لمحات فى الثقافه الاسلاميه الثقافة ومشكلة التعريف بين المدلولين: اللفظي والفكري
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لمحات فى الثقافه الاسلاميه الثقافة ومشكلة التعريف بين المدلولين: اللفظي والفكري
الثقافة ومشكلة التعريف بين المدلولين: اللفظي والفكري
في ضوء -ما أسلفنا- من الوصف والتحليل العام لمدلول الثقافة، وطبيعتها وخطرها، وأثرها في حياة الأمة -ما ضيها وحاضرها ومستقبلها- وتجديدها لعلاقتها، وتوجيهها لسلوكها؛ تجيء مشكلة تعريف الثقافة تعريفًا جامعًا مانعًا وهو ما يعبر عنه بالحدِّ1، وتتأكد هذه المشكلة حين يضيق التحديد اللفظي عن استيعاب المضمون الضخم الواسع المتشعب الذي تدل عليه كلمة "ثقافة"؛ فهي كلمة ذات أبعاد كبرى، ودلالات كثيرة، وإيحاءات متعددة، وتعني -في إطارها العام- آفاقًا ومستويات تتعلق بالفكر والسلوك والنظم والعلائق الإنسانية ونحوها؛ وهي آفاق ومستويات يضيق المدلول اللغوي عن ضبطها أو حصرها -أو بتعبير آخر- عن احتوائها؛ فلا بد إذًا من تجاوز النطاق اللغوي -من حيث أصل الكلمة واستعمالاتها- إلى النطاق الفكري العام عند محاولة تعريف الثقافة تعريفًا يشمل جوانبها المتعددة وآفاقها المتنوعة.
ولعل من الضروري أن نلم بأصل الكلمة في اللغة وبعض وجوه استعمالها، قبل أن نتقصى ما تدل عليه أو تعنيه في نطاق الفكر والعلوم الإنسانية.
__________
1 انظر في مبحث التعريف وأقسامه والطرق الموصلة إليه كتاب "مناهج البحث عند مفكري الإسلام" تأليف: علي سامي النشار ص41
في ضوء -ما أسلفنا- من الوصف والتحليل العام لمدلول الثقافة، وطبيعتها وخطرها، وأثرها في حياة الأمة -ما ضيها وحاضرها ومستقبلها- وتجديدها لعلاقتها، وتوجيهها لسلوكها؛ تجيء مشكلة تعريف الثقافة تعريفًا جامعًا مانعًا وهو ما يعبر عنه بالحدِّ1، وتتأكد هذه المشكلة حين يضيق التحديد اللفظي عن استيعاب المضمون الضخم الواسع المتشعب الذي تدل عليه كلمة "ثقافة"؛ فهي كلمة ذات أبعاد كبرى، ودلالات كثيرة، وإيحاءات متعددة، وتعني -في إطارها العام- آفاقًا ومستويات تتعلق بالفكر والسلوك والنظم والعلائق الإنسانية ونحوها؛ وهي آفاق ومستويات يضيق المدلول اللغوي عن ضبطها أو حصرها -أو بتعبير آخر- عن احتوائها؛ فلا بد إذًا من تجاوز النطاق اللغوي -من حيث أصل الكلمة واستعمالاتها- إلى النطاق الفكري العام عند محاولة تعريف الثقافة تعريفًا يشمل جوانبها المتعددة وآفاقها المتنوعة.
ولعل من الضروري أن نلم بأصل الكلمة في اللغة وبعض وجوه استعمالها، قبل أن نتقصى ما تدل عليه أو تعنيه في نطاق الفكر والعلوم الإنسانية.
__________
1 انظر في مبحث التعريف وأقسامه والطرق الموصلة إليه كتاب "مناهج البحث عند مفكري الإسلام" تأليف: علي سامي النشار ص41
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
الثقافة في نطاق اللغة:
الثقافة في نطاق اللغة:
1- إن الثقافة -بمدلولها العام الشائع- كلمة جديدة لا تتصل بالمدلول اللغوي الذي ذكرته معاجمنا العربية إلا على ضروب من التأويل والمجاز، لا تستقيم في كل الأحوال التي تستعمل فيها كلمة "ثقافة"؛ فهي تعني في أكثر الاستعمالات اللغوية: "الحذق والفطنة، وسرعة أخذ العلم وفهمه، وتقويم المعوجّ من الأشياء".
أ- قال الزمخشري في "أساس البلاغة" في مادة "ثقف": "ثقف القناة، وعض بها الثقاف، وطلبناه فثقفناه في مكان كذا: أي أدركناه. وثقفت العلم أو الصناعة في أوهى مدة: إذا أسرعت أخذه، ومن المجاز: أدَّبه وثقّفه، ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئًا. وهل تهذبت وتثقفت إلا على يدك".
ولو رحنا نتقصى مدلول هذه المادة في المعاجم العربية الأخرى قديمها وحديثها، لما ظفرنا بشيء جديد؛ ذلك أن هذه المعاجم ينقل بعضها عن بعض.
ب- قال في "القاموس المحيط":
""ثقف" ككرم وفرح ثقفًا وثقفًا وثقافة: صار حاذقًا خفيفًا فطنًا، وثقفه كسمعه: صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه ... وأُثْقِفْتُهُ، أي قُيّضَ لي، وثقفه تثفيفًا: سَوَّاهُ"
جـ- وفي مختار الصحاح -للرازي-:
ثقف الرجل من باب ظرف صار حاذقًا خفيفًا ... وثقف
من باب طرب لغة فيه. والثقاف: ما تسوّى به الرماح. وتثقيفها تسويتها، وثقفه من باب فهم صادفه".
2- وقد وردت لفظة "ثقافة" معطوفة على لفظة "صناعة" في مقدمة "طبقات الشعراء" لأبي عبد الله محمد بن سلام الجُمَحي "232هـ".
فقال1:
"وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات؛ منها ما تثقفه العين، ومنها ما تثقفه الأذن، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان".
وقد فهم بعض الباحثين في النقد الأدبي أن لفظة "صناعة" تعني لدى ابن سلام ميزان نقد الشعر فقال:
"كان ابن سلام أول من نص على استقلال النقد الأدبي؛ فأفرد الناقد بدور خاص، حين جعل للشعر -أي لنقده والحكم عليه- "صناعة" يتقنها "أهل العلم بها" مثلما أن نقاد الدرهم والدينار يعرف صحيحهما من زائفهما بالمعاينة والنظر. ولعله كان يرد على من يتطاولون إلى الحديث في نقد الشعر من معاصريه وهم لا يملكون ما يسعفهم على ذلك"2. وهنا يبقى السؤال قائمًا حول ما يعنيه ابن سلام من كلمة "ثقافة" التي عطفها على لفظة "صناعة" فإذا كان ينفي الترادف؛ فإن مدلول لفظة "ثقافة" -كما يفهم من كلامه- يعني الحذق والفهم والقدرة، أو ما يمكن أن نعبر عنه بما يسمى "الملكة".. فإذا أضيفت الكلمة إلى الشعر؛ كانت ملكة الشعر.. أي القدرة على فهمه وحذقه ونقده.. وإذا أطلقت دون
__________
1 ابن سلام: "طبقات الشعراء ص 6"
2 الدكتور إحسان عباس: "تاريخ النقد الأدبي عند العرب" ص 78
أن تضاف إلى علم أو فن؛ فليس ثمة ما يمنع أن تدل على ما نطلق عليه اليوم الثقافة العامة؛ فإذا جَعَلَ ابن سلام للشعر ثقافة؛ فإن معنى ذلك أن للنثر ثقافة أيضًا، وهي "الثقافة الأدبية"، وتتسع الدائرة ويتنوع المدلول كلما أضيفت الثقافة إلى علم أو فن خاص؛ كأن نقول: الثقافة الشرعية، والثقافة التاريخية، والثقافة الفلسفية والثقافة الطبية.. ونحو ذلك..؛ فإذا ذكرت اللفظة دون إضافتها إلى شيء؛ فليس لها -على هذا التفسير- إلا التنوع والعموم، وإذا اتصف بها إنسان كانت ملكته في فهم ضروب العلوم والفنون والمعارف ملكة جيدة بوجه عام، وهذا هو ما يدل عليه لفظ "المثقف" في الاصطلاح الشائع في هذا العصر.
ويلفت بعض الباحثين النظر إلى أنه لا أثر لهذه الكلمة "الثقافة" في لغة "ابن خلدون" الذي يعتبر المرجع الأول لعلم الاجتماع العربي في العصر الوسيط1.
وإذا كان من غير الميسور أن يحصي الباحث كل ألفاظ ابن خلدون في "المقدمة" ليرى إن كان قد استعمل هذا اللفظ أم لا؟ فإن الحقيقة أن ابن خلدون قد تناول في "الباب السادس" من "المقدمة" الكلام على كل أنواع العلوم وأصنافها، والتعليم وطرقه.. وقد عقد واحدًا وستين فصلًا عالج فيها البحث في مختلف أنواع الثقافة في عصره، وإن لم يستعمل لفظة "الثقافة" نفسها كما سلف2.
ولعل ابن خلدون كان يعني بما أطلق عليه "الملكة" ما تدل عليه لفظة "الثقافة": ممتزجة بالموهبة؛ فقد ذكر أن "نوع المحفوظ يقرّر اتجاه صاحبه في
__________
1 مالك بن نبي: "مشكلة الثقافة" ص11
2 انظر: "مقدمة ابن خلدون" تحقيق: الدكتور علي عبد الواحد وافي ج3 ص1107 وج4 بكامله.
الأدب أو العلم؛ فالملكة الشعرية تنشأ بحفظ الشعر، وملكة الكتابة بحفظ الأسجاع والترسل، والعلمية بمخالطة العلوم والإدراكات والأبحاث والأنظار، والفقهية بمخالطة الفقه.. إلخ"1.
ويقول الباحث -بعد كلامه عن ابن خلدون-: "كما لا نجد الكلمة مستعملة في العصر الأموي والعباسي؛ إذ لا أثر لها في اللغة الأدبية أو اللغة الرسمية والإدارية لذلك العصر؛ فتاريخ هذه الحقبة لم يرو وجود لائحة إدارية خاصة بمنظمة معينة، أو عمل من الأعمال يتصل بالثقافة"2.
__________
1 مقدمة ابن خلدون ج4 ص1304 وانظر في ذلك: "تاريخ النقد الأدبي عند العرب" للدكتور إحسان عباس ص620
2 مالك بن نبي: "مشكلة الثقافة" ص11.
1- إن الثقافة -بمدلولها العام الشائع- كلمة جديدة لا تتصل بالمدلول اللغوي الذي ذكرته معاجمنا العربية إلا على ضروب من التأويل والمجاز، لا تستقيم في كل الأحوال التي تستعمل فيها كلمة "ثقافة"؛ فهي تعني في أكثر الاستعمالات اللغوية: "الحذق والفطنة، وسرعة أخذ العلم وفهمه، وتقويم المعوجّ من الأشياء".
أ- قال الزمخشري في "أساس البلاغة" في مادة "ثقف": "ثقف القناة، وعض بها الثقاف، وطلبناه فثقفناه في مكان كذا: أي أدركناه. وثقفت العلم أو الصناعة في أوهى مدة: إذا أسرعت أخذه، ومن المجاز: أدَّبه وثقّفه، ولولا تثقيفك وتوقيفك لما كنت شيئًا. وهل تهذبت وتثقفت إلا على يدك".
ولو رحنا نتقصى مدلول هذه المادة في المعاجم العربية الأخرى قديمها وحديثها، لما ظفرنا بشيء جديد؛ ذلك أن هذه المعاجم ينقل بعضها عن بعض.
ب- قال في "القاموس المحيط":
""ثقف" ككرم وفرح ثقفًا وثقفًا وثقافة: صار حاذقًا خفيفًا فطنًا، وثقفه كسمعه: صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه ... وأُثْقِفْتُهُ، أي قُيّضَ لي، وثقفه تثفيفًا: سَوَّاهُ"
جـ- وفي مختار الصحاح -للرازي-:
ثقف الرجل من باب ظرف صار حاذقًا خفيفًا ... وثقف
من باب طرب لغة فيه. والثقاف: ما تسوّى به الرماح. وتثقيفها تسويتها، وثقفه من باب فهم صادفه".
2- وقد وردت لفظة "ثقافة" معطوفة على لفظة "صناعة" في مقدمة "طبقات الشعراء" لأبي عبد الله محمد بن سلام الجُمَحي "232هـ".
فقال1:
"وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات؛ منها ما تثقفه العين، ومنها ما تثقفه الأذن، ومنها ما تثقفه اليد، ومنها ما يثقفه اللسان".
وقد فهم بعض الباحثين في النقد الأدبي أن لفظة "صناعة" تعني لدى ابن سلام ميزان نقد الشعر فقال:
"كان ابن سلام أول من نص على استقلال النقد الأدبي؛ فأفرد الناقد بدور خاص، حين جعل للشعر -أي لنقده والحكم عليه- "صناعة" يتقنها "أهل العلم بها" مثلما أن نقاد الدرهم والدينار يعرف صحيحهما من زائفهما بالمعاينة والنظر. ولعله كان يرد على من يتطاولون إلى الحديث في نقد الشعر من معاصريه وهم لا يملكون ما يسعفهم على ذلك"2. وهنا يبقى السؤال قائمًا حول ما يعنيه ابن سلام من كلمة "ثقافة" التي عطفها على لفظة "صناعة" فإذا كان ينفي الترادف؛ فإن مدلول لفظة "ثقافة" -كما يفهم من كلامه- يعني الحذق والفهم والقدرة، أو ما يمكن أن نعبر عنه بما يسمى "الملكة".. فإذا أضيفت الكلمة إلى الشعر؛ كانت ملكة الشعر.. أي القدرة على فهمه وحذقه ونقده.. وإذا أطلقت دون
__________
1 ابن سلام: "طبقات الشعراء ص 6"
2 الدكتور إحسان عباس: "تاريخ النقد الأدبي عند العرب" ص 78
أن تضاف إلى علم أو فن؛ فليس ثمة ما يمنع أن تدل على ما نطلق عليه اليوم الثقافة العامة؛ فإذا جَعَلَ ابن سلام للشعر ثقافة؛ فإن معنى ذلك أن للنثر ثقافة أيضًا، وهي "الثقافة الأدبية"، وتتسع الدائرة ويتنوع المدلول كلما أضيفت الثقافة إلى علم أو فن خاص؛ كأن نقول: الثقافة الشرعية، والثقافة التاريخية، والثقافة الفلسفية والثقافة الطبية.. ونحو ذلك..؛ فإذا ذكرت اللفظة دون إضافتها إلى شيء؛ فليس لها -على هذا التفسير- إلا التنوع والعموم، وإذا اتصف بها إنسان كانت ملكته في فهم ضروب العلوم والفنون والمعارف ملكة جيدة بوجه عام، وهذا هو ما يدل عليه لفظ "المثقف" في الاصطلاح الشائع في هذا العصر.
ويلفت بعض الباحثين النظر إلى أنه لا أثر لهذه الكلمة "الثقافة" في لغة "ابن خلدون" الذي يعتبر المرجع الأول لعلم الاجتماع العربي في العصر الوسيط1.
وإذا كان من غير الميسور أن يحصي الباحث كل ألفاظ ابن خلدون في "المقدمة" ليرى إن كان قد استعمل هذا اللفظ أم لا؟ فإن الحقيقة أن ابن خلدون قد تناول في "الباب السادس" من "المقدمة" الكلام على كل أنواع العلوم وأصنافها، والتعليم وطرقه.. وقد عقد واحدًا وستين فصلًا عالج فيها البحث في مختلف أنواع الثقافة في عصره، وإن لم يستعمل لفظة "الثقافة" نفسها كما سلف2.
ولعل ابن خلدون كان يعني بما أطلق عليه "الملكة" ما تدل عليه لفظة "الثقافة": ممتزجة بالموهبة؛ فقد ذكر أن "نوع المحفوظ يقرّر اتجاه صاحبه في
__________
1 مالك بن نبي: "مشكلة الثقافة" ص11
2 انظر: "مقدمة ابن خلدون" تحقيق: الدكتور علي عبد الواحد وافي ج3 ص1107 وج4 بكامله.
الأدب أو العلم؛ فالملكة الشعرية تنشأ بحفظ الشعر، وملكة الكتابة بحفظ الأسجاع والترسل، والعلمية بمخالطة العلوم والإدراكات والأبحاث والأنظار، والفقهية بمخالطة الفقه.. إلخ"1.
ويقول الباحث -بعد كلامه عن ابن خلدون-: "كما لا نجد الكلمة مستعملة في العصر الأموي والعباسي؛ إذ لا أثر لها في اللغة الأدبية أو اللغة الرسمية والإدارية لذلك العصر؛ فتاريخ هذه الحقبة لم يرو وجود لائحة إدارية خاصة بمنظمة معينة، أو عمل من الأعمال يتصل بالثقافة"2.
__________
1 مقدمة ابن خلدون ج4 ص1304 وانظر في ذلك: "تاريخ النقد الأدبي عند العرب" للدكتور إحسان عباس ص620
2 مالك بن نبي: "مشكلة الثقافة" ص11.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تعريف الأمور المعنوية:
تعريف الأمور المعنوية:
إن ما يكتنف كلمة الثقافة من صعوبة التعريف الجامع المانع يشبه إلى حدٍ كبير ما يعترض الدارسين من صعوبة تعريف "الأدب"1 و "الشعر" و "الفن" و "الحضارة" و "المدنية" وغير ذلك من المصطلحات التي أصبحت شائعة في هذا العصر بدلالات، لم تكن معروفةً لهذه الكلمات من حيث الأصل والاستعمال من قبل.
إن هذه الصعوبة هي: "صعوبة التوفيق إلى حدود منطقية دقيقة لأكثر
__________
1 انظر في تاريخ هذه الكلمة: "تاريخ آداب العرب" تأليف: مصطفى صادق الرافعي ج1 ص20، وانظر: "أصول النقد الأدبي" تأليف: أحمد الشايب فصل "ما الأدب" ص1-31.
وانظر: "تذوق الأدب" تأليف: الدكتور محمود ذهني، فصل "معنى الأدب" ص7-20
وانظر: "النقد الأدبي" تأليف: سيد قطب، فصل "العمل الأدبي" ص9-21
وانظر: "قواعد النقد الأدبي" تأليف: لاسل آبر كرمبي، تعريب: الدكتور عوض محمد عوض، فصل "فن الأدب" ص14.
المصطلحات التي تجري على الألسن دون أن تتضح مدلولاتها في أذهان مستعمليها أو يكونوا متفقين على ما بها يعنون من ذلك كلمات: الجمال والشعر والخيال والأدب والمثالية، وغيرها كثير؛ وذلك أن هناك فرقًا واضحًا بين الأشياء الحسية التي يتلقاها الإنسان بحواسه الظاهرة ويجري عليها تجاربه المتنوعة، ويبرئها من التأثير بمزاجه وعواطفه، وبين الأشياء الروحية والمعنوية التي يصعب إخضاعها للتجارب المحدودة، والنواميس الثابتة لتغيرها واتصالها بالطبائع والانفعالات؛ فالأولى يمكن تعريفها بدقة أو قريب من ذلك كالمثلث والجزيرة والأجسام الصلبة والسائلة، والثانية: تجد معانيها مبهمة غير محدودة حتى في البيئة الواحدة بين المشتغلين بها. وقد يحتال بعض الباحثين للخروج من هذا الإبهام؛ فيضع تعاريف عامة تتناول أكثر المعاني الجزئية؛ ولكن ذلك يزيد في غموضها إذ لا يعرف القارئ أي المعاني يراد، وربما كان خيرًا منه ذلك الذي يذكر للكلمة ما يريد لها من معنى في موضوعه، ثم يشير إلى أن لها معاني أخرى في غير هذا المقام"1.
__________
1 أحمد الشايب: "أصول النقد الأدبي" ص16.
إن ما يكتنف كلمة الثقافة من صعوبة التعريف الجامع المانع يشبه إلى حدٍ كبير ما يعترض الدارسين من صعوبة تعريف "الأدب"1 و "الشعر" و "الفن" و "الحضارة" و "المدنية" وغير ذلك من المصطلحات التي أصبحت شائعة في هذا العصر بدلالات، لم تكن معروفةً لهذه الكلمات من حيث الأصل والاستعمال من قبل.
إن هذه الصعوبة هي: "صعوبة التوفيق إلى حدود منطقية دقيقة لأكثر
__________
1 انظر في تاريخ هذه الكلمة: "تاريخ آداب العرب" تأليف: مصطفى صادق الرافعي ج1 ص20، وانظر: "أصول النقد الأدبي" تأليف: أحمد الشايب فصل "ما الأدب" ص1-31.
وانظر: "تذوق الأدب" تأليف: الدكتور محمود ذهني، فصل "معنى الأدب" ص7-20
وانظر: "النقد الأدبي" تأليف: سيد قطب، فصل "العمل الأدبي" ص9-21
وانظر: "قواعد النقد الأدبي" تأليف: لاسل آبر كرمبي، تعريب: الدكتور عوض محمد عوض، فصل "فن الأدب" ص14.
المصطلحات التي تجري على الألسن دون أن تتضح مدلولاتها في أذهان مستعمليها أو يكونوا متفقين على ما بها يعنون من ذلك كلمات: الجمال والشعر والخيال والأدب والمثالية، وغيرها كثير؛ وذلك أن هناك فرقًا واضحًا بين الأشياء الحسية التي يتلقاها الإنسان بحواسه الظاهرة ويجري عليها تجاربه المتنوعة، ويبرئها من التأثير بمزاجه وعواطفه، وبين الأشياء الروحية والمعنوية التي يصعب إخضاعها للتجارب المحدودة، والنواميس الثابتة لتغيرها واتصالها بالطبائع والانفعالات؛ فالأولى يمكن تعريفها بدقة أو قريب من ذلك كالمثلث والجزيرة والأجسام الصلبة والسائلة، والثانية: تجد معانيها مبهمة غير محدودة حتى في البيئة الواحدة بين المشتغلين بها. وقد يحتال بعض الباحثين للخروج من هذا الإبهام؛ فيضع تعاريف عامة تتناول أكثر المعاني الجزئية؛ ولكن ذلك يزيد في غموضها إذ لا يعرف القارئ أي المعاني يراد، وربما كان خيرًا منه ذلك الذي يذكر للكلمة ما يريد لها من معنى في موضوعه، ثم يشير إلى أن لها معاني أخرى في غير هذا المقام"1.
__________
1 أحمد الشايب: "أصول النقد الأدبي" ص16.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
الثقافة في اللغات الأجنبية:
الثقافة في اللغات الأجنبية:
إن المشكلة في تعريف الثقافة ليست مشكلة خاصة بنا بل هي مشكلة الإنسان وعلاقة اللغة بالفكر، وما يطرأ على هذا الفكر من تطور يتجلى في انتقاله من الأمور المحسوسة أو المادية، إلى المفاهيم المجردة والأمور المعنوية. وفي حركته من البسيط إلى المركب وما يطرأ على هذا وذاك من نمو يتزايد أحيانًا حتى يبلغ حد التركيب المعقد، وقد تختفي صورته البسيطة الأولى إزاء ما يتراكم عليه من صور جديدة؛ ومن هنا يحاول الباحثون عند بحث مشكلة التعريف للأمور المعنوية -وهو إطلاق الاسم على شيء ما- أن يتتبعوا أصل التعريف: أي معرفة المدلول الذي كان مرادًا عند بدء إطلاق الاسم على الشيء.. ثم البحث
بعد ذلك فيما طرأ على هذا المدلول من تطور، ومحاولة معرفة العلاقة أو العلاقات الجديدة في ضوء العلاقة الأصلية الأولى، وإذا أعياهم ضبط هذه العلاقات أو حصرها في نطاق الحقيقة اللغوية؛ كان لهم في المجاز سعة وأي سعة1.
فما هي صورة مشكلة تعريف الثقافة في اللغات الأجنبية؟
ليس من شك في أن معرفة هذه الصورة وتقصي تاريخها من حيث معرفة الأصل وما طرأ عليه بعد ذلك من تطور حتى أخذ الشكل المألوف سوف يوضح لنا جوانب كثيرة من استعمال كلمة "الثقافة" في الاصطلاح الحديث في لغتنا واللغات الأجنبية؛ وهو اصطلاح يجدر بنا أن ندركه في صدد بيان ما نقصد إليه من توضيح معنى الثقافة الإسلامية في مدلولها الحديث.
1- "إن الثقافة" في اللغات الأجنبية -الفرنسية والإنجليزية والألمانية- يعبر عنها بلفظة "Culture" وتفيد معنى الزراعة والاستنبات. وقد أصبحت كلمة الثقافة في الاصطلاح العرفي في العربية وغيرها تفيد معنى ما يكتسبه الإنسان من ضروب المعرفة النظرية والخبرة العملية، التي تحدد طريقته في التفكير، وموافقة في مختلف طرق الحياة، من أي جهة حصلت تلك المعرفة وتلك الخبرة؛ سواء أكانت من البيئة والمحيط والمدرسة والمهنة أم من طرق أخرى غيرها"2.
ولا بد لنا أن نأخذ بمزيد من التفصيل عن دلالة هذه الكلمة "Culture" من حيث أصلها وما طرأ عليها من تطور فيما بعد:
أ- كانت هذه الكلمة تدل من حيث الأصل اللاتيني في العصور
__________
1 انظر في "حدي الحقيقة والمجاز" كتاب: "أسرار البلاغة" عبد القاهر الجرجاني ص302 وما بعدها.
2 عن محاضرة للأستاذ محمد المبارك بعنوان "سلطان الثقافة الغربية على الفكر الإسلامي المعاصر".
القديمة والوسيطة على تنمية الأرض ومحصولاتها، ويقال: إن "شيشرون 106_43 ق. م" -الخطيب والسياسي والكاتب الروماني المشهور- كان أول من استعمل هذه الكلمة بمعناها المجازي فسمى الفلسفة "Culture Mentis" أي فلاحة العقل أو تنميته؛ ولكن هذا الاستعمال لم يلق الرواج كثيرًا في اللغة اللاتينية في أول الأمر؛ غير أن الحال قد تغير فيما بعد.
ب- ولما كانت اللاتينية أم اللغات الأوربية من إنكليزية وفرنسية وألمانية؛ فقد استعملت كلمة "الثقافة" في أوائل العصور الحديثة -في الإنكليزية والفرنسية- بمدلولها المادي والعقلي، ثم جاء الكتاب الفرنسيون -كفولتير وأقرانه- في القرن الثامن عشر الميلادي؛ فأطلقوا هذه الكلمة دون إضافتها إلى أمر مادي أو معنوي، وغدت بعد ذلك تدل على تنمية العقل والذوق، ثم انتقلت بعد ذلك إلى حصيلة عملية هذه التنمية وهي: المكاسب العقلية والأدبية والذوقية.
جـ- أما في الإنكليزية؛ فإن أول نص تستعمل فيه هذه الكلمة -بما يتفق مع ما أسلفنا- إنما يعود -حسب معجم إكسفورد- إلى عام 1805م ولا يزال هذا المفهوم هو المعنى السائد في اللغات الغربية.. ولم ينتقل من الفرنسية إلى الألمانية -بهذا المعنى- إلا في أواخر القرن الثامن عشر.
- أخذ معنى هذه الكلمة يتطور عند الفلاسفة وعلماء الاجتماع والمؤرخين، وكان لا بد أن يطرأ عليه بعض التغير خلال تطوره هذا.. وكان أول ما طرأ عليه من تغير هو تحوله من الدلالة على الإنماء الفردي، إلى أحوال المجموعات الإنسانية من الأمم والشعوب، وغدت هذه الكلمة تطلق على مجموعة عناصر الحياة وأشكالها ومظاهرها في مجتمع من المجتمعات،
وقد برز هذا المعنى في القرن التاسع عشر عند المؤرخ والعالم الاجتماعي الألماني "Cuslav-Klemm" الذي يعتبر مؤسس علم "الإنثروبولوجيا" الحديث: أي علم الإنسان الذي يبحث في أصل الجنس البشري وتطوره وأعرافه وعاداته ومعتقداته.
3- ولا تزال كلمة "Culture" تستعمل في الفرنسية والإنكليزية ولغات أخرى بمعنى الثقافة الفردية والثقافة بوجه عام، وكان من الطبيعي إزاء تقدم العلوم الطبيعية والتطبيقات الصناعية أن يعود إليها في هذه العلوم والتطبيقات معناها الأصلي أي عملية إنماء الأشياء المادية كالجراثيم واللآلئ بـ "الزرع" و "التصنيع"1.
قال صاحب معجم "المورد"2: في مادة "Culture" هي: حراثة، تهذيب، ثقافة، حضارة، أو مرحلة معينة من مراحل التقدم الحضاري، الاستنبات: زرع البكتريا "الأنسجة الحية" للدراسة العلمية أو للأغراض الطبية.
__________
1 انظر في هذا الموضوع: زريق: "في معركة الحضارة".
2 منير بعلبكي: "المورد" ص238 ط الثالثة.
إن المشكلة في تعريف الثقافة ليست مشكلة خاصة بنا بل هي مشكلة الإنسان وعلاقة اللغة بالفكر، وما يطرأ على هذا الفكر من تطور يتجلى في انتقاله من الأمور المحسوسة أو المادية، إلى المفاهيم المجردة والأمور المعنوية. وفي حركته من البسيط إلى المركب وما يطرأ على هذا وذاك من نمو يتزايد أحيانًا حتى يبلغ حد التركيب المعقد، وقد تختفي صورته البسيطة الأولى إزاء ما يتراكم عليه من صور جديدة؛ ومن هنا يحاول الباحثون عند بحث مشكلة التعريف للأمور المعنوية -وهو إطلاق الاسم على شيء ما- أن يتتبعوا أصل التعريف: أي معرفة المدلول الذي كان مرادًا عند بدء إطلاق الاسم على الشيء.. ثم البحث
بعد ذلك فيما طرأ على هذا المدلول من تطور، ومحاولة معرفة العلاقة أو العلاقات الجديدة في ضوء العلاقة الأصلية الأولى، وإذا أعياهم ضبط هذه العلاقات أو حصرها في نطاق الحقيقة اللغوية؛ كان لهم في المجاز سعة وأي سعة1.
فما هي صورة مشكلة تعريف الثقافة في اللغات الأجنبية؟
ليس من شك في أن معرفة هذه الصورة وتقصي تاريخها من حيث معرفة الأصل وما طرأ عليه بعد ذلك من تطور حتى أخذ الشكل المألوف سوف يوضح لنا جوانب كثيرة من استعمال كلمة "الثقافة" في الاصطلاح الحديث في لغتنا واللغات الأجنبية؛ وهو اصطلاح يجدر بنا أن ندركه في صدد بيان ما نقصد إليه من توضيح معنى الثقافة الإسلامية في مدلولها الحديث.
1- "إن الثقافة" في اللغات الأجنبية -الفرنسية والإنجليزية والألمانية- يعبر عنها بلفظة "Culture" وتفيد معنى الزراعة والاستنبات. وقد أصبحت كلمة الثقافة في الاصطلاح العرفي في العربية وغيرها تفيد معنى ما يكتسبه الإنسان من ضروب المعرفة النظرية والخبرة العملية، التي تحدد طريقته في التفكير، وموافقة في مختلف طرق الحياة، من أي جهة حصلت تلك المعرفة وتلك الخبرة؛ سواء أكانت من البيئة والمحيط والمدرسة والمهنة أم من طرق أخرى غيرها"2.
ولا بد لنا أن نأخذ بمزيد من التفصيل عن دلالة هذه الكلمة "Culture" من حيث أصلها وما طرأ عليها من تطور فيما بعد:
أ- كانت هذه الكلمة تدل من حيث الأصل اللاتيني في العصور
__________
1 انظر في "حدي الحقيقة والمجاز" كتاب: "أسرار البلاغة" عبد القاهر الجرجاني ص302 وما بعدها.
2 عن محاضرة للأستاذ محمد المبارك بعنوان "سلطان الثقافة الغربية على الفكر الإسلامي المعاصر".
القديمة والوسيطة على تنمية الأرض ومحصولاتها، ويقال: إن "شيشرون 106_43 ق. م" -الخطيب والسياسي والكاتب الروماني المشهور- كان أول من استعمل هذه الكلمة بمعناها المجازي فسمى الفلسفة "Culture Mentis" أي فلاحة العقل أو تنميته؛ ولكن هذا الاستعمال لم يلق الرواج كثيرًا في اللغة اللاتينية في أول الأمر؛ غير أن الحال قد تغير فيما بعد.
ب- ولما كانت اللاتينية أم اللغات الأوربية من إنكليزية وفرنسية وألمانية؛ فقد استعملت كلمة "الثقافة" في أوائل العصور الحديثة -في الإنكليزية والفرنسية- بمدلولها المادي والعقلي، ثم جاء الكتاب الفرنسيون -كفولتير وأقرانه- في القرن الثامن عشر الميلادي؛ فأطلقوا هذه الكلمة دون إضافتها إلى أمر مادي أو معنوي، وغدت بعد ذلك تدل على تنمية العقل والذوق، ثم انتقلت بعد ذلك إلى حصيلة عملية هذه التنمية وهي: المكاسب العقلية والأدبية والذوقية.
جـ- أما في الإنكليزية؛ فإن أول نص تستعمل فيه هذه الكلمة -بما يتفق مع ما أسلفنا- إنما يعود -حسب معجم إكسفورد- إلى عام 1805م ولا يزال هذا المفهوم هو المعنى السائد في اللغات الغربية.. ولم ينتقل من الفرنسية إلى الألمانية -بهذا المعنى- إلا في أواخر القرن الثامن عشر.
- أخذ معنى هذه الكلمة يتطور عند الفلاسفة وعلماء الاجتماع والمؤرخين، وكان لا بد أن يطرأ عليه بعض التغير خلال تطوره هذا.. وكان أول ما طرأ عليه من تغير هو تحوله من الدلالة على الإنماء الفردي، إلى أحوال المجموعات الإنسانية من الأمم والشعوب، وغدت هذه الكلمة تطلق على مجموعة عناصر الحياة وأشكالها ومظاهرها في مجتمع من المجتمعات،
وقد برز هذا المعنى في القرن التاسع عشر عند المؤرخ والعالم الاجتماعي الألماني "Cuslav-Klemm" الذي يعتبر مؤسس علم "الإنثروبولوجيا" الحديث: أي علم الإنسان الذي يبحث في أصل الجنس البشري وتطوره وأعرافه وعاداته ومعتقداته.
3- ولا تزال كلمة "Culture" تستعمل في الفرنسية والإنكليزية ولغات أخرى بمعنى الثقافة الفردية والثقافة بوجه عام، وكان من الطبيعي إزاء تقدم العلوم الطبيعية والتطبيقات الصناعية أن يعود إليها في هذه العلوم والتطبيقات معناها الأصلي أي عملية إنماء الأشياء المادية كالجراثيم واللآلئ بـ "الزرع" و "التصنيع"1.
قال صاحب معجم "المورد"2: في مادة "Culture" هي: حراثة، تهذيب، ثقافة، حضارة، أو مرحلة معينة من مراحل التقدم الحضاري، الاستنبات: زرع البكتريا "الأنسجة الحية" للدراسة العلمية أو للأغراض الطبية.
__________
1 انظر في هذا الموضوع: زريق: "في معركة الحضارة".
2 منير بعلبكي: "المورد" ص238 ط الثالثة.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
عبدالحق شريف الرباطابي- المدير العام
-
عدد المساهمات : 556
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
العمر : 36
الموقع : السودان
مواضيع مماثلة
» لمحات فى الثقافه الاسلاميه الثقافة والمجتمع الثقافة ومناحي الدراسة الاجتماعية:
» لمحات فى الثقافه الاسلاميه خصائص الثقافة الإسلامية
» لمحات فى الثقافه الاسلاميه
» الفصل الثاني: في الثقافة الإسلامية ركائز الثقافة الإسلامية الحقائق اليقينية الهادية ... ركائز الثقافة الإسلامية
» مفهوم الثقافة
» لمحات فى الثقافه الاسلاميه خصائص الثقافة الإسلامية
» لمحات فى الثقافه الاسلاميه
» الفصل الثاني: في الثقافة الإسلامية ركائز الثقافة الإسلامية الحقائق اليقينية الهادية ... ركائز الثقافة الإسلامية
» مفهوم الثقافة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى