منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية
منتديات أنوار المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطبة الجمعه : لشيخ : شريف ابراهيم الحسين 25/ 5/ 2012

اذهب الى الأسفل

خطبة الجمعه : لشيخ : شريف ابراهيم الحسين 25/  5/ 2012 Empty خطبة الجمعه : لشيخ : شريف ابراهيم الحسين 25/ 5/ 2012

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الجمعة 25 مايو 2012 - 13:30

الخطبة الأولى
عباد الله إن هناك قيما غائبة عن مجتمعاتنا نحن الآن في أشد الحاجة إلى أن تبزغ من جديد، فقد آن الأوان لأن نثبت أننا أهل القيم والمبادئ السامية، ونحن على موعد مع قيمة عظيمة وخصلة من خصال الخير سامقة، تكاد تكون قد اندثرت معالمها في الحقبة الماضية، بعد سيطرة الفساد والجشع وتفشي الأنانية، إنها قيمة إتقان العمل، والتي لم نكن نراها واقعًا في حياتنا إلى النذر اليسير، وصار المتعارف عليه أن العامل أو الموظف لا يتقن عمله إلا إذا وجد رقابة صارمة، وفيما عداه فلا، لأنه يفتقر إلى الدوافع الذاتية لإتقان العمل.
ومعنى الإتقان هو الإتيان بالعمل على الوجه اللائق.
والاتقان أيها الأحبة قد حث الإسلام عليه، وأعلى من شأنه، كيف لا وهو عماد قيام نهضة أمة الإسلام، على مستوى الأفراد والجماعات.
ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إتقان العمل من الخصال التي يحبها الله عز وجل، فقال: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) قال الإمام المناوي رحمه الله في ظلال هذا الحديث: (أي يحكمه، )
إذا أيها المؤمنون فالإتقان عام في العبادات وفي غير العبادات، كل عمل يعمله الإنسان في حياته، لابد وأن يكون مصحوبًا بالإتقان.
والإتقان ما هو إلا ثمرة يانعة من ثمار الإحسان،، والذي عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) فإذا عبد العبد ربه وهو مستحضر عظمته في كل وقت وحين، لابد وأنه سوف يتقن ما يقوم به من عمل أيا كان، لأنه يعلم أن الله مطلع عليه، ويحب أن يرى الإتقان منه، حتى إن لم تكن عليه رقابة من مخلوق لكي يحسن العمل، فحسبه أن الله تعالى مطلع عليه، فيكون دافع الإتقان لديه ذاتيًا.
وإن المتقن بعد أن ينال محبة الله لإتقانه عمله، ينال من بعد ذلك تقدير واحترام الناس، فكثيرًا ما نسمع عبارات التقدير والثناء لرجال يتقنون أعمالهم، ويتسابق الناس إلى التعامل معهم، فكل شخص يتقن العمل تجد الناس يتهافتون علية
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (قيمة كل امرئ ما يحسن) وقال أيضًا مؤكدًا انتساب الناس لم يتقنونه، وأنه محل تقدير واحترام لدى الجميع: (الناس أبناء ما يحسنون) أما من لا يحسن عمله ولا يتقنه، فهو خاسر لا ينتفع بخبرته ومهاراته، ولا ينفع الناس بخبرته ومهاراته، تنسد عنه آفاق النجاح،
وإن إتقان العمل أيها المؤمنون، لهو دعامة نهضة الأمم كلها، ولن تنهض أمتنا وتتبوأ مكانتها السابقة إلى من خلال الإتقان، ذلك الإتقان الذي كان سمة أساسية في جيل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ترى إتقان العمل في كل شيء، يأمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية، يحدثنا زيد عن ذلك بنفسه: (قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتحسن السريانية ؟ فقلت : لا . قال : فتعلمها ؛ فإنه يأتينا كتب فتعلمتها في سبعة عشر يوما) انظر قيمة اتقانه عمله، تعلم لغة في سبعة عشر يومًا، يؤدي عمله الذي كلف به على أكمل وجه وفي أسرع وقت ممكن.
وفي ظل أجواء الخوف والجوع والبرد أيام غزوة الخندق وحصار المشركين المدينة، ينتدب رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان يأتيه بخبر المشركين بعد أن يندس بينهم، وأمره ألا يحدث فيهم شيئًا أو قتالًا، ويتسلل بينهم حتى كان ظهره لظهر أبي سفيان بن حرب والذي كان على الشرك آنذاك، وهم بقتله لولا أن تذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكف عنه، وأتى النبي بأخبارهم، بعد أن أدى وأتقن عمله على أتم وجه وأكمله.
تجلى الإتقان في حياتهم في كل شيء، في العبادة والمعاملات، والعمل، والجهاد في سبيل الله وكافة الميادين، لذا لا نعجب أن صارت دولة الاسلام الأولى هي أعظم دولة في التاريخ، بإيمانهم الراسخ، وتقديرهم قيمة العمل والإيجابية .
وأما نحن الآن أهل الإسلام وأبناء خير الأمم، فقد ضاعت معالم خصلة الإتقان في بلادنا، وهكذا أرادوا بنا الأعداء ، أرادوا أن يفقدونا قيمة العمل وإتقانه، حتى لا نعود إلى سابق مجدنا وعزنا، يقول أحد قادة الغرب: (إن العالم الإسلامي يقعد اليوم على ثروة خيالية من الذهب الأسود والموارد الأولية الضرورية للصناعة الحديثة ؛ فلنعط هذا العالم ما يشاء ولنقو في نفسه عدم الرغبة في الإنتاج الصناعي والفني فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه عن مجاراة الغرب في الإنتاج فقد بؤنا بالإخفاق السريع وأصبح خطر العالم الاسلامي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطرا داهما يتعرض به التراث الغربي لكارثة تاريخية ينتهي بها الغرب وتنتهي معه وظيفته القيادية).
فهكذا أرادونا، ولقد مرت مخططاتهم بنجاج، فصار الإتقان قيمة شبه مندثرة في حياة المسلمين، لا يبالي الكثيرون بإتقان عملهم وإحكامه، ولكننا بعد هذه الثورة المباركة، نأمل أن تسود تلك القيم من جديد، فلقد كشفت الثورة عن معدن الشعب السوداني الأصيل، وإن عهد النهضة آت آت، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


الخطبة الثانية:
عباد الله: إن الإتقان قيمة كبيرة، يجب على المسلم أن يتمثلها في واقع حياته بجميع مجالاتها، وقد حث عليها الإسلام بصفة عامة.
ففي الطهارة والتي مفتاح الصلاة وشطر الإيمان، يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتقان الوضوء، فيقول: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يقبل عليهما بقلبه و وجهه وجبت له الجنة)
وجعله الله إسباغ الوضوء وإجادته وإتقانه رغم المكاره من أسباب المغفرة، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا أدلكم على ما يكفر الله به من الخطايا و يزيد في الحسنات ؟ إسباغ الوضوء على المكروهات و كثرة الخطا إلى المساجد و انتظار الصلاة بعد الصلاة)
وفي تكفين الميت وتجهيزه يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإتقان في ذلك فيقول: (إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه)
وحتى في ذبح الحيوان يأمر النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالإحسان والإتقان فيقول: (إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة و ليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته)
ويفيد قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) ، بأن الإتقان في جميع الأمور واجب علينا نحن المسلمين .
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى