بالعَذابِ النازلِ
دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب إذا طلعت إلى السماء نزلت إليك بالعذاب.
خَفْ يا كريمُ على عِرضٍ تُعرِّضهُ ... لعائبٍ فلئيمٌ لا يقاسُ بكا
احفظ عرضك من لئيم لا يقاس بك.
خلَتِ الديارُ فسدتُ غير مُسوَّدٍ ... ومنَ الشقاءِ تفَرُّدي بالسؤدَدِ
لقد أصبحت سيداً عندما خلت الديار من السادة، وتفردي بالسؤدد شقاء.
خَلَتِ الديارُ فلا كريمٌ يُرتجى ... منه النوالُ ولا مَليحٌ يُعشَقُ
لم يبق في الديار كريم نرجوه، ولا مليح نعشقه.
خلِّصْ فؤادَك من غلٍّ ومن حسدِ ... والغِلُّ في القلبِ مثلُ الغل في العنقِ
دع عنك الغل والحسد، فالغل في الصدر مثل الغل في العنق.
خُلقَ اللسانُ لنطقهِ وبيانِهِ ... لا للسكوتِ وذاكَ حظُّ الأخرسِ
اللسان للبيان، والسكوت للأخرس.
خَلقَ اللهُ للحروبِ رجالاً ... ورجالاً لقَصْعَةٍ وثَريدِ
الرجال نوعان: نوع للحرب والمجد، ونوع للطعام والشراب.
خُلِقْنا رجالاً للتجلُّدِ والأسى ... ولسْنا نساءً للبُكَا والمآتمِ
خلق الرجال للصبر وللقدوة، وخلقت النساء للبكاء والعويل.
خَلِّ مَنْ قَلَّ خيرهُ ... لكَ في الناسِ غَيرُهُ
دع عنك قليل الخير، فالناس كثيرون.
خليلٌ أتاني نفعُه وقتَ حاجتي ... إليه وما كُلُّ الأخلاءِ ينفَعُ
لقد نفعني صديقي يوم حاجتي إليه، وما كل الأخلاء ينفعون.
خَليلكَ أنتَ لا مَن قلْت خِلّي ... وإِن كَثُرَ التجمُّلُ والكَلامُ
أنت خليل نفسك، لا من تراه خليلاً لك وإن كثر تودده إليك.
خَليلُك من صَفى لك في الودادِ ... وجارُك مَنْ أذَمَّ على البعادِ
صديقك من صفا لك حبه، وجارك من لا يذمك وإن كان بعيداً عنك.
خَليليّ إما أن تُعينا وتُسعدا ... وإِما كفافاً لا عليَّ ولا لِيا
أيها الصديقان إما أن تعيناني على عدوي، وإما أن تقفا جانباً فلستما لي ولستما علي.
خليليَّ لا واللهِ ما مِنْ مُلِمّةٍ ... تدومُ على حَيٍّ وإن هِيَ جَلَّتِ
لا تدوم المصيبة على إنسان مهما كانت عظيمة.
خليليَّ ليس الرأيُ في صدرِ واحدٍ ... أشيرا عليَّ اليومَ ما ترَيانِ
الرأي لا يكون في صدر رجل واحد فأعيناني برأيكما أيها الصديقان الناصحان.
خَليليَّ ما وافٍ بعهدي أنتما ... إذا لم تكونا لي على مَنْ أقاطعُ
أيها الصديقان إذا لم تكونا معي على عدوي فلستما من الأوفياء.
خَليليَّ من كَعبٍ أعينا أخاكما ... على دهرِه إِنَّ الكريمَ مُعينُ
أيها الصديقان أعيناني على دهري، والكريم من يعين.
خيرُ إِخوانِك المشاركُ في المُ ... رِّ وأينَ الشريكُ في المُرِّ أيْنا
خير أخوانك من يشارك في مصائبك، وأين هو هذا الأخ الوفي.
خيرُ الطيورِ على القصور وشرُّها ... يأوي الخرابَ ويَسْكنُ الناووسا
الطيور الصداحة تقف على أشجار الحدائق في القصور، والغربان الناعقة تأوي إلى الخرائب وتسكن القبور.
خيرُ الأمورِ ما حَمِدْتَ غِبَّهْ ... والمرءُ مَقْرونُ بمنْ أحَبَّهْ
الأمور بعواقبها، والمرء مع من أحب.
خيرُ الكلامِ قليلٌ ... على الكثيرِ دَليلُ
خير الكلام ما قلّ ودلّ.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الدال
حرف الدال
دارِ الصديقَ إذا استشاطَ تَغضبُّاً ... فالغيظُ يُخْرجُ كامنَ الأحقادِ
إذا غضب صديقك فداره، فالغيظ يخرج الأحقاد الكامنة في الصدور.
دَبَبْتُ له الضرَاء وقلتُ أبقى ... إذا عَزَّ ابنُ عمِّكَ أنْ تَهونا
لقد لاينته حتى أبقي على صداقته، وإذا عز أخوك فهُنْ.
دعاكمْ إلى خيرِ الأمورِ مُحمّدٌ ... وليسَ العوالي في القنا كالسّوافلِ
لقد دعاكم نبينا محمد إلى خير الأمور، وليس سنان القناة مثل صعدتها.
دعِ التكاسلَ في الخيراتِ تطلبُها ... فليسَ يَسعدَ في الخيراتِ كسْلانُ
جدَّ في طلب الخير، فليس ينال الخير كسلان.
دعِ الفؤادَ عن الدنيا وزُخرِفِها ... فصفوُها كدرٌ والوصْلُ هُجرانُ
اصرف قلبك عن الدنيا، فصفوها كدر ووصالها هجر.
دعِ اللومَ في شيءٍ إذا جئتَ مثلَه ... من الدهرِ يوماً كنتَ للنفسِ عاذِرا
لا تلم صاحباً على عمل ربما قمت أنت به، فإذا لم تلمه وفعلت ما يفعل عذرت نفسك.
دعِ المقاديرَ تجري في أعِنَّتِها ... ولا تبيتَنَّ إلاّ خاليَ البالِ
خلّ القدر يفعل ما يشاء ونم مستريح البال.
دعامةُ العقل تمامُ الحِلمِ ... رُبَّ أخٍ لي لم تَلِدْهُ أُمّي
تمام الحلم في العقل، ورب أخ لك لم تلده أمك.
دعْ خبطَ عشواءَ في ليلاءَ مظلمةٍ ... هاجتْ أفاعيَ رُقْشاً بينَ أحجارِ
اسلك الطريق المستقيم، ولا تخبط في الليل خبط عشواء تثير الأفاعي بين الحجارة.
دَعْ عنكَ ما أعيا عليكَ أمرهُ ... كم زادَ في ذنْبِ جهولٍ عُذْرُهُ
اترك ما لا تستطيع، ورب عذر أقبح من ذنب.
دعْ كلَّ أمرٍ عنه يوماً يُعتذَرْ ... عَفْ كلَّ وردٍ غيرِ محمودِ الصَّدَرْ
إياك وما يعتذر منه، وإياك أن ترد إذا كنت لا تحمد الصدر.
دَعْ كُلَّ ما يدعو إلى فتنةٍ ... وسالمِ الناسَ تَعِشْ سالماً
إياك والفتنة وسالم الناس تسلم.
دَعْ ما يريبُ لأمرٍ لا ارتيابَ به ... بذاكَ أوصى البرايا سَيّدُ البشَرِ
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. تلك وصية الرسول العربي الكريم.
دَعوني عنكمو راساً براسٍ ... قَنعْتُ من الغنيمةِ بالإيابِ
دعوني منكم كفافاً لا علي ولا لي، لقد قنعت من الغنيمة بالسلامة.
دعي عنك المطامعَ والأماني ... فكمْ أمْنِيّةٍ جلبَتْ مَنِيّه
أيتها النفس، كفاك طمعاً، فرب أمنية جلبت منية.
دعيني أنَلْ ما لا يُنالُ مِنَ العلا ... فصعبُ العلا في الصعب والسهلُ في السهل
سأدرك من العلا ما لم يدركه أحد، أن أصعب المجد في الطريق الصعب، وسهل المجد في الطريق السهل.
دُمْ للخليلِ بوُدِّهِ ... ما خيرُ وُدٍّ لا يَدومُ
لتدم لصديقك مودتك، فالود الذي لا يدوم لا خير فيه.
دُنياكَ أرزاقٌ تذكِّرُ بعدَها ... أخرى تُنالُ بصالح الأعمالِ
الدنيا ميدان لطلب الرزق، والآخرة لا تدرك إلا بالأعمال الصالحة.
دنياكَ أشبهتِ المُدامةَ: ظاهرٌ ... حسَنٌ وباطنُ أمرها ما تَعْلَمُ
الدنيا كالخمر، ظاهرها جميل، وباطنها سكر وخمار.
دنياكَ دارٌ كُلُّ ساكنِها ... متوقعٌ سبباً مِنَ النّقْلِ
الدنيا دار يسكنها قوم يتوقعون الرحيل عنها في كل يوم.
دهرٌ علا قَدْرُ الوضيعِ به ... وهوى الشريفُ يَحُطُّه شرَفُهْ
هذا الزمان يشهد ارتفاع الحقير وسقوط الشريف.
دونَ الحلاوةِ في الزمانِ مرارةٌ ... لا تُخْتَطى إلا على أهوالِهِ
دون الحلاوة مرارة، ودون الآمال أهوال.
حرف الذال
ذاعتْ سريرَتُه وكلُ سريرةٍ ... للمرءِ تَظْهرُ من خلالِ فِعالهِ
كان يخفي ما في ضميره ثم ظهر للناس، والسرائر تبديها الأعمال.
ذرِ النفسَ تأخذْ وسْعها قبل بَينِها ... فمفترقٌ جارانِ دارُهما العُمْرُ
خذ حظك من حياتك قبل موتك، فالجاران اللذان يسكنان دار العمر لا بد أن يتفرقا.
ذريني أهبْ للمجدِ شرْخَ شبيبتي ... فإِنْ لم أبادرْها استبَدَّ بها العمْرُ
سأسعى إلى المجد وأبذل له شبابي، وإن لم يسع الرجل إلى المجد في شبابه لم يدركه في شيخوخته.
ذريني فإِنَّ البخلَ يا أمَّ هيثمٍ ... لصالحِ أخلاقِ الرِّجالِ سَروقُ
دع عنك البخل، فإنه يفسد أخلاق الرجال.
ذريني فإنّ البخلَ لا يُخلِدُ الفتى ... ولا يُهلِكُ المعروفُ مَن هو فاعلُهْ
لا يضمن البخل للإنسان الخلود، ولا يسرع في موته الجود.
ذريني وإِتلافيِ لمالي فإنني ... أحِبُّ من الأخلاقِ ما هو أجملُ
سأنفق مالي في وجوه الخير، والخير أحسن أخلاق الرجال.
ذُقْتُ كُلَّ الطعومِ حُلواً ومُراً ... فإذا الفقرُ شَرُّها والسؤالُ
ذقت طعوم الحياة من حلو ومن مر فوجدت طعم الفقر وذل السؤال أقساها مذاقاً.
ذكرى العهودِ شيمةُ الكرامِ ... والغدرُ من طبائعِ اللِّئامِ
الكريم يذكر عهد إخوانه، واللئيم ينسى أهله ويغدر بأصدقائه.
ذكرُ الفتى عمرُه الثاني وحاجتُه ... ما فاتَه وفضولُ العيشِ أشغالُ
ذكر الرجل بعد وفاته عمر ثان له، وحاجته من الدنيا ما يكفيه قوته، وكل ما عدا ذلك فضول تشغله وما لها قيمة.
ذلُّ السؤالِ وثقلُ الشكر ما اجتمعا ... إلا أضَرَّا بماءِ الوجْهِ والبَدَنِ
ذل السؤال، وثقل الشكر على العطاء والإحسان يضران بالرجل، يبذل ماء وجهه، ويهزل جسمه.
ذُل الفتى حينَ يرجو حاجةً عرضَتْ ... وكِبْرُهُ بعدَها مِنْ لُؤمِ طينتِهِ
إذا تذلل الرجل في طلب حاجته، وتكبر إذا نال حاجته فهو اللئيم.
ذُل الفتى لعدوّه في حاجةٍ ... والموتُ عند ذوي النُّهى سيانِ
الذل والموت عند الأشراف متساويان.
ذَلَّ مَن يغبطُ الذليلَ بعيشٍ ... ربَّ عيشٍ ألذُّ منهُ الحِمامُ
من حسد الذليل على عيشته فهو لئيم وذليل مثله، وعيش الذليل أقسى من الموت.
ذَمَّ الزمانَ بنو الزمانِ وإِنما ... ذَمُّوا نفوسَهُم وإِنْ لم يَشعُروا
إذا ذم أهل الزمان، الزمان، فقد ذموا أنفسهم وما يشعرون، فليس الزمان إلا الناس الذين فيه يعيشون.
ذَمُّ الفتى من دونِ تجريبهِ ... ومدحُهُ يوماً ضَلالٌ بَعيدُ
من الضلال أن تذم الفتى وتمدحه دون تجربة.
ذهبَ التكرمُ والوفاءُ من الورى ... وتَصرَّماً إلا مِنَ الأشعارِ
لم يبق أثر للكرم والوفاء في الناس، وإنما هما في الشعر والكلام.
ذَهَبَ الكرامُ بأسرهمْ ... وبَقِي لنا ليتٌ ولَوْ
ذهب الكرم وبقيت لنا كلمتا: ليتهم كانوا ... ولو كانوا ...
ذو الحزمِ لا يبتدي أمراً يَهمّ به ... حتى يطالعَ ما تُبدي عواقِبُهُ
الحازم من لا يقدم على أمر قبل دراسة عواقبه.
ذو العقلِ يشقى في النعيم بعقلهِ ... وأخو الجهالةِ في الشّقاوةِ يَنْعَمُ
العاقل يشقى في الجنة، والجاهل ينعم في جهنم.
ذو الوُدِّ مني وذو القربى بمنزلةٍ ... وأخوتي أسوةٌ عندي وإخواني
أصدقائي وأقربائي في منزلة واحدة، وإخوتي في النسب مثل إخواني في الأدب.
ذي المعالي فَليعْلونْ مَنْ تعالى ... هكذا هكذا وإلاَّ فلا لا
هذه هي المعالي فليطلبها من علت نفسه وإلا فليسكت.
دارِ الصديقَ إذا استشاطَ تَغضبُّاً ... فالغيظُ يُخْرجُ كامنَ الأحقادِ
إذا غضب صديقك فداره، فالغيظ يخرج الأحقاد الكامنة في الصدور.
دَبَبْتُ له الضرَاء وقلتُ أبقى ... إذا عَزَّ ابنُ عمِّكَ أنْ تَهونا
لقد لاينته حتى أبقي على صداقته، وإذا عز أخوك فهُنْ.
دعاكمْ إلى خيرِ الأمورِ مُحمّدٌ ... وليسَ العوالي في القنا كالسّوافلِ
لقد دعاكم نبينا محمد إلى خير الأمور، وليس سنان القناة مثل صعدتها.
دعِ التكاسلَ في الخيراتِ تطلبُها ... فليسَ يَسعدَ في الخيراتِ كسْلانُ
جدَّ في طلب الخير، فليس ينال الخير كسلان.
دعِ الفؤادَ عن الدنيا وزُخرِفِها ... فصفوُها كدرٌ والوصْلُ هُجرانُ
اصرف قلبك عن الدنيا، فصفوها كدر ووصالها هجر.
دعِ اللومَ في شيءٍ إذا جئتَ مثلَه ... من الدهرِ يوماً كنتَ للنفسِ عاذِرا
لا تلم صاحباً على عمل ربما قمت أنت به، فإذا لم تلمه وفعلت ما يفعل عذرت نفسك.
دعِ المقاديرَ تجري في أعِنَّتِها ... ولا تبيتَنَّ إلاّ خاليَ البالِ
خلّ القدر يفعل ما يشاء ونم مستريح البال.
دعامةُ العقل تمامُ الحِلمِ ... رُبَّ أخٍ لي لم تَلِدْهُ أُمّي
تمام الحلم في العقل، ورب أخ لك لم تلده أمك.
دعْ خبطَ عشواءَ في ليلاءَ مظلمةٍ ... هاجتْ أفاعيَ رُقْشاً بينَ أحجارِ
اسلك الطريق المستقيم، ولا تخبط في الليل خبط عشواء تثير الأفاعي بين الحجارة.
دَعْ عنكَ ما أعيا عليكَ أمرهُ ... كم زادَ في ذنْبِ جهولٍ عُذْرُهُ
اترك ما لا تستطيع، ورب عذر أقبح من ذنب.
دعْ كلَّ أمرٍ عنه يوماً يُعتذَرْ ... عَفْ كلَّ وردٍ غيرِ محمودِ الصَّدَرْ
إياك وما يعتذر منه، وإياك أن ترد إذا كنت لا تحمد الصدر.
دَعْ كُلَّ ما يدعو إلى فتنةٍ ... وسالمِ الناسَ تَعِشْ سالماً
إياك والفتنة وسالم الناس تسلم.
دَعْ ما يريبُ لأمرٍ لا ارتيابَ به ... بذاكَ أوصى البرايا سَيّدُ البشَرِ
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. تلك وصية الرسول العربي الكريم.
دَعوني عنكمو راساً براسٍ ... قَنعْتُ من الغنيمةِ بالإيابِ
دعوني منكم كفافاً لا علي ولا لي، لقد قنعت من الغنيمة بالسلامة.
دعي عنك المطامعَ والأماني ... فكمْ أمْنِيّةٍ جلبَتْ مَنِيّه
أيتها النفس، كفاك طمعاً، فرب أمنية جلبت منية.
دعيني أنَلْ ما لا يُنالُ مِنَ العلا ... فصعبُ العلا في الصعب والسهلُ في السهل
سأدرك من العلا ما لم يدركه أحد، أن أصعب المجد في الطريق الصعب، وسهل المجد في الطريق السهل.
دُمْ للخليلِ بوُدِّهِ ... ما خيرُ وُدٍّ لا يَدومُ
لتدم لصديقك مودتك، فالود الذي لا يدوم لا خير فيه.
دُنياكَ أرزاقٌ تذكِّرُ بعدَها ... أخرى تُنالُ بصالح الأعمالِ
الدنيا ميدان لطلب الرزق، والآخرة لا تدرك إلا بالأعمال الصالحة.
دنياكَ أشبهتِ المُدامةَ: ظاهرٌ ... حسَنٌ وباطنُ أمرها ما تَعْلَمُ
الدنيا كالخمر، ظاهرها جميل، وباطنها سكر وخمار.
دنياكَ دارٌ كُلُّ ساكنِها ... متوقعٌ سبباً مِنَ النّقْلِ
الدنيا دار يسكنها قوم يتوقعون الرحيل عنها في كل يوم.
دهرٌ علا قَدْرُ الوضيعِ به ... وهوى الشريفُ يَحُطُّه شرَفُهْ
هذا الزمان يشهد ارتفاع الحقير وسقوط الشريف.
دونَ الحلاوةِ في الزمانِ مرارةٌ ... لا تُخْتَطى إلا على أهوالِهِ
دون الحلاوة مرارة، ودون الآمال أهوال.
حرف الذال
ذاعتْ سريرَتُه وكلُ سريرةٍ ... للمرءِ تَظْهرُ من خلالِ فِعالهِ
كان يخفي ما في ضميره ثم ظهر للناس، والسرائر تبديها الأعمال.
ذرِ النفسَ تأخذْ وسْعها قبل بَينِها ... فمفترقٌ جارانِ دارُهما العُمْرُ
خذ حظك من حياتك قبل موتك، فالجاران اللذان يسكنان دار العمر لا بد أن يتفرقا.
ذريني أهبْ للمجدِ شرْخَ شبيبتي ... فإِنْ لم أبادرْها استبَدَّ بها العمْرُ
سأسعى إلى المجد وأبذل له شبابي، وإن لم يسع الرجل إلى المجد في شبابه لم يدركه في شيخوخته.
ذريني فإِنَّ البخلَ يا أمَّ هيثمٍ ... لصالحِ أخلاقِ الرِّجالِ سَروقُ
دع عنك البخل، فإنه يفسد أخلاق الرجال.
ذريني فإنّ البخلَ لا يُخلِدُ الفتى ... ولا يُهلِكُ المعروفُ مَن هو فاعلُهْ
لا يضمن البخل للإنسان الخلود، ولا يسرع في موته الجود.
ذريني وإِتلافيِ لمالي فإنني ... أحِبُّ من الأخلاقِ ما هو أجملُ
سأنفق مالي في وجوه الخير، والخير أحسن أخلاق الرجال.
ذُقْتُ كُلَّ الطعومِ حُلواً ومُراً ... فإذا الفقرُ شَرُّها والسؤالُ
ذقت طعوم الحياة من حلو ومن مر فوجدت طعم الفقر وذل السؤال أقساها مذاقاً.
ذكرى العهودِ شيمةُ الكرامِ ... والغدرُ من طبائعِ اللِّئامِ
الكريم يذكر عهد إخوانه، واللئيم ينسى أهله ويغدر بأصدقائه.
ذكرُ الفتى عمرُه الثاني وحاجتُه ... ما فاتَه وفضولُ العيشِ أشغالُ
ذكر الرجل بعد وفاته عمر ثان له، وحاجته من الدنيا ما يكفيه قوته، وكل ما عدا ذلك فضول تشغله وما لها قيمة.
ذلُّ السؤالِ وثقلُ الشكر ما اجتمعا ... إلا أضَرَّا بماءِ الوجْهِ والبَدَنِ
ذل السؤال، وثقل الشكر على العطاء والإحسان يضران بالرجل، يبذل ماء وجهه، ويهزل جسمه.
ذُل الفتى حينَ يرجو حاجةً عرضَتْ ... وكِبْرُهُ بعدَها مِنْ لُؤمِ طينتِهِ
إذا تذلل الرجل في طلب حاجته، وتكبر إذا نال حاجته فهو اللئيم.
ذُل الفتى لعدوّه في حاجةٍ ... والموتُ عند ذوي النُّهى سيانِ
الذل والموت عند الأشراف متساويان.
ذَلَّ مَن يغبطُ الذليلَ بعيشٍ ... ربَّ عيشٍ ألذُّ منهُ الحِمامُ
من حسد الذليل على عيشته فهو لئيم وذليل مثله، وعيش الذليل أقسى من الموت.
ذَمَّ الزمانَ بنو الزمانِ وإِنما ... ذَمُّوا نفوسَهُم وإِنْ لم يَشعُروا
إذا ذم أهل الزمان، الزمان، فقد ذموا أنفسهم وما يشعرون، فليس الزمان إلا الناس الذين فيه يعيشون.
ذَمُّ الفتى من دونِ تجريبهِ ... ومدحُهُ يوماً ضَلالٌ بَعيدُ
من الضلال أن تذم الفتى وتمدحه دون تجربة.
ذهبَ التكرمُ والوفاءُ من الورى ... وتَصرَّماً إلا مِنَ الأشعارِ
لم يبق أثر للكرم والوفاء في الناس، وإنما هما في الشعر والكلام.
ذَهَبَ الكرامُ بأسرهمْ ... وبَقِي لنا ليتٌ ولَوْ
ذهب الكرم وبقيت لنا كلمتا: ليتهم كانوا ... ولو كانوا ...
ذو الحزمِ لا يبتدي أمراً يَهمّ به ... حتى يطالعَ ما تُبدي عواقِبُهُ
الحازم من لا يقدم على أمر قبل دراسة عواقبه.
ذو العقلِ يشقى في النعيم بعقلهِ ... وأخو الجهالةِ في الشّقاوةِ يَنْعَمُ
العاقل يشقى في الجنة، والجاهل ينعم في جهنم.
ذو الوُدِّ مني وذو القربى بمنزلةٍ ... وأخوتي أسوةٌ عندي وإخواني
أصدقائي وأقربائي في منزلة واحدة، وإخوتي في النسب مثل إخواني في الأدب.
ذي المعالي فَليعْلونْ مَنْ تعالى ... هكذا هكذا وإلاَّ فلا لا
هذه هي المعالي فليطلبها من علت نفسه وإلا فليسكت.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الراء
حرف الراء
راحةُ السرّ في التخلفِ عنْ كُ ... لِّ مرامٍ أضْحى بعيدَ المنالِ
الراحة في ترك طلب كل بعيد.
رأيتُ أخا الدنيا وإن كان خافضاً ... أخا سفرٍ يُسْرى به وهْوَ لا يدري
الذي يعيش في الدنيا، ولو كان سعيداً، مسافر فيها وهو لا يعلم.
رأيتُ العِزَّ في أدبٍ وعقلٍ ... وفي الجهلِ المذَلَّةُ والهَوانُ
العز في الأدب والعقل، والذل في الجهل.
رأيتُ البعدَ فيه شقا ونأيٌ ... ووحشةُ كُلّ منفردٍ غريبِ
في البعد عن الأهل شقاء ووحشة.
رأيتُ النفسَ تكرهُ ما لدَيْها ... وتطلبُ كُلَّ ممْتَنعٍ علَيْها
النفس راغبة عما تملك، راغبة فيما لا تملك.
رأيتُ صلاحَ المرءِ يُصلِحُ أهلَهُ ... ويُعْديهِمو داءُ الفسادِ إذا فسَدْ
إذا صلح المرء صلح أهله وذووه، وإن فسد فسدوا.
رأيتُ غِبَّ الصبرِ يوماً يُحمدُ ... وإِنما النفسُ كَما تُعَوَّدُ
عاقبة الصبر محمودة، ولكل إنسان ما تعوَّد.
ربَّ أمرٍ أتاكَ لا تَحْمَدُ ال ... فَعَّال فيهِ وتَحْمَدُ الأفْعالا
رب أمر تحمده ولا تحمد فاعله.
رُبَّ أمرٍ تختشيهِ ... جَرَّ أمْراً تَرْتَجِيهِ
رب أمر تخافه أعقب أمراً تريده.
ربّ أمرٍ يَسوء ثمَّ يَسُرُّ ... وكذاكَ الزمانُ حلوٌ ومُرٌّ
قد يسوءك أمر ثم يسرك، والدهر حلو ومر.
رُبّ بعيدٍ كأخٍ ناصحٍ ... وابنِ أب متهمُ الغَيْبِ
قد ينصح الغريب ويغش القريب.
ربَّ حلمٍ أضاعه عَدَمُ الما ... لِ وجَهْلٍ غطّى عليه النعيمُ
قد يضيع حلم الفقير، ويغطي الغنى جهل الجاهل.
رُبَّ رجاءٍ جاءً مِنْ مخافَهْ ... ورُبَّ أمْنٍ سيعودُ آفَهْ
قد يأتي الرجاء من الخوف، وقد يتحول الأمن إلى هلاك.
رُبَّ ساعٍ لنائمِ ... رُبَّ بانٍ لهادمِ
قد يسعى الإنسان الساهر لإنسان نائم، وقد يبني الإنسان لمن يهدم البناء.
رُبَّ سرورٍ وحبورٍ وطرَبْ ... جَرَّ إلى وقْعِ الحروبِ والحَرَبْ
قد تكون عقبى السرور والطرب العداوة والحرْب.
رُبّما تجزعُ النفوسُ منَ الأم ... رِ له فُرجةٌ كَحَلِّ العِقالِ
قد تجزع من أمر ثم سرعان ما ينفرج كما يحل العقال.
ربّما سَرَّك البعيدُ وأصلا ... كَ القريبُ النسيبُ ناراً وعاراً
قد ينفعك الغريب ويضرك القريب.
ربَّ مَن ترجو به دفعَ الأذى ... عنكَ يأتيكَ الأذى مِن قِبَلِهْ
قد ترجو أمرأً لدفع الأذى عنك، فإذا هو يؤذيك.
ربَّ مهزولٍ سمينٌ عرضه ... وسمينِ الجسْمِ مهزولُ الحسَبْ
رب رجل هزيل، وعرضه سمين ورب رجل سمين، وعرضه هزيل.
رُبَّ يأسٍ هو الغِنى ... صاحبُ الحِرصِ في عَنا
في اليأس غنى، وفي الحرص فقر وعناء.
ربَّ يوم بكيْتُ منه فلما ... صرتُ في غَيرِهِ بكَيْتُ عليهِ
قد أبكي ألماً من يوم فإذا انقضى وجاء يوم غيره، تحسرت وبكيت عليه.
رِضا الذليل بخفضِ العيشِ مُنقصةٌ ... والعزُّ عند رَسيمِ الأيْنُقِ الذُّلْلِ
الذليل يرضى بعيشه الناعم، والعزيز يرفض الذل والرفاه ويفضل طلب المجد على ظهور النياق في لهب الصحراء.
رُفِعَ الكَلْبُ فاتّضعْ ... ليسَ في الكلبِ مُصْطَنَعْ
أنت لا تستطيع رفع الكلب الوضيع، ولست تجد فيه أهلاً لمعروفك.
حرف الزاي
زُرْ قليلاً لِمنْ يوَدّك غِبّاً ... فدوامُ الوِصالِ داعي المَلالِ
زر غباً تزدد حباً.
زُر مَن تُحبّ وإِن تناءتْ دارُه ... ليسَ البعيدُ معَ الهوى ببعيدِ
زر حبيبك وإن بعد مزاره، فالبعيد مع الحب قريب.
زعموا أن مَنْ تباعَدَ يَسلو ... ولقد زادني التباعدُ وَجْدا
قالوا إن من بعد عن حبيبه يسلوه، فما لي كلما زدت بعداً زدت شوقاً إليه.
زمانٌ كلُّ حِبِّ فيه خِبٌّ ... وطعْمُ الخِلِّ خَلٌّ لو يُذاقُ
أصبح الحب خبا وخداعاً وأصبح طعم الخِلّ مثل طعم الخَلّ.
زمنٌ نعمْتُ بهِ ولكنْ لم يطُلْ ... وكذاكَ أوقاتُ السرورِ قصارُ
كانت تلك الأيام أيام سعادة ولكنها كانت قصيرة، وكل أيام السرور قصيرة.
زنِ القولَ من قبلِ الكلامِ فإِنّما ... يدُلُّ على قدْرِ العقولِ التكلُّمُ
زن كلامك قبل أن تنطق به، فالكلام ميزان العقول.
زهدْتُ وزهدي في الحياةِ لِعلَّةٍ ... وحُجَّةُ مَنْ لا يبلغُ الأمل الزّهدُ
زهدت في الدنيا لأني لم أستطع الحصول عليها، وحجة كل مخفق في تحقيق أمله أنه صاحب زهد.
زوَّجَ العجزُ بنتَه للتواني ... فغدا من نِتاجها الحِرْمانُ
تزوج الكسل بنت العجز فكان الحرمان ولدهما.
زوِّدينا من حُسْنِ وجْهكِ مادا ... مَ فحسنُ الوجوهُ حالٌ تحولُ
دعينا نتمتع بهذا الوجه الجميل، فكل حسن لا بد أن يزول.
زيادةُ الإِلحاحِ والإِصرارِ ... ذريعةُ الحرمانِ والخَسارِ
الإلحاح والإصرار طريق الحرمان.
زيادةُ العَتْبِ نقضٌ للودادِ فلا ... تُكْثِر عتابَ الذي تَرْجو مودَّتهْ
العتب الشديد دليل على الود القليل، فلا تكثر عتاب الصديق.
زيادةُ العمر في جهلٍ وفي سفهٍ ... زيادةٌ هي في التحقيق نُقْصانُ
زيادة عمر الجاهل والسفيه نقص لا زيادة.
زيادةُ المرءِ في دنياهُ نقصانُ ... ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخيرِ خُسرانُ
زيادة الغني نقص، والربح خسارة إلا ربح عمل الخير والمعروف.
زيّنْ أخاك بحسن وصفِك فضلَهُ ... وأذِعْ لما يأتي مِنَ الحسَناتِ
انشر فضل أخيك وأذع حسناته.
زينةُ العِلمِ بالعَمَلْ ... فَدَعِ العَجْزَ والكَسَلْ
العمل زينة العلم، فإياك والكسل.
زينةُ القولِ بالفِعالِ فإِيا ... كَ وقَولاً لا تستطيعُ فِعالَهْ
تمام القول بالفعل، فاترك قول ما لا تستطع فعله.
زينةُ المرءِ عِفَّةٌ وكمالٌ ... فإِذا وَليّا عَنِ المرءِ وَلّى
زينه الإنسان بعفة نفسه وكمال أخلاقه، فإذا ذهبا عنه ذهب.
حرف السين
سآتي جميلاً ما حَييتُ فإنّني ... إِذا لم أُفِدْ شُكراً أفدْتُ به أجْراً
سأعمل الخير ما دمت حياً، فإن لم أنل عليه شكر الناس، نلت رضا الله وجزاءه.
سأحجبُ عني أسرتي عندَ عُسْرتي ... وأبرُزُ فيهِمْ إِن أصبْتُ ثَراءَ
إذا عسرت احتجبت عن الناس لكيلا أسألهم، وإذا أيسرت برزت لهم لكي أعطيهم.
ساعدِ أخاكَ في جميعِ حالِهْ ... وكُنْ إذا ما زالَ في زِيالِهْ
ساعد أخاك على كل حال وكن معه أينما كان.
ساعدْ صديقك في أمرٍ يحاولُه ... فالحُرُّ للحُرِّ معوانٌ على الزَّمنِ
ساعد صديقك فيما يريد، فالحر يعين الحر.
سافرْ تجدْ عِوضاً ممّن تفارقُه ... وانصَبْ فإن اكتسابَ المجدِ في النّصَبِ
سافر تجد إخواناً بإخوان، واتعب فالمجد في التعب.
سألتُ الناسَ عن خِلٍّ وفِيٍّ ... فقالوا: ما إلى هذا سبيلُ
لا يمكن أن تجد صديقاً وفياً، فلا تتعب نفسك في السؤال عنه.
سألزِمُ نفسي الصَّفحَ عن كل مذنبٍ ... وإن عظُمتْ منهُ عليَّ الجَرائمُ
سأعفو عن كل من أساء إلي، وإن كان ذنبه عظيماً.
سامحْ صديقَك إن زلَّت به قدمٌ ... فليسَ يَسلمُ إنسانٌ من الزَّللِ
سامح صديقك إذا أخطأ، فليس في الناس من لا يخطئ.
سبحانَ مَن قَسَمَ الحظو ... ظَ فلا عتابَ ولا مَلامَهْ
سبحان الله الذي قسم الحظوظ بين الناس، فلا نحن قادرون على الاعتراض على إرادته ولا عتابه على ما قسم لنا من حظوظ.
سبقتَ إليهم مناياهُمو ... ومنفعَةُ الغَوثِ قبْلَ العَطَبْ
لقد أدركتهم وأنقذتهم من الموت، ومنفعة الإغاثة قبل هلاك المستغيث.
ستُبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ... ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لمْ تُزَوِّدِ
ستخبرك الأيام بما جهلت، ويأتيك بالأخبار من لا تعرفه.
ستدركُ من ذي الفُحشِ حقَّك كلهُ ... بحلمِكَ في رفْقٍ وإِنْ لم تَشدَّدِ
بالرفق تدرك حقك من الفاحش، مهما كان بذيئاً.
ستَلقى من عَدوِّكَ كُلَّ كيدٍ ... إذا كادَ العَدُوُّ ولمْ تَكِدْهُ
إذا لم تكد عدوك كادك.
ستورُ الضمائرِ مهتوكةٌ ... إذا ما تلاحظتِ الأعْيُن
الأعين تهتك ما في الضمائر.
سَحْبانُ من غير مالٍ باقل حَصِرٌ ... وباقِلٌ في ثراءِ المالِ سَحْبانُ
المال يُنطق العيي والفقر يخرس الخطيب المفوه، فسحبانُ هو باقلٌ إذا كان فقيراً، وباقلٌ هو سحبان إذا كان غنياً.
سقامُ الحرْصِ ليسَ له شفاءٌ ... وداءُ الجهلِ ليسَ له طبيبُ
الحريص مريض لا يشفى، والجاهل مصاب بداء ليس له دواء.
سُكْرُ الولايةِ طَيِّبٌ ... وخُمارُها صَعْبٌ شديدُ
ما أطيب الولاية يسكر بها الوالي ما دام والياً وما أقبح العزل فكأنه الخُمار بعد السكر الشديد.
سلِمْتُ من العدوِّ فما دَهاني ... سوى مَن كان مُعْتمدي علَيْه
سلمت من العدو وأصابني الصديق.
سَلي إنْ جهلتِ الناسَ عنّا وعنهمو ... فليسَ سواءً عالمٌ وجَهولُ
إذا جهلت من نحن فاسألي الناس عنا، فهم يعرفوننا، ولا يستوي العالم والجاهل.
سوفَ تُجزى بالذي أوليْتَهُ ... وكذاكَ المرءُ يُجْزى عَمَلَهْ
كل امرئ مَجزيٌّ بعمله.
سوفَ تَرى إذا انجلى الغبارُ ... أفرسٌ تحتكَ أم حِمار
ستعرف نفسك إذا زال غرورك، وستعرف ماذا تركب إذا انجلى عنك الغبار. أتركب فرساً أم حماراً.
سيذكُرني قومي إذا جدَّ جِدّهُمْ ... وفي الليلةِ الظلماءِ يُفْتقَدُ البدرُ
إذا نشبت الحرب ذكر قومي بطولتي وشجاعتي كما يذكر الساري في الصحراء البدر في الليلة الظلماء.
سينصفُ الدهرُ من قومٍ بدائرةٍ ... وفي الجديدين إِنصاف إذا دارا
ستدور الدائرة على الظالمين، والأيام تنصف المظلومين حين تدور.
راحةُ السرّ في التخلفِ عنْ كُ ... لِّ مرامٍ أضْحى بعيدَ المنالِ
الراحة في ترك طلب كل بعيد.
رأيتُ أخا الدنيا وإن كان خافضاً ... أخا سفرٍ يُسْرى به وهْوَ لا يدري
الذي يعيش في الدنيا، ولو كان سعيداً، مسافر فيها وهو لا يعلم.
رأيتُ العِزَّ في أدبٍ وعقلٍ ... وفي الجهلِ المذَلَّةُ والهَوانُ
العز في الأدب والعقل، والذل في الجهل.
رأيتُ البعدَ فيه شقا ونأيٌ ... ووحشةُ كُلّ منفردٍ غريبِ
في البعد عن الأهل شقاء ووحشة.
رأيتُ النفسَ تكرهُ ما لدَيْها ... وتطلبُ كُلَّ ممْتَنعٍ علَيْها
النفس راغبة عما تملك، راغبة فيما لا تملك.
رأيتُ صلاحَ المرءِ يُصلِحُ أهلَهُ ... ويُعْديهِمو داءُ الفسادِ إذا فسَدْ
إذا صلح المرء صلح أهله وذووه، وإن فسد فسدوا.
رأيتُ غِبَّ الصبرِ يوماً يُحمدُ ... وإِنما النفسُ كَما تُعَوَّدُ
عاقبة الصبر محمودة، ولكل إنسان ما تعوَّد.
ربَّ أمرٍ أتاكَ لا تَحْمَدُ ال ... فَعَّال فيهِ وتَحْمَدُ الأفْعالا
رب أمر تحمده ولا تحمد فاعله.
رُبَّ أمرٍ تختشيهِ ... جَرَّ أمْراً تَرْتَجِيهِ
رب أمر تخافه أعقب أمراً تريده.
ربّ أمرٍ يَسوء ثمَّ يَسُرُّ ... وكذاكَ الزمانُ حلوٌ ومُرٌّ
قد يسوءك أمر ثم يسرك، والدهر حلو ومر.
رُبّ بعيدٍ كأخٍ ناصحٍ ... وابنِ أب متهمُ الغَيْبِ
قد ينصح الغريب ويغش القريب.
ربَّ حلمٍ أضاعه عَدَمُ الما ... لِ وجَهْلٍ غطّى عليه النعيمُ
قد يضيع حلم الفقير، ويغطي الغنى جهل الجاهل.
رُبَّ رجاءٍ جاءً مِنْ مخافَهْ ... ورُبَّ أمْنٍ سيعودُ آفَهْ
قد يأتي الرجاء من الخوف، وقد يتحول الأمن إلى هلاك.
رُبَّ ساعٍ لنائمِ ... رُبَّ بانٍ لهادمِ
قد يسعى الإنسان الساهر لإنسان نائم، وقد يبني الإنسان لمن يهدم البناء.
رُبَّ سرورٍ وحبورٍ وطرَبْ ... جَرَّ إلى وقْعِ الحروبِ والحَرَبْ
قد تكون عقبى السرور والطرب العداوة والحرْب.
رُبّما تجزعُ النفوسُ منَ الأم ... رِ له فُرجةٌ كَحَلِّ العِقالِ
قد تجزع من أمر ثم سرعان ما ينفرج كما يحل العقال.
ربّما سَرَّك البعيدُ وأصلا ... كَ القريبُ النسيبُ ناراً وعاراً
قد ينفعك الغريب ويضرك القريب.
ربَّ مَن ترجو به دفعَ الأذى ... عنكَ يأتيكَ الأذى مِن قِبَلِهْ
قد ترجو أمرأً لدفع الأذى عنك، فإذا هو يؤذيك.
ربَّ مهزولٍ سمينٌ عرضه ... وسمينِ الجسْمِ مهزولُ الحسَبْ
رب رجل هزيل، وعرضه سمين ورب رجل سمين، وعرضه هزيل.
رُبَّ يأسٍ هو الغِنى ... صاحبُ الحِرصِ في عَنا
في اليأس غنى، وفي الحرص فقر وعناء.
ربَّ يوم بكيْتُ منه فلما ... صرتُ في غَيرِهِ بكَيْتُ عليهِ
قد أبكي ألماً من يوم فإذا انقضى وجاء يوم غيره، تحسرت وبكيت عليه.
رِضا الذليل بخفضِ العيشِ مُنقصةٌ ... والعزُّ عند رَسيمِ الأيْنُقِ الذُّلْلِ
الذليل يرضى بعيشه الناعم، والعزيز يرفض الذل والرفاه ويفضل طلب المجد على ظهور النياق في لهب الصحراء.
رُفِعَ الكَلْبُ فاتّضعْ ... ليسَ في الكلبِ مُصْطَنَعْ
أنت لا تستطيع رفع الكلب الوضيع، ولست تجد فيه أهلاً لمعروفك.
حرف الزاي
زُرْ قليلاً لِمنْ يوَدّك غِبّاً ... فدوامُ الوِصالِ داعي المَلالِ
زر غباً تزدد حباً.
زُر مَن تُحبّ وإِن تناءتْ دارُه ... ليسَ البعيدُ معَ الهوى ببعيدِ
زر حبيبك وإن بعد مزاره، فالبعيد مع الحب قريب.
زعموا أن مَنْ تباعَدَ يَسلو ... ولقد زادني التباعدُ وَجْدا
قالوا إن من بعد عن حبيبه يسلوه، فما لي كلما زدت بعداً زدت شوقاً إليه.
زمانٌ كلُّ حِبِّ فيه خِبٌّ ... وطعْمُ الخِلِّ خَلٌّ لو يُذاقُ
أصبح الحب خبا وخداعاً وأصبح طعم الخِلّ مثل طعم الخَلّ.
زمنٌ نعمْتُ بهِ ولكنْ لم يطُلْ ... وكذاكَ أوقاتُ السرورِ قصارُ
كانت تلك الأيام أيام سعادة ولكنها كانت قصيرة، وكل أيام السرور قصيرة.
زنِ القولَ من قبلِ الكلامِ فإِنّما ... يدُلُّ على قدْرِ العقولِ التكلُّمُ
زن كلامك قبل أن تنطق به، فالكلام ميزان العقول.
زهدْتُ وزهدي في الحياةِ لِعلَّةٍ ... وحُجَّةُ مَنْ لا يبلغُ الأمل الزّهدُ
زهدت في الدنيا لأني لم أستطع الحصول عليها، وحجة كل مخفق في تحقيق أمله أنه صاحب زهد.
زوَّجَ العجزُ بنتَه للتواني ... فغدا من نِتاجها الحِرْمانُ
تزوج الكسل بنت العجز فكان الحرمان ولدهما.
زوِّدينا من حُسْنِ وجْهكِ مادا ... مَ فحسنُ الوجوهُ حالٌ تحولُ
دعينا نتمتع بهذا الوجه الجميل، فكل حسن لا بد أن يزول.
زيادةُ الإِلحاحِ والإِصرارِ ... ذريعةُ الحرمانِ والخَسارِ
الإلحاح والإصرار طريق الحرمان.
زيادةُ العَتْبِ نقضٌ للودادِ فلا ... تُكْثِر عتابَ الذي تَرْجو مودَّتهْ
العتب الشديد دليل على الود القليل، فلا تكثر عتاب الصديق.
زيادةُ العمر في جهلٍ وفي سفهٍ ... زيادةٌ هي في التحقيق نُقْصانُ
زيادة عمر الجاهل والسفيه نقص لا زيادة.
زيادةُ المرءِ في دنياهُ نقصانُ ... ورِبْحُه غيرَ مَحْضِ الخيرِ خُسرانُ
زيادة الغني نقص، والربح خسارة إلا ربح عمل الخير والمعروف.
زيّنْ أخاك بحسن وصفِك فضلَهُ ... وأذِعْ لما يأتي مِنَ الحسَناتِ
انشر فضل أخيك وأذع حسناته.
زينةُ العِلمِ بالعَمَلْ ... فَدَعِ العَجْزَ والكَسَلْ
العمل زينة العلم، فإياك والكسل.
زينةُ القولِ بالفِعالِ فإِيا ... كَ وقَولاً لا تستطيعُ فِعالَهْ
تمام القول بالفعل، فاترك قول ما لا تستطع فعله.
زينةُ المرءِ عِفَّةٌ وكمالٌ ... فإِذا وَليّا عَنِ المرءِ وَلّى
زينه الإنسان بعفة نفسه وكمال أخلاقه، فإذا ذهبا عنه ذهب.
حرف السين
سآتي جميلاً ما حَييتُ فإنّني ... إِذا لم أُفِدْ شُكراً أفدْتُ به أجْراً
سأعمل الخير ما دمت حياً، فإن لم أنل عليه شكر الناس، نلت رضا الله وجزاءه.
سأحجبُ عني أسرتي عندَ عُسْرتي ... وأبرُزُ فيهِمْ إِن أصبْتُ ثَراءَ
إذا عسرت احتجبت عن الناس لكيلا أسألهم، وإذا أيسرت برزت لهم لكي أعطيهم.
ساعدِ أخاكَ في جميعِ حالِهْ ... وكُنْ إذا ما زالَ في زِيالِهْ
ساعد أخاك على كل حال وكن معه أينما كان.
ساعدْ صديقك في أمرٍ يحاولُه ... فالحُرُّ للحُرِّ معوانٌ على الزَّمنِ
ساعد صديقك فيما يريد، فالحر يعين الحر.
سافرْ تجدْ عِوضاً ممّن تفارقُه ... وانصَبْ فإن اكتسابَ المجدِ في النّصَبِ
سافر تجد إخواناً بإخوان، واتعب فالمجد في التعب.
سألتُ الناسَ عن خِلٍّ وفِيٍّ ... فقالوا: ما إلى هذا سبيلُ
لا يمكن أن تجد صديقاً وفياً، فلا تتعب نفسك في السؤال عنه.
سألزِمُ نفسي الصَّفحَ عن كل مذنبٍ ... وإن عظُمتْ منهُ عليَّ الجَرائمُ
سأعفو عن كل من أساء إلي، وإن كان ذنبه عظيماً.
سامحْ صديقَك إن زلَّت به قدمٌ ... فليسَ يَسلمُ إنسانٌ من الزَّللِ
سامح صديقك إذا أخطأ، فليس في الناس من لا يخطئ.
سبحانَ مَن قَسَمَ الحظو ... ظَ فلا عتابَ ولا مَلامَهْ
سبحان الله الذي قسم الحظوظ بين الناس، فلا نحن قادرون على الاعتراض على إرادته ولا عتابه على ما قسم لنا من حظوظ.
سبقتَ إليهم مناياهُمو ... ومنفعَةُ الغَوثِ قبْلَ العَطَبْ
لقد أدركتهم وأنقذتهم من الموت، ومنفعة الإغاثة قبل هلاك المستغيث.
ستُبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ... ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لمْ تُزَوِّدِ
ستخبرك الأيام بما جهلت، ويأتيك بالأخبار من لا تعرفه.
ستدركُ من ذي الفُحشِ حقَّك كلهُ ... بحلمِكَ في رفْقٍ وإِنْ لم تَشدَّدِ
بالرفق تدرك حقك من الفاحش، مهما كان بذيئاً.
ستَلقى من عَدوِّكَ كُلَّ كيدٍ ... إذا كادَ العَدُوُّ ولمْ تَكِدْهُ
إذا لم تكد عدوك كادك.
ستورُ الضمائرِ مهتوكةٌ ... إذا ما تلاحظتِ الأعْيُن
الأعين تهتك ما في الضمائر.
سَحْبانُ من غير مالٍ باقل حَصِرٌ ... وباقِلٌ في ثراءِ المالِ سَحْبانُ
المال يُنطق العيي والفقر يخرس الخطيب المفوه، فسحبانُ هو باقلٌ إذا كان فقيراً، وباقلٌ هو سحبان إذا كان غنياً.
سقامُ الحرْصِ ليسَ له شفاءٌ ... وداءُ الجهلِ ليسَ له طبيبُ
الحريص مريض لا يشفى، والجاهل مصاب بداء ليس له دواء.
سُكْرُ الولايةِ طَيِّبٌ ... وخُمارُها صَعْبٌ شديدُ
ما أطيب الولاية يسكر بها الوالي ما دام والياً وما أقبح العزل فكأنه الخُمار بعد السكر الشديد.
سلِمْتُ من العدوِّ فما دَهاني ... سوى مَن كان مُعْتمدي علَيْه
سلمت من العدو وأصابني الصديق.
سَلي إنْ جهلتِ الناسَ عنّا وعنهمو ... فليسَ سواءً عالمٌ وجَهولُ
إذا جهلت من نحن فاسألي الناس عنا، فهم يعرفوننا، ولا يستوي العالم والجاهل.
سوفَ تُجزى بالذي أوليْتَهُ ... وكذاكَ المرءُ يُجْزى عَمَلَهْ
كل امرئ مَجزيٌّ بعمله.
سوفَ تَرى إذا انجلى الغبارُ ... أفرسٌ تحتكَ أم حِمار
ستعرف نفسك إذا زال غرورك، وستعرف ماذا تركب إذا انجلى عنك الغبار. أتركب فرساً أم حماراً.
سيذكُرني قومي إذا جدَّ جِدّهُمْ ... وفي الليلةِ الظلماءِ يُفْتقَدُ البدرُ
إذا نشبت الحرب ذكر قومي بطولتي وشجاعتي كما يذكر الساري في الصحراء البدر في الليلة الظلماء.
سينصفُ الدهرُ من قومٍ بدائرةٍ ... وفي الجديدين إِنصاف إذا دارا
ستدور الدائرة على الظالمين، والأيام تنصف المظلومين حين تدور.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الشين
حرف الشين
شاورْ سواكَ إذا نابتْك نائبٌ ... يوماً وإِن كنتَ من أهلِ المَشوراتِ
شاور غيرك وإن شاورك الناس.
شجاعٌ إذا ما أمكنَتْني فرصةْ ... وإِن لم تكُنْ لي فرصةٌ فجبانُ
أنا شجاع عندما تكون فرصة النصر ممكنة، وجبان إذا لم تسنح لي فرصة.
شجاعةُ المرءِ إذا لم تكُنْ ... من بعدِ رأيٍ من فنونِ الجنونْ
الشجاعة التي لا تعتمد على رأي ضرب من الجنون.
شِرارُ الناسِ يَروُونَ ... عن الأخيار ما شَاؤوا
شرار الناس مولعون بتلفيق الأخبار على الأخيار.
شَرُّ الأخلاءِ مَن كانت مودَّتُهُ ... معَ الزمانِ إذا ما خافَ أو رغِبا
شر الأصدقاء من يصحبك إذا كان الزمان معك، ومن يهجرك إذا كان الزمان عليك.
شَرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ به ... وشَرّ ما يكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
شر البلاد بلد لا تجد فيه صديقاً، وشر الكسب الذي تناله ما يلوثك.
شَرُّ الورى مَن ليس يُرجى خيرهُ ... يوماً ويُخشى شَرّهُ وضَيْرُهُ
شر الناس من لا يرجى خيره ومن يخاف شره.
شَرِّقْ وغرِّبْ تجدْ مِنْ معرضٍ عوَضاً ... فالأرض مِنْ تربةٍ والناسُ من رجُلِ
ارحل في كل مكان تجد ناساً بناس، فالأرض واسعة وكلها من تراب، والناس كثيرون، وإن كانوا من سلالة رجل واحد.
شَرَه النفوسِ على الجسومِ بليَّةٌ ... فتعَوَّذوا من كُلِّ نفسٍ تَشْرَهُ
شره النفس بلاء الجسد، ونعوذ بالله من نفس شرهة.
شَطَّ وصلُ الذي تُريدينَ مِني ... وصغيرُ الأمورِ يَجْني الكبيرا
لقد زال حبي لك لإساءتك إلي، والصغير من الأمور يجني الكبير منها.
شفيعُ ذنبِ المُذنبِ الإِقْرارُ ... وتَوْبةُ المُقَصِّرُ اعتِذارُ
الإقرار بالذنب شفاعة له، وقد تاب من اعتذر.
شكرتُكَ إِن الشكرَ دَيْنٌ على الفتى ... وما كُلّ مَن أوليتَهُ نِعمةً يَقضي
شكرتك على معروفك وشكر المنعم دين على من أحسنت إليه. وأين من يشكر؟
شهدَتْ عليه بهِ شواهدُ ريبةٍ ... وعلى المُريبِ شواهدٌ لا تُدفعُ
كاد المريب يقول: خذوني. وعلى المريب دلائل وشواهد.
شهواتُ الإنسانِ تُكسبُه الذُ ... لّ وتُلقيه في البلاءِ الطويلِ
إذا استبدت الشهوة بالإنسان أذلته وأوقعته في البلاء.
شيئان لا تَحسُنُ الدنيا بغيرِهما ... المالُ يَصلُح منه الحالُ والوَلَدُ
شيئان هما زينة الحياة الدنيا: المال والولد.
شيئانِ لا خيرَ في اللذات بعدهما ... فقْدُ الشبابِ وبُعْدُ الأهلِ والولدِ
شيئان يمنعان كل سرور ولذة: فقد الشباب وبعد الأهل.
شيئانِ مِن شمائلِ اللئامِ ... الفحشُ والفضولُ في الكَلامِ
شيئان من أخلاق اللؤماء: الفحش في الكلام وتدخل المرء فيما لا يعنيه.
حرف الصاد
صاحبُ البَغيِ ليسَ يسلمُ منه ... وعلى نَفْسِه بَغى كُلُّ باغي
على الباغي تدور الدوائر.
صاحبُ الحِرصِ في تَعَبْ ... واللّيالي تُري العَجَبْ
يتعب الحريص نفسه، والليالي تلد كل عجيب.
صاحبُ الشهوةِ عبْدٌ فإذا ... خَالف الشّهْوةَ صارَ المَلِكا
صاحب الشهوة عبد لشهوته إذا أطاعها، وملك لها إن خالفها.
صاحبْ صديقَك واحذَرْ من مكايدِه ... فرُبّما شَرِقَ الإنسان بالماءِ
صادق صديقك على حذر، فقد يغص الشارب بالماء.
صادقْ خليلَك ما بدا لكَ نفعُه ... وإذا بدا لَكَ غِشُّهُ فتحَوَّلِ
صادق صديقك ما دام ناصحاً لك، فإذا غشك فاتركه.
صارَ جِدَّاً ما مزحتَ به ... ربَّ جِدٍّ جَرَّهُ اللَّعِبُ
كان الأمر مزاحاً فأصبح جداً، وكم جد جره اللعب.
صَبِّرِ النفسَ عندَ كلِّ مُلِمٍّ ... إنَّ في الصبرِ حيلةَ المُحتالِ
اصبر في المصائب فما لك حيلة غير الصبر.
صبرتُ فكانَ الصبرُ خيراً مغبةً ... وهلْ جزَعٌ مُجْدٍ عليَّ فأجزَعا
صبرت والصبر خير، ما دام الجزع لا يجدي.
صبرتُ ومن يصبِر يجد غِبَّ صبرِه ... ألَذَّ وأحْلى من جني الشَّهدِ في الفمِ
صبرت وعاقبة الصبر أحلى من العسل.
صُحْبةُ يومٍ نسبٌ قريبُ ... وذِمَّةٌ يحفظُها اللَبيبُ
الصحبة نسب يراعيه العاقل.
صحةُ الجسمِ والشبابِ مع الما ... لِ نعيمُ الدنيا وأيُّ نعيمِ
الصحة والشباب والمال نعيم الدنيا.
صحَّةُ المرءِ للسقامِ طريقٌ ... وطريقُ الفناءِ هذا البقاءُ
الصحة طريق المرض والبقاء طريق الفناء.
صديقُ عدوّي داخلٌ في عداوتي ... وإِني لِمَنْ ودَّ الصديقَ صديقُ
صديق عدوي عدوي، وصديق صديقي صديقي.
صديقُك عونٌ في الخطوبِ وعُدَّةٌ ... إذا نابَ أمرٌ أو نبا بكَ منزِلُ
صديقك يعينك في الخطوب.
صديقُكَ من يرعاك عندَ شديدةٍ ... فَكُلٌّ تراهُ في الرخاءِ مُراعيا
صديقك من أعانك في الشدائد، لا من لازمك في الرخاء.
صرتُ كأني ذبالةٌ نُصِبَتْ ... تضيءُ للناسِ وهْيَ تحترقُ
أنا مثل ذبالة المصباح تفنى وتضيء للناس.
صغيرُ القومِ في التأديبِ يُرجى ... ولا يُرجى على الأدبِ الكبيرُ
يؤثر التأديب في الصغير، ولا يؤثر في الكبير.
صَفِّ الضميرَ لمنْ تعاشرُه ... واسكُنْ إلى ثقةٍ تشاورُهُ
ليكن ضميرك صافياً لأصدقائك، واستعن بمشورة أهل الثقة.
صلابةُ الوجهِ لم تَغلبْ على أحدٍ ... إلا تكاملَ فيه الشَّرُّ واجتمعا
إذا تمت لامرئ صفاقة الوجه تم فيه الشر.
صُنِ السّرَّ عن كل مستخبرٍ ... وحاذرْ فما الحزمُ إلا الحَذَرْ
صن أسرارك وكن حذراً، فالحازم حذر.
صنْ حُرَّ وجهِك لا تهتِكْ غُلالتَه ... فكلُّ حُرٍّ لحرّ الوجهِ صَوّانُ
صن وجهك فكل حر يصون حر وجهه.
صيانةُ وجهِ المرءِ أو صونُ نفسِه ... هما عندَ أربابِ العقولِ سَواءُ
صيانة الوجه مثل صيانة النفس عند العقلاء.
شاورْ سواكَ إذا نابتْك نائبٌ ... يوماً وإِن كنتَ من أهلِ المَشوراتِ
شاور غيرك وإن شاورك الناس.
شجاعٌ إذا ما أمكنَتْني فرصةْ ... وإِن لم تكُنْ لي فرصةٌ فجبانُ
أنا شجاع عندما تكون فرصة النصر ممكنة، وجبان إذا لم تسنح لي فرصة.
شجاعةُ المرءِ إذا لم تكُنْ ... من بعدِ رأيٍ من فنونِ الجنونْ
الشجاعة التي لا تعتمد على رأي ضرب من الجنون.
شِرارُ الناسِ يَروُونَ ... عن الأخيار ما شَاؤوا
شرار الناس مولعون بتلفيق الأخبار على الأخيار.
شَرُّ الأخلاءِ مَن كانت مودَّتُهُ ... معَ الزمانِ إذا ما خافَ أو رغِبا
شر الأصدقاء من يصحبك إذا كان الزمان معك، ومن يهجرك إذا كان الزمان عليك.
شَرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ به ... وشَرّ ما يكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
شر البلاد بلد لا تجد فيه صديقاً، وشر الكسب الذي تناله ما يلوثك.
شَرُّ الورى مَن ليس يُرجى خيرهُ ... يوماً ويُخشى شَرّهُ وضَيْرُهُ
شر الناس من لا يرجى خيره ومن يخاف شره.
شَرِّقْ وغرِّبْ تجدْ مِنْ معرضٍ عوَضاً ... فالأرض مِنْ تربةٍ والناسُ من رجُلِ
ارحل في كل مكان تجد ناساً بناس، فالأرض واسعة وكلها من تراب، والناس كثيرون، وإن كانوا من سلالة رجل واحد.
شَرَه النفوسِ على الجسومِ بليَّةٌ ... فتعَوَّذوا من كُلِّ نفسٍ تَشْرَهُ
شره النفس بلاء الجسد، ونعوذ بالله من نفس شرهة.
شَطَّ وصلُ الذي تُريدينَ مِني ... وصغيرُ الأمورِ يَجْني الكبيرا
لقد زال حبي لك لإساءتك إلي، والصغير من الأمور يجني الكبير منها.
شفيعُ ذنبِ المُذنبِ الإِقْرارُ ... وتَوْبةُ المُقَصِّرُ اعتِذارُ
الإقرار بالذنب شفاعة له، وقد تاب من اعتذر.
شكرتُكَ إِن الشكرَ دَيْنٌ على الفتى ... وما كُلّ مَن أوليتَهُ نِعمةً يَقضي
شكرتك على معروفك وشكر المنعم دين على من أحسنت إليه. وأين من يشكر؟
شهدَتْ عليه بهِ شواهدُ ريبةٍ ... وعلى المُريبِ شواهدٌ لا تُدفعُ
كاد المريب يقول: خذوني. وعلى المريب دلائل وشواهد.
شهواتُ الإنسانِ تُكسبُه الذُ ... لّ وتُلقيه في البلاءِ الطويلِ
إذا استبدت الشهوة بالإنسان أذلته وأوقعته في البلاء.
شيئان لا تَحسُنُ الدنيا بغيرِهما ... المالُ يَصلُح منه الحالُ والوَلَدُ
شيئان هما زينة الحياة الدنيا: المال والولد.
شيئانِ لا خيرَ في اللذات بعدهما ... فقْدُ الشبابِ وبُعْدُ الأهلِ والولدِ
شيئان يمنعان كل سرور ولذة: فقد الشباب وبعد الأهل.
شيئانِ مِن شمائلِ اللئامِ ... الفحشُ والفضولُ في الكَلامِ
شيئان من أخلاق اللؤماء: الفحش في الكلام وتدخل المرء فيما لا يعنيه.
حرف الصاد
صاحبُ البَغيِ ليسَ يسلمُ منه ... وعلى نَفْسِه بَغى كُلُّ باغي
على الباغي تدور الدوائر.
صاحبُ الحِرصِ في تَعَبْ ... واللّيالي تُري العَجَبْ
يتعب الحريص نفسه، والليالي تلد كل عجيب.
صاحبُ الشهوةِ عبْدٌ فإذا ... خَالف الشّهْوةَ صارَ المَلِكا
صاحب الشهوة عبد لشهوته إذا أطاعها، وملك لها إن خالفها.
صاحبْ صديقَك واحذَرْ من مكايدِه ... فرُبّما شَرِقَ الإنسان بالماءِ
صادق صديقك على حذر، فقد يغص الشارب بالماء.
صادقْ خليلَك ما بدا لكَ نفعُه ... وإذا بدا لَكَ غِشُّهُ فتحَوَّلِ
صادق صديقك ما دام ناصحاً لك، فإذا غشك فاتركه.
صارَ جِدَّاً ما مزحتَ به ... ربَّ جِدٍّ جَرَّهُ اللَّعِبُ
كان الأمر مزاحاً فأصبح جداً، وكم جد جره اللعب.
صَبِّرِ النفسَ عندَ كلِّ مُلِمٍّ ... إنَّ في الصبرِ حيلةَ المُحتالِ
اصبر في المصائب فما لك حيلة غير الصبر.
صبرتُ فكانَ الصبرُ خيراً مغبةً ... وهلْ جزَعٌ مُجْدٍ عليَّ فأجزَعا
صبرت والصبر خير، ما دام الجزع لا يجدي.
صبرتُ ومن يصبِر يجد غِبَّ صبرِه ... ألَذَّ وأحْلى من جني الشَّهدِ في الفمِ
صبرت وعاقبة الصبر أحلى من العسل.
صُحْبةُ يومٍ نسبٌ قريبُ ... وذِمَّةٌ يحفظُها اللَبيبُ
الصحبة نسب يراعيه العاقل.
صحةُ الجسمِ والشبابِ مع الما ... لِ نعيمُ الدنيا وأيُّ نعيمِ
الصحة والشباب والمال نعيم الدنيا.
صحَّةُ المرءِ للسقامِ طريقٌ ... وطريقُ الفناءِ هذا البقاءُ
الصحة طريق المرض والبقاء طريق الفناء.
صديقُ عدوّي داخلٌ في عداوتي ... وإِني لِمَنْ ودَّ الصديقَ صديقُ
صديق عدوي عدوي، وصديق صديقي صديقي.
صديقُك عونٌ في الخطوبِ وعُدَّةٌ ... إذا نابَ أمرٌ أو نبا بكَ منزِلُ
صديقك يعينك في الخطوب.
صديقُكَ من يرعاك عندَ شديدةٍ ... فَكُلٌّ تراهُ في الرخاءِ مُراعيا
صديقك من أعانك في الشدائد، لا من لازمك في الرخاء.
صرتُ كأني ذبالةٌ نُصِبَتْ ... تضيءُ للناسِ وهْيَ تحترقُ
أنا مثل ذبالة المصباح تفنى وتضيء للناس.
صغيرُ القومِ في التأديبِ يُرجى ... ولا يُرجى على الأدبِ الكبيرُ
يؤثر التأديب في الصغير، ولا يؤثر في الكبير.
صَفِّ الضميرَ لمنْ تعاشرُه ... واسكُنْ إلى ثقةٍ تشاورُهُ
ليكن ضميرك صافياً لأصدقائك، واستعن بمشورة أهل الثقة.
صلابةُ الوجهِ لم تَغلبْ على أحدٍ ... إلا تكاملَ فيه الشَّرُّ واجتمعا
إذا تمت لامرئ صفاقة الوجه تم فيه الشر.
صُنِ السّرَّ عن كل مستخبرٍ ... وحاذرْ فما الحزمُ إلا الحَذَرْ
صن أسرارك وكن حذراً، فالحازم حذر.
صنْ حُرَّ وجهِك لا تهتِكْ غُلالتَه ... فكلُّ حُرٍّ لحرّ الوجهِ صَوّانُ
صن وجهك فكل حر يصون حر وجهه.
صيانةُ وجهِ المرءِ أو صونُ نفسِه ... هما عندَ أربابِ العقولِ سَواءُ
صيانة الوجه مثل صيانة النفس عند العقلاء.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الضاد
حرف الضاد
ضاعَ معروفُ واضعِ ال ... عُرْفِ في غَيْرِ أهلِهِ
إذا وضعت معروفك عند من لا يستحقه أضعته.
ضجَرُ الفتى في الحادثاتِ مذمَّةٌ ... والصبرُ ألْيَقُ بالرجالِ وأوْفَقُ
الضجر في الحادثات ذميم، والصبر أخلق بالرجال.
ضحِكْتُ بَيْنَهمو مُعْجَباً ... وشَرّْ الشَدائدِ ما يُضْحِكُ
شر البلية ما يضحك.
ضَحِكنا وكان الضحكُ مِنّا سفاهةً ... وحُقَّ لسكانِ البَسيطةِ أن يَبْكوا
لماذا نضحك والبكاء أولى بنا في هذه الحياة.
ضِدّانِ لما استُجْمعا حَسُنا ... والضِّدُ يُظهرُ حُسْنَه الضِّدُّ
تم الحسن عند اجتماع الأضداد، والضد يظهر حسنه الضد.
ضرْبُ الحبيبِ للحبيبِ أوجَعُ ... والبذْلُ مِنْ غَيرِ سؤال أوْقَعُ
خيانة الحبيب أوجع للحبيب، وبذلُك النوالَ دون سؤال أطيب.
ضرَرُ الصديقِ من الصديقِ الجاهل ... شَرٌّ عليهِ من العَدُوِّ العاقل
عدو عاقل خير من صديق جاهل.
ضُروبُ الناسِ عُشاقٌ ضُروباً ... فأعْذَرُهُمْ أشَفُّهمو حَبيبا
العشاق أنواع، وأحلاهم حبيباً أشدهم عذراً في الحب.
ضِعافُ الطيرِ أطوَلُها جسوماً ... ولمْ تَطُلِ البزاةُ ولا الصّقورُ
ليست القوة في الطول، فالطيور الضعيفة أطول أجساماً من البزاة.
ضلالُ الرئيسِ المُقتدى بفعالِهِ ... ضلالُ ألوفٍ لا ضلالةُ واحِدِ
إذا كان الزعيم ضالاً منحرفاً أضل شعباً كاملاً ولم يقتصر ضلاله عليه وحده.
ضَلّ امرؤ قال خِلِّي أستعينُ به ... وأي خلٍّ نأى عن ودّه خلَلُ
ضل من ظن أنه يمكن أن يستعين بصديقه، وقل أن تجد صديقاً وفياً، ليس فيه نقص.
ضمائرُ قلبِ المرءِ تبدو بوجهِهِ ... ويُخبرُ عُنوانُ الكتابِ بما فيه
الوجه يخبر عن الضمير، والكتاب يظهر من عنوانه.
ضَمنْتُ لهم أن لا أُضيِّعَ سِرَّهُمْ ... وما ضيَّعَ الأسرارَ غيرُ لَئيمِ
أنا لا أضيع أسرار الأخوان، فالأسرار لا يضيعها إلا لئيم.
ضياعُ العمرِ في عَبَثٍ ولهْوٍ ... ضَلالٌ لا يُشابِهُه ضَلالُ
أشد أنواع ضلال الإنسان إضاعة وقته في اللهو والعبث لا في الجد والخير والعمل.
ضياعُ المالِ ليسَ أجَلَّ خطْبٍ ... إِذا سَلِمَ الفتى نفْساً وعِرْضاً
إذا سلمت لك نفسك وشرفك فضياع مالك يسير.
ضيّعْتَ بعضَ العمرِ في لَعِبٍ ... فاسْلُكْ سبيلَ الجِدّ في البعضِ
لقد أضعت شطر عمرك في اللهو واللعب فاسلك طريق الجد والعمل في شطره الباقي.
حرف الطاء
طالتْ مسافةُ ليلٍ لا منامَ بهِ ... ولا منامَ لِمَقْروحٍ على ألَمِ
طال ليل من لا ينام، وكيف ينام المقروح؟
طاوعتُ غَيّي في زمانِ الصِّبا ... وطاعةُ الغَيّ هيَ المَعْصِيَهْ
أطعت داعي الضلال في شبابي وطاعة الضلال هي المعصية.
طبعُ الكريمِ الحُرّ تركُ الخنى ... والفحْشُ مِن شَرّ طباعِ اللئيمِ
ترك الفحش طبع الكريم والفحش طبع اللئيم.
طبعُ الفتى يصلُحُ بالتَّطَبُّعِ ... فاعرِفْ طِباعَ الصالحينَ واتْبَعِ
ربما صلح طبع الإنسان بالتطبع، فتطبَّعْ بطباع الصالحين تكن صالحاً.
طُبعتْ على كدَرٍ وأنتَ تريدُها ... صَفْواً من الأقْذاءِ والأقْذارِ
الدنيا مطبوعة على الكدر وأنت تريدها رائقة صافية.
طِبٌّ لداءِ الخطبِ مهْما عَرا ... مالُ الفتى والدرهمُ المَرْهم
المال دواء الخطوب والدرهم مرهم الجراح.
طرُقُ الغيّ سهلةٌ واضحات ... وطريقُ الهدى كَسُمّ الخِياطِ
طريق الهدى صعبة دقيقة المسالك؟ وطريق الضلال سهلة يسيرة.
طَلَبُ الأماني بالتواني ضَلَّةٌ ... لا يلْحَقُ العلياءَ باعُ مُقصِّرِ
لا تطلب الأماني بالعجز والتواني، ولا تدرك العلا يد قصيرة عاجزة.
طلَب الفتى ما لا يكونُ سفاهةٌ ... وسكوتُه عَنْ غَيرِهِ تقصيرُ
من السفاهة طلب المستحيل ومن العجز ترك ما هو ممكن.
طلبُ المحالِ من الضَّلالِ فإن تُرِدْ ... أن لا تطاعَ فَمُرْ بما لا يُمْكِنُ
طلب المحال ضلال، وإذا أردت أن لا تطاع فمر بما لا يستطاع.
طلَبَ النساءَ زمانَه حتى إذا ... وضَحتْ مفارقُه تأهَّلَ يَنْسِكُ
هذا رجل أضاع حياته في طلب النساء، فلما أصبح عاجزاً وشاب رأسه ادعى أنه ناسك.
طمَعُ الفتى ذُلٌّ وعفّةُ نفسِه ... عِزٌّ وكم شرَهٍ يَجُرّ إلى شركْ
الطمع ذل، والقناعة عز، والشره شرك يقع فيه أصحابه.
طمِعْتَ بليلى أن تريعَ وإنَّما ... يُقطّع أعناقَ الرجالِ المَطامعُ
هل تطلب عودة ليلى إليك، والطمع يقطع أعناق الرجال.
طهارةُ أثوابِ الفتى لا تُفيدُه ... كمالاً إذا ما كانَ في عِرْضهِ دنَسْ
لا يفيد الرجل طهارة ثوبه إذا كان شرفه دنساً.
طُوبى لمن أدركَ لذاتِه ... ولم يُضِعْ دِيناً ولا عِرْضاً
ما أحسن من جمع بين الدنيا والدين، وأدرك لذاته ولم يضع شرفه.
حرف الظاء
ظفِرتَ بحَقٍّ طالما قد طَلَبْتَهُ ... ومن كان يبغي الحَقَّ أمسى مُظَفَّرا
لقد أدركت حقك بعد نضال طويل، ولا بد لمن يطلب الحق من إدراك النصر.
ظِلُّ الشبيبةِ لا يعزرْك بَهجَتُه ... فإِنْ بقيتَ فشمسُ الشَّيبِ بالرّصَدِ
شعرك الأسود في الشباب وأنت تعجب به سيتحول في الشيخوخة إلى شعر أبيض.
ظلامُ الليلِ يَمحوهُ نهارٌ ... كذاكَ العدلُ يمحو كلَّ ظُلْمِ
العدل يمحو الظلم كما يمحو النور الظلام.
ظُلَمُ الخطوبِ إذا دَجَوْن فما لَها ... من غيرِ أنوارِ العُقولِ ضِياءُ
للمصائب ظلمات لا يكشفها غير نور العقل.
ظُلَمُ الظُّلْمِ لا تدومُ ولا ب ... د لليلٍ وإِن يَطُلْ منْ صباحِ
ظلمات الظلم لا تدوم وسيمحوها نور العدل، كما يمحو الصباح ظلمات الليل.
ظلَمْتَ امرءاً كلَّفتَه غيرَ خُلقهِ ... وهل كانتْ الأخلاقُ إِلاَّ غرائزاً
إذا طلبت من رجل أن يفعل خلاف طبيعته فأنت تطلب منه ما لا يستطيع، فالأخلاق في الناس مثل الغرائز.
ظُلْمٌ لنفسك أن ترضى بمسكنةٍ ... في مَسكَنٍ وبلادُ الله ذاتُ سَعَهْ
لا تظلم نفسك ولا ترض بالعيش في بلد تعاني فيه الضيم والذل، فبلاد الله واسعة فاذهب حيث تجد العز والسعادة.
ظَلَّ يَسعى إلى المعالي بجَدٍّ ... والعلا لا تُنالُ إلا بِكَدِّ
يريد هذا الرجل أن يدرك المجد بجدوده أو بحظه ولن يدركه لأن المجد لا يدرك بالآباء والجدود والحظوظ وإنما يدرك بالكد والعمل والنضال.
ظمئتُ فخلتُ الآلَ ماءَ ومن يخَلْ ... مَخالاً لعَمْري كذَّبَتْهُ المطامعُ
العشطان يظن السراب ماء فإذا جاءه خيبه طمعه.
ظَنَّ الحسودُ بنا الظنونَ وكيدُهُ ... في نَحْرِهِ واللهُ خيرٌ حافظًاً
لقد ظن حاسدنا ظنوناً سيئة، وسيحيق به ظنه، ويحفظنا الله منه.
ظُنَّ باللهِ في الشدائدِ خيراً ... فهو أولى بكلِّ ظَنٍّ جميلِ
إذا وقعت في شر فتوكل على الله فهو مصدر كل خير.
ظُنَّ خيراً لأهلِ وُدِّكَ إِن شئتَ ... ولكنْ لا تأمنِ الشّرَ مِنْهُمْ
أحسنِ الظن بأصدقائك، ولكن كن حذراً.
ظننتُ أنيَ وحدي مُخطئٌ فإذا ... أفعالُ كُلِّ بني الدنيا كأفعالي
ظننت أنني وحدي مذنب، فإذا كل الناس مذنبون مثلي.
ظننتُ بهمْ ظناً جميلاً فخَيّبوا ... رجائي وما كُلُّ الظنون تُصيبُ
لقد أحسنت الظن بأصدقائي فخيبوا رجائي فيهم، وبعض الظنون تخطئ وتصيب.
ظهورُ العدلِ يَمحو كُلَّ شَرٍّ ... إذا جاءَ الصباحُ مضى الظلامُ
إذا ظهر العدل غاب الشر، وإذا ظهر الصباح غاب الظلام.
حرف العين
عادَوْا مُروءتَنا فضُلِّلَ سعيُهمْ ... ولكلٍّ بيتِ مُروءةٍ أعداءُ
عادانا بعض الناس لأننا كرام ذوو مروءة، ولكل كريم عدو لئيم.
عاداتُ هذا الدهرِ ذمُّ مُفضَّلٍ ... وملام مِقدامٍ وعَذْلُ جَوادِ
عادة الناس: ذم الفاضل، ولوم الشجاع وعذل الكريم.
عارٌ علينا وقبيحُ ذكرِ ... أن نجعلَ الكفرَ مكانَ الشُكرِ
عيب علينا أن ننكر نعمة المحسن، بدل أن نشكره.
عاقبةُ الصبرِ لها حَلاوَهْ ... وعادةُ السّوءِ لها ضَراوَهْ
عاقبة الصبر حلوة، وعاقبة الشر مضرة.
عاملْ إذا عاملتَ بالمسامَحهْ ... وعاشرِ الناسَ على المناصَحَهْ
عامل الناس معاملة سمحة وعاشرهم بالنصيحة.
عَبالةُ عُنْقِ الليثِ من أجلِ أنَّهُ ... إذا ما أرادَ الأمرَ وافى بنفْسهِ
غلظ رقبة الأسد ناتج من اعتماده على نفسه وعدم اتكاله على غيره.
عتابُ الفتى في كلِّ يومٍ بليةٌ ... وتقويمُ أضغانِ النساءِ عناءُ
من البلاء أن تعاتب صديقك كل صباح ومساء، ومن العناء إزالة الأحقاد من صدور النساء.
عجبتُ لمن لهُ قَدٌّ وحَدٌّ ... ويَنبو نَبْوَةَ السيّف الكَهامِ
إني أتعجب من الرجل القوي القادر كيف يخفق في تحقيق مطالبه كأنه السيف الكليل الذي لا يقطع.
عدوُّكَ من صديقِك مستفادٌ ... فلا تستكثرنَّ مِنَ الصحابِ
عدوك يأتي من صديقك، فلا تكثر من الأصحاب كيلا يتحولوا إلى أعداء.
عَدوى البليدِ إلى الجليدِ سريعةٌ ... والجمرُ يوضَعُ في الرمادِ فيخْمدُ
البلادة تعدي مثل المرض، فلا تعاشر البلداء فتفقد رجولتك وعزيمتك، كما تفقد الجمرة لهيبها إذا طُمرت في الرماد.
عسى الكربُ الذي أمسيتَ فيهِ ... يكونُ وراءَه فَرَجٌ قريبُ
أرجو الله أن يفرج عني ما ألاقي من كرب وضيق.
عسى سائلٌ ذو حاجةٍ إِن منعتَه ... من اليومِ سؤلاً أن يكونَ لهُ غَدُ
لا ترد سائلك محروماً فربما حقق المستقبل آماله وأصبح مسؤولاً مرزوقاً.
عسى فَرَجٌ يأتِي به اللهُ إنه ... له كُلَّ يومٍ في خليقَتِهِ أمْرُ
أرجو الله أن يأتي بالفرج، وهو القادر على أن يفعل ما يشاء، ويغير ما يريد.
عَشِقَ المكارمَ فَهْو مُعْتمِدٌ لها ... والمكرماتُ قليلةُ العُشّاقِ
لقد أحب هذا الرجل المكرمات، والذين يحبون المكرمات قلائل.
عصاني فلم يلقَ الرشادَ وإنّما ... تكشّفُ عن أمْرِ الغوِيِّ عواقِبُهْ
نصحته فعصاني فضل ضلالاً بعيداً، والعواقب هي التي تكشف أصحاب الضلال.
عفا اللهُ عنْ هذا الزمانِ فإِنَّهُ ... زمانُ عقوقٍ لا زَمانُ حُقوقِ
عفا الله عن أهل هذا الزمان فقد تعودوا فعل العقوق وإنكار الحقوق.
عُقبى اليمينِ على عُقبى الوَغى ندَمُ ... ماذا يزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ
القسم على الحرب خطأ، فليس القسم هو الذي يزيد شجاعة المقاتلين.
على الحاجاتِ أقفالٌ ثقالٌ ... مفاتِحُها الهدايا في الظَّلامِ
إن حاجات الناس لا يلبيها حكام الناس إلا بعد الرشاوى والهدايا، فكأن الحاجة موضوعه في يبت عليه قفل ثقيل، وكأن الرشوة هي مفتاح هذا القفل.
علامةُ الرضّاءِ بالمقدورِ ... صَبْرُكَ في تصرفِ الأمورِ
علامة رضاك بقدرك صبرك على مصائبك.
على المرءِ أن يسعى لما فيه نَفعُه ... وليسَ عليهِ أن يساعدَهُ الدّهْرُ
على المرء أن يسعى إلى كل خير، ولكنه لا يستطيع أن يجبر الدهر على مساعدته في إدراك مطاليبه.
على قدْرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ ... وتأتي على قَدْرِ الكِرامِ المكارمُ
العزيمة على قدر صاحبها، والمكرمة على قدر فاعلها.
عليكَ بإقلالِ الزيارةِ إِنها ... إذا كثُرَتْ كانتْ إلى الهجر مَسْلَكا
لا تكثر زيارة الصديق فهي طريق الملل والهجر.
عليكَ بأوساطِ كُلّ الأمورِ ... وعَدِّ عَنْ الجانِبِ المُشْتبِهْ
كن في أمورك معتدلاً ولا تسرف.
عليكَ بالحفظ دون الكتْبِ في وَرقٍ ... فإِن للكتُبِ آفاتٍ تُفَرِّقُها
احفظ العلم في صدرك لا في كتبك، فالكتب معرضة للآفات والفقد، فالعلم في الصدور لا في السطور.
عليكَ بأوساطِ الأمورِ فإِنَّها ... طريقٌ إلى نجحِ الصّوابِ قويمُ
كن في أمورك معتدلاً فالاعتدال هو الطريق القويم.
عليكَ بحسنِ الصّبر في كلِّ حاجةٍ ... فما صابرٌ فيما يرومُ بنادمِ
اصبر على ما تطلب، فالصابر لا يندم.
عن المرءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قرينِهِ ... فكلُّ قرينِ بالمُقارِنِ يَقْتَدي
إذا أردت أن تعرف إنساناً فاسأل عن أصحابه، فالصديق يقتدي بالصديق.
عندَ الصّباح يَحمَدُ القومُ السّرى ... وتنجلِي عنهمْ غيَابات الكرى
إذا طلع الصباح حمد الركب سيرهم في الليل، فراحوا، وعلموا أنهم قطعوا مسافات طويلة، لا يقطعون مثلها إذا ساروا في النهار وفي حر الشمس، وذهب عنهم النعاس.
عَنّي إليكَ فإِني لا يُوافِقُني ... عُورُ الكلامِ ولا شُربٌ على الكَدَرِ
اذهب عني فأنا لا أحب الكلام البذيء ولا الماء الكَدِر.
عِيُّ المحبِّ لدى الحبيبِ بلاغةٌ ... ولربما قَتلَ البليغَ لسانُهُ
إذا خرس المحب ولم يتكلم أمام حبيبه فهذا الخرس بلاغة ودلالة على حبه الشديد وقد تضر كثرة الكلام.
عيبُ الأناة وإن طابتْ عواقِبُها ... أن لا خلودَ وأن ليسَ الفتى حجَراً
الأناة طيبة، ولكن لها عيباً واحداً: هو أن الإنسان ليس خالداً حتى يصبر ويتأنى إلى ما لا نهاية، ثم إن هذا الإنسان مخلوق من لحم وعظم وعصب، ولا بد أن ينفعل ويتأثر، وليس هو حجراً أصم لا يتألم ولا يحس.
عيشٌ وملحٌ ولا خوفٌ يكدّرهُ ... أحلى من الشَّهد تخشى عندَه الخطرا
الخبز والملح تأكلهما في أمان واطمئنان خير من العسل تأكله في خوف وفي خطر.
عَينُ الفَتى لعقلِهِ دليلُ ... وعَقْله لذاتِهِ تَكْمِيلُ
العين ترشد العقل، والعقل كمال الإنسان.
ضاعَ معروفُ واضعِ ال ... عُرْفِ في غَيْرِ أهلِهِ
إذا وضعت معروفك عند من لا يستحقه أضعته.
ضجَرُ الفتى في الحادثاتِ مذمَّةٌ ... والصبرُ ألْيَقُ بالرجالِ وأوْفَقُ
الضجر في الحادثات ذميم، والصبر أخلق بالرجال.
ضحِكْتُ بَيْنَهمو مُعْجَباً ... وشَرّْ الشَدائدِ ما يُضْحِكُ
شر البلية ما يضحك.
ضَحِكنا وكان الضحكُ مِنّا سفاهةً ... وحُقَّ لسكانِ البَسيطةِ أن يَبْكوا
لماذا نضحك والبكاء أولى بنا في هذه الحياة.
ضِدّانِ لما استُجْمعا حَسُنا ... والضِّدُ يُظهرُ حُسْنَه الضِّدُّ
تم الحسن عند اجتماع الأضداد، والضد يظهر حسنه الضد.
ضرْبُ الحبيبِ للحبيبِ أوجَعُ ... والبذْلُ مِنْ غَيرِ سؤال أوْقَعُ
خيانة الحبيب أوجع للحبيب، وبذلُك النوالَ دون سؤال أطيب.
ضرَرُ الصديقِ من الصديقِ الجاهل ... شَرٌّ عليهِ من العَدُوِّ العاقل
عدو عاقل خير من صديق جاهل.
ضُروبُ الناسِ عُشاقٌ ضُروباً ... فأعْذَرُهُمْ أشَفُّهمو حَبيبا
العشاق أنواع، وأحلاهم حبيباً أشدهم عذراً في الحب.
ضِعافُ الطيرِ أطوَلُها جسوماً ... ولمْ تَطُلِ البزاةُ ولا الصّقورُ
ليست القوة في الطول، فالطيور الضعيفة أطول أجساماً من البزاة.
ضلالُ الرئيسِ المُقتدى بفعالِهِ ... ضلالُ ألوفٍ لا ضلالةُ واحِدِ
إذا كان الزعيم ضالاً منحرفاً أضل شعباً كاملاً ولم يقتصر ضلاله عليه وحده.
ضَلّ امرؤ قال خِلِّي أستعينُ به ... وأي خلٍّ نأى عن ودّه خلَلُ
ضل من ظن أنه يمكن أن يستعين بصديقه، وقل أن تجد صديقاً وفياً، ليس فيه نقص.
ضمائرُ قلبِ المرءِ تبدو بوجهِهِ ... ويُخبرُ عُنوانُ الكتابِ بما فيه
الوجه يخبر عن الضمير، والكتاب يظهر من عنوانه.
ضَمنْتُ لهم أن لا أُضيِّعَ سِرَّهُمْ ... وما ضيَّعَ الأسرارَ غيرُ لَئيمِ
أنا لا أضيع أسرار الأخوان، فالأسرار لا يضيعها إلا لئيم.
ضياعُ العمرِ في عَبَثٍ ولهْوٍ ... ضَلالٌ لا يُشابِهُه ضَلالُ
أشد أنواع ضلال الإنسان إضاعة وقته في اللهو والعبث لا في الجد والخير والعمل.
ضياعُ المالِ ليسَ أجَلَّ خطْبٍ ... إِذا سَلِمَ الفتى نفْساً وعِرْضاً
إذا سلمت لك نفسك وشرفك فضياع مالك يسير.
ضيّعْتَ بعضَ العمرِ في لَعِبٍ ... فاسْلُكْ سبيلَ الجِدّ في البعضِ
لقد أضعت شطر عمرك في اللهو واللعب فاسلك طريق الجد والعمل في شطره الباقي.
حرف الطاء
طالتْ مسافةُ ليلٍ لا منامَ بهِ ... ولا منامَ لِمَقْروحٍ على ألَمِ
طال ليل من لا ينام، وكيف ينام المقروح؟
طاوعتُ غَيّي في زمانِ الصِّبا ... وطاعةُ الغَيّ هيَ المَعْصِيَهْ
أطعت داعي الضلال في شبابي وطاعة الضلال هي المعصية.
طبعُ الكريمِ الحُرّ تركُ الخنى ... والفحْشُ مِن شَرّ طباعِ اللئيمِ
ترك الفحش طبع الكريم والفحش طبع اللئيم.
طبعُ الفتى يصلُحُ بالتَّطَبُّعِ ... فاعرِفْ طِباعَ الصالحينَ واتْبَعِ
ربما صلح طبع الإنسان بالتطبع، فتطبَّعْ بطباع الصالحين تكن صالحاً.
طُبعتْ على كدَرٍ وأنتَ تريدُها ... صَفْواً من الأقْذاءِ والأقْذارِ
الدنيا مطبوعة على الكدر وأنت تريدها رائقة صافية.
طِبٌّ لداءِ الخطبِ مهْما عَرا ... مالُ الفتى والدرهمُ المَرْهم
المال دواء الخطوب والدرهم مرهم الجراح.
طرُقُ الغيّ سهلةٌ واضحات ... وطريقُ الهدى كَسُمّ الخِياطِ
طريق الهدى صعبة دقيقة المسالك؟ وطريق الضلال سهلة يسيرة.
طَلَبُ الأماني بالتواني ضَلَّةٌ ... لا يلْحَقُ العلياءَ باعُ مُقصِّرِ
لا تطلب الأماني بالعجز والتواني، ولا تدرك العلا يد قصيرة عاجزة.
طلَب الفتى ما لا يكونُ سفاهةٌ ... وسكوتُه عَنْ غَيرِهِ تقصيرُ
من السفاهة طلب المستحيل ومن العجز ترك ما هو ممكن.
طلبُ المحالِ من الضَّلالِ فإن تُرِدْ ... أن لا تطاعَ فَمُرْ بما لا يُمْكِنُ
طلب المحال ضلال، وإذا أردت أن لا تطاع فمر بما لا يستطاع.
طلَبَ النساءَ زمانَه حتى إذا ... وضَحتْ مفارقُه تأهَّلَ يَنْسِكُ
هذا رجل أضاع حياته في طلب النساء، فلما أصبح عاجزاً وشاب رأسه ادعى أنه ناسك.
طمَعُ الفتى ذُلٌّ وعفّةُ نفسِه ... عِزٌّ وكم شرَهٍ يَجُرّ إلى شركْ
الطمع ذل، والقناعة عز، والشره شرك يقع فيه أصحابه.
طمِعْتَ بليلى أن تريعَ وإنَّما ... يُقطّع أعناقَ الرجالِ المَطامعُ
هل تطلب عودة ليلى إليك، والطمع يقطع أعناق الرجال.
طهارةُ أثوابِ الفتى لا تُفيدُه ... كمالاً إذا ما كانَ في عِرْضهِ دنَسْ
لا يفيد الرجل طهارة ثوبه إذا كان شرفه دنساً.
طُوبى لمن أدركَ لذاتِه ... ولم يُضِعْ دِيناً ولا عِرْضاً
ما أحسن من جمع بين الدنيا والدين، وأدرك لذاته ولم يضع شرفه.
حرف الظاء
ظفِرتَ بحَقٍّ طالما قد طَلَبْتَهُ ... ومن كان يبغي الحَقَّ أمسى مُظَفَّرا
لقد أدركت حقك بعد نضال طويل، ولا بد لمن يطلب الحق من إدراك النصر.
ظِلُّ الشبيبةِ لا يعزرْك بَهجَتُه ... فإِنْ بقيتَ فشمسُ الشَّيبِ بالرّصَدِ
شعرك الأسود في الشباب وأنت تعجب به سيتحول في الشيخوخة إلى شعر أبيض.
ظلامُ الليلِ يَمحوهُ نهارٌ ... كذاكَ العدلُ يمحو كلَّ ظُلْمِ
العدل يمحو الظلم كما يمحو النور الظلام.
ظُلَمُ الخطوبِ إذا دَجَوْن فما لَها ... من غيرِ أنوارِ العُقولِ ضِياءُ
للمصائب ظلمات لا يكشفها غير نور العقل.
ظُلَمُ الظُّلْمِ لا تدومُ ولا ب ... د لليلٍ وإِن يَطُلْ منْ صباحِ
ظلمات الظلم لا تدوم وسيمحوها نور العدل، كما يمحو الصباح ظلمات الليل.
ظلَمْتَ امرءاً كلَّفتَه غيرَ خُلقهِ ... وهل كانتْ الأخلاقُ إِلاَّ غرائزاً
إذا طلبت من رجل أن يفعل خلاف طبيعته فأنت تطلب منه ما لا يستطيع، فالأخلاق في الناس مثل الغرائز.
ظُلْمٌ لنفسك أن ترضى بمسكنةٍ ... في مَسكَنٍ وبلادُ الله ذاتُ سَعَهْ
لا تظلم نفسك ولا ترض بالعيش في بلد تعاني فيه الضيم والذل، فبلاد الله واسعة فاذهب حيث تجد العز والسعادة.
ظَلَّ يَسعى إلى المعالي بجَدٍّ ... والعلا لا تُنالُ إلا بِكَدِّ
يريد هذا الرجل أن يدرك المجد بجدوده أو بحظه ولن يدركه لأن المجد لا يدرك بالآباء والجدود والحظوظ وإنما يدرك بالكد والعمل والنضال.
ظمئتُ فخلتُ الآلَ ماءَ ومن يخَلْ ... مَخالاً لعَمْري كذَّبَتْهُ المطامعُ
العشطان يظن السراب ماء فإذا جاءه خيبه طمعه.
ظَنَّ الحسودُ بنا الظنونَ وكيدُهُ ... في نَحْرِهِ واللهُ خيرٌ حافظًاً
لقد ظن حاسدنا ظنوناً سيئة، وسيحيق به ظنه، ويحفظنا الله منه.
ظُنَّ باللهِ في الشدائدِ خيراً ... فهو أولى بكلِّ ظَنٍّ جميلِ
إذا وقعت في شر فتوكل على الله فهو مصدر كل خير.
ظُنَّ خيراً لأهلِ وُدِّكَ إِن شئتَ ... ولكنْ لا تأمنِ الشّرَ مِنْهُمْ
أحسنِ الظن بأصدقائك، ولكن كن حذراً.
ظننتُ أنيَ وحدي مُخطئٌ فإذا ... أفعالُ كُلِّ بني الدنيا كأفعالي
ظننت أنني وحدي مذنب، فإذا كل الناس مذنبون مثلي.
ظننتُ بهمْ ظناً جميلاً فخَيّبوا ... رجائي وما كُلُّ الظنون تُصيبُ
لقد أحسنت الظن بأصدقائي فخيبوا رجائي فيهم، وبعض الظنون تخطئ وتصيب.
ظهورُ العدلِ يَمحو كُلَّ شَرٍّ ... إذا جاءَ الصباحُ مضى الظلامُ
إذا ظهر العدل غاب الشر، وإذا ظهر الصباح غاب الظلام.
حرف العين
عادَوْا مُروءتَنا فضُلِّلَ سعيُهمْ ... ولكلٍّ بيتِ مُروءةٍ أعداءُ
عادانا بعض الناس لأننا كرام ذوو مروءة، ولكل كريم عدو لئيم.
عاداتُ هذا الدهرِ ذمُّ مُفضَّلٍ ... وملام مِقدامٍ وعَذْلُ جَوادِ
عادة الناس: ذم الفاضل، ولوم الشجاع وعذل الكريم.
عارٌ علينا وقبيحُ ذكرِ ... أن نجعلَ الكفرَ مكانَ الشُكرِ
عيب علينا أن ننكر نعمة المحسن، بدل أن نشكره.
عاقبةُ الصبرِ لها حَلاوَهْ ... وعادةُ السّوءِ لها ضَراوَهْ
عاقبة الصبر حلوة، وعاقبة الشر مضرة.
عاملْ إذا عاملتَ بالمسامَحهْ ... وعاشرِ الناسَ على المناصَحَهْ
عامل الناس معاملة سمحة وعاشرهم بالنصيحة.
عَبالةُ عُنْقِ الليثِ من أجلِ أنَّهُ ... إذا ما أرادَ الأمرَ وافى بنفْسهِ
غلظ رقبة الأسد ناتج من اعتماده على نفسه وعدم اتكاله على غيره.
عتابُ الفتى في كلِّ يومٍ بليةٌ ... وتقويمُ أضغانِ النساءِ عناءُ
من البلاء أن تعاتب صديقك كل صباح ومساء، ومن العناء إزالة الأحقاد من صدور النساء.
عجبتُ لمن لهُ قَدٌّ وحَدٌّ ... ويَنبو نَبْوَةَ السيّف الكَهامِ
إني أتعجب من الرجل القوي القادر كيف يخفق في تحقيق مطالبه كأنه السيف الكليل الذي لا يقطع.
عدوُّكَ من صديقِك مستفادٌ ... فلا تستكثرنَّ مِنَ الصحابِ
عدوك يأتي من صديقك، فلا تكثر من الأصحاب كيلا يتحولوا إلى أعداء.
عَدوى البليدِ إلى الجليدِ سريعةٌ ... والجمرُ يوضَعُ في الرمادِ فيخْمدُ
البلادة تعدي مثل المرض، فلا تعاشر البلداء فتفقد رجولتك وعزيمتك، كما تفقد الجمرة لهيبها إذا طُمرت في الرماد.
عسى الكربُ الذي أمسيتَ فيهِ ... يكونُ وراءَه فَرَجٌ قريبُ
أرجو الله أن يفرج عني ما ألاقي من كرب وضيق.
عسى سائلٌ ذو حاجةٍ إِن منعتَه ... من اليومِ سؤلاً أن يكونَ لهُ غَدُ
لا ترد سائلك محروماً فربما حقق المستقبل آماله وأصبح مسؤولاً مرزوقاً.
عسى فَرَجٌ يأتِي به اللهُ إنه ... له كُلَّ يومٍ في خليقَتِهِ أمْرُ
أرجو الله أن يأتي بالفرج، وهو القادر على أن يفعل ما يشاء، ويغير ما يريد.
عَشِقَ المكارمَ فَهْو مُعْتمِدٌ لها ... والمكرماتُ قليلةُ العُشّاقِ
لقد أحب هذا الرجل المكرمات، والذين يحبون المكرمات قلائل.
عصاني فلم يلقَ الرشادَ وإنّما ... تكشّفُ عن أمْرِ الغوِيِّ عواقِبُهْ
نصحته فعصاني فضل ضلالاً بعيداً، والعواقب هي التي تكشف أصحاب الضلال.
عفا اللهُ عنْ هذا الزمانِ فإِنَّهُ ... زمانُ عقوقٍ لا زَمانُ حُقوقِ
عفا الله عن أهل هذا الزمان فقد تعودوا فعل العقوق وإنكار الحقوق.
عُقبى اليمينِ على عُقبى الوَغى ندَمُ ... ماذا يزيدُكَ في إِقدامِكَ القَسَمُ
القسم على الحرب خطأ، فليس القسم هو الذي يزيد شجاعة المقاتلين.
على الحاجاتِ أقفالٌ ثقالٌ ... مفاتِحُها الهدايا في الظَّلامِ
إن حاجات الناس لا يلبيها حكام الناس إلا بعد الرشاوى والهدايا، فكأن الحاجة موضوعه في يبت عليه قفل ثقيل، وكأن الرشوة هي مفتاح هذا القفل.
علامةُ الرضّاءِ بالمقدورِ ... صَبْرُكَ في تصرفِ الأمورِ
علامة رضاك بقدرك صبرك على مصائبك.
على المرءِ أن يسعى لما فيه نَفعُه ... وليسَ عليهِ أن يساعدَهُ الدّهْرُ
على المرء أن يسعى إلى كل خير، ولكنه لا يستطيع أن يجبر الدهر على مساعدته في إدراك مطاليبه.
على قدْرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ ... وتأتي على قَدْرِ الكِرامِ المكارمُ
العزيمة على قدر صاحبها، والمكرمة على قدر فاعلها.
عليكَ بإقلالِ الزيارةِ إِنها ... إذا كثُرَتْ كانتْ إلى الهجر مَسْلَكا
لا تكثر زيارة الصديق فهي طريق الملل والهجر.
عليكَ بأوساطِ كُلّ الأمورِ ... وعَدِّ عَنْ الجانِبِ المُشْتبِهْ
كن في أمورك معتدلاً ولا تسرف.
عليكَ بالحفظ دون الكتْبِ في وَرقٍ ... فإِن للكتُبِ آفاتٍ تُفَرِّقُها
احفظ العلم في صدرك لا في كتبك، فالكتب معرضة للآفات والفقد، فالعلم في الصدور لا في السطور.
عليكَ بأوساطِ الأمورِ فإِنَّها ... طريقٌ إلى نجحِ الصّوابِ قويمُ
كن في أمورك معتدلاً فالاعتدال هو الطريق القويم.
عليكَ بحسنِ الصّبر في كلِّ حاجةٍ ... فما صابرٌ فيما يرومُ بنادمِ
اصبر على ما تطلب، فالصابر لا يندم.
عن المرءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قرينِهِ ... فكلُّ قرينِ بالمُقارِنِ يَقْتَدي
إذا أردت أن تعرف إنساناً فاسأل عن أصحابه، فالصديق يقتدي بالصديق.
عندَ الصّباح يَحمَدُ القومُ السّرى ... وتنجلِي عنهمْ غيَابات الكرى
إذا طلع الصباح حمد الركب سيرهم في الليل، فراحوا، وعلموا أنهم قطعوا مسافات طويلة، لا يقطعون مثلها إذا ساروا في النهار وفي حر الشمس، وذهب عنهم النعاس.
عَنّي إليكَ فإِني لا يُوافِقُني ... عُورُ الكلامِ ولا شُربٌ على الكَدَرِ
اذهب عني فأنا لا أحب الكلام البذيء ولا الماء الكَدِر.
عِيُّ المحبِّ لدى الحبيبِ بلاغةٌ ... ولربما قَتلَ البليغَ لسانُهُ
إذا خرس المحب ولم يتكلم أمام حبيبه فهذا الخرس بلاغة ودلالة على حبه الشديد وقد تضر كثرة الكلام.
عيبُ الأناة وإن طابتْ عواقِبُها ... أن لا خلودَ وأن ليسَ الفتى حجَراً
الأناة طيبة، ولكن لها عيباً واحداً: هو أن الإنسان ليس خالداً حتى يصبر ويتأنى إلى ما لا نهاية، ثم إن هذا الإنسان مخلوق من لحم وعظم وعصب، ولا بد أن ينفعل ويتأثر، وليس هو حجراً أصم لا يتألم ولا يحس.
عيشٌ وملحٌ ولا خوفٌ يكدّرهُ ... أحلى من الشَّهد تخشى عندَه الخطرا
الخبز والملح تأكلهما في أمان واطمئنان خير من العسل تأكله في خوف وفي خطر.
عَينُ الفَتى لعقلِهِ دليلُ ... وعَقْله لذاتِهِ تَكْمِيلُ
العين ترشد العقل، والعقل كمال الإنسان.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الغين
حرف الغين
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها ... فَصُنتُها عن رخيصِ القدْرِ مُبتذَلِ
معرفتي بقيمة نفسي جعلتها غالية عندي، ولذلك فأنا أصونها عن الرخص والابتذال.
غاضَ الوفاءُ فما تلقاهُ في عِدَةٍ ... وأعوزَ الصّدق في الأخبارِ والقَسمِ
لقد ذهب الوفاء حتى بالوعود، وذهب الصدق حتى في القسم.
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدْرُ وانفرجَتْ ... مسافَةُ الخُلْفِ بينَ القولِ والعملِ
ذهب الوفاء وزاد الغدر واتسعت الفجوة بين أقوال الناس وأفعالهم.
غايظْ صديقَكَ تَكشِفْ عن ضمائرِهِ ... وتكشِفِ السَّترَ عن محجوبِ أسرارِ
إذا أردت أن تعرف حقيقة صديقكَ فأَثِرْ غضبه يتكشف ضميره.
غداً تُوفّى النفوسُ ما كسَبَتْ ... ويَحْصُدُ الزارعونَ ما زَرَعُوا
غداً تجازى النفوس بما فعلت، وغداً يحصد الزارع ما زرع من خير أو شر.
غدْرُ الزمانِ وغدرُ أهليهِ مَعاً ... قد جُرِّبا مِنْ سالفِ الأزمانِ
ليس غدر الزمان والناس جديداً وإنما هو قديم منذ وجد الإنسان والزمان.
غَدرتَ بأمرٍ كنتَ أنت دعوتنا ... إليه ورأس الشيمةِ الغدرُ بالعَهدِ
أنت الذي دعوتنا إلى عمل من الأعمال ثم غدرت بنا، وما أقبح الغدر.
غُرَّتْ بترجيمِ الظّنونِ فأخطأتْ ... والظَنُّ يُخْطِئُ تارةً ويُصيبُ
لقد ظننت ظناً خدعني، والظن يخطئ ويصيب.
غضبُ الكريمِ وإنْ تأجج نارهُ ... كدُخانِ عودٍ ليسَ فيه سَوادُ
إذا غضب الكريم حافظ على كرامته وكرامته مثل عود الندِّ إذا أحرق نشر طيبه ولم ينشر سواده.
غفْلةُ المرءِ عن دَواعي المعالي ... مِنْ دواعي تَخَلُّفِ الآمالِ
إذا تخلف الرجل عن العمل تخلف عن الأمل.
غُلُفٌ تَمْنوا في البيوت أمانِيا ... وجميعُ أعمارِ اللئامِ أماني
جلس هؤلاء الناس في بيوتهم وجعلوا يتمنون الأماني، فلم يدركوا إلا الأحلام.
غَنِيُّ النفسِ ما عمرَتْ غَنيُّ ... وفَقْرُ النفسِ ما عُمَرَتْ شَقاءُ
غنى النفس هو الشرف وفقر النفس هو الشقاء.
غِنى النفسِ ما يكفيكَ من سدّ حاجةٍ ... فإِنْ زاد شيئاً عادَ ذاكَ الغنى فقْراً
الغنى ما سد حاجتك الضرورية، وكل ما زاد عليها فهو الفقر.
غَنيّ بلا مالٍ عنِ الناسِ كلِّهِمْ ... وليسَ الغنى إِلا عَنِ الشيءِ لا بهِ
أنا أستغني عن الناس باستغنائي عن حاجاتي، والغنى الحقيقي عن الشيء لا بالشيء.
غَيَرَ اختيارٍ قبلتُ بِرّكِ بي ... والجوعُ يُرضي الأسودَ بالجَيفِ
لقد قبلت إحسانك مضطراً، والأسد يأكل الجيف إذا جاع.
غيرَ أنَّ الفتى يُلاقي المنايا ... كالحاتِ ولا يُلاقي الهَوانا
إن الرجل الشريف يلقى الموت الأسود، ولا يقبل بالذل والهوان.
غيرَ مُجدٍ على الفتى طلبُ المَج ... دِ إذا لَمْ يكنْ لهُ تَوفيقُ
ما جدوى العمل إذا لم يصاحبه التوفيق والنجاح؟
غيرُ مُجْدٍ في ملتي واعتقادي ... نَوْحُ باكٍ ولا ترَنُّمُ شَادي
نواح الباكين في المآتم، وغناء الفرحين في الأفراح سيان، لا هذا ولا ذاك مما يجدي ويفيد.
غيري تُلَفِّتُه تلك الخيالاتُ ... فهلْ لخطِّكَ فَوْقَ الماءِ إِثباتُ
غيري يغتر بالأوهام وهل يثبت الخط على الماء؟
حرف الفاء
فأتْمِمْ ما بدأتَ بهِ وأنعِمْ ... فما المعروفُ إِلا بالتَّمامِ
أتمّ معروفك، فالمعروف بتمامه.
فأحسنُ وجهٍ في الورى وجهُ محسنٍ ... وأيمنُ كَفٍّ في الورى كفُّ مُنعِمِ
أحلى الوجوه وجه المحسن، وخير الأيدي يد المنعم.
فالهمُّ فضلٌ وطولُ العيشِ منقطعٌ ... والرزقُ آتٍ وروحُ الله مُنْتظَرُ
إذا زاد همك تستطيع أن تستغني عنه ومهما طال عمرك فسوف ينقطع، ورزقك يأتيك، ورحمة الله تنتظرك.
فإنَّ الجرحَ ينغرُ بعد حِينٍ ... إذا كانَ البناءُ على فسادِ
إذا لم يضمد الجرح ضماداً صحيحاً، نكأ وسال دمه وقيحه.
فإن تَفُقِ الأنامَ وأنتَ منهمْ ... فإنَّ المسكَ بعضُ دَمِ الغزالِ
أنت خير من الناس وإن كنت منهم، كما أن المسك أطيب رائحة من دم الغزال وهو منه.
فإن دموعَ العينِ غُدْرٌ بربِّها ... إذا كُنَّ خَلْف الغادرينَ جَوارِيا
إذا جرت الدموع حزناً على فراق غادر فهي غادرة بصاحبها.
فإنَّ قليلَ الحُبِ بالعقلِ صالحٌ ... وإنَّ كثيرَ الحُبِّ بالجهلِ فاسِدُ
قليل الحب مع العقل جيد، وكثير الحب مع الجهل فاسد.
فإن يكُ إنسانٌ مضى لسبيلهِ ... فإِنَّ المنايا غايةُ الحَيَوانِ
إذا كان هذا الرجل قد مات، فالموت غاية كل حيّ.
فإِن يكُ صَدرُ هذا اليومِ ولَّى ... فإنَّ غداً لناظره قَريبُ
إذا مضى اليوم فالغد قريب.
فبُحْ بالسرائرِ في أهلِها ... وإِياكَ في غَيْرهم أنْ تَبوحا
أفْشِ سرك لمن يستحقه ولا تبح به لمن لا يستحق.
فَتىً زانَ في عينَيَّ أقصى قبيلةٍ ... وكم سَيّدٍ في حُلَّة لا يَزينُها
هذا الرجل زين الناس جميعاً بأخلاقه وأفعاله وبعض الناس لا يزينون حتى الثوب الذي يلبسونه.
فتىً يشتري حُسْنَ الثناءِ بمالِه ... ويعلمُ أنَّ الدائراتِ تَدورُ
هذا الفتى يشتري الثناء بأفعال الخير ويعلم أن الدنيا لا تبقى على حال.
فربَّ كئيبٍ ليسَ تندى جفونهُ ... ورُبَّ كثيرِ الدمعِ غيرُ كئيبِ
كم من حزين لا تجري دموعه، وكم رجل تجري دموعه غزيرة وهو غير حزين.
فصبراً يا بني الأحرارِ صَبْراً ... فإِنَّ الدهرَ ذو سَعةٍ وضِيقِ
اصبروا على زمانكم أيها الأحرار، فالزمان يشتد حيناً ويلين حيناً.
فصرتُ كالسيفِ حامداً يدَهُ ... ما يَحمدُ السيفُ كلَّ مَن حمَلَهْ
أنت ممن يحمد السيف يده، وليس تحمد السيف كل الأيدي التي تحملها.
فضلُ الفتى يُغْري الحسودَ بسَبّه ... والعُودُ لولا طيبُه ما أُحْرِقا
فضل الشريف يغري حاسده به، ورائحة العود تغري بإحراقه.
فطَعْمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ ... كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ
اطلب الموت في سبيل أمر عظيم، فطعمه في الأمر العظيم والأمر الحقير سواء.
فَعُدْ بها لا عدمتُها أبداً ... خيرُ صِلاتِ الكريمِ أعْوَدُها
عد إلى كرمك يا صديقي، فالكريم من يعود.
فَعِشْ فريداً ولا تَركنْ إلى أحدٍ ... إِني نصحتُك فيما قد جرى وكفى
عش وحيداً ولا تأمن أحداً، تلك هي نصيحتي لك.
فقدْ يُظَنُّ شجاعاً مَنْ بهِ خرَقٌ ... وقد يُظَنُّ جباناً مَنْ بهِ زَمَعُ
قد يظن الأخرق شجاعاً وقد يظن المتأني جباناً
فقرُ الجهولِ بلا عقلٍ إلى أدبٍ ... فقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رسنِ
لا حاجة للجاهل إلى الأدب كما لا يحتاج الحمار الذي قطع رأسه إلى رسن.
فقلْ لِمُرَجّى معالي الأمورِ ... بغيرِ اجتهادٍ طلبتَ المُحالا
من طلب المجد بغير كد طلب المستحيل.
فكثيرٌ من الشّجاعِ التَوقّي ... وكثيرٌ من البليغِ السّلامُ
الشجاع تظهر شجاعته في حذره، والبليغ تظهر فصاحته في سلامه.
فلا تنَلْكَ الليالي إِنّ أيديَها ... إذا ضَربْنَ كسَرنَ النبع بالغرَبِ
أرجو أن يصونك الدهر فإنه إذا أراد ضرر إنسان عظيم أعدّ له إنساناً حقيراً، كما أن القصب الخائر يكسر الخيزران القوي.
فلا قضى حاجتَه طالِبٌ ... فؤادُه يخفِقُ من رُعْبِهِ
لا نال المجدَ إنسانٌ جبان يخفق قلبه هلعاً ورعباً.
فلا مجدَ في الدنيا لمَنْ قلَّ مالَه ... ولا مالَ في الدنيا لمَنْ قلَّ مَجدُهُ
ليس لقليل المال مجد وليس لقليل المجد مال.
فلا يديمُ سرورٌ ما سررتَ بهِ ... ولا يَرُدُّ عليكَ الفائتَ الحَزَنُ
السرور بالشيء لا يبقيه، والحزن على الماضي لا يعيده.
فلا ينفعُ الأسدَ الحياءُ من الطّوى ... ولا تُتّقى حتّى تكون ضَواريا
لا يُشبعُ الأسدَ حياؤها من الجوع كما أن الأسد لا تخيف إن يكن ضواري مفترسات.
فَلمْ أرَ مثلَ العدلِ للمرءِ رافعاً ... ولمْ أرَ مثلَ الظلمِ للمرءِ واضِعا
لا شيء يرفع الإنسان مثل العدل، ولا شيء يخفضه مثل الظلم.
فما الحداثةُ عن حلمٍ بمانعةٍ ... قد يوجدُ الحلمُ في الشبانِ والشِّيبِ
ليس الشباب مانعاً للحلم في الشباب، بل إن الحلم يوجد أحياناً في الشيب والشباب.
فما تُرَجِّي النفوسُ منْ زمَنٍ ... أحمدُ حاليهِ غيرُ مَحْمودِ
ماذا ترجي من زمن أحسن أحواله سيء لا نحمده.
فؤادُ الفتى نصفٌ ونصفٌ لسانهُ ... فلم يبقَ إلا صورةُ اللحمِ والدّمِ
قلب الإنسان نصفه ولسانه نصفه الثاني، فلم يبق منه إلا اللحم والعظم والدم.
فيا عاذلي دَعْني أغالي بِقيمتي ... فقيمةُ كُلِّ الناسِ ما يُحسنونَهُ
قيمة كل امرئ ما يحسن.
في المنى راحةٌ وإِن علَّلَتْنا ... مِنْ هواها ببعضِ ما لا يكونُ
أملنا في الحياة وفي المستقبل يريحنا قليلاً حتى حين يكون وهماً.
في الناسِ ذو حلمٍ يُسفّهُ نفسَه ... كيما يهابَ وجاهلٌ يتَحَلَّمُ
في الناس فريقان: حليم يدعي السفه ليهابه الناس، وسَفيه يدعي الحلم ليحترمه الناس.
في سعةِ الخافقَيْنِ مُضطَربٌ ... وفي بلادٍ من أُختِها بَدَلُ
الأرض واسعة، وكل مكان تنزل فيه عوضٌ عن مكان غادرته.
في طَرْفةِ العين تحولُ الحالُ ... ودونَ آمالِ الفتى آجالُ
تتحول الأحوال في طرفة عين، ولا يحقق الفتى آماله إلا بعد زمن طويل.
في كلِّ شيءٍ عبرةٌ لمنْ عقَلْ ... قد يَسعَدُ المرءُ إذا المَرْءُ اعتدلُ
في كل ما تراه بعينك عبرة لعقلك، والسعادة في الاعتدال.
حرف القاف
قالَ الزمانُ له قولاً فاسمعَهُ ... إن الزمانَ على الإِمساك عَذَّالُ
نصح الزمان البخيل وحثه على عمل المعروف، والزمان يعذل كل بخيل على بخله.
قالتْ عهدتُكَ مَجنوناً فقلتُ لها ... إِنَّ الشبابَ جنون بُرْؤه الكِبَرُ
قالت لي حبيبتي: أنت مجنون، فقلت: نعم أنا مجنون لأني شاب، والشباب جنون لا يشفيه غير الكبر والشيخوخة.
قالتْ لقد بعُدَ المسرى قلتُ لها ... من عالجَ الشوقَ لم يَستبعِد الدارا
قالت لي حبيبتي: لقد زرتني من مكان بعيد، فقلت لها: إن المشتاق يرى البعيد قريباً.
قالوا انفردتَ عن الأوطانِ فقلتُ لهم ... الليثُ منفرِدٌ والسيفُ منفردُ
قالوا لي: إنك غريب وحيد، فقلت لهم: وكذلك الليث يعيش وحيداً، والسيف في غمده وحيد.
قبيحٌ بفَوْدِ الشيخِ تشبيهُ لونهِ ... بفَوْدِ الفتى واللهُ يعلمُ ذالكا
الخضاب عيب لأن الشيخ يريد أن يجعل شعره الأبيض مثل شعر الشاب الأسود.
قدْ زيَّنوا أحسابَهم بسماحِهم ... لا خيرَ في حسَبٍ بغير سماحِ
هؤلاء جماعة لهم شرف قديم فأضافوا إليه عمل الخير والكرم، ولا خير في الشرف إن لم يزينهُ الكرم.
قد صدَقَ القائلُ في الكلامِ ... ليسَ النُّهى بِعِظَمِ العِظامِ
صدق من قال: الرجل بعقله لا بجسمه.
قدْ قضى ما عليهِ من بلَغ الجُه ... دَ وإِن لم يَصِلْ إلى ما أرادا
إن من بذل جهده في سبيل المجد قضى ما عليه من واجب، سواء أوصل إلى غايته أم لم يصل.
قدْ يجمعُ المالَ غيرُ آكلِهِ ... ويأكلُ المالَ غيرُ مَنْ جمَعَهْ
رب جامع للمال لم ينفقه، ورب منفق للمال لم يجمعه.
قد يُحرَمُ الراجي ويُعطى القانِطُ ... ويُبعَدُ الأدنى ويُدْنى الشاحِطُ
رب آمل محروم، وقانط يعطى، وقريب يصبح بعيداً، وبعيد يصبح قريباً.
قد يُحرَمُ المرءُ إذا تعَنّى ... وليسَ للإنسانِ ما تَمَنّى
قد يحرم المرء رغم تعبه وعنائه، وليس كل ما يتمناه المرء يحققه.
قدْ يدركُ الساعي لباريهِ رِضاً ... ورضا البَرِيةِ غايةٌ لا تُدْرَكْ
قد يدرك المرء رضا ربه ولا يدرك رضا الناس، فإن رضا الناس غاية لا تدرك.
قدْ يُدْركُ الشرفَ الفتى ورِداؤهُ ... خَلَقٌ وجَيْبُ قميصِهِ مَرْفوعٌ
قد يدرك الشرف الرجل الفقير، ورداؤه بال وقميصه مُرَقَّع.
قدْ يُدرك المُتأني بعضَ حاجتهِ ... وقدْ يكونُ مع المُستعجلِ الزَّلَلُ
قد يدرك المتأني أمله، وتزل قدم المستعجل.
قدْ يُدركُ المعسرُ في إِعسارِهِ ... ما يبلغُ المُوسِرُ في إِيسارِهِ
قد يعيش المعسر مثل عيشة الموسر.
قدْ يُرزَقُ المَرء بجَدِّ غيرهِ ... ويُدْرِكُ السؤلَ بسعدِ طيْرِهِ
ربما رزق المرء بسعد غيره.
قدْ يُرزقُ المرءُ ولم تتعبْ رواحِلُه ... ويُحْرَمُ المرءُ ذو الأسفارِ والتَّعبِ
قد يرزق المرء وهو مقيم، ويحرم من هو كثير الأسفار في طلب الرزق.
قدْ يصيبُ الفتى المشيرُ ولم يَجْهَدْ ... ويُخطي المُرادَ بَعْدَ اجتهادِ
ربما أصاب المشير عليك برأي دون تعب وربما يتعب في شوراه وهو مخطئ.
قد يلامُ البريءُ من غيرِ ذنبٍ ... وتُغَطّى مِنَ المُسيءِ الذُّنوبُ
ربما عوقب البريء، وترك المذنب.
قد ينفعُ الأدبُ الأحْداثَ في صِغَرٍ ... وليسَ ينفعُ بعدَ الشَّيْبةِ الأدبُ
الصغير ينفعه الأدب، والكبير لا ينفعه.
قصْرُ الفتى في كُلِّ ما رامَه ... أن يبلغَ الغايةَ أو يُعْذَرا
حسب الفتى أن يبذل جهده في سبيل إدراك أمله، سواء أدركه أم لم يدركه.
قضى الله في بعض المكارِه للفتى ... برُشْدٍ وفي بعض الهوى ما يحاذِرُهْ
في بعض المكروه خير، وفي بعض المحبوب شر. وفي القرآن الكريم: عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.
وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم.
قفي تَغْرَمي الأولى منَ اللحظِ مُهجتي ... بثانيةٍ والمتلفُ الشيءَ غارِمُهْ
أيتها المرأة الجميلة. لقد نظرت إليّ نظرة أولى فأتلفت قلبي، فمتعيني بنظرة ثانية أسترد بها قلبي. ومن أتلف شيئاً فغرامته أن يعيده كما كان.
قوارصُ تأتِيني ويَحْتقرونَها ... وقد يَمْلأُ القطرُ الإِناءَ فيُفْعَمُ
يشتمني فلان بالكلمة اللاذعة بعد الكلمة اللاذعة، وأنتم تقولون: لا تبال بهذه الكلمات ولكنها تتجمع حتى ينفجر صبري كما تتجمع القطرة بعد القطرة في الإناء حتى يفيض.
قواصدُ كافورٍ تواركُ غيرِهِ ... ومَن قصدَ البحرَ استقَلَّ السّواقيا
لقد تركت (سيف الدولة) وقصدت (كافوراً) فكنت مثل من يريد البحر الطامي فهو يستصغر السواقي.
قيمةُ كُلِّ امرئٍ تَراهُ ... ما يَقْتَنيهِ مِنَ العُلومِ
قيمة كل امرئ ما يحسن من العلوم.
حرف الكاف
كان الشبابُ خَفيفةً أيامُه ... والشيبُ مَحمَله عَليكَ ثَقيلُ
أعباء الشباب خفيفة، وأعباء الشيخوخة ثقيلة.
كتاركةٍ بيضَها بالعَراءِ ... ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أخرى جَناحاً
ما أجهل النعامة، تترك بيضها في الفلاة دون رعاية وتحتضن بيض غيرها.
كدعواك كُلٌّ يَدعي صحةَ العقلِ ... ومن ذا الذي يَدْري بما فيه من جَهْلِ
كل الناس يدعون أن عقلهم صحيح سليم، بل يدعون أن عقلهم أكبر العقول، كما تدعي أنت أيها المغرور، وليس يعرف الإنسان أنه جاهل.
كذلكَ الأحلامُ غَرّارةٌ ... ورُبما تَصْدقُ أحيانا
قد تخدع الأحلام وقد تصدق.
كفاكَ من عَدوِّكَ المُناصِبِ ... ما فيهِ مِنْ جهلٍ وعُجْبٍ غالبِ
يكفيك من عدون أنه جاهل متكبر.
كفى بالمرءِ عيباً أن تَراهُ ... لهُ وَجْهٌ وليسَ لهُ لِسانُ
عيب المرء أن يكون ذا هيئة حسنة وليس له بيان ولا فصاحة.
كفى حَزَناً أن الجواد مُقَتَّرٌ ... عليهِ ولا معروفَ عندَ بَخيلِ
مما يحزن النفس أن يكون الكريم فقيراً، وأن يكون البخيل مرزوقاً ثم يضنُّ بالمعروف.
كفى زاجراً للمرءِ أيامُ دَهْرِه ... تروحُ لهُ بالواعظاتِ وتَغْتدي
الدهر يزجر الجاهل ويقومه بعظاته له صباحَ مساءَ.
كلٌّ آتٍ لا شَكَّ آتٍ وذو الجه ... لِ مُعَنّىً والغَمُّ والحُزنُ فضْلُ
كل آت آت، فلماذا يتعب الجاهل نفسه، ولماذا يغتم الإنسان ويهتم، وغمه لا يفيد.
كلُّ المصائب قد تمُرّ على الفتى ... فتهونُ حتّى لا تعودَ بِفِكْرِ
كل المصائب التي يلقاها الإنسان تذهب بل أنه ينساها بعد قليل.
كلُّ المصائبِ قد تَمُرّ على الفتى ... فتهونُ غيرَ شَماتَةِ الحُسّادِ
كل المصائب هينة على الإنسان ما عدا شماتة أعدائه وحساده.
كلٌّ إلى أجلٍ والدهرُ ذو دوَلٍ ... والحِرصُ مَخْيبةٌ والرزقُ مقسومٌ
كل شيء له مدة، الدهر متقلب، لا يبقى على حال، وعاقبة الحرص الخيبة، ما دام الرزق مقسوماً.
كلامُ أكثرِ مَنْ تلقى ومنظرُه ... مما يشُقُّ على الأسماعِ والحَدَقِ
أكثر من تلقاهم تجد كلامهم سخيفاً يؤذي أذنك، وتجد منظرهم قبيحاً يؤذي عينك.
كلُّ امرئٍ بمُحالِ الدهرِ مكذوبُ ... وكُلُّ مَنْ غالبَ الأيامَ مغلوبُ
الأيام تكذب على الإنسان بكل ما هو محال، والإنسان مهما غالب الأيام فلا بد أن تغلبه.
كلُّ امرئٍ راجعٌ يوماً لشيمَتِه ... وإن تَخَلَّقَ أخلاقاً إلى حينِ
لا بد للإنسان أن يرجع إلى خلقه الأصلي وطبيعته مهما تصنع وتخلق بغير أخلاقه.
كُلُّ امرئٍ رَهْنٌ بما لدَيْهِ ... وإِنما المرءُ بأصْغريْهِ
كل امرئ رهين بما كسب، والمرء بأصغريه: قلبه ولسانه.
كلُّ امرئٍ متَصرّفٌ بطباعِه ... ليسَ امرؤُ إلاَّ على ما يُطْبَعُ
يتصرف كل إنسان وفق طبيعته وسجاياه.
كُلُّ امرئٍ يا عمرو حاصدُ زرعِه ... والزرعُ شيءٌ لا مُحالةَ يُحْصَدُ
كل امرئ يحصد ما زرع من عمل ولا بد للزرع من الحصاد.
كلُّ امرئٍ يُشْبهه فِعْله ... ويَرْشَحُ الكوزُ بما فيه
فعل المرء مثله وكل إناء ينضح بما فيه.
كُلٌّ تسيرُ به الحياةُ وما لَه ... عِلمٌ على أيِّ المنازلِ يَقْدُمُ
الحياة تسير بالإنسان وهو لا يدري أين يذهب.
كلُّ امرئٍ يلتمسُ الكِفايهْ ... وحِرْصُه ليْسَ لَهُ نِهايهْ
على المرء أن يأخذ ما يكفيه، فالطمع لا نهاية له.
كلُّ حلمٍ أتى بغيرِ اقتدارٍ ... حُجَّةٌ لاجئٌ إليها اللئامُ
اللئيم الجبان لا يجرؤ على معاقبة من أهانه، فيدعي أنه عَفُوٌّ مسامح حليم، ودعواه هذه ستر للؤمه وعجزه وضعفه، لأن العفو عند المقدرة.
كلُّ غادٍ لحاجةٍ يَتمنى ... أنْ يكونَ الغَضنْفرَ الرِّئبالا
كل من طلب حاجة أو مجداً تمنى أن يكون بطلاً أو أسداً قادراً على تحقيق مراده.
كلُّ من في الوجودِ يطلبُ صيداً ... غيْرَ أنَّ الشّباكَ مختلفاتُ
الناس جميعاً يطلبون الصيد، ولكن شباكهم مختلفة، فهذا يصيد بالدين، وهذا يصيد بالعلم، وذاك يصيد بالتجارة، وذلك يصيد بالنفاق ... الخ ...
كُلُّ مَقامٍ ولَهُ مَقالُ ... وكُلُّ وقتٍ وَلَهُ رِجالُ
لكل مقام مقال، ولكل زمانٌ دولةلٌ رجال.
كلُّ مَنْ يَدّعي بما ليسَ فيه ... كذَّبَتْهُ شَواهدُ الامتحانِ
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
كُلُّنا يُكثِرُ المَذَمَّةَ للدن ... يا وكُلٌّ بِحِبِّها مَفْتونُ
كل الناس يذمون الدنيا، وكلهم حريصون عليها.
كُلُّهمُو أرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهِ اللَّيلَة بالبارِحهْ
الناس مثل الثعالب، بل أشد منها مكراً، وليس ذلك في هذا الزمان وحده، بل في كل زمان، فما أشبه الليلة بالبارحة.
كُلُّ يدورُ على البقاءِ مُجاهداً ... وعلى الفناءِ تُديرُه الأيَّامُ
يدور الإنسان طالباً بقاءه، وتدور الأيام طالبة فناءه.
كم أكلةٍ قرَّبتْ للهُلْك صاحبَها ... كحبَّةِ القمحِ دقَّتْ عنْقَ عصفورِ
رب أكلة أهلكت صاحبها، مثل حبة القمح في الفخ تدق عنق العصفور.
كم تائهٍ بولايةٍ ... وبعَزلِه يغدو البَريدُ
رب رجل يتكبر لأنه أصبح والياً، والبريد في الطريق يحمل الأمر بعزله.
كم تخدَعُ النفسَ وكم تغُرُّها ... وبالأماني والرّجا تَسُرُّها
الإنسان يخدع نفسه ويسرها بالأحلام والآمال.
كم زادَ في ذنبِ جَهولٍ عذْرُه ... دَعْ عنكَ ما يعمى عليكَ أمرُهُ
الجاهل إذا اعتذر كان عذره أقبح من ذنبه. ودع عنك ما لا تعرف إلى ما تعرف.
كم عاقلٍ عاقلٍ أعْيَتْ مذاهبُهُ ... وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مَرْزوقا
رب عاقل محروم وجاهل مرزوق.
كم فرحةٍ قَدْ أقْبَلَتْ ... مِنْ حيثُ تُنتظَرُ المصائبْ
ربما انتظر الإنسان المصيبة فجاءه الفرج والفرح.
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِهِ ... كانتْ تهابُ لقاءَهُ الشجعانُ
كم رجل جريء يخاف الشجعان لقاءه. فتكلم كلمة في غير موضعها فكانت سبب هلاكه وأصبح قتيل لسانه.
كم قابسٍ عادَ بغيرِ نارِ ... لا بُدّ للمُسْرعِ من عِثارِ
رب من عَجِلَ ليقبِسَ ناراً يوقد فيها حطبه فعثر، وهو مسرع، فأضاع القبس، وبقي دون نار.
كم قدْ صَدَعْ ... خَطْبٌ وقَعْ
كم قَدْ فضَحْ ... طرْفٌ طَمَح
رب خطب وقع فشق قلب الإنسان وكم نظرة فضحت صاحبها.
كم مرةٍ حَفَّتْ بِكَ المَكارِهُ ... خارَ لَكَ اللهُ وأنْتَ كارِهُ
قد يقع المرء في المصاعب ثم ينقذه الله منها ويمهد له الخير وهو كاره.
كم مِنْ حمارٍ على جوادِ ... ومِنْ جَوادٍ على حِمارِ
رب جاهل ركب جواداً، وهو مثل الحمار، ورب كريم ركب حماراً، والأرزاق حظوظ.
كم منزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى ... وحَنينُه أبداً لأوَّلِ منْزِلِ
الإنسان يتنقل في البلاد، ويألف بيتاً هنا، وبيتاً هناك، ولكنه يظل يحن دائماً إلى بيته الأول بيت أهله وأبيه وأمه.
كم مِنْ عَزيزٍ قد رأيتُ ذَلاًّ ... وكَمْ سُرورٍ مُقْبِلٍ تَولَّى
قد يذل العزيز، ويحزن المسرور.
كم من عليلٍ قد تَخطَّاهُ الرَّدى ... فنجا وماتَ طبيبُه والعُوَّدُ
رب مريض أصابه الشفاء، ومات الطبيب الذي كان يداويه، والعواد الذين كانوا يزورونه.
كم نعمةٍ زالتْ بأدنى زَلَّةٍ ... ولكلِّ شيءٍ في تقَلُّبِه سبَبْ
رب نعمة زالت عن صاحبها بخطأ منه يسير، ولكل تقلبٍ وتطورٍ سبب.
كمْ نعمةٍ لا تستَقِلُّ بشُكرِها ... للهِ في طَيِّ المَكارِهْ كامِنَهْ
رب نعمة في طي نقمة، ورب محبوب في طي مكروه.
كَمْ نعمةٍ مَطُوِيَّةٍ ... ما بين أنيابِ النَّوائبْ
رب نعمة تطويها براثن المصائب.
كَمْ نعيمٍ نَعِمْتُهُ ... غَيرَ أنّي عَدِمْتُهُ
كم ذقت ألوان النعيم والرفاهية، ثم ذهبت كالسراب.
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها ... فَصُنتُها عن رخيصِ القدْرِ مُبتذَلِ
معرفتي بقيمة نفسي جعلتها غالية عندي، ولذلك فأنا أصونها عن الرخص والابتذال.
غاضَ الوفاءُ فما تلقاهُ في عِدَةٍ ... وأعوزَ الصّدق في الأخبارِ والقَسمِ
لقد ذهب الوفاء حتى بالوعود، وذهب الصدق حتى في القسم.
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدْرُ وانفرجَتْ ... مسافَةُ الخُلْفِ بينَ القولِ والعملِ
ذهب الوفاء وزاد الغدر واتسعت الفجوة بين أقوال الناس وأفعالهم.
غايظْ صديقَكَ تَكشِفْ عن ضمائرِهِ ... وتكشِفِ السَّترَ عن محجوبِ أسرارِ
إذا أردت أن تعرف حقيقة صديقكَ فأَثِرْ غضبه يتكشف ضميره.
غداً تُوفّى النفوسُ ما كسَبَتْ ... ويَحْصُدُ الزارعونَ ما زَرَعُوا
غداً تجازى النفوس بما فعلت، وغداً يحصد الزارع ما زرع من خير أو شر.
غدْرُ الزمانِ وغدرُ أهليهِ مَعاً ... قد جُرِّبا مِنْ سالفِ الأزمانِ
ليس غدر الزمان والناس جديداً وإنما هو قديم منذ وجد الإنسان والزمان.
غَدرتَ بأمرٍ كنتَ أنت دعوتنا ... إليه ورأس الشيمةِ الغدرُ بالعَهدِ
أنت الذي دعوتنا إلى عمل من الأعمال ثم غدرت بنا، وما أقبح الغدر.
غُرَّتْ بترجيمِ الظّنونِ فأخطأتْ ... والظَنُّ يُخْطِئُ تارةً ويُصيبُ
لقد ظننت ظناً خدعني، والظن يخطئ ويصيب.
غضبُ الكريمِ وإنْ تأجج نارهُ ... كدُخانِ عودٍ ليسَ فيه سَوادُ
إذا غضب الكريم حافظ على كرامته وكرامته مثل عود الندِّ إذا أحرق نشر طيبه ولم ينشر سواده.
غفْلةُ المرءِ عن دَواعي المعالي ... مِنْ دواعي تَخَلُّفِ الآمالِ
إذا تخلف الرجل عن العمل تخلف عن الأمل.
غُلُفٌ تَمْنوا في البيوت أمانِيا ... وجميعُ أعمارِ اللئامِ أماني
جلس هؤلاء الناس في بيوتهم وجعلوا يتمنون الأماني، فلم يدركوا إلا الأحلام.
غَنِيُّ النفسِ ما عمرَتْ غَنيُّ ... وفَقْرُ النفسِ ما عُمَرَتْ شَقاءُ
غنى النفس هو الشرف وفقر النفس هو الشقاء.
غِنى النفسِ ما يكفيكَ من سدّ حاجةٍ ... فإِنْ زاد شيئاً عادَ ذاكَ الغنى فقْراً
الغنى ما سد حاجتك الضرورية، وكل ما زاد عليها فهو الفقر.
غَنيّ بلا مالٍ عنِ الناسِ كلِّهِمْ ... وليسَ الغنى إِلا عَنِ الشيءِ لا بهِ
أنا أستغني عن الناس باستغنائي عن حاجاتي، والغنى الحقيقي عن الشيء لا بالشيء.
غَيَرَ اختيارٍ قبلتُ بِرّكِ بي ... والجوعُ يُرضي الأسودَ بالجَيفِ
لقد قبلت إحسانك مضطراً، والأسد يأكل الجيف إذا جاع.
غيرَ أنَّ الفتى يُلاقي المنايا ... كالحاتِ ولا يُلاقي الهَوانا
إن الرجل الشريف يلقى الموت الأسود، ولا يقبل بالذل والهوان.
غيرَ مُجدٍ على الفتى طلبُ المَج ... دِ إذا لَمْ يكنْ لهُ تَوفيقُ
ما جدوى العمل إذا لم يصاحبه التوفيق والنجاح؟
غيرُ مُجْدٍ في ملتي واعتقادي ... نَوْحُ باكٍ ولا ترَنُّمُ شَادي
نواح الباكين في المآتم، وغناء الفرحين في الأفراح سيان، لا هذا ولا ذاك مما يجدي ويفيد.
غيري تُلَفِّتُه تلك الخيالاتُ ... فهلْ لخطِّكَ فَوْقَ الماءِ إِثباتُ
غيري يغتر بالأوهام وهل يثبت الخط على الماء؟
حرف الفاء
فأتْمِمْ ما بدأتَ بهِ وأنعِمْ ... فما المعروفُ إِلا بالتَّمامِ
أتمّ معروفك، فالمعروف بتمامه.
فأحسنُ وجهٍ في الورى وجهُ محسنٍ ... وأيمنُ كَفٍّ في الورى كفُّ مُنعِمِ
أحلى الوجوه وجه المحسن، وخير الأيدي يد المنعم.
فالهمُّ فضلٌ وطولُ العيشِ منقطعٌ ... والرزقُ آتٍ وروحُ الله مُنْتظَرُ
إذا زاد همك تستطيع أن تستغني عنه ومهما طال عمرك فسوف ينقطع، ورزقك يأتيك، ورحمة الله تنتظرك.
فإنَّ الجرحَ ينغرُ بعد حِينٍ ... إذا كانَ البناءُ على فسادِ
إذا لم يضمد الجرح ضماداً صحيحاً، نكأ وسال دمه وقيحه.
فإن تَفُقِ الأنامَ وأنتَ منهمْ ... فإنَّ المسكَ بعضُ دَمِ الغزالِ
أنت خير من الناس وإن كنت منهم، كما أن المسك أطيب رائحة من دم الغزال وهو منه.
فإن دموعَ العينِ غُدْرٌ بربِّها ... إذا كُنَّ خَلْف الغادرينَ جَوارِيا
إذا جرت الدموع حزناً على فراق غادر فهي غادرة بصاحبها.
فإنَّ قليلَ الحُبِ بالعقلِ صالحٌ ... وإنَّ كثيرَ الحُبِّ بالجهلِ فاسِدُ
قليل الحب مع العقل جيد، وكثير الحب مع الجهل فاسد.
فإن يكُ إنسانٌ مضى لسبيلهِ ... فإِنَّ المنايا غايةُ الحَيَوانِ
إذا كان هذا الرجل قد مات، فالموت غاية كل حيّ.
فإِن يكُ صَدرُ هذا اليومِ ولَّى ... فإنَّ غداً لناظره قَريبُ
إذا مضى اليوم فالغد قريب.
فبُحْ بالسرائرِ في أهلِها ... وإِياكَ في غَيْرهم أنْ تَبوحا
أفْشِ سرك لمن يستحقه ولا تبح به لمن لا يستحق.
فَتىً زانَ في عينَيَّ أقصى قبيلةٍ ... وكم سَيّدٍ في حُلَّة لا يَزينُها
هذا الرجل زين الناس جميعاً بأخلاقه وأفعاله وبعض الناس لا يزينون حتى الثوب الذي يلبسونه.
فتىً يشتري حُسْنَ الثناءِ بمالِه ... ويعلمُ أنَّ الدائراتِ تَدورُ
هذا الفتى يشتري الثناء بأفعال الخير ويعلم أن الدنيا لا تبقى على حال.
فربَّ كئيبٍ ليسَ تندى جفونهُ ... ورُبَّ كثيرِ الدمعِ غيرُ كئيبِ
كم من حزين لا تجري دموعه، وكم رجل تجري دموعه غزيرة وهو غير حزين.
فصبراً يا بني الأحرارِ صَبْراً ... فإِنَّ الدهرَ ذو سَعةٍ وضِيقِ
اصبروا على زمانكم أيها الأحرار، فالزمان يشتد حيناً ويلين حيناً.
فصرتُ كالسيفِ حامداً يدَهُ ... ما يَحمدُ السيفُ كلَّ مَن حمَلَهْ
أنت ممن يحمد السيف يده، وليس تحمد السيف كل الأيدي التي تحملها.
فضلُ الفتى يُغْري الحسودَ بسَبّه ... والعُودُ لولا طيبُه ما أُحْرِقا
فضل الشريف يغري حاسده به، ورائحة العود تغري بإحراقه.
فطَعْمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ ... كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ
اطلب الموت في سبيل أمر عظيم، فطعمه في الأمر العظيم والأمر الحقير سواء.
فَعُدْ بها لا عدمتُها أبداً ... خيرُ صِلاتِ الكريمِ أعْوَدُها
عد إلى كرمك يا صديقي، فالكريم من يعود.
فَعِشْ فريداً ولا تَركنْ إلى أحدٍ ... إِني نصحتُك فيما قد جرى وكفى
عش وحيداً ولا تأمن أحداً، تلك هي نصيحتي لك.
فقدْ يُظَنُّ شجاعاً مَنْ بهِ خرَقٌ ... وقد يُظَنُّ جباناً مَنْ بهِ زَمَعُ
قد يظن الأخرق شجاعاً وقد يظن المتأني جباناً
فقرُ الجهولِ بلا عقلٍ إلى أدبٍ ... فقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رسنِ
لا حاجة للجاهل إلى الأدب كما لا يحتاج الحمار الذي قطع رأسه إلى رسن.
فقلْ لِمُرَجّى معالي الأمورِ ... بغيرِ اجتهادٍ طلبتَ المُحالا
من طلب المجد بغير كد طلب المستحيل.
فكثيرٌ من الشّجاعِ التَوقّي ... وكثيرٌ من البليغِ السّلامُ
الشجاع تظهر شجاعته في حذره، والبليغ تظهر فصاحته في سلامه.
فلا تنَلْكَ الليالي إِنّ أيديَها ... إذا ضَربْنَ كسَرنَ النبع بالغرَبِ
أرجو أن يصونك الدهر فإنه إذا أراد ضرر إنسان عظيم أعدّ له إنساناً حقيراً، كما أن القصب الخائر يكسر الخيزران القوي.
فلا قضى حاجتَه طالِبٌ ... فؤادُه يخفِقُ من رُعْبِهِ
لا نال المجدَ إنسانٌ جبان يخفق قلبه هلعاً ورعباً.
فلا مجدَ في الدنيا لمَنْ قلَّ مالَه ... ولا مالَ في الدنيا لمَنْ قلَّ مَجدُهُ
ليس لقليل المال مجد وليس لقليل المجد مال.
فلا يديمُ سرورٌ ما سررتَ بهِ ... ولا يَرُدُّ عليكَ الفائتَ الحَزَنُ
السرور بالشيء لا يبقيه، والحزن على الماضي لا يعيده.
فلا ينفعُ الأسدَ الحياءُ من الطّوى ... ولا تُتّقى حتّى تكون ضَواريا
لا يُشبعُ الأسدَ حياؤها من الجوع كما أن الأسد لا تخيف إن يكن ضواري مفترسات.
فَلمْ أرَ مثلَ العدلِ للمرءِ رافعاً ... ولمْ أرَ مثلَ الظلمِ للمرءِ واضِعا
لا شيء يرفع الإنسان مثل العدل، ولا شيء يخفضه مثل الظلم.
فما الحداثةُ عن حلمٍ بمانعةٍ ... قد يوجدُ الحلمُ في الشبانِ والشِّيبِ
ليس الشباب مانعاً للحلم في الشباب، بل إن الحلم يوجد أحياناً في الشيب والشباب.
فما تُرَجِّي النفوسُ منْ زمَنٍ ... أحمدُ حاليهِ غيرُ مَحْمودِ
ماذا ترجي من زمن أحسن أحواله سيء لا نحمده.
فؤادُ الفتى نصفٌ ونصفٌ لسانهُ ... فلم يبقَ إلا صورةُ اللحمِ والدّمِ
قلب الإنسان نصفه ولسانه نصفه الثاني، فلم يبق منه إلا اللحم والعظم والدم.
فيا عاذلي دَعْني أغالي بِقيمتي ... فقيمةُ كُلِّ الناسِ ما يُحسنونَهُ
قيمة كل امرئ ما يحسن.
في المنى راحةٌ وإِن علَّلَتْنا ... مِنْ هواها ببعضِ ما لا يكونُ
أملنا في الحياة وفي المستقبل يريحنا قليلاً حتى حين يكون وهماً.
في الناسِ ذو حلمٍ يُسفّهُ نفسَه ... كيما يهابَ وجاهلٌ يتَحَلَّمُ
في الناس فريقان: حليم يدعي السفه ليهابه الناس، وسَفيه يدعي الحلم ليحترمه الناس.
في سعةِ الخافقَيْنِ مُضطَربٌ ... وفي بلادٍ من أُختِها بَدَلُ
الأرض واسعة، وكل مكان تنزل فيه عوضٌ عن مكان غادرته.
في طَرْفةِ العين تحولُ الحالُ ... ودونَ آمالِ الفتى آجالُ
تتحول الأحوال في طرفة عين، ولا يحقق الفتى آماله إلا بعد زمن طويل.
في كلِّ شيءٍ عبرةٌ لمنْ عقَلْ ... قد يَسعَدُ المرءُ إذا المَرْءُ اعتدلُ
في كل ما تراه بعينك عبرة لعقلك، والسعادة في الاعتدال.
حرف القاف
قالَ الزمانُ له قولاً فاسمعَهُ ... إن الزمانَ على الإِمساك عَذَّالُ
نصح الزمان البخيل وحثه على عمل المعروف، والزمان يعذل كل بخيل على بخله.
قالتْ عهدتُكَ مَجنوناً فقلتُ لها ... إِنَّ الشبابَ جنون بُرْؤه الكِبَرُ
قالت لي حبيبتي: أنت مجنون، فقلت: نعم أنا مجنون لأني شاب، والشباب جنون لا يشفيه غير الكبر والشيخوخة.
قالتْ لقد بعُدَ المسرى قلتُ لها ... من عالجَ الشوقَ لم يَستبعِد الدارا
قالت لي حبيبتي: لقد زرتني من مكان بعيد، فقلت لها: إن المشتاق يرى البعيد قريباً.
قالوا انفردتَ عن الأوطانِ فقلتُ لهم ... الليثُ منفرِدٌ والسيفُ منفردُ
قالوا لي: إنك غريب وحيد، فقلت لهم: وكذلك الليث يعيش وحيداً، والسيف في غمده وحيد.
قبيحٌ بفَوْدِ الشيخِ تشبيهُ لونهِ ... بفَوْدِ الفتى واللهُ يعلمُ ذالكا
الخضاب عيب لأن الشيخ يريد أن يجعل شعره الأبيض مثل شعر الشاب الأسود.
قدْ زيَّنوا أحسابَهم بسماحِهم ... لا خيرَ في حسَبٍ بغير سماحِ
هؤلاء جماعة لهم شرف قديم فأضافوا إليه عمل الخير والكرم، ولا خير في الشرف إن لم يزينهُ الكرم.
قد صدَقَ القائلُ في الكلامِ ... ليسَ النُّهى بِعِظَمِ العِظامِ
صدق من قال: الرجل بعقله لا بجسمه.
قدْ قضى ما عليهِ من بلَغ الجُه ... دَ وإِن لم يَصِلْ إلى ما أرادا
إن من بذل جهده في سبيل المجد قضى ما عليه من واجب، سواء أوصل إلى غايته أم لم يصل.
قدْ يجمعُ المالَ غيرُ آكلِهِ ... ويأكلُ المالَ غيرُ مَنْ جمَعَهْ
رب جامع للمال لم ينفقه، ورب منفق للمال لم يجمعه.
قد يُحرَمُ الراجي ويُعطى القانِطُ ... ويُبعَدُ الأدنى ويُدْنى الشاحِطُ
رب آمل محروم، وقانط يعطى، وقريب يصبح بعيداً، وبعيد يصبح قريباً.
قد يُحرَمُ المرءُ إذا تعَنّى ... وليسَ للإنسانِ ما تَمَنّى
قد يحرم المرء رغم تعبه وعنائه، وليس كل ما يتمناه المرء يحققه.
قدْ يدركُ الساعي لباريهِ رِضاً ... ورضا البَرِيةِ غايةٌ لا تُدْرَكْ
قد يدرك المرء رضا ربه ولا يدرك رضا الناس، فإن رضا الناس غاية لا تدرك.
قدْ يُدْركُ الشرفَ الفتى ورِداؤهُ ... خَلَقٌ وجَيْبُ قميصِهِ مَرْفوعٌ
قد يدرك الشرف الرجل الفقير، ورداؤه بال وقميصه مُرَقَّع.
قدْ يُدرك المُتأني بعضَ حاجتهِ ... وقدْ يكونُ مع المُستعجلِ الزَّلَلُ
قد يدرك المتأني أمله، وتزل قدم المستعجل.
قدْ يُدركُ المعسرُ في إِعسارِهِ ... ما يبلغُ المُوسِرُ في إِيسارِهِ
قد يعيش المعسر مثل عيشة الموسر.
قدْ يُرزَقُ المَرء بجَدِّ غيرهِ ... ويُدْرِكُ السؤلَ بسعدِ طيْرِهِ
ربما رزق المرء بسعد غيره.
قدْ يُرزقُ المرءُ ولم تتعبْ رواحِلُه ... ويُحْرَمُ المرءُ ذو الأسفارِ والتَّعبِ
قد يرزق المرء وهو مقيم، ويحرم من هو كثير الأسفار في طلب الرزق.
قدْ يصيبُ الفتى المشيرُ ولم يَجْهَدْ ... ويُخطي المُرادَ بَعْدَ اجتهادِ
ربما أصاب المشير عليك برأي دون تعب وربما يتعب في شوراه وهو مخطئ.
قد يلامُ البريءُ من غيرِ ذنبٍ ... وتُغَطّى مِنَ المُسيءِ الذُّنوبُ
ربما عوقب البريء، وترك المذنب.
قد ينفعُ الأدبُ الأحْداثَ في صِغَرٍ ... وليسَ ينفعُ بعدَ الشَّيْبةِ الأدبُ
الصغير ينفعه الأدب، والكبير لا ينفعه.
قصْرُ الفتى في كُلِّ ما رامَه ... أن يبلغَ الغايةَ أو يُعْذَرا
حسب الفتى أن يبذل جهده في سبيل إدراك أمله، سواء أدركه أم لم يدركه.
قضى الله في بعض المكارِه للفتى ... برُشْدٍ وفي بعض الهوى ما يحاذِرُهْ
في بعض المكروه خير، وفي بعض المحبوب شر. وفي القرآن الكريم: عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.
وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌّ لكم.
قفي تَغْرَمي الأولى منَ اللحظِ مُهجتي ... بثانيةٍ والمتلفُ الشيءَ غارِمُهْ
أيتها المرأة الجميلة. لقد نظرت إليّ نظرة أولى فأتلفت قلبي، فمتعيني بنظرة ثانية أسترد بها قلبي. ومن أتلف شيئاً فغرامته أن يعيده كما كان.
قوارصُ تأتِيني ويَحْتقرونَها ... وقد يَمْلأُ القطرُ الإِناءَ فيُفْعَمُ
يشتمني فلان بالكلمة اللاذعة بعد الكلمة اللاذعة، وأنتم تقولون: لا تبال بهذه الكلمات ولكنها تتجمع حتى ينفجر صبري كما تتجمع القطرة بعد القطرة في الإناء حتى يفيض.
قواصدُ كافورٍ تواركُ غيرِهِ ... ومَن قصدَ البحرَ استقَلَّ السّواقيا
لقد تركت (سيف الدولة) وقصدت (كافوراً) فكنت مثل من يريد البحر الطامي فهو يستصغر السواقي.
قيمةُ كُلِّ امرئٍ تَراهُ ... ما يَقْتَنيهِ مِنَ العُلومِ
قيمة كل امرئ ما يحسن من العلوم.
حرف الكاف
كان الشبابُ خَفيفةً أيامُه ... والشيبُ مَحمَله عَليكَ ثَقيلُ
أعباء الشباب خفيفة، وأعباء الشيخوخة ثقيلة.
كتاركةٍ بيضَها بالعَراءِ ... ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أخرى جَناحاً
ما أجهل النعامة، تترك بيضها في الفلاة دون رعاية وتحتضن بيض غيرها.
كدعواك كُلٌّ يَدعي صحةَ العقلِ ... ومن ذا الذي يَدْري بما فيه من جَهْلِ
كل الناس يدعون أن عقلهم صحيح سليم، بل يدعون أن عقلهم أكبر العقول، كما تدعي أنت أيها المغرور، وليس يعرف الإنسان أنه جاهل.
كذلكَ الأحلامُ غَرّارةٌ ... ورُبما تَصْدقُ أحيانا
قد تخدع الأحلام وقد تصدق.
كفاكَ من عَدوِّكَ المُناصِبِ ... ما فيهِ مِنْ جهلٍ وعُجْبٍ غالبِ
يكفيك من عدون أنه جاهل متكبر.
كفى بالمرءِ عيباً أن تَراهُ ... لهُ وَجْهٌ وليسَ لهُ لِسانُ
عيب المرء أن يكون ذا هيئة حسنة وليس له بيان ولا فصاحة.
كفى حَزَناً أن الجواد مُقَتَّرٌ ... عليهِ ولا معروفَ عندَ بَخيلِ
مما يحزن النفس أن يكون الكريم فقيراً، وأن يكون البخيل مرزوقاً ثم يضنُّ بالمعروف.
كفى زاجراً للمرءِ أيامُ دَهْرِه ... تروحُ لهُ بالواعظاتِ وتَغْتدي
الدهر يزجر الجاهل ويقومه بعظاته له صباحَ مساءَ.
كلٌّ آتٍ لا شَكَّ آتٍ وذو الجه ... لِ مُعَنّىً والغَمُّ والحُزنُ فضْلُ
كل آت آت، فلماذا يتعب الجاهل نفسه، ولماذا يغتم الإنسان ويهتم، وغمه لا يفيد.
كلُّ المصائب قد تمُرّ على الفتى ... فتهونُ حتّى لا تعودَ بِفِكْرِ
كل المصائب التي يلقاها الإنسان تذهب بل أنه ينساها بعد قليل.
كلُّ المصائبِ قد تَمُرّ على الفتى ... فتهونُ غيرَ شَماتَةِ الحُسّادِ
كل المصائب هينة على الإنسان ما عدا شماتة أعدائه وحساده.
كلٌّ إلى أجلٍ والدهرُ ذو دوَلٍ ... والحِرصُ مَخْيبةٌ والرزقُ مقسومٌ
كل شيء له مدة، الدهر متقلب، لا يبقى على حال، وعاقبة الحرص الخيبة، ما دام الرزق مقسوماً.
كلامُ أكثرِ مَنْ تلقى ومنظرُه ... مما يشُقُّ على الأسماعِ والحَدَقِ
أكثر من تلقاهم تجد كلامهم سخيفاً يؤذي أذنك، وتجد منظرهم قبيحاً يؤذي عينك.
كلُّ امرئٍ بمُحالِ الدهرِ مكذوبُ ... وكُلُّ مَنْ غالبَ الأيامَ مغلوبُ
الأيام تكذب على الإنسان بكل ما هو محال، والإنسان مهما غالب الأيام فلا بد أن تغلبه.
كلُّ امرئٍ راجعٌ يوماً لشيمَتِه ... وإن تَخَلَّقَ أخلاقاً إلى حينِ
لا بد للإنسان أن يرجع إلى خلقه الأصلي وطبيعته مهما تصنع وتخلق بغير أخلاقه.
كُلُّ امرئٍ رَهْنٌ بما لدَيْهِ ... وإِنما المرءُ بأصْغريْهِ
كل امرئ رهين بما كسب، والمرء بأصغريه: قلبه ولسانه.
كلُّ امرئٍ متَصرّفٌ بطباعِه ... ليسَ امرؤُ إلاَّ على ما يُطْبَعُ
يتصرف كل إنسان وفق طبيعته وسجاياه.
كُلُّ امرئٍ يا عمرو حاصدُ زرعِه ... والزرعُ شيءٌ لا مُحالةَ يُحْصَدُ
كل امرئ يحصد ما زرع من عمل ولا بد للزرع من الحصاد.
كلُّ امرئٍ يُشْبهه فِعْله ... ويَرْشَحُ الكوزُ بما فيه
فعل المرء مثله وكل إناء ينضح بما فيه.
كُلٌّ تسيرُ به الحياةُ وما لَه ... عِلمٌ على أيِّ المنازلِ يَقْدُمُ
الحياة تسير بالإنسان وهو لا يدري أين يذهب.
كلُّ امرئٍ يلتمسُ الكِفايهْ ... وحِرْصُه ليْسَ لَهُ نِهايهْ
على المرء أن يأخذ ما يكفيه، فالطمع لا نهاية له.
كلُّ حلمٍ أتى بغيرِ اقتدارٍ ... حُجَّةٌ لاجئٌ إليها اللئامُ
اللئيم الجبان لا يجرؤ على معاقبة من أهانه، فيدعي أنه عَفُوٌّ مسامح حليم، ودعواه هذه ستر للؤمه وعجزه وضعفه، لأن العفو عند المقدرة.
كلُّ غادٍ لحاجةٍ يَتمنى ... أنْ يكونَ الغَضنْفرَ الرِّئبالا
كل من طلب حاجة أو مجداً تمنى أن يكون بطلاً أو أسداً قادراً على تحقيق مراده.
كلُّ من في الوجودِ يطلبُ صيداً ... غيْرَ أنَّ الشّباكَ مختلفاتُ
الناس جميعاً يطلبون الصيد، ولكن شباكهم مختلفة، فهذا يصيد بالدين، وهذا يصيد بالعلم، وذاك يصيد بالتجارة، وذلك يصيد بالنفاق ... الخ ...
كُلُّ مَقامٍ ولَهُ مَقالُ ... وكُلُّ وقتٍ وَلَهُ رِجالُ
لكل مقام مقال، ولكل زمانٌ دولةلٌ رجال.
كلُّ مَنْ يَدّعي بما ليسَ فيه ... كذَّبَتْهُ شَواهدُ الامتحانِ
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
كُلُّنا يُكثِرُ المَذَمَّةَ للدن ... يا وكُلٌّ بِحِبِّها مَفْتونُ
كل الناس يذمون الدنيا، وكلهم حريصون عليها.
كُلُّهمُو أرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهِ اللَّيلَة بالبارِحهْ
الناس مثل الثعالب، بل أشد منها مكراً، وليس ذلك في هذا الزمان وحده، بل في كل زمان، فما أشبه الليلة بالبارحة.
كُلُّ يدورُ على البقاءِ مُجاهداً ... وعلى الفناءِ تُديرُه الأيَّامُ
يدور الإنسان طالباً بقاءه، وتدور الأيام طالبة فناءه.
كم أكلةٍ قرَّبتْ للهُلْك صاحبَها ... كحبَّةِ القمحِ دقَّتْ عنْقَ عصفورِ
رب أكلة أهلكت صاحبها، مثل حبة القمح في الفخ تدق عنق العصفور.
كم تائهٍ بولايةٍ ... وبعَزلِه يغدو البَريدُ
رب رجل يتكبر لأنه أصبح والياً، والبريد في الطريق يحمل الأمر بعزله.
كم تخدَعُ النفسَ وكم تغُرُّها ... وبالأماني والرّجا تَسُرُّها
الإنسان يخدع نفسه ويسرها بالأحلام والآمال.
كم زادَ في ذنبِ جَهولٍ عذْرُه ... دَعْ عنكَ ما يعمى عليكَ أمرُهُ
الجاهل إذا اعتذر كان عذره أقبح من ذنبه. ودع عنك ما لا تعرف إلى ما تعرف.
كم عاقلٍ عاقلٍ أعْيَتْ مذاهبُهُ ... وجاهلٍ جاهلٍ تلقاهُ مَرْزوقا
رب عاقل محروم وجاهل مرزوق.
كم فرحةٍ قَدْ أقْبَلَتْ ... مِنْ حيثُ تُنتظَرُ المصائبْ
ربما انتظر الإنسان المصيبة فجاءه الفرج والفرح.
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانِهِ ... كانتْ تهابُ لقاءَهُ الشجعانُ
كم رجل جريء يخاف الشجعان لقاءه. فتكلم كلمة في غير موضعها فكانت سبب هلاكه وأصبح قتيل لسانه.
كم قابسٍ عادَ بغيرِ نارِ ... لا بُدّ للمُسْرعِ من عِثارِ
رب من عَجِلَ ليقبِسَ ناراً يوقد فيها حطبه فعثر، وهو مسرع، فأضاع القبس، وبقي دون نار.
كم قدْ صَدَعْ ... خَطْبٌ وقَعْ
كم قَدْ فضَحْ ... طرْفٌ طَمَح
رب خطب وقع فشق قلب الإنسان وكم نظرة فضحت صاحبها.
كم مرةٍ حَفَّتْ بِكَ المَكارِهُ ... خارَ لَكَ اللهُ وأنْتَ كارِهُ
قد يقع المرء في المصاعب ثم ينقذه الله منها ويمهد له الخير وهو كاره.
كم مِنْ حمارٍ على جوادِ ... ومِنْ جَوادٍ على حِمارِ
رب جاهل ركب جواداً، وهو مثل الحمار، ورب كريم ركب حماراً، والأرزاق حظوظ.
كم منزلٍ في الأرضِ يألفهُ الفتى ... وحَنينُه أبداً لأوَّلِ منْزِلِ
الإنسان يتنقل في البلاد، ويألف بيتاً هنا، وبيتاً هناك، ولكنه يظل يحن دائماً إلى بيته الأول بيت أهله وأبيه وأمه.
كم مِنْ عَزيزٍ قد رأيتُ ذَلاًّ ... وكَمْ سُرورٍ مُقْبِلٍ تَولَّى
قد يذل العزيز، ويحزن المسرور.
كم من عليلٍ قد تَخطَّاهُ الرَّدى ... فنجا وماتَ طبيبُه والعُوَّدُ
رب مريض أصابه الشفاء، ومات الطبيب الذي كان يداويه، والعواد الذين كانوا يزورونه.
كم نعمةٍ زالتْ بأدنى زَلَّةٍ ... ولكلِّ شيءٍ في تقَلُّبِه سبَبْ
رب نعمة زالت عن صاحبها بخطأ منه يسير، ولكل تقلبٍ وتطورٍ سبب.
كمْ نعمةٍ لا تستَقِلُّ بشُكرِها ... للهِ في طَيِّ المَكارِهْ كامِنَهْ
رب نعمة في طي نقمة، ورب محبوب في طي مكروه.
كَمْ نعمةٍ مَطُوِيَّةٍ ... ما بين أنيابِ النَّوائبْ
رب نعمة تطويها براثن المصائب.
كَمْ نعيمٍ نَعِمْتُهُ ... غَيرَ أنّي عَدِمْتُهُ
كم ذقت ألوان النعيم والرفاهية، ثم ذهبت كالسراب.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف اللام
حرف اللام
لبستُ ثوبي على ما كانَ من خلَقٍ ... ولا جديدَ لمَنْ لم يلبَسِ الخَلَقا
لبست ثوبي البالي، ولا جديد لمن ليس له عتيق.
لحَى اللهُ ذي الدنيا مُناخاً لِراكبٍ ... فكلُّ بعيدِ الهَمّ فيها مُعَذّبُ
ما أصعب هذه الحياة على من يعيش فيها، وكل من هِمّة تعذبه وتعاديه.
لحى اللهُ صعلوكاً مناهُ وهَمُّهُ ... من العيشِ أن يلقى لَبوساً ومَطْعَماً
قبّحَ الله الرجل الذي لا يهمه في حياته إلا لباسه وطعامه.
لحى اللهُ منْ باعَ الصديقَ بغيرِه ... وما كلُّ بَيْعٍ بِعْتَهَ بِرَباحِ
قبح الله من يبيع صديقه، وبيع الصديق خسارة.
لسانُ الشُّكرِ تُنطقُهُ العَطايا ... ويَخْرسُ عِندَ مُنقطَعِ النّوالِ
العطايا تُطلق الألسنة بالشكر، والحرمانُ يُخْرِسُها.
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده ... فلم يبقَ إلا صورةُ اللّحْمِ والدّمِ
لسان الإنسان نصفه وقلبه نصفه فلم يبق منه إلا اللحم والعظم والدم.
لَستْرُ الشّمسِ أيْسرُ من كلامٍ ... تُستّرُهُ وقَدْ مَلأَ الفَضاءَ
قد يكون ستر الشمس أهون من ستر الكلمة التي تَشيع وتَنتشر.
لطّفْتُ رأيَكَ في وصْلي وتَكرمتي ... إنّ الكريمَ على العلياء يَحْتالُ
كان رأيك لطيفاً في الإحسان إليّ وفي إكرامي، والكريم يحتال ليصنع المعروف للناس.
لعلّ عتْبكَ محمودٌ عواقبُه ... فرُبّما صَحَّتِ الأجسامُ بالعللِ
قد يكون عتابك نافعاً، والعِلة أحياناً تنفع الجسم.
لَعمرُكَ ما الأيامُ إلا مُعارةً ... فما اسْطَعْتَ من معروفِها فتزَوّدِ
الحياة عارية مُستردّة، فاستكثر من الخير ما استطعت.
لعمرُكَ ما تَدْري الطّوارقُ بالحصى ... ولا زاجراتُ الطيرِ ما الله صانِعُ
لا يعرف الغيب الكهان والسحرة وعلماء النجوم، والنساء اللواتي يضربن بالحصى، ولا الرجال الذين يزجرون الطير.
لعمرُكَ ما ضاقتْ رحابٌ بأهلها ... ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ
البلاد واسعة تتسع لخلق الله، ولكن ما يجعلها ضيّقةً هو شحّ الناس وحرصُهم.
لعمرُكَ ما في الأرضِ ضيقٌ على امرئٍ ... سَرى راغباً أو راهباً وهْوَ يَعْقُل
لا تضيق الأرض بطالب رزق ما دام عاقلاً يسعى إلى أمله.
لعمرُكَ ما مالُ الفتى بذخيرةٍ ... ولكنّ إخوانَ الثّقاتِ الذخائرُ
ليس المال ذخيرة للإنسان، فقد يذهب ويفتقر، ولكن الأصدقاء المخلصين هم الذخائر الحقيقية.
لعمرُكَ ما وُدُّ اللسانِ بنافعٍ ... إذا لم يكن أصلُ المودّةِ في الصدّرِ
لا ينفع ود اللسان، إذا كان القلب خالياً من الود.
لعمرُك ما يَدري المسافرُ هلْ لَه ... نجاحٌ وما يَدري متى هُوَ راجِعُ
لا يعرف المسافر في طلب حاجة هل هو ناجح في تحقيق، ولا يدري متى يعود من سفره.
لعمرُكَ ما يدري امرؤ كيفَ يتّقي ... إذا هُو لمْ يجعلْ له اللهُ واقياً
لا يستطيع المرء أن يحفظ نفسه ويتقي تلقي المصائب إذا لم يحفظه الله.
لَعمري أحاديثُ النفوسِ ظنونُ ... وما عَزّ من شيءٍ فسوفَ يهونُ
الأحلام أوهام، وكل عزيز لا بد أن يذوق الهوان.
لعمري لَقدْ جربتُمو ورأيتُمو ... وقد ينفعُ المرءَ اللبيبَ تجاربْهْ
أيها الناس! قد جربتم الحياة، واللبيب تنفعه التجربة.
لعمريَ لليْأسُ عندَ الأري ... بِ خيرٌ من الطمعِ الكاذبِ
اليأس المريح خير من الطمع الكاذب.
لعنَ اللهُ نخوةً ... صَار من بَعْدِها ضَرَعْ
لعن الله العزة التي تنقلب إلى ذل، والمتكبر الذي ينقلب إلى متضرع.
لُعِنَتْ مقارنةُ اللئيمِ فإنّها ... ضيفٌ يجرُّ من الندامةِ ضيْفنا
صحبة اللئيم مزعجة تجر الندامة، كالضيف الثقيل بأتي معه بضيف أكثر ثقلاً منه.
لقدْ أباحَك غِشاً في مُعاملةٍ ... مَنْ كنتَ منه بغير الصدق تنتَفِعُ
كنت تنتفع بكذب فلان، فالآن بدأ يغشك ويكذب عليك.
لقدْ أجلّكَ من يُرضيك ظاهرُه ... وقد أطاعَكَ من يَعْصيك مُستترِا
إذا أرضاك ظاهر إنسان، فإنه يحترمك، ودع باطن أمره له، وإذا قام بعصيانك في الخفاء، فإنه يطيعك، فلا تكثر البحث عنه.
لقد ترجُو فيعسرُ ما تُرَجّي ... عليكَ وينجعُ الأمرُ العسيرُ
قد يصعب تحقيق الرجاء، وقد يتيسر الأمل الذي كان عسيرا
لكلّ امرئٍ شعبٌ من القلبِ فارغ ... وموضعُ نجوى لا يرامُ إطلاعُها
لكل صديق من أصدقائي مكان في قلبي، لا يحله غيره، ومكان لسره لا يطلع عليه أحد.
لكل امرئٍ في الخيرِ والشرّ عادة ... وكل امرئٍ جارٍ على ما تعوّدا
الخير والشر عادة، ولكل امرئ ما تعود.
لكل داءٍ دواءٌ يُستَطبُ به ... إلا الحماقةَ أعيَتْ من يُداويها
لكل داء دواء إلا الحماقة
لكل ناعٍ ذات يومٍ ناعي ... وإنما السعي بقدْرِ السّاعي
ناعي الموتى لا بد له من يوم ينعى هو فيه، ولكل ساع ما بذل من سعي.
للبكاء النساءُ عندَ الرزايا ... ولحسن العزاءِ فيها الرجالُ
النساء يُحسنّ البكاء عند المصائب، والرجال يحسنون العزاء والتصبر.
للحقّ عاقبةٌ تُرْجى وتُنتظرُ ... وفي الليالي وفي الأيامِ مُعْتَبَرُ
عاقبة الحق مَرْجوة منتظرة، وفي الأيام والليالي عبرة لمن يعتبر.
للهِ أسرارٌ مع التدبير ... يَحارُ فيها بَصَرُ البصيرِ
لله أسرار في تدبيره لخلقه لا يعرفها البصير
للهِ دَرّ الشيّبِ مِنْ واعظٍ ... وناصحٍ لو قُبِلَ الناصِحْ
ما أحسن مواعظ الشيب لو وجدت من يستمع إليها.
لمْ أرَ شيئاً صادقاً نَفْعُهُ ... للمرءِ كالدّرهم والسيفِ
أنفع الأشياء للإنسان اثنان: المال والقوة.
لما تؤذنُ الدنيا به مِنْ صُروفِها ... يكونُ بكاءُ الطّفل ساعةَ يُولد
يولد الطفل، حين يولد، وهو يبكي، لأنه يعرف سلفاً ما سوف يلقى من مصائب الحياة.
لمنْ تطلُبُ الدنيا إذا لم تُرِدْ بها ... سرورَ مُحِبٍّ أو إساءةَ مُجرمِ
لماذا تطلب المال إذا كنت لا تريد أن تسر محبيك وأصدقاءك وأن تسوء منغصيك وأعداءك.
لم يأتِ بالأخبارِ كالخبيرِ ... قد يُخْبِرُ الطرفُ عن الضميرِ
الخبير أعلم الناس بالأخبار، والعين تظهر ما في القلب.
لم يبق شيءٌ من الدنيا تُسَرّ به ... غيرُ الدفاترِ فيها الشعرُ والسّمَرَ
لم يبق لي ما يسرني غير كتبي أقرأ فيها الأشعار والأخبار.
لم يجتمع جمعٌ لغيرِ بَيْنِ ... لفرقةٍ كُلٌُّ اجتماع اثنينِ
كل اثنين مجتمعين لا بد أن يتفرقا.
لَوَ أنّ الأمرَ مُقبِلُه جَلِيّ ... كَمُدْبرِهِ لما عَميَ البصيرُ
لو كنا نعرف عواقب الأمور كما نعرف ما مضى منها لم نخطئ.
لوْ أنّ من قال: نارٌ أحرقَتْ فمه ... لما تَفوّهَ باسمِ النارِ مَخلوقُ
ليس من ينطق بلفظ (نار) يحرق لسانه، وإلا لما تفوه بها أحد.
لوْ فَكّرَ العاشقْ في منتهى ... حُسْنِ الذي يَسْبيهِ لمْ يَسْبِه
لو عرف العاشق كيف يصبح معشوقه في القبر جثة هامدة لما عشقه.
لوْ كان يُمْكنني سفرْتُ عن الصبّا ... فالشيبُ مِن قبلِ الأوانِ تَلَثُّمْ
أنا شاب، وقد عاجلني الشيب، ولكني ما أزال أتمتع بقوة الشباب، والشيب قبل أوانه مثل اللثام الذي يستر وجهك.
لو كان لي أو لغيْري قدْرُ أنملة ... فوقَ التّرابِ لكانَ الأمر مُشْتَركا
لو كان للناس حبة تراب من الأرض التي يسكنونها، ظننت أنهم مشتركون في ملكها، ولكن الناس يذهبون والأرض تبقى، وليست ملكاً لأحد.
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت ... ما كانَ يُعرفُ طَيبُ عَرفِ العودِ
لا تعرف فضيلة المحسود إلا بلسان الحاسد، كما لا تعرف رائحة العود الطيبة إلا بعد إحراق العود.
لولا العقولُ لكانَ أدنى ضيغمٍ ... أدنى إلى شرَفٍ من الإنسانِ
لو كان الشرف للقوة البدنية لا للعقل لكان الأسد أشرف من الإنسان.
لولا المشقّةُ سادَ الناسُ كلُهُمو ... الجُود يُفقرُ والإقدامُ قتّالُ
لولا الجهد والتعب في طلب المجد لأصبح الناس جميعا سادة، ولكن للمجد تكاليف وأعباء فإن الكرم يفقر صاحبه، وإنّ الشجاعة تقتل ربها.
لو نظرَ الناسُ إلى عَيْبِهمْ ... ما عابَ إنسانٌ على الناسِ
لو نظر كل إنسان إلى عيبه لم يعب إنساناً إنسان.
لياليّ بَعْدُ الظاعنينَ شُكولُ ... طِوالٌ وليلُ العاشقينَ طَويلُ
لقد بعد أحبابي عني فأصبحت لياليّ على شكل واحد في طولها وأرقها وعذابها، وليل العاشق طويل.
ليسَ الجمال لوجهٍ صحّ مارِنُه ... أنفُ العزيز بِقَطُع العِزّ يُجتدَعُ
ليس الجمال بجمال الأنوف، فرب عزيز قطع أنفه، أنفةً من الذل والضيم.
ليسَ الحجابُ بمُقصٍ عنكَ لي أملاً ... إنّ السماءَ تُرجى حينَ تَحتجِبُ
لقد حجبت نفسك عني فلم أرك، ولكن أملي لم ينقطع منك والسماء يرجى مطرها وخيرها حين تحجبها الغيوم.
ليسَ الغبيُّ بسيّدٍ في قومه ... لكِنّ سيد قومه المتُغابي
الغبي لا يكون سيداً، ولكن المتغابي عن هفوات أهله وقومه، هو السيد.
ليسَ اللئيم تَزينُه أثْوابهِ ... كالميت ليسَ تَزينُه الأكفانُ
لا تزين اللئيم أثوابه، كما لا تزين الميت أكفانه.
ليسَ بالسِنِّ تُستَحَقُّ المنايا ... كم نجا بازلٌ وعُوجِل بَكْرُ
ليس تقدم الإنسان في سنه هو الذي يميته، فكم عاش العجوز ومات الشاب.
ليسَ بِعلمٍ ما يقي القِمَطْرُ ... ما العلمُ إلا ما وَعاهُ الصّدْرُ
العلم في الصدور لا في السطور القمطر الكتاب والدفتر.
ليسَ على اللهِ بِمُسْتَنْكَرٍ ... أنْ يَجمعَ العالمَ في واحِدِ
رب إنسان واحد كأنه الناس كلهم، في علمه وفضله وكرمه، وليس ذلك على الله بكثير.
ليسَ للحاجاتِ إلا ... مَنْ لهُ وَجْهٌ وقاحُ
لا يدرك حاجاته إلا الوقح الملحاح
ليسَ لمَنْ ليست له حيلة ... إلا عزاءُ النفسِ بالصبّرِ
من لم يستطع تحقيق أمله تعزى عنه بالصبر.
لئنْ كنتُ محتاجاً إلى الحلمٍ إنني ... إلى الجهل في بعضِ الأحايين أحوجُ
أنا محتاج إلى الحلم والعقل في أكثر الأحيان، ولكني أحتاج إلى الجهل والطيش في بعض الأحيان، حسب من أعامل من الناس.
لبستُ ثوبي على ما كانَ من خلَقٍ ... ولا جديدَ لمَنْ لم يلبَسِ الخَلَقا
لبست ثوبي البالي، ولا جديد لمن ليس له عتيق.
لحَى اللهُ ذي الدنيا مُناخاً لِراكبٍ ... فكلُّ بعيدِ الهَمّ فيها مُعَذّبُ
ما أصعب هذه الحياة على من يعيش فيها، وكل من هِمّة تعذبه وتعاديه.
لحى اللهُ صعلوكاً مناهُ وهَمُّهُ ... من العيشِ أن يلقى لَبوساً ومَطْعَماً
قبّحَ الله الرجل الذي لا يهمه في حياته إلا لباسه وطعامه.
لحى اللهُ منْ باعَ الصديقَ بغيرِه ... وما كلُّ بَيْعٍ بِعْتَهَ بِرَباحِ
قبح الله من يبيع صديقه، وبيع الصديق خسارة.
لسانُ الشُّكرِ تُنطقُهُ العَطايا ... ويَخْرسُ عِندَ مُنقطَعِ النّوالِ
العطايا تُطلق الألسنة بالشكر، والحرمانُ يُخْرِسُها.
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده ... فلم يبقَ إلا صورةُ اللّحْمِ والدّمِ
لسان الإنسان نصفه وقلبه نصفه فلم يبق منه إلا اللحم والعظم والدم.
لَستْرُ الشّمسِ أيْسرُ من كلامٍ ... تُستّرُهُ وقَدْ مَلأَ الفَضاءَ
قد يكون ستر الشمس أهون من ستر الكلمة التي تَشيع وتَنتشر.
لطّفْتُ رأيَكَ في وصْلي وتَكرمتي ... إنّ الكريمَ على العلياء يَحْتالُ
كان رأيك لطيفاً في الإحسان إليّ وفي إكرامي، والكريم يحتال ليصنع المعروف للناس.
لعلّ عتْبكَ محمودٌ عواقبُه ... فرُبّما صَحَّتِ الأجسامُ بالعللِ
قد يكون عتابك نافعاً، والعِلة أحياناً تنفع الجسم.
لَعمرُكَ ما الأيامُ إلا مُعارةً ... فما اسْطَعْتَ من معروفِها فتزَوّدِ
الحياة عارية مُستردّة، فاستكثر من الخير ما استطعت.
لعمرُكَ ما تَدْري الطّوارقُ بالحصى ... ولا زاجراتُ الطيرِ ما الله صانِعُ
لا يعرف الغيب الكهان والسحرة وعلماء النجوم، والنساء اللواتي يضربن بالحصى، ولا الرجال الذين يزجرون الطير.
لعمرُكَ ما ضاقتْ رحابٌ بأهلها ... ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تضيقُ
البلاد واسعة تتسع لخلق الله، ولكن ما يجعلها ضيّقةً هو شحّ الناس وحرصُهم.
لعمرُكَ ما في الأرضِ ضيقٌ على امرئٍ ... سَرى راغباً أو راهباً وهْوَ يَعْقُل
لا تضيق الأرض بطالب رزق ما دام عاقلاً يسعى إلى أمله.
لعمرُكَ ما مالُ الفتى بذخيرةٍ ... ولكنّ إخوانَ الثّقاتِ الذخائرُ
ليس المال ذخيرة للإنسان، فقد يذهب ويفتقر، ولكن الأصدقاء المخلصين هم الذخائر الحقيقية.
لعمرُكَ ما وُدُّ اللسانِ بنافعٍ ... إذا لم يكن أصلُ المودّةِ في الصدّرِ
لا ينفع ود اللسان، إذا كان القلب خالياً من الود.
لعمرُك ما يَدري المسافرُ هلْ لَه ... نجاحٌ وما يَدري متى هُوَ راجِعُ
لا يعرف المسافر في طلب حاجة هل هو ناجح في تحقيق، ولا يدري متى يعود من سفره.
لعمرُكَ ما يدري امرؤ كيفَ يتّقي ... إذا هُو لمْ يجعلْ له اللهُ واقياً
لا يستطيع المرء أن يحفظ نفسه ويتقي تلقي المصائب إذا لم يحفظه الله.
لَعمري أحاديثُ النفوسِ ظنونُ ... وما عَزّ من شيءٍ فسوفَ يهونُ
الأحلام أوهام، وكل عزيز لا بد أن يذوق الهوان.
لعمري لَقدْ جربتُمو ورأيتُمو ... وقد ينفعُ المرءَ اللبيبَ تجاربْهْ
أيها الناس! قد جربتم الحياة، واللبيب تنفعه التجربة.
لعمريَ لليْأسُ عندَ الأري ... بِ خيرٌ من الطمعِ الكاذبِ
اليأس المريح خير من الطمع الكاذب.
لعنَ اللهُ نخوةً ... صَار من بَعْدِها ضَرَعْ
لعن الله العزة التي تنقلب إلى ذل، والمتكبر الذي ينقلب إلى متضرع.
لُعِنَتْ مقارنةُ اللئيمِ فإنّها ... ضيفٌ يجرُّ من الندامةِ ضيْفنا
صحبة اللئيم مزعجة تجر الندامة، كالضيف الثقيل بأتي معه بضيف أكثر ثقلاً منه.
لقدْ أباحَك غِشاً في مُعاملةٍ ... مَنْ كنتَ منه بغير الصدق تنتَفِعُ
كنت تنتفع بكذب فلان، فالآن بدأ يغشك ويكذب عليك.
لقدْ أجلّكَ من يُرضيك ظاهرُه ... وقد أطاعَكَ من يَعْصيك مُستترِا
إذا أرضاك ظاهر إنسان، فإنه يحترمك، ودع باطن أمره له، وإذا قام بعصيانك في الخفاء، فإنه يطيعك، فلا تكثر البحث عنه.
لقد ترجُو فيعسرُ ما تُرَجّي ... عليكَ وينجعُ الأمرُ العسيرُ
قد يصعب تحقيق الرجاء، وقد يتيسر الأمل الذي كان عسيرا
لكلّ امرئٍ شعبٌ من القلبِ فارغ ... وموضعُ نجوى لا يرامُ إطلاعُها
لكل صديق من أصدقائي مكان في قلبي، لا يحله غيره، ومكان لسره لا يطلع عليه أحد.
لكل امرئٍ في الخيرِ والشرّ عادة ... وكل امرئٍ جارٍ على ما تعوّدا
الخير والشر عادة، ولكل امرئ ما تعود.
لكل داءٍ دواءٌ يُستَطبُ به ... إلا الحماقةَ أعيَتْ من يُداويها
لكل داء دواء إلا الحماقة
لكل ناعٍ ذات يومٍ ناعي ... وإنما السعي بقدْرِ السّاعي
ناعي الموتى لا بد له من يوم ينعى هو فيه، ولكل ساع ما بذل من سعي.
للبكاء النساءُ عندَ الرزايا ... ولحسن العزاءِ فيها الرجالُ
النساء يُحسنّ البكاء عند المصائب، والرجال يحسنون العزاء والتصبر.
للحقّ عاقبةٌ تُرْجى وتُنتظرُ ... وفي الليالي وفي الأيامِ مُعْتَبَرُ
عاقبة الحق مَرْجوة منتظرة، وفي الأيام والليالي عبرة لمن يعتبر.
للهِ أسرارٌ مع التدبير ... يَحارُ فيها بَصَرُ البصيرِ
لله أسرار في تدبيره لخلقه لا يعرفها البصير
للهِ دَرّ الشيّبِ مِنْ واعظٍ ... وناصحٍ لو قُبِلَ الناصِحْ
ما أحسن مواعظ الشيب لو وجدت من يستمع إليها.
لمْ أرَ شيئاً صادقاً نَفْعُهُ ... للمرءِ كالدّرهم والسيفِ
أنفع الأشياء للإنسان اثنان: المال والقوة.
لما تؤذنُ الدنيا به مِنْ صُروفِها ... يكونُ بكاءُ الطّفل ساعةَ يُولد
يولد الطفل، حين يولد، وهو يبكي، لأنه يعرف سلفاً ما سوف يلقى من مصائب الحياة.
لمنْ تطلُبُ الدنيا إذا لم تُرِدْ بها ... سرورَ مُحِبٍّ أو إساءةَ مُجرمِ
لماذا تطلب المال إذا كنت لا تريد أن تسر محبيك وأصدقاءك وأن تسوء منغصيك وأعداءك.
لم يأتِ بالأخبارِ كالخبيرِ ... قد يُخْبِرُ الطرفُ عن الضميرِ
الخبير أعلم الناس بالأخبار، والعين تظهر ما في القلب.
لم يبق شيءٌ من الدنيا تُسَرّ به ... غيرُ الدفاترِ فيها الشعرُ والسّمَرَ
لم يبق لي ما يسرني غير كتبي أقرأ فيها الأشعار والأخبار.
لم يجتمع جمعٌ لغيرِ بَيْنِ ... لفرقةٍ كُلٌُّ اجتماع اثنينِ
كل اثنين مجتمعين لا بد أن يتفرقا.
لَوَ أنّ الأمرَ مُقبِلُه جَلِيّ ... كَمُدْبرِهِ لما عَميَ البصيرُ
لو كنا نعرف عواقب الأمور كما نعرف ما مضى منها لم نخطئ.
لوْ أنّ من قال: نارٌ أحرقَتْ فمه ... لما تَفوّهَ باسمِ النارِ مَخلوقُ
ليس من ينطق بلفظ (نار) يحرق لسانه، وإلا لما تفوه بها أحد.
لوْ فَكّرَ العاشقْ في منتهى ... حُسْنِ الذي يَسْبيهِ لمْ يَسْبِه
لو عرف العاشق كيف يصبح معشوقه في القبر جثة هامدة لما عشقه.
لوْ كان يُمْكنني سفرْتُ عن الصبّا ... فالشيبُ مِن قبلِ الأوانِ تَلَثُّمْ
أنا شاب، وقد عاجلني الشيب، ولكني ما أزال أتمتع بقوة الشباب، والشيب قبل أوانه مثل اللثام الذي يستر وجهك.
لو كان لي أو لغيْري قدْرُ أنملة ... فوقَ التّرابِ لكانَ الأمر مُشْتَركا
لو كان للناس حبة تراب من الأرض التي يسكنونها، ظننت أنهم مشتركون في ملكها، ولكن الناس يذهبون والأرض تبقى، وليست ملكاً لأحد.
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورت ... ما كانَ يُعرفُ طَيبُ عَرفِ العودِ
لا تعرف فضيلة المحسود إلا بلسان الحاسد، كما لا تعرف رائحة العود الطيبة إلا بعد إحراق العود.
لولا العقولُ لكانَ أدنى ضيغمٍ ... أدنى إلى شرَفٍ من الإنسانِ
لو كان الشرف للقوة البدنية لا للعقل لكان الأسد أشرف من الإنسان.
لولا المشقّةُ سادَ الناسُ كلُهُمو ... الجُود يُفقرُ والإقدامُ قتّالُ
لولا الجهد والتعب في طلب المجد لأصبح الناس جميعا سادة، ولكن للمجد تكاليف وأعباء فإن الكرم يفقر صاحبه، وإنّ الشجاعة تقتل ربها.
لو نظرَ الناسُ إلى عَيْبِهمْ ... ما عابَ إنسانٌ على الناسِ
لو نظر كل إنسان إلى عيبه لم يعب إنساناً إنسان.
لياليّ بَعْدُ الظاعنينَ شُكولُ ... طِوالٌ وليلُ العاشقينَ طَويلُ
لقد بعد أحبابي عني فأصبحت لياليّ على شكل واحد في طولها وأرقها وعذابها، وليل العاشق طويل.
ليسَ الجمال لوجهٍ صحّ مارِنُه ... أنفُ العزيز بِقَطُع العِزّ يُجتدَعُ
ليس الجمال بجمال الأنوف، فرب عزيز قطع أنفه، أنفةً من الذل والضيم.
ليسَ الحجابُ بمُقصٍ عنكَ لي أملاً ... إنّ السماءَ تُرجى حينَ تَحتجِبُ
لقد حجبت نفسك عني فلم أرك، ولكن أملي لم ينقطع منك والسماء يرجى مطرها وخيرها حين تحجبها الغيوم.
ليسَ الغبيُّ بسيّدٍ في قومه ... لكِنّ سيد قومه المتُغابي
الغبي لا يكون سيداً، ولكن المتغابي عن هفوات أهله وقومه، هو السيد.
ليسَ اللئيم تَزينُه أثْوابهِ ... كالميت ليسَ تَزينُه الأكفانُ
لا تزين اللئيم أثوابه، كما لا تزين الميت أكفانه.
ليسَ بالسِنِّ تُستَحَقُّ المنايا ... كم نجا بازلٌ وعُوجِل بَكْرُ
ليس تقدم الإنسان في سنه هو الذي يميته، فكم عاش العجوز ومات الشاب.
ليسَ بِعلمٍ ما يقي القِمَطْرُ ... ما العلمُ إلا ما وَعاهُ الصّدْرُ
العلم في الصدور لا في السطور القمطر الكتاب والدفتر.
ليسَ على اللهِ بِمُسْتَنْكَرٍ ... أنْ يَجمعَ العالمَ في واحِدِ
رب إنسان واحد كأنه الناس كلهم، في علمه وفضله وكرمه، وليس ذلك على الله بكثير.
ليسَ للحاجاتِ إلا ... مَنْ لهُ وَجْهٌ وقاحُ
لا يدرك حاجاته إلا الوقح الملحاح
ليسَ لمَنْ ليست له حيلة ... إلا عزاءُ النفسِ بالصبّرِ
من لم يستطع تحقيق أمله تعزى عنه بالصبر.
لئنْ كنتُ محتاجاً إلى الحلمٍ إنني ... إلى الجهل في بعضِ الأحايين أحوجُ
أنا محتاج إلى الحلم والعقل في أكثر الأحيان، ولكني أحتاج إلى الجهل والطيش في بعض الأحيان، حسب من أعامل من الناس.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف الميم
حرف الميم
ما أحسنَ الدّينَ والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ بالرّجلِ
ما أحسن أن يكون الإنسان جامعاً بين الدين والدنيا وما أقبح أن يجمع بين الكفر والفقر.
ما أحسنَ العفو من القادرِ ... لا سِيّما عن غَيْرِ ذي ناصرِ
ما أحسن القادر الذي يعفو ولا سيما عن الضعيف الذي ليس له من ينصره.
ما أخدعَ الدنيا لِكلّ عاقلِ ... ما أصرعَ الدنيا لِكلّ جاهلِ
الدنيا تخدع العاقل وتهلك الجاهل.
ما أرسلَ الإنسانُ في حاجةٍ ... أمضى ولا أنجعَ مِنْ درهمِ
أحسن رسول يرسله الإنسان لقضاء حاجته، هو الدرهم.
ما أعجب الدهرَ ومِنْ عجائبِهْ ... تَقلُّبُ الإنسان في قوالبه
الدهر عجيب، وأعجب ما فيه تقلب أحواله.
ما أقطعَ الآجالَ للآمالِ ... وأسرعَ الآمالَ في الآجالِ
الموت يقطع الأمل، والأمل يقرب الأجل.
ما الذي عِنْدَهُ تدارُ المنايا ... كالذي عندَهُ تدارُ الشّمولُ
ليس الرئيس الذي يحارب ويدير كؤوس الموت، مثل الرئيس الذي يلهو ويدير كؤوس الخمر.
ما الناسُ إلا مَعَ الدنيا وصاحبها ... فكيفما انقلبتْ يوماً به انقلبُوا
الناس أصدقاء من كانت الدنيا معه فإذا انصرفت عنه، انصرفوا عنه.
ما إن يضرّ العَضْبَ كونُ قرابهِ ... خَلَقاً ولا البازي حقارةُ عُشِّهِ
لا يضر السيف القاطع أن يكون غمده بالياً، ولا يضر النسر القوي أن يكون عشه حقيراً.
ما أولعَ النفسَ بسوءِ الظنّ ... ما أسرعَ النفسَ إلى التَمَنّي
النفس مولعة بسوء الظن بالناس، والنفس سريعة إلى الأماني والأحلام.
ما بالُ عرضِك ترضى أن تدنّسهُ ... وثوبُ جلدِك مغسولٌ مِنَ الدنسِ
لماذا ترضى بدنس شرفك، وثوبك نظيف لا دنس فيه.
ما تنقضي حسرةٌ مني ولا جزَعُ ... إذا ذكرْتُ شباباً ليسَ يرتَجعُ
لا أذكر شبابي الذي ذهب ولن يعود إلا تحسرت عليه.
ما حَكّ جلدَك مثل ظُفْرِكْ ... فتَوَلّ أنتَ جميعَ أمركْ
لا يحك جلدك غير ظفرك، فقم أنت بكل أعمالك.
ماذا لقيتُ من الدّنيا وأعجبُه ... أنّى بما أنا باكٍ مِنه محْسودُ
لم ألق من الدنيا غير الشر، ومع ذلك فالناس يحسدونني على ما أشكو منه.
ما ذاقتِ النفسُ على شهوةٍ ... ألذّ مِنْ وُدّ صديقٍ أمينْ
أطيب اللذات صداقة صديق مخلص.
ما ضَرّني حسَدُ اللئامِ ولم يزَلْ ... ذو الفضلِ يَحْسُدُهُ ذوو التقصيرِ
لا يضرني حسد اللئام لي، فالفاضل دائماً يحسده الناقص.
ما طابَ فرعٌ أصلُه خَبيثُ ... ولا زَكا مَنْ مَجْدهُ حديثُ
لا يطيب الفرع إذا كانت الشجرة خبيثة، وكل حديث الغنى والمجد لا يسمو ولا يرتفع.
ما طابَ فرعٌ لا يطيبُ أصلهُ ... حَمى مؤاخاةَ اللئيمِ فِعْلُهُ
لا يطيب فرع أصله غير طيب، وأنت لا تصادق اللئيم لأنك ترى ما يفعل.
ما طارَ طيرٌ فارتفعْ ... إلا كما طارَ وقعْ
مهما ارتفع الطير فلا بد له من الوقوع ومهما علا الجبل فلا بد أن ينخفض.
ما عُوّضَ الصبرَ امرؤٌ إلا رأى ... ما فاته دونَ الذي قَدْ عُوّضا
إذا كان الإنسان متمتعاً بالصبر وجده عوضاً له عن كل ما فاته تحقيقه.
ما كُلّ قولٍ لهُ جوابٌ ... جَوابُ ما يُكْرَهُ السّكوتُ
قد يبقى الكلام دون جواب، وجواب السخيف السكوت عنه.
ما كُلّ ما يتمنّى المرءُ يدركُه ... تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفن
لا يدرك الإنسان كل ما يتمنى كما أن السفن لا تلائمها الرياح على الدوام.
ما كُلّ من طلبَ المعاليَ نافذاً ... فيها ولا كُلّ الرّجالِ فُحولا
ما كل من طلب المجد ناله، وليس كل الرجال أبطالا
ما كنتُ أوفي شبابي كُنْهَ عزّته ... حتى انقضى فإذا الدنيا لَهُ تَبَعُ
ما كنت أعرف قيمة شبابي حتى فقدته، ففقدت عند فقده كل مسرات الدنيا.
ما للرّجالِ وللتّنَعُّمِ إنّما ... خُلِقوا ليومِ كريهةٍ وكفاحِ
لا يليق بالرجال التمتع بحياة الترف والنعيم، فهم خلقوا للنضال والكفاح.
ما لم يضقْ خُلُقُ الفتى ... فالأرضُ واسعةٌ عليهِ
إذا لم يضق أمل الفتى وصدره، فالدنيا واسعة، والأرض كبيرة.
ما وهبَ اللهُ لامرئٍ هبةً ... أشرفَ مِن عقلهِ ومنْ أدَبه
أحسن هبات الله للإنسان العقل والأدب.
ما يكونُ الأمرُ سهلاً كُلّهُ ... إنما الدنيا سُهولُ وحُزونُ
ليست الحياة كلها سهلة، بل فيها السهل والصعب.
متى تُردِ الشفاءَ لكُلّ غَيْظٍ ... تَكُنْ مما يغيظُكَ في ازديادِ
إذا أردت أن تشفي نفسك من كل من يغيظك ظللت في غيظ دائم.
متى تضع الكرامةَ في لئيمٍ ... فإنك قدْ أسأتَ إلى الكرامه
إذا أكرمت اللئيم أهنت الكرامة.
متى ما تقدْ بالباطلِ الحقّ يأبَهُ ... وإن تقدِ الأطوادَ بالحق تَنْقَدِ
الحق لا ينقاد بالباطل، وتنقاد للحق الجبال.
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرَعٌ ... والشمسُ رأدَ الضحى كالشمس في الطّفلِ
مجدي في شبابي مثل مجدي في شيخوختي، والشمس عند الصباح مثل الشمس عند المساء.
مُحَسّدٌ بخلالٍ فيه فاضلةٍ ... وليسَ تَفترِقُ النعماءُ والحسَدُ
هذا الرجل محسود لأنه فاضل، والفضل مقترن بالحسد.
مِحنُ الزمانِ كثيرةٌ لاتنقضي ... وسرورهُ يأتيكَ كالأعيادِ
مصائب الزمان لا تنتهي، وأفراح الزمان تأتي بين حين وحين كالأعياد.
مدحتك مدحةَ السيف المحلى ... فلما أنْ ضربت بك انثنيتا
مدحتك كما أمدح السيف، ولكنك وياللأسف لم تستحق المديح، فكنت كالسيف لما ضربت به نبا.
مَسَرةُ الدنيا إلى تنغيصِ ... ورُبّما أكدَتْ يدُ الحريصِ
عاقبة السرور الكدر، والحريص ربما أوقعه حرصه.
مطالبُ الخيرِ جميعاً سَهْلهَ ... والخيرُ لا يَطْلُبُ إلا أهلهَ
عمل الخير سهل، وله أهل،
مُلتمس الحمد بأعمال الكذب ... كمخرج الحكمة من قلب خرب
من طلب حمد الناس له بالباطل، مثل من يطلب الحكمة من المجنون.
مَلكٌ تسوسُ له المكارمُ نفسَهُ ... والمجدُ حُسنُ سياسةِ النّفسِ
هذا الملك تقوده نفسه إلى فعل المكرمات، ولا ينال المجد إلا بحسن سياسة النفس.
مَنْ أبرم الأمرَ بلا تدبيرِ ... صَيّرهُ الدّهرُ إلى تَدْميرِ
من طلب أمراً دون تدبير ولا وعي أصابه الدمار.
مَنْ أجابَ الهوى إلى كلّ ما يد ... عو إليه داعيه ضَلّ وتاها
من أجاب هواه ضلّ
منْ أطاق التماس شيءٍ غلاباً ... واغتصاباً لم يلتمسهُ سؤالا
من استطاع أن يحقق أمانيه غضبا وحربا، لم يطلبها سلاما وتوسلا.
مَنِ استنامَ إلى الأشرار نامَ وفي ... قميصه منهمو صلّ وثعبان
من أمن الأشرار كان كمن ينام وفي ثيابه الأفاعي.
مَنِ اشتكى الدهرَ أطالَ الشكوى ... والدهرُ ما ليَسَ عليهِ عدوى
لا فائدة من شكوى الدهر، فليس له من ينصرك عليه.
منَ الحلم أن تستعمل الجهلَ دونَه ... إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم
قد تضطر إلى استعمال الجهل بدل الحلم، إذا كان الحلم يوقعك في الظلم.
منَ القليل يُجْمَعُ الكثيرُ ... ربّ صغيرٍ قَدْرُه كبيرُ
الكثير يأتي من القليل، والصغير له قيمة كبرى.
من الناسِ من يغشى الأباعدَ نفعُه ... وتَشْقى به حتى المماتِ أقارِ بُهْ
من الناس من يشقى به الأقارب ويسعد به الأجانب.
منْ أمِنَ الدهر أتي من مأمَنِهْ ... لا تشتثرْ ذا لبَدٍ مِن مَكمَنِهْ
إذا أمنت الدهر أصابك من موضع أمنك، وإذا كان الليث رابضاً في عرينه، فلا تثره ولا تهييجه.
من جادَ بالمالِ مال الناسُ قاطبةً ... إليه والمالُ للإنسانِ فتّانُ
من جاد بالمال مال إليه الناس، فالمال يفتن الإنسان.
من راقبَ الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتكُ اللهجُ
من راقب الناس لم يحقق آماله، ومن كان فاتكاً مُصرا على مطالبه فاز بالطيبات.
مَن راقبَ الناسَ ماتَ غماً ... وفازَ باللذة الجَسُورُ
من راقب الناس قتله غمه، والجسور يفوز بما يرجوه.
من سألَ الناسَ تجنّبوهُ ... ولمْ يُواسوه وخيَبّوهُ
من سأل الناس ملّوه وتركوه.
من سالمَ الناسَ يسلَمْ من غوائلهمْ ... وعاشَ وهو قرير العينِ جذلان
من سالم الناس سلم.
من شابَ قدْ ماتَ وهوَ حيّ ... يمشي على الأرضِ مشيَ هالكِ
من شاب مات وإن كان حياً
من عفّ خفّ على الصديق لقاؤه ... وأخو الحوائج وجهُه معلولُ
من عف خف على قلوب الأصدقاء، ومن ألح في طلب الحاجات مله الناس.
مَنْ فاتَه وُدّ أخٍ صادقٍ ... فذلكَ المغبونُ حَقّ اليقينْ
من لم يكن له أخ صادق فهو خاسر حقاً
من قاسَ ما لم يَرَه بما رأى ... أراه ما يدنو إليه ما نأى
من قاس ما لا يراه من الأمور بما رآه منها رأى البعيد قريباً، وحكم على المستقبل بالماضي.
من قنعَ استغنى ولاقى حظا ... ولم يخف لائمةً ووعظا
من قنع استغنى عن الناس ولم يلمه أحد.
من كان فوق محلّ الشمس موضعه ... فليس يرفعه شيءٌ ولا يضعُ
من كان شريفاً، مثل الشمس، لم يرفعه أحد ولم يخفضه أحد.
من كانَ للخيرِ منّاعاً فليسَ له ... على الحقيقةِ إخوانٌ وخلاّنُ
من منع خيره لم يجد صديقا.
من كان للعقل سلطانٌ عليه غدا ... وما على نفسه للحرصِ سلطانُ
من حكم عقله لم تسيطر عليه نفسه ولاحرصها.
من كانَ مرعى عزمه وهمومه ... روضَ الأماني لم يزلْ مهزولا
من رعى الأماني الكاذبة عاش هزيلا
من لاحَ في عارضه القتيرُ ... فقدْ أتاهُ بالبلى نذيرُ
من لاح الشيب في عذاره كان نذيراً له بفنائه.
منْ لسعته حيّة مرةً ... تراهُ مذعوراً مِنَ الحَبْلِ
من لدغته الحية خاف من الحبل.
منْ لك بالمحضِ وليس محضُ ... يخبُثُ بعضٌ ويطيبُ بعضُ
أين الإنسان المبرأ من كل عيب؟ إنه لا وجود له، فالإنسان خبيث حينا وطيب حينا.
منْ لكَ يوماً بأخيكَ كُلّهِ ... من لم تجدْهُ هكذا فخَلّهِ
هل تستطيع أن تملك أخاك كله؟ إذا استطعت فتمسّكْ به وإن لم تستطع فاتركه.
منْ لم تُفُدْهُ عِبراً أيامُهُ ... كانَ العمى أولى بهِ من الهُدى
من لم يعتبر بحوادث الزمان كان أعمى.
من لمْ يعظْهُ الدهرُ لم ينفَعْهُ ما ... راحَ به الواعظُ يوماً وغدا
من لم يعظه الدهر لم يعظه الناس.
من لمْ يقفْ عند انتهاء حدّهِ ... تقاصرتْ عنه فسيحاتُ الخطا
من لم يقف عند حده ضاقت به خطاه
من لم يكن عقله يؤدّ بُهُ ... لم يُغنه واعظٌ من الأدبِ
من لم يؤد به عقله لم يؤد به الناس.
من لم يواسِ الناسَ من فضلِه ... عَرضَ للإدبار إقبالهُ
من لم يعن الناس بفضله وماله أدبر حظه منهم بعد الاقبال.
مَنْ لم يؤدبُهُ والداه ... أدّبهُ الليلُ والنهارُ
من لم يؤدبه أبوه وأمه أدبه الدهر بأيامه ولياليه.
من ماتَ فاتَ وفي المقابر يستوي ... تحتَ الترابِ شريفه ووضيعُه
من مات فات، والناس يتساوون في المقابر سواء أكانوا شرفاء أم وضعاء، أغنياء أم فقراء.
من ناطَ بالعُجْبِ عرى أخلاقه ... نيطتْ عُرى المقتِ إلى تلك العُرى
من عجب بأخلاقه مقته الناس
من يحتفرْ حفرةً يوماً سينز لها ... فإن حفرتَ فوَسّع حين تحتفرُ
من حفر حفرة وقع فيها.
مَن يُخبّركَ بشتمٍ عن أخٍ ... فهو الشاتمُ لا مَنْ شتمكْ
شتمك من بلغك الشتيمة.
من بَرّ يوماً بُرّ بهِ ... والدّهر لا يُغترّ به
من بر الناس بره الناس، فلا تغتر بالدهر.
من يزرع الشرّ يحصد في عواقبه ... ندامةً ولحصد الزّرع إبانُ
من يزرع الشر يحصد الندامة، ولكل زرع حصاد.
من يزرع المعروف يحصد ما رضي ... لكل شيء غاية ستنقضي
من يزرع المعروف يحصد المعروف، ولكل شيء نهاية.
من يستعن بالرفقِ في أمرِه ... يستَخْرِجِ الحيةَ من وَكْرِها
من ترفق في أموره استطاع أن يخرج الحية من وكرها بالحيلة والدهاء.
من يَعرفِ الشمسَ لا ينكِرْ مطالعها ... أو يجهل الخيل لا يستكرم الرّمكا
من يعرف الشمس لا ينكر جمالها عندما تشرق، ومن طلب الخيل الكريمة بحث لها عن أب كريم وأم كريمة.
من يكشف الناسَ لا يجدْ أحدا ... تصحّ منهُ له سرائرهُ
من عرف الناس لم يجد فيهم من هو صافي الضمير.
من يلدغِ الناسَ يجدْ منْ يلدّغهْ ... لا يعدمُ الباطلُ حقاً يدْمَغُهْ
من أساء إلى الناس أساء إليه الناس، ولا بد للحق أن يدفع الباطل وأن ينتصر عليه.
من يَهُنْ يسهلِ الهَوانُ عليهِ ... ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ
من كان ذليلاً سهل عليه الذل، فهو مثل الميت لا تؤلمه الجراح.
ما أحسنَ الدّينَ والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ بالرّجلِ
ما أحسن أن يكون الإنسان جامعاً بين الدين والدنيا وما أقبح أن يجمع بين الكفر والفقر.
ما أحسنَ العفو من القادرِ ... لا سِيّما عن غَيْرِ ذي ناصرِ
ما أحسن القادر الذي يعفو ولا سيما عن الضعيف الذي ليس له من ينصره.
ما أخدعَ الدنيا لِكلّ عاقلِ ... ما أصرعَ الدنيا لِكلّ جاهلِ
الدنيا تخدع العاقل وتهلك الجاهل.
ما أرسلَ الإنسانُ في حاجةٍ ... أمضى ولا أنجعَ مِنْ درهمِ
أحسن رسول يرسله الإنسان لقضاء حاجته، هو الدرهم.
ما أعجب الدهرَ ومِنْ عجائبِهْ ... تَقلُّبُ الإنسان في قوالبه
الدهر عجيب، وأعجب ما فيه تقلب أحواله.
ما أقطعَ الآجالَ للآمالِ ... وأسرعَ الآمالَ في الآجالِ
الموت يقطع الأمل، والأمل يقرب الأجل.
ما الذي عِنْدَهُ تدارُ المنايا ... كالذي عندَهُ تدارُ الشّمولُ
ليس الرئيس الذي يحارب ويدير كؤوس الموت، مثل الرئيس الذي يلهو ويدير كؤوس الخمر.
ما الناسُ إلا مَعَ الدنيا وصاحبها ... فكيفما انقلبتْ يوماً به انقلبُوا
الناس أصدقاء من كانت الدنيا معه فإذا انصرفت عنه، انصرفوا عنه.
ما إن يضرّ العَضْبَ كونُ قرابهِ ... خَلَقاً ولا البازي حقارةُ عُشِّهِ
لا يضر السيف القاطع أن يكون غمده بالياً، ولا يضر النسر القوي أن يكون عشه حقيراً.
ما أولعَ النفسَ بسوءِ الظنّ ... ما أسرعَ النفسَ إلى التَمَنّي
النفس مولعة بسوء الظن بالناس، والنفس سريعة إلى الأماني والأحلام.
ما بالُ عرضِك ترضى أن تدنّسهُ ... وثوبُ جلدِك مغسولٌ مِنَ الدنسِ
لماذا ترضى بدنس شرفك، وثوبك نظيف لا دنس فيه.
ما تنقضي حسرةٌ مني ولا جزَعُ ... إذا ذكرْتُ شباباً ليسَ يرتَجعُ
لا أذكر شبابي الذي ذهب ولن يعود إلا تحسرت عليه.
ما حَكّ جلدَك مثل ظُفْرِكْ ... فتَوَلّ أنتَ جميعَ أمركْ
لا يحك جلدك غير ظفرك، فقم أنت بكل أعمالك.
ماذا لقيتُ من الدّنيا وأعجبُه ... أنّى بما أنا باكٍ مِنه محْسودُ
لم ألق من الدنيا غير الشر، ومع ذلك فالناس يحسدونني على ما أشكو منه.
ما ذاقتِ النفسُ على شهوةٍ ... ألذّ مِنْ وُدّ صديقٍ أمينْ
أطيب اللذات صداقة صديق مخلص.
ما ضَرّني حسَدُ اللئامِ ولم يزَلْ ... ذو الفضلِ يَحْسُدُهُ ذوو التقصيرِ
لا يضرني حسد اللئام لي، فالفاضل دائماً يحسده الناقص.
ما طابَ فرعٌ أصلُه خَبيثُ ... ولا زَكا مَنْ مَجْدهُ حديثُ
لا يطيب الفرع إذا كانت الشجرة خبيثة، وكل حديث الغنى والمجد لا يسمو ولا يرتفع.
ما طابَ فرعٌ لا يطيبُ أصلهُ ... حَمى مؤاخاةَ اللئيمِ فِعْلُهُ
لا يطيب فرع أصله غير طيب، وأنت لا تصادق اللئيم لأنك ترى ما يفعل.
ما طارَ طيرٌ فارتفعْ ... إلا كما طارَ وقعْ
مهما ارتفع الطير فلا بد له من الوقوع ومهما علا الجبل فلا بد أن ينخفض.
ما عُوّضَ الصبرَ امرؤٌ إلا رأى ... ما فاته دونَ الذي قَدْ عُوّضا
إذا كان الإنسان متمتعاً بالصبر وجده عوضاً له عن كل ما فاته تحقيقه.
ما كُلّ قولٍ لهُ جوابٌ ... جَوابُ ما يُكْرَهُ السّكوتُ
قد يبقى الكلام دون جواب، وجواب السخيف السكوت عنه.
ما كُلّ ما يتمنّى المرءُ يدركُه ... تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفن
لا يدرك الإنسان كل ما يتمنى كما أن السفن لا تلائمها الرياح على الدوام.
ما كُلّ من طلبَ المعاليَ نافذاً ... فيها ولا كُلّ الرّجالِ فُحولا
ما كل من طلب المجد ناله، وليس كل الرجال أبطالا
ما كنتُ أوفي شبابي كُنْهَ عزّته ... حتى انقضى فإذا الدنيا لَهُ تَبَعُ
ما كنت أعرف قيمة شبابي حتى فقدته، ففقدت عند فقده كل مسرات الدنيا.
ما للرّجالِ وللتّنَعُّمِ إنّما ... خُلِقوا ليومِ كريهةٍ وكفاحِ
لا يليق بالرجال التمتع بحياة الترف والنعيم، فهم خلقوا للنضال والكفاح.
ما لم يضقْ خُلُقُ الفتى ... فالأرضُ واسعةٌ عليهِ
إذا لم يضق أمل الفتى وصدره، فالدنيا واسعة، والأرض كبيرة.
ما وهبَ اللهُ لامرئٍ هبةً ... أشرفَ مِن عقلهِ ومنْ أدَبه
أحسن هبات الله للإنسان العقل والأدب.
ما يكونُ الأمرُ سهلاً كُلّهُ ... إنما الدنيا سُهولُ وحُزونُ
ليست الحياة كلها سهلة، بل فيها السهل والصعب.
متى تُردِ الشفاءَ لكُلّ غَيْظٍ ... تَكُنْ مما يغيظُكَ في ازديادِ
إذا أردت أن تشفي نفسك من كل من يغيظك ظللت في غيظ دائم.
متى تضع الكرامةَ في لئيمٍ ... فإنك قدْ أسأتَ إلى الكرامه
إذا أكرمت اللئيم أهنت الكرامة.
متى ما تقدْ بالباطلِ الحقّ يأبَهُ ... وإن تقدِ الأطوادَ بالحق تَنْقَدِ
الحق لا ينقاد بالباطل، وتنقاد للحق الجبال.
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرَعٌ ... والشمسُ رأدَ الضحى كالشمس في الطّفلِ
مجدي في شبابي مثل مجدي في شيخوختي، والشمس عند الصباح مثل الشمس عند المساء.
مُحَسّدٌ بخلالٍ فيه فاضلةٍ ... وليسَ تَفترِقُ النعماءُ والحسَدُ
هذا الرجل محسود لأنه فاضل، والفضل مقترن بالحسد.
مِحنُ الزمانِ كثيرةٌ لاتنقضي ... وسرورهُ يأتيكَ كالأعيادِ
مصائب الزمان لا تنتهي، وأفراح الزمان تأتي بين حين وحين كالأعياد.
مدحتك مدحةَ السيف المحلى ... فلما أنْ ضربت بك انثنيتا
مدحتك كما أمدح السيف، ولكنك وياللأسف لم تستحق المديح، فكنت كالسيف لما ضربت به نبا.
مَسَرةُ الدنيا إلى تنغيصِ ... ورُبّما أكدَتْ يدُ الحريصِ
عاقبة السرور الكدر، والحريص ربما أوقعه حرصه.
مطالبُ الخيرِ جميعاً سَهْلهَ ... والخيرُ لا يَطْلُبُ إلا أهلهَ
عمل الخير سهل، وله أهل،
مُلتمس الحمد بأعمال الكذب ... كمخرج الحكمة من قلب خرب
من طلب حمد الناس له بالباطل، مثل من يطلب الحكمة من المجنون.
مَلكٌ تسوسُ له المكارمُ نفسَهُ ... والمجدُ حُسنُ سياسةِ النّفسِ
هذا الملك تقوده نفسه إلى فعل المكرمات، ولا ينال المجد إلا بحسن سياسة النفس.
مَنْ أبرم الأمرَ بلا تدبيرِ ... صَيّرهُ الدّهرُ إلى تَدْميرِ
من طلب أمراً دون تدبير ولا وعي أصابه الدمار.
مَنْ أجابَ الهوى إلى كلّ ما يد ... عو إليه داعيه ضَلّ وتاها
من أجاب هواه ضلّ
منْ أطاق التماس شيءٍ غلاباً ... واغتصاباً لم يلتمسهُ سؤالا
من استطاع أن يحقق أمانيه غضبا وحربا، لم يطلبها سلاما وتوسلا.
مَنِ استنامَ إلى الأشرار نامَ وفي ... قميصه منهمو صلّ وثعبان
من أمن الأشرار كان كمن ينام وفي ثيابه الأفاعي.
مَنِ اشتكى الدهرَ أطالَ الشكوى ... والدهرُ ما ليَسَ عليهِ عدوى
لا فائدة من شكوى الدهر، فليس له من ينصرك عليه.
منَ الحلم أن تستعمل الجهلَ دونَه ... إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم
قد تضطر إلى استعمال الجهل بدل الحلم، إذا كان الحلم يوقعك في الظلم.
منَ القليل يُجْمَعُ الكثيرُ ... ربّ صغيرٍ قَدْرُه كبيرُ
الكثير يأتي من القليل، والصغير له قيمة كبرى.
من الناسِ من يغشى الأباعدَ نفعُه ... وتَشْقى به حتى المماتِ أقارِ بُهْ
من الناس من يشقى به الأقارب ويسعد به الأجانب.
منْ أمِنَ الدهر أتي من مأمَنِهْ ... لا تشتثرْ ذا لبَدٍ مِن مَكمَنِهْ
إذا أمنت الدهر أصابك من موضع أمنك، وإذا كان الليث رابضاً في عرينه، فلا تثره ولا تهييجه.
من جادَ بالمالِ مال الناسُ قاطبةً ... إليه والمالُ للإنسانِ فتّانُ
من جاد بالمال مال إليه الناس، فالمال يفتن الإنسان.
من راقبَ الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتكُ اللهجُ
من راقب الناس لم يحقق آماله، ومن كان فاتكاً مُصرا على مطالبه فاز بالطيبات.
مَن راقبَ الناسَ ماتَ غماً ... وفازَ باللذة الجَسُورُ
من راقب الناس قتله غمه، والجسور يفوز بما يرجوه.
من سألَ الناسَ تجنّبوهُ ... ولمْ يُواسوه وخيَبّوهُ
من سأل الناس ملّوه وتركوه.
من سالمَ الناسَ يسلَمْ من غوائلهمْ ... وعاشَ وهو قرير العينِ جذلان
من سالم الناس سلم.
من شابَ قدْ ماتَ وهوَ حيّ ... يمشي على الأرضِ مشيَ هالكِ
من شاب مات وإن كان حياً
من عفّ خفّ على الصديق لقاؤه ... وأخو الحوائج وجهُه معلولُ
من عف خف على قلوب الأصدقاء، ومن ألح في طلب الحاجات مله الناس.
مَنْ فاتَه وُدّ أخٍ صادقٍ ... فذلكَ المغبونُ حَقّ اليقينْ
من لم يكن له أخ صادق فهو خاسر حقاً
من قاسَ ما لم يَرَه بما رأى ... أراه ما يدنو إليه ما نأى
من قاس ما لا يراه من الأمور بما رآه منها رأى البعيد قريباً، وحكم على المستقبل بالماضي.
من قنعَ استغنى ولاقى حظا ... ولم يخف لائمةً ووعظا
من قنع استغنى عن الناس ولم يلمه أحد.
من كان فوق محلّ الشمس موضعه ... فليس يرفعه شيءٌ ولا يضعُ
من كان شريفاً، مثل الشمس، لم يرفعه أحد ولم يخفضه أحد.
من كانَ للخيرِ منّاعاً فليسَ له ... على الحقيقةِ إخوانٌ وخلاّنُ
من منع خيره لم يجد صديقا.
من كان للعقل سلطانٌ عليه غدا ... وما على نفسه للحرصِ سلطانُ
من حكم عقله لم تسيطر عليه نفسه ولاحرصها.
من كانَ مرعى عزمه وهمومه ... روضَ الأماني لم يزلْ مهزولا
من رعى الأماني الكاذبة عاش هزيلا
من لاحَ في عارضه القتيرُ ... فقدْ أتاهُ بالبلى نذيرُ
من لاح الشيب في عذاره كان نذيراً له بفنائه.
منْ لسعته حيّة مرةً ... تراهُ مذعوراً مِنَ الحَبْلِ
من لدغته الحية خاف من الحبل.
منْ لك بالمحضِ وليس محضُ ... يخبُثُ بعضٌ ويطيبُ بعضُ
أين الإنسان المبرأ من كل عيب؟ إنه لا وجود له، فالإنسان خبيث حينا وطيب حينا.
منْ لكَ يوماً بأخيكَ كُلّهِ ... من لم تجدْهُ هكذا فخَلّهِ
هل تستطيع أن تملك أخاك كله؟ إذا استطعت فتمسّكْ به وإن لم تستطع فاتركه.
منْ لم تُفُدْهُ عِبراً أيامُهُ ... كانَ العمى أولى بهِ من الهُدى
من لم يعتبر بحوادث الزمان كان أعمى.
من لمْ يعظْهُ الدهرُ لم ينفَعْهُ ما ... راحَ به الواعظُ يوماً وغدا
من لم يعظه الدهر لم يعظه الناس.
من لمْ يقفْ عند انتهاء حدّهِ ... تقاصرتْ عنه فسيحاتُ الخطا
من لم يقف عند حده ضاقت به خطاه
من لم يكن عقله يؤدّ بُهُ ... لم يُغنه واعظٌ من الأدبِ
من لم يؤد به عقله لم يؤد به الناس.
من لم يواسِ الناسَ من فضلِه ... عَرضَ للإدبار إقبالهُ
من لم يعن الناس بفضله وماله أدبر حظه منهم بعد الاقبال.
مَنْ لم يؤدبُهُ والداه ... أدّبهُ الليلُ والنهارُ
من لم يؤدبه أبوه وأمه أدبه الدهر بأيامه ولياليه.
من ماتَ فاتَ وفي المقابر يستوي ... تحتَ الترابِ شريفه ووضيعُه
من مات فات، والناس يتساوون في المقابر سواء أكانوا شرفاء أم وضعاء، أغنياء أم فقراء.
من ناطَ بالعُجْبِ عرى أخلاقه ... نيطتْ عُرى المقتِ إلى تلك العُرى
من عجب بأخلاقه مقته الناس
من يحتفرْ حفرةً يوماً سينز لها ... فإن حفرتَ فوَسّع حين تحتفرُ
من حفر حفرة وقع فيها.
مَن يُخبّركَ بشتمٍ عن أخٍ ... فهو الشاتمُ لا مَنْ شتمكْ
شتمك من بلغك الشتيمة.
من بَرّ يوماً بُرّ بهِ ... والدّهر لا يُغترّ به
من بر الناس بره الناس، فلا تغتر بالدهر.
من يزرع الشرّ يحصد في عواقبه ... ندامةً ولحصد الزّرع إبانُ
من يزرع الشر يحصد الندامة، ولكل زرع حصاد.
من يزرع المعروف يحصد ما رضي ... لكل شيء غاية ستنقضي
من يزرع المعروف يحصد المعروف، ولكل شيء نهاية.
من يستعن بالرفقِ في أمرِه ... يستَخْرِجِ الحيةَ من وَكْرِها
من ترفق في أموره استطاع أن يخرج الحية من وكرها بالحيلة والدهاء.
من يَعرفِ الشمسَ لا ينكِرْ مطالعها ... أو يجهل الخيل لا يستكرم الرّمكا
من يعرف الشمس لا ينكر جمالها عندما تشرق، ومن طلب الخيل الكريمة بحث لها عن أب كريم وأم كريمة.
من يكشف الناسَ لا يجدْ أحدا ... تصحّ منهُ له سرائرهُ
من عرف الناس لم يجد فيهم من هو صافي الضمير.
من يلدغِ الناسَ يجدْ منْ يلدّغهْ ... لا يعدمُ الباطلُ حقاً يدْمَغُهْ
من أساء إلى الناس أساء إليه الناس، ولا بد للحق أن يدفع الباطل وأن ينتصر عليه.
من يَهُنْ يسهلِ الهَوانُ عليهِ ... ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ
من كان ذليلاً سهل عليه الذل، فهو مثل الميت لا تؤلمه الجراح.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف النون
هذا زمانٌ ألحّ الناس فيه على ... زهو الملوك وهماتِ المساكين
نحن نعيش في زمن يحرص فيه الناس على أبهة الملك ولكن همتهم همة الضعفاء.
هل الحياةُ لذي الدنيا ولو عذبتْ ... إلا كطيف خيالٍ في الكرى زارا
الحياة مثل الحلم.
هل الدهرُ إلا ضيقةٌ وانكشافها ... وشيكا وإلا شدة وانفراجها
الحياة ضيق يتسع وشدة تنفرج الحياة ضيق يتسع وشدة تنفرج
هل الدّهرُ إلا ساعة ثم تنقضي ... بما كان فيها من بَلاءٍ ومن خفضِ
الحياة ساعة تنتهي بما كان فيها من فقر وغنى.
هل بالحوادث والأيامِ من عجب ... أم هلْ إلى ردّ ما قدْ فاتَ من طلبِ
لا عجب في حوادث الأيام وليس لما مضى عوده.
هما رضيعا لبانٍ: حكمةٌ وتالحكمة والتقى أخوان والمال والطغيان جاران.
هما سيان من ملكٍ ونسكٍ ... ينيلان الفتى شرفاً رفيعا
يتساوى الملك والنسك إذا وصل الإنسان بواحد منهما إلى الشرف أو المجد
همو لأموالهم ولسنَ لهم ... والعار يبقى والجرح يلتئم
يعيش هؤلاء الناس ليجمعوا المال، فهم ملك للمال وليس المال ملكاً لهم، وسيبقى عليهم العار، أما حاجات الناس إليهم فستذهب.
هيَ المقادير فلمني أو فذر ... إن كنتُ أخطأتُ فما أخطأ القدرْ
لمني إن شئت أو لا تلمني، فأنا بذلت جهدي فأخطأت الهدف وأصاب القدر.
هو المالُ إن أمسكته أو بذلته ... فحظك منه ما كفى الجوع والعُريا
مهما كنت غنيا فإن حظك من غناك هو أن تأكل فلا تجوع، وتلبس فلا تعرى.
هَوّن الأمر تعش في راحةٍ ... قل ما هَوّنتَ إلا سيهونُ
هوّن عليك الأمور تسعد، فليس شيء تهوّنه إلا أصبح هيناً.
هوّن عليك صروفَ الدهر والزّمنِ ... وعشْ حميداً بلا همٍّ ولا حزنِ
عليك مصائب الزمان وعش سعيداً دون هم ولا حزن.
هَوّنْ عليك فإنّ كلّ شديدةٍ ... إنْ لم تُشدّدها عليكَ تهونُ
هون عليك ما يحل بك من مصائب، فكل شيء يهون إذا أنت لم تهوّله.
هوّن عليكَ فليسَ كلّ ... الناسِ يعطى ما يودُّ
هون عليك عدم وصولك إلى أهدافك فليس كل الناس ينالون آمالهم في الحياة.
هيَ الأيامُ من وَهْدٍ يُعلّى ... بأبنيةٍ ومن قصرٍ يدكُّ
هذه هي الحياة: أبنية تعلو وأبنية تتهدم.
هي الدنيا تقولُ بملءِ فيها ... حذارَ حذارِ من بطشي وفتكي
الدنيا تصرخ بأعلى صوتها: احذروا بطشي.
هي المقاديرُ تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبرٌ على حالِ
الأقدار تجير كما تريد، فاصبر لها فإنها لا تصبر على حال واحدة، بل سرعان ما تتحول.
هي النفسُ ما حمّلتها تتحملُ ... وللدهر أيامٌ تجورُ وتعدِلُ
النفس تحمل ما تحمّلها من خير وشر، والحياة أيام فيها الظلم وفيها العدل.
هيهاتَ يسلم من يبارز قرنه ... يوم اللقاء على عثور جامح
من ركب مركبا عاثرا، وفرساً جامحا لا يستطيع أن يغلب عدوه في القتال.
هيهات يصبرُ دهرٌ عن تنقله ... يوماً بأهليه من حالٍ إلى حالِ
لا يصبر الدهر على البقاء في حالة واحدة ولكنه ينتقل من حال إلى حال.
حرف الواو
وأتعبُ خلقِ اللهِ من زادَ هَمّهُ ... وقصرَ عما تشتهي النفسُ وجدهُ
أكثر الناس تعباً من كانت همته عالية ووسائله لتحقيقها قليلة.
وأتعبُ من ناداكَ من لا تجيبه ... وأغيظُ من عاداكَ من لا تشاكلُ
أكثر الناس تعباً من إذا ناداك لم تجبه، وأكثر الأعداء غيظاً لك من ليس في مستواك.
وأخي أنتَ ولا تنفعني ... ولا أخاً للمرء إلاّ مَنْ نفعْ
تدعي أنك أخي ثم لا تساعدني ولا تنفعني، والأخ من ساعد أخاه.
وإذا أتتكَ مذمّتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كاملَ
إذا ذمني أمامك أحد الأوغاد، فذمّه لي شهادة على شرفي وكمالي.
وإذا أرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ ... طُويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
نشر فضيلة الرجل الفاضل الذي يكتم علمه وفضله منوط بلسان حاسد يحسده ويذمه فيعرفه الناس.
وإذا أرادكَ صاحبٌ فجفائه ... جعل التّجني للجفاء سبيلا
إذا أراد صاحب لك هجرك ظلمك وتجنى عليك وادعى عليك ما لم تقل وما لم تفعل.
وإذا استوت للنمل أجنحةٌ ... حتّى يطيرَ فقد دنا عطبه
إذا نبت جناح للنملة دنا هلاكها
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذُخراً يكونُ كصالح الأعمال
أفضل الذخائر والكنوز عمل الخير
وإذا الحلمُ لم يكن في طباعٍ ... لم يُحلّم تقدمُ الميلادِ
إذا لم يكن الرجل مطبوعاً على الحلم فلن يصبح حليماً وإن تقدمت به السن وأصبح شيخاً.
وإذا العناية لاحظتك عيونُها ... نَمْ فالمخاوف كلّهُنّ أمانُ
إذا كان حظك كبيراً فلا تخش شيئاً.
وإذا الكريم مضى وولى عمره ... كفل الثناءُ لهُ بعمرٍ ثانِ
إذا مات الكريم كان الثناء عليه عمراً ثانياً له.
وإذا امرؤ أسدى إليكَ صنيعةً ... من جاهه فكأنّها مِنْ ماله
قى ... وساكنا وطنٍ: مالٌ وطغيانُ
إذا نفعك إنسان بنفوذه فكأنه نفعك بماله
وإذا جهلت من امرئ أعراقه ... وقديمه فانظر إلى ما يصنع
إذا لم تعرف ماضي إنسان وآباءه فالدليل على حسبه ما يصنع.
وإذا خامرَ الهوى قلبَ صَبٍّ ... فعليه لكلّ عينٍ دليلُ
إذا أحب الفتى ظهر حبه لكل العيون.
وإذا صحّت الرؤيّة يوماً ... فسواءٌ ظنّ امرئٍ وعيانُه
إذا كان المرء ذكياً فاهماً فنظره وفطنته سواء في دلالته على الأمور
وإذا صفا لكَ من زمانك واحدٌ ... فهو المرادُ وعِشْ بذاك الواحد
إذا كان لك صديق واحد مخلص كفاك، وأغناك عن الناس جميعاً.
وإذا طلبتَ إلى كريمٍ حاجةً ... فلقاؤه يكفيك والتسليم
إذا كانت لك حاجة عند كريم فيكفي أن تلقاه وتسلم عليه ليفهم حاجتك ويلبيها.
وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجساد
إذا كانت نفس المرء عظيمة تعب جسده وهزل.
وإذا كانَ في الأنابيب خلف ... وقع الطيش في صدور الصعاد
إذا كانت قناة الرمح معوجة كان سنانه معوجاً.
وإذا لم تجدْ من الناس كفواً ... ذات خدرٍ تمنّت الموت بعلا
إذا لم تجد المرأة الشريفة زوجاً يماثلها في الشرف رأت الموت خير بعل لها.
وإذا لم يكنْ من الموت بُدّ ... فمن العجز أن تموت جبانا
إذا كان الموت لا بد منه فلا تمت جبانا
وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ ... طلبَ الطعنَ وحدهُ والنّزالا
إذا خلا الجبان في أرض صالح يطلب القتال
وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئد ... وإذا هممت بأمر خيرٍ فافعل
إذا هممت بالسوء فتأنّ وإذا هممت بالخير فأقدم
وإذا هممت بورد أمرٍ فالتمس ... من قبل مورده طريق المصدر
إذا وردت مكاناً فاعرف كيف تصدر عنه قبل وروده.
وإذا يجالسك البغيض فإنّه ... حملٌ تعالجه عليكَ ثقيل
مجالسة البغيض الثقيل حمل ثقيل.
وأصبح شعري منهما في مكانه ... وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
أصبح شعري معلقاً في صدر الكرام، والعقد الجميل يزين عنق الحسناء.
وأضيعُ أوقاتي بغير ندامةٍ ... ويفوتني الشيءُ اليسير فأندمُ
أثمن شيء عندي هو الوقت، وأنا أضيعه دون ندم، فإذا أضعت شيئاً تافهاً غضبت.
وإطراقُ طرف العين ليسَ بنافعٍ ... إذا كانَ طرفُ العين ليس بنافع
لا يكفي أن يغض الإنسان طرفه عن شيء إذا كان قلبه طامحاً إليه.
وأظلم أهل الظلم من بات حاسداً ... لمن بات في نعمائه يتقلب
أكثر الناس ظلماً هم الذين يحسدون من أحسنوا إليهم.
وأعرف لجارك حقهُ ... والحقّ يعرفهُ الكريمُ
الجار الكريم يعرف حق الجار
واعلم بأنّ الضيف يوماً ... سوف يحمَدُ أو يلوم
ضيفك بعد زيارته لك إما أن يحمدك أو يذمك على حسب معاملتك له.
والناسُ مبتنيان مح ... مودُ البناية أو ذميم
الناس نوعان: بان للمكارم أو بان للمآثم
والبغي يصرعُ أهلهُ ... والظلم مرتعهُ وخيمُ
الظلم يقتل أهله وعقباه ذميمة.
ولقد يكون لكَ الغري ... بُ أخاً ويقطعكَ الحميمُ
قد يؤاخيك الغريب ويعاديك القريب
والمرءُ يكرمُ للغنى ... ويهان للعُدْمِ العديم
الناس يكرمون الغني وإن كان لئيماً ويهينون الفقير وإن كان كريماً.
واعلم بأنّ الغيث ليس بنافعٍ ... للناس ما لم يأتِ في إبانه
لا ينفع المطر إلا في أوانه
وأعلمُ علماً ليسَ بالظنّ أنه ... إذا ذلّ مولى المرء فهو ذليلُ
إذا ذل صديقك ذللتَ أنت.
وأغبطُ مِنْ ليلى بما لا أناله ... إلا كلُّ ما قرت به العين صالح
يحسدني الناس على ما لم أنله من ليلى: وكل ما تقر به عين الحبيب حبيب.
وأكثرُ من تلقى يسرك قوله ... ولكنْ قليلٌ من يسركَ فعله
أكثر الناس يرضونك بالقول وقل من يرضيك بالفعل.
والظلمُ من شيمِ النفوس فإن تجدْ ... ذا عفةٍ فلعلة لا يظلمْ
الظلم من طبيعة النفوس، فإذا لم يظلم الإنسان أخاه فذلك لسبب من الأسباب.
والهمّ يخترم الجسيم نحافةً ... ويُشيب ناصيةَ الصبي ويُهرمُ
الهم يهزل جسم السمين ويشيب رأس الشاب
ومن البلية عذلُ مَنْ لا يرعوي ... عَن غيّه وخطابُ مَنْ لا يفهم
من البلاء لوم من لا ينفعه اللوم وخطاب من لا يفهم الكلام.
والذلُ يظهرُ في الذليل مودةً ... وأودُّ منه لمن يودُّ الأرقم
قد ترى الذليل فتظن أنه صديق، والأفعى أكثر صداقة لك منه.
ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومِنَ الصداقة ما يضرُّ ويؤلم
قد تنفعك العداوة وتضرك الصداقة
والغني في يد اللئيم قبيحٌ ... قدرَ قبحِ الكريم في الإملاقِ
الغني عند اللئيم قبيح مثل قبح الفقر عند الكريم
والناسُ ألفٌ منهمو كواحدٍ ... وواحدٌ كالألف إنْ أمر عنى
من الناس من يغني الواحد منهم في الحادثات غناء ألف، ومنهم ألف لا يغنون غناء واحد.
والناسُ مَن يلقَ خيراً قائلون لهُ ... ما يشتهي ولأمّ المخطئ الهبلُ
الناس مولعون بالنفاق لمن يلقى النجاح وبذم من لقي الإخفاق.
والنفسُ راغبة إذا رغبتها ... وإذا تردُّ إلى قليلٍ تقنعُ
النفس إذا أطمعتها زادت طمعا وإذا زجرتها وردعتها رضيت بالقناعة.
والهجرُ أقتلُ لي مما أراقبه ... أنا الغريق فما خوفي من البلل
هجر الحبيب أشد علي من الموت، وكيف أخاف أن تبتل ثيابي بالماء وأنا الغريق.
وإن أحسنَ بيتٍ أنتَ قائله ... بيتٌ يقالُ إذا أنشدته صدقا
أحسن الشعر أصدقه
وإنْ أنتَ في مجدٍ أصبتَ غنيمةً ... فعدْ للذي صادفت من ذلك وازدد
إذا أصبت المجد بعملك فازدد عملا تزدد مجداً.
وإنّ الظلمَ من كُلّ قبيحٌ ... وأقبحُ ما يكون من النبيه
الظلم قبيح في كل الناس، وهو أكثر قبحاً في الذكي العاقل.
وإن امرأ دنياه أكبرُ هَمّه ... لمستمسكٌ منها بحبل غرورِ
إن من يهتم بالدنيا قبل كل شيء مغرور
وإنْ بابُ أمرٍ عليك التوى ... فشاور حكيماً ولا تعصه
إذا لم تجد حلا لمشكلة فاستشر حكيماً واتبع نصيحته.
وإن ناصحٌ منك يوماً نأى ... فلا تنأ عنه ولا تقصه
وإذا نأى عنك الناصحون فاطلب قربهم ومودتهم
وإن كان ذنبي كلّ ذنب فإنهُ ... محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
مهما كان ذنبي عظيماً فإن توبتي تمحو إساءتي
وأنتَ أخي ما لم تكنْ لي حاجةٌ ... فإن عرضت أيقنت أن لا أخاً ليا
أنت أخي ما دمت مستغنياً عنك فإن احتجت إليك لم أجدك أخا.
وإنما الحقدُ كمثل النار ... كامنةٌ في باطنِ الأشجار
الحقد يكمن في القلب كما تكمن النار في الحطب.
وإنما السلطانُ بالأصحاب ... كالبحر بالأمواج والعباب
الملك بأصحابه كالبحر بأمواجه وسعته
وإنما المرءُ بأصغريه ... كلُّ امرئٍ رهن بما لديه
المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، ولكل امرئ ما عمل.
وإنما يبلغُ الإنسانُ طاقته ... ما كلّ ماشيةٍ بالرحلِ شملالُ
كل إنسان له طاقة، والطاقات تختلف، وليست النوق متساوية في السرعة.
وإنه المشير عليك فيّ بضلّةٍ ... والحرُّ مُمتحنٌ بأولادِ الزّنا
إن أشار عليك خبيث بهجري فلا تطعه، فالأحرار يبتسلون باللؤماء والخبثاء.
وإني امرؤ عوّدتُ نفسي عادةً ... وكُلّ امرئٍ جار على ما تعودا
لقد ألفتُ عادة الكرام ولكل امرئ ما تعود.
وأولُ عجزِ القوم فيما ينوبهم ... تدافعهم عنه وطولُ التواكل
أول العجز في الشعب عن تحقيق أهدافه هربهم من العمل والتقاعس عن أداء الواجب.
وبعضُ الداء ملتمس شفاه ... وداء النوك ليس له شفاء
لكل داء دواء إلا الحماقة
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفةٌ ... إن المعارف في أهل النّهى ذمم
نحن نعرف بعضنا بعضاً، والمعرفة بين الناس كالعهود والمواثيق.
وترى الناس كثيراً فإذا ... عُدَّ أهل الفضل قلّوا في العدد
الناس كثيرون في العدد وقليلون إذا عد الأفاضل منهم.
وجدتْ أقل الناس عقلاً إذا انتشى ... أشفهمو عقلاً إذا كان صاحياً
أقل الناس عقلاً إذا سكر أكثرهم عقلا إذا صحا
وجدتُ الرفقَ أبلغَ في السّموّ ... ولم أرَ كالتواضعِ في العُلوّ
الرجل السامي هو الدمث الأخلاق والرجل العالي هو المتواضع.
وجدتُ الفتى يرمي سواه بدائه ... ويشكو إليك الظلم وهو ظلوم
بعض الناس يتهمون الناس بما هو فيهم ويشكون إليك أنهم مظلومون وهم ظالمون.
وحدَةُ العاقلِ خيرٌ ... من جليسِ السّوءِ عندَه
وحدتك خير لك من جليس السوء
وحيدٌ من الخلانِ في كلّ بلدةٍ ... إذا عظُم المطلوبُ قلّ المساعدُ
أنا وحيد في كل بلدة أحلّ بها، وكذلك كل من عظمت مطاليبه قل أعوانه.
وخانَ الزمانُ أبا مالكٍ ... وأيّ امرئٍ لم يخنه الزّمانُ
اطمأن أبو مالك إلى الزمان فخانه والدهر يخون الناس جميعاً.
وخَلّ زياً لمَنْ تحقّقه ... ما كلُ دامٍ جبينُه عابدْ
فلان يلبس لباس الاتقياء ويعمل عمل الأشقياء فليترك زيه لمن يؤدي حقه كما أن عمل الأشقياء فليترك زيه لمن يؤدي حقه كما أن كل من دمى جبينه وتشقق فليس من الضروري أن يكون من المصلين والعبّاد.
وخَلّ عنانَ الحادثات لوجهها ... فإن عتابَ الحادثات عناءُ
اترك الدهر يفعل ما يشاء ولا تعاتبه، فعتابه لا جدوى منه.
وخيرُ حال الفتى في القول أقصدها ... بين السبيلين لاعي ولا هذر
خير أحوال الإنسان الوسط فلا يكون ثرثاراً ولا عييا
وربما ضحك المكروبُ من عجبٍ ... السنّ تضحكُ والأحشاء تضطرم
ربما ضحك الحزين وفي قلبه نار
وربما فات بعضَ الناس أمرُهمو ... مع التأني وكان الحزمُ ولو عجلوا
قد تؤدي الأناة إلى الخيبة، وقد يكون الحزم في العجلة.
وربما فارقَ الإنسانُ مهجته ... يومَ الوغى غير قالٍ خشية العار
ربما فارق الإنسان حياته رغم حبه لها، خوف أن يناله العار.
وربما قالت العيون وقدْ ... يصدُق فيها ويكذب النظر
قد تقول العيون فتكذب أو تصدق
ورثناهم منازلهم فزالوا ... وأيّ نعيم دنيا لا يزولُ
لقد باد من قبلنا وورثنا منازلهم، وأي نعيم يبقى؟
وزارَ بي دونَ الملوك تحَرّجٌ ... إذا عنّ بحرٌ لم يجزْ لي التّيَمُمُ
لقد زرتك وتركت الملوك الآخرين لأنك أعظمهم، ومن وجد البحرلم يجز له أن يتيم بالتراب.
وزن الكلامَ إذا نطقت فإنما ... يبدي عيوبَ ذوي العيوب المنطق
زن كلامك قبل النطق به، فالكلام يزين الناس أو يشينهم.
وشبهُ الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغامُ
الدنيا تحب اللئام لأنها لئيمة، وكذلك كل إنسان يميل إلى شبيهه.
وشرُّ ما قنصته راحتي قنص ... شهبُ البزاةِ سواءٌ فيه والرّخمُ
أسوأ ما نلته في حياتي هذا الشيء الخسيس الذي يناله كل الناس كالصيد السهل الذي تستوي فيه الصقور والعصافير.
وطولُ مقامِ المرءِ في الحيّ مخلقٌ ... لديباجتيه فاغترب تتجدّد
مقامك في مكان واحد يفقدك رونقك واحترامك، فجدد نفسك بالسفر والرحلات.
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المُهَنّدِ
ظلم القريب أقسى على النفس من ظلم الغريب، وكأنما هو ضرب السيف.
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصته ... حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتب القدرا
العاجز تسنح له الفرصة فيضيعها بكسله ثم يقعد فيلوم القدر.
وعاقبةُ الصبر الجميل جميلة ... وأحسن أخلاق الرجال التفضلُ
الصبر الجميل له عاقبة جميلة، والخير أحسن ما يزين الرجال.
وعلاج الأبدان أيسرُ خطباً ... حين تعتلُّ من علاجِ العقولِ
علاج الأبدان أسهل من علاج العقول
وعينُ الرّضا عن كلّ عيب كليلةٌ ... ولكن عينَ السُّخطِ تبدي المساويا
المحب لا يرى عيب حبيبه، والمبغض يرى عيوب من يبغضه.
وغيرُ تقيّ يأمر الناس بالتقي ... طبيبٌ يداوي الناس وهو مريضُ
الشرير الذي يأمر الناس بالخير، مثل الطبيب المريض يداوي الناس ولا يداوي نفسه.
وفي تعبٍ من يحسدُ الشمس ضوءها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب
من يحسد الشمس على نورها ويريد أن يأتي بمثلها يتعب نفسه دون طائل.
وقد قيلَ في مثلٍ سائرٍ ... خذُ اللّصّ من قبل أن يأخذك
المثل يقول: امسك اللص قبل أن يمسك بك.
وقد كان حسنُ الظنّ بعضَ مذاهبي ... فأدّ بني هذا الزمان وأهله
لقد كنت حسن الظن بالناس، وأما الآن وبعد التجربة، فقد عرفت أني أخطأت في حسن ظني بهم.
وقد يستغشُّ المرءُ من لا يغشه ... ويأمن بالغيب أمرأ غير ناصح
قد يشك الإنسان فيمن ينصحه ويأمن من يغشه.
وقد يتزيا بالهوى غير أهله ... ويصحبُ الإنسان من لا يلائمه
قد يدعي الحب من لا يحب ويصحب الإنسان من لا يناسبه.
وقلّ من جَدّ في أمرٍ يحاوله ... فاستصحبُ الصبرَ إلا فازَ بالظفر
كل من جد في أمر وصبر عليه لا بد أن يدركه.
وقيدت نفسي في ذراك محبةً ... ومن وجد الإحسان قيداً تقيدا
لقد قيدني حبك لأنك محسن، والإنسان يقيده الإحسان.
وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ ... زيادتُه أو نقصه في التكلم
كم من صامت يعجبك منظره، فإذا تكلم نقص في عينك أو زاد.
وكثيرٌ من السؤال اشتياق ... وكثيرٌ من ردّه تعليلُ
من أكثر من السؤال عن صديقه كان مشتاقاً إليه، ومن أقل من السؤال كان متهرباً يحاول أن ينسى.
وكلّ امرئٍ يولي الجميل مُحببٌ ... وكلّ مكانٍ يُنبتُ العزّ طيّبُ
كل محسن يحبه الناس، وكل مكان عزيز يطيب للناس.
وكلّ شديدةٍ نزلت بقومٍ ... سيأتي بعد شدتها رخاءُ
كل مصيبة وفقر لا بد أن يعقبهما الفرج والغنى
وكلّ طريقٍ أتاهُ الفتى ... على قدرِ الرجل فيه الخطا
يحدد مسافة كل طريق عدد الخطا التي تخطوها
وكلّ قرينٍ إلى شكله ... كأنس الخنافس بالعقرب
كما تأنس الخنفساء بالعقرب يأنس الشبيه بالشبيه.
وكلّ يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكن حبّ النفس للنفس قائد
كل إنسان يعرف طريق الشجاعة والكرم ولكن حبه لنفسه يحول دون سلوكها، فيرضى بالجبن والبخل.
وكم من أكلة منعت أخاها ... للذّة ساعةٍ أكلاتِ دهر
رب أكلة منعت أكلات
وكم من حافرٍ لأخيه ليلاً ... تردى في حفيرته نهارا
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
وكم من طالب يسعى لأمرٍ ... وفيه هلاكه لو كان يدري
كم من رجل يسعى إلى حتفه بظلفه.
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
رب عائب للقول الصحيح لأنه لا يفهمه
وكم من نعمة لله في طي نقمةٍ ... ترجّى ومكروهٍ حلا بعد إمرار
رب نعمة في أثر نقمة، ورب حلو كان مراً.
وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرك منهم ثغر مبتسم
احذر الناس ولا تخدعك ابتساماتهم لك
وكيف ملامتي مع شيب رأسي ... على خلقٍ نشأتُ به غلاما
كيف يلومني الناس، وقد أصبحت عجوزاً كبيرا على خلق نشأت عليه صبيا صغيرا
ولا أتلقى الشرّ والشرّ تاركي ... ولكنْ متى أحمل على الشرّ أركب
لست أبداً أحداً بالشر ولكني إذا اضطرني الناس إلى فعل الشر فعلته.
ولا بدّ للقلب من آلةٍ ... ورأي يُصدّع صمّ الصفا
لا بد لمن يريد أن يحقق آمال قلبه من وسائل تمكنه من تحقيقها، ولا بد له من رأي يفلق الحجر.
ولا بدّ من شكوى إلى ذي حفيظةٍ ... إذا جعلت أسرارُ نفسي تطلّع
لا بد للإنسان من أن يشكو آلامه إلى صديق كريم شجاع إذا ضاقت نفسه بأسرارها.
ولا بدّ من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أن يتوجع
لا بد للإنسان من أن يشكو آلامه إلى صديق كريم مخلص فإما أن يواسيه في مصائبه أو يسليه عنها، أو يتوجع معه منها إذا لم يستطع مواساته أو تسليته.
ولا تُظهرن ودّ امرئ قبل خبره ... وبعد بلاء المرء فاذمم أو احمد
لا تصاحب أحدا قبل أن تختبره فإذا اختبرته فامدحه أو ذمه
ولا تَعجل على أحدٍ بظلمٍ ... فإنّ الظلم مرتعه وخيمُ
لا تظلم أحداً فالظلم وخيم العواقب.
ولا تفحش وإن ملئت غيظاً ... على أحدٍ فإنّ الفحش لوم
ولا تكن فاحش الكلام وإن غضبت فالفحش لؤم ونذالة.
ولا تقطع أخاً لك عند ذنبٍ ... فإنّ الذنبَ يغفره الكريم
إذا أذنب أخوك فلا تقطع صداقته فالكريم يغفر الذنوب.
ولا خيرَ في جهل إذا لم يكن لهُ ... حليمٌ إذا ما أوْرَدَ القوم أصدرا
لا خير في الطيش إذا لم يكن للجهل حليم يعرف كيف يدبر الأمور، ويصلح الناس.
ولا خيرَ في حلمٍ إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوة أن يكدرا
ولا خير في حلم إذا لم يكن للحلم ما يدل على أن عاقبته خير وأن صاحبه لن يندم عليه.
ولا خير في ودّ امرئٍ لم يكن له ... على طول مرّ الحادثات بقاء
لا خير في صداقة صديق إذا لم تبق دائمة رغم تقلب الزمان.
ولا علمَ لي بالغيب إلا طليعةً ... من الحزم لا يخفى عليها المغيب
لا أعلم الغيب ولكني حازم يدرك عواقب الأمور وما يخفى منها بالذكاء والفهم.
ولا يلبث الجهالُ أن يتهضّموا ... أخا الحلم ما لم يستعن بجهول
قد يظلم الجاهل الحليم فيستعين بجاهل ليرد عنه الظلم
ولا يلبث المستشير الرجال ... إذا هو شاور أن يستريحا
من استشار الناس استراح
ولذيذ الحياة أنفس للنف ... س وأشهى من أن يملّ وأحلى
الحياة لذيذة والنفس لا تملّها لحلاوتها
ولرُبما ابتسم اللبيب من الأذى ... وضميره من حرّه يتأوه
قد يبتسم العاقل وقلبه دام
ولربما طعنَ الفتى أقرانه ... بالرأي قبل تطاعن الأقران
الرجل قد يطعن أعداءه برأيه قبل أن يطعنهم بسنانه.
ولستَ بمستبقٍ أخاً لا تلمّه ... على شعثٍ أيّ الرّجالِ المهذّب
ليس في الناس خال من العيب، ولن يبقى لك صديق إذا كنت تلومه على كل صغيرة وكبيرة.
وللخلق إذلالٌ لمن كان باخلاً ... ضنينا ومن يبخل يذلّ ويزهد
الناس يحتقرون البخيل ويزهدون فيه.
ومن لم يكن ذا ناصرٍ عند حقه ... يغلب عليه ذو النصير ويعتد
من له ناصر يعينه يغلب من ليس له نصير أو حليف.
وللسرّ مني موضع لا يناله ... صديقٌ ولا يفضي إليه شراب
السر أخفيه في قلبي في مكان عميق فلا يدركه الصديق ولا تصل إليه الخمر.
وللمودة ستر لا زوال له ... حتّى يهتكه عتب وتأنيب
ستر الصداقة بين الأصدقاء لا يزول إلا بالعتاب والتأنيب الشديد.
ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً ... كنقص القادرين على التمام
أكثر العيوب في الناس هو عيب من يكون قادراً على أن يكون كاملاً فيرضى بالنقص.
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
قلة الانصاف بين الناس تقطع ما بينهم من مودة وصداقة، حتى إذا كانوا أقرباء وأنسباء.
ولو كانَ الحجابُ لغير نفعٍ ... لما احتاج الفؤاد إلى حجاب
احتجابك أحياناً عن الناس نافع، فالقلب نفسه له حجاب يقيه ويحفظه.
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا ... هلكن إذا من جهلهنّ البهائم
لا توزع أرزاق الناس على حسب عقولهم ولكنها توزع حسب حظوظهم، ولولا ذلك لماتت البهائم جوعاً لأنها لا عقل لها.
ولو لمْ يعلُ إلا ذو محلّ ... تعالى الجيشُ وانحطّ القتام
لو كان لا يعلو في الحياة غير صاحب المكانة لكان غبار المعركة هو الذي ينحط إلى الأرض ولكان الجيش الذي يخوض المعركة هو الذي يعلو فوق الغبار.
ومَنْ خبر الغواني فالغواني ... ضياء في بواطنه ظلامُ
لو جربت النساء وجدتهن ضياء ظاهر وظلاماً باطناً.
وما كل بمعذور ببخلٍ ... ولا كلّ على بخل يلامُ
لا يعذر كل الناس على البخل، ولا يلامون كلهم عليه، فرب بخل مقبول، ورب بخل معذول.
وليسَ الفقرُ من إقلالِ مالٍ ... ولكنْ أحمقُ القومِ الفقيرُ
ليس الفقر فقر المال وإنما هو فقر العقل.
وليس للإنسانِ إلا ما سعى ... وكلُّ ساع سعيه سوف يرى
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى (قرآن كريم) .
وليس يزيدُ الشمس نوراً وبهجةً ... إطلالةُ ذي وصفٍ ولا مدحُ مادحِ
لا يزيد الشمس جمالاً ونورا وصف الواصفين لها ولا مدحهم إياها.
وليسَ يصحُّ في الأفهام شيءٌ ... إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ
إذا احتاج النهار إلى دليل يدل عليه لم يبق هنالك شيء صحيح.
وما التأنيثُ لاسمِ الشمس عيبٌ ... ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ
لا فضل لصيغة التذكير على صيغة التأنيث فالشمس مؤنثة، وليس يعيبها التأنيث، والقمر مذكر ولا يزيده التذكير فخراً، وإنما الفضل للمذكر نفسه أو للمؤنث.
وما الدهرُ أهلٌ أن يؤملَ عنده ... حياةٌ وأن يشتاقَ فيه إلى النسلِ
الحياة الدنيا لا تستحق أن يطلب الإنسان دوامها ولا تستحق أن يحرض فيها الإنسان على الأولاد والأحفاد.
وما الصارمُ الهنديُّ إلا كغيره ... إذا لم يفارقه النجادُ وغمدهْ
السيف القاطع مثل السيف الكهام إذا لم يجرد من غمده.
وما الموتُ إلا رحلةٌ غير أنها ... من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي
الموت رحلة من الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية.
وما الناسُ إلا ظاعنٌ وابنُ ظاعن ... وثاو قريحُ العينِ تبكي لراحل
الناس فريقان: ميت فارق الحي، وحي يبكي على الميت.
وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوارُ والظّلم
ماذا تنفع المرء عينه إن لم يميز بها بين النور والظلام وماذا ينفع الإنسان عقله إذا لم يميز به بين الحق والضلال.
وما بعضُ الإقامة في ديارٍ ... يهانُ بها الفتى إلا عناءُ
العيش في بلاد يهان فيها المواطن بلاء ما بعده بلاء.
وبعضُ خلائقِ الأقوام داءٌ ... كداء البطن ليس لهُ شفاءُ
بعض الأخلاق لا تستقيم كما أن داء المعدة لا دواء له.
وبعضُ القول ليسَ له عناجٌ ... كخض الماءَ ليسَ لهُ إناءُ
بعض القول لا معنى له، كما أن الماء لا زبدة فيه.
وكل شديدةٍ نزلتْ بقومٍ ... سيأتي بعدَ شدتها رخاءُ
كل مصيبة سيأتي بعدها فرج.
ولا يعطى الحريصُ غنىً لحرصٍ ... وقد ينمي على الجودِ الثراءُ
لا يزيد الحرص مال الحريص، ولا ينقص الكرم مال الكريم بل يزيده.
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ ... ولا مُزرٍ بصاحبهِ السّخاءُ
لا ينفع البخيل ماله ولا يعيب الكريمَ جودُه.
وما بلدُ الفتى إن كان فيه ... قليلَ المال إلا دارُ غربه
إذا كنت تعيش في بلدك وأنت فقير فكأنك تعيش في غربة.
وما بينَ الدّنايا والمنايا ... لدى الحرّ الكريم النفسِ فرقُ
لا يفرق الحر بين الدنية والمنية، بل ربما وجد المنية أحلى طعما
وما بين الردى والذلّ فرقٌ ... سوى أن الرّدى بالحرّ أولى
لا فرق بين الموت والذل بل أن الموت أجدر بالحر من العيش الذليل
وما تخفى الضغينةُ حيث كانتْ ... ولا النظر الصحيح من السقيم
لا يخفى الحقد في قلب الحقود، ولا يخفى نظر الصديق ولا نظر العدو.
وما ثناك كلامُ الناسِ عن كرمٍ ... ومن يسُدُّ طريق العارض الهطل
إن كلام الناس ولومهم لك على كرمك لم يمنعك من الاستمرار في الجود، وهل يستطيع أحد أن يوقف السيل والمطر.
وما جهلتْ أياديكَ البوادي ... ولكن رُبّما خفيَ الصوابُ
لقد عرفت البادية فضلك، ولكنها أخطأت طريق الصواب عندما خالفتك.
وكم ذنْبٍ مُوَلّدُهُ اقترابُ ... وكم بُعْدٍ مولده اقتراب
رب ذنب جره الدلال، ورب بعد جره القرب.
وجرمٍ جرّه سفهاء قومٍ ... فحلّ بغير جارمهِ العذابُ
رب ذنب جناه جهال قوم فحل العقاب بغير الجاني.
وما حُسْنُ الرجالِ لهمْ بحسنٍ ... إذا لم يسعد الحسن البيانُ
ليس جمال الرجل بشكله وإنما جماله ببيانه وفصاحته.
وما خضب الناسُ البياضَ لأنّه ... قبيحٌ ولكنْ أحسن الشّعر فاحمُهْ
الناس عندما يشيب شعرهم ويصبح أبيض يخضبونه بالسواد، وليس ذلك لأن لون البياض قبيح ولكن لأن أحسن الشعر ما كان أسود.
وما ذاك بخلاً بالنفوس على القنا ... ولكن صدم الشرّ بالشرّ أحزمُ
لم نلبس الدروع لأننا نخاف القتل ولكنا رأينا أعداءنا يلبسون الدروع فلبسناها، فإن مقاومة القوة والعدة بالقوة والعدة أفضل.
وما زلتُ أسمعُ أنّ العقولَ ... مصارعُها بين أيد الطمعْ
مصارع العقول في الأطماع
وما شكّى وإنْ أكثرتْ إلا ... محاماةً عن الشيء اليقين
أنا أشك لأصل إلى اليقين.
وما صبابةُ مشتاقٍ على أملٍ ... من اللقاء كمشتاقٍ بلا أملِ
ليس المشتاق إلى الحبيب وهو على موعد بلقائه، مثل المشتاق إلى الحبيب وهو لا يرجو لقائه.
وما طلبُ المعيشة بالتمنّي ... ولكنْ ألقِ دلوك في الدّلاء
لا تتمنّ الشيء وتقعد عن طلبه، لكن جرّب حظك، وألق دلوك في البئر مع الناس الذين يلقون بدلائهم.
وما كلُّ ذي رأي بمؤتيك نصحه ... ولا كلّ مؤتٍ نصْحَهُ بلبيب
ليس كل من ينصحك عاقلاً وليس كل صاحب عقل ينصحك.
وما كلُّ ما تهوى النفوسُ بنافعٍ ... وما كلُّ ما تخشى النفوسُ بضرارِ
ليس كل ما تحبه نافعاً وليس كل ما تكرهه مضراً
وما كُلّ من قال قولاً وفى ... ولا كل من سيمَ خسفا أبى
ليس كل من قال وفياً، وليس كل من سيم الضيم حراً يأبى الذل والظلم.
وما كلّ هاوٍ للجميل بفاعلٍ ... ولا كلّ فعالٍ له بمتمّمِ
ليس كل من يهوى فعل الجميل يفعله، وليس كل من يفعل الجميل يتممه ويكمله.
وما كمَدُ الحسادُ شيءٌ قصدته ... ولكنّه من يزحمِ البحرَ يغرقِ
لقد أصاب الحزن والكمد حسادي، ولم أرد ذلك، ولكنهم هم الذين تعرضوا ليس، ومن يزاحم البحر لا بد أن يغرق فيه.
وما منزلُ اللذات عندي بمنزلٍ ... إذا لم أبجل عنده وأكرّم
إني أرفض المنزل الذي أجد فيه لذتي، ولا أحقق فيه كرامتي.
وما هداكَ إلى أرض كعالمها ... وما أعانك في حزم كعرّام
لا يهديك في أرض إذا نزلتها إلا العارف بها، ولا يعينك في أمرك إلا الشجاع المقدام.
وما ينفعُ الأصل من هاشمٍ ... إذا كانت النفسُ مِن باهله
ماذا ينفع النسب إذا لم ينفع الأدب
وما يوجعُ الحرمانُ من كفّ حازمٍ ... كما يوجع الحرمان من كفّ رازق
إذا حرمك من تعودت حرمانه لم تتألم، ولكن الذي يؤلمك هو حرمان من تعودت عطاءه.
ومكائد السفهاء واقعة بهم ... وعداوة الشعراء بئس المقتنى
السفيه يقع في كيده، وبئس ما يكسب الناس من عداوة الشعراء.
ومن البلية عذلُ من لا يرعوي ... عن غيّه وخطابُ من لا يفهمُ
لومك من لا يردعه اللوم، وكلامك لمن لا يفهم الكلام، بلاء ما بعده بلاء.
ومَن تَعرّض للغربان يزجرُها ... على سلامتها لا بدّ مشؤوم
الغربان مشئومة فإذا تعرضت لها تطلب سلامتها، كنت مشؤوما مثلها.
ومَن تكنِ الأسدُ الضّواري جدوده ... يكن ليلُه صُبْحاً ومطعمه غصبا
من كان جده أسداً صار ليله صباحاً وصار طعامه افتراساً.
ومَن جهلت نفسه قدرهُ ... رأى غيره منه ما لا يرى
من لا يعرف نفسه عرفه الناس.
ومن حضر السماع بغير قلبٍ ... ولم يطرب فلا يلم المغنّي
من سمع الغناء وهو مشغول القلب فلم يطرب فليلم نفسه، ولا يلومنّ المغني.
ومَن دَعا الناسَ إلى ذمّه ... ذموه بالحق والباطل
من قام بالأفعال المعيبة فكأنه يدعو الناس إلى ذمه، فلا يلمهم إن ذمّوه بما هو حق وبما هو باطل.
ومَن ذا الذي ترضى سجاياه كلّها ... كفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه
مَنْ مِنَ الناس خال من العيوب؟ حسب الإنسان من النبل أن تعد هذه العيوب فيه.
ومَنْ ركبَ الثورَ بعد الجوادِ ... أنكرَ أظلافَهُ والغبَبْ
من ركب الثور بعد الحصان عرف الفرق بينهما، في الحوافر ولحم العنق.
ومنْ عادة الأيام أن صروفها ... إذا ساءَ منها جانبٌ سرّ جانبُ
عادة الأيام أن تسوء حينا وتسر حينا
ومن كلّفته النفسُ فوق كفافها ... فما ينقضي حتّى الممات عناؤهُ
من طمع بغير الكفاف تعب
ومَن لم يُصانع في أمورٍ كثيرةٍ ... يُضرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم
عليك أن تغض الطرف عن بعض الأمور وإلا أكلك الناس بأضراسهم وداسوك بأقدامهم.
ومَن يوف ولا يذمم ومن يهد قلبُه ... إلى مطمئنّ البرّ لا يتجمجم
الوافي بالعهود محمود، والمهتدي إلى الصواب فصيح، لا يتردد في كلامه.
ومن يجعل المعروفَ من دون عرضه ... يفره ومن لا يتق الشتمَ يُشتمِ
من قدم معروفه صان شرفه ومن فعل ما يستحق عليه الشتم شتمه الناس.
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضله ... على قومه يستغن عنه ويذمم
من كان صاحب فضل فضن به على أهله استغنى أهله عنه وشتموه.
ومن هابَ أسبابَ المنايا ينلنه ... وإن يرقَ أسبابَ السّماءِ بسُلّم
من خاف الموت مات ولو صعد إلى السماء.
ومن لايزلْ يستحملُ الناسَ نفسه ... ولا يغنها يوماً من الدهر يسأم
من عاش عالة على الناس ولم يستغن عنهم سئموه وأبعدوه.
ومن يجعل المعروف في غير أهله ... يكنْ حمدُه ذماً عليه ويندمِ
من جعل المعروف في غير من يستحقه ندم.
ومن يعصِ أطرافَ الزّجاج فإنه ... يطيعُ العوالي ركّبتْ كلّ لهذَمِ
من ترك الشر القليل وقع في الشر الكثير، مثل من يخاف قائم الرمح فيقع في سنانه.
ومن يغتربْ يحسب عدواً صديقه ... ومن لا يكرَمّ نفسه لا يكرّم
الغريب يظن صديقه عدواً له، والرجل الذي لا يحرص على كرامته لا يكرمه الناس.
ومهما تكنْ عند امرئ من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ
من ظن أنه يُخفي أخلاقه عن الناس فهو مخطئ، فلا بد لهم من أن يكشفوها.
ومن لم يعشَقِ الدنيا قليلٌ ... ولكنْ لا سبيلَ إلى الوصالِ
كل الناس يحبون الدنيا، ولكن الذين يحصلون عليها أقلاء.
ومن لم يغمّض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمُتْ وهو عاتبُ
إذا لم تغض النظر عن أصدقائك مت وأنت عليهم عاتب
ومن مذهبي حُبّ الديار لأهلها ... وللناس فيما يعشقونَ مذاهب
أحب الديار لأني أحب من يسكن الديار والحب فنون.
ومن نكد الدنيا على الحُرّ أن يرى ... عدواً له ما مِنْ صداقته بُدّ
أصعب الأمور على الحر أن يضطر إلى صداقة من هو له عدو.
ومن يبغي الصديق بغير عيبٍ ... سيبقى الدهر ليس لهُ صديقُ
من أراد صديقا بلا عيب عاش دون صديق.
ومن يتتبع جاهداً كُلّ عثرةٍ ... يجدها ولا يسلم له الدهرَ صاحبُ
من تتبع عثرات أصدقائه لم يبق له صديق.
ومن يَحْلَمْ وليس له سفيهٌ ... يلاق المعضلات من الرّجالِ
من كان حليما وليس له سفيه يدافع عنه لقي من الناس الدواهي والمشكلات.
ومن يكُ ذا فمٍ مرّ مريضٍ ... يجدْ مرّاً به الماءَ الزلالا
الماء العذب مر في الفم المريض.
ومن ينفق الساعات في جمعِ ماله ... مخافةَ فقرٍ فالذي فعلَ الفقر
من أنفق عمره في جمع المال خوف الفقر عاش في فقره.
وهل تغني الرّسائل في عدوّ ... إذا ما لَمْ يَكّنَّ ظُبىً رقاقا
لا تنفع الرسائل في رد عدوان المعتدي إن لم تدعمها القوة من رماح وسيوف.
وهل يُنْبِتُ الخَطّيّ إلا وشيجُه ... وتغرسُ إلا في منابتها النّخل
الرماح الخطية نبتت من الرماح الخطية والنخل تغرس في مغارس النخل، والرجل الكريم يلد الكريم، واللئيم يلد اللئيم.
وهم بدؤوا بالظلم في ذاتِ بينهم ... ولا يصلح المولى إذا كان ظالما
هؤلاء الرؤساء هم الذين بدؤوا بظلم أهلهم وشعبهم، ولا يصلح الرئيس إذا كان ظالما
ووضعُ الندى في موضعِ السيف بالعلا ... مضرّ كوضع السيف في موضع الندى
المكافأة في موضع العقوبة مضرة، مثل وضع العقوبة في موضع المكافأة، فلكلٍ زمن ولكلٍ موضع.
نحن نعيش في زمن يحرص فيه الناس على أبهة الملك ولكن همتهم همة الضعفاء.
هل الحياةُ لذي الدنيا ولو عذبتْ ... إلا كطيف خيالٍ في الكرى زارا
الحياة مثل الحلم.
هل الدهرُ إلا ضيقةٌ وانكشافها ... وشيكا وإلا شدة وانفراجها
الحياة ضيق يتسع وشدة تنفرج الحياة ضيق يتسع وشدة تنفرج
هل الدّهرُ إلا ساعة ثم تنقضي ... بما كان فيها من بَلاءٍ ومن خفضِ
الحياة ساعة تنتهي بما كان فيها من فقر وغنى.
هل بالحوادث والأيامِ من عجب ... أم هلْ إلى ردّ ما قدْ فاتَ من طلبِ
لا عجب في حوادث الأيام وليس لما مضى عوده.
هما رضيعا لبانٍ: حكمةٌ وتالحكمة والتقى أخوان والمال والطغيان جاران.
هما سيان من ملكٍ ونسكٍ ... ينيلان الفتى شرفاً رفيعا
يتساوى الملك والنسك إذا وصل الإنسان بواحد منهما إلى الشرف أو المجد
همو لأموالهم ولسنَ لهم ... والعار يبقى والجرح يلتئم
يعيش هؤلاء الناس ليجمعوا المال، فهم ملك للمال وليس المال ملكاً لهم، وسيبقى عليهم العار، أما حاجات الناس إليهم فستذهب.
هيَ المقادير فلمني أو فذر ... إن كنتُ أخطأتُ فما أخطأ القدرْ
لمني إن شئت أو لا تلمني، فأنا بذلت جهدي فأخطأت الهدف وأصاب القدر.
هو المالُ إن أمسكته أو بذلته ... فحظك منه ما كفى الجوع والعُريا
مهما كنت غنيا فإن حظك من غناك هو أن تأكل فلا تجوع، وتلبس فلا تعرى.
هَوّن الأمر تعش في راحةٍ ... قل ما هَوّنتَ إلا سيهونُ
هوّن عليك الأمور تسعد، فليس شيء تهوّنه إلا أصبح هيناً.
هوّن عليك صروفَ الدهر والزّمنِ ... وعشْ حميداً بلا همٍّ ولا حزنِ
عليك مصائب الزمان وعش سعيداً دون هم ولا حزن.
هَوّنْ عليك فإنّ كلّ شديدةٍ ... إنْ لم تُشدّدها عليكَ تهونُ
هون عليك ما يحل بك من مصائب، فكل شيء يهون إذا أنت لم تهوّله.
هوّن عليكَ فليسَ كلّ ... الناسِ يعطى ما يودُّ
هون عليك عدم وصولك إلى أهدافك فليس كل الناس ينالون آمالهم في الحياة.
هيَ الأيامُ من وَهْدٍ يُعلّى ... بأبنيةٍ ومن قصرٍ يدكُّ
هذه هي الحياة: أبنية تعلو وأبنية تتهدم.
هي الدنيا تقولُ بملءِ فيها ... حذارَ حذارِ من بطشي وفتكي
الدنيا تصرخ بأعلى صوتها: احذروا بطشي.
هي المقاديرُ تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبرٌ على حالِ
الأقدار تجير كما تريد، فاصبر لها فإنها لا تصبر على حال واحدة، بل سرعان ما تتحول.
هي النفسُ ما حمّلتها تتحملُ ... وللدهر أيامٌ تجورُ وتعدِلُ
النفس تحمل ما تحمّلها من خير وشر، والحياة أيام فيها الظلم وفيها العدل.
هيهاتَ يسلم من يبارز قرنه ... يوم اللقاء على عثور جامح
من ركب مركبا عاثرا، وفرساً جامحا لا يستطيع أن يغلب عدوه في القتال.
هيهات يصبرُ دهرٌ عن تنقله ... يوماً بأهليه من حالٍ إلى حالِ
لا يصبر الدهر على البقاء في حالة واحدة ولكنه ينتقل من حال إلى حال.
حرف الواو
وأتعبُ خلقِ اللهِ من زادَ هَمّهُ ... وقصرَ عما تشتهي النفسُ وجدهُ
أكثر الناس تعباً من كانت همته عالية ووسائله لتحقيقها قليلة.
وأتعبُ من ناداكَ من لا تجيبه ... وأغيظُ من عاداكَ من لا تشاكلُ
أكثر الناس تعباً من إذا ناداك لم تجبه، وأكثر الأعداء غيظاً لك من ليس في مستواك.
وأخي أنتَ ولا تنفعني ... ولا أخاً للمرء إلاّ مَنْ نفعْ
تدعي أنك أخي ثم لا تساعدني ولا تنفعني، والأخ من ساعد أخاه.
وإذا أتتكَ مذمّتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كاملَ
إذا ذمني أمامك أحد الأوغاد، فذمّه لي شهادة على شرفي وكمالي.
وإذا أرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ ... طُويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
نشر فضيلة الرجل الفاضل الذي يكتم علمه وفضله منوط بلسان حاسد يحسده ويذمه فيعرفه الناس.
وإذا أرادكَ صاحبٌ فجفائه ... جعل التّجني للجفاء سبيلا
إذا أراد صاحب لك هجرك ظلمك وتجنى عليك وادعى عليك ما لم تقل وما لم تفعل.
وإذا استوت للنمل أجنحةٌ ... حتّى يطيرَ فقد دنا عطبه
إذا نبت جناح للنملة دنا هلاكها
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذُخراً يكونُ كصالح الأعمال
أفضل الذخائر والكنوز عمل الخير
وإذا الحلمُ لم يكن في طباعٍ ... لم يُحلّم تقدمُ الميلادِ
إذا لم يكن الرجل مطبوعاً على الحلم فلن يصبح حليماً وإن تقدمت به السن وأصبح شيخاً.
وإذا العناية لاحظتك عيونُها ... نَمْ فالمخاوف كلّهُنّ أمانُ
إذا كان حظك كبيراً فلا تخش شيئاً.
وإذا الكريم مضى وولى عمره ... كفل الثناءُ لهُ بعمرٍ ثانِ
إذا مات الكريم كان الثناء عليه عمراً ثانياً له.
وإذا امرؤ أسدى إليكَ صنيعةً ... من جاهه فكأنّها مِنْ ماله
قى ... وساكنا وطنٍ: مالٌ وطغيانُ
إذا نفعك إنسان بنفوذه فكأنه نفعك بماله
وإذا جهلت من امرئ أعراقه ... وقديمه فانظر إلى ما يصنع
إذا لم تعرف ماضي إنسان وآباءه فالدليل على حسبه ما يصنع.
وإذا خامرَ الهوى قلبَ صَبٍّ ... فعليه لكلّ عينٍ دليلُ
إذا أحب الفتى ظهر حبه لكل العيون.
وإذا صحّت الرؤيّة يوماً ... فسواءٌ ظنّ امرئٍ وعيانُه
إذا كان المرء ذكياً فاهماً فنظره وفطنته سواء في دلالته على الأمور
وإذا صفا لكَ من زمانك واحدٌ ... فهو المرادُ وعِشْ بذاك الواحد
إذا كان لك صديق واحد مخلص كفاك، وأغناك عن الناس جميعاً.
وإذا طلبتَ إلى كريمٍ حاجةً ... فلقاؤه يكفيك والتسليم
إذا كانت لك حاجة عند كريم فيكفي أن تلقاه وتسلم عليه ليفهم حاجتك ويلبيها.
وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجساد
إذا كانت نفس المرء عظيمة تعب جسده وهزل.
وإذا كانَ في الأنابيب خلف ... وقع الطيش في صدور الصعاد
إذا كانت قناة الرمح معوجة كان سنانه معوجاً.
وإذا لم تجدْ من الناس كفواً ... ذات خدرٍ تمنّت الموت بعلا
إذا لم تجد المرأة الشريفة زوجاً يماثلها في الشرف رأت الموت خير بعل لها.
وإذا لم يكنْ من الموت بُدّ ... فمن العجز أن تموت جبانا
إذا كان الموت لا بد منه فلا تمت جبانا
وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ ... طلبَ الطعنَ وحدهُ والنّزالا
إذا خلا الجبان في أرض صالح يطلب القتال
وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئد ... وإذا هممت بأمر خيرٍ فافعل
إذا هممت بالسوء فتأنّ وإذا هممت بالخير فأقدم
وإذا هممت بورد أمرٍ فالتمس ... من قبل مورده طريق المصدر
إذا وردت مكاناً فاعرف كيف تصدر عنه قبل وروده.
وإذا يجالسك البغيض فإنّه ... حملٌ تعالجه عليكَ ثقيل
مجالسة البغيض الثقيل حمل ثقيل.
وأصبح شعري منهما في مكانه ... وفي عنق الحسناء يستحسن العقد
أصبح شعري معلقاً في صدر الكرام، والعقد الجميل يزين عنق الحسناء.
وأضيعُ أوقاتي بغير ندامةٍ ... ويفوتني الشيءُ اليسير فأندمُ
أثمن شيء عندي هو الوقت، وأنا أضيعه دون ندم، فإذا أضعت شيئاً تافهاً غضبت.
وإطراقُ طرف العين ليسَ بنافعٍ ... إذا كانَ طرفُ العين ليس بنافع
لا يكفي أن يغض الإنسان طرفه عن شيء إذا كان قلبه طامحاً إليه.
وأظلم أهل الظلم من بات حاسداً ... لمن بات في نعمائه يتقلب
أكثر الناس ظلماً هم الذين يحسدون من أحسنوا إليهم.
وأعرف لجارك حقهُ ... والحقّ يعرفهُ الكريمُ
الجار الكريم يعرف حق الجار
واعلم بأنّ الضيف يوماً ... سوف يحمَدُ أو يلوم
ضيفك بعد زيارته لك إما أن يحمدك أو يذمك على حسب معاملتك له.
والناسُ مبتنيان مح ... مودُ البناية أو ذميم
الناس نوعان: بان للمكارم أو بان للمآثم
والبغي يصرعُ أهلهُ ... والظلم مرتعهُ وخيمُ
الظلم يقتل أهله وعقباه ذميمة.
ولقد يكون لكَ الغري ... بُ أخاً ويقطعكَ الحميمُ
قد يؤاخيك الغريب ويعاديك القريب
والمرءُ يكرمُ للغنى ... ويهان للعُدْمِ العديم
الناس يكرمون الغني وإن كان لئيماً ويهينون الفقير وإن كان كريماً.
واعلم بأنّ الغيث ليس بنافعٍ ... للناس ما لم يأتِ في إبانه
لا ينفع المطر إلا في أوانه
وأعلمُ علماً ليسَ بالظنّ أنه ... إذا ذلّ مولى المرء فهو ذليلُ
إذا ذل صديقك ذللتَ أنت.
وأغبطُ مِنْ ليلى بما لا أناله ... إلا كلُّ ما قرت به العين صالح
يحسدني الناس على ما لم أنله من ليلى: وكل ما تقر به عين الحبيب حبيب.
وأكثرُ من تلقى يسرك قوله ... ولكنْ قليلٌ من يسركَ فعله
أكثر الناس يرضونك بالقول وقل من يرضيك بالفعل.
والظلمُ من شيمِ النفوس فإن تجدْ ... ذا عفةٍ فلعلة لا يظلمْ
الظلم من طبيعة النفوس، فإذا لم يظلم الإنسان أخاه فذلك لسبب من الأسباب.
والهمّ يخترم الجسيم نحافةً ... ويُشيب ناصيةَ الصبي ويُهرمُ
الهم يهزل جسم السمين ويشيب رأس الشاب
ومن البلية عذلُ مَنْ لا يرعوي ... عَن غيّه وخطابُ مَنْ لا يفهم
من البلاء لوم من لا ينفعه اللوم وخطاب من لا يفهم الكلام.
والذلُ يظهرُ في الذليل مودةً ... وأودُّ منه لمن يودُّ الأرقم
قد ترى الذليل فتظن أنه صديق، والأفعى أكثر صداقة لك منه.
ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومِنَ الصداقة ما يضرُّ ويؤلم
قد تنفعك العداوة وتضرك الصداقة
والغني في يد اللئيم قبيحٌ ... قدرَ قبحِ الكريم في الإملاقِ
الغني عند اللئيم قبيح مثل قبح الفقر عند الكريم
والناسُ ألفٌ منهمو كواحدٍ ... وواحدٌ كالألف إنْ أمر عنى
من الناس من يغني الواحد منهم في الحادثات غناء ألف، ومنهم ألف لا يغنون غناء واحد.
والناسُ مَن يلقَ خيراً قائلون لهُ ... ما يشتهي ولأمّ المخطئ الهبلُ
الناس مولعون بالنفاق لمن يلقى النجاح وبذم من لقي الإخفاق.
والنفسُ راغبة إذا رغبتها ... وإذا تردُّ إلى قليلٍ تقنعُ
النفس إذا أطمعتها زادت طمعا وإذا زجرتها وردعتها رضيت بالقناعة.
والهجرُ أقتلُ لي مما أراقبه ... أنا الغريق فما خوفي من البلل
هجر الحبيب أشد علي من الموت، وكيف أخاف أن تبتل ثيابي بالماء وأنا الغريق.
وإن أحسنَ بيتٍ أنتَ قائله ... بيتٌ يقالُ إذا أنشدته صدقا
أحسن الشعر أصدقه
وإنْ أنتَ في مجدٍ أصبتَ غنيمةً ... فعدْ للذي صادفت من ذلك وازدد
إذا أصبت المجد بعملك فازدد عملا تزدد مجداً.
وإنّ الظلمَ من كُلّ قبيحٌ ... وأقبحُ ما يكون من النبيه
الظلم قبيح في كل الناس، وهو أكثر قبحاً في الذكي العاقل.
وإن امرأ دنياه أكبرُ هَمّه ... لمستمسكٌ منها بحبل غرورِ
إن من يهتم بالدنيا قبل كل شيء مغرور
وإنْ بابُ أمرٍ عليك التوى ... فشاور حكيماً ولا تعصه
إذا لم تجد حلا لمشكلة فاستشر حكيماً واتبع نصيحته.
وإن ناصحٌ منك يوماً نأى ... فلا تنأ عنه ولا تقصه
وإذا نأى عنك الناصحون فاطلب قربهم ومودتهم
وإن كان ذنبي كلّ ذنب فإنهُ ... محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
مهما كان ذنبي عظيماً فإن توبتي تمحو إساءتي
وأنتَ أخي ما لم تكنْ لي حاجةٌ ... فإن عرضت أيقنت أن لا أخاً ليا
أنت أخي ما دمت مستغنياً عنك فإن احتجت إليك لم أجدك أخا.
وإنما الحقدُ كمثل النار ... كامنةٌ في باطنِ الأشجار
الحقد يكمن في القلب كما تكمن النار في الحطب.
وإنما السلطانُ بالأصحاب ... كالبحر بالأمواج والعباب
الملك بأصحابه كالبحر بأمواجه وسعته
وإنما المرءُ بأصغريه ... كلُّ امرئٍ رهن بما لديه
المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، ولكل امرئ ما عمل.
وإنما يبلغُ الإنسانُ طاقته ... ما كلّ ماشيةٍ بالرحلِ شملالُ
كل إنسان له طاقة، والطاقات تختلف، وليست النوق متساوية في السرعة.
وإنه المشير عليك فيّ بضلّةٍ ... والحرُّ مُمتحنٌ بأولادِ الزّنا
إن أشار عليك خبيث بهجري فلا تطعه، فالأحرار يبتسلون باللؤماء والخبثاء.
وإني امرؤ عوّدتُ نفسي عادةً ... وكُلّ امرئٍ جار على ما تعودا
لقد ألفتُ عادة الكرام ولكل امرئ ما تعود.
وأولُ عجزِ القوم فيما ينوبهم ... تدافعهم عنه وطولُ التواكل
أول العجز في الشعب عن تحقيق أهدافه هربهم من العمل والتقاعس عن أداء الواجب.
وبعضُ الداء ملتمس شفاه ... وداء النوك ليس له شفاء
لكل داء دواء إلا الحماقة
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفةٌ ... إن المعارف في أهل النّهى ذمم
نحن نعرف بعضنا بعضاً، والمعرفة بين الناس كالعهود والمواثيق.
وترى الناس كثيراً فإذا ... عُدَّ أهل الفضل قلّوا في العدد
الناس كثيرون في العدد وقليلون إذا عد الأفاضل منهم.
وجدتْ أقل الناس عقلاً إذا انتشى ... أشفهمو عقلاً إذا كان صاحياً
أقل الناس عقلاً إذا سكر أكثرهم عقلا إذا صحا
وجدتُ الرفقَ أبلغَ في السّموّ ... ولم أرَ كالتواضعِ في العُلوّ
الرجل السامي هو الدمث الأخلاق والرجل العالي هو المتواضع.
وجدتُ الفتى يرمي سواه بدائه ... ويشكو إليك الظلم وهو ظلوم
بعض الناس يتهمون الناس بما هو فيهم ويشكون إليك أنهم مظلومون وهم ظالمون.
وحدَةُ العاقلِ خيرٌ ... من جليسِ السّوءِ عندَه
وحدتك خير لك من جليس السوء
وحيدٌ من الخلانِ في كلّ بلدةٍ ... إذا عظُم المطلوبُ قلّ المساعدُ
أنا وحيد في كل بلدة أحلّ بها، وكذلك كل من عظمت مطاليبه قل أعوانه.
وخانَ الزمانُ أبا مالكٍ ... وأيّ امرئٍ لم يخنه الزّمانُ
اطمأن أبو مالك إلى الزمان فخانه والدهر يخون الناس جميعاً.
وخَلّ زياً لمَنْ تحقّقه ... ما كلُ دامٍ جبينُه عابدْ
فلان يلبس لباس الاتقياء ويعمل عمل الأشقياء فليترك زيه لمن يؤدي حقه كما أن عمل الأشقياء فليترك زيه لمن يؤدي حقه كما أن كل من دمى جبينه وتشقق فليس من الضروري أن يكون من المصلين والعبّاد.
وخَلّ عنانَ الحادثات لوجهها ... فإن عتابَ الحادثات عناءُ
اترك الدهر يفعل ما يشاء ولا تعاتبه، فعتابه لا جدوى منه.
وخيرُ حال الفتى في القول أقصدها ... بين السبيلين لاعي ولا هذر
خير أحوال الإنسان الوسط فلا يكون ثرثاراً ولا عييا
وربما ضحك المكروبُ من عجبٍ ... السنّ تضحكُ والأحشاء تضطرم
ربما ضحك الحزين وفي قلبه نار
وربما فات بعضَ الناس أمرُهمو ... مع التأني وكان الحزمُ ولو عجلوا
قد تؤدي الأناة إلى الخيبة، وقد يكون الحزم في العجلة.
وربما فارقَ الإنسانُ مهجته ... يومَ الوغى غير قالٍ خشية العار
ربما فارق الإنسان حياته رغم حبه لها، خوف أن يناله العار.
وربما قالت العيون وقدْ ... يصدُق فيها ويكذب النظر
قد تقول العيون فتكذب أو تصدق
ورثناهم منازلهم فزالوا ... وأيّ نعيم دنيا لا يزولُ
لقد باد من قبلنا وورثنا منازلهم، وأي نعيم يبقى؟
وزارَ بي دونَ الملوك تحَرّجٌ ... إذا عنّ بحرٌ لم يجزْ لي التّيَمُمُ
لقد زرتك وتركت الملوك الآخرين لأنك أعظمهم، ومن وجد البحرلم يجز له أن يتيم بالتراب.
وزن الكلامَ إذا نطقت فإنما ... يبدي عيوبَ ذوي العيوب المنطق
زن كلامك قبل النطق به، فالكلام يزين الناس أو يشينهم.
وشبهُ الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغامُ
الدنيا تحب اللئام لأنها لئيمة، وكذلك كل إنسان يميل إلى شبيهه.
وشرُّ ما قنصته راحتي قنص ... شهبُ البزاةِ سواءٌ فيه والرّخمُ
أسوأ ما نلته في حياتي هذا الشيء الخسيس الذي يناله كل الناس كالصيد السهل الذي تستوي فيه الصقور والعصافير.
وطولُ مقامِ المرءِ في الحيّ مخلقٌ ... لديباجتيه فاغترب تتجدّد
مقامك في مكان واحد يفقدك رونقك واحترامك، فجدد نفسك بالسفر والرحلات.
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المُهَنّدِ
ظلم القريب أقسى على النفس من ظلم الغريب، وكأنما هو ضرب السيف.
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصته ... حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتب القدرا
العاجز تسنح له الفرصة فيضيعها بكسله ثم يقعد فيلوم القدر.
وعاقبةُ الصبر الجميل جميلة ... وأحسن أخلاق الرجال التفضلُ
الصبر الجميل له عاقبة جميلة، والخير أحسن ما يزين الرجال.
وعلاج الأبدان أيسرُ خطباً ... حين تعتلُّ من علاجِ العقولِ
علاج الأبدان أسهل من علاج العقول
وعينُ الرّضا عن كلّ عيب كليلةٌ ... ولكن عينَ السُّخطِ تبدي المساويا
المحب لا يرى عيب حبيبه، والمبغض يرى عيوب من يبغضه.
وغيرُ تقيّ يأمر الناس بالتقي ... طبيبٌ يداوي الناس وهو مريضُ
الشرير الذي يأمر الناس بالخير، مثل الطبيب المريض يداوي الناس ولا يداوي نفسه.
وفي تعبٍ من يحسدُ الشمس ضوءها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب
من يحسد الشمس على نورها ويريد أن يأتي بمثلها يتعب نفسه دون طائل.
وقد قيلَ في مثلٍ سائرٍ ... خذُ اللّصّ من قبل أن يأخذك
المثل يقول: امسك اللص قبل أن يمسك بك.
وقد كان حسنُ الظنّ بعضَ مذاهبي ... فأدّ بني هذا الزمان وأهله
لقد كنت حسن الظن بالناس، وأما الآن وبعد التجربة، فقد عرفت أني أخطأت في حسن ظني بهم.
وقد يستغشُّ المرءُ من لا يغشه ... ويأمن بالغيب أمرأ غير ناصح
قد يشك الإنسان فيمن ينصحه ويأمن من يغشه.
وقد يتزيا بالهوى غير أهله ... ويصحبُ الإنسان من لا يلائمه
قد يدعي الحب من لا يحب ويصحب الإنسان من لا يناسبه.
وقلّ من جَدّ في أمرٍ يحاوله ... فاستصحبُ الصبرَ إلا فازَ بالظفر
كل من جد في أمر وصبر عليه لا بد أن يدركه.
وقيدت نفسي في ذراك محبةً ... ومن وجد الإحسان قيداً تقيدا
لقد قيدني حبك لأنك محسن، والإنسان يقيده الإحسان.
وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ ... زيادتُه أو نقصه في التكلم
كم من صامت يعجبك منظره، فإذا تكلم نقص في عينك أو زاد.
وكثيرٌ من السؤال اشتياق ... وكثيرٌ من ردّه تعليلُ
من أكثر من السؤال عن صديقه كان مشتاقاً إليه، ومن أقل من السؤال كان متهرباً يحاول أن ينسى.
وكلّ امرئٍ يولي الجميل مُحببٌ ... وكلّ مكانٍ يُنبتُ العزّ طيّبُ
كل محسن يحبه الناس، وكل مكان عزيز يطيب للناس.
وكلّ شديدةٍ نزلت بقومٍ ... سيأتي بعد شدتها رخاءُ
كل مصيبة وفقر لا بد أن يعقبهما الفرج والغنى
وكلّ طريقٍ أتاهُ الفتى ... على قدرِ الرجل فيه الخطا
يحدد مسافة كل طريق عدد الخطا التي تخطوها
وكلّ قرينٍ إلى شكله ... كأنس الخنافس بالعقرب
كما تأنس الخنفساء بالعقرب يأنس الشبيه بالشبيه.
وكلّ يرى طرق الشجاعة والندى ... ولكن حبّ النفس للنفس قائد
كل إنسان يعرف طريق الشجاعة والكرم ولكن حبه لنفسه يحول دون سلوكها، فيرضى بالجبن والبخل.
وكم من أكلة منعت أخاها ... للذّة ساعةٍ أكلاتِ دهر
رب أكلة منعت أكلات
وكم من حافرٍ لأخيه ليلاً ... تردى في حفيرته نهارا
من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
وكم من طالب يسعى لأمرٍ ... وفيه هلاكه لو كان يدري
كم من رجل يسعى إلى حتفه بظلفه.
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
رب عائب للقول الصحيح لأنه لا يفهمه
وكم من نعمة لله في طي نقمةٍ ... ترجّى ومكروهٍ حلا بعد إمرار
رب نعمة في أثر نقمة، ورب حلو كان مراً.
وكن على حذر للناس تستره ... ولا يغرك منهم ثغر مبتسم
احذر الناس ولا تخدعك ابتساماتهم لك
وكيف ملامتي مع شيب رأسي ... على خلقٍ نشأتُ به غلاما
كيف يلومني الناس، وقد أصبحت عجوزاً كبيرا على خلق نشأت عليه صبيا صغيرا
ولا أتلقى الشرّ والشرّ تاركي ... ولكنْ متى أحمل على الشرّ أركب
لست أبداً أحداً بالشر ولكني إذا اضطرني الناس إلى فعل الشر فعلته.
ولا بدّ للقلب من آلةٍ ... ورأي يُصدّع صمّ الصفا
لا بد لمن يريد أن يحقق آمال قلبه من وسائل تمكنه من تحقيقها، ولا بد له من رأي يفلق الحجر.
ولا بدّ من شكوى إلى ذي حفيظةٍ ... إذا جعلت أسرارُ نفسي تطلّع
لا بد للإنسان من أن يشكو آلامه إلى صديق كريم شجاع إذا ضاقت نفسه بأسرارها.
ولا بدّ من شكوى إلى ذي مروءة ... يواسيك أو يسليك أن يتوجع
لا بد للإنسان من أن يشكو آلامه إلى صديق كريم مخلص فإما أن يواسيه في مصائبه أو يسليه عنها، أو يتوجع معه منها إذا لم يستطع مواساته أو تسليته.
ولا تُظهرن ودّ امرئ قبل خبره ... وبعد بلاء المرء فاذمم أو احمد
لا تصاحب أحدا قبل أن تختبره فإذا اختبرته فامدحه أو ذمه
ولا تَعجل على أحدٍ بظلمٍ ... فإنّ الظلم مرتعه وخيمُ
لا تظلم أحداً فالظلم وخيم العواقب.
ولا تفحش وإن ملئت غيظاً ... على أحدٍ فإنّ الفحش لوم
ولا تكن فاحش الكلام وإن غضبت فالفحش لؤم ونذالة.
ولا تقطع أخاً لك عند ذنبٍ ... فإنّ الذنبَ يغفره الكريم
إذا أذنب أخوك فلا تقطع صداقته فالكريم يغفر الذنوب.
ولا خيرَ في جهل إذا لم يكن لهُ ... حليمٌ إذا ما أوْرَدَ القوم أصدرا
لا خير في الطيش إذا لم يكن للجهل حليم يعرف كيف يدبر الأمور، ويصلح الناس.
ولا خيرَ في حلمٍ إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوة أن يكدرا
ولا خير في حلم إذا لم يكن للحلم ما يدل على أن عاقبته خير وأن صاحبه لن يندم عليه.
ولا خير في ودّ امرئٍ لم يكن له ... على طول مرّ الحادثات بقاء
لا خير في صداقة صديق إذا لم تبق دائمة رغم تقلب الزمان.
ولا علمَ لي بالغيب إلا طليعةً ... من الحزم لا يخفى عليها المغيب
لا أعلم الغيب ولكني حازم يدرك عواقب الأمور وما يخفى منها بالذكاء والفهم.
ولا يلبث الجهالُ أن يتهضّموا ... أخا الحلم ما لم يستعن بجهول
قد يظلم الجاهل الحليم فيستعين بجاهل ليرد عنه الظلم
ولا يلبث المستشير الرجال ... إذا هو شاور أن يستريحا
من استشار الناس استراح
ولذيذ الحياة أنفس للنف ... س وأشهى من أن يملّ وأحلى
الحياة لذيذة والنفس لا تملّها لحلاوتها
ولرُبما ابتسم اللبيب من الأذى ... وضميره من حرّه يتأوه
قد يبتسم العاقل وقلبه دام
ولربما طعنَ الفتى أقرانه ... بالرأي قبل تطاعن الأقران
الرجل قد يطعن أعداءه برأيه قبل أن يطعنهم بسنانه.
ولستَ بمستبقٍ أخاً لا تلمّه ... على شعثٍ أيّ الرّجالِ المهذّب
ليس في الناس خال من العيب، ولن يبقى لك صديق إذا كنت تلومه على كل صغيرة وكبيرة.
وللخلق إذلالٌ لمن كان باخلاً ... ضنينا ومن يبخل يذلّ ويزهد
الناس يحتقرون البخيل ويزهدون فيه.
ومن لم يكن ذا ناصرٍ عند حقه ... يغلب عليه ذو النصير ويعتد
من له ناصر يعينه يغلب من ليس له نصير أو حليف.
وللسرّ مني موضع لا يناله ... صديقٌ ولا يفضي إليه شراب
السر أخفيه في قلبي في مكان عميق فلا يدركه الصديق ولا تصل إليه الخمر.
وللمودة ستر لا زوال له ... حتّى يهتكه عتب وتأنيب
ستر الصداقة بين الأصدقاء لا يزول إلا بالعتاب والتأنيب الشديد.
ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً ... كنقص القادرين على التمام
أكثر العيوب في الناس هو عيب من يكون قادراً على أن يكون كاملاً فيرضى بالنقص.
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
قلة الانصاف بين الناس تقطع ما بينهم من مودة وصداقة، حتى إذا كانوا أقرباء وأنسباء.
ولو كانَ الحجابُ لغير نفعٍ ... لما احتاج الفؤاد إلى حجاب
احتجابك أحياناً عن الناس نافع، فالقلب نفسه له حجاب يقيه ويحفظه.
ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا ... هلكن إذا من جهلهنّ البهائم
لا توزع أرزاق الناس على حسب عقولهم ولكنها توزع حسب حظوظهم، ولولا ذلك لماتت البهائم جوعاً لأنها لا عقل لها.
ولو لمْ يعلُ إلا ذو محلّ ... تعالى الجيشُ وانحطّ القتام
لو كان لا يعلو في الحياة غير صاحب المكانة لكان غبار المعركة هو الذي ينحط إلى الأرض ولكان الجيش الذي يخوض المعركة هو الذي يعلو فوق الغبار.
ومَنْ خبر الغواني فالغواني ... ضياء في بواطنه ظلامُ
لو جربت النساء وجدتهن ضياء ظاهر وظلاماً باطناً.
وما كل بمعذور ببخلٍ ... ولا كلّ على بخل يلامُ
لا يعذر كل الناس على البخل، ولا يلامون كلهم عليه، فرب بخل مقبول، ورب بخل معذول.
وليسَ الفقرُ من إقلالِ مالٍ ... ولكنْ أحمقُ القومِ الفقيرُ
ليس الفقر فقر المال وإنما هو فقر العقل.
وليس للإنسانِ إلا ما سعى ... وكلُّ ساع سعيه سوف يرى
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى (قرآن كريم) .
وليس يزيدُ الشمس نوراً وبهجةً ... إطلالةُ ذي وصفٍ ولا مدحُ مادحِ
لا يزيد الشمس جمالاً ونورا وصف الواصفين لها ولا مدحهم إياها.
وليسَ يصحُّ في الأفهام شيءٌ ... إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ
إذا احتاج النهار إلى دليل يدل عليه لم يبق هنالك شيء صحيح.
وما التأنيثُ لاسمِ الشمس عيبٌ ... ولا التذكيرُ فخرٌ للهلالِ
لا فضل لصيغة التذكير على صيغة التأنيث فالشمس مؤنثة، وليس يعيبها التأنيث، والقمر مذكر ولا يزيده التذكير فخراً، وإنما الفضل للمذكر نفسه أو للمؤنث.
وما الدهرُ أهلٌ أن يؤملَ عنده ... حياةٌ وأن يشتاقَ فيه إلى النسلِ
الحياة الدنيا لا تستحق أن يطلب الإنسان دوامها ولا تستحق أن يحرض فيها الإنسان على الأولاد والأحفاد.
وما الصارمُ الهنديُّ إلا كغيره ... إذا لم يفارقه النجادُ وغمدهْ
السيف القاطع مثل السيف الكهام إذا لم يجرد من غمده.
وما الموتُ إلا رحلةٌ غير أنها ... من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي
الموت رحلة من الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية.
وما الناسُ إلا ظاعنٌ وابنُ ظاعن ... وثاو قريحُ العينِ تبكي لراحل
الناس فريقان: ميت فارق الحي، وحي يبكي على الميت.
وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوارُ والظّلم
ماذا تنفع المرء عينه إن لم يميز بها بين النور والظلام وماذا ينفع الإنسان عقله إذا لم يميز به بين الحق والضلال.
وما بعضُ الإقامة في ديارٍ ... يهانُ بها الفتى إلا عناءُ
العيش في بلاد يهان فيها المواطن بلاء ما بعده بلاء.
وبعضُ خلائقِ الأقوام داءٌ ... كداء البطن ليس لهُ شفاءُ
بعض الأخلاق لا تستقيم كما أن داء المعدة لا دواء له.
وبعضُ القول ليسَ له عناجٌ ... كخض الماءَ ليسَ لهُ إناءُ
بعض القول لا معنى له، كما أن الماء لا زبدة فيه.
وكل شديدةٍ نزلتْ بقومٍ ... سيأتي بعدَ شدتها رخاءُ
كل مصيبة سيأتي بعدها فرج.
ولا يعطى الحريصُ غنىً لحرصٍ ... وقد ينمي على الجودِ الثراءُ
لا يزيد الحرص مال الحريص، ولا ينقص الكرم مال الكريم بل يزيده.
وليس بنافعٍ ذا البخل مالٌ ... ولا مُزرٍ بصاحبهِ السّخاءُ
لا ينفع البخيل ماله ولا يعيب الكريمَ جودُه.
وما بلدُ الفتى إن كان فيه ... قليلَ المال إلا دارُ غربه
إذا كنت تعيش في بلدك وأنت فقير فكأنك تعيش في غربة.
وما بينَ الدّنايا والمنايا ... لدى الحرّ الكريم النفسِ فرقُ
لا يفرق الحر بين الدنية والمنية، بل ربما وجد المنية أحلى طعما
وما بين الردى والذلّ فرقٌ ... سوى أن الرّدى بالحرّ أولى
لا فرق بين الموت والذل بل أن الموت أجدر بالحر من العيش الذليل
وما تخفى الضغينةُ حيث كانتْ ... ولا النظر الصحيح من السقيم
لا يخفى الحقد في قلب الحقود، ولا يخفى نظر الصديق ولا نظر العدو.
وما ثناك كلامُ الناسِ عن كرمٍ ... ومن يسُدُّ طريق العارض الهطل
إن كلام الناس ولومهم لك على كرمك لم يمنعك من الاستمرار في الجود، وهل يستطيع أحد أن يوقف السيل والمطر.
وما جهلتْ أياديكَ البوادي ... ولكن رُبّما خفيَ الصوابُ
لقد عرفت البادية فضلك، ولكنها أخطأت طريق الصواب عندما خالفتك.
وكم ذنْبٍ مُوَلّدُهُ اقترابُ ... وكم بُعْدٍ مولده اقتراب
رب ذنب جره الدلال، ورب بعد جره القرب.
وجرمٍ جرّه سفهاء قومٍ ... فحلّ بغير جارمهِ العذابُ
رب ذنب جناه جهال قوم فحل العقاب بغير الجاني.
وما حُسْنُ الرجالِ لهمْ بحسنٍ ... إذا لم يسعد الحسن البيانُ
ليس جمال الرجل بشكله وإنما جماله ببيانه وفصاحته.
وما خضب الناسُ البياضَ لأنّه ... قبيحٌ ولكنْ أحسن الشّعر فاحمُهْ
الناس عندما يشيب شعرهم ويصبح أبيض يخضبونه بالسواد، وليس ذلك لأن لون البياض قبيح ولكن لأن أحسن الشعر ما كان أسود.
وما ذاك بخلاً بالنفوس على القنا ... ولكن صدم الشرّ بالشرّ أحزمُ
لم نلبس الدروع لأننا نخاف القتل ولكنا رأينا أعداءنا يلبسون الدروع فلبسناها، فإن مقاومة القوة والعدة بالقوة والعدة أفضل.
وما زلتُ أسمعُ أنّ العقولَ ... مصارعُها بين أيد الطمعْ
مصارع العقول في الأطماع
وما شكّى وإنْ أكثرتْ إلا ... محاماةً عن الشيء اليقين
أنا أشك لأصل إلى اليقين.
وما صبابةُ مشتاقٍ على أملٍ ... من اللقاء كمشتاقٍ بلا أملِ
ليس المشتاق إلى الحبيب وهو على موعد بلقائه، مثل المشتاق إلى الحبيب وهو لا يرجو لقائه.
وما طلبُ المعيشة بالتمنّي ... ولكنْ ألقِ دلوك في الدّلاء
لا تتمنّ الشيء وتقعد عن طلبه، لكن جرّب حظك، وألق دلوك في البئر مع الناس الذين يلقون بدلائهم.
وما كلُّ ذي رأي بمؤتيك نصحه ... ولا كلّ مؤتٍ نصْحَهُ بلبيب
ليس كل من ينصحك عاقلاً وليس كل صاحب عقل ينصحك.
وما كلُّ ما تهوى النفوسُ بنافعٍ ... وما كلُّ ما تخشى النفوسُ بضرارِ
ليس كل ما تحبه نافعاً وليس كل ما تكرهه مضراً
وما كُلّ من قال قولاً وفى ... ولا كل من سيمَ خسفا أبى
ليس كل من قال وفياً، وليس كل من سيم الضيم حراً يأبى الذل والظلم.
وما كلّ هاوٍ للجميل بفاعلٍ ... ولا كلّ فعالٍ له بمتمّمِ
ليس كل من يهوى فعل الجميل يفعله، وليس كل من يفعل الجميل يتممه ويكمله.
وما كمَدُ الحسادُ شيءٌ قصدته ... ولكنّه من يزحمِ البحرَ يغرقِ
لقد أصاب الحزن والكمد حسادي، ولم أرد ذلك، ولكنهم هم الذين تعرضوا ليس، ومن يزاحم البحر لا بد أن يغرق فيه.
وما منزلُ اللذات عندي بمنزلٍ ... إذا لم أبجل عنده وأكرّم
إني أرفض المنزل الذي أجد فيه لذتي، ولا أحقق فيه كرامتي.
وما هداكَ إلى أرض كعالمها ... وما أعانك في حزم كعرّام
لا يهديك في أرض إذا نزلتها إلا العارف بها، ولا يعينك في أمرك إلا الشجاع المقدام.
وما ينفعُ الأصل من هاشمٍ ... إذا كانت النفسُ مِن باهله
ماذا ينفع النسب إذا لم ينفع الأدب
وما يوجعُ الحرمانُ من كفّ حازمٍ ... كما يوجع الحرمان من كفّ رازق
إذا حرمك من تعودت حرمانه لم تتألم، ولكن الذي يؤلمك هو حرمان من تعودت عطاءه.
ومكائد السفهاء واقعة بهم ... وعداوة الشعراء بئس المقتنى
السفيه يقع في كيده، وبئس ما يكسب الناس من عداوة الشعراء.
ومن البلية عذلُ من لا يرعوي ... عن غيّه وخطابُ من لا يفهمُ
لومك من لا يردعه اللوم، وكلامك لمن لا يفهم الكلام، بلاء ما بعده بلاء.
ومَن تَعرّض للغربان يزجرُها ... على سلامتها لا بدّ مشؤوم
الغربان مشئومة فإذا تعرضت لها تطلب سلامتها، كنت مشؤوما مثلها.
ومَن تكنِ الأسدُ الضّواري جدوده ... يكن ليلُه صُبْحاً ومطعمه غصبا
من كان جده أسداً صار ليله صباحاً وصار طعامه افتراساً.
ومَن جهلت نفسه قدرهُ ... رأى غيره منه ما لا يرى
من لا يعرف نفسه عرفه الناس.
ومن حضر السماع بغير قلبٍ ... ولم يطرب فلا يلم المغنّي
من سمع الغناء وهو مشغول القلب فلم يطرب فليلم نفسه، ولا يلومنّ المغني.
ومَن دَعا الناسَ إلى ذمّه ... ذموه بالحق والباطل
من قام بالأفعال المعيبة فكأنه يدعو الناس إلى ذمه، فلا يلمهم إن ذمّوه بما هو حق وبما هو باطل.
ومَن ذا الذي ترضى سجاياه كلّها ... كفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه
مَنْ مِنَ الناس خال من العيوب؟ حسب الإنسان من النبل أن تعد هذه العيوب فيه.
ومَنْ ركبَ الثورَ بعد الجوادِ ... أنكرَ أظلافَهُ والغبَبْ
من ركب الثور بعد الحصان عرف الفرق بينهما، في الحوافر ولحم العنق.
ومنْ عادة الأيام أن صروفها ... إذا ساءَ منها جانبٌ سرّ جانبُ
عادة الأيام أن تسوء حينا وتسر حينا
ومن كلّفته النفسُ فوق كفافها ... فما ينقضي حتّى الممات عناؤهُ
من طمع بغير الكفاف تعب
ومَن لم يُصانع في أمورٍ كثيرةٍ ... يُضرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم
عليك أن تغض الطرف عن بعض الأمور وإلا أكلك الناس بأضراسهم وداسوك بأقدامهم.
ومَن يوف ولا يذمم ومن يهد قلبُه ... إلى مطمئنّ البرّ لا يتجمجم
الوافي بالعهود محمود، والمهتدي إلى الصواب فصيح، لا يتردد في كلامه.
ومن يجعل المعروفَ من دون عرضه ... يفره ومن لا يتق الشتمَ يُشتمِ
من قدم معروفه صان شرفه ومن فعل ما يستحق عليه الشتم شتمه الناس.
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضله ... على قومه يستغن عنه ويذمم
من كان صاحب فضل فضن به على أهله استغنى أهله عنه وشتموه.
ومن هابَ أسبابَ المنايا ينلنه ... وإن يرقَ أسبابَ السّماءِ بسُلّم
من خاف الموت مات ولو صعد إلى السماء.
ومن لايزلْ يستحملُ الناسَ نفسه ... ولا يغنها يوماً من الدهر يسأم
من عاش عالة على الناس ولم يستغن عنهم سئموه وأبعدوه.
ومن يجعل المعروف في غير أهله ... يكنْ حمدُه ذماً عليه ويندمِ
من جعل المعروف في غير من يستحقه ندم.
ومن يعصِ أطرافَ الزّجاج فإنه ... يطيعُ العوالي ركّبتْ كلّ لهذَمِ
من ترك الشر القليل وقع في الشر الكثير، مثل من يخاف قائم الرمح فيقع في سنانه.
ومن يغتربْ يحسب عدواً صديقه ... ومن لا يكرَمّ نفسه لا يكرّم
الغريب يظن صديقه عدواً له، والرجل الذي لا يحرص على كرامته لا يكرمه الناس.
ومهما تكنْ عند امرئ من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ
من ظن أنه يُخفي أخلاقه عن الناس فهو مخطئ، فلا بد لهم من أن يكشفوها.
ومن لم يعشَقِ الدنيا قليلٌ ... ولكنْ لا سبيلَ إلى الوصالِ
كل الناس يحبون الدنيا، ولكن الذين يحصلون عليها أقلاء.
ومن لم يغمّض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمُتْ وهو عاتبُ
إذا لم تغض النظر عن أصدقائك مت وأنت عليهم عاتب
ومن مذهبي حُبّ الديار لأهلها ... وللناس فيما يعشقونَ مذاهب
أحب الديار لأني أحب من يسكن الديار والحب فنون.
ومن نكد الدنيا على الحُرّ أن يرى ... عدواً له ما مِنْ صداقته بُدّ
أصعب الأمور على الحر أن يضطر إلى صداقة من هو له عدو.
ومن يبغي الصديق بغير عيبٍ ... سيبقى الدهر ليس لهُ صديقُ
من أراد صديقا بلا عيب عاش دون صديق.
ومن يتتبع جاهداً كُلّ عثرةٍ ... يجدها ولا يسلم له الدهرَ صاحبُ
من تتبع عثرات أصدقائه لم يبق له صديق.
ومن يَحْلَمْ وليس له سفيهٌ ... يلاق المعضلات من الرّجالِ
من كان حليما وليس له سفيه يدافع عنه لقي من الناس الدواهي والمشكلات.
ومن يكُ ذا فمٍ مرّ مريضٍ ... يجدْ مرّاً به الماءَ الزلالا
الماء العذب مر في الفم المريض.
ومن ينفق الساعات في جمعِ ماله ... مخافةَ فقرٍ فالذي فعلَ الفقر
من أنفق عمره في جمع المال خوف الفقر عاش في فقره.
وهل تغني الرّسائل في عدوّ ... إذا ما لَمْ يَكّنَّ ظُبىً رقاقا
لا تنفع الرسائل في رد عدوان المعتدي إن لم تدعمها القوة من رماح وسيوف.
وهل يُنْبِتُ الخَطّيّ إلا وشيجُه ... وتغرسُ إلا في منابتها النّخل
الرماح الخطية نبتت من الرماح الخطية والنخل تغرس في مغارس النخل، والرجل الكريم يلد الكريم، واللئيم يلد اللئيم.
وهم بدؤوا بالظلم في ذاتِ بينهم ... ولا يصلح المولى إذا كان ظالما
هؤلاء الرؤساء هم الذين بدؤوا بظلم أهلهم وشعبهم، ولا يصلح الرئيس إذا كان ظالما
ووضعُ الندى في موضعِ السيف بالعلا ... مضرّ كوضع السيف في موضع الندى
المكافأة في موضع العقوبة مضرة، مثل وضع العقوبة في موضع المكافأة، فلكلٍ زمن ولكلٍ موضع.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حرف اللام ألف
حرف اللام ألف
لا بُدّ للإنسان من ضجعَةٍ ... لا تقلبُ الراقدَ عَنْ جنبه
لا بد للإنسان أن يموت ثم يرقد رقدة طويلة لا يتقلب فيها من جنب إلى جنب.
لا تأمن الدهرَ مُمساهُ ومُصحبه ... فالدّهرُ يقعدُ للأقوام بالرّصد
لا تأمن دنياك لا في الصباح، ولا في المساء، فالدنيا ومصائبها تقف لك بالمرصاد.
لا تأسَ من دنيا على فائتٍ ... وعندكَ الإسلامُ والعافيه
لا تحزن على ما فاتك من الدنيا ما دمت تحتفظ بإيمانك وصحتك.
لا تَجُدْ بالعطاءِ في غير حقّ ... ليسَ في منع غير ذي الحق بخلُ
جد بعطائك على من يستحق، فليس من البخل ألا تعطي من لا يستحق.
لا تجعل الهزلَ دأباً فهو منقصةٌ ... والجد تعلو به بين الورى القيم
لا تجعل المزاح من عادتك فهو نقص في المروءة، والجد هو الذي يعلو بك.
لا تجعلنّ دليلَ المرء صورته ... كم مخبرٍ سمجٍ من منظرٍ حسنِ
لا تخدع نفسك بمنظر الناس فكم من جميل الصورة قبيح النفس.
لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمقٍ ... ليس تأكلُ إلا الميّتَ الضبّع
لقد كان الأسير الذي وقع في أيديكم ميتا، وأنتم مثل الضبع لا تأكلون إلا الميت.
لا تحمدَنّ المرئَ ما لم تبلُهُ ... فالمرء كالصورة لولا عقلُهُ
لا تحمد إنساناً قبل تجربته، فليس المرء بالصورة ولكنه بالعقل.
لا تَزُرْ من تحبّ في كلّ شهرٍ ... غيرَ يومٍ ولا تزده عليهِ
زر حبيبك مرة في كل شهر ولا تزد.
لا تسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهدٌ عن الخبر
يكفيك لمعرفة صاحبك أن ترى وجهه فالوجه شاهد على الضمير.
لا تشتر العبد إلا والعصا معه ... إن العبيد لأنجاسٌ مناكيد
إذا اشتريت العبد فهيئ له العصا، فالعبد خبيث.
لا تضجرَنّ ولا تدخُلك معجزةٌ ... فالنجحُ يذهب بين العجز والضجّر
إذا حاولت أمراً فلا تضجر ولا تعجز، فإن النجاح يضيع بين العجز والضجر.
لا تُطل الحزنَ على فائتٍ ... فقلّما يجدي عليكَ الحزن
لا تحزن على ما فات، فالحزن لا ينفعك شيئاً.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم آخره يأتيك بالنّدم
إذا كنت قوياً فلا تظلم الناس، فعاقبة الظلم الندم.
لا تعجبن الجهول حلّته ... فذاك ميتٌ وثوبه كفنُ
الجاهل يعجب بثيابه، وهو لا يدري أنه ميت وأن ثوبه هو كفنه.
لا تعجلنّ فربّما ... عجلَ الفتى فيما يضرُّه
لا تعجل ففي العجلة الندامة والضرر.
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذّنبا
رأس الأفعى شر من ذنبها، فإذا قطعت ذنبها لم تفعل شيئاً، فأسرع وألحق الرأس بالذنب.
لا تكتمنّ داءك الطّبيبا ... ولا الصديق سرّكَ المحجوبا
لا تكتم عن الطبيب مضرك، ولا عن الصديق الوفي سمرك.
لا تلتمس من مساوي الناس ماستروا ... فيكشف اللهُ سراً من مساويكا
لا تكشف مساوئ الناس المستورة، فيكشف الله مساوئك ويفضحك.
لا تمدحَنّ أمراً حتى تجربهُ ... ولا تذمّنّه من غير تجريب
لا تمدح أحداً ولا تذم أحدا إلا بعد التجربة.
لا تنتقم إن كنت ذا قدرةٍ ... فالعفو من ذي قدرةٍ أصلحُ
إذا كنت قادراً فاعف ودع عنك الحقد والانتقام، فالعفو عند القدرة أحسن.
لا تنكرنّ لذي النعماء نعمته ... لا يشكرُ اللهُ من لا يشكرُ الناسا
لا تنكر إحسان من أحسن إليك، فالله لا يشكر من لا يشكر الناس.
لا تنكري عطلَ الكريم من الغنى ... فالسيل حربٌ للمكان العالي
أيتها الصديقة، لا تنكري أن يكون الكريم فقيراً فالسيل يجرف تراب الجيل ليلقيه في الوادي.
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيم
إذا نهيت أخوانك عن خطأ فلا تقع في مثله، وإلا فأنت مذنب ذنباً كبيراً.
لا تُهين الفقيرَ علّك أن ترْ ... كعَ يوماً والدهرُ قدْ رفعه
أحسن إلى الفقير فربما أصبح الفقير غنياً وأصبحت فقيراً محتاجاً إليه.
لا تيأسنّ مضيقاً أن ترى فرجاً ... فرّبما اتسع الأمرُ الذي ضاقا
لا تيأس إذا أصابك ضيق فعقبى الضيق فرج.
لا خيرَ في طمعٍ يُدني إلى طبعٍ ... وبلغةٌ من قوامِ العيشِ تكفيني
الطمع شر ومهلكة، وتكفيك لقمة عيشك.
لا خيرَ في غادرٍ مودّتُه ... كالصابِ والقولُ منه كالعسلِ
لا خير في رجل غادر لسانه كالعسل وفعله كالعلقم.
لا شيءَ أنفعُ للفتى من ماله ... يقضي حوائجه ويجلبُ أنسهُ
المال أنفع شيء للفتى يقضي به حاجاته ولذاته.
لا يأكلُ الإنسانُ إلا ما رزقْ ... ما كلّ أخلاقِ الرّجال تنّفقْ
أيها الإنسان أنت تأكل رزقك وحدك، وأخلاق الناس متفاوتة.
لا يخدَعنّكَ من عدوٍّ دمعُه ... وارحمْ شبابكَ من عدوٍّ ترْحَمْ
إذا بكى عدوك فلا يخدعك بكاؤه، وارحم نفسك.
لا يصبرُ الحرّ تحت ضيمٍ ... وإنّما يصبرُ الحمارُ
الحر لا يصبر على الذل، وإنما يصبر على الذل الحمار.
لا يصلحُ الناس فوضى لا سراةَ لهم ... ولا سراةَ إذا جهالُهُم سادُوا
لا يفلح الناس إن لم تكن لهم رئاسة وزعامة ولا يفلحون كذلك إذا كان رؤساؤهم هم الجاهلين والمنحرفين.
لا تعجبنّ مضيما حسنُ بزّته ... وهل يروقُ دفيناً جودةُ الكفن
لا يعجب الذليل بثيابه فإن الميت لا يعجبه كفنه، مهما كان جميلا
لا يُقبل الصدقُ من الكذاب ... وإن أتى بمنطقٍ عجابِ
إذا عرف المرء بالكذب لا يصدق وإن صدق.
لا يكذبُ المرءُ إلا من مهانته ... أو عادةٍ السوء أو من قلة الأدب
دوافع المرء إلى الكذب ثلاثة: هوان نفسه عليه، أو عادته السيئة، أو قلة تهذيبه.
لا يكُنْ برقُك برقاً خلبّاً ... إن خير البرقِ ما الغيث معهْ
لقد وعدتني فأنجز وعدك ولا تكن كالبرق الكاذب يلمع ولا يمطر فخير البرق ما صاحبه المطر.
لا يملأ الأمرُ صدري قبلَ موقعه ... ولا يضيقُ به صدري إذا وقعا
الحادثة من الحوادث لا تشغل بالي قبل أن تقع، ولا يضيق بحملها صدري إذا وقعت.
لا ينفع الذكر قلباً قاسيا أبدا ... وهل يلين لضرس الماضغ الحجر
إذا حاولت بكلامك إصلاح قلب قاس أضعت وقتك فالحجر لا يكسر تحت الضرس.
حرف الياء
يا أيّها الرجُلُ المعلّم غيره ... هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
أيها الرجل هلا علمت نفسك قبل أن تعلم الناس
يا أيّها اللاعب أين تذهب ... جدّ بكَ الأمرُ وأنت تلعبُ
أيها اللاعب، إن الأمر جد وأنت لا تزال تعبث وتلعب فاتنبه لنفسك.
يا أخا الخفض والدّعه ... نمْتَ والأرضُ مُسْبِعَهْ
أيها الإنسان السعيد أنت تنام وتغفل والأرض التي تنام فيها ملأى بالسباع والوحوش.
يأبى الفتى إلا اتباع الهوى ... ومنهج الحقّ له واضح
الإنسان يتبع هواه، ويترك طريق الحق والعقل.
يا رُبّ إحسانٍ يعودُ ذنباً ... ورُبّ سلمٍ سيصير حربا
رب إحسان ينقلب إساءة عند اللئام، ورب سلم ينقلب حرباً عند من لا يرعى العهود.
يا رُبّ حلوٍ سيصير سُمّا ... وربّ حمدٍ سيصير ذما
رب حلو صار سماً قاتلاً، ورب من حمدك اليوم، وهو يذمك غدا.
يا ربُ هَزلٍ كانَ منه الجدّ ... وربّ مزحٍ صار منه الحقدُ
رب هزل انقلب جداً ورب مزح أورث حقداً.
يا رُبما أورثت اللجاجة ... ما ليس للمرء إليه حاجه
اللجاجة والإلحاح عاقبتهما الندامة والذم.
يا رُبما نالَ الغنيّ رشدهُ ... وأخطأ السهمُ المصيبُ قصدهُ
ربما كان الغني عاقلاً وربما أخطا السهم هدفه.
يا زائري مِنْ بعد يأس رُبّما ... تمّ المنى من بعد إرجاء الرجا
لقد زرتني يا حبيبي بعد يأس من زيارتك وقد ينال الإنسان أمله بعد قطع الرجاء
يا عاقد العقد جهلاً ... هلا تذكرت حلا
يا عاقد (الحبل) اذكر حله
يا عجبا للاهي ... والدّهر ذو دواهي
أعجب لمن يلهو ويغفل عما في الدهر من تقلبات ومصائب.
يا عجباً من يحب الدنيا ... وليس للدنيا عليه بقيا
أعجب ممن يحب الدنيا وليس لها بقاء
يا عجبا من نائم ينامُ ... وليس في الدنيا له مقامُ
أعجب ممن ينام وهو يعرف أنه مسافر إلى الموت
يا قومُ أذني لبعض الحيّ عاشقةٌ ... والأذنُ تعشق قبل العين أحيانا
أنا أعمى، ومع ذلك فقد سمعت صوت امرأة ناعماً فأحببتها، وقد تعشق الأذن كما تعشق العين.
يا واثقاً بزمانه ... أخطر تصرفه ببالك
أيها الواثق من دهر تذكر أن الدهر ينقلب ويدور.
يبكي على الذاهب من ماله ... وإنما يبقى الذي يذهب
هذا الرجل يبكي على ماأنفق من ماله على الخير، والحق أن ما أنفقه على الخير هو الذي يخلد ذكره ويبقى له.
يبغي الحظوظ أناسٌ من ظبيً وقناً ... وآخرون بغوها بالمشاريط
طلب الأرزاق مختلف فبعض الناس يطلبون الرزق والحظ بالحرب، والسيوف والرماح، وبعضهم يطلبونها بأدوات الحلاقة والصناعات.
يجني الغنى للئام لو عقلوا ... ما ليس يجني عليهمُ العدَمُ
إن الغنى يضر اللئام والأشرار أكثر مما يضرهم الفقر.
يحب الفتى طولَ البقاء وإنّه ... على ثقة أن البقاء فناء
كل إنسان يحب الخلود وهو يعرف أن بقاءه هو طريق الفناء.
يخفي صنائعه والله يظهرها ... إن الجميلَ إذا أخفيته ظهرا
الرجل الكريم يخفي عن الناس ما يفعله من خير ولكن فضله يظهر للناس، والجميل يعرفه من يراه، مهما أخفى نفسه.
يخيبُ الفتى من حيث يزرق غيره ... ويعطي الفتى من حيث يحرم صاحبه
الحياة على هذا الشكل: واحد يخيب سعيه وآخر يرزق وواحد محروم وآخر موهوب.
يُرادُ من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباعُ على النّاقل
يريد الناس أن ينساكم قلبي، وقلبي لا ينسى حبه لكم.
يرى الجبناء أن الجبنَ حزم ... وتلك خديعة الطبع اللئيم
الجبان يرى الجبن حزماً وعقلا، ويخدع بذلك نفسه.
يريدُ المرء أن يعطي مُناهُ ... ويأبى الله إلاّ ما أرادا
كل إنسان يريد أن يحقق آماله ولكن القدر لا يعطيه كل ما يريد.
يريدُ المعالي عاطلٌ من أداتها ... وهيهات من مقصوصةٍ طيرانُها
يريد أن يدرك المجد من لا يملك الشجاعة والإرادة وكيف يطير الطير إذا كان مقصوص الجناح.
يزدحمُ الناس على بابه ... والمنهلُ العذبُ كثيرُ الزحام
هذا الرجل كريم يزدحم الناس على بابه يطلبون خيره، وكذلك النبع الحلو يزدحم الناس حوله يطلبون ماءه.
يستصلحُ الناسَ وينسى نفسه ... وكلّما أصبح ينسى أمسه
هذا إنسان يطلب صلاح الناس ويفعل هو الشر وينسى عند الصباح ما قاله أمس وما فعله.
يسعى عليك كما يسعى إليكَ فلا ... تأمن غوائل ذي وجهين كذاب
الكذاب ذو الوجهين لا يؤتمن فهو يحالفك على عدوك ويحالف عدوك عليك.
يسقطُ الطيرُ حيث يلتقطُ الح ... بّ وتغشى منازلُ الكرماء
يقصد الناس منزل الرجل الكريم كما تقصد العصافير بيادر الحب.
يشتهي الإنسانُ في الصيف الشتا ... فإذا جاء الشتا أنكره
ما أعجب الإنسان: إذا كان الصيف اشتهى الشتاء، وإذاجاء الشتاء طلب الصيف.
يعتبر المرسلُ بالرسولِ ... وما على الرسولِ من سبيل
الرسول (المبعوث) لسان من أرسله إليك، فإذا أخطأ أو أصاب فليس لك عليه عتاب، لأنه ينطق باسم صاحبه.
يَعْقُبُ الصبرَ نجاحٌ وغنى ... ورداءُ الفقر من نسج الكسل
عاقبة الصبر النجاح وعاقبة الكسل الفقر.
يفدي بنيك عبيدَ الله حاسدهم ... بجبهة العيرِ يفدى حافرُ الفرسِ
الحاسدون فداء لأولادك العظماء وحافر الفرس الأصيل يفدى بجبهة الحمار.
يقرّبُ الشوقُ داراً وهي نازحةٌ ... من عالج الشوق لم يستبعد الدارا
شوقي إلى الأحباب والأهل يقرب عليّ دارهم، وإن كانت بعيدة، والمحب لا يستبعد دار الحبيب.
يقولُ المرءُ: راحلتي وزادي ... وتقوى الله أحسنُ ما استزادا
يحرص الإنسان على بيته وطعامه، وخير الزاد تقوى الله وخوف الشر.
يقولون ... الزمانُ به فسادٌ
وهُم فسدوا وما فسدَ الزمان
قال بعض الناس: لقد فسد الزمان، والزمان لا يفسد، فهو ليل ونهار وقمر وشمس، ولكن الناس هم الذين يصلحون أويفسدون.
يقولون: إنّ العامَ أخلفَ نوءه ... وما كلّ عامٍ روضةٌ وغدير
يقولون: المطر قليل في هذا العام، وليست الأعوام كلها خصيبة بل منها الخصيب ومنها الجديب.
يقولون: أخبرنا فأنت امينها ... وما أنا إن أخبرتهم بأمين
يقول لي أصدقائي: أخبرنا أخبار حبيبتك فأنت أمين عندها تطلعك على أسرارها، ولكني أكتم أخبارها لأني لو أخبرتهم كنت خائناً ولم أكن أميناً.
يقولون: لا تنظر وتلك بلية ... ألا كلّ ذي عينين لا بدّ ناظرُ
مرت بي امرأة جميلة فقال لي أصحابي لا تنظر إليها وكيف ذلك وكل من يملك عينين لا بد له من أن ينظر ويرى بعينيه.
يقي الكريمُ عرضه بماله ... وعرض ذي اللؤم وقاء ماله
الكريم يصون عرضه بماله، واللئيم يصون ماله بعرضه.
يموتُ الفتى من عثرةٍ بلسانه ... وليس يموت المرءُ من عثرةِ الرجلِ
قد يخطئ لسان المرء خطيئة تقتله، وقل أن يموت إذا تعثرت رجله.
يموتُ راعي الضأن في جهله ... ميتة جالينوس في طبه
راعي الغنم الجاهل يموت مثل الطبيب العالم.
ينسى مضرّته لنفع صديقه ... لا خير في شرفٍ إذا لم ينفع
هذا صديق مخلص ينفع صديقه، وإن أضر بنفسه، ولا خير في صديق لا ينفع.
ينشأ الصغير على ما كان أوله ... إن العروق عليها ينبت الشجر
الصبي ينشأ على أخلاق أهله، كما تتفرع الأغصان من الأشجار.
يهوى البقاء خشية الفناء ... وإنما يفنى من البقاء
فلان يحب البقاء خشية الموت، وإنما يموت لأنه يعيش.
يوّدُ الفتى طول السلامة جاهداً ... فكيف ترى طول السلامة يفعل
يريد المرء أن يبقى سالماً طول حياته، والصحة طريق المرض، والسلامة طريق الهلاك.
يودّ المرءُ أن يحيا سليما ... وما يأتي لهُ يأتي عليه
يريد المرء أن يبقى سالماً، ولكن الأيام التي هي له الآن سوف تقضي عليه غداً.
لا بُدّ للإنسان من ضجعَةٍ ... لا تقلبُ الراقدَ عَنْ جنبه
لا بد للإنسان أن يموت ثم يرقد رقدة طويلة لا يتقلب فيها من جنب إلى جنب.
لا تأمن الدهرَ مُمساهُ ومُصحبه ... فالدّهرُ يقعدُ للأقوام بالرّصد
لا تأمن دنياك لا في الصباح، ولا في المساء، فالدنيا ومصائبها تقف لك بالمرصاد.
لا تأسَ من دنيا على فائتٍ ... وعندكَ الإسلامُ والعافيه
لا تحزن على ما فاتك من الدنيا ما دمت تحتفظ بإيمانك وصحتك.
لا تَجُدْ بالعطاءِ في غير حقّ ... ليسَ في منع غير ذي الحق بخلُ
جد بعطائك على من يستحق، فليس من البخل ألا تعطي من لا يستحق.
لا تجعل الهزلَ دأباً فهو منقصةٌ ... والجد تعلو به بين الورى القيم
لا تجعل المزاح من عادتك فهو نقص في المروءة، والجد هو الذي يعلو بك.
لا تجعلنّ دليلَ المرء صورته ... كم مخبرٍ سمجٍ من منظرٍ حسنِ
لا تخدع نفسك بمنظر الناس فكم من جميل الصورة قبيح النفس.
لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمقٍ ... ليس تأكلُ إلا الميّتَ الضبّع
لقد كان الأسير الذي وقع في أيديكم ميتا، وأنتم مثل الضبع لا تأكلون إلا الميت.
لا تحمدَنّ المرئَ ما لم تبلُهُ ... فالمرء كالصورة لولا عقلُهُ
لا تحمد إنساناً قبل تجربته، فليس المرء بالصورة ولكنه بالعقل.
لا تَزُرْ من تحبّ في كلّ شهرٍ ... غيرَ يومٍ ولا تزده عليهِ
زر حبيبك مرة في كل شهر ولا تزد.
لا تسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهدٌ عن الخبر
يكفيك لمعرفة صاحبك أن ترى وجهه فالوجه شاهد على الضمير.
لا تشتر العبد إلا والعصا معه ... إن العبيد لأنجاسٌ مناكيد
إذا اشتريت العبد فهيئ له العصا، فالعبد خبيث.
لا تضجرَنّ ولا تدخُلك معجزةٌ ... فالنجحُ يذهب بين العجز والضجّر
إذا حاولت أمراً فلا تضجر ولا تعجز، فإن النجاح يضيع بين العجز والضجر.
لا تُطل الحزنَ على فائتٍ ... فقلّما يجدي عليكَ الحزن
لا تحزن على ما فات، فالحزن لا ينفعك شيئاً.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم آخره يأتيك بالنّدم
إذا كنت قوياً فلا تظلم الناس، فعاقبة الظلم الندم.
لا تعجبن الجهول حلّته ... فذاك ميتٌ وثوبه كفنُ
الجاهل يعجب بثيابه، وهو لا يدري أنه ميت وأن ثوبه هو كفنه.
لا تعجلنّ فربّما ... عجلَ الفتى فيما يضرُّه
لا تعجل ففي العجلة الندامة والضرر.
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذّنبا
رأس الأفعى شر من ذنبها، فإذا قطعت ذنبها لم تفعل شيئاً، فأسرع وألحق الرأس بالذنب.
لا تكتمنّ داءك الطّبيبا ... ولا الصديق سرّكَ المحجوبا
لا تكتم عن الطبيب مضرك، ولا عن الصديق الوفي سمرك.
لا تلتمس من مساوي الناس ماستروا ... فيكشف اللهُ سراً من مساويكا
لا تكشف مساوئ الناس المستورة، فيكشف الله مساوئك ويفضحك.
لا تمدحَنّ أمراً حتى تجربهُ ... ولا تذمّنّه من غير تجريب
لا تمدح أحداً ولا تذم أحدا إلا بعد التجربة.
لا تنتقم إن كنت ذا قدرةٍ ... فالعفو من ذي قدرةٍ أصلحُ
إذا كنت قادراً فاعف ودع عنك الحقد والانتقام، فالعفو عند القدرة أحسن.
لا تنكرنّ لذي النعماء نعمته ... لا يشكرُ اللهُ من لا يشكرُ الناسا
لا تنكر إحسان من أحسن إليك، فالله لا يشكر من لا يشكر الناس.
لا تنكري عطلَ الكريم من الغنى ... فالسيل حربٌ للمكان العالي
أيتها الصديقة، لا تنكري أن يكون الكريم فقيراً فالسيل يجرف تراب الجيل ليلقيه في الوادي.
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيم
إذا نهيت أخوانك عن خطأ فلا تقع في مثله، وإلا فأنت مذنب ذنباً كبيراً.
لا تُهين الفقيرَ علّك أن ترْ ... كعَ يوماً والدهرُ قدْ رفعه
أحسن إلى الفقير فربما أصبح الفقير غنياً وأصبحت فقيراً محتاجاً إليه.
لا تيأسنّ مضيقاً أن ترى فرجاً ... فرّبما اتسع الأمرُ الذي ضاقا
لا تيأس إذا أصابك ضيق فعقبى الضيق فرج.
لا خيرَ في طمعٍ يُدني إلى طبعٍ ... وبلغةٌ من قوامِ العيشِ تكفيني
الطمع شر ومهلكة، وتكفيك لقمة عيشك.
لا خيرَ في غادرٍ مودّتُه ... كالصابِ والقولُ منه كالعسلِ
لا خير في رجل غادر لسانه كالعسل وفعله كالعلقم.
لا شيءَ أنفعُ للفتى من ماله ... يقضي حوائجه ويجلبُ أنسهُ
المال أنفع شيء للفتى يقضي به حاجاته ولذاته.
لا يأكلُ الإنسانُ إلا ما رزقْ ... ما كلّ أخلاقِ الرّجال تنّفقْ
أيها الإنسان أنت تأكل رزقك وحدك، وأخلاق الناس متفاوتة.
لا يخدَعنّكَ من عدوٍّ دمعُه ... وارحمْ شبابكَ من عدوٍّ ترْحَمْ
إذا بكى عدوك فلا يخدعك بكاؤه، وارحم نفسك.
لا يصبرُ الحرّ تحت ضيمٍ ... وإنّما يصبرُ الحمارُ
الحر لا يصبر على الذل، وإنما يصبر على الذل الحمار.
لا يصلحُ الناس فوضى لا سراةَ لهم ... ولا سراةَ إذا جهالُهُم سادُوا
لا يفلح الناس إن لم تكن لهم رئاسة وزعامة ولا يفلحون كذلك إذا كان رؤساؤهم هم الجاهلين والمنحرفين.
لا تعجبنّ مضيما حسنُ بزّته ... وهل يروقُ دفيناً جودةُ الكفن
لا يعجب الذليل بثيابه فإن الميت لا يعجبه كفنه، مهما كان جميلا
لا يُقبل الصدقُ من الكذاب ... وإن أتى بمنطقٍ عجابِ
إذا عرف المرء بالكذب لا يصدق وإن صدق.
لا يكذبُ المرءُ إلا من مهانته ... أو عادةٍ السوء أو من قلة الأدب
دوافع المرء إلى الكذب ثلاثة: هوان نفسه عليه، أو عادته السيئة، أو قلة تهذيبه.
لا يكُنْ برقُك برقاً خلبّاً ... إن خير البرقِ ما الغيث معهْ
لقد وعدتني فأنجز وعدك ولا تكن كالبرق الكاذب يلمع ولا يمطر فخير البرق ما صاحبه المطر.
لا يملأ الأمرُ صدري قبلَ موقعه ... ولا يضيقُ به صدري إذا وقعا
الحادثة من الحوادث لا تشغل بالي قبل أن تقع، ولا يضيق بحملها صدري إذا وقعت.
لا ينفع الذكر قلباً قاسيا أبدا ... وهل يلين لضرس الماضغ الحجر
إذا حاولت بكلامك إصلاح قلب قاس أضعت وقتك فالحجر لا يكسر تحت الضرس.
حرف الياء
يا أيّها الرجُلُ المعلّم غيره ... هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
أيها الرجل هلا علمت نفسك قبل أن تعلم الناس
يا أيّها اللاعب أين تذهب ... جدّ بكَ الأمرُ وأنت تلعبُ
أيها اللاعب، إن الأمر جد وأنت لا تزال تعبث وتلعب فاتنبه لنفسك.
يا أخا الخفض والدّعه ... نمْتَ والأرضُ مُسْبِعَهْ
أيها الإنسان السعيد أنت تنام وتغفل والأرض التي تنام فيها ملأى بالسباع والوحوش.
يأبى الفتى إلا اتباع الهوى ... ومنهج الحقّ له واضح
الإنسان يتبع هواه، ويترك طريق الحق والعقل.
يا رُبّ إحسانٍ يعودُ ذنباً ... ورُبّ سلمٍ سيصير حربا
رب إحسان ينقلب إساءة عند اللئام، ورب سلم ينقلب حرباً عند من لا يرعى العهود.
يا رُبّ حلوٍ سيصير سُمّا ... وربّ حمدٍ سيصير ذما
رب حلو صار سماً قاتلاً، ورب من حمدك اليوم، وهو يذمك غدا.
يا ربُ هَزلٍ كانَ منه الجدّ ... وربّ مزحٍ صار منه الحقدُ
رب هزل انقلب جداً ورب مزح أورث حقداً.
يا رُبما أورثت اللجاجة ... ما ليس للمرء إليه حاجه
اللجاجة والإلحاح عاقبتهما الندامة والذم.
يا رُبما نالَ الغنيّ رشدهُ ... وأخطأ السهمُ المصيبُ قصدهُ
ربما كان الغني عاقلاً وربما أخطا السهم هدفه.
يا زائري مِنْ بعد يأس رُبّما ... تمّ المنى من بعد إرجاء الرجا
لقد زرتني يا حبيبي بعد يأس من زيارتك وقد ينال الإنسان أمله بعد قطع الرجاء
يا عاقد العقد جهلاً ... هلا تذكرت حلا
يا عاقد (الحبل) اذكر حله
يا عجبا للاهي ... والدّهر ذو دواهي
أعجب لمن يلهو ويغفل عما في الدهر من تقلبات ومصائب.
يا عجباً من يحب الدنيا ... وليس للدنيا عليه بقيا
أعجب ممن يحب الدنيا وليس لها بقاء
يا عجبا من نائم ينامُ ... وليس في الدنيا له مقامُ
أعجب ممن ينام وهو يعرف أنه مسافر إلى الموت
يا قومُ أذني لبعض الحيّ عاشقةٌ ... والأذنُ تعشق قبل العين أحيانا
أنا أعمى، ومع ذلك فقد سمعت صوت امرأة ناعماً فأحببتها، وقد تعشق الأذن كما تعشق العين.
يا واثقاً بزمانه ... أخطر تصرفه ببالك
أيها الواثق من دهر تذكر أن الدهر ينقلب ويدور.
يبكي على الذاهب من ماله ... وإنما يبقى الذي يذهب
هذا الرجل يبكي على ماأنفق من ماله على الخير، والحق أن ما أنفقه على الخير هو الذي يخلد ذكره ويبقى له.
يبغي الحظوظ أناسٌ من ظبيً وقناً ... وآخرون بغوها بالمشاريط
طلب الأرزاق مختلف فبعض الناس يطلبون الرزق والحظ بالحرب، والسيوف والرماح، وبعضهم يطلبونها بأدوات الحلاقة والصناعات.
يجني الغنى للئام لو عقلوا ... ما ليس يجني عليهمُ العدَمُ
إن الغنى يضر اللئام والأشرار أكثر مما يضرهم الفقر.
يحب الفتى طولَ البقاء وإنّه ... على ثقة أن البقاء فناء
كل إنسان يحب الخلود وهو يعرف أن بقاءه هو طريق الفناء.
يخفي صنائعه والله يظهرها ... إن الجميلَ إذا أخفيته ظهرا
الرجل الكريم يخفي عن الناس ما يفعله من خير ولكن فضله يظهر للناس، والجميل يعرفه من يراه، مهما أخفى نفسه.
يخيبُ الفتى من حيث يزرق غيره ... ويعطي الفتى من حيث يحرم صاحبه
الحياة على هذا الشكل: واحد يخيب سعيه وآخر يرزق وواحد محروم وآخر موهوب.
يُرادُ من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباعُ على النّاقل
يريد الناس أن ينساكم قلبي، وقلبي لا ينسى حبه لكم.
يرى الجبناء أن الجبنَ حزم ... وتلك خديعة الطبع اللئيم
الجبان يرى الجبن حزماً وعقلا، ويخدع بذلك نفسه.
يريدُ المرء أن يعطي مُناهُ ... ويأبى الله إلاّ ما أرادا
كل إنسان يريد أن يحقق آماله ولكن القدر لا يعطيه كل ما يريد.
يريدُ المعالي عاطلٌ من أداتها ... وهيهات من مقصوصةٍ طيرانُها
يريد أن يدرك المجد من لا يملك الشجاعة والإرادة وكيف يطير الطير إذا كان مقصوص الجناح.
يزدحمُ الناس على بابه ... والمنهلُ العذبُ كثيرُ الزحام
هذا الرجل كريم يزدحم الناس على بابه يطلبون خيره، وكذلك النبع الحلو يزدحم الناس حوله يطلبون ماءه.
يستصلحُ الناسَ وينسى نفسه ... وكلّما أصبح ينسى أمسه
هذا إنسان يطلب صلاح الناس ويفعل هو الشر وينسى عند الصباح ما قاله أمس وما فعله.
يسعى عليك كما يسعى إليكَ فلا ... تأمن غوائل ذي وجهين كذاب
الكذاب ذو الوجهين لا يؤتمن فهو يحالفك على عدوك ويحالف عدوك عليك.
يسقطُ الطيرُ حيث يلتقطُ الح ... بّ وتغشى منازلُ الكرماء
يقصد الناس منزل الرجل الكريم كما تقصد العصافير بيادر الحب.
يشتهي الإنسانُ في الصيف الشتا ... فإذا جاء الشتا أنكره
ما أعجب الإنسان: إذا كان الصيف اشتهى الشتاء، وإذاجاء الشتاء طلب الصيف.
يعتبر المرسلُ بالرسولِ ... وما على الرسولِ من سبيل
الرسول (المبعوث) لسان من أرسله إليك، فإذا أخطأ أو أصاب فليس لك عليه عتاب، لأنه ينطق باسم صاحبه.
يَعْقُبُ الصبرَ نجاحٌ وغنى ... ورداءُ الفقر من نسج الكسل
عاقبة الصبر النجاح وعاقبة الكسل الفقر.
يفدي بنيك عبيدَ الله حاسدهم ... بجبهة العيرِ يفدى حافرُ الفرسِ
الحاسدون فداء لأولادك العظماء وحافر الفرس الأصيل يفدى بجبهة الحمار.
يقرّبُ الشوقُ داراً وهي نازحةٌ ... من عالج الشوق لم يستبعد الدارا
شوقي إلى الأحباب والأهل يقرب عليّ دارهم، وإن كانت بعيدة، والمحب لا يستبعد دار الحبيب.
يقولُ المرءُ: راحلتي وزادي ... وتقوى الله أحسنُ ما استزادا
يحرص الإنسان على بيته وطعامه، وخير الزاد تقوى الله وخوف الشر.
يقولون ... الزمانُ به فسادٌ
وهُم فسدوا وما فسدَ الزمان
قال بعض الناس: لقد فسد الزمان، والزمان لا يفسد، فهو ليل ونهار وقمر وشمس، ولكن الناس هم الذين يصلحون أويفسدون.
يقولون: إنّ العامَ أخلفَ نوءه ... وما كلّ عامٍ روضةٌ وغدير
يقولون: المطر قليل في هذا العام، وليست الأعوام كلها خصيبة بل منها الخصيب ومنها الجديب.
يقولون: أخبرنا فأنت امينها ... وما أنا إن أخبرتهم بأمين
يقول لي أصدقائي: أخبرنا أخبار حبيبتك فأنت أمين عندها تطلعك على أسرارها، ولكني أكتم أخبارها لأني لو أخبرتهم كنت خائناً ولم أكن أميناً.
يقولون: لا تنظر وتلك بلية ... ألا كلّ ذي عينين لا بدّ ناظرُ
مرت بي امرأة جميلة فقال لي أصحابي لا تنظر إليها وكيف ذلك وكل من يملك عينين لا بد له من أن ينظر ويرى بعينيه.
يقي الكريمُ عرضه بماله ... وعرض ذي اللؤم وقاء ماله
الكريم يصون عرضه بماله، واللئيم يصون ماله بعرضه.
يموتُ الفتى من عثرةٍ بلسانه ... وليس يموت المرءُ من عثرةِ الرجلِ
قد يخطئ لسان المرء خطيئة تقتله، وقل أن يموت إذا تعثرت رجله.
يموتُ راعي الضأن في جهله ... ميتة جالينوس في طبه
راعي الغنم الجاهل يموت مثل الطبيب العالم.
ينسى مضرّته لنفع صديقه ... لا خير في شرفٍ إذا لم ينفع
هذا صديق مخلص ينفع صديقه، وإن أضر بنفسه، ولا خير في صديق لا ينفع.
ينشأ الصغير على ما كان أوله ... إن العروق عليها ينبت الشجر
الصبي ينشأ على أخلاق أهله، كما تتفرع الأغصان من الأشجار.
يهوى البقاء خشية الفناء ... وإنما يفنى من البقاء
فلان يحب البقاء خشية الموت، وإنما يموت لأنه يعيش.
يوّدُ الفتى طول السلامة جاهداً ... فكيف ترى طول السلامة يفعل
يريد المرء أن يبقى سالماً طول حياته، والصحة طريق المرض، والسلامة طريق الهلاك.
يودّ المرءُ أن يحيا سليما ... وما يأتي لهُ يأتي عليه
يريد المرء أن يبقى سالماً، ولكن الأيام التي هي له الآن سوف تقضي عليه غداً.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
مواضيع مماثلة
» صيد الافكار فى الادب والاخلاق والحكم والامثال
» الحكم والأسرار في تنجيم القرآن الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه ... الحكم والأسرار في تنجيم القرآن
» الاقتصار على الحلال الطيب
» قصيدة عنوان الحكم
» قصيدة عنوان الحكم
» الحكم والأسرار في تنجيم القرآن الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه ... الحكم والأسرار في تنجيم القرآن
» الاقتصار على الحلال الطيب
» قصيدة عنوان الحكم
» قصيدة عنوان الحكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى