منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية
منتديات أنوار المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطبة الجمعه إلى متى الغفله / شريف ابراهيم : شندى / 11 / محرم 1435 هجريه

اذهب الى الأسفل

خطبة الجمعه إلى متى الغفله / شريف ابراهيم : شندى / 11 / محرم 1435 هجريه  Empty خطبة الجمعه إلى متى الغفله / شريف ابراهيم : شندى / 11 / محرم 1435 هجريه

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الجمعة 15 نوفمبر 2013 - 13:29

الخطبة الأولى :
الحمدُ للهِ ،قدَّمَ من شاءَ بفضلِهِ ، وأخرَّ من شاءَ بعدلِهِ ، هو المبدءُ المعيدُ ، الفَعَّالُ لمايُريدُ ، جلَّ عن أتخاذِ الصاحبةِ والولدِ ، ولم يكنْ له كفواً أحدٌ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ ، وحدَهُ ولا شريكَ له ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى اللهُ عليه ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم تسليماً كثيراً : أمَّا بعد :
 أيها النّاس ، فَإن شَرَّ ما أُصيبتْ به النّفوسُ الغفلةَ عن الْهُدى ، والأعراضَ عن طريقِ الرُّشدِ ، إتباعاً للهوى ، ولقد وصفَ اللهُ الغافلينَ أسوءَ وصفٍ حيث يقولُ في كتابِهِ متوعداً لَهُم (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ) كالأنعامِ لأنَّهُم قَصَروا هِمتَهُم ، على الأكلِ والشربِ ، وعلى التَّمتُعِ بالشهواتِ والملذاتِ... بل هُم أضلُّ من الأنعامِ ، لأن الأنعامَ ، تُميِّزُ بين الضارِ والنَّافعِ ، والغافلونَ أعمتْهُمُ الغفلةُ ، عن التمييزِ بين ما فيه شقائُهُم ، وما فيه سعادتُهُم دنيا وأُخرى ، فهم كما وصفَهَم اللهُ ، لهم قلوبٌ وأعينٌ وأسماعٌ ، ولَكِنّها مُعَطَّلةٌ ، لا ينتفعون بها ، فلا يتعظون ولا يتذكرون ، تَمَرُ بِهمُ العبرُ ، وهم لاَهُونَ غَافلون ، وتطرُقُهُم القوارعُ ، وتنزلُ بساحتِهِم الفواجعُ ، وهم بلهوِهِم مُشتَغِلُون ، خدَعَهُم طولُ الأملِ ، عن الاشتغالِ بصالحِ الأعمالِ ، لعدمِ علمِهِم ، أن طاعةَ اللهِ تعالى فيها مصالحُ الدنيا والآخرة ، وما علِمَ الغافلون المفرطون ، أنه كما قالَ ابنُ تيميةَ رحمه اللهُ ، إن في الدّنيا لجنةً ، من لم يدخُلْها لم يدخلْ جنةَ الآخرةِ ، وما علمَ التُعساءُ ، أَنَّ الصالحين ، يَعيشُون مُلكاً بدونِ سلطانٍ ، ويعيشون عزاً بلا عَشيرةٍ ، ويَعيشُون غِناً بِلا مَالٍ ، مساكينٌ أهلُ الدُنيا ، يخرجون منها ، ولم يذوقوا أطيب ما فيها …قيل لابنِ المباركِ ما أحسنُ ما فيها قال أن يتعرفوا على الله U ألا فلتحذروا – عبادَ اللهِ – من التمادي في الغفلةِ والإعراضِ عن اللهِ ، وإيثارِ الحياةِ الدنيا على الآخرةِ ،فَإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً *قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنده: خَبَّاب، وصُهَيْب، وبلال، وعمار. فقالوا: يا محمد ، أرضيت بهؤلاء؟ فنزل فيهم . قولُ اللهِ تعالى (وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ*وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ*وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) وَقد ندَّدَ الحقُّ جل وعلا بالغافلينَ ،وقال سُبحانَهُ (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) وأشادَ بالمتقينَ ، وقالَ سُبحانه (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) وقالَ سبحانه مبيناً حالَ كلِّ فريقٍ وجزاءَهُ: (فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَءاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا * فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ * فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ) فاتقوا اللهَ – عبادَ اللهِ – ولا تكونوا ممن استولتْ عليهم الغفلةُ، واستحوذَ عليهم الشيطانُ ، فأنساهم ذكرَ اللهِ والدارِ الآخرةِ، وغرتُهم الأمانيُّ الباطلةُ، والآمالُ الخادعةُ ؛ حتى غَدَوا وليس لَهُم همٌّ ، إلاَّ في لذاتِ الدُّنيا وشَهواتِها ، فكيف حَصَلَتْ حَصَّّلُوها، ومن أيِّ وجهٍ لاحتْ أخذُوها، وإذا عرضَ لهم عاجلٌ من الدنيا ، لم يُؤثِروا عليه ثواباً من اللهِ ورضواناً ،كما قالَ تعالى (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَـٰفِلُونَ).أفلا نتعظْ بقوارع التنزيلِ وآياتِهِ؟! ونعتبرْ بما حلَّ بالماضينَ من أهلِ القرونِ الخاليةِ، ومَنْ نُشَيّعُ كلَّ يومٍ إلى الدارِ الآخرةِ ، في رَحَلاَتٍ متتاليةٍ ، يَذهبُ فيها أفرادٌ وجماعاتٌ، وآباءٌ وأمهاتٌ، وأبناءٌ وبناتٌ، ومُلوكٌ ومماليكٌ ، وأغنياءٌ وصعاليكٌ ، ومؤمنون وكفارٌ، وأبرارٌ وفجارٌ، يُودَعونَ القبورَ، وينتظرونَ يومَ النفخِ في الصورِ، والبعثِ والنشورِ، (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلاْجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَـٰشِعَةً أَبْصَـٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِى كَانُواْ يُوعَدُونَ) فاتقوا اللهَ – عبادَ اللهِ – وتذكروا قربَ الرحيلِ ، من هذه الدارِ إلى دارِ القرارِ، ثم إلى جنةٍ أو نارٍ، فأعدوا لهذا اليومِ عدَّتَهُ، واحسبوا له حسابَهُ، (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم ،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
 
 
 
 
الخطبة الثانيه :

الحمد للهِ ، نحمَدُه حمداً يَلِيقُ بكريمِ وجهِهِ ، وبعظيمِ سلطانهِ ، نحمدُه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ونشهدُ أن لا إله إلا هو سبحانه لا شريك له ولاندَّ له ولاشبيه . ونشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، وصفيُهُ وخليلُهُ ، نبياً شرحَ اللهُ صدرَهُ ، ووضعَ عنه وزرَهُ ورفعَ ذكرَهُ . صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِهِ ، الطيبينَ الطاهرينَ ، وعلى من سارَ على نهجِهِم إلى يومِ الدينِ ، وسلم تسليماً كثير اً : أما بعد : أيها الأحبةُ في الله ،فَإنَّ هذه الحياةَ الدنيا ، ما هي إلاَّ وسيلةٌ للفوزِ بالحياةِ الباقيةِ ، والظفرِ بالسعادةِ الدائمةِ، فهيَ ليست غايةٌ تُبتغى ، ولا نِهايةٌ تُرتَجى، بل إنَّما هي عَرَضٌ زائلٌ ، وظلٌّ آفلٌ ، يَأكلُ مِنْهَا البَّرُّ والفاجرُ ، وَمَهْمَا طالَ فيها العمرُ، وفُسِحَ فِيها للمرءِ الأجلُ ، فَسُرعَانَ ما تَبَلَى، وعَمَّا قَريبٍ تَفنَى، وليس لها عندَ اللهِ شَأنٌ ولا اعتبارٌ، وإِنَّما هي قَنطرةٌ إلى الجنَّةِ أو النَّارِ، يقولُ عز وجل: (ٱعْلَمُواْ أَنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى ٱلاْمْوٰلِ وَٱلاْوْلْـٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِى ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـٰعُ ٱلْغُرُورِ) وفي الحديثِ عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: {إن الدنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإِنَّ اللهَ تعالى مستخلِفُكم فيها فينظرَ كيف تعملونَ، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساءَ} .وعن سهلِ بنِ سعدٍ الساعديِّ – رضي الله عنه – قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم  : {لو كانتِ الدنيا تعدلُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافراً منها شربةَ ماءٍ}
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى