ديوان محمد العيد آل خليفة إسلاميات وقوميات
صفحة 1 من اصل 1
ديوان محمد العيد آل خليفة إسلاميات وقوميات
ذكرى المولد النبوي
أنشدت هذه القصيدة في احتفال بالمولد النبوي أقامته جمعية الشبيبة الإسلامية بنادي الترقي على عادتها.
ونشرت في جريدة البصائر سنة 1937م.
•---------------------------------•
ألا انعم أيها النادي …*… بذكرى مولد الهادي
لقد جئناك ورادا …*… على آثار وراد
وقمنا في مسرات …*… وأفراح وأعياد
نحيي خير مولود …*… بدا في خير ميلاد
نحيي سيدا في الخلـ …*… ـق متبوعا بأسياد
نحيي مرشدا لم يبـ …*… ـغ منهم أجر إرشاد
نحيي داعي الحسنى …*… نحيي راعي الضاد
نحيي المصطفى المختا …*… ر آباء لأجداد
نحيي منه أخلاقا …*… زكيات كأوراد
نحيي منه أمجادا …*… منوطات بأمجاد
نحيي شرعه الوضا …*… ح مثل الشمس في الراد
نحيي عصره الممتا …*… ز في يمن وإسعاد
بحفل حف في جنببـ …*… ـه أجواد بأجواد
وركب ممعن الأشوا …*… ق فيها رائح غادي
سقاك الله من ركب …*… مشوق للهدى صاد
به الأمال والأعما …*… ل رحل والهوى حاد
تلاقت فيه أكباد …*… شجيات بأكباد
ورنت فيه أصوات …*… رخيمات كأعواد
ورحنا منه في ذكر …*… وتطريب وإنشاد
كسرب من كرام الطـ …*… ـر فوق الدوح غراد
رحلنا رحلة فيها …*… خرقنا كل معتاد
طوينا الأرض والأجيا …*… ل أبعادا لأبعاد
وجئنا مكة الفضلى …*… فجسناها كرواد
ألا يا وادي الكعبـ …*… ـة لا أقفرت من واد
قد ازدادت بد النعمى …*… لطفل فيك مزداد
كريم طبعه سمح …*… كمثل الغصن مياد
من الاثام معصوم …*… إلى الطاعات منقاد
عن الأحساب والأنسا …*… ب والأعراض ذواد
نفى ما ساد فوق الأر …*… ض من شرك والحاد
سما ذكرا أبوه عنـ …*… ـد أعراب وأكراد
ونالت أمه ما لم …*… تنله أم أولاد
وفخر النسل فخر الأصـ …*… ـل في محص وتنقاد
وهل تفرد أسياف …*… بحمل دون أغماد
ألا يا حبذا ذكرى …*… أقمناها لميعاد
بها نستعرض التاريـ …*… ـخ من خاف ومن باد
سلوا التاريخ عن بر …*… رحيم للورى فادي
سلوا التاريخ عن طود …*… تعالى فوق أطواد
سلوا التاريخ عن أرض …*… حماها من يد العادي
سلوا عن دولة الإسـ …*… ـلام كم باهت بأجناد
فكم فيهم من الخيل …*… جواد تحت جواد
وكم فيهم من الرجل …*… رجالات كأساد
وكم سادوا بإحسان …*… وكم جادوا بأرفاد
وكم رددت الدنيا …*… صداهم أي ترداد
سلوا عن دولة الشام …*… سلوا عن ملك بغداد
حضارات فواش في …*… جماعات وأفراد
وسلطان شديد البأ …*… س لم يمنح لشداد
وحكم ضارب كالسيـ …*… ـل أسدادا بأسداد
وأفراح لنا في الدهـ …*… ـر ما شيبت بأنكاد
وأعراس لنا في الأر …*… ض لا تحصى بتعداد
سحاها الدهر كالبحر …*… بأمواج وأزباد
فأودى شاطئ الخلد …*… وأودى طيره الشادي
وخر الروض أعوادا …*… على أنقاض أعواد
تعالى الله كم أعقـ …*… ـب إعداما بإيجاد
فردوا مجد ماضيكم …*… وحوطوه بأرصاد
وقوا أنفسكم نا …*… ر عداوات وأحقاد
يزيد الخصم أيقادا …*… لها من بعد إيقاد
أتنشقون أضدادا …*… وما أنتم بأضداد؟
فلستم غيرأعضاء …*… على الإصلاح أعضاد
أجيبوا كل إبراق …*… من الباغي بإرعاد
ولا تعنوا لظلام …*… ولا تحنوا لجلاد
بغت واستكبرت عاد …*… ولم تغلب أخا عاد
دعا الله فلباه …*… بإنجاء وإنجاد
وكفوا الفكر عن ميل …*… إلى الفوضى واخلاد
وقيسوا الأمر إصدارا …*… من الدنيا بإيراد
أعدوا نشأكم للخيـ …*… ـر فيها خير إعداد
أنط يا شعب من ديـ …*… ـنك أطنابا بأوتاد
وهيء مثل ما هيـ …*… ـأ حزب الله من زاد
وسر في إثرهم سيرا …*… قويما غير مناد
ألا فليحي حزب اللـ …*… ـه في نصر وإمداد
ألا فليحي دين اللـ …*… ـه آمادا لأماد
أنشدت هذه القصيدة في احتفال بالمولد النبوي أقامته جمعية الشبيبة الإسلامية بنادي الترقي على عادتها.
ونشرت في جريدة البصائر سنة 1937م.
•---------------------------------•
ألا انعم أيها النادي …*… بذكرى مولد الهادي
لقد جئناك ورادا …*… على آثار وراد
وقمنا في مسرات …*… وأفراح وأعياد
نحيي خير مولود …*… بدا في خير ميلاد
نحيي سيدا في الخلـ …*… ـق متبوعا بأسياد
نحيي مرشدا لم يبـ …*… ـغ منهم أجر إرشاد
نحيي داعي الحسنى …*… نحيي راعي الضاد
نحيي المصطفى المختا …*… ر آباء لأجداد
نحيي منه أخلاقا …*… زكيات كأوراد
نحيي منه أمجادا …*… منوطات بأمجاد
نحيي شرعه الوضا …*… ح مثل الشمس في الراد
نحيي عصره الممتا …*… ز في يمن وإسعاد
بحفل حف في جنببـ …*… ـه أجواد بأجواد
وركب ممعن الأشوا …*… ق فيها رائح غادي
سقاك الله من ركب …*… مشوق للهدى صاد
به الأمال والأعما …*… ل رحل والهوى حاد
تلاقت فيه أكباد …*… شجيات بأكباد
ورنت فيه أصوات …*… رخيمات كأعواد
ورحنا منه في ذكر …*… وتطريب وإنشاد
كسرب من كرام الطـ …*… ـر فوق الدوح غراد
رحلنا رحلة فيها …*… خرقنا كل معتاد
طوينا الأرض والأجيا …*… ل أبعادا لأبعاد
وجئنا مكة الفضلى …*… فجسناها كرواد
ألا يا وادي الكعبـ …*… ـة لا أقفرت من واد
قد ازدادت بد النعمى …*… لطفل فيك مزداد
كريم طبعه سمح …*… كمثل الغصن مياد
من الاثام معصوم …*… إلى الطاعات منقاد
عن الأحساب والأنسا …*… ب والأعراض ذواد
نفى ما ساد فوق الأر …*… ض من شرك والحاد
سما ذكرا أبوه عنـ …*… ـد أعراب وأكراد
ونالت أمه ما لم …*… تنله أم أولاد
وفخر النسل فخر الأصـ …*… ـل في محص وتنقاد
وهل تفرد أسياف …*… بحمل دون أغماد
ألا يا حبذا ذكرى …*… أقمناها لميعاد
بها نستعرض التاريـ …*… ـخ من خاف ومن باد
سلوا التاريخ عن بر …*… رحيم للورى فادي
سلوا التاريخ عن طود …*… تعالى فوق أطواد
سلوا التاريخ عن أرض …*… حماها من يد العادي
سلوا عن دولة الإسـ …*… ـلام كم باهت بأجناد
فكم فيهم من الخيل …*… جواد تحت جواد
وكم فيهم من الرجل …*… رجالات كأساد
وكم سادوا بإحسان …*… وكم جادوا بأرفاد
وكم رددت الدنيا …*… صداهم أي ترداد
سلوا عن دولة الشام …*… سلوا عن ملك بغداد
حضارات فواش في …*… جماعات وأفراد
وسلطان شديد البأ …*… س لم يمنح لشداد
وحكم ضارب كالسيـ …*… ـل أسدادا بأسداد
وأفراح لنا في الدهـ …*… ـر ما شيبت بأنكاد
وأعراس لنا في الأر …*… ض لا تحصى بتعداد
سحاها الدهر كالبحر …*… بأمواج وأزباد
فأودى شاطئ الخلد …*… وأودى طيره الشادي
وخر الروض أعوادا …*… على أنقاض أعواد
تعالى الله كم أعقـ …*… ـب إعداما بإيجاد
فردوا مجد ماضيكم …*… وحوطوه بأرصاد
وقوا أنفسكم نا …*… ر عداوات وأحقاد
يزيد الخصم أيقادا …*… لها من بعد إيقاد
أتنشقون أضدادا …*… وما أنتم بأضداد؟
فلستم غيرأعضاء …*… على الإصلاح أعضاد
أجيبوا كل إبراق …*… من الباغي بإرعاد
ولا تعنوا لظلام …*… ولا تحنوا لجلاد
بغت واستكبرت عاد …*… ولم تغلب أخا عاد
دعا الله فلباه …*… بإنجاء وإنجاد
وكفوا الفكر عن ميل …*… إلى الفوضى واخلاد
وقيسوا الأمر إصدارا …*… من الدنيا بإيراد
أعدوا نشأكم للخيـ …*… ـر فيها خير إعداد
أنط يا شعب من ديـ …*… ـنك أطنابا بأوتاد
وهيء مثل ما هيـ …*… ـأ حزب الله من زاد
وسر في إثرهم سيرا …*… قويما غير مناد
ألا فليحي حزب اللـ …*… ـه في نصر وإمداد
ألا فليحي دين اللـ …*… ـه آمادا لأماد
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية دار الحديث
تحية دار الحديث
أنشد الشاعر هذه القصيدة، يوم الاحتفال العظيم بافتتاح مدرسة (دار الحديث) بتلمسان وكان الاحتفال مشهودا، حضره أعضاء جمعية العلماء كلهم، وجميع الهيآت العاملة في الجمعية من مدرسين وشعب، وتمثلت فيه جمعية العلماء بصورتها الحقيقية، وقدرتها الإنشائية. وحضرها نحو عشرين ألفا من أتباعها، ووفود من تونس ومراكش وذلك في خريف سنة 1937م.
•---------------------------------•
أحيي بالرضى حرما يزار …*… ودارا تستظل بها الديار
وروضا مستجد الغرس نضرا …*… أريضا زهره الأدب النضار
وميدانا سترتبع المهاري …*… بساحته وتستبق المهار (1)
وعينا ما لمنبعها مغاض …*… وأفقا ما لأنجمه مغار
أحيي خير مدرسة بناها …*… خيار في معونتهم خيار
(تلمسان) احتفت بالعلم جارا …*… وما كالعلم للبلدان جار
لقد لبست من الإصلاح تاجا …*… يحق به لأهليها الفخار
فكان له بها نصر وفتح …*… وكان له ذيوع واشتهار
لقد بعث (البشير) لها بشيرا (2) …*… بمجد كالركاز بها يثار
__________
(1) المهارى. الجمال المنسوبة إلى مهرة بن حيدان من عرب اليمن وهي مشهورة بسرعتها والمهاري، جميع مهرة ولد الفرس.
(2) يريد الأستاذ العلامة الثسيخ محمد البشر الإبراهيمي الذي كان المؤسس لمدرسة (دار الحديث) والمشرف بنفسه على تشييدها.
وفي (دار الحديث) له صوان …*… بديع الصنع مصقول منار
به عرض (البشير) فنون علم …*… وآداب ليجلوها الصغار
فيا (دار الحديث) عمي نهارا …*… وعمرك كله أبدا نهار
ويا (دار الحديث) عليك تلقى …*… مهمات لنا ومنى كبار
وفي (بلد الجدار) كنوز دين …*… وعلم لا يليق بها ادخار
(تلمسان) ابتغي أبدا مدارا …*… فأختك في السماء لها مدار
ضعي عن قرنك الضافي خمارا …*… فقرن الشمس ليس له خمار
(تلمسان) اكشفي عن رائعات …*… من الأثار جللها الغبار
وبقيا عبقريات غزار …*… نمتها عبقربات غزار
إلى (إدريس) (1) أو (زيان) (2) يومي …*… ويومض تحتها نور ونار
(تلمسان) احفظي ذكر ازدهار …*… لملك فيك كان له ازدهار
ففي هذا الثرى الزاكي قديما …*… لنا ازدهرت حضارات كبار
وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… تفشى العدل وانتشر اليسار
وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… سما (مازيغ) (3) واستعلى (نزار)
عليك تآخيا أدبا ودينا …*… وحولك ضم شملها الجوار
هما حميا ذمارك بالعوالي …*… قرونا فاحتمى بهما الذمار
وحاصر تركك الإسبان حينا …*… فعاد عليك بالأمن الحصار
مضوا لم يتركوا غير ادكار …*… لنا في قلب لو يجدي ادكار
__________
(1) إدريس الأصغر بن إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسية بالمغرب وقد كانت تلمسان ضمن المملكة الإدريسية في بعض الأحيان.
(2) زيان: جد ملوك تلمسان الزيانيين، وقد بقيت بقاياهم إلى ما بعد المائة العاشرة للهجرة وهم من بني الواد، قبيلة من زناتة.
(3) مازيغ: أحد الأجداد الذين يرجع إليهم معظم القبائل البربرية.
فقل لبنيهم ابنوامن جديد …*… بناء لا يهدده انهيار
وصغ لبني تلمسان التحايا …*… كطاقات يرف بها العمار
ووف بني تلمسان اعتبارا …*… وأدنى ما جزيت به اعتبار
لقد حنت جوانحها إليهم …*… وأشراف وشوق وانتظار
وسرنا بينهم جنبا لجنب …*… كمثل الزند يكنفه السوار
يكبر حولنا منهم جهارا …*… رجال كل دعوتهم جهار
ألم تر صورة الأجداد فيهم …*… عليها من ملامحهم إطار
فقف تر غرسهم ينمو بدارا …*… بدار نحوها اشتد البدار
بها (دار الحديث) لها ينادي …*… وفيها (ابن الصلاح) له يشار
وليس ابن الصلاح سوى (بشير) …*… لنا انتشرت معارفه الكثار
حمى أكنافها لله جند …*… وجند الله ليس له انكسار
وجاءتها المواكب خاشعات …*… عليها الطهر يبدو والوقار
ومن وحي السماء لها دليل …*… ومن وحي السماء لها منار
ونحن بنو السماء لها انسبونا …*… فليس سوى السماء لنا نجار
تخذنا الدين في الدنيا شعارا …*… وما كالدين في الدنيا شعار
لنا للعلم تثويب وحفز …*… وتنقيب وكشف وابتكار
وفي (دارالحديث) رياض علم …*… عليها نضرة ولها اخضرار
بدت منها ثمار طيبات …*… شهيات فأرضتنا الثمار
على طلابها ومعلميها …*… من البركات ديمات ثرار
وطاب جنابها الحاني قرارا …*… لهم ما طاب في الخلد القرار
أنشد الشاعر هذه القصيدة، يوم الاحتفال العظيم بافتتاح مدرسة (دار الحديث) بتلمسان وكان الاحتفال مشهودا، حضره أعضاء جمعية العلماء كلهم، وجميع الهيآت العاملة في الجمعية من مدرسين وشعب، وتمثلت فيه جمعية العلماء بصورتها الحقيقية، وقدرتها الإنشائية. وحضرها نحو عشرين ألفا من أتباعها، ووفود من تونس ومراكش وذلك في خريف سنة 1937م.
•---------------------------------•
أحيي بالرضى حرما يزار …*… ودارا تستظل بها الديار
وروضا مستجد الغرس نضرا …*… أريضا زهره الأدب النضار
وميدانا سترتبع المهاري …*… بساحته وتستبق المهار (1)
وعينا ما لمنبعها مغاض …*… وأفقا ما لأنجمه مغار
أحيي خير مدرسة بناها …*… خيار في معونتهم خيار
(تلمسان) احتفت بالعلم جارا …*… وما كالعلم للبلدان جار
لقد لبست من الإصلاح تاجا …*… يحق به لأهليها الفخار
فكان له بها نصر وفتح …*… وكان له ذيوع واشتهار
لقد بعث (البشير) لها بشيرا (2) …*… بمجد كالركاز بها يثار
__________
(1) المهارى. الجمال المنسوبة إلى مهرة بن حيدان من عرب اليمن وهي مشهورة بسرعتها والمهاري، جميع مهرة ولد الفرس.
(2) يريد الأستاذ العلامة الثسيخ محمد البشر الإبراهيمي الذي كان المؤسس لمدرسة (دار الحديث) والمشرف بنفسه على تشييدها.
وفي (دار الحديث) له صوان …*… بديع الصنع مصقول منار
به عرض (البشير) فنون علم …*… وآداب ليجلوها الصغار
فيا (دار الحديث) عمي نهارا …*… وعمرك كله أبدا نهار
ويا (دار الحديث) عليك تلقى …*… مهمات لنا ومنى كبار
وفي (بلد الجدار) كنوز دين …*… وعلم لا يليق بها ادخار
(تلمسان) ابتغي أبدا مدارا …*… فأختك في السماء لها مدار
ضعي عن قرنك الضافي خمارا …*… فقرن الشمس ليس له خمار
(تلمسان) اكشفي عن رائعات …*… من الأثار جللها الغبار
وبقيا عبقريات غزار …*… نمتها عبقربات غزار
إلى (إدريس) (1) أو (زيان) (2) يومي …*… ويومض تحتها نور ونار
(تلمسان) احفظي ذكر ازدهار …*… لملك فيك كان له ازدهار
ففي هذا الثرى الزاكي قديما …*… لنا ازدهرت حضارات كبار
وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… تفشى العدل وانتشر اليسار
وفي هذا الثرى الزاكي قديما …*… سما (مازيغ) (3) واستعلى (نزار)
عليك تآخيا أدبا ودينا …*… وحولك ضم شملها الجوار
هما حميا ذمارك بالعوالي …*… قرونا فاحتمى بهما الذمار
وحاصر تركك الإسبان حينا …*… فعاد عليك بالأمن الحصار
مضوا لم يتركوا غير ادكار …*… لنا في قلب لو يجدي ادكار
__________
(1) إدريس الأصغر بن إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسية بالمغرب وقد كانت تلمسان ضمن المملكة الإدريسية في بعض الأحيان.
(2) زيان: جد ملوك تلمسان الزيانيين، وقد بقيت بقاياهم إلى ما بعد المائة العاشرة للهجرة وهم من بني الواد، قبيلة من زناتة.
(3) مازيغ: أحد الأجداد الذين يرجع إليهم معظم القبائل البربرية.
فقل لبنيهم ابنوامن جديد …*… بناء لا يهدده انهيار
وصغ لبني تلمسان التحايا …*… كطاقات يرف بها العمار
ووف بني تلمسان اعتبارا …*… وأدنى ما جزيت به اعتبار
لقد حنت جوانحها إليهم …*… وأشراف وشوق وانتظار
وسرنا بينهم جنبا لجنب …*… كمثل الزند يكنفه السوار
يكبر حولنا منهم جهارا …*… رجال كل دعوتهم جهار
ألم تر صورة الأجداد فيهم …*… عليها من ملامحهم إطار
فقف تر غرسهم ينمو بدارا …*… بدار نحوها اشتد البدار
بها (دار الحديث) لها ينادي …*… وفيها (ابن الصلاح) له يشار
وليس ابن الصلاح سوى (بشير) …*… لنا انتشرت معارفه الكثار
حمى أكنافها لله جند …*… وجند الله ليس له انكسار
وجاءتها المواكب خاشعات …*… عليها الطهر يبدو والوقار
ومن وحي السماء لها دليل …*… ومن وحي السماء لها منار
ونحن بنو السماء لها انسبونا …*… فليس سوى السماء لنا نجار
تخذنا الدين في الدنيا شعارا …*… وما كالدين في الدنيا شعار
لنا للعلم تثويب وحفز …*… وتنقيب وكشف وابتكار
وفي (دارالحديث) رياض علم …*… عليها نضرة ولها اخضرار
بدت منها ثمار طيبات …*… شهيات فأرضتنا الثمار
على طلابها ومعلميها …*… من البركات ديمات ثرار
وطاب جنابها الحاني قرارا …*… لهم ما طاب في الخلد القرار
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
براك الله للذكرى حساما
براك الله للذكرى حساما
نشرت بمجلة الشهاب ج (5) م (11) سنة 1936م وعليها هذا التعليق:
ألقى هذه القصيدة البليغة شاعر الشباب الأستاذ محمد العيد في الحفلة التي أقامها نادي الترقي لجمعية العلماء بمناسبة ما قرره مجلس إدارتها من خروج وفودها للوعظ والإرشاد في نواحي القطر وقد كان أول مجلس افتتح للوعظ والإرشاد مساء الجمعة الأخيرة من ربيع (1) بنادي الترقي وافتتحه رئيس الجمعية عبد الحميد بن باديس بالتذكير بقوله تعالى: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) ثم تلاه الأستاذ العربي التبسي، ثم الأستاذ الطيب العقبي.
•---------------------------------•
أقم ما شئت في دعة ورزق …*… فإنك قد حللت محل صدق
تصاخ إليك آذان لسمع …*… وترجع فيك أبصار لرمق
وتكرم حول مائدة عليها …*… يرف الحسن من خلق وخلق
رأيت بك الوجوه تحف بشرا …*… بها وتصف طلقا عند طلق
يطوف عليك شبان بشتى …*… من الألوان في أدب وحذق
وجاءوا بالفناجن مترعات …*… ببنت البن ما جاءوا بمذق
أقم يا وفد ضيف ندى ورفد …*… وسر يا ضيف وفد هدى ورفق
براك الله للذكرى حساما …*… وهل يبقى حسام دون مشق؟
فبشر بالهدى في الأرض بشر …*… وطف جنباتها غربا لشرق
ومن رزق الهدى لم يخش شيئا …*… فليس لغير خالقه برق
ألست ترى نفوس القوم حيرى …*… وتأبى الرشد من سفه وحمق؟؟
ألست ترى سلوك القوم فوضى …*… من الإخلال يفقد كل نسق؟
فعالج كل ذي كسر بجبر …*… وعالج كل ذي فتق برتق
يكاد الخلق في الملكات يبلى …*… فأبق عليه بالبركات أبق
أرى داء الشقاق بنا تفشى …*… فكيف يكون منه لنا التوقي؟
بني الإسلام خلوا الخلف إنا …*… إلى الإسلام نعزى دون فرق
عدمنا الرشد في الدنيا كأنا …*… فلول معارك وغواة طرق
ولو أنا على الحق اتفقنا …*… لكنا قادة الدنيا بحق
أتسبقنا الشعوب إلى المعالي …*… ألسنا قبلهم أحرى بسبق؟
ألسنا بينهم خير البرايا …*… سماحة ملة وزكاء عرق؟
أرى الأنفاس مرهقة بجو …*… كمثل الغاز يوسعها بخنق
يدوي بالوعيد دوي رعد …*… ويومض بالردى إيماض برق
أيوثق بالأداهم كل كف …*… ويوطأ بالمناسم كل عنق؟
فمهلا يا زمان البغي مهلا …*… لقد أعيا كواهلنا التلقي
رحى المهجات أنت فكم تقاسي …*… بك المهجات من سحق ومحق
ورفقا منك بالإنسان رفقا …*… فما هو للهوان بمستحق
لماذا توضع الأسداد ضربا …*… على فمه ألم يخلق لنطق؟
رجال العلم معذرة فمن ذا …*… اليه سواكم بالبث ألقي؟
وروحوا بيننا بالخير واغدوا …*… كمثل السحب جائدة بودق
ألا فلينعم العلماء بالا …*… وحالا وليدم نادي الترقي
فعالج كل ذي كسر بجبر …*… وعالج كل ذي فتق برتق
يكاد الخلق في الملكات يبلى …*… فأبق عليه بالبركات أبق
أرى داء الشقاق بنا تفشى …*… فكيف يكون منه لنا التوقي؟
بني الإسلام خلوا الخلف إنا …*… إلى الإسلام نعزى دون فرق
عدمنا الرشد في الدنيا كأنا …*… فلول معارك وغواة طرق
ولو أنا على الحق اتفقنا …*… لكنا قادة الدنيا بحق
أتسبقنا الشعوب إلى المعالي …*… ألسنا قبلهم أحرى بسبق؟
ألسنا بينهم خير البرايا …*… سماحة ملة وزكاء عرق؟
أرى الأنفاس مرهقة بجو …*… كمثل الغاز يوسعها بخنق
يدوي بالوعيد دوي رعد …*… ويومض بالردى إيماض برق
أيوثق بالأداهم كل كف …*… ويوطأ بالمناسم كل عنق؟
فمهلا يا زمان البغي مهلا …*… لقد أعيا كواهلنا التلقي
رحى المهجات أنت فكم تقاسي …*… بك المهجات من سحق ومحق
ورفقا منك بالإنسان رفقا …*… فما هو للهوان بمستحق
لماذا توضع الأسداد ضربا …*… على فمه ألم يخلق لنطق؟
رجال العلم معذرة فمن ذا …*… اليه سواكم بالبث ألقي؟
وروحوا بيننا بالخير واغدوا …*… كمثل السحب جائدة بودق
ألا فلينعم العلماء بالا …*… وحالا وليدم نادي الترقي
نشرت بمجلة الشهاب ج (5) م (11) سنة 1936م وعليها هذا التعليق:
ألقى هذه القصيدة البليغة شاعر الشباب الأستاذ محمد العيد في الحفلة التي أقامها نادي الترقي لجمعية العلماء بمناسبة ما قرره مجلس إدارتها من خروج وفودها للوعظ والإرشاد في نواحي القطر وقد كان أول مجلس افتتح للوعظ والإرشاد مساء الجمعة الأخيرة من ربيع (1) بنادي الترقي وافتتحه رئيس الجمعية عبد الحميد بن باديس بالتذكير بقوله تعالى: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) ثم تلاه الأستاذ العربي التبسي، ثم الأستاذ الطيب العقبي.
•---------------------------------•
أقم ما شئت في دعة ورزق …*… فإنك قد حللت محل صدق
تصاخ إليك آذان لسمع …*… وترجع فيك أبصار لرمق
وتكرم حول مائدة عليها …*… يرف الحسن من خلق وخلق
رأيت بك الوجوه تحف بشرا …*… بها وتصف طلقا عند طلق
يطوف عليك شبان بشتى …*… من الألوان في أدب وحذق
وجاءوا بالفناجن مترعات …*… ببنت البن ما جاءوا بمذق
أقم يا وفد ضيف ندى ورفد …*… وسر يا ضيف وفد هدى ورفق
براك الله للذكرى حساما …*… وهل يبقى حسام دون مشق؟
فبشر بالهدى في الأرض بشر …*… وطف جنباتها غربا لشرق
ومن رزق الهدى لم يخش شيئا …*… فليس لغير خالقه برق
ألست ترى نفوس القوم حيرى …*… وتأبى الرشد من سفه وحمق؟؟
ألست ترى سلوك القوم فوضى …*… من الإخلال يفقد كل نسق؟
فعالج كل ذي كسر بجبر …*… وعالج كل ذي فتق برتق
يكاد الخلق في الملكات يبلى …*… فأبق عليه بالبركات أبق
أرى داء الشقاق بنا تفشى …*… فكيف يكون منه لنا التوقي؟
بني الإسلام خلوا الخلف إنا …*… إلى الإسلام نعزى دون فرق
عدمنا الرشد في الدنيا كأنا …*… فلول معارك وغواة طرق
ولو أنا على الحق اتفقنا …*… لكنا قادة الدنيا بحق
أتسبقنا الشعوب إلى المعالي …*… ألسنا قبلهم أحرى بسبق؟
ألسنا بينهم خير البرايا …*… سماحة ملة وزكاء عرق؟
أرى الأنفاس مرهقة بجو …*… كمثل الغاز يوسعها بخنق
يدوي بالوعيد دوي رعد …*… ويومض بالردى إيماض برق
أيوثق بالأداهم كل كف …*… ويوطأ بالمناسم كل عنق؟
فمهلا يا زمان البغي مهلا …*… لقد أعيا كواهلنا التلقي
رحى المهجات أنت فكم تقاسي …*… بك المهجات من سحق ومحق
ورفقا منك بالإنسان رفقا …*… فما هو للهوان بمستحق
لماذا توضع الأسداد ضربا …*… على فمه ألم يخلق لنطق؟
رجال العلم معذرة فمن ذا …*… اليه سواكم بالبث ألقي؟
وروحوا بيننا بالخير واغدوا …*… كمثل السحب جائدة بودق
ألا فلينعم العلماء بالا …*… وحالا وليدم نادي الترقي
فعالج كل ذي كسر بجبر …*… وعالج كل ذي فتق برتق
يكاد الخلق في الملكات يبلى …*… فأبق عليه بالبركات أبق
أرى داء الشقاق بنا تفشى …*… فكيف يكون منه لنا التوقي؟
بني الإسلام خلوا الخلف إنا …*… إلى الإسلام نعزى دون فرق
عدمنا الرشد في الدنيا كأنا …*… فلول معارك وغواة طرق
ولو أنا على الحق اتفقنا …*… لكنا قادة الدنيا بحق
أتسبقنا الشعوب إلى المعالي …*… ألسنا قبلهم أحرى بسبق؟
ألسنا بينهم خير البرايا …*… سماحة ملة وزكاء عرق؟
أرى الأنفاس مرهقة بجو …*… كمثل الغاز يوسعها بخنق
يدوي بالوعيد دوي رعد …*… ويومض بالردى إيماض برق
أيوثق بالأداهم كل كف …*… ويوطأ بالمناسم كل عنق؟
فمهلا يا زمان البغي مهلا …*… لقد أعيا كواهلنا التلقي
رحى المهجات أنت فكم تقاسي …*… بك المهجات من سحق ومحق
ورفقا منك بالإنسان رفقا …*… فما هو للهوان بمستحق
لماذا توضع الأسداد ضربا …*… على فمه ألم يخلق لنطق؟
رجال العلم معذرة فمن ذا …*… اليه سواكم بالبث ألقي؟
وروحوا بيننا بالخير واغدوا …*… كمثل السحب جائدة بودق
ألا فلينعم العلماء بالا …*… وحالا وليدم نادي الترقي
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
هذيان آشيل
هذيان آشيل
"آشيل" أحد الإستعماريين الغلاة في الجزائر، وقد كتب عدة مقالات في إحدى الجرائد المتعصبة، تحامل فيها على الإسلام والمسلمين، وادعى أن القرآن كتاب مثير للحروب وعنوان على الهمجية والكراهية، وقد أثار هذا الموقف الشاعر، فقال هذه القصيدة الجيدة:
•---------------------------------•
هيهات لا يعتري القرآن تبديل …*… وان تبدل توراة وانجيل
قل للذين رموا هذا الكتاب بما …*… لم يتفق معه شرح وتأويل
هل تشبهون ذوي الألباب في خلق …*… إلا كما تشبه الناس التماثل
فاعزوا الأباطيل للقرآن وابتدعوا …*… في القول هيهات لا تجدي الأباطيل
وازروا عليه كما شاءت حلومكم …*… فإنه فوق هام الحق إكليل
ماذا تقولون في آي مفصلة …*… يزينها من فم الأيام ترتيل؟
ماذا تقولون في سفرصحائفه …*… هدي من الله ممض فيه جبريل؟
آياته بهدى الإسلام ما برحت …*… تهدي الممالك جيلا بعده جيل
فأية ملؤها ذكرى وتبصرة …*… وآية ملؤها حكم وتفصيل
كلامه الصدق لا مين ولا كذب …*… وحكمه الحق لا ميز وتفضيل
فليس فيه لأعلى الناس منزلة …*… (عدن) وفيه لأدنى الناس (سجيل)
ولا احتيال ولا غمص ولا مطل …*… ولا اغتيال ولا نغص وتنكيل
(الإشتراكية) السمحاء مذهبه …*… في الحكم لو لم تطل فيها الأقاويل
إن هو إلا هدى للناس منبلج …*… ضاحي المسمى أغر الاسم تنزيل
لئن مضت عنه أجيال وأزمنة …*… تترى فهل سامه نقض وتحويل
قد كان أعدل قانون يساس به …*… أمر (الشعوب) ففيم القال والقيل؟
ما بال "آشيل" في "الديبش" يسخر من …*… ءايات محكمه لا كان آشيل!؟
ما بال آشيل يهذي في مقالته …*… كحاكم راعه في النوم تخييل؟
ما بال آشيل يزري المسلمين وهم …*… غر العرائك أنجاب بهاليل؟
أفكارهم بهدى القرآن ثاقبة …*… فلا يخامرها في الرأي تضليل
وأمرهم بينهم شورى ودينهم …*… فتح من الله لا قتل وتمثيل
كيف التعصب من قوم شعارهم …*… رغم الكوارث إغضاء وتسهيل
لا يعدم الحق أنصارا تحيط به …*… سورا ولو كثرت فينا الأضاليل
هذا (ابن باديس) يحمي الحق متئدا …*… كذاك يتئذ الشم الأماثيل
إني أرى (عبده) المرحوم مندفعا …*… ينحي على الرغم (هانوتو) (2) وبرتيلو (3)
(عبدالحميد) (4) رعاك الله من بطل …*… ماضي الشكيمة لا يلويك تهويل
دمغت أقوال آشيل كما دمغت …*… أبطال أبرهة الطير الأبابيل
عليك مني وإن قصرت في كلمي …*… تحية ملؤها بشر وتهليل
__________
نشرت في مجلة الشهاب كما نشرت في الجزء الأول من كتاب (شعراء الجزائر) سنة 1923.
(2) هانوتو (1953 - 1944) مؤرخ فرنسي؟ ورجل سياسة؟ يشير الشاعر إلى الموقف التاريخي الذي وقف الأستاذ الإمام محمد عبده؟ في وجه التهجمات المسمومة التي كان يشنها (هما ئوتو) على الإسلام.
(3) برتيلو فليب (1866 - 1934) سياسي فرنسي؟ وله مواقف مع الأستاذ الإمام.
(4) سبع مقالات متسلسلة كتبها الشيخ عبد الحميد بن باديس ردا على (آشيل). هذا وقد نشرت بـ (الشهاب) الأسبوعي.
"آشيل" أحد الإستعماريين الغلاة في الجزائر، وقد كتب عدة مقالات في إحدى الجرائد المتعصبة، تحامل فيها على الإسلام والمسلمين، وادعى أن القرآن كتاب مثير للحروب وعنوان على الهمجية والكراهية، وقد أثار هذا الموقف الشاعر، فقال هذه القصيدة الجيدة:
•---------------------------------•
هيهات لا يعتري القرآن تبديل …*… وان تبدل توراة وانجيل
قل للذين رموا هذا الكتاب بما …*… لم يتفق معه شرح وتأويل
هل تشبهون ذوي الألباب في خلق …*… إلا كما تشبه الناس التماثل
فاعزوا الأباطيل للقرآن وابتدعوا …*… في القول هيهات لا تجدي الأباطيل
وازروا عليه كما شاءت حلومكم …*… فإنه فوق هام الحق إكليل
ماذا تقولون في آي مفصلة …*… يزينها من فم الأيام ترتيل؟
ماذا تقولون في سفرصحائفه …*… هدي من الله ممض فيه جبريل؟
آياته بهدى الإسلام ما برحت …*… تهدي الممالك جيلا بعده جيل
فأية ملؤها ذكرى وتبصرة …*… وآية ملؤها حكم وتفصيل
كلامه الصدق لا مين ولا كذب …*… وحكمه الحق لا ميز وتفضيل
فليس فيه لأعلى الناس منزلة …*… (عدن) وفيه لأدنى الناس (سجيل)
ولا احتيال ولا غمص ولا مطل …*… ولا اغتيال ولا نغص وتنكيل
(الإشتراكية) السمحاء مذهبه …*… في الحكم لو لم تطل فيها الأقاويل
إن هو إلا هدى للناس منبلج …*… ضاحي المسمى أغر الاسم تنزيل
لئن مضت عنه أجيال وأزمنة …*… تترى فهل سامه نقض وتحويل
قد كان أعدل قانون يساس به …*… أمر (الشعوب) ففيم القال والقيل؟
ما بال "آشيل" في "الديبش" يسخر من …*… ءايات محكمه لا كان آشيل!؟
ما بال آشيل يهذي في مقالته …*… كحاكم راعه في النوم تخييل؟
ما بال آشيل يزري المسلمين وهم …*… غر العرائك أنجاب بهاليل؟
أفكارهم بهدى القرآن ثاقبة …*… فلا يخامرها في الرأي تضليل
وأمرهم بينهم شورى ودينهم …*… فتح من الله لا قتل وتمثيل
كيف التعصب من قوم شعارهم …*… رغم الكوارث إغضاء وتسهيل
لا يعدم الحق أنصارا تحيط به …*… سورا ولو كثرت فينا الأضاليل
هذا (ابن باديس) يحمي الحق متئدا …*… كذاك يتئذ الشم الأماثيل
إني أرى (عبده) المرحوم مندفعا …*… ينحي على الرغم (هانوتو) (2) وبرتيلو (3)
(عبدالحميد) (4) رعاك الله من بطل …*… ماضي الشكيمة لا يلويك تهويل
دمغت أقوال آشيل كما دمغت …*… أبطال أبرهة الطير الأبابيل
عليك مني وإن قصرت في كلمي …*… تحية ملؤها بشر وتهليل
__________
نشرت في مجلة الشهاب كما نشرت في الجزء الأول من كتاب (شعراء الجزائر) سنة 1923.
(2) هانوتو (1953 - 1944) مؤرخ فرنسي؟ ورجل سياسة؟ يشير الشاعر إلى الموقف التاريخي الذي وقف الأستاذ الإمام محمد عبده؟ في وجه التهجمات المسمومة التي كان يشنها (هما ئوتو) على الإسلام.
(3) برتيلو فليب (1866 - 1934) سياسي فرنسي؟ وله مواقف مع الأستاذ الإمام.
(4) سبع مقالات متسلسلة كتبها الشيخ عبد الحميد بن باديس ردا على (آشيل). هذا وقد نشرت بـ (الشهاب) الأسبوعي.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية "الشهاب" للشباب
تحية "الشهاب" للشباب
نشرت في مجلة الشهاب سنة 1926.
ونشرت بكتاب (شعراء الجزائر).
•---------------------------------•
خليا عنكما حديث احتجابي …*… عرجابي علي العلى عرجابي
إركبابي متن النجاح وخوضا …*… بي عباب الإصلاح فهو عبابي
واطلبا بي رغائب الشعب إني …*… في سبيل العلى وقفت طلابي
إن أكن قدسكت قبل مليا …*… فلان السكوت فصل خطابي
إن تقولا كيف احتجبت علينا …*… ففم الكون كافل بالجواب
هذه الشمس وهي آية ربي …*… تتوارى عشية بالحجاب
ذلك البدر صحنوها وأخوها …*… يتغشى بمكفهر السحاب
سنة الله في الكواكب مثلي …*… أفأمسي من أجلها في اكتئاب؟
كذب المفتري وجاء ببدع …*… سوف يلقئ جزاءه في الحساب
صاح ما شاء أن يصيح ولكن …*… ما على الحر من عواء الذئاب
سره أنني انقلبت ولما …*… يدر أن استقامتي في انقلابي
سره أنني انقلبت من اللـ …*… ـه بفضل ونعمة وثواب
فلئن رحت غيلة الافتراء …*… ات فاني قد أبت خير مآب
كأبى زيد السروجي لما …*… صادمته حوادث الاغتراب
لم يسمه الشقاء قط ولكن …*… استعدته قوالب الانتساب
فغدى الحارث بن همام يروي …*… من أحاديثه عجيب العجاب
يا شباب العلى اعتصم بالتآخي …*… زانك الله في العلي من شباب
أنشر السنة الكريمة واعمل …*… بهداها وخذ بحد الكتاب
إن تكن قد بنيت في الناس مجدا …*… فاحرس المجد من دواعي الخراب
وإذا ما أردت تثقيف نشء …*… فارق بالنشء سلم الاكتساب
ثم لا تبتئس إذا قيل إنا …*… طوحتنا طوائح الاضطراب
في زمان كأنه فم واش …*… يتعايا بشائنات السباب
لا ورب السماء من يجهل السيـ …*… ـل إذا كان آخذا في انسياب؟
إنما نحن نقتفي أثر (المـ …*… ـتقد) الحر تحت هذا (الشهاب)
نشرت في مجلة الشهاب سنة 1926.
ونشرت بكتاب (شعراء الجزائر).
•---------------------------------•
خليا عنكما حديث احتجابي …*… عرجابي علي العلى عرجابي
إركبابي متن النجاح وخوضا …*… بي عباب الإصلاح فهو عبابي
واطلبا بي رغائب الشعب إني …*… في سبيل العلى وقفت طلابي
إن أكن قدسكت قبل مليا …*… فلان السكوت فصل خطابي
إن تقولا كيف احتجبت علينا …*… ففم الكون كافل بالجواب
هذه الشمس وهي آية ربي …*… تتوارى عشية بالحجاب
ذلك البدر صحنوها وأخوها …*… يتغشى بمكفهر السحاب
سنة الله في الكواكب مثلي …*… أفأمسي من أجلها في اكتئاب؟
كذب المفتري وجاء ببدع …*… سوف يلقئ جزاءه في الحساب
صاح ما شاء أن يصيح ولكن …*… ما على الحر من عواء الذئاب
سره أنني انقلبت ولما …*… يدر أن استقامتي في انقلابي
سره أنني انقلبت من اللـ …*… ـه بفضل ونعمة وثواب
فلئن رحت غيلة الافتراء …*… ات فاني قد أبت خير مآب
كأبى زيد السروجي لما …*… صادمته حوادث الاغتراب
لم يسمه الشقاء قط ولكن …*… استعدته قوالب الانتساب
فغدى الحارث بن همام يروي …*… من أحاديثه عجيب العجاب
يا شباب العلى اعتصم بالتآخي …*… زانك الله في العلي من شباب
أنشر السنة الكريمة واعمل …*… بهداها وخذ بحد الكتاب
إن تكن قد بنيت في الناس مجدا …*… فاحرس المجد من دواعي الخراب
وإذا ما أردت تثقيف نشء …*… فارق بالنشء سلم الاكتساب
ثم لا تبتئس إذا قيل إنا …*… طوحتنا طوائح الاضطراب
في زمان كأنه فم واش …*… يتعايا بشائنات السباب
لا ورب السماء من يجهل السيـ …*… ـل إذا كان آخذا في انسياب؟
إنما نحن نقتفي أثر (المـ …*… ـتقد) الحر تحت هذا (الشهاب)
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
يا معشر الطلاب
يا معشر الطلاب
ألقاها في ختم درس كتاب (القطر) لابن هشام سنة 1928 حيث كان معلما إذ ذاك ببسكرة.
نشرت بـ (الشهاب) سنة 1928.
•---------------------------------•
فاز المجد المعتني بمرامه …*… فتنافس الأمجاد في إكرامه
قد هيأت خضر الرياض طيورها …*… لكلامه وزهورها لسلامه
ودنت له كل المنى وأطاعه …*… حتى الزمان فعاد من خدامه
الله راعى صدقه في سعيه …*… معه فلم يحرمه من أنعامه
وهو الذي أدنى إليه مقامه …*… شكرا فمن ذا يزدري بمقامه
قد أدرك ابن العلم غايته التي …*… يصبو إليها منذ عهد فطامه
ما زال في طلب الحقائق هائما …*… حتى شفى منها غليل هيامه
والفوز للمقدام ضربة لازب …*… ما استعمل التدبير في إقدامه
يا معشر الطلاب هل من منصت …*… منكم لوحي الشعر في إلهامه
أسديه مني حكمة مملوءة …*… عظة يرددها مدى أيامه
فالقلب مثل الارض أو كأناسها …*… والوعظ مثل القطر أو كغمامه
العلم صرح مجادة وسعادة …*… ومن التعلم شيد ركن قوامه
والعلم لما تنحصر أفهامه …*… فتنافسوا يا قوم في أفهامه
العلم أعمال تزاول لا منى …*… تنوى فسيروا في هدى أعلامه
ولرب غر ظل يرقب ليله …*… يرجو استقاء العلم من أحلامه
وافاه وقت منامه فانسل من …*… برديه معتبطا بوقت منامه
وانهال والإغضاء ملء جفونه …*… في الفرش والاعياء ملء عظامه
فرأى المرائي معجما فيها بما …*… لا يعجم الملموم في إلمامه
حتى إذا طلع النهار وأشرقت …*… شمس النهار وحان حين قيامه
نفض الإزار وقام يخطب مسهبا …*… يفتن في الإعراب عن إعجامه
فخذوا بأسباب العلوم حقيقة …*… وذروا أخا الأوهام في أوهامه
**
يا معشر الطلاب هل من آخذ …*… بالذكر أو متمسك بعصامه
فتشرفوا بالأخذ من آدابه …*… وتعرفوا بحلاله وحرامه
ولكل شيء في الحياة أذية …*… وأذية القرآن من أقوامه
عملوا على التحذيرمن تفهيمه …*… فكأنهم عملوا على إعدامه
هجروا مبادئه العلى وتنكبوا …*… أحكامه والخير في أحكامه
زعموا بأن صوابه خطأ وفي …*… ما يزعمون زراية بكلامه
أسطورة إن الذي قد قالها …*… قمن بأن يرتاب في اسلامه
يا معشر الطلاب هل من ناهض …*… بالشعب حر حافظ لذمامه
أو باعث في الشعب روح إباية …*… منكم فموت الشعب في استسلامه
ما عاثت الذؤبان في أغنامه …*… لو كانت الاساد في آجامه
من منكم لابن الجزائر مدرك؟ …*… فابن الجزائر في سياق حمامه
أسقامه شتى وأنول الأذى …*… من حاكميه تزيد في أسقامه
فأخو الرئاسة مولع بعذابه …*… وأخو السياسة مولع بخصامه
لكم اللسان الفذ في إيضاحه …*… رغما على الساعين في إبهامه
لا تهملوا هذا اللسان ففقدكم …*… في فقده ودوامكم بدوامه
فكأنما هو عقد در فائق …*… رصفا وعلم النحو سلك نظامه
وكفاكم في النحو قدرا أنكم …*… راوون علم النحو عن علامه
شهد (ابن خلدون) له بتفوق …*… في النحو تحظيظا على إعظامه
فارعوا (لعبد الله) (1) ما أسدى لكم …*… (في القطر) واغتبطوا بحسن ختامه
__________
(1) عبد الله بن هشام صاحب المؤلفات المتداولة في القواعد العربية، ومنها كتاب "القطر".
ألقاها في ختم درس كتاب (القطر) لابن هشام سنة 1928 حيث كان معلما إذ ذاك ببسكرة.
نشرت بـ (الشهاب) سنة 1928.
•---------------------------------•
فاز المجد المعتني بمرامه …*… فتنافس الأمجاد في إكرامه
قد هيأت خضر الرياض طيورها …*… لكلامه وزهورها لسلامه
ودنت له كل المنى وأطاعه …*… حتى الزمان فعاد من خدامه
الله راعى صدقه في سعيه …*… معه فلم يحرمه من أنعامه
وهو الذي أدنى إليه مقامه …*… شكرا فمن ذا يزدري بمقامه
قد أدرك ابن العلم غايته التي …*… يصبو إليها منذ عهد فطامه
ما زال في طلب الحقائق هائما …*… حتى شفى منها غليل هيامه
والفوز للمقدام ضربة لازب …*… ما استعمل التدبير في إقدامه
يا معشر الطلاب هل من منصت …*… منكم لوحي الشعر في إلهامه
أسديه مني حكمة مملوءة …*… عظة يرددها مدى أيامه
فالقلب مثل الارض أو كأناسها …*… والوعظ مثل القطر أو كغمامه
العلم صرح مجادة وسعادة …*… ومن التعلم شيد ركن قوامه
والعلم لما تنحصر أفهامه …*… فتنافسوا يا قوم في أفهامه
العلم أعمال تزاول لا منى …*… تنوى فسيروا في هدى أعلامه
ولرب غر ظل يرقب ليله …*… يرجو استقاء العلم من أحلامه
وافاه وقت منامه فانسل من …*… برديه معتبطا بوقت منامه
وانهال والإغضاء ملء جفونه …*… في الفرش والاعياء ملء عظامه
فرأى المرائي معجما فيها بما …*… لا يعجم الملموم في إلمامه
حتى إذا طلع النهار وأشرقت …*… شمس النهار وحان حين قيامه
نفض الإزار وقام يخطب مسهبا …*… يفتن في الإعراب عن إعجامه
فخذوا بأسباب العلوم حقيقة …*… وذروا أخا الأوهام في أوهامه
**
يا معشر الطلاب هل من آخذ …*… بالذكر أو متمسك بعصامه
فتشرفوا بالأخذ من آدابه …*… وتعرفوا بحلاله وحرامه
ولكل شيء في الحياة أذية …*… وأذية القرآن من أقوامه
عملوا على التحذيرمن تفهيمه …*… فكأنهم عملوا على إعدامه
هجروا مبادئه العلى وتنكبوا …*… أحكامه والخير في أحكامه
زعموا بأن صوابه خطأ وفي …*… ما يزعمون زراية بكلامه
أسطورة إن الذي قد قالها …*… قمن بأن يرتاب في اسلامه
يا معشر الطلاب هل من ناهض …*… بالشعب حر حافظ لذمامه
أو باعث في الشعب روح إباية …*… منكم فموت الشعب في استسلامه
ما عاثت الذؤبان في أغنامه …*… لو كانت الاساد في آجامه
من منكم لابن الجزائر مدرك؟ …*… فابن الجزائر في سياق حمامه
أسقامه شتى وأنول الأذى …*… من حاكميه تزيد في أسقامه
فأخو الرئاسة مولع بعذابه …*… وأخو السياسة مولع بخصامه
لكم اللسان الفذ في إيضاحه …*… رغما على الساعين في إبهامه
لا تهملوا هذا اللسان ففقدكم …*… في فقده ودوامكم بدوامه
فكأنما هو عقد در فائق …*… رصفا وعلم النحو سلك نظامه
وكفاكم في النحو قدرا أنكم …*… راوون علم النحو عن علامه
شهد (ابن خلدون) له بتفوق …*… في النحو تحظيظا على إعظامه
فارعوا (لعبد الله) (1) ما أسدى لكم …*… (في القطر) واغتبطوا بحسن ختامه
__________
(1) عبد الله بن هشام صاحب المؤلفات المتداولة في القواعد العربية، ومنها كتاب "القطر".
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية أيها النادي
تحية أيها النادي
ألقى الشاعر هذه القصيدة في حفلة نادي التقدم بمدينة البليدة.
ونشرت في مجلة الشهاب سنة 1935.
•---------------------------------•
نداء سرى في مسمعي ما سرى دمي …*… فلبيت من قلبي صداه ومن فمي
نداء سرى كالكهرباء فهزني …*… وما هزني إلا لحفل مكرم
وما هزني إلا لناد مبارك …*… يقل كأفق أوجها مثل أنجم
منار به صوت العروبة يعتلي …*… وكهف به نشء (البليدة) (1) يحتمي
وغيل منيع فانزلوه وأقبلوا …*… عليه تباعا ضيغما إثر ضيغم
وركن ركين فابتنوه وأدعموا …*… ولا خير فيما يبتنى غير مدعم
أقيموه تحت الشمس فوق رؤوسكم …*… لواء وكفوا عنه كف المحطم
وأبقوه للإصلاح أبهر آية …*… وأظهر عنوان وأزهر ميسم
أعيدوا به للدين عهد طلوعه …*… على الأرض فجرا جاليا كل مظلم
ولا تنسوا الدنيا فإن متاعها …*… مشاع لكم في الكسب غير محرم
لقد مر عصر السعي للروح وحده …*… ببعث بن عبد الله بعد ابن مريم
تناجوا ببر واتركوا الإثم جانبا …*… ولا تهتكوا أعراضكم بالتهجم
أعيذكم بالله أن تتقسموا …*… هوى فذهاب الريح عقبى التقسم
توالوا فما استغنت يد قط عن يد …*… وما بطشت إلا بكف ومعصم
__________
(1) البليدة: مدينة تبعد عن العاصمة الجزائرية بحوالي خمسين كلم.
ولا تبخلوا بالمال فالمال معرج …*… إلى كل معل في المنازل معلم
أرى أن حاجات الشعوب جراحها …*… وليس لها من مرهم غير درهم
لكل امرئ عهد بفرض محتم …*… يقوم به في جنب حق محتم
ومن فرض أهل المال إسعاف عجز …*… وتكريم إخوان وإيواء هيم
ومن فرض أهل العلم إرشاد حير …*… وتعليم جهال وإيقاظ نوم
ألا أيها النادي تحية شاعر …*… ولوع باعلان المفاخر مغرم
ويا فتية النادي سلام ورحمة …*… وبشرى فهذا اليوم أعظم موسم
رفعتم به رأس العروبة عاليا …*… وعدتم على الإسلام فيه بأنعم
وبيضتم وجه (البليدة) بالذي …*… زففتم إليها من فلاح ومغنم
فدمتم لها كالجند عزا ومنعه …*… ودام لكم كالحصن (نادي التقدم)
ألقى الشاعر هذه القصيدة في حفلة نادي التقدم بمدينة البليدة.
ونشرت في مجلة الشهاب سنة 1935.
•---------------------------------•
نداء سرى في مسمعي ما سرى دمي …*… فلبيت من قلبي صداه ومن فمي
نداء سرى كالكهرباء فهزني …*… وما هزني إلا لحفل مكرم
وما هزني إلا لناد مبارك …*… يقل كأفق أوجها مثل أنجم
منار به صوت العروبة يعتلي …*… وكهف به نشء (البليدة) (1) يحتمي
وغيل منيع فانزلوه وأقبلوا …*… عليه تباعا ضيغما إثر ضيغم
وركن ركين فابتنوه وأدعموا …*… ولا خير فيما يبتنى غير مدعم
أقيموه تحت الشمس فوق رؤوسكم …*… لواء وكفوا عنه كف المحطم
وأبقوه للإصلاح أبهر آية …*… وأظهر عنوان وأزهر ميسم
أعيدوا به للدين عهد طلوعه …*… على الأرض فجرا جاليا كل مظلم
ولا تنسوا الدنيا فإن متاعها …*… مشاع لكم في الكسب غير محرم
لقد مر عصر السعي للروح وحده …*… ببعث بن عبد الله بعد ابن مريم
تناجوا ببر واتركوا الإثم جانبا …*… ولا تهتكوا أعراضكم بالتهجم
أعيذكم بالله أن تتقسموا …*… هوى فذهاب الريح عقبى التقسم
توالوا فما استغنت يد قط عن يد …*… وما بطشت إلا بكف ومعصم
__________
(1) البليدة: مدينة تبعد عن العاصمة الجزائرية بحوالي خمسين كلم.
ولا تبخلوا بالمال فالمال معرج …*… إلى كل معل في المنازل معلم
أرى أن حاجات الشعوب جراحها …*… وليس لها من مرهم غير درهم
لكل امرئ عهد بفرض محتم …*… يقوم به في جنب حق محتم
ومن فرض أهل المال إسعاف عجز …*… وتكريم إخوان وإيواء هيم
ومن فرض أهل العلم إرشاد حير …*… وتعليم جهال وإيقاظ نوم
ألا أيها النادي تحية شاعر …*… ولوع باعلان المفاخر مغرم
ويا فتية النادي سلام ورحمة …*… وبشرى فهذا اليوم أعظم موسم
رفعتم به رأس العروبة عاليا …*… وعدتم على الإسلام فيه بأنعم
وبيضتم وجه (البليدة) بالذي …*… زففتم إليها من فلاح ومغنم
فدمتم لها كالجند عزا ومنعه …*… ودام لكم كالحصن (نادي التقدم)
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
يا قوم
لا ترضخ (1) الأفكار من أرزاقها …*… حتى تدر بجنبها الأرزاق
يا قوم شعبكم أحاط به الأذى …*… وسطا عليه الجهل والاملاق
والوهم عشش في الرؤوس فأطرقت …*… والوهم شر بلائه الإطراق
خطب الجماد الحي فاضطربت له …*… وتموجت بخطابه الافاق
وبنو الجزائر مخلدون إلى الكرى …*… وكأنني بهم الغداة أفاقوا
واستأنفوها نهضة جدية …*… لا الوهن يدركها ولا الاخفاق
رست النوادي والمدارس بينهم …*… أسسا عليها شيدت الأخلاق
يا برق غث لا كنت فينا خلبا …*… يا غيث جد لاخانك الإغداق
ومن البداية بالنهاية مخبر …*… وعد الفروع بأنهم أعراق
يا قوم هل لكم بها من ضارب …*… فيها له بالرابحين لحاق
يا قوم لا تردوا الموارد عزلا …*… ومن الخمول على العقول نطاق
فكوا النفوس من الجهالة والهوى …*… والوهم فهي على النفوس وثاق
يا فتية النادي تحية فتية …*… منكم كماحي الرفاق رفاق
ووصية لكم بأن تتكاتفوا …*… وتسارعوا في الخير فهو سباق
آواكم للخير "نادي نهضة" …*… فيه اغنموا فرص الحياة ولاقوا
دامت لكم حجراته ولضيفكم …*… نزلا وخلد عمره الخلاق
__________
(1) العطاء القليل.
يا قوم
ألقى الشاعر هذه القصيدة في افتتاح "نادي النهضة" بمدينة البليدة.
ونشرت في جريدة المرصاد سنة 1932.
•---------------------------------•
نشء (البليدة) لا عداك وفاق …*… بشرى على بشرى إليك تساق
بوئت بالنادي المبارك جنة …*… طابت بها الأنفاس والأذواق
ناديك أفق أنت بدر نجومه …*… حاذر عليك الخلف فهو محاق!
قل للخطيب به دعوت ملبيا …*… وعنت لك الاذان والأحداق
(نادي البليدة) محتويك وطيرها …*… مصغ إليك وماؤها صفاق
نور به الغبراء فهو منارة …*… واصعد به الخضراء فهو براق
واجمع به شتى الرفاق فإنه …*… كنف عليه من الرفاق رواق
يا فتية النادي ومعشره الألى …*… ساقوا إليه به القلوب وشاقوا
داووا به مرض الهوى كمصحة …*… فيها لكل وجيعة ترياق
واحموا به الأخلاق من إخلاقها …*… يعظم لكم في الصالحات خلاق
البحث سبل فاسلكوها رشدا …*… بالعقل فهو دليلها السباق
فكوا به الأعناق من أطواقها …*… فلطالما قعدت به الأطواق
وعليكم القرآن فهو من الهوى …*… حام وليس كنوره إشراق
والبذل للأعمال ضربة لازب …*… فاكسوا به الأعمال فهو رتاق
وهبته أيدي المحسنين فأذعنت …*… لهم الرؤوس وذلت الأعناق
يا قوم شعبكم أحاط به الأذى …*… وسطا عليه الجهل والاملاق
والوهم عشش في الرؤوس فأطرقت …*… والوهم شر بلائه الإطراق
خطب الجماد الحي فاضطربت له …*… وتموجت بخطابه الافاق
وبنو الجزائر مخلدون إلى الكرى …*… وكأنني بهم الغداة أفاقوا
واستأنفوها نهضة جدية …*… لا الوهن يدركها ولا الاخفاق
رست النوادي والمدارس بينهم …*… أسسا عليها شيدت الأخلاق
يا برق غث لا كنت فينا خلبا …*… يا غيث جد لاخانك الإغداق
ومن البداية بالنهاية مخبر …*… وعد الفروع بأنهم أعراق
يا قوم هل لكم بها من ضارب …*… فيها له بالرابحين لحاق
يا قوم لا تردوا الموارد عزلا …*… ومن الخمول على العقول نطاق
فكوا النفوس من الجهالة والهوى …*… والوهم فهي على النفوس وثاق
يا فتية النادي تحية فتية …*… منكم كماحي الرفاق رفاق
ووصية لكم بأن تتكاتفوا …*… وتسارعوا في الخير فهو سباق
آواكم للخير "نادي نهضة" …*… فيه اغنموا فرص الحياة ولاقوا
دامت لكم حجراته ولضيفكم …*… نزلا وخلد عمره الخلاق
__________
(1) العطاء القليل.
يا قوم
ألقى الشاعر هذه القصيدة في افتتاح "نادي النهضة" بمدينة البليدة.
ونشرت في جريدة المرصاد سنة 1932.
•---------------------------------•
نشء (البليدة) لا عداك وفاق …*… بشرى على بشرى إليك تساق
بوئت بالنادي المبارك جنة …*… طابت بها الأنفاس والأذواق
ناديك أفق أنت بدر نجومه …*… حاذر عليك الخلف فهو محاق!
قل للخطيب به دعوت ملبيا …*… وعنت لك الاذان والأحداق
(نادي البليدة) محتويك وطيرها …*… مصغ إليك وماؤها صفاق
نور به الغبراء فهو منارة …*… واصعد به الخضراء فهو براق
واجمع به شتى الرفاق فإنه …*… كنف عليه من الرفاق رواق
يا فتية النادي ومعشره الألى …*… ساقوا إليه به القلوب وشاقوا
داووا به مرض الهوى كمصحة …*… فيها لكل وجيعة ترياق
واحموا به الأخلاق من إخلاقها …*… يعظم لكم في الصالحات خلاق
البحث سبل فاسلكوها رشدا …*… بالعقل فهو دليلها السباق
فكوا به الأعناق من أطواقها …*… فلطالما قعدت به الأطواق
وعليكم القرآن فهو من الهوى …*… حام وليس كنوره إشراق
والبذل للأعمال ضربة لازب …*… فاكسوا به الأعمال فهو رتاق
وهبته أيدي المحسنين فأذعنت …*… لهم الرؤوس وذلت الأعناق
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية جريدة السنة
تحية جريدة السنة
قال الشاعر هذه القصيدة تحية لجريدة (السنة) إحدى جرائد جمعية العلماء.
نشرت فيها سنة 1933.
•---------------------------------•
تحر أساس العدل إن كنت شائدا …*… فما كان طاغ قائم الركن سائدا
تنفس فجر الحق حولك صادقا …*… أغر فما غر العيون الرواقدا؟
وما بال أفناء الحضارة أقفرت …*… من الانس واكتضت وحوشا أوابدا
وما بال ورقاء الحمى مستطارة …*… يطاردها نيف وسبعون صائدا؟
على أنها بين النبال سليمة …*… فما عدمت عنها من الله ذائدا
أرى غلمة تذكي من النار فتنة …*… وتسدى شباكا للأذى ومكائدا
وجوا من الغارات أغبر عاصفا …*… بكل جناح بارق السحب راعدا
وفي كل مغنى رنة ومناحة …*… وشكوى بلا جدوى تذيب الجلامدا
وأفجر أعداء البلاد خصومة …*… أقارب تستعدي عليها الأباعدا
غذيري من ذي عادة وثنية …*… يحيل على الإسلام فيها الشواهدا
هلم إلينا أيها الخصم نحتكم …*… إليه ونستعرض عليه العوائدا
فما كان منها سنة كان صالحا …*… وما كان منها بدعة كان فاسدا
أضلك ليل من هوى بت ترتمى …*… مصادر في ظلمائه ومواردا
ولا صبح إلا سنة نبوية …*… فمحص بها الآراء واجل المقاصدا
وحولك أسياف لها وأسنة …*… تقارع عنها المحدثات الزوائدا
رجالات إخلاص لها ومبرة …*… بها وذوو عزم يدك الشدائدا
يريدون وجه الله فيما تسننوا …*… به لا يريدودن الرشى والفوائدا
وما الناس إلا كالنقود فزنهم …*… بنياتهم إن كنت للناس ناقدا
وحسبك من سعى ابن آدم كاشف …*… عن القصد مهما كان للقصد جاحدا
أفدني فما تعيى الحقيقة جاهلا …*… يحاول تمحيص الحقيقة جاهدا
أفدني برأي في النيابات هل حوت …*… أساود في قاعاتها أم وسائدا؟
وإلا فما تلك السموم التي سرت …*… فمن ذاق منها طأطأ الرأس هامدا؟
ألم يأتها أن المعابد حجرت …*… على الذاكرين العامرين المعابدا؟
وكم من مئاو أو مكاتب عطلت …*… على أنها تهدى البنين المراشدا
فيا نائبا ناب البلاد بحادث …*… وخلف شعبا قائما فيه قاعدا
على أي ظهر كنت سوطك منزلا …*… وفي أي نحر كنت سيفك غامدا
ومالك ترغي في النيابة موعدا …*… ألم تك من قبل النيابة واعدا
ويا مجلس النواب إنك قاطع …*… يدا كنت منها لو تبينت ساعدا
فويحك ما هذا الجفاء الذي طغى …*… عليك فلم تنفك كالصخرجامدا
تلمس فيك العون شعبك حائرا …*… ولما تزل عن عون شعبك حائدا
دعا واستعان ابن البلاد فليته …*… دعا مستجيبا واستعان مساعدا
ويا دولة سادت على الأرض حقبة …*… وشادت على أس الاخاء المحامدا
عهدناك قدما دولة- لائكية …*… فكيف حرمت المسلمين المساجدا؟
ولا تنكري حول الإدارات أنة …*… وعتبا وشعبا بين ذلك واجدا
وردي علينا الذكر في كل مسجد …*… فما زال فرضا في المساجد آكدا
ثقي أن بيت الله ما دام معبدا …*… لنا تحت حكم الله ما دام واحدا
ويا أيها الداعي إلى الله لا تهن …*… ولا يك في البأساء صبرك نافدا
تعز بوفد اليسر بعد فإنني …*… أرى اليسر بعد العسر لا شك وافدا
وفي سبل الدنيا زبى ومصاعد …*… فسر حيث لا تلقى الزبى والمصائدا
تصادف إقبالا من الشعب رائجا …*… وتصحب توفيقا من الله زائدا
ويا أيها الشعب اتخذ لك أعينا …*… من الحزم واستشرف حقوقك ناشدا
ومن أخذل الخذلان أنك فاقد …*… ولاءك مزهو بكونك فاقدا
تناس أو انس الحقد وامش سوية …*… على المهل لا تعتص عليه معاندا
وكن حيث كان الحق تخلد خلوده …*… وما كان غير الحق في الأرض خالدا
قال الشاعر هذه القصيدة تحية لجريدة (السنة) إحدى جرائد جمعية العلماء.
نشرت فيها سنة 1933.
•---------------------------------•
تحر أساس العدل إن كنت شائدا …*… فما كان طاغ قائم الركن سائدا
تنفس فجر الحق حولك صادقا …*… أغر فما غر العيون الرواقدا؟
وما بال أفناء الحضارة أقفرت …*… من الانس واكتضت وحوشا أوابدا
وما بال ورقاء الحمى مستطارة …*… يطاردها نيف وسبعون صائدا؟
على أنها بين النبال سليمة …*… فما عدمت عنها من الله ذائدا
أرى غلمة تذكي من النار فتنة …*… وتسدى شباكا للأذى ومكائدا
وجوا من الغارات أغبر عاصفا …*… بكل جناح بارق السحب راعدا
وفي كل مغنى رنة ومناحة …*… وشكوى بلا جدوى تذيب الجلامدا
وأفجر أعداء البلاد خصومة …*… أقارب تستعدي عليها الأباعدا
غذيري من ذي عادة وثنية …*… يحيل على الإسلام فيها الشواهدا
هلم إلينا أيها الخصم نحتكم …*… إليه ونستعرض عليه العوائدا
فما كان منها سنة كان صالحا …*… وما كان منها بدعة كان فاسدا
أضلك ليل من هوى بت ترتمى …*… مصادر في ظلمائه ومواردا
ولا صبح إلا سنة نبوية …*… فمحص بها الآراء واجل المقاصدا
وحولك أسياف لها وأسنة …*… تقارع عنها المحدثات الزوائدا
رجالات إخلاص لها ومبرة …*… بها وذوو عزم يدك الشدائدا
يريدون وجه الله فيما تسننوا …*… به لا يريدودن الرشى والفوائدا
وما الناس إلا كالنقود فزنهم …*… بنياتهم إن كنت للناس ناقدا
وحسبك من سعى ابن آدم كاشف …*… عن القصد مهما كان للقصد جاحدا
أفدني فما تعيى الحقيقة جاهلا …*… يحاول تمحيص الحقيقة جاهدا
أفدني برأي في النيابات هل حوت …*… أساود في قاعاتها أم وسائدا؟
وإلا فما تلك السموم التي سرت …*… فمن ذاق منها طأطأ الرأس هامدا؟
ألم يأتها أن المعابد حجرت …*… على الذاكرين العامرين المعابدا؟
وكم من مئاو أو مكاتب عطلت …*… على أنها تهدى البنين المراشدا
فيا نائبا ناب البلاد بحادث …*… وخلف شعبا قائما فيه قاعدا
على أي ظهر كنت سوطك منزلا …*… وفي أي نحر كنت سيفك غامدا
ومالك ترغي في النيابة موعدا …*… ألم تك من قبل النيابة واعدا
ويا مجلس النواب إنك قاطع …*… يدا كنت منها لو تبينت ساعدا
فويحك ما هذا الجفاء الذي طغى …*… عليك فلم تنفك كالصخرجامدا
تلمس فيك العون شعبك حائرا …*… ولما تزل عن عون شعبك حائدا
دعا واستعان ابن البلاد فليته …*… دعا مستجيبا واستعان مساعدا
ويا دولة سادت على الأرض حقبة …*… وشادت على أس الاخاء المحامدا
عهدناك قدما دولة- لائكية …*… فكيف حرمت المسلمين المساجدا؟
ولا تنكري حول الإدارات أنة …*… وعتبا وشعبا بين ذلك واجدا
وردي علينا الذكر في كل مسجد …*… فما زال فرضا في المساجد آكدا
ثقي أن بيت الله ما دام معبدا …*… لنا تحت حكم الله ما دام واحدا
ويا أيها الداعي إلى الله لا تهن …*… ولا يك في البأساء صبرك نافدا
تعز بوفد اليسر بعد فإنني …*… أرى اليسر بعد العسر لا شك وافدا
وفي سبل الدنيا زبى ومصاعد …*… فسر حيث لا تلقى الزبى والمصائدا
تصادف إقبالا من الشعب رائجا …*… وتصحب توفيقا من الله زائدا
ويا أيها الشعب اتخذ لك أعينا …*… من الحزم واستشرف حقوقك ناشدا
ومن أخذل الخذلان أنك فاقد …*… ولاءك مزهو بكونك فاقدا
تناس أو انس الحقد وامش سوية …*… على المهل لا تعتص عليه معاندا
وكن حيث كان الحق تخلد خلوده …*… وما كان غير الحق في الأرض خالدا
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
عيد الحرم
عيد الحرم
هذه إحدى حوليات الشاعر التي إعتاد إلقاءها في كل سنة على إثر إنتخابات المجلس الإداري لجمعية العلماء.
وقد ألقيت في الاجتماع العام لجمعية العلماء بنادي الترقي في 16 جمادى الثانية سنة 1354هـ.
•---------------------------------•
اليوم عيدك لا جرم …*… فاهنأ بعيدك يا حرم
لباك وفدالمصلحين …*… وطاف حولك والتزم
ودعا فأمنت السما …*… ء وفاض ركنك بالنعم
صفت بساحتك الوجوه …*… ورددت فيك الحكم
فرأيت ما يجلو العمى …*… وسمعت ما يجلو الصمم
ودخلت ظلك أستجـ …*… ـير به وأنعم من أمم
فعزوت آي الضالحا …*… ت به إلى رسل الهمم
من مظهر يحظي العيو …*… ن ومخبر يرضي الشيم
وأتيت ميدان اللسا …*… ن به وميدان القلم
فخببت في صف الجيال …*… دعساي ألحق من قدم
يا وفد وقيت المكا …*… ئد والمكاره والإزم
ان الجزائر ترتجى …*… فصلا وأنت لها الحكم
أو ما تشاهد دهرها …*… كالفرن يقذف بالحمم
أو ما تشاهد ما يصـ …*… ـب على الجزائر من نقم
أخشى من الأجيال أن …*… يصموك فيها بالتهم
أخشى للينك أن يقا …*… ل ظلمتها فيمن ظلم
أخشى لهونك أن تنا …*… دى في الحواضر والخيم
يا راعيا والشاة تحـ …*… ـت الذئب بين يد وفم
يا وفد إنك في ربا …*… ط بالمعارف مقتحم
يا وفد لا تنم الليا …*… لي في رباطك لا تنم
أجد المعارف فهي في الـ …*… ـدنيا موازين القيم
وأشد على الإسلام أر …*… كان الفخامة والعظم
دين السماحة في الفرا …*… ئض والعدالة في القسم
دين اشتراع الصالحا …*… ت ودين إيفاء الذمم
دين المرافق والمرا …*… شد والمكارم والعصم
فامنعه من كل الأذى …*… منع الضراعم للأجم
وارفعه باسمك هاديا …*… رفع المنارة للعلم
وعليك بالإخلاص فهـ …*… ـو- هديت- إكسير الخدم
إنبذ قصود السوء ظهـ …*… ـريا ودسها بالقدم
واذا دعوتك للرشا …*… د فلا تقل لم لي وعم؟؟
اعمل كما عمل الرجال …*… الصالحون بلا سأم
واعرف لأمتك الكريـ …*… ـمة حقها بين الأمم
ابعث بها شمم النفـ …*… ـوس وول أوجهها القمم
شمم النفوس حياة قو …*… مك فابك من فقد الشمم
والعز منشود الأوا …*… خر والأوائل من قدم
يا عز ذكرك في فمي …*… وهواك في قلبي ارتسم
يا عز دان لك الوجو …*… د وقدستك به النسم
قسما بفخرك في الحيا …*… ة وإنه فخر القسم
خير الوجود- وأنت عنـ …*… ـه بمعزل- شر العدم
يا قوم طال بنا الهوا …*… ن وساءنا سفع اللمم
وغدت تخاف نفوسنا …*… حتى الذباب اذا ونم
خوف الورى شرك بخا …*… لقهم وصولتهم صنم
حثوا إلى العز الخطا …*… ودعوا المذلة للخدم
لا تيأسوا فالله جل …*… جلاله محيي الرمم
حامي الهداة ببأسه …*… ومثيبهم دار الكرم
يا وفد لقيت الرضى …*… ووقيت في العقبى الندم
لا زلت تشرق في الجزا …*… ئر كالكواكب في الظلم
وعليك شؤبوب من الر …*… حمات والبركات عم
ولك الهدى ما بالهدى …*… بدأ امرؤ وبه ختم
هذه إحدى حوليات الشاعر التي إعتاد إلقاءها في كل سنة على إثر إنتخابات المجلس الإداري لجمعية العلماء.
وقد ألقيت في الاجتماع العام لجمعية العلماء بنادي الترقي في 16 جمادى الثانية سنة 1354هـ.
•---------------------------------•
اليوم عيدك لا جرم …*… فاهنأ بعيدك يا حرم
لباك وفدالمصلحين …*… وطاف حولك والتزم
ودعا فأمنت السما …*… ء وفاض ركنك بالنعم
صفت بساحتك الوجوه …*… ورددت فيك الحكم
فرأيت ما يجلو العمى …*… وسمعت ما يجلو الصمم
ودخلت ظلك أستجـ …*… ـير به وأنعم من أمم
فعزوت آي الضالحا …*… ت به إلى رسل الهمم
من مظهر يحظي العيو …*… ن ومخبر يرضي الشيم
وأتيت ميدان اللسا …*… ن به وميدان القلم
فخببت في صف الجيال …*… دعساي ألحق من قدم
يا وفد وقيت المكا …*… ئد والمكاره والإزم
ان الجزائر ترتجى …*… فصلا وأنت لها الحكم
أو ما تشاهد دهرها …*… كالفرن يقذف بالحمم
أو ما تشاهد ما يصـ …*… ـب على الجزائر من نقم
أخشى من الأجيال أن …*… يصموك فيها بالتهم
أخشى للينك أن يقا …*… ل ظلمتها فيمن ظلم
أخشى لهونك أن تنا …*… دى في الحواضر والخيم
يا راعيا والشاة تحـ …*… ـت الذئب بين يد وفم
يا وفد إنك في ربا …*… ط بالمعارف مقتحم
يا وفد لا تنم الليا …*… لي في رباطك لا تنم
أجد المعارف فهي في الـ …*… ـدنيا موازين القيم
وأشد على الإسلام أر …*… كان الفخامة والعظم
دين السماحة في الفرا …*… ئض والعدالة في القسم
دين اشتراع الصالحا …*… ت ودين إيفاء الذمم
دين المرافق والمرا …*… شد والمكارم والعصم
فامنعه من كل الأذى …*… منع الضراعم للأجم
وارفعه باسمك هاديا …*… رفع المنارة للعلم
وعليك بالإخلاص فهـ …*… ـو- هديت- إكسير الخدم
إنبذ قصود السوء ظهـ …*… ـريا ودسها بالقدم
واذا دعوتك للرشا …*… د فلا تقل لم لي وعم؟؟
اعمل كما عمل الرجال …*… الصالحون بلا سأم
واعرف لأمتك الكريـ …*… ـمة حقها بين الأمم
ابعث بها شمم النفـ …*… ـوس وول أوجهها القمم
شمم النفوس حياة قو …*… مك فابك من فقد الشمم
والعز منشود الأوا …*… خر والأوائل من قدم
يا عز ذكرك في فمي …*… وهواك في قلبي ارتسم
يا عز دان لك الوجو …*… د وقدستك به النسم
قسما بفخرك في الحيا …*… ة وإنه فخر القسم
خير الوجود- وأنت عنـ …*… ـه بمعزل- شر العدم
يا قوم طال بنا الهوا …*… ن وساءنا سفع اللمم
وغدت تخاف نفوسنا …*… حتى الذباب اذا ونم
خوف الورى شرك بخا …*… لقهم وصولتهم صنم
حثوا إلى العز الخطا …*… ودعوا المذلة للخدم
لا تيأسوا فالله جل …*… جلاله محيي الرمم
حامي الهداة ببأسه …*… ومثيبهم دار الكرم
يا وفد لقيت الرضى …*… ووقيت في العقبى الندم
لا زلت تشرق في الجزا …*… ئر كالكواكب في الظلم
وعليك شؤبوب من الر …*… حمات والبركات عم
ولك الهدى ما بالهدى …*… بدأ امرؤ وبه ختم
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
دعاة إلى الحسنى
دعاة إلى الحسنى
(0) هذه القصيدة من حوليات الشعر التي اعتاد إلقاءها بنادي الترقي في كل سنة على أثر انتخاب المجلس الإداري لجمعية العلماء الجزائريين.
ونشرت بالعدد (13) سنة أولى من جريدة الشريعة في 3 جويلية سنة 1933
•---------------------------------•
ضف الجزائر فيما شئت من كرم …*… ولذبها حرما ناهيك من حرم
ألم ركبك فاهتزت له وربت …*… كالأرض غب نزول الهاطل العمم
غناء أغنى عن الترحيب منظرها …*… وفي المناظر ما يغنى عن الكلم
البر والبحر في أكنافها اعتنقا …*… وواصلا قبلا فيها فما بفم
والقاطرات بها الفلك زاخرة …*… بمعجزات من الالات والنظم
والطير كاسية فيها وعارية …*… صفت بأجنحة من فوقها دهم
من ذي قوادم بالأرياش منتفض …*… أو ذي لوالب بالفولاذ ملتحم
والسحب غادية في الأفق رائحة …*… ما بين منسجر منها ومنسجم
والشعب ريان والأزهار يانعة …*… ما بين منتثر منها ومنتظم
والريح تجري رخاء حول أفنية …*… أو حول أبنية شماء كالقمم
الله أكبر هذا مرتع خضل …*… يهفو به نسم من أطيب النسم
أهلا بأهل حوت أعلاق نسبتهم …*… أعلاق قيمة جلت عن القيم
حلوا القلوب فقد شيدت لكم أطما …*… يا ذائدين عن الحسنى بلا أطم
استغفر الله هذا الحزب تحرسه …*… عين من الله لم تغفل ولم تنم
أمضوا على الصبر فالعقبى لكم سلفا …*… ما جزتم نعمة إلا إلى نعم
في الأمر بعض التواء غير ذي خطر …*… فعالجوا الأمر بالآراء يستقم
سوقوا البراهين ما خفت بكم تهم …*… إن البراهين لا تبقي على التهم
نحن الدعاة إلى الحسنى فما أحد …*… منا بمجترح للشر مجترم
ألا فقل للذي بالحرب فاجأنا …*… لا تلق بالحرب من يلقاك بالسلم
وقل لمن نالنا بالظلم منتقما …*… حذار من نائل بالعدل منتقم
يا أيها الشعب لذ بالحق معتصما …*… واركن إلى لائذ بالحق معتصم
لا تفتننك ألحان مزخرفة …*… غنى بها القوم أوضاعا من النغم
تمحلوا بينات ما لها صلة …*… بهم سوى صلة الأنوار بالظلم
وكيف يطمع في إيجاد بينة …*… قوم وجودهم ضرب من العدم؟
ويح الجزائر كم يصلى الهداة بها؟ …*… من قومهم ضرما يورى على ضرم
يا من تلمس من عاداته حكما …*… أخطأت ليس سوى القرآن من حكم
الصلح خير وأحرى أن يلاذ به …*… ما لم تدس حرمات الله بالقدم
طال الشقاق بنايا قوم وافترقت …*… منازع الهم فاستعصت عن الهمم
هيا بنا نبتهل يا قوم قاطبة …*… ونرفع الصوت بالشكوى ونحتكم
يا رب من كان في الإسلام مبتدعا …*… منا فوفقه للإقلاع والندم
أولا فعاجله واكف الشعب فتنته …*… بما تشاء من الآيات والنقم
يا ويح أنفسنا من كل طاغية …*… يسومها ألما مرا على ألم
يفح كالحية الرقطاء ممتعضا …*… منها ويقذف كالبركان بالحمم
بالأمس (كولنبو) أوراها كمثل لظى …*… واليوم (بيشير) (1) أجراها كمثل دم
__________
(1) شخصيتان فرنسيتان استعماريتان كانت لهما مواقف غير محدودة ضد الحركة التحريرية في البلاد وقد وجه إليهما الشاعر نقده وإنكاره وذكرهما بالصلات القديمة التي كانت بين الخليفة هارون الرشيد وشارلمان ملك فرنسا.
شنوا على أمة الإسلام غارتهم …*… فما جنت أمة الإسلام في الأمم؟
أهم يريدون أن ينسوا (الفرنجة) ما …*… (للغول) بالعرب الماضين من رحم؟
(للسين) منا دان ضنوا بمورده …*… مقام (شارل) من (هارون) في القدم
يا قومنا كل ساع مدرك سعة …*… في كل ضائقة فاسعوا بلا سأم
من يعش عن سنن الدنيا يعش هملا …*… ومن يجاوز حدود العقل يرتطم
والعلم أحصن ما لاذ الرجال به …*… من فاته العلم ديست أرضه ورمي
يا نازلين على الأرحام في كنف …*… من الأخوة سامي القدر والعظم
هبوا على العلم أنفاسا مباركة …*… ورفرفوا فيه أعلاما على علم
واستقبلوا الفوز في العقبى على عمل …*… بالمسك مفتتح بالمسك مختتم
(0) هذه القصيدة من حوليات الشعر التي اعتاد إلقاءها بنادي الترقي في كل سنة على أثر انتخاب المجلس الإداري لجمعية العلماء الجزائريين.
ونشرت بالعدد (13) سنة أولى من جريدة الشريعة في 3 جويلية سنة 1933
•---------------------------------•
ضف الجزائر فيما شئت من كرم …*… ولذبها حرما ناهيك من حرم
ألم ركبك فاهتزت له وربت …*… كالأرض غب نزول الهاطل العمم
غناء أغنى عن الترحيب منظرها …*… وفي المناظر ما يغنى عن الكلم
البر والبحر في أكنافها اعتنقا …*… وواصلا قبلا فيها فما بفم
والقاطرات بها الفلك زاخرة …*… بمعجزات من الالات والنظم
والطير كاسية فيها وعارية …*… صفت بأجنحة من فوقها دهم
من ذي قوادم بالأرياش منتفض …*… أو ذي لوالب بالفولاذ ملتحم
والسحب غادية في الأفق رائحة …*… ما بين منسجر منها ومنسجم
والشعب ريان والأزهار يانعة …*… ما بين منتثر منها ومنتظم
والريح تجري رخاء حول أفنية …*… أو حول أبنية شماء كالقمم
الله أكبر هذا مرتع خضل …*… يهفو به نسم من أطيب النسم
أهلا بأهل حوت أعلاق نسبتهم …*… أعلاق قيمة جلت عن القيم
حلوا القلوب فقد شيدت لكم أطما …*… يا ذائدين عن الحسنى بلا أطم
استغفر الله هذا الحزب تحرسه …*… عين من الله لم تغفل ولم تنم
أمضوا على الصبر فالعقبى لكم سلفا …*… ما جزتم نعمة إلا إلى نعم
في الأمر بعض التواء غير ذي خطر …*… فعالجوا الأمر بالآراء يستقم
سوقوا البراهين ما خفت بكم تهم …*… إن البراهين لا تبقي على التهم
نحن الدعاة إلى الحسنى فما أحد …*… منا بمجترح للشر مجترم
ألا فقل للذي بالحرب فاجأنا …*… لا تلق بالحرب من يلقاك بالسلم
وقل لمن نالنا بالظلم منتقما …*… حذار من نائل بالعدل منتقم
يا أيها الشعب لذ بالحق معتصما …*… واركن إلى لائذ بالحق معتصم
لا تفتننك ألحان مزخرفة …*… غنى بها القوم أوضاعا من النغم
تمحلوا بينات ما لها صلة …*… بهم سوى صلة الأنوار بالظلم
وكيف يطمع في إيجاد بينة …*… قوم وجودهم ضرب من العدم؟
ويح الجزائر كم يصلى الهداة بها؟ …*… من قومهم ضرما يورى على ضرم
يا من تلمس من عاداته حكما …*… أخطأت ليس سوى القرآن من حكم
الصلح خير وأحرى أن يلاذ به …*… ما لم تدس حرمات الله بالقدم
طال الشقاق بنايا قوم وافترقت …*… منازع الهم فاستعصت عن الهمم
هيا بنا نبتهل يا قوم قاطبة …*… ونرفع الصوت بالشكوى ونحتكم
يا رب من كان في الإسلام مبتدعا …*… منا فوفقه للإقلاع والندم
أولا فعاجله واكف الشعب فتنته …*… بما تشاء من الآيات والنقم
يا ويح أنفسنا من كل طاغية …*… يسومها ألما مرا على ألم
يفح كالحية الرقطاء ممتعضا …*… منها ويقذف كالبركان بالحمم
بالأمس (كولنبو) أوراها كمثل لظى …*… واليوم (بيشير) (1) أجراها كمثل دم
__________
(1) شخصيتان فرنسيتان استعماريتان كانت لهما مواقف غير محدودة ضد الحركة التحريرية في البلاد وقد وجه إليهما الشاعر نقده وإنكاره وذكرهما بالصلات القديمة التي كانت بين الخليفة هارون الرشيد وشارلمان ملك فرنسا.
شنوا على أمة الإسلام غارتهم …*… فما جنت أمة الإسلام في الأمم؟
أهم يريدون أن ينسوا (الفرنجة) ما …*… (للغول) بالعرب الماضين من رحم؟
(للسين) منا دان ضنوا بمورده …*… مقام (شارل) من (هارون) في القدم
يا قومنا كل ساع مدرك سعة …*… في كل ضائقة فاسعوا بلا سأم
من يعش عن سنن الدنيا يعش هملا …*… ومن يجاوز حدود العقل يرتطم
والعلم أحصن ما لاذ الرجال به …*… من فاته العلم ديست أرضه ورمي
يا نازلين على الأرحام في كنف …*… من الأخوة سامي القدر والعظم
هبوا على العلم أنفاسا مباركة …*… ورفرفوا فيه أعلاما على علم
واستقبلوا الفوز في العقبى على عمل …*… بالمسك مفتتح بالمسك مختتم
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية مجلة "نور الإسلام"
ما له غير عزمه من دليل …*… يتوخى به الهدى في المرور
قل لمن ظل في الجزائر يبكي …*… عصرها المستنير بين العصور
لا تكن ذاهبا إلى اليأس منها …*… كل ميت مفاجأ بالنشور
جد جد الإسلام في كل أرض …*… وانجلى عن بنيه داء الفتور
هذه مصر توسع الشرق نصحا …*… بنداء كأنه نفخ صور
وبنو الشرق منصتون وعاة …*… مستجيبون في رضى وحبور
مذهب من مذاهب الخير يفشو …*… في حماهم مستأصلا للشرور
قد تخطوا رغم العراقيل فيه …*… خطوات لم تتصف بالقصور
والكريم الكريم من مد جسرا …*… للبواقي واحتثهم للعبور
إنما هذه الحياة مجال …*… لاكتساب العلى وذخر الأجور
ليس فيها من بعد هذا وهذا …*… من متاع سوى متاع الغرور
يا بني الشرق عصمة بالتآخي …*… فالتآخي مذبة للنفور
حكموا الدين في الطوائف وابنوا …*… دوركم بالرجال لا بالصخور
ودعونا من التشاؤم وامضوا …*… في المساعي بغبطة وسرور
أفمهما التوى على الحر أمر …*… قام يدعو بالويل أو بالثبور؟؟
أو مهما أتى على الحرطاري …*… طار عقلا وضاق بالمقدور؟
يحدق الشوك بالزهور ولكن …*… هل يكف الأكف شوك الزهور؟
فليجاهد في الحق كل محق …*… وليدافع بالصبر كل صبور
يا بني الشرق زاولوا العلم حيا …*… ودعونا من نبش ما في القبور
لا تخافوا العثار في البحث وامضوا …*… قد يكون العثار باب العثور
فبنوا الغرب أشرفوا في التفادي …*… للمبادئ فأشرفوا كالطيور
كل موت في جانب العز يحلو …*… للمفادي من أجله والغيور
أمعنوأ في مناكب الأرض سعيا …*… فاحتووها واستفحلوا في الثغور
واستبدوا بها فنحن إليها …*… كالأيامى نحن خلف الستور
يا بني الشرق حركوا العزم فيكم …*… وثبوا في الحياة وثب النمور
واستميتوا في جانب العز تحيوا …*… خالدي الذكر رغم كر الدهور!
تحية مجلة "نور الإسلام"
حكم الله للهدى بالظهور …*… رغم حرب الهوى وحرب الفجور
وألان الصدور للدين حتى …*… أصحبح الدين راحة للصدور
فطوى الأرض ساريا في النواحي …*… سريان الضياء عند البكور
وعنت بعد آسيا أمريكا …*… وأربا لهديه المنشور
لست أخشى عليه كيد الأعادي …*… بعد إيغاله وراء البحور
فله من إلاهه خير واق …*… وعليه من قومه خير سور
بشرالمسلم الحنيف بما فى …*… أفق مصرمن نهضة وشعور
وأحطه علما بما شع فيه …*… من شموس منيرة وبدور
شيخة من أئمة الدين جدوا …*… في التداعي إلى الهدى والبرور
وبـ (نور الإسلام) شقوا دجى الكفـ …*… ـر ونور الإسلام أسطع نور
أخرجوها للناس نشرة جد …*… في بيان من أنفس المأثور
أخرجوها للناس نشرة لب …*… وتجافوا عن خلطها بالقشور
نشرة لا ترى بها غير بحث …*… مستفيض في صالحات الأمور
حي مصرا وحي أعلام مصر …*… بتحايا كاللؤلؤ المنثور
من فؤاد متيم بهواهم …*… متفان في (الأزهر) المعمور
قل لهم إن في الجزائر نشئا …*… يتخطى إلى العلى في وعور
فوق أرض من عزة الدين قفر …*… بين قوم غفل من الدين بور
تحت ليل يمر فيه مجدا …*… خائفا من تكاثف الديجور
قل لمن ظل في الجزائر يبكي …*… عصرها المستنير بين العصور
لا تكن ذاهبا إلى اليأس منها …*… كل ميت مفاجأ بالنشور
جد جد الإسلام في كل أرض …*… وانجلى عن بنيه داء الفتور
هذه مصر توسع الشرق نصحا …*… بنداء كأنه نفخ صور
وبنو الشرق منصتون وعاة …*… مستجيبون في رضى وحبور
مذهب من مذاهب الخير يفشو …*… في حماهم مستأصلا للشرور
قد تخطوا رغم العراقيل فيه …*… خطوات لم تتصف بالقصور
والكريم الكريم من مد جسرا …*… للبواقي واحتثهم للعبور
إنما هذه الحياة مجال …*… لاكتساب العلى وذخر الأجور
ليس فيها من بعد هذا وهذا …*… من متاع سوى متاع الغرور
يا بني الشرق عصمة بالتآخي …*… فالتآخي مذبة للنفور
حكموا الدين في الطوائف وابنوا …*… دوركم بالرجال لا بالصخور
ودعونا من التشاؤم وامضوا …*… في المساعي بغبطة وسرور
أفمهما التوى على الحر أمر …*… قام يدعو بالويل أو بالثبور؟؟
أو مهما أتى على الحرطاري …*… طار عقلا وضاق بالمقدور؟
يحدق الشوك بالزهور ولكن …*… هل يكف الأكف شوك الزهور؟
فليجاهد في الحق كل محق …*… وليدافع بالصبر كل صبور
يا بني الشرق زاولوا العلم حيا …*… ودعونا من نبش ما في القبور
لا تخافوا العثار في البحث وامضوا …*… قد يكون العثار باب العثور
فبنوا الغرب أشرفوا في التفادي …*… للمبادئ فأشرفوا كالطيور
كل موت في جانب العز يحلو …*… للمفادي من أجله والغيور
أمعنوأ في مناكب الأرض سعيا …*… فاحتووها واستفحلوا في الثغور
واستبدوا بها فنحن إليها …*… كالأيامى نحن خلف الستور
يا بني الشرق حركوا العزم فيكم …*… وثبوا في الحياة وثب النمور
واستميتوا في جانب العز تحيوا …*… خالدي الذكر رغم كر الدهور!
تحية مجلة "نور الإسلام"
حكم الله للهدى بالظهور …*… رغم حرب الهوى وحرب الفجور
وألان الصدور للدين حتى …*… أصحبح الدين راحة للصدور
فطوى الأرض ساريا في النواحي …*… سريان الضياء عند البكور
وعنت بعد آسيا أمريكا …*… وأربا لهديه المنشور
لست أخشى عليه كيد الأعادي …*… بعد إيغاله وراء البحور
فله من إلاهه خير واق …*… وعليه من قومه خير سور
بشرالمسلم الحنيف بما فى …*… أفق مصرمن نهضة وشعور
وأحطه علما بما شع فيه …*… من شموس منيرة وبدور
شيخة من أئمة الدين جدوا …*… في التداعي إلى الهدى والبرور
وبـ (نور الإسلام) شقوا دجى الكفـ …*… ـر ونور الإسلام أسطع نور
أخرجوها للناس نشرة جد …*… في بيان من أنفس المأثور
أخرجوها للناس نشرة لب …*… وتجافوا عن خلطها بالقشور
نشرة لا ترى بها غير بحث …*… مستفيض في صالحات الأمور
حي مصرا وحي أعلام مصر …*… بتحايا كاللؤلؤ المنثور
من فؤاد متيم بهواهم …*… متفان في (الأزهر) المعمور
قل لهم إن في الجزائر نشئا …*… يتخطى إلى العلى في وعور
فوق أرض من عزة الدين قفر …*… بين قوم غفل من الدين بور
تحت ليل يمر فيه مجدا …*… خائفا من تكاثف الديجور
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية الشبيبة
تحية الشبيبة
ألقيت هذه القصيدة الخالدة في الحفلة السنوية لدرسة الشبيبة الإسلامية بالعاصمة والتي اعتادت إقامتها ليلة السابع والعشرين من رمضان.
ونشرت في مجلة الشهاب جزء (2) مجلد (9) مارس عام 1933م
•---------------------------------•
حي حفلا كزخرف الروض عني …*… بتحايا كالعارض المرجحن
وتنزل عليه يا شعر روحا …*… مطمئنا في روعه المطمئن
إقتبل أوجه الوجاهة بيضا …*… مشرقات السنا طوالع يمن
وقلوب الولاء منشرحات …*… طاهرات من كل ختل وضغن
وأكف السخاء لم تتعقب …*… بأذاة ولم تكدر بمن
ومزايا علوية من ذمام …*… في سلام وعزة في تأني
ثريت في ثرى النفوس كنوزا …*… وجلتها السنون من بعد دفن
بوركت في رياضكم من فروع …*… دانيات القطوف نضراء لدن
مرحبا بالنفوس نشوى بخمر …*… بنت أنس لا بنت كأس ودن
مرحبا بالقلوب صحفت كروما …*… والتقت في النمو غصنا بغصن
ألف الله شملها بعد شت …*… وتلافى غاراتها بعد شن
أيها المحتفون بالضاد هذا …*… حرم الضاد في سمو وأمن
أشرفت منه نحوكم شرفات …*… قائمات على قواعد رزن
من كهول به دهاة هداة …*… وشباب به أعاريب لسن
يتناجون حول بر وتقوى …*… بين فصل من الخطاب ولحن
ويهيبون بالنفوس إلى ما …*… يهب الجد من نباهة شأن
ساءهم أن شعبهم مستكين …*… لفتور في جسمه مستكن
مقفص كالهزار جاد لحونا …*… ليس يدرى أنائح أم مغني
أو غلت فيه- والأدلة شتى- …*… رادة قلبته ظهرا لبطن
فأعاضت ثراه جدبا بخصب …*… وجزته على النوال بضن
والعوادي تهد بعد العوادي …*… منه هد الفؤوس من كل مبنى
يا حماة البلاد يا فتية الضا …*… د ترى هل لكم من الرأي مغنى؟
سار جيرانكم مع العصر شوطا …*… ووقفتم ما بين وهم ووهن
تحت شتى القوى تقاسون منها …*… ما تقاسون من أذى وتجني؟
أين منكم مهابة وانتصاف؟ أم سكنتم إلى احتقار وغبن؟
لا تقولوا .. هان الجدود فهنا …*… ساء نشئ له بهم سوء ظن
في "تلمسان" في "بجاية" في (تيهر …*… ت) في "القلعة" ازدهى كل فن (1)
يوم كانت مهاجر الشرق والغر …*… ب مثابا كمعهد وكحصن
وعليها من الملوك ذوي العز …*… ة والبأس، كل سهران فطن
دعموا البر دعموا البحر بالأعـ …*… ـلام من منشئات مدن وسفن
ومشوا في مناكب الأرض صيدا …*… بين جرارة ملائك جن
يزعون الشعوب رأيا ورعيا …*… ويسوسونها بحكم وإذن
ثم نيطوا من الظروف بمخز …*… وأحيطوا من الصروف بمخنى
وطوتهم يد الزمان كما تطـ …*… ـوي يد الكاتب الكتاب وتثني
فإذا العيش حالك مثل ليل …*… وإذا الربع موحش مثل سجن
وإذا الأرض قفرة وإذا الجو معـ …*… ـمى تظله سحب حزن
__________
(1) (تلمسان بجاية. تيهرت. قلعة بن حماد) مدن كانت عواصم وحواضر للعلم والملك في الجزائر.
وتقضى ملك الجدود فلم يبـ …*… ـق بأيدي البنين غير التمني
يا لمجد مضيع غير مجد …*… عض كف عليه أو قرع سن
قف معي بالجزائر اليوم واسبر …*… غور أحوالها بعين وأذن
تجد الطفل في الأزقة يلهو …*… والفتى يشرب الخمور ويزني
تجد الطفلة اليتيمة تشقى …*… تحت خدر تنوء أو تحت خدن
أو لدى البيض (1) نصروها وقالوا …*… أكرمتها يد المسيح بحضن
ولو أن الرجال منار جال …*… لم يفتها تزوج وتبني
ما على خرد الجزإئر غيرا …*… ن ولا بالحدود والاي معنى
والنيابات أسفرت عن مآس …*… بل مواس تحدها كالمسن
كاذبات البروق من كل خب …*… يعد الناس باطلا ويمني
والمشاريع، والشرائع، والآ …*… داب، والكتب، والنهى، في تعنى
ومن اللسن في المجامع والأقـ …*… ـلام في الصحف شر طعم وطعن
وفشا الدجل فالولاية دعوى …*… كل ذي سبحة تطول وذقن
وغلا القوم في الولي فظنوا …*… أنه كالإله يغني ويقني
وأبوا كوثر العلوم عطاشا …*… طمعا في ورود علم لدني
ضاق موسى بعلم صاحب موسى …*… بله بله أتوا بإفك وأفن
وتنادوا فبدعوا مصلحيهم …*… ومتى كان مصلح غير سني؟
أيها المسلمون طال بنا الكر …*… ب فهل لانفراجه من تسني؟
حاش لله أن يغر بشعب …*… مستجير بلطفه مستجن
أرقبوا الله فيه واهدوا حيارى …*… منه ضلوا سبيل جنة عدن
واعزموا عقدة العقيدة في الد …*… ين تقوها من كل فتق وفتن
__________
(1) (البيض) الآباء البيض المعروفون باستدراج الأطفال السذج من الرجال والنساء إلى اعتناق المسيحية بواسطة أنواع الإحسان.
نعم أجر الجهاد بالنفس والما …*… ل وقل للغني: إياك أعني
إنما راحة الجزائر في راحة حر …*… يسدي العطاء ويسني
وذروا الحيف في التشكي من الحـ …*… ـف فعهدي به انقضى أو كأني
وابتغوا حقكم من العيش عدلا …*… لا تميلوا لقسوة أو لجبن
ارفعوا صوتكم به واستميتوا …*… فيه لا تيأسوا ولو ألف قرن
صرخة الحق في المسامع تنقض …*… ض، كسهم ملء الفضاء مرن
فسلام إلى سلام على الحقـ …*… ـق، ولا دك من منار وركن
وسلام على السلام على الصفو …*… على البشر والرضى والتدني
وسلام عليكموا وعلى الحفـ …*… ـل وما ضم من جلال وحسن
ألقيت هذه القصيدة الخالدة في الحفلة السنوية لدرسة الشبيبة الإسلامية بالعاصمة والتي اعتادت إقامتها ليلة السابع والعشرين من رمضان.
ونشرت في مجلة الشهاب جزء (2) مجلد (9) مارس عام 1933م
•---------------------------------•
حي حفلا كزخرف الروض عني …*… بتحايا كالعارض المرجحن
وتنزل عليه يا شعر روحا …*… مطمئنا في روعه المطمئن
إقتبل أوجه الوجاهة بيضا …*… مشرقات السنا طوالع يمن
وقلوب الولاء منشرحات …*… طاهرات من كل ختل وضغن
وأكف السخاء لم تتعقب …*… بأذاة ولم تكدر بمن
ومزايا علوية من ذمام …*… في سلام وعزة في تأني
ثريت في ثرى النفوس كنوزا …*… وجلتها السنون من بعد دفن
بوركت في رياضكم من فروع …*… دانيات القطوف نضراء لدن
مرحبا بالنفوس نشوى بخمر …*… بنت أنس لا بنت كأس ودن
مرحبا بالقلوب صحفت كروما …*… والتقت في النمو غصنا بغصن
ألف الله شملها بعد شت …*… وتلافى غاراتها بعد شن
أيها المحتفون بالضاد هذا …*… حرم الضاد في سمو وأمن
أشرفت منه نحوكم شرفات …*… قائمات على قواعد رزن
من كهول به دهاة هداة …*… وشباب به أعاريب لسن
يتناجون حول بر وتقوى …*… بين فصل من الخطاب ولحن
ويهيبون بالنفوس إلى ما …*… يهب الجد من نباهة شأن
ساءهم أن شعبهم مستكين …*… لفتور في جسمه مستكن
مقفص كالهزار جاد لحونا …*… ليس يدرى أنائح أم مغني
أو غلت فيه- والأدلة شتى- …*… رادة قلبته ظهرا لبطن
فأعاضت ثراه جدبا بخصب …*… وجزته على النوال بضن
والعوادي تهد بعد العوادي …*… منه هد الفؤوس من كل مبنى
يا حماة البلاد يا فتية الضا …*… د ترى هل لكم من الرأي مغنى؟
سار جيرانكم مع العصر شوطا …*… ووقفتم ما بين وهم ووهن
تحت شتى القوى تقاسون منها …*… ما تقاسون من أذى وتجني؟
أين منكم مهابة وانتصاف؟ أم سكنتم إلى احتقار وغبن؟
لا تقولوا .. هان الجدود فهنا …*… ساء نشئ له بهم سوء ظن
في "تلمسان" في "بجاية" في (تيهر …*… ت) في "القلعة" ازدهى كل فن (1)
يوم كانت مهاجر الشرق والغر …*… ب مثابا كمعهد وكحصن
وعليها من الملوك ذوي العز …*… ة والبأس، كل سهران فطن
دعموا البر دعموا البحر بالأعـ …*… ـلام من منشئات مدن وسفن
ومشوا في مناكب الأرض صيدا …*… بين جرارة ملائك جن
يزعون الشعوب رأيا ورعيا …*… ويسوسونها بحكم وإذن
ثم نيطوا من الظروف بمخز …*… وأحيطوا من الصروف بمخنى
وطوتهم يد الزمان كما تطـ …*… ـوي يد الكاتب الكتاب وتثني
فإذا العيش حالك مثل ليل …*… وإذا الربع موحش مثل سجن
وإذا الأرض قفرة وإذا الجو معـ …*… ـمى تظله سحب حزن
__________
(1) (تلمسان بجاية. تيهرت. قلعة بن حماد) مدن كانت عواصم وحواضر للعلم والملك في الجزائر.
وتقضى ملك الجدود فلم يبـ …*… ـق بأيدي البنين غير التمني
يا لمجد مضيع غير مجد …*… عض كف عليه أو قرع سن
قف معي بالجزائر اليوم واسبر …*… غور أحوالها بعين وأذن
تجد الطفل في الأزقة يلهو …*… والفتى يشرب الخمور ويزني
تجد الطفلة اليتيمة تشقى …*… تحت خدر تنوء أو تحت خدن
أو لدى البيض (1) نصروها وقالوا …*… أكرمتها يد المسيح بحضن
ولو أن الرجال منار جال …*… لم يفتها تزوج وتبني
ما على خرد الجزإئر غيرا …*… ن ولا بالحدود والاي معنى
والنيابات أسفرت عن مآس …*… بل مواس تحدها كالمسن
كاذبات البروق من كل خب …*… يعد الناس باطلا ويمني
والمشاريع، والشرائع، والآ …*… داب، والكتب، والنهى، في تعنى
ومن اللسن في المجامع والأقـ …*… ـلام في الصحف شر طعم وطعن
وفشا الدجل فالولاية دعوى …*… كل ذي سبحة تطول وذقن
وغلا القوم في الولي فظنوا …*… أنه كالإله يغني ويقني
وأبوا كوثر العلوم عطاشا …*… طمعا في ورود علم لدني
ضاق موسى بعلم صاحب موسى …*… بله بله أتوا بإفك وأفن
وتنادوا فبدعوا مصلحيهم …*… ومتى كان مصلح غير سني؟
أيها المسلمون طال بنا الكر …*… ب فهل لانفراجه من تسني؟
حاش لله أن يغر بشعب …*… مستجير بلطفه مستجن
أرقبوا الله فيه واهدوا حيارى …*… منه ضلوا سبيل جنة عدن
واعزموا عقدة العقيدة في الد …*… ين تقوها من كل فتق وفتن
__________
(1) (البيض) الآباء البيض المعروفون باستدراج الأطفال السذج من الرجال والنساء إلى اعتناق المسيحية بواسطة أنواع الإحسان.
نعم أجر الجهاد بالنفس والما …*… ل وقل للغني: إياك أعني
إنما راحة الجزائر في راحة حر …*… يسدي العطاء ويسني
وذروا الحيف في التشكي من الحـ …*… ـف فعهدي به انقضى أو كأني
وابتغوا حقكم من العيش عدلا …*… لا تميلوا لقسوة أو لجبن
ارفعوا صوتكم به واستميتوا …*… فيه لا تيأسوا ولو ألف قرن
صرخة الحق في المسامع تنقض …*… ض، كسهم ملء الفضاء مرن
فسلام إلى سلام على الحقـ …*… ـق، ولا دك من منار وركن
وسلام على السلام على الصفو …*… على البشر والرضى والتدني
وسلام عليكموا وعلى الحفـ …*… ـل وما ضم من جلال وحسن
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
هيهات يخزى المسلمون
هيهات يخزى المسلمون
ألقيت هذه القصيدة في مدرسة الشبيبة الإسلامية بالعاصمة وفي حفلتها السنوية.
ونشرت في ج (3) م (10) سنة 1352هـ - 1934م من مجلة الشهاب.
•---------------------------------•
حمدا لمن في الحق غاث وغارا …*… ولوجهه عنت الوجوه صغارا
سبحانه زجر القوي عن الأذى …*… وحمى الضعيف من الأذى وأجارا
الغالب القهار فوق عباده …*… من ذا يكيد الغالب القهارا؟
من ذا يعقب حكم من سوى القوى …*… ودرى الغيوب وقدر الأقدارا
جعل الشرائع أنهجا مرضية …*… والأنبياء أدلة أبرارا
واختص بالمنح العظام محمدا …*… منهم فكان الخاتم المختارا
آتاه قرآنا يحض على الهدى …*… ويفصل الأحكام والأخبارا
وشريعة تعطي الحقوق سوية …*… للناس لا ميزا ولا استئثارا
شمس من الأفق المقدس أشرقت …*… فارتد ليل العالمين نهارا
ومحجة بيضاء من لم يعتصم …*… بسوائها ضل السلوك وحارا
كم سارحزب الله فيها آمنا …*… يهدي العباد ويفتح الأمصارا
حتى انضوى المعمور تحت لوائه …*… وغدا حمى للمسلمين ودارا
هيهات يخزى المسلمون ودينهم …*… علم الخلود يظلل الأقطارا
قولوا لمن راش النبال لصيده …*… ألق النجال فإن صيدك طارا
يا غارة الله السريع غياثها …*… خفي إلينا وارفعي الأكدارا
كل الأراضي في النعيم رضية …*… إلا الجزائر فهي تصلى النارا
وتنازع الإخوان هذا بالأذى …*… يسطو وذاك يريد منه الثارا
والفقر فاش فالنساء سوافر …*… يكدحن في طلب المعاش حيارى
يبذلن حتى العرض في تحصيله …*… ليقتن أبناء لهم صغارا
يا للرجال لحرمة مهتوكة …*… أفشاعرون أم الرجال سكارى؟
أجدادكم خطوا لكم خطط العلا …*… ما بالكم لم تقتفوا الأثارا؟
ما بالكم لم تقلعوا عن وهمكم …*… وتحرروا من قيده الأفكارا
كونوا على المتعززين أعزة …*… كونوا على المتكبرين كبارا
كونوا الجبال الراسيات مناعة …*… كونوا الحصون الحاميات ذمارا
أولادكم خلفاؤكم من بعدكم …*… فلدوا الكرام وأخلفوا الأخيارا
لا تتركوهم شردا واكفوهم …*… مؤن الحياة وقوهم الأشرارا
ضاقت بهم حيل المعاش وأحدقت …*… بهم المخازي يمنة ويسارا
وأرى رجال المال منا آلة …*… للشر فلاحين أو تجارا
لا يعرفون من اقتصاد المال ما …*… ينميه إلا البخل والإقتارا
أشقى عباد الله من جحد الغنى …*… وأذلهم من قدس الدينارا
يا قوم هل بعد الرقاد إفاقة …*… كم نائم سمع النداء فثارا
لا تيأسوا فالله قد جعل العلا …*… دولا كما خلق الورى أطوارا
فلعل من بعد المهانة عزة …*… ولعل من بعد العسار يسارا
ألقيت هذه القصيدة في مدرسة الشبيبة الإسلامية بالعاصمة وفي حفلتها السنوية.
ونشرت في ج (3) م (10) سنة 1352هـ - 1934م من مجلة الشهاب.
•---------------------------------•
حمدا لمن في الحق غاث وغارا …*… ولوجهه عنت الوجوه صغارا
سبحانه زجر القوي عن الأذى …*… وحمى الضعيف من الأذى وأجارا
الغالب القهار فوق عباده …*… من ذا يكيد الغالب القهارا؟
من ذا يعقب حكم من سوى القوى …*… ودرى الغيوب وقدر الأقدارا
جعل الشرائع أنهجا مرضية …*… والأنبياء أدلة أبرارا
واختص بالمنح العظام محمدا …*… منهم فكان الخاتم المختارا
آتاه قرآنا يحض على الهدى …*… ويفصل الأحكام والأخبارا
وشريعة تعطي الحقوق سوية …*… للناس لا ميزا ولا استئثارا
شمس من الأفق المقدس أشرقت …*… فارتد ليل العالمين نهارا
ومحجة بيضاء من لم يعتصم …*… بسوائها ضل السلوك وحارا
كم سارحزب الله فيها آمنا …*… يهدي العباد ويفتح الأمصارا
حتى انضوى المعمور تحت لوائه …*… وغدا حمى للمسلمين ودارا
هيهات يخزى المسلمون ودينهم …*… علم الخلود يظلل الأقطارا
قولوا لمن راش النبال لصيده …*… ألق النجال فإن صيدك طارا
يا غارة الله السريع غياثها …*… خفي إلينا وارفعي الأكدارا
كل الأراضي في النعيم رضية …*… إلا الجزائر فهي تصلى النارا
وتنازع الإخوان هذا بالأذى …*… يسطو وذاك يريد منه الثارا
والفقر فاش فالنساء سوافر …*… يكدحن في طلب المعاش حيارى
يبذلن حتى العرض في تحصيله …*… ليقتن أبناء لهم صغارا
يا للرجال لحرمة مهتوكة …*… أفشاعرون أم الرجال سكارى؟
أجدادكم خطوا لكم خطط العلا …*… ما بالكم لم تقتفوا الأثارا؟
ما بالكم لم تقلعوا عن وهمكم …*… وتحرروا من قيده الأفكارا
كونوا على المتعززين أعزة …*… كونوا على المتكبرين كبارا
كونوا الجبال الراسيات مناعة …*… كونوا الحصون الحاميات ذمارا
أولادكم خلفاؤكم من بعدكم …*… فلدوا الكرام وأخلفوا الأخيارا
لا تتركوهم شردا واكفوهم …*… مؤن الحياة وقوهم الأشرارا
ضاقت بهم حيل المعاش وأحدقت …*… بهم المخازي يمنة ويسارا
وأرى رجال المال منا آلة …*… للشر فلاحين أو تجارا
لا يعرفون من اقتصاد المال ما …*… ينميه إلا البخل والإقتارا
أشقى عباد الله من جحد الغنى …*… وأذلهم من قدس الدينارا
يا قوم هل بعد الرقاد إفاقة …*… كم نائم سمع النداء فثارا
لا تيأسوا فالله قد جعل العلا …*… دولا كما خلق الورى أطوارا
فلعل من بعد المهانة عزة …*… ولعل من بعد العسار يسارا
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
أيها السامر
أيها السامر
ألقيت في مأدبة بمناسبة الاجتماع السنوي العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائيين وذلك سنة 1934م.
ونشرت بمجلة الشهاب، ج9 م 10/ 1934 م
•---------------------------------•
أي عقد حوى الرؤوس نظامه …*… أي أفق سقى النفوس غمامه
أي ركن من الولاء ركين …*… مؤنس حله مجير حرامه
أي ظل من الهناء ظليل …*… لم يكدر بالمزعجات لمامه
أي روض من جنة الخلد ريا …*… هـ وكهف من السماء ذمامه
وحمى بالفصاح بالعرب العر …*… باء بالصيد بالسراة ازدحامه
ومجال يخب فيه رعيل …*… يتجلى عن البيان قتامه
كلما جال فارس قلت هذا …*… حائز السبق فيه هذا إمامه
ما أراني شهدت إلا عكاظا …*… هذه أرضه وتلك خيامه
خطب اللسن فاستخف نهى القو …*… م من القول فيضه وانسجامه
بين راو من البلاغة نشوا …*… ن وساق على النهى طاف جامه
أيها السامرالشهية نجوا …*… هـ لحضاره البليغ كلامه
مستوى القول فيك والفعل والإد …*… راك سامي العروج عال سنامه
حارب الذل والخنوع وأنقذ …*… شعبك المبتلى فأنت (عصامه)
واعتصم بالإله من كان عاد …*… عز من كان بالإله اعتصامه
حبب الموت للمجاهد في اللـ …*… ـه وآياته ولذ اقتحامه
ابن بالرأي والمشورة ما شئت …*… بناء فليس يخشى انهدامه
وإذا شل في الجماعة عضو …*… فمن الرأي فصمه لا خصامه
أيها الإخوة الكرام ابسطوا العذ …*… ر لشعري فقد تعاصى زمامه
ليس هذا وصية إنما هذا …*… رضى معجب بكم وسلامه
واعف عني- هديت للعفو عني …*… أيها الصاحب الملح ملامه
فترة الشعر أشبهت فترة الوحي …*… وإن كان للرسول مقامه
ته فخارا يا معشر العلم قد دا …*… ن لك الشعب شيخه وغلامه
حفظ الله معشر العلم ما طا …*… ب له بدؤه وطاب ختامه
ألقيت في مأدبة بمناسبة الاجتماع السنوي العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائيين وذلك سنة 1934م.
ونشرت بمجلة الشهاب، ج9 م 10/ 1934 م
•---------------------------------•
أي عقد حوى الرؤوس نظامه …*… أي أفق سقى النفوس غمامه
أي ركن من الولاء ركين …*… مؤنس حله مجير حرامه
أي ظل من الهناء ظليل …*… لم يكدر بالمزعجات لمامه
أي روض من جنة الخلد ريا …*… هـ وكهف من السماء ذمامه
وحمى بالفصاح بالعرب العر …*… باء بالصيد بالسراة ازدحامه
ومجال يخب فيه رعيل …*… يتجلى عن البيان قتامه
كلما جال فارس قلت هذا …*… حائز السبق فيه هذا إمامه
ما أراني شهدت إلا عكاظا …*… هذه أرضه وتلك خيامه
خطب اللسن فاستخف نهى القو …*… م من القول فيضه وانسجامه
بين راو من البلاغة نشوا …*… ن وساق على النهى طاف جامه
أيها السامرالشهية نجوا …*… هـ لحضاره البليغ كلامه
مستوى القول فيك والفعل والإد …*… راك سامي العروج عال سنامه
حارب الذل والخنوع وأنقذ …*… شعبك المبتلى فأنت (عصامه)
واعتصم بالإله من كان عاد …*… عز من كان بالإله اعتصامه
حبب الموت للمجاهد في اللـ …*… ـه وآياته ولذ اقتحامه
ابن بالرأي والمشورة ما شئت …*… بناء فليس يخشى انهدامه
وإذا شل في الجماعة عضو …*… فمن الرأي فصمه لا خصامه
أيها الإخوة الكرام ابسطوا العذ …*… ر لشعري فقد تعاصى زمامه
ليس هذا وصية إنما هذا …*… رضى معجب بكم وسلامه
واعف عني- هديت للعفو عني …*… أيها الصاحب الملح ملامه
فترة الشعر أشبهت فترة الوحي …*… وإن كان للرسول مقامه
ته فخارا يا معشر العلم قد دا …*… ن لك الشعب شيخه وغلامه
حفظ الله معشر العلم ما طا …*… ب له بدؤه وطاب ختامه
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
في أذن الشرق
في أذن الشرق
هذه القصيدة كلها نداء جهير للعلم، وتثويب للجزائر بأن تجد في السير حتى تلحق بالناهضين به، وكلها حفز للهمم الخامدة أن تتحرك، وللنفوس الراكدة أن تنطلق وللأيدي الجامدة أن تتبارى في البذل، وفيها تصوير بديع لحالة إفريقيا والشرق، ونعي عليهما في القعود عن مجاراة السابقين.
وبالجملة، فهي مجموعة زواجر لإفريقيا والشرق كله تصلح أن تكون دستورا عمليا للإفريقيين والشرقيين، وهي كمطولات محمد العيد تفاجئ القارئ بسلسلة من المفاجآت العميقة الأثر وأن قارئها ليذهل عندما يسمعها فيجد الشاعر ملما فيها بكل ما يعتلج في النفوس، ويختج في الضمائر من أنواع الداء وأشكال الدواء. وأن في هذه الطريقة التي يسوقها شاعرنا- خصوصا في هذه القصيدة- لروعة لا تدري أهي روعة جلال أو روعة جمال. ثم تفيء إلى نفسك فتجدهما معا.
وأنشدت في إحدى حفلات الشعب التي كانت تقيمها مدرسة الشبيبة الإسلامية في كل سنة عند نهاية الموسم الدراسي.
ونشرت في العدد الأول من جريدة البصائر سنة 1935 وبالجزء (11) مجلد (11) من (الشهاب) 1936 وفيها إهداء من الشاعر إلى الأستاذ الشيخ الطيب العقبي رحمه الله.
(محمد البشر الإبراهيمي) رحمه الله
•---------------------------------•
أحدقت بالشبيبة الاعضاد …*… وفشا الذكر حولها والضاد
صافح الغر يوم حفلتها الغـ …*… ـر وصافى به الجياد الجياد
كل عام لنا به حفلات …*… زاهرات كأنها أعياد
تسحر الأنفس الأناقة والرو …*… عة فيها والذكر والانشاد
يا وجوها مثل الأهلة لاحت …*… لا خبا منك نورك الوقاد
مرحبا شرفي القلوب وحلي …*… ما لدينا غير القلوب مهاد
نحن قوم لنا قلوب على الصد …*… ق رواس كأنها أطواد
ما رسمنا خطا إلى المجد إلا …*… وعليها أساسنا والعماد
فبها لانت الصعاب العواتي …*… وبها هانت الخطوب الشداد
وبها دب في الجزائر إبلا …*… ل وإن لم يثق به العواد
وبها أمست (الشبيبة) كالأ …*… م يغذى بدرها الأولاد
وغدا مسرح (الأبيرا) لنا سو …*… ق عكاظ تؤمه الوراد
نتواصى بالحق والصبر فيه …*… والتواصي تضامن وجهاد
ربما تنجلي الشدائد عنا …*… بالتواصي وتنقضي الأنكاد
ومن الشرق أمة غلب الصمت …*… عليها فعم فيها الفساد
ساد فيها الهوى ولو لم تفرط …*… في التواصي لساد فيها السداد
إن في العصر آية لبني الشر …*… ق ولكنهم عن الذكر حادوا
أعلن الصور بالقيامة في الأر …*… ض وقامت من القبور العباد
وفشا العلم في السموات والأر …*… ض وردت دويه الأبعاد
أيها الصارخ المهيب بنا لبـ …*… ـاك في الكائنات حتى الجماد
هتف البرق باسمك الخالد السـ …*… ـامي وحياك بالغناء (الراد)
وغزا (الغاز) تحت بندك وانطـ …*… ـاد إلى أوج خلدك المنطاد
واشترى الناهضون منك وباعوا …*… وغدوا رابحين فيك وعادوا
وعنا الناس لاسمهم وأطاعوا …*… وأشادوا بذكرهم ما أشادو
وقعدنا مع الخوالف نخزى …*… بضروب من الأذى ونكاد
إن أفكارنا تحاك الغشاوا …*… ت عليها وتضرب الأسداد
فمن البغي فوقنامر هفات …*… ومن الوهم حولنا أصفاد
ومن الخلف دوننا عقبات …*… ينفد الجهد عندها والزاد
قد وقعنا يا علم في هوة الجهـ …*… ـل ولما يتح لنا الإنجاد
وانقطعنا يا علم عنك وعن كـ …*… ـل تراث أبقت لنا الأجداد
حرت في عزونا إلى العرب لولا …*… فكر خصبة ولسن حداد
ونفوس لنا تهيب إلى المجـ …*… ـد بنا ما لها سواه مراد
إن للعرب في الحضارة قدما …*… قدما للورى عليها استناد
كم وعوا في الحجاز من قبل روما …*… وأثينا من حكمة وأفادوا
وعت الأرض كل ما عاد من عا …*… د عليها وشاده شداد
وأضعنا الأثار فامحت الطر …*… ق وضلت من بينها الرواد؟
أيها المشرقون في ظلم التاريـ …*… ـخ هل عصركم علينا يعاد؟
ذابت الأنفس اشتياقا لمرآ …*… كم وحنت إليكم الأكباد
كل ما شدتم على الأرض من مجـ …*… ـد تليد أضاعه الأحفاد
شغف القوم بالمطامع حبا …*… واستهانت بالأمة الأفراد
وتفشى في الخلف خلف فذلوا …*… لسواهم حتى فنوا أو كادوا
كل ذي إمرة على الأرض (سابو …*… ر) (1) وكل الشعوب فيها (إياد)
ويح (إفريقيا) تفرق فيها …*… مسلموها فكلهم أضداد
وتدلت بهم إلى الهون حينا …*… فتدلوا بها ومادت فمادوا
إغنموا من منافع الأرض واغزوا …*… يا بنيها فإنكم أجناد
وأصيبي من السيادة حظا …*… يا بلادا سادت عليها البلاد
يا بلادا يخزى الكرام عليها …*… ويعز الأسافل الأوغاد
يا بلادا يطوى الجميل وينسى الـ …*… ـعهد فيها ويخلف الميعاد
يا بلادا لا يثبت الرأي في شـ …*… ـيء عليها ولا يدوم الوداد
يا بلادا يلقى النبوغ بها الشؤ …*… م ويسعى في قتله الحساد
__________
(1) سابور بن هرمز ذو الأكتاف من ملوك بني ساسان، كانت له وقائع مشهورة مع قبيلة (إياد) العربية.
يا بلادا ما للزعامة فيها …*… قوة أو لزاعميها اتحاد
النيابات كلها نائبات …*… والقيادات كلها أقياد
أرغم المرشدون فيك على الصمـ …*… ـت وبثت عليهم الأرصاد
وأجيزوا من قومهم بظنون …*… سيئات يبثها المراد
كم يلاقي من العقوبات حر …*… ذنبه الوعظ فين والإرشاد
لا تسومي آسادك الغلب ضيما …*… فمن الضيم تأنف الأساد
ليس إلا من اختلات المزايا …*… والسجيات تنشأ الأحقاد
أبت البومة الهزار رفيقا …*… وجفته لأنه غراد
إن في الموت والحياة مدى أو …*… سع فيه تفاوت الأنداد
يدرك المرشد الممات فيبلى …*… وتغني بذكره الأباد
إكتفي في البرور مني يا أر …*… ض بشعر به يجيش الفؤاد
ذي معان أبيها مستجيب …*… وقواف عصيها منقاد
كل جهدي عليك قول مقفى …*… كل مالي يراعة ومداد
أنا مهما بكاك مني (امرؤ القـ …*… ـس) وحيا حماك مني زياد
لست أجدى عليك يا أرض ما يجد …*… ي عليك النجار والحداد
غير حي على البسيطة شعب …*… ليس فيه صناعة واقتصاد
أيها الشعب قدم الكسب ذخرا …*… ليس كالكسب للشعوب عتاد
شاع فيك الإهمال والجهل والغفـ …*… ـلة والفقر والضنى والكساد
فإذا قمت بالفلاحة أثرى …*… في الألى أعدموا الألى فيك سادوا
وإذا قمت بالتجارة أزرى …*… بالألى أسلموا الألى فيك هادوا
وتفشى الربا بسوقك حتى …*… ليس عنه للكاسبين حياد.
كم ممد به ليحمي أرضا …*… لم تدم أرضه ولا الإمداد
أثقلت ظهره الديون فبيعت …*… أرضه معلنا عليها المزاد
أيها الشعب فيم توسع قهرا …*… ليت شعري لأي أمر تقاد؟
ليت شعري متى تمد لك الأيـ …*… ـدي وتغرى بحبك الأكباد؟
ليت شعري متى تصير عتيدا …*… ولأهليك بالنفوس اعتداد؟
إن خير البلاد في وسع أهليـ …*… ـها إذا أبدؤوا بها وأعادوا
ومن العلم للمواطن تاج …*… ماجد يحتفي به الأمجاد
أيها الشعب خذ من العلم حظا …*… لم يشبه زيغ ولا إلحاد!
واجعل الدين للبنين دليلا …*… يسهل الطبع منهم والقياد
وإذا اشتد حادث فتحمل …*… وتجمل فما يدوم اشتداد
يخلد الله ذو الجلال ويبقى …*… وسوى الله منتهاه النفاد
هذه القصيدة كلها نداء جهير للعلم، وتثويب للجزائر بأن تجد في السير حتى تلحق بالناهضين به، وكلها حفز للهمم الخامدة أن تتحرك، وللنفوس الراكدة أن تنطلق وللأيدي الجامدة أن تتبارى في البذل، وفيها تصوير بديع لحالة إفريقيا والشرق، ونعي عليهما في القعود عن مجاراة السابقين.
وبالجملة، فهي مجموعة زواجر لإفريقيا والشرق كله تصلح أن تكون دستورا عمليا للإفريقيين والشرقيين، وهي كمطولات محمد العيد تفاجئ القارئ بسلسلة من المفاجآت العميقة الأثر وأن قارئها ليذهل عندما يسمعها فيجد الشاعر ملما فيها بكل ما يعتلج في النفوس، ويختج في الضمائر من أنواع الداء وأشكال الدواء. وأن في هذه الطريقة التي يسوقها شاعرنا- خصوصا في هذه القصيدة- لروعة لا تدري أهي روعة جلال أو روعة جمال. ثم تفيء إلى نفسك فتجدهما معا.
وأنشدت في إحدى حفلات الشعب التي كانت تقيمها مدرسة الشبيبة الإسلامية في كل سنة عند نهاية الموسم الدراسي.
ونشرت في العدد الأول من جريدة البصائر سنة 1935 وبالجزء (11) مجلد (11) من (الشهاب) 1936 وفيها إهداء من الشاعر إلى الأستاذ الشيخ الطيب العقبي رحمه الله.
(محمد البشر الإبراهيمي) رحمه الله
•---------------------------------•
أحدقت بالشبيبة الاعضاد …*… وفشا الذكر حولها والضاد
صافح الغر يوم حفلتها الغـ …*… ـر وصافى به الجياد الجياد
كل عام لنا به حفلات …*… زاهرات كأنها أعياد
تسحر الأنفس الأناقة والرو …*… عة فيها والذكر والانشاد
يا وجوها مثل الأهلة لاحت …*… لا خبا منك نورك الوقاد
مرحبا شرفي القلوب وحلي …*… ما لدينا غير القلوب مهاد
نحن قوم لنا قلوب على الصد …*… ق رواس كأنها أطواد
ما رسمنا خطا إلى المجد إلا …*… وعليها أساسنا والعماد
فبها لانت الصعاب العواتي …*… وبها هانت الخطوب الشداد
وبها دب في الجزائر إبلا …*… ل وإن لم يثق به العواد
وبها أمست (الشبيبة) كالأ …*… م يغذى بدرها الأولاد
وغدا مسرح (الأبيرا) لنا سو …*… ق عكاظ تؤمه الوراد
نتواصى بالحق والصبر فيه …*… والتواصي تضامن وجهاد
ربما تنجلي الشدائد عنا …*… بالتواصي وتنقضي الأنكاد
ومن الشرق أمة غلب الصمت …*… عليها فعم فيها الفساد
ساد فيها الهوى ولو لم تفرط …*… في التواصي لساد فيها السداد
إن في العصر آية لبني الشر …*… ق ولكنهم عن الذكر حادوا
أعلن الصور بالقيامة في الأر …*… ض وقامت من القبور العباد
وفشا العلم في السموات والأر …*… ض وردت دويه الأبعاد
أيها الصارخ المهيب بنا لبـ …*… ـاك في الكائنات حتى الجماد
هتف البرق باسمك الخالد السـ …*… ـامي وحياك بالغناء (الراد)
وغزا (الغاز) تحت بندك وانطـ …*… ـاد إلى أوج خلدك المنطاد
واشترى الناهضون منك وباعوا …*… وغدوا رابحين فيك وعادوا
وعنا الناس لاسمهم وأطاعوا …*… وأشادوا بذكرهم ما أشادو
وقعدنا مع الخوالف نخزى …*… بضروب من الأذى ونكاد
إن أفكارنا تحاك الغشاوا …*… ت عليها وتضرب الأسداد
فمن البغي فوقنامر هفات …*… ومن الوهم حولنا أصفاد
ومن الخلف دوننا عقبات …*… ينفد الجهد عندها والزاد
قد وقعنا يا علم في هوة الجهـ …*… ـل ولما يتح لنا الإنجاد
وانقطعنا يا علم عنك وعن كـ …*… ـل تراث أبقت لنا الأجداد
حرت في عزونا إلى العرب لولا …*… فكر خصبة ولسن حداد
ونفوس لنا تهيب إلى المجـ …*… ـد بنا ما لها سواه مراد
إن للعرب في الحضارة قدما …*… قدما للورى عليها استناد
كم وعوا في الحجاز من قبل روما …*… وأثينا من حكمة وأفادوا
وعت الأرض كل ما عاد من عا …*… د عليها وشاده شداد
وأضعنا الأثار فامحت الطر …*… ق وضلت من بينها الرواد؟
أيها المشرقون في ظلم التاريـ …*… ـخ هل عصركم علينا يعاد؟
ذابت الأنفس اشتياقا لمرآ …*… كم وحنت إليكم الأكباد
كل ما شدتم على الأرض من مجـ …*… ـد تليد أضاعه الأحفاد
شغف القوم بالمطامع حبا …*… واستهانت بالأمة الأفراد
وتفشى في الخلف خلف فذلوا …*… لسواهم حتى فنوا أو كادوا
كل ذي إمرة على الأرض (سابو …*… ر) (1) وكل الشعوب فيها (إياد)
ويح (إفريقيا) تفرق فيها …*… مسلموها فكلهم أضداد
وتدلت بهم إلى الهون حينا …*… فتدلوا بها ومادت فمادوا
إغنموا من منافع الأرض واغزوا …*… يا بنيها فإنكم أجناد
وأصيبي من السيادة حظا …*… يا بلادا سادت عليها البلاد
يا بلادا يخزى الكرام عليها …*… ويعز الأسافل الأوغاد
يا بلادا يطوى الجميل وينسى الـ …*… ـعهد فيها ويخلف الميعاد
يا بلادا لا يثبت الرأي في شـ …*… ـيء عليها ولا يدوم الوداد
يا بلادا يلقى النبوغ بها الشؤ …*… م ويسعى في قتله الحساد
__________
(1) سابور بن هرمز ذو الأكتاف من ملوك بني ساسان، كانت له وقائع مشهورة مع قبيلة (إياد) العربية.
يا بلادا ما للزعامة فيها …*… قوة أو لزاعميها اتحاد
النيابات كلها نائبات …*… والقيادات كلها أقياد
أرغم المرشدون فيك على الصمـ …*… ـت وبثت عليهم الأرصاد
وأجيزوا من قومهم بظنون …*… سيئات يبثها المراد
كم يلاقي من العقوبات حر …*… ذنبه الوعظ فين والإرشاد
لا تسومي آسادك الغلب ضيما …*… فمن الضيم تأنف الأساد
ليس إلا من اختلات المزايا …*… والسجيات تنشأ الأحقاد
أبت البومة الهزار رفيقا …*… وجفته لأنه غراد
إن في الموت والحياة مدى أو …*… سع فيه تفاوت الأنداد
يدرك المرشد الممات فيبلى …*… وتغني بذكره الأباد
إكتفي في البرور مني يا أر …*… ض بشعر به يجيش الفؤاد
ذي معان أبيها مستجيب …*… وقواف عصيها منقاد
كل جهدي عليك قول مقفى …*… كل مالي يراعة ومداد
أنا مهما بكاك مني (امرؤ القـ …*… ـس) وحيا حماك مني زياد
لست أجدى عليك يا أرض ما يجد …*… ي عليك النجار والحداد
غير حي على البسيطة شعب …*… ليس فيه صناعة واقتصاد
أيها الشعب قدم الكسب ذخرا …*… ليس كالكسب للشعوب عتاد
شاع فيك الإهمال والجهل والغفـ …*… ـلة والفقر والضنى والكساد
فإذا قمت بالفلاحة أثرى …*… في الألى أعدموا الألى فيك سادوا
وإذا قمت بالتجارة أزرى …*… بالألى أسلموا الألى فيك هادوا
وتفشى الربا بسوقك حتى …*… ليس عنه للكاسبين حياد.
كم ممد به ليحمي أرضا …*… لم تدم أرضه ولا الإمداد
أثقلت ظهره الديون فبيعت …*… أرضه معلنا عليها المزاد
أيها الشعب فيم توسع قهرا …*… ليت شعري لأي أمر تقاد؟
ليت شعري متى تمد لك الأيـ …*… ـدي وتغرى بحبك الأكباد؟
ليت شعري متى تصير عتيدا …*… ولأهليك بالنفوس اعتداد؟
إن خير البلاد في وسع أهليـ …*… ـها إذا أبدؤوا بها وأعادوا
ومن العلم للمواطن تاج …*… ماجد يحتفي به الأمجاد
أيها الشعب خذ من العلم حظا …*… لم يشبه زيغ ولا إلحاد!
واجعل الدين للبنين دليلا …*… يسهل الطبع منهم والقياد
وإذا اشتد حادث فتحمل …*… وتجمل فما يدوم اشتداد
يخلد الله ذو الجلال ويبقى …*… وسوى الله منتهاه النفاد
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حمتك يد المولى
حمتك يد المولى
حمتك يد المولى وكنت بها أولى …*… فيا لك من شيخ حمته يد المولى
وأخطأك الموت الزؤام يقوده …*… إليك امرؤ أملى له الغي ما أملى
فيا لوضيع النفس كيف تطاولت …*… به نفسه حتى أسر لك القتلا
ونالك في جنح الدجى بهراوة …*… فأدماك بل أدمى الكرامة والفضلا
وأدمى البرور المحض والرفق والهدى …*… وأدمى الشعور الغض والحذق والنبلا
وأهوى إلى نصل بكف لئيمة …*… تجرأ أن ينضى بها ذلك النصلا
فأوسعتها وهنا وأوسعها قوى …*… وأجهدتها عقدا وأجهدها حلا
وكادت يد الجاني "المسخر" تعتلي …*… يد الشيخ لولا الله أدركه لولا
فوافتك بالنصر العزيز طلائع …*… مباركة تترى من الملا الأعلى
وحفت بروح القدس شخصك فانثنت …*… مصيبتك الجلى كرامتك المثلى
وغادرك الجاني الشقي موليا …*… وهل يسلم الجاني الشقي إذا ولى
وإن أنس لا أنس الذين تظافروا …*… على الفتك بالجاني فقلت لهم مهلا
أليس من الآيات أنك بيننا …*… تعامل بالعدل الذي أغضب العدلا
وترضى ولو عمن تبرم بالرضا …*… وتسلى ولو عمن أبي منك أن تسلى
وتحفظ حتى من أراد بك الأذى …*… وتنصر حتى من أراد لك الخذلا
لك الله من داع إلى الله لم يثق …*… بغير كتاب الله والسنة الفضلى
سعى لبني الإسلام بالخير ما سعى …*… فأبلى- رعاه الله- في الخير ما أبلى
ولم يلبث الأشرار حتى تآمروا …*… عليه فلم يألوه من شرهم خبلا
أرادوا به الفتك الذريع شماتة …*… وما كان للفتك المراد به أهلا
فهل كان هذا شأن من يدعي التقى؟ …*… وهل كان هذا شأن من يدعي الوصلا؟!
أما كان ازهاق النفوس محرما …*… على القوم أم ظنوا النفوس لهم حلا
إذا كنتم يا قوم بالحق قادة …*… فأدلوا ببرهان بليه كما أدلى
تنحلتم يا قوم فعل محمد …*… وما فيكم من كان يشبهه فعلا
وحملتم يا قوم هدي محمد …*… من الزيغ أقوالا ينوء بها حملا
فصورتم الإسلام كالليل قاتما …*… من الزيغ والإسلام كالصبح أو أجلى
فوا عظم صبري أين عهد محمد …*… تراه يتيح الله رجعته أم لا؟
ووا عظم صبري أين عهد صحابة …*… أقاموا هدى القرآن بينهم فصلا
تعال (أبا حفص) تر العدل ذاهبا …*… كما شاعت الدنيا تر الظلم محتلا
تر الغي مرفوع المعالم محكما …*… تر الرشد مدفوع المعالم مختلا
تغيرت الآثار بعدك وانطوت …*… رسوم الهدى واخلولق الدين أن يبلى
وجاء على الإسلام بعدك معشر …*… تعدوا حمى الإسلام وافترقوا سبلا
فلم يحفظوا لله حصنا ولا حمى …*… ولم يرقبوا في الله عهدا ولا إلا
غرار لهم في الحق دعوى عريضة …*… وإن سمعوا الحق استخفوا به جهلا
فهل كان دين الحق دين جهالة؟ …*… وهل كان أهلوه زعانفة غفلا؟
فدم يا "ابن باديس " كما كنت راشدا …*… فإني رأيت الرشد يستأصل الدجلا
وخذ بيمين الحق تعل عليهم …*… فإني رأيت الحق يعلو ولا يعلى
وإن تك قد مستك منهم بلية …*… لذلك فالداعي جدير بأن يبلى
حنانيك لا تأخذ بها الشعب إنها …*… جناية أفراد ذوي همم سفلى
ولا تأس فالتاريخ- يا شيخ- حافظ …*… لأعمالك الكبرى وآمالك الجلى
سيتلو على الأجيال شكرك مؤمئا …*… إليك وأنباء الورى سور تتلى!
__________
(1) هذه القصيدة تسجل قصة الإعتداء الشنيع المدبر على حياة الأستاذ الإمام الشيخ عبد الحميد ابن باديس بمدينة قسنطينة، وخلاصة القصة: ان "مريدا" من مريدي طريقة صوفية معروفة، اعترض سبيل الأستاذ الإمام ليلا، فانقض عليه بالعصا ثم جرد خنجرا أراد أن يأتي به على حياة الشيخ، ولكن الشيخ استطاع- بإرادة الله وقوته- أن يأخذ بتلابيب المعتدي ويديه، ويحول درنه وبين تنفيذ الجريمة التي انتدب إليها، إلى أن وصل بعض المارة فأنقذوا الشيخ وسلموا المعتدي للسلطات ثم عفى عنه الشيخ وأعلن عفوه عنه أمام مسئولي العدالة آنذاك.
حمتك يد المولى وكنت بها أولى …*… فيا لك من شيخ حمته يد المولى
وأخطأك الموت الزؤام يقوده …*… إليك امرؤ أملى له الغي ما أملى
فيا لوضيع النفس كيف تطاولت …*… به نفسه حتى أسر لك القتلا
ونالك في جنح الدجى بهراوة …*… فأدماك بل أدمى الكرامة والفضلا
وأدمى البرور المحض والرفق والهدى …*… وأدمى الشعور الغض والحذق والنبلا
وأهوى إلى نصل بكف لئيمة …*… تجرأ أن ينضى بها ذلك النصلا
فأوسعتها وهنا وأوسعها قوى …*… وأجهدتها عقدا وأجهدها حلا
وكادت يد الجاني "المسخر" تعتلي …*… يد الشيخ لولا الله أدركه لولا
فوافتك بالنصر العزيز طلائع …*… مباركة تترى من الملا الأعلى
وحفت بروح القدس شخصك فانثنت …*… مصيبتك الجلى كرامتك المثلى
وغادرك الجاني الشقي موليا …*… وهل يسلم الجاني الشقي إذا ولى
وإن أنس لا أنس الذين تظافروا …*… على الفتك بالجاني فقلت لهم مهلا
أليس من الآيات أنك بيننا …*… تعامل بالعدل الذي أغضب العدلا
وترضى ولو عمن تبرم بالرضا …*… وتسلى ولو عمن أبي منك أن تسلى
وتحفظ حتى من أراد بك الأذى …*… وتنصر حتى من أراد لك الخذلا
لك الله من داع إلى الله لم يثق …*… بغير كتاب الله والسنة الفضلى
سعى لبني الإسلام بالخير ما سعى …*… فأبلى- رعاه الله- في الخير ما أبلى
ولم يلبث الأشرار حتى تآمروا …*… عليه فلم يألوه من شرهم خبلا
أرادوا به الفتك الذريع شماتة …*… وما كان للفتك المراد به أهلا
فهل كان هذا شأن من يدعي التقى؟ …*… وهل كان هذا شأن من يدعي الوصلا؟!
أما كان ازهاق النفوس محرما …*… على القوم أم ظنوا النفوس لهم حلا
إذا كنتم يا قوم بالحق قادة …*… فأدلوا ببرهان بليه كما أدلى
تنحلتم يا قوم فعل محمد …*… وما فيكم من كان يشبهه فعلا
وحملتم يا قوم هدي محمد …*… من الزيغ أقوالا ينوء بها حملا
فصورتم الإسلام كالليل قاتما …*… من الزيغ والإسلام كالصبح أو أجلى
فوا عظم صبري أين عهد محمد …*… تراه يتيح الله رجعته أم لا؟
ووا عظم صبري أين عهد صحابة …*… أقاموا هدى القرآن بينهم فصلا
تعال (أبا حفص) تر العدل ذاهبا …*… كما شاعت الدنيا تر الظلم محتلا
تر الغي مرفوع المعالم محكما …*… تر الرشد مدفوع المعالم مختلا
تغيرت الآثار بعدك وانطوت …*… رسوم الهدى واخلولق الدين أن يبلى
وجاء على الإسلام بعدك معشر …*… تعدوا حمى الإسلام وافترقوا سبلا
فلم يحفظوا لله حصنا ولا حمى …*… ولم يرقبوا في الله عهدا ولا إلا
غرار لهم في الحق دعوى عريضة …*… وإن سمعوا الحق استخفوا به جهلا
فهل كان دين الحق دين جهالة؟ …*… وهل كان أهلوه زعانفة غفلا؟
فدم يا "ابن باديس " كما كنت راشدا …*… فإني رأيت الرشد يستأصل الدجلا
وخذ بيمين الحق تعل عليهم …*… فإني رأيت الحق يعلو ولا يعلى
وإن تك قد مستك منهم بلية …*… لذلك فالداعي جدير بأن يبلى
حنانيك لا تأخذ بها الشعب إنها …*… جناية أفراد ذوي همم سفلى
ولا تأس فالتاريخ- يا شيخ- حافظ …*… لأعمالك الكبرى وآمالك الجلى
سيتلو على الأجيال شكرك مؤمئا …*… إليك وأنباء الورى سور تتلى!
__________
(1) هذه القصيدة تسجل قصة الإعتداء الشنيع المدبر على حياة الأستاذ الإمام الشيخ عبد الحميد ابن باديس بمدينة قسنطينة، وخلاصة القصة: ان "مريدا" من مريدي طريقة صوفية معروفة، اعترض سبيل الأستاذ الإمام ليلا، فانقض عليه بالعصا ثم جرد خنجرا أراد أن يأتي به على حياة الشيخ، ولكن الشيخ استطاع- بإرادة الله وقوته- أن يأخذ بتلابيب المعتدي ويديه، ويحول درنه وبين تنفيذ الجريمة التي انتدب إليها، إلى أن وصل بعض المارة فأنقذوا الشيخ وسلموا المعتدي للسلطات ثم عفى عنه الشيخ وأعلن عفوه عنه أمام مسئولي العدالة آنذاك.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية ووصية
تحية ووصية
ألقى الشاعر هذه القصيدة في أحد احتفالات مدرسة "الشبيبة الإسلامية" بالجزائر.
•---------------------------------•
سلام عليكم روحوا الشعب بالفال …*… فقد كاد يحظى بالسلامة في الحال
سلام عليكم أيها القوم سقته …*… إليكم كبسم الله في الأمر ذي البال
تحية إسلام وعنوان ألفة …*… ودعوة إكرام وبرهان إجلال
سلام عليكم طبتم اليوم فادخلوا …*… على اليمن مفضالا إلى جنب مفضال
سلام عليكم آل فضل ونجدة …*… ونبل فبوركتم على الشعب من آل
سلام عليكم عصركم عصر نهضة …*… خذوا حظكم منها بجد وإقبال
خذوا حظكم منها بكل جدارة …*… فأنتم ذوو حسنى سلائل أبطال
إذا قيل نبراس الهدى فهو دينكم …*… متى قر في الأرواح فهو لها جال
وإن قيل آساد الشرى فجددوكم …*… فكونوا لآساد الشرى خير أشبال
ولا تحسبوا العلياء وقفا عليهم …*… فكم خلف المتلو علياء للتالي
وفي الزمن الحالي وجدتم لعونكم …*… قوى لم يجدها الناس في الزمن الخالي
مصانع من يقصد لها يلق عندها …*… من الصنعة المثلى غرائب أشكال
أرى درسها فرضا عليكم فواصلوا …*… مدى العمر ترحالا إليها بترحال
خذوا حظكم منها كبيرا فإنكم …*… كبار وأمثال لها جد أمثال
خذوا فانهضوها نهضة عملية …*… ولا تحصروها في زخارف أقوال
وأشبه شيء بالخيالات في الرؤى …*… إشادة آمال على غير أعمال
على السعي فابنوا لأعلى الوهم مجدكم …*… ولله فاسعوا لا لقيل ولا قال
وبثوا فنون العلم والحكم بينكم …*… ولا تؤثروا منها الجديد على البالي
اقلوهما عدلين فوق جهودكم …*… وسيروا بها للقصد أسرع شملال
بني وطني أن الحياة مفازة …*… لكم قد كساها الليل أسبغ سربال
فمن يقتحم فيها السرى يحمد السرى …*… صباحا بايغال بها بعد ايغال
ومن يتهاون في السرى الليل أو يهن …*… فضل بن ضل أو فريسة مغتال
بني وطني كم دونكم من بضائع …*… نفائس تشرى في غدو وآصال
يفوز بها في الشرق والغرب صفقة …*… ذوو الكد والتمحيص والنظر العالي
أكبوا عليها طالبين ولا تنوا …*… فإن الونى كالموت حاصد آجال
وضحوا ببذل النفس والمال دونها …*… فليس لها سعر سوى النفس والمال
وما قيم الأشياء عند ذوي الحجى …*… بشيء إذا ما عومل البخس بالغالي
بني وطني أشكو إليكم تفرقا …*… قطعتم به للشعب عدة أوصال
وحكمتم الاهواء فيه فلم يزل …*… لقى بين أهواء تجيش وأهوال
أناشدكم يا قوم بالخالق الذي …*… توحد في ذات ووصحف وأفعال
وبالملة الحسنى التي جمعتكم …*… بقاعدة التوحيد من منذ أجيال
وبالوطن الباقي على الدهر وحده …*… لكم وحدكم ذكرى سراة وأقيال
وبالأنفس اللائي تمتون اخوة …*… وأبناء أعمام إليها وأخوال
بأن تدرؤوا بالصلح كل تفرق …*… عراكم وتحملوا الشعب من كل زلزال
ولا ترتجوا للشعب نصرة غيركم …*… فما غيركم يا قوم للشعب من والي
بني وطني علم الحياة حمى لكم …*… حصين علام اجتزتموه باهمال؟
بني وطني جيرانكم سبقوكم …*… إلى قصبات السبق فيه بأميال
فكم لهم فيه مدارس جمة …*… تقل ألوفا من شباب وأطفال
بنوا بيد الشورى مناهج سيرها …*… وحاكوا قضاياها على خير منوال
بني وطني أعلوا المدارس تعلكم …*… بتعليم جهال وارشاد ضلال
وصونوا بها الفصحى التي بكتابكم …*… اشادت ببرهان وساغت كسلسال
وهزوا مشاريع الجزائر إنها …*… تنوء بمرأى منكم تحت أثقال
بني وطني لا خير في كل معرض …*… عن الشعب منكم واهن النفس بطال
بني وطني من كان للشعب فاديا …*… فكيلوا له البشرى بأعظم مكيال
وقولوا لمن يطغى أمامك خالق …*… بشر وخير منك يجري بمثقال
محضتكم جم النصائح تحفة …*… مباركة في ضمنها جم آمال
ووصمي بأني نابني اليأس، سبة …*… أراها على ضعفي محالا على حالي
فيا أيها اليأس الذي قيل نابني …*… بحق المعالي ما خطرت على بالي
وكم غل من حر ليصلى تشفيا …*… فحف بلطف بين نار وأغلال
ويا حادثات الدهران نفوسنا …*… حرائر تأبى أن تسام بإذلال
ويا وطني روحي فداك وراحتي …*… وعيشي وذودي فيك عنك وتسآلي
وفيك اهتمامي وانشراحي وشدتي …*… وليني وإعلالي عليك وإبلالي
وبسطي وقبضي في هواك ومنطقي …*… وصمتي وهوني في رضاك وإعجالي
ليسلك أبناء العقوق فما أنا …*… لفضل أب الاحسان مثلك بالسالي
ويا قوم إني ما نطقت تطاولا …*… عليكم بفضل أو زهوا بادلال
ولكن برورا بالاخاء وصلتكم …*… بخير الهدايا من عظات وأمثال
فإن طبتم نفسا بها فبفضلكم …*… وإلا ففضل الله أزكى وأبقى لي
وفزتم باكمال النعيم عليكم …*… كما فاز دين الله منه باكمال
ألقى الشاعر هذه القصيدة في أحد احتفالات مدرسة "الشبيبة الإسلامية" بالجزائر.
•---------------------------------•
سلام عليكم روحوا الشعب بالفال …*… فقد كاد يحظى بالسلامة في الحال
سلام عليكم أيها القوم سقته …*… إليكم كبسم الله في الأمر ذي البال
تحية إسلام وعنوان ألفة …*… ودعوة إكرام وبرهان إجلال
سلام عليكم طبتم اليوم فادخلوا …*… على اليمن مفضالا إلى جنب مفضال
سلام عليكم آل فضل ونجدة …*… ونبل فبوركتم على الشعب من آل
سلام عليكم عصركم عصر نهضة …*… خذوا حظكم منها بجد وإقبال
خذوا حظكم منها بكل جدارة …*… فأنتم ذوو حسنى سلائل أبطال
إذا قيل نبراس الهدى فهو دينكم …*… متى قر في الأرواح فهو لها جال
وإن قيل آساد الشرى فجددوكم …*… فكونوا لآساد الشرى خير أشبال
ولا تحسبوا العلياء وقفا عليهم …*… فكم خلف المتلو علياء للتالي
وفي الزمن الحالي وجدتم لعونكم …*… قوى لم يجدها الناس في الزمن الخالي
مصانع من يقصد لها يلق عندها …*… من الصنعة المثلى غرائب أشكال
أرى درسها فرضا عليكم فواصلوا …*… مدى العمر ترحالا إليها بترحال
خذوا حظكم منها كبيرا فإنكم …*… كبار وأمثال لها جد أمثال
خذوا فانهضوها نهضة عملية …*… ولا تحصروها في زخارف أقوال
وأشبه شيء بالخيالات في الرؤى …*… إشادة آمال على غير أعمال
على السعي فابنوا لأعلى الوهم مجدكم …*… ولله فاسعوا لا لقيل ولا قال
وبثوا فنون العلم والحكم بينكم …*… ولا تؤثروا منها الجديد على البالي
اقلوهما عدلين فوق جهودكم …*… وسيروا بها للقصد أسرع شملال
بني وطني أن الحياة مفازة …*… لكم قد كساها الليل أسبغ سربال
فمن يقتحم فيها السرى يحمد السرى …*… صباحا بايغال بها بعد ايغال
ومن يتهاون في السرى الليل أو يهن …*… فضل بن ضل أو فريسة مغتال
بني وطني كم دونكم من بضائع …*… نفائس تشرى في غدو وآصال
يفوز بها في الشرق والغرب صفقة …*… ذوو الكد والتمحيص والنظر العالي
أكبوا عليها طالبين ولا تنوا …*… فإن الونى كالموت حاصد آجال
وضحوا ببذل النفس والمال دونها …*… فليس لها سعر سوى النفس والمال
وما قيم الأشياء عند ذوي الحجى …*… بشيء إذا ما عومل البخس بالغالي
بني وطني أشكو إليكم تفرقا …*… قطعتم به للشعب عدة أوصال
وحكمتم الاهواء فيه فلم يزل …*… لقى بين أهواء تجيش وأهوال
أناشدكم يا قوم بالخالق الذي …*… توحد في ذات ووصحف وأفعال
وبالملة الحسنى التي جمعتكم …*… بقاعدة التوحيد من منذ أجيال
وبالوطن الباقي على الدهر وحده …*… لكم وحدكم ذكرى سراة وأقيال
وبالأنفس اللائي تمتون اخوة …*… وأبناء أعمام إليها وأخوال
بأن تدرؤوا بالصلح كل تفرق …*… عراكم وتحملوا الشعب من كل زلزال
ولا ترتجوا للشعب نصرة غيركم …*… فما غيركم يا قوم للشعب من والي
بني وطني علم الحياة حمى لكم …*… حصين علام اجتزتموه باهمال؟
بني وطني جيرانكم سبقوكم …*… إلى قصبات السبق فيه بأميال
فكم لهم فيه مدارس جمة …*… تقل ألوفا من شباب وأطفال
بنوا بيد الشورى مناهج سيرها …*… وحاكوا قضاياها على خير منوال
بني وطني أعلوا المدارس تعلكم …*… بتعليم جهال وارشاد ضلال
وصونوا بها الفصحى التي بكتابكم …*… اشادت ببرهان وساغت كسلسال
وهزوا مشاريع الجزائر إنها …*… تنوء بمرأى منكم تحت أثقال
بني وطني لا خير في كل معرض …*… عن الشعب منكم واهن النفس بطال
بني وطني من كان للشعب فاديا …*… فكيلوا له البشرى بأعظم مكيال
وقولوا لمن يطغى أمامك خالق …*… بشر وخير منك يجري بمثقال
محضتكم جم النصائح تحفة …*… مباركة في ضمنها جم آمال
ووصمي بأني نابني اليأس، سبة …*… أراها على ضعفي محالا على حالي
فيا أيها اليأس الذي قيل نابني …*… بحق المعالي ما خطرت على بالي
وكم غل من حر ليصلى تشفيا …*… فحف بلطف بين نار وأغلال
ويا حادثات الدهران نفوسنا …*… حرائر تأبى أن تسام بإذلال
ويا وطني روحي فداك وراحتي …*… وعيشي وذودي فيك عنك وتسآلي
وفيك اهتمامي وانشراحي وشدتي …*… وليني وإعلالي عليك وإبلالي
وبسطي وقبضي في هواك ومنطقي …*… وصمتي وهوني في رضاك وإعجالي
ليسلك أبناء العقوق فما أنا …*… لفضل أب الاحسان مثلك بالسالي
ويا قوم إني ما نطقت تطاولا …*… عليكم بفضل أو زهوا بادلال
ولكن برورا بالاخاء وصلتكم …*… بخير الهدايا من عظات وأمثال
فإن طبتم نفسا بها فبفضلكم …*… وإلا ففضل الله أزكى وأبقى لي
وفزتم باكمال النعيم عليكم …*… كما فاز دين الله منه باكمال
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
حزب مصلح
حزب مصلح
نشرت بـ (الشهاب) ج:- 8 - و 12 - نوفمبر 1936م وفي العدد- 38 - من جريدة البصائر سنة 1936م.
ذعر المستعمر للمؤتمر الإسلامي الذي عقد بعاصمة الجزائر سنة 1936. الذي جمع أبناء الشعب على صعيد واحد، ووحد جهودهم في خدمة الوطن. فعمد إلى تحطيمه بتدبير حادثة إغتيال المفتي ابن دالي محمود كحول، الذي كان مناوئا لجمعية العلماء. فألصقت تهمة الاغتيال بأحد أعضاء الجمعية، وهو (الشيخ الطيب العقبي) رحمه الله فزج به ظلما في سجن بربروس مع السيد (عباس التركي) أحد أعضاء الجمعية المخلصين.
وتحت تأثير هذه الحادثة وملابساتها. ألقى الشاعر هذه القصيدة في مأدبة أقامتها (جمعية العلماء) (بنادي الترقي).
•---------------------------------•
سر مع التوفيق فهو الدليل …*… حصحص الحق وبان السبيل
عاطني السراء كأسا بكأس …*… واسقنيها إنها سلسبيل
زال عن موقفنا كل ريب …*… فهو كالمرآة صحاف صقيل
ان قوما بالدم اتهمونا …*… وزرهم يوم الحساب ثقيل
أوردونا موردا مسترابا …*… طعمه مر المذاق وبيل
وابتلونا بالأذى فصمدنا …*… للأذى والصامدون قليل
ما شعرنا- يعلم الله - حتى …*… جاءنا أن (ابن دالي) قتيل
فإذا (العقبي) وهو وحيد …*… موثق في (بربروس) عليل
من رأى (التركي) فيه رهينا …*… وهو (للعقبي) فيه زميل
من رأى (النادي) لم يبق إلا …*… لسوى الظلماء فيه مقيل
والكنارين يموتان جوعا …*… ومواء الهر فيه عويل (1)
كل شيء فيه باك حزين …*… موحش مما عراه محيل
من رأى الأشياخ تملي وتمضي …*… وتجيل الرأي فيما تجيل
من رأى الشبان هاجوا وماجوا وانبروا كالأسد إن غيل غيل
من رأى الشعب يروح ويغدو …*… وله مثل الحمام هديل
ومن الأبصار شزر وخزر …*… ومن الأفواه قال وقيل
يا لها من تهمة مفتراة …*… ما لها في الحادثات مثيل
لو تركنا الحزم فيها لكانت …*… فتنة فيها الدماء تسيل
لم يدم كيد ولم يبق ظلم …*… إن كيد الظالمين ضئيل
كل ما شادوا له من بناء …*… محكم للكيد فهو مهيل
قل لقاضي البحث (فايان) أو من …*… هو في التحقيق عنه بديل
ظهر الجاني فما أنت …*… قاض أمقيم حده أم مقيل
نحن حزب مصلح سلفي …*… معوق في المؤمنين أصيل
طوع أمر الله ما جد جد …*… في التصاريف وجل جليل
ان تكن نعمى فحمد كثير …*… أو تكن بلوى فصبر جميل
أيها النادي لك الأمن فانعم …*… كل ظل في حماك ظليل
اخصب الوادي بأرضك مرعى …*… وشدا الشدادي ومال الخميل
فكأن الأرض حولك خلد …*… فيضه بالمكرمات جزيل
وكأن النصر فوقك تاج …*… قدسي صاغه جبرئيل
__________
(1) كان بالنادي كناران كل منهما في قفص خاص وهو صغير، فلما وقعت حارثة الإغلاق مات الكناران جوعا، ولبث الهر يموء من الم الجوع فانتبه بعض الجيران له فكانوا يلقون إليه القوت من نوافذ منازلهم وهو رهين النادي لا يجد إلى الخروج سبيلا، حتى جاء نصر الله والفتح …*…
أيها النادي لك الخير فابشر …*… إن وفد العلم فيك نزيل
أيها الحامون بالعلم أرضا …*… حرة ساد عليها الدخيل
أنا منكم في شهودي وغيبي …*… لست عنكم ما حييت أميل
لم يقف بي موقف القول إلا …*… أمل سام وقصد نبيل
هو حظي أن يفتني حظ …*… وخليلي إن يخني خليل
لا أرى الألقاب إلا بروقا …*… راجعات الطرف وهو كليل
هذه آياتنا شاهدات …*… سوف يتلوهن جيل فجيل
نحن للصدر وإن خلفونا …*… فلنا في الأولين رعيل
لا تخف في جانب المجد موتا …*… فهو موت بالحياة كفيل
من يعش حرا على الأرض يوما …*… فله في الناس عمر طويل
قد رفعنا راية المجد عليا …*… وبنا للمجد جد الرحيل
من يقل لا تأمنوا الغدر قلنا …*… حسبنا الله ونعم الوكيل
نشرت بـ (الشهاب) ج:- 8 - و 12 - نوفمبر 1936م وفي العدد- 38 - من جريدة البصائر سنة 1936م.
ذعر المستعمر للمؤتمر الإسلامي الذي عقد بعاصمة الجزائر سنة 1936. الذي جمع أبناء الشعب على صعيد واحد، ووحد جهودهم في خدمة الوطن. فعمد إلى تحطيمه بتدبير حادثة إغتيال المفتي ابن دالي محمود كحول، الذي كان مناوئا لجمعية العلماء. فألصقت تهمة الاغتيال بأحد أعضاء الجمعية، وهو (الشيخ الطيب العقبي) رحمه الله فزج به ظلما في سجن بربروس مع السيد (عباس التركي) أحد أعضاء الجمعية المخلصين.
وتحت تأثير هذه الحادثة وملابساتها. ألقى الشاعر هذه القصيدة في مأدبة أقامتها (جمعية العلماء) (بنادي الترقي).
•---------------------------------•
سر مع التوفيق فهو الدليل …*… حصحص الحق وبان السبيل
عاطني السراء كأسا بكأس …*… واسقنيها إنها سلسبيل
زال عن موقفنا كل ريب …*… فهو كالمرآة صحاف صقيل
ان قوما بالدم اتهمونا …*… وزرهم يوم الحساب ثقيل
أوردونا موردا مسترابا …*… طعمه مر المذاق وبيل
وابتلونا بالأذى فصمدنا …*… للأذى والصامدون قليل
ما شعرنا- يعلم الله - حتى …*… جاءنا أن (ابن دالي) قتيل
فإذا (العقبي) وهو وحيد …*… موثق في (بربروس) عليل
من رأى (التركي) فيه رهينا …*… وهو (للعقبي) فيه زميل
من رأى (النادي) لم يبق إلا …*… لسوى الظلماء فيه مقيل
والكنارين يموتان جوعا …*… ومواء الهر فيه عويل (1)
كل شيء فيه باك حزين …*… موحش مما عراه محيل
من رأى الأشياخ تملي وتمضي …*… وتجيل الرأي فيما تجيل
من رأى الشبان هاجوا وماجوا وانبروا كالأسد إن غيل غيل
من رأى الشعب يروح ويغدو …*… وله مثل الحمام هديل
ومن الأبصار شزر وخزر …*… ومن الأفواه قال وقيل
يا لها من تهمة مفتراة …*… ما لها في الحادثات مثيل
لو تركنا الحزم فيها لكانت …*… فتنة فيها الدماء تسيل
لم يدم كيد ولم يبق ظلم …*… إن كيد الظالمين ضئيل
كل ما شادوا له من بناء …*… محكم للكيد فهو مهيل
قل لقاضي البحث (فايان) أو من …*… هو في التحقيق عنه بديل
ظهر الجاني فما أنت …*… قاض أمقيم حده أم مقيل
نحن حزب مصلح سلفي …*… معوق في المؤمنين أصيل
طوع أمر الله ما جد جد …*… في التصاريف وجل جليل
ان تكن نعمى فحمد كثير …*… أو تكن بلوى فصبر جميل
أيها النادي لك الأمن فانعم …*… كل ظل في حماك ظليل
اخصب الوادي بأرضك مرعى …*… وشدا الشدادي ومال الخميل
فكأن الأرض حولك خلد …*… فيضه بالمكرمات جزيل
وكأن النصر فوقك تاج …*… قدسي صاغه جبرئيل
__________
(1) كان بالنادي كناران كل منهما في قفص خاص وهو صغير، فلما وقعت حارثة الإغلاق مات الكناران جوعا، ولبث الهر يموء من الم الجوع فانتبه بعض الجيران له فكانوا يلقون إليه القوت من نوافذ منازلهم وهو رهين النادي لا يجد إلى الخروج سبيلا، حتى جاء نصر الله والفتح …*…
أيها النادي لك الخير فابشر …*… إن وفد العلم فيك نزيل
أيها الحامون بالعلم أرضا …*… حرة ساد عليها الدخيل
أنا منكم في شهودي وغيبي …*… لست عنكم ما حييت أميل
لم يقف بي موقف القول إلا …*… أمل سام وقصد نبيل
هو حظي أن يفتني حظ …*… وخليلي إن يخني خليل
لا أرى الألقاب إلا بروقا …*… راجعات الطرف وهو كليل
هذه آياتنا شاهدات …*… سوف يتلوهن جيل فجيل
نحن للصدر وإن خلفونا …*… فلنا في الأولين رعيل
لا تخف في جانب المجد موتا …*… فهو موت بالحياة كفيل
من يعش حرا على الأرض يوما …*… فله في الناس عمر طويل
قد رفعنا راية المجد عليا …*… وبنا للمجد جد الرحيل
من يقل لا تأمنوا الغدر قلنا …*… حسبنا الله ونعم الوكيل
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
رفاق الخير
رفاق الخير
من حوليات الشاعر التي تعود إلقائها في كل سنة بمناسبة الحفل الذي تقيمه إدارة نادي الترقي. بعد انتخاب المجلس الجديد لجمعية العلماء.
نشرت في العدد (3) من "البصائر" سنة 1936.
•---------------------------------•
طاب في ظلك السمر …*… فازدهر يا أخا القمر
وجهك اليوم مشرق …*… لم يحم حوله كدر
فأزح كل حالك …*… بين أحيائنا انتشر
وأزل كل لمعة …*… من قذى تخدش البصر
إن للناس أنفسا …*… ضاريات على الضرر
وعيونا رقيبة …*… شرة تقذف الشرر
كلما سار سائر …*… قلبت بعده الأثر
فانج من كيدها وكن …*… من أذاها على حذر
قد بلا الله من بلا …*… فيك بالسعي واختبر
فتخلى الذي أبى …*… وتحلى الذي صبر
أخسر الناس صفقة …*… نفر منك قد نفر
قد نوينا له الهدى …*… ما نوينا له الغرر
قسما بالذي كفى حزبه غارة الغير
علم الله لم نرد …*… بشرا غافلا بشر
نحن في الخير رفقة …*… ما لنا غيره وطر
احتملنا له الأذى …*… واقتحمنا له الخطر
وبلونا بكسبه …*… كل ما ساءنا وسر
ومن الخيرمعبر …*… شائك راع من عبر
ومن الشرمعثر …*… لم يقم من به عثر
ومن الناس أنجم …*… في الملمات أو حفر
ولأعمالهم بها …*… مثل أشكالهم صور
ان للخير صورة …*… نضرة تفتن النظر
أيها الدهر إنما …*… أنت لوح من الذكر
راسم الخير فيك لم …*… يبق في الحسن أو يذر
أيها الغر شرفوا …*… نزل ناديكم الأغر
رحبت ساحه بكم …*… والمقاصير والحجر
وأقيمت لكم به سفـ …*… ـرة حسنها سفر
سمط الأكل روضة …*… بيننا رفة الزهر
والخطابات أقوس …*… حولنا والنهى أكر
أيي ناد به ازدهى …*… جانب الخير وازدهر
لا تضنوا بنصره …*… في مهماته الكبر
لا تبثوابه قلى …*… إنه للرضى مقر
لا تخافوا به أذى …*… فهو من حولكم وزر
ويح قوم لم يحذروا …*… نقمة الله في سقر
لا يبالون في الهوى …*… ما نهي الله أو أمر
قد تحدتهم (البصا …*… ئر) بالآي والعبر
سوف نهدي بنورها …*… كل من زاغ أو كفر
ونباهي بسيرنا …*… تحتها أنجم السحر
قد حثثنا لها الخطى …*… وشحذنا لها الفكر
أيها المسلمون لا …*… تخفروا عهد من خفر
سالموا كل من طغى …*… في الخصومات أو فجر
حسبنا في جهادنا …*… أن من جندنا القدر
كنتم خيرأمة …*… أخرج الله للبشر
لا تخافوا لا تحزنوا …*… إن عقباكم الظفر
من حوليات الشاعر التي تعود إلقائها في كل سنة بمناسبة الحفل الذي تقيمه إدارة نادي الترقي. بعد انتخاب المجلس الجديد لجمعية العلماء.
نشرت في العدد (3) من "البصائر" سنة 1936.
•---------------------------------•
طاب في ظلك السمر …*… فازدهر يا أخا القمر
وجهك اليوم مشرق …*… لم يحم حوله كدر
فأزح كل حالك …*… بين أحيائنا انتشر
وأزل كل لمعة …*… من قذى تخدش البصر
إن للناس أنفسا …*… ضاريات على الضرر
وعيونا رقيبة …*… شرة تقذف الشرر
كلما سار سائر …*… قلبت بعده الأثر
فانج من كيدها وكن …*… من أذاها على حذر
قد بلا الله من بلا …*… فيك بالسعي واختبر
فتخلى الذي أبى …*… وتحلى الذي صبر
أخسر الناس صفقة …*… نفر منك قد نفر
قد نوينا له الهدى …*… ما نوينا له الغرر
قسما بالذي كفى حزبه غارة الغير
علم الله لم نرد …*… بشرا غافلا بشر
نحن في الخير رفقة …*… ما لنا غيره وطر
احتملنا له الأذى …*… واقتحمنا له الخطر
وبلونا بكسبه …*… كل ما ساءنا وسر
ومن الخيرمعبر …*… شائك راع من عبر
ومن الشرمعثر …*… لم يقم من به عثر
ومن الناس أنجم …*… في الملمات أو حفر
ولأعمالهم بها …*… مثل أشكالهم صور
ان للخير صورة …*… نضرة تفتن النظر
أيها الدهر إنما …*… أنت لوح من الذكر
راسم الخير فيك لم …*… يبق في الحسن أو يذر
أيها الغر شرفوا …*… نزل ناديكم الأغر
رحبت ساحه بكم …*… والمقاصير والحجر
وأقيمت لكم به سفـ …*… ـرة حسنها سفر
سمط الأكل روضة …*… بيننا رفة الزهر
والخطابات أقوس …*… حولنا والنهى أكر
أيي ناد به ازدهى …*… جانب الخير وازدهر
لا تضنوا بنصره …*… في مهماته الكبر
لا تبثوابه قلى …*… إنه للرضى مقر
لا تخافوا به أذى …*… فهو من حولكم وزر
ويح قوم لم يحذروا …*… نقمة الله في سقر
لا يبالون في الهوى …*… ما نهي الله أو أمر
قد تحدتهم (البصا …*… ئر) بالآي والعبر
سوف نهدي بنورها …*… كل من زاغ أو كفر
ونباهي بسيرنا …*… تحتها أنجم السحر
قد حثثنا لها الخطى …*… وشحذنا لها الفكر
أيها المسلمون لا …*… تخفروا عهد من خفر
سالموا كل من طغى …*… في الخصومات أو فجر
حسبنا في جهادنا …*… أن من جندنا القدر
كنتم خيرأمة …*… أخرج الله للبشر
لا تخافوا لا تحزنوا …*… إن عقباكم الظفر
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
بلادي
بلادي
ألقى الشاعر هذه القصيدة في إحدى حفلات مدرسة الشبيبة بالجزائر في قاعة "لالير" بالعاصمة.
ونشرت في جريدة البصائر سنة 1937م.
•---------------------------------•
بلادي فداك الروح والله عالم …*… عليك سلام خالص القصد سالم
يحييك مشتاق على القرب مشفق …*… من البعد مشغوف بحبك هائم
له فيك ألوان من الرأي عدة …*… فأبيض وضاح وأسود قاتم
تباكره في صبحه غير نائم …*… وتطرقه في ليله وهو نائم
فآونة فيما يرى متفائل …*… وآونة فيما يرى متشائم
على أن رأي الفال أقوى علائما …*… وتقوى الأماني حيث تقوى العلائم
فهذا بحمد الله للضاد موسم …*… كريم وعيد للعروبة باسم
وحفل بهي للشبيبة زاهر …*… كروض ندي باكرته النسائم
تلاقى به أنصارها وحماتها …*… كما تتلاقى في السماء الغمائم
وطرب فيه الناشئون وغردوا …*… كما غردت فوق الغصون الحمائم
فكل لياليها وأيامها لنا …*… ولائم لم تبرح تليها ولائم
تلاءم في الدين الحنيفي شملنا …*… فبات قريرا شملنا المتلائم
أبى الله إلا أن يضم قلوبنا …*… إليه وأنف الكفر خزيان راغم
عطاء لنا من واسع الملك واسع …*… وفضل لنا من دائم الملك دائم
لقد شد بالإيمان عقد قلوبنا …*… وليس لعقد شده الله فاصم
وبوأنا في العالمين مباءة …*… مباركة كالخلد لولا المزاحم
رياض دنت للطامعين قطوفها …*… فلم يمتنع منهم عن القطف طاعم
هلم نذد عنها جوائح جمة …*… تهددها من حولنا وتهاجم
هلم نذد عنها نسورا حوائما …*… عسى تنجلي عنها النسور الحوائم
سخونا فسامتنا بكل إذاية …*… سوائم بالمكروه فينا سوائم
مراتعنا للناجعين خصيبة …*… وأكنافنا للنازلين نواعم
حوت أعظما للأولين رميمة …*… أثاراتها في الأخرين عظائم
حوت أمة ذانت بدين محمد …*… وسارت على البيضاء والليل فاحم
لقد كانت الأجداد أسدا ضراغما …*… بها، فهل الأحفاد أسد ضراغم؟
إلى الحق ولوا أيها القوم وجهكم …*… إلى الحق لا يأخذكم فيه لائم
فما ضاع حق للمحامين واجد …*… ولا ذاع حق للمحامين عادم
هلم نبن عن حقنا في بلادنا فكم فيه مرتاب وكم فيه واهم
علام بغى الباغي بها غمط حقنا …*… أنحن جمادات بها أم بهائم؟!
وما الحق إلا كهرباء خفية …*… لها القول سلك والعقول قوائم
فقل لضرير القلب لا تك واجما …*… فليس يقيك الضر أنك واجم
ومن أين يدري الناس ضرك بينهم …*… وأنت له في جانب الصدر كاتم
وقل لبني قومي: دعوا الجبن وانهضوا …*… لفك رقاب أثقلتها الأداهم
وقولوا لآتي العدل إنك عادل …*… وقولوا لآتي الظلم إنك ظالم
هلم نعارك فالحياة معارك …*… هلم نقاحم فالحياة مقاحم
هلم نثر في المؤمنين جميعهم …*… دويا له مثل الرعود دمادم
هلم نبع لله ما ابتاع منهم …*… ففي البيع أرباح لنا غنائم
هلم بني قومي إلى المجد نعله …*… فنحن له منذ القديم دعائم
هلم بني قومي إلى الذكر نمله …*… ففي الذكر أخلاق سمت ومكارم
ولست أرى القرآن الا مناجما …*… أتدرون ما تحوي عليه المناجم
على الدين والدنيا وعلميهما معا …*… شهودا وغيبا فهو بالكفل قائم
فربوا عليه الناشئين تلح لهم …*… به طرف مشروعة ومعالم
وفي سبل التمكين جدوا وزاحموا …*… سواكم فما خاب المجد المزاحم
وفي سبل التعليم أعطوا دراهما …*… ففي سبل التعليم تعطى الدراهم
ومن يوق شح النفس لم يك آثما …*… ولا خاسرا إن باء بالخسر آثم
أحيي نفوسا بالسخاء طوافحا …*… عليهن من صدق الاخاء خواتم
سقى الله حزب المصلحين سواجما …*… من النعم العظمى علتها سواجم
رغبنا بهم عن حاتم وحديثه …*… ففي كل فرد منهم اليوم حاتم
ألا في سبيل البر أيد كريمة …*… لهم ونهى مشحوذة وعزائم
هنيئا لكم أهل التبرع والندى …*… مغانم أجر لم تشبها مغارم
سيشهد شهر الصوم خير شهادة …*… لكم وتزكيه الشهور القوادم
فلا تك يا ابن الدين بالصوم هازئا …*… ففيه حدود جمة ومحارم
تصرم شهر الصوم إلا أقله …*… وأوشك أن ينأى الأنيس المنادم
فهل أنت ساع بالهواجر دائب …*… وهل أنت سار في الدياجير حازم؟
وهل أنت راج في أجورك راغب …*… وهل أنت باك من ذنوبك نادم
وهل صمت هذا الشهر لله مؤمنا …*… ومحتسبا تعفو به وتسالم
وقلت لمن ناجاك بالبر ناجني …*… وقلت لمن هاجاك إني صائم؟
ألا هل لنا يا شهر فيك مراشد …*… ألا هل لنا يا شهر فيك مراحم؟
تروح وتغدو في الجزائر كلها …*… أوازم للصبر الجميل هوازم
فمن محدق بالجند ما هو ثائر …*… الى مودع في السجن ما هو جارم
وفي تونس الخضراء شمل مبدد …*… وفي المغرب الأقصى أذى متفاقم
وفي المقدس الباكي الحزين فضائع …*… توالت وأنكاد طغت ومآثم
فيا شهر هل في الأرض يكشف كربنا …*… ويبعث فيها مجدنا المتقادم؟
وهل يبسط الإسلام في الأرض ظله …*… وتنتشر الفصحى وتعلو العمائم؟
ويا شهر هل تعطى الجزائر حقها …*… ويفرج عنها ضيقها المتلاحم؟
وهل تلتقي فيها القلوب على الرضى …*… وتخطئها أحقادها والسخائم
وهل ترتقي فيها العقول وتنتقي …*… من العلم حظا للعقول يلائم؟
بلى سوف يحيي الله كل ربوعها …*… فتزكو بواديها وتزهو العواصم
ومنا لها في الخوف حام وحارس …*… ومنا لها في الحيف كاف وناقم
ومنا لواء في الميامين خافق …*… ومنا شهاب للشياطين راجم
ومنا جبال في الحلوم شوامخ …*… ومنا بحار في العلوم خضارم
وهبتك روحي يا جزائر فأمري …*… كما شئت إني خاضع لك خادم
حماك ربيع لي وإن كان جاحما …*… علي وهل يصلي خليلك جاحم؟
وقرباك هم قرباي لست مباليا …*… أعاريب هم في جنسهم أم أعاجم؟
فخذ من دمي يا ابن الجزائر إنني …*… أخ لك في كل الحظوظ مقاسم
ويشهد لي بالصدق قلبي فإنني …*… عليه لو استكشفت لاسمك راسم
وجسمي ففيما يبتنيك هشمته …*… بكدي وإن لم تدر أني هاشم
فكن واثقا بالصدق مني فأنني …*… زعيم بقول الصدق ما أنا زاعم
وكن راجيا للخير مني فما أنا …*… على فعل شيء من سوى الخير عازم
فإن تلتمس عفوي فإني باذل …*… وان تستثرغيظي فإني كاظم
نمتنا أصول في الحياة وثيقة …*… فلا تصر منا بالظنون الصوارم
أعيذك من دنيا الغرور وشرها …*… وما شرها إلا عن الظلم ناجم
فطب واستقم كالعود إن تك صاليا …*… بنار وإن يعجمك بالغمر عاجم
إذا كان حظ النفس للناس ناثرا …*… فإن لهم حق الأخوة ناظم
أصرح أحيانا بقصدي واضحا …*… وألحن أحيانا فهل أنت فاهم؟
أراك أخي ما زلت وسنان حالما …*… تيقظ إلى كم أنت وسنان حالم؟
تيقظ ففي دنياك أعظم نهضة …*… تضيق بمعناها اللغى والتراجم
وجاهد فإن الحر فيها مجاهد …*… وقاوم فإن الحر فيها مقاوم
وقم فابن ذكرا عالي الصيت ماجدا …*… كريما أواسيه الرجال الأكارم
ولا تأس أن صادفت في الناس هادما …*… له فسيبني الله ما هو هادم
سيغنيك حكم الله عن حكم غيره …*… وحسبك أن الله بالحق حاكم
ألقى الشاعر هذه القصيدة في إحدى حفلات مدرسة الشبيبة بالجزائر في قاعة "لالير" بالعاصمة.
ونشرت في جريدة البصائر سنة 1937م.
•---------------------------------•
بلادي فداك الروح والله عالم …*… عليك سلام خالص القصد سالم
يحييك مشتاق على القرب مشفق …*… من البعد مشغوف بحبك هائم
له فيك ألوان من الرأي عدة …*… فأبيض وضاح وأسود قاتم
تباكره في صبحه غير نائم …*… وتطرقه في ليله وهو نائم
فآونة فيما يرى متفائل …*… وآونة فيما يرى متشائم
على أن رأي الفال أقوى علائما …*… وتقوى الأماني حيث تقوى العلائم
فهذا بحمد الله للضاد موسم …*… كريم وعيد للعروبة باسم
وحفل بهي للشبيبة زاهر …*… كروض ندي باكرته النسائم
تلاقى به أنصارها وحماتها …*… كما تتلاقى في السماء الغمائم
وطرب فيه الناشئون وغردوا …*… كما غردت فوق الغصون الحمائم
فكل لياليها وأيامها لنا …*… ولائم لم تبرح تليها ولائم
تلاءم في الدين الحنيفي شملنا …*… فبات قريرا شملنا المتلائم
أبى الله إلا أن يضم قلوبنا …*… إليه وأنف الكفر خزيان راغم
عطاء لنا من واسع الملك واسع …*… وفضل لنا من دائم الملك دائم
لقد شد بالإيمان عقد قلوبنا …*… وليس لعقد شده الله فاصم
وبوأنا في العالمين مباءة …*… مباركة كالخلد لولا المزاحم
رياض دنت للطامعين قطوفها …*… فلم يمتنع منهم عن القطف طاعم
هلم نذد عنها جوائح جمة …*… تهددها من حولنا وتهاجم
هلم نذد عنها نسورا حوائما …*… عسى تنجلي عنها النسور الحوائم
سخونا فسامتنا بكل إذاية …*… سوائم بالمكروه فينا سوائم
مراتعنا للناجعين خصيبة …*… وأكنافنا للنازلين نواعم
حوت أعظما للأولين رميمة …*… أثاراتها في الأخرين عظائم
حوت أمة ذانت بدين محمد …*… وسارت على البيضاء والليل فاحم
لقد كانت الأجداد أسدا ضراغما …*… بها، فهل الأحفاد أسد ضراغم؟
إلى الحق ولوا أيها القوم وجهكم …*… إلى الحق لا يأخذكم فيه لائم
فما ضاع حق للمحامين واجد …*… ولا ذاع حق للمحامين عادم
هلم نبن عن حقنا في بلادنا فكم فيه مرتاب وكم فيه واهم
علام بغى الباغي بها غمط حقنا …*… أنحن جمادات بها أم بهائم؟!
وما الحق إلا كهرباء خفية …*… لها القول سلك والعقول قوائم
فقل لضرير القلب لا تك واجما …*… فليس يقيك الضر أنك واجم
ومن أين يدري الناس ضرك بينهم …*… وأنت له في جانب الصدر كاتم
وقل لبني قومي: دعوا الجبن وانهضوا …*… لفك رقاب أثقلتها الأداهم
وقولوا لآتي العدل إنك عادل …*… وقولوا لآتي الظلم إنك ظالم
هلم نعارك فالحياة معارك …*… هلم نقاحم فالحياة مقاحم
هلم نثر في المؤمنين جميعهم …*… دويا له مثل الرعود دمادم
هلم نبع لله ما ابتاع منهم …*… ففي البيع أرباح لنا غنائم
هلم بني قومي إلى المجد نعله …*… فنحن له منذ القديم دعائم
هلم بني قومي إلى الذكر نمله …*… ففي الذكر أخلاق سمت ومكارم
ولست أرى القرآن الا مناجما …*… أتدرون ما تحوي عليه المناجم
على الدين والدنيا وعلميهما معا …*… شهودا وغيبا فهو بالكفل قائم
فربوا عليه الناشئين تلح لهم …*… به طرف مشروعة ومعالم
وفي سبل التمكين جدوا وزاحموا …*… سواكم فما خاب المجد المزاحم
وفي سبل التعليم أعطوا دراهما …*… ففي سبل التعليم تعطى الدراهم
ومن يوق شح النفس لم يك آثما …*… ولا خاسرا إن باء بالخسر آثم
أحيي نفوسا بالسخاء طوافحا …*… عليهن من صدق الاخاء خواتم
سقى الله حزب المصلحين سواجما …*… من النعم العظمى علتها سواجم
رغبنا بهم عن حاتم وحديثه …*… ففي كل فرد منهم اليوم حاتم
ألا في سبيل البر أيد كريمة …*… لهم ونهى مشحوذة وعزائم
هنيئا لكم أهل التبرع والندى …*… مغانم أجر لم تشبها مغارم
سيشهد شهر الصوم خير شهادة …*… لكم وتزكيه الشهور القوادم
فلا تك يا ابن الدين بالصوم هازئا …*… ففيه حدود جمة ومحارم
تصرم شهر الصوم إلا أقله …*… وأوشك أن ينأى الأنيس المنادم
فهل أنت ساع بالهواجر دائب …*… وهل أنت سار في الدياجير حازم؟
وهل أنت راج في أجورك راغب …*… وهل أنت باك من ذنوبك نادم
وهل صمت هذا الشهر لله مؤمنا …*… ومحتسبا تعفو به وتسالم
وقلت لمن ناجاك بالبر ناجني …*… وقلت لمن هاجاك إني صائم؟
ألا هل لنا يا شهر فيك مراشد …*… ألا هل لنا يا شهر فيك مراحم؟
تروح وتغدو في الجزائر كلها …*… أوازم للصبر الجميل هوازم
فمن محدق بالجند ما هو ثائر …*… الى مودع في السجن ما هو جارم
وفي تونس الخضراء شمل مبدد …*… وفي المغرب الأقصى أذى متفاقم
وفي المقدس الباكي الحزين فضائع …*… توالت وأنكاد طغت ومآثم
فيا شهر هل في الأرض يكشف كربنا …*… ويبعث فيها مجدنا المتقادم؟
وهل يبسط الإسلام في الأرض ظله …*… وتنتشر الفصحى وتعلو العمائم؟
ويا شهر هل تعطى الجزائر حقها …*… ويفرج عنها ضيقها المتلاحم؟
وهل تلتقي فيها القلوب على الرضى …*… وتخطئها أحقادها والسخائم
وهل ترتقي فيها العقول وتنتقي …*… من العلم حظا للعقول يلائم؟
بلى سوف يحيي الله كل ربوعها …*… فتزكو بواديها وتزهو العواصم
ومنا لها في الخوف حام وحارس …*… ومنا لها في الحيف كاف وناقم
ومنا لواء في الميامين خافق …*… ومنا شهاب للشياطين راجم
ومنا جبال في الحلوم شوامخ …*… ومنا بحار في العلوم خضارم
وهبتك روحي يا جزائر فأمري …*… كما شئت إني خاضع لك خادم
حماك ربيع لي وإن كان جاحما …*… علي وهل يصلي خليلك جاحم؟
وقرباك هم قرباي لست مباليا …*… أعاريب هم في جنسهم أم أعاجم؟
فخذ من دمي يا ابن الجزائر إنني …*… أخ لك في كل الحظوظ مقاسم
ويشهد لي بالصدق قلبي فإنني …*… عليه لو استكشفت لاسمك راسم
وجسمي ففيما يبتنيك هشمته …*… بكدي وإن لم تدر أني هاشم
فكن واثقا بالصدق مني فأنني …*… زعيم بقول الصدق ما أنا زاعم
وكن راجيا للخير مني فما أنا …*… على فعل شيء من سوى الخير عازم
فإن تلتمس عفوي فإني باذل …*… وان تستثرغيظي فإني كاظم
نمتنا أصول في الحياة وثيقة …*… فلا تصر منا بالظنون الصوارم
أعيذك من دنيا الغرور وشرها …*… وما شرها إلا عن الظلم ناجم
فطب واستقم كالعود إن تك صاليا …*… بنار وإن يعجمك بالغمر عاجم
إذا كان حظ النفس للناس ناثرا …*… فإن لهم حق الأخوة ناظم
أصرح أحيانا بقصدي واضحا …*… وألحن أحيانا فهل أنت فاهم؟
أراك أخي ما زلت وسنان حالما …*… تيقظ إلى كم أنت وسنان حالم؟
تيقظ ففي دنياك أعظم نهضة …*… تضيق بمعناها اللغى والتراجم
وجاهد فإن الحر فيها مجاهد …*… وقاوم فإن الحر فيها مقاوم
وقم فابن ذكرا عالي الصيت ماجدا …*… كريما أواسيه الرجال الأكارم
ولا تأس أن صادفت في الناس هادما …*… له فسيبني الله ما هو هادم
سيغنيك حكم الله عن حكم غيره …*… وحسبك أن الله بالحق حاكم
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
كلمة في الرسالة
كلمة في الرسالة
شرع الاله الدين للأتباع …*… ودعا إليه الخلق بالإقناع
فإليه بادر بالرجوع ملببيا …*… قبل القضاء عليك بالإرجاع
وله تضرع راغبا أو راهبا …*… فهو الحفيظ عليك وهو الراعي
الله عز وجل ربك فادعه …*… فهو المجيب لكل عبد داعي
وعليه في كل الرغائب فاعتمد …*… لا تعتمد أبدا على الأشفاع
سبحانه جلى الفساد بنوره …*… وأمد منه الكون بالإشعاع
الملك والملكوت قاما باسمه …*… وتساميا في النظم والأوضاع
وحده في ذات وفي وصف وفي …*… فعل وفي خلق وفي إبدل
واحذر شراك الشرك فهي كثيرة …*… شتى المظاهر جمة الأنواع
كم واقع فيها ويحسب أنه …*… في الدين حر العقد رحب الباع
الشرك داء في البرية كامن …*… مستفحل الأضرار والأوجاع
الشرك ستر حيك من نسج الهوى …*… غطى على الأبصار والأسماع
فاقبس من التوحيد أعظم جذوة …*… وتمش تحت ضيائها اللماع
يا عبد ثق بالله يكفك وحده …*… يا عبد سله يجبك بالإسراع
واصبر بباب الله نفسك ضارعا …*… يفتحه مصراعا على مصراع
واليه بالطاعات كن متوسلا …*… لا بالمنى وكواذب الأطماع
وبآيه المثلى فكن متهجدا …*… لا بالأغاني العذبة الإيقاع
***
يا أمة جهلت حقيقة دينها …*… فتفرقت فيها إلى أشياع
العاصف الزعزاع من أهوائها …*… يشتد إثر العاصف الزعزاع
في القاع ماء كيف شئت مبارك …*… فرديه واطرحي سراب القاع
هذا الأخ (الميلي) فيك مثوب …*… لله بالذكرى فهل من واع؟
يجلو وجوه الشرك وهي خفية …*… للناس شان العالم النفاع
اليوم من أفكاره تجنين ما …*… تجنين من علم ومن إمتاع
فأوي من التوحيد خلدا طيبا …*… وتنشقي من عرفه الضواع
ودعى الفئام المارقين عن الهدى …*… الخارقين حظيرة الإجماع
وعلى السلوك المستقيم فقومي …*… عاداتك المعوجة الأضلاع
ولعل جهلك وأقتحامك للردي …*… وهواك قد آذن بالإقلاع
فترقبي حسن المثابة في الورى …*… وارجي شيوع الذكر في الأصقاع
واحييى وحيي بالرضى مستقبلا …*… كالروض خصبا كامل الإمراع
__________
رسالة الشرك ومظاهره لمؤلفها الأستاذ الكبير الشيخ مبارك الميلي رحمه الله وقد نشرت في مصدر الكتاب المطبوع في 1356هـ 1937 م وقد تحلى هذا الكتاب بصورة المؤلف وعليها من الشاعر هذه الأبيات:
إلى الشعب أهدي صورتي ورسالتي …*… كذكرى للإخلاص له وجهادي
وأسدى له العالمين نصيحة …*… أريد رضى ربي بها وبلادي
وأن قبل الشعب الكريم هديتي …*… ونصحي فقد أدركت كل مرادي
كما أن على القصيدة كلمة بقلم مؤلف الرسالة. وهي لقب من ألقاب الشاعر الفخرية والكلمة هي: "حسان الدعوة الإصلاحية". و"كميت" الفرقة الناجية شاعر الجزائر الفتاة مدير مدرسة الشبيبة بالجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة.
شرع الاله الدين للأتباع …*… ودعا إليه الخلق بالإقناع
فإليه بادر بالرجوع ملببيا …*… قبل القضاء عليك بالإرجاع
وله تضرع راغبا أو راهبا …*… فهو الحفيظ عليك وهو الراعي
الله عز وجل ربك فادعه …*… فهو المجيب لكل عبد داعي
وعليه في كل الرغائب فاعتمد …*… لا تعتمد أبدا على الأشفاع
سبحانه جلى الفساد بنوره …*… وأمد منه الكون بالإشعاع
الملك والملكوت قاما باسمه …*… وتساميا في النظم والأوضاع
وحده في ذات وفي وصف وفي …*… فعل وفي خلق وفي إبدل
واحذر شراك الشرك فهي كثيرة …*… شتى المظاهر جمة الأنواع
كم واقع فيها ويحسب أنه …*… في الدين حر العقد رحب الباع
الشرك داء في البرية كامن …*… مستفحل الأضرار والأوجاع
الشرك ستر حيك من نسج الهوى …*… غطى على الأبصار والأسماع
فاقبس من التوحيد أعظم جذوة …*… وتمش تحت ضيائها اللماع
يا عبد ثق بالله يكفك وحده …*… يا عبد سله يجبك بالإسراع
واصبر بباب الله نفسك ضارعا …*… يفتحه مصراعا على مصراع
واليه بالطاعات كن متوسلا …*… لا بالمنى وكواذب الأطماع
وبآيه المثلى فكن متهجدا …*… لا بالأغاني العذبة الإيقاع
***
يا أمة جهلت حقيقة دينها …*… فتفرقت فيها إلى أشياع
العاصف الزعزاع من أهوائها …*… يشتد إثر العاصف الزعزاع
في القاع ماء كيف شئت مبارك …*… فرديه واطرحي سراب القاع
هذا الأخ (الميلي) فيك مثوب …*… لله بالذكرى فهل من واع؟
يجلو وجوه الشرك وهي خفية …*… للناس شان العالم النفاع
اليوم من أفكاره تجنين ما …*… تجنين من علم ومن إمتاع
فأوي من التوحيد خلدا طيبا …*… وتنشقي من عرفه الضواع
ودعى الفئام المارقين عن الهدى …*… الخارقين حظيرة الإجماع
وعلى السلوك المستقيم فقومي …*… عاداتك المعوجة الأضلاع
ولعل جهلك وأقتحامك للردي …*… وهواك قد آذن بالإقلاع
فترقبي حسن المثابة في الورى …*… وارجي شيوع الذكر في الأصقاع
واحييى وحيي بالرضى مستقبلا …*… كالروض خصبا كامل الإمراع
__________
رسالة الشرك ومظاهره لمؤلفها الأستاذ الكبير الشيخ مبارك الميلي رحمه الله وقد نشرت في مصدر الكتاب المطبوع في 1356هـ 1937 م وقد تحلى هذا الكتاب بصورة المؤلف وعليها من الشاعر هذه الأبيات:
إلى الشعب أهدي صورتي ورسالتي …*… كذكرى للإخلاص له وجهادي
وأسدى له العالمين نصيحة …*… أريد رضى ربي بها وبلادي
وأن قبل الشعب الكريم هديتي …*… ونصحي فقد أدركت كل مرادي
كما أن على القصيدة كلمة بقلم مؤلف الرسالة. وهي لقب من ألقاب الشاعر الفخرية والكلمة هي: "حسان الدعوة الإصلاحية". و"كميت" الفرقة الناجية شاعر الجزائر الفتاة مدير مدرسة الشبيبة بالجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
استوح شعرك
استوح شعرك
إستوح شعرك من حنايا الأضلع …*… واستجل في القسمات حسن المطلع
وصغ التحية نضرة رفافة …*… كالورد وارفعها لهذا المجمع
من باحث متفنن أو واعظ …*… متسنن أو قارئ متخشع
ما ينتهى منهم بليغ مصقع …*… إلا يحيل على بليغ مصقع
والقوم كالأسد الروابض جثم …*… من حولهم أو كالنسور الوقع
قل للجزائر وهي أم مرضع …*… مثل اللبؤة أي أم مرضع!!
أبناؤك الأشبال فيك تزاوروا …*… وتزاءروا قي الغيل منك بمسمع
قد خانهم فيك الشريك فلم يبح …*… طيب المناخ لهم وحسن الموقع
أطعمت مكثرة فأطمعت العدى …*… لا تكثري الإطعام كيلا تطمعي
إن القريب الحق أولى بالقرى …*… بين الضيوف من القصي المدعي
إن الجزائر مرتع معشوشب …*… مغدودق ما مثله من مرتع
قل للنزيل بهاسلام طيب …*… متضوع كأريجها المتضوع
إنزل على الحرم الأمين بظلها …*… ضيفا وحل على الجناب الممرع
تلق الرضى ما دمت تسعى للرضى …*… في كل ناحية تحل وموضع
تأبى الجزائر أن تعم بنفعها …*… من ليس يسعى للأعم الأنفع
ولكل ساع في المواطن ما سعى …*… من خان خين ومن رعى فيها رعي
ولربما كان الجزاء مؤخرا …*… أجلا فضاقت حيلة المتسرع
قلبت أنواع الجهاد فلم أجد …*… كجهاد محتسب به متطوع
يا موطنا لي خصبه ونعيمه …*… وله هواي على المدى وتشيعي
مصطافي الباهي الظليل ومخرفي …*… الزهي ومشتاي الجميل ومربعي
ما زال حبك ناشئا مترعرعا …*… في ناشئ بجوانحي مترعرع
أقسمت لو خيرتني في مصرع …*… ما اخترت إلا في سبيلك مصرعي
إسأل أجب وأمر أطع واصرخ أغث …*… وآصفح أنب واسمع أقل وانصح أع!
مضت الدهور وأنت حي سالم …*… من عهد (عقبة) والغزاة التبع
ها أنت في وسط الزعازع ثابت …*… باق على الإسلام لم تتزعزع
بوركت من وطن تسامى فالتقى …*… بالمنتهى في مستواه الأرفع
يحميه شيب كالملائك طيبة …*… وشبيبة مثل النجوم اللمع
شملوا ببرهم (الشمال) وأجمعوا …*… أن يجمعوا من شمله المتصدع
) افريقيا) دار ثووها حقبة …*… وتوارثوها أروعا عن أروع
) افريقيا) أخت الحجاز ديانة …*… وربيبة البيت الحرام الأمنع
قف بي عليها برهة ننصح لها …*… أن تستعد ليومها المتوقع!
العلم سلطان الوجود فسد به …*… من شئت أو ذد عن حياضك وادفع
والجأ له بدل الحصون فلا أرى …*… حصنا كمدرسة سمت أو مصنع
قل للجزائر أنشئي كلية …*… تمحو جهالة شعبك المتسكع
الجهل أشبه بالغراب فما له …*… من منزل غير الخراب البلقع
الجهل غيم فوق أرضك ضارب …*… غطى على أحيائها والأربع
لن يخرق ابنك حجبه ما لم يكن …*… بمنقب في الكتب أو مستطلع
الفجر يؤذن بالطلوع فرحبي …*… بالنور غب ظلامك المتقشع
فردوسك المفقود سوف يرده …*… من رد قرن الشمس قبل ليوشع
يا ليت لي من بعد موتي مرجعا …*… إن آذن الفردوس فيك بمرجع
وأتى الإلاه بأمة لا تنحني …*… أبدا لسوط فوقها أو مقمع
تأبى سوى الإسلام فيها مهيعا …*… لسلوكها أعظم به من مهيع
حتى أرى فيك المسيطر عادلا …*… وأرى لديه الحق غير مضيع
وأرى على الأقطار عرشك سائدا …*… من تحت تاج بالقلوب مرصع
فأزيج عن نفسي مرارة بؤسها …*… وأريح عيني من حرارة أدمعي
يا نفس ما أخلفت للوطن الذي …*… غذاك من أخلاف شتى الأضرع
بريه عاملة فليس بنافع …*… ان تهتفي مثل الحمام وتسجعي
ويحي رجعت القول رجعا عاليا …*… ونزعت في الامال أبعد منزع
ونصحت غير العاملين مقرعا …*… وأنا الفقير لناصح ومقرع
قد كدت أجفو الشعر لولا أن لي …*… بالشعر بعض تعلل وتمتع
الشعر من خيل الخيال فوثبه …*… وثب البراق أو البروق السرع
لا يقتضي الا مجالا موسعا …*… مني ومن لي بالمجال الموسع
في كل ركن راصد متسمع …*… عني بجانب راصد متسمع
لا ذخر كالأعمال عند صلاحها …*… فاجعل من الأعمال ذخرك أودع
واذا عزوت صنيعة محمودة …*… في أمة فإلى الصناع المبدع
كم من محق قام يطلب حقه …*… بالقول باء بالإنتهار المقذع
ومن المروءة أن تؤمن فزعا …*… ظنوك خير مؤمن للفزع
يا دولة عنا تجافى جنبها …*… رقي لنا وعن التجافي أقلعي
ننعي عليك الميز جهرا بين من …*… ترعينهم والميز من قدم نعى
ما بال بعض الناس منك مشجعا …*… فينا وبعض الناس غير مشجع
يا أمة يرجو الخصوم هجوعها …*… من بعد نهضتها احذري ان تهجعي
الأمن للأيقاظ فاحذي حذوهم …*… وسعي بجدك كل واجبهم سعى
تركتك جارتك المجدة خلفها …*… فانوي بجارتك اللحاق وأزمعي
وعلاك في الدنيا عباب محيطها …*… فتدفعي تعلي العباب تدفعي
وتكتلي كالنحل حول كرامة …*… لك كالخلية أن تمس بإصبع
حكم الممالك بالعدالة والرضى …*… ما حكمها بالسيف أو بالمدفع
ما بال من ترجين قرب وفائهم …*… يتمنعون ولات حين تمنع
لا بد من عدل القضاء وفصله …*… فتتبعي سير القضاء تتبعي
لن يعدم التوفيق طالب حقه …*… المبتغيه بحكمة وتضلع
بين المشارق والمغارب إخوة …*… لك عصبة بقلوبهم والأذرع
مدوا اليك بها حبال إخائهم …*… فصلي حبال إخائهم لا تقطعي
هلا اغثت القدس منك بلفتة …*… غيري على شعب هناك مروع
القبلة الأولى تضج وتشتكي …*… من قسمة المستأثر المستنفع
ضمي أحتجاجك لاحتجاج حماتها …*… واستنكري تقسيمه وأستفظعي
أيه فلسطين الشقيقة لا تني …*… عن رد عدوان اليهود الأشنع
ويح القلوب فكل قلب شاعر …*… متقطع لأنينك المتقطع
ويح العدالة والسلام فلا أرى …*… غير العدالة والسلام بموجع
باسميهما تقع المظالم جهرة …*… من كل منتسب لأصلها دعي
قد يشبع ابن الوحش شلو فريسة …*… الا ابن آدم ما له من مشبع
ورث ابن آدم من أخيه المعتدي …*… فيما مضى ظلم الأخ المتورع
ضع في يديك عصا أو أحمل مبضعا …*… يرهبك كل اخي عصا أو مبضع
لا أستفزك للتعدي والأذى …*… ليس التعدي والأذى بالمنجع
الحر لا يجري دما لم يستبح …*… والبر لا يذكى وغى لم تشرع
الادمية ركنها متضعضع …*… فاشدد دعائم ركنها المتضعضع
ومنابت الأخلاق لم تنبت سوى …*… حسك لراجي نبعها أو خروع
أسفي على الأخلاق صوح زهرها …*… فينا وغور ما لها من منبع
أين الأمانة والوفاء ومن يلي …*… غرس الأمانة والوفاء ويرتعي
هل في الأمانة والوفاء مجدد …*… ذكرى السموءل وابنه والأدرع
لولا التحرج قلت غير مبالغ …*… لم يبق إلا الأوكع ابن الأوكع
من تستعنه يعن عليك شماتة …*… او تأتمنه يمن عليك ويخدع
قف بالجزائر والح فيها أمه …*… يلهو الشباع بها بجنب الجوع
شط الغلاء فما ترى من مسلم …*… بميسر فيها عليه موسع
لم يلتحق بالقوت غير مقتر …*… أو يلتحف بالثوب غير مرقع
وترى الأديب الألمعي مؤخرا …*… ومحقرا وهو الأديب الالمعي
يدعوه للأخلاد جنب طيع …*… فيثور جنب منه ليس بطيع
اربأ بنفسك ان تعيش ببيئة …*… موبؤة الأنفاس كالمستنقع
قل للأديب اعمل وكن متدرعا …*… بالصبر نعم الصبر للمتدرع
دنياك ضد للعباقرة الالى …*… لا يحفلون بحسنها المتصنع
هي كالبغي فنصف وجه سافر …*… يرضي إلى نصف يعاف مقنع
والشر في الإنسان طبع ثابت …*… والخير في الإنسان محض تطبع
بالله قبل وبالنبيين ازدري …*… والقانتين الساجدين الركع
ما رد كيد الناس عنك تضرع …*… فاصرف لرب الناس كل تضرع
ولعل ذنبك ان قلبك مولع …*… بهوى به الجمهور ليس بمولع
ولعل ذنبك إبرة ترفو بها …*… للناس كل موشح وموشع
ولعل ذنبك ريشة أوتيتها …*… أصباغها لم تشر من مستودع
ولعله قيثارة تسلو بها …*… في جو لحن من لهاك مرجع
ولعله ذوب الرحيق تديره …*… صرفا على الإخوان غير مشعشع
ولعل من حاذيته آذيته …*… فاربع عليك من المحاذاة اربع
وتبوإ الخلد الذي أعطيته …*… متنقلا في دوحه المتفرع
أومض ببرقك من بعيد يستبن …*… واحرق بخورك من جديد يسطع
لابد ان تعي البلاد نصيحة …*… مصحوبة لك بالدليل المقنع
أو ما تراها استشرفت مثل الربى …*… لحقوقها وتدفقت كالمشرع
المهتدي فيها بجنب المهتدى …*… واللوذعي بها بجنب اللوذعى
دعت البلاد شبابها فأجابتها …*… عجلا وحسبك بالشباب إذا دعى
أهلا وسهلا بالفدا ورجاله …*… الطامحين اليه غير القنع
أذوي العمائم والعمامة شارة …*… لليعربي وزينة للأصمع
من فيكم يحيي خلالا أربعا …*… يحيي الجزائر بالخلال الأربع
صدق (العتيق) وعزة (الفاروق) في …*… حلم (ابن عفان) وعلم (الأصلع)
أذوي العمائم سايروا قرآنكم …*… وتتبعوا هدي الرسول الأشفع
أذوي العمائم راجعوا تاريخكم …*… من منذ عهد (الداي) حتى تبع
أذوي العمائم علموا وتعهدوا …*… بالوعظ والذكرى ذوات البرقع
آتوا النساء نصيبهن من الهدى …*… يخرجن نشئا كالرماح الشرع
وابنوا المدارس نضرة مزدانة …*… تحكى المغارس في الربيع المونع
وابنوا المساجد حرة ليست إلى …*… متحكم تعزى ولا متبدع
واكفوا مشاريع البلاد تبرعا …*… ما قام مشروع بدون تبرع
يا شعب إن الكون حقلك فاحترث …*… وآزرع فحقل الكون أخصب مزرع
لك غاية ذو العرش بارك أهلها …*… كن آمنا من كل سوء مفجع
ثق بالإلاه تعش عزيز القدرلا …*… بمرغم انفا ولا بمجدع
فبإذنه في البدء قد حزت الرضى …*… وبإذنه ستحوزه في المقطع
__________
إعتاد الشاعر أن ينظم قصيدة حولية يلقيها في الاجتماع العام لجمعية العلماء الذي ينعقد كل سنة بالعاصمة لتجديد هيئة الأعضاء الإداريين للجمعية. وقد ألقى هذه القصيدة بقاعة المجاستيك أمام حفل حاشد. فحرك بها أوتار القلوب. وهز بها مشاعر المستمعين. وقد نشرت لجريدة "البصائر" عام 1937 م وهي من عيون الديوان.
إستوح شعرك من حنايا الأضلع …*… واستجل في القسمات حسن المطلع
وصغ التحية نضرة رفافة …*… كالورد وارفعها لهذا المجمع
من باحث متفنن أو واعظ …*… متسنن أو قارئ متخشع
ما ينتهى منهم بليغ مصقع …*… إلا يحيل على بليغ مصقع
والقوم كالأسد الروابض جثم …*… من حولهم أو كالنسور الوقع
قل للجزائر وهي أم مرضع …*… مثل اللبؤة أي أم مرضع!!
أبناؤك الأشبال فيك تزاوروا …*… وتزاءروا قي الغيل منك بمسمع
قد خانهم فيك الشريك فلم يبح …*… طيب المناخ لهم وحسن الموقع
أطعمت مكثرة فأطمعت العدى …*… لا تكثري الإطعام كيلا تطمعي
إن القريب الحق أولى بالقرى …*… بين الضيوف من القصي المدعي
إن الجزائر مرتع معشوشب …*… مغدودق ما مثله من مرتع
قل للنزيل بهاسلام طيب …*… متضوع كأريجها المتضوع
إنزل على الحرم الأمين بظلها …*… ضيفا وحل على الجناب الممرع
تلق الرضى ما دمت تسعى للرضى …*… في كل ناحية تحل وموضع
تأبى الجزائر أن تعم بنفعها …*… من ليس يسعى للأعم الأنفع
ولكل ساع في المواطن ما سعى …*… من خان خين ومن رعى فيها رعي
ولربما كان الجزاء مؤخرا …*… أجلا فضاقت حيلة المتسرع
قلبت أنواع الجهاد فلم أجد …*… كجهاد محتسب به متطوع
يا موطنا لي خصبه ونعيمه …*… وله هواي على المدى وتشيعي
مصطافي الباهي الظليل ومخرفي …*… الزهي ومشتاي الجميل ومربعي
ما زال حبك ناشئا مترعرعا …*… في ناشئ بجوانحي مترعرع
أقسمت لو خيرتني في مصرع …*… ما اخترت إلا في سبيلك مصرعي
إسأل أجب وأمر أطع واصرخ أغث …*… وآصفح أنب واسمع أقل وانصح أع!
مضت الدهور وأنت حي سالم …*… من عهد (عقبة) والغزاة التبع
ها أنت في وسط الزعازع ثابت …*… باق على الإسلام لم تتزعزع
بوركت من وطن تسامى فالتقى …*… بالمنتهى في مستواه الأرفع
يحميه شيب كالملائك طيبة …*… وشبيبة مثل النجوم اللمع
شملوا ببرهم (الشمال) وأجمعوا …*… أن يجمعوا من شمله المتصدع
) افريقيا) دار ثووها حقبة …*… وتوارثوها أروعا عن أروع
) افريقيا) أخت الحجاز ديانة …*… وربيبة البيت الحرام الأمنع
قف بي عليها برهة ننصح لها …*… أن تستعد ليومها المتوقع!
العلم سلطان الوجود فسد به …*… من شئت أو ذد عن حياضك وادفع
والجأ له بدل الحصون فلا أرى …*… حصنا كمدرسة سمت أو مصنع
قل للجزائر أنشئي كلية …*… تمحو جهالة شعبك المتسكع
الجهل أشبه بالغراب فما له …*… من منزل غير الخراب البلقع
الجهل غيم فوق أرضك ضارب …*… غطى على أحيائها والأربع
لن يخرق ابنك حجبه ما لم يكن …*… بمنقب في الكتب أو مستطلع
الفجر يؤذن بالطلوع فرحبي …*… بالنور غب ظلامك المتقشع
فردوسك المفقود سوف يرده …*… من رد قرن الشمس قبل ليوشع
يا ليت لي من بعد موتي مرجعا …*… إن آذن الفردوس فيك بمرجع
وأتى الإلاه بأمة لا تنحني …*… أبدا لسوط فوقها أو مقمع
تأبى سوى الإسلام فيها مهيعا …*… لسلوكها أعظم به من مهيع
حتى أرى فيك المسيطر عادلا …*… وأرى لديه الحق غير مضيع
وأرى على الأقطار عرشك سائدا …*… من تحت تاج بالقلوب مرصع
فأزيج عن نفسي مرارة بؤسها …*… وأريح عيني من حرارة أدمعي
يا نفس ما أخلفت للوطن الذي …*… غذاك من أخلاف شتى الأضرع
بريه عاملة فليس بنافع …*… ان تهتفي مثل الحمام وتسجعي
ويحي رجعت القول رجعا عاليا …*… ونزعت في الامال أبعد منزع
ونصحت غير العاملين مقرعا …*… وأنا الفقير لناصح ومقرع
قد كدت أجفو الشعر لولا أن لي …*… بالشعر بعض تعلل وتمتع
الشعر من خيل الخيال فوثبه …*… وثب البراق أو البروق السرع
لا يقتضي الا مجالا موسعا …*… مني ومن لي بالمجال الموسع
في كل ركن راصد متسمع …*… عني بجانب راصد متسمع
لا ذخر كالأعمال عند صلاحها …*… فاجعل من الأعمال ذخرك أودع
واذا عزوت صنيعة محمودة …*… في أمة فإلى الصناع المبدع
كم من محق قام يطلب حقه …*… بالقول باء بالإنتهار المقذع
ومن المروءة أن تؤمن فزعا …*… ظنوك خير مؤمن للفزع
يا دولة عنا تجافى جنبها …*… رقي لنا وعن التجافي أقلعي
ننعي عليك الميز جهرا بين من …*… ترعينهم والميز من قدم نعى
ما بال بعض الناس منك مشجعا …*… فينا وبعض الناس غير مشجع
يا أمة يرجو الخصوم هجوعها …*… من بعد نهضتها احذري ان تهجعي
الأمن للأيقاظ فاحذي حذوهم …*… وسعي بجدك كل واجبهم سعى
تركتك جارتك المجدة خلفها …*… فانوي بجارتك اللحاق وأزمعي
وعلاك في الدنيا عباب محيطها …*… فتدفعي تعلي العباب تدفعي
وتكتلي كالنحل حول كرامة …*… لك كالخلية أن تمس بإصبع
حكم الممالك بالعدالة والرضى …*… ما حكمها بالسيف أو بالمدفع
ما بال من ترجين قرب وفائهم …*… يتمنعون ولات حين تمنع
لا بد من عدل القضاء وفصله …*… فتتبعي سير القضاء تتبعي
لن يعدم التوفيق طالب حقه …*… المبتغيه بحكمة وتضلع
بين المشارق والمغارب إخوة …*… لك عصبة بقلوبهم والأذرع
مدوا اليك بها حبال إخائهم …*… فصلي حبال إخائهم لا تقطعي
هلا اغثت القدس منك بلفتة …*… غيري على شعب هناك مروع
القبلة الأولى تضج وتشتكي …*… من قسمة المستأثر المستنفع
ضمي أحتجاجك لاحتجاج حماتها …*… واستنكري تقسيمه وأستفظعي
أيه فلسطين الشقيقة لا تني …*… عن رد عدوان اليهود الأشنع
ويح القلوب فكل قلب شاعر …*… متقطع لأنينك المتقطع
ويح العدالة والسلام فلا أرى …*… غير العدالة والسلام بموجع
باسميهما تقع المظالم جهرة …*… من كل منتسب لأصلها دعي
قد يشبع ابن الوحش شلو فريسة …*… الا ابن آدم ما له من مشبع
ورث ابن آدم من أخيه المعتدي …*… فيما مضى ظلم الأخ المتورع
ضع في يديك عصا أو أحمل مبضعا …*… يرهبك كل اخي عصا أو مبضع
لا أستفزك للتعدي والأذى …*… ليس التعدي والأذى بالمنجع
الحر لا يجري دما لم يستبح …*… والبر لا يذكى وغى لم تشرع
الادمية ركنها متضعضع …*… فاشدد دعائم ركنها المتضعضع
ومنابت الأخلاق لم تنبت سوى …*… حسك لراجي نبعها أو خروع
أسفي على الأخلاق صوح زهرها …*… فينا وغور ما لها من منبع
أين الأمانة والوفاء ومن يلي …*… غرس الأمانة والوفاء ويرتعي
هل في الأمانة والوفاء مجدد …*… ذكرى السموءل وابنه والأدرع
لولا التحرج قلت غير مبالغ …*… لم يبق إلا الأوكع ابن الأوكع
من تستعنه يعن عليك شماتة …*… او تأتمنه يمن عليك ويخدع
قف بالجزائر والح فيها أمه …*… يلهو الشباع بها بجنب الجوع
شط الغلاء فما ترى من مسلم …*… بميسر فيها عليه موسع
لم يلتحق بالقوت غير مقتر …*… أو يلتحف بالثوب غير مرقع
وترى الأديب الألمعي مؤخرا …*… ومحقرا وهو الأديب الالمعي
يدعوه للأخلاد جنب طيع …*… فيثور جنب منه ليس بطيع
اربأ بنفسك ان تعيش ببيئة …*… موبؤة الأنفاس كالمستنقع
قل للأديب اعمل وكن متدرعا …*… بالصبر نعم الصبر للمتدرع
دنياك ضد للعباقرة الالى …*… لا يحفلون بحسنها المتصنع
هي كالبغي فنصف وجه سافر …*… يرضي إلى نصف يعاف مقنع
والشر في الإنسان طبع ثابت …*… والخير في الإنسان محض تطبع
بالله قبل وبالنبيين ازدري …*… والقانتين الساجدين الركع
ما رد كيد الناس عنك تضرع …*… فاصرف لرب الناس كل تضرع
ولعل ذنبك ان قلبك مولع …*… بهوى به الجمهور ليس بمولع
ولعل ذنبك إبرة ترفو بها …*… للناس كل موشح وموشع
ولعل ذنبك ريشة أوتيتها …*… أصباغها لم تشر من مستودع
ولعله قيثارة تسلو بها …*… في جو لحن من لهاك مرجع
ولعله ذوب الرحيق تديره …*… صرفا على الإخوان غير مشعشع
ولعل من حاذيته آذيته …*… فاربع عليك من المحاذاة اربع
وتبوإ الخلد الذي أعطيته …*… متنقلا في دوحه المتفرع
أومض ببرقك من بعيد يستبن …*… واحرق بخورك من جديد يسطع
لابد ان تعي البلاد نصيحة …*… مصحوبة لك بالدليل المقنع
أو ما تراها استشرفت مثل الربى …*… لحقوقها وتدفقت كالمشرع
المهتدي فيها بجنب المهتدى …*… واللوذعي بها بجنب اللوذعى
دعت البلاد شبابها فأجابتها …*… عجلا وحسبك بالشباب إذا دعى
أهلا وسهلا بالفدا ورجاله …*… الطامحين اليه غير القنع
أذوي العمائم والعمامة شارة …*… لليعربي وزينة للأصمع
من فيكم يحيي خلالا أربعا …*… يحيي الجزائر بالخلال الأربع
صدق (العتيق) وعزة (الفاروق) في …*… حلم (ابن عفان) وعلم (الأصلع)
أذوي العمائم سايروا قرآنكم …*… وتتبعوا هدي الرسول الأشفع
أذوي العمائم راجعوا تاريخكم …*… من منذ عهد (الداي) حتى تبع
أذوي العمائم علموا وتعهدوا …*… بالوعظ والذكرى ذوات البرقع
آتوا النساء نصيبهن من الهدى …*… يخرجن نشئا كالرماح الشرع
وابنوا المدارس نضرة مزدانة …*… تحكى المغارس في الربيع المونع
وابنوا المساجد حرة ليست إلى …*… متحكم تعزى ولا متبدع
واكفوا مشاريع البلاد تبرعا …*… ما قام مشروع بدون تبرع
يا شعب إن الكون حقلك فاحترث …*… وآزرع فحقل الكون أخصب مزرع
لك غاية ذو العرش بارك أهلها …*… كن آمنا من كل سوء مفجع
ثق بالإلاه تعش عزيز القدرلا …*… بمرغم انفا ولا بمجدع
فبإذنه في البدء قد حزت الرضى …*… وبإذنه ستحوزه في المقطع
__________
إعتاد الشاعر أن ينظم قصيدة حولية يلقيها في الاجتماع العام لجمعية العلماء الذي ينعقد كل سنة بالعاصمة لتجديد هيئة الأعضاء الإداريين للجمعية. وقد ألقى هذه القصيدة بقاعة المجاستيك أمام حفل حاشد. فحرك بها أوتار القلوب. وهز بها مشاعر المستمعين. وقد نشرت لجريدة "البصائر" عام 1937 م وهي من عيون الديوان.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
شهرالصيام
شهرالصيام
نشرت في جريدة البصائر سنة 1937.
•---------------------------------•
أطل على البرية بالسلام …*… ولح باليمن يا شهرالصيام
وحل على بني الإسلام ضيفا …*… كريما بين رعي واحترام
وعيدا باللطائف والهدايا …*… تعود عليهم في كل عام
ألم ينزل اليهم فيك قدما …*… كلام الله بورك من كلام؟
نفحت المسلمين بمثل ورد …*… من القرآن مفتر الكمام
هززت قلوبهم هز الروابي …*… وسقت لها الهدى سوق الغمام
فهم مهما قررت عينا …*… ببر الشيخ منهم والغلام
وأمنت الخليقة وهي غرقى …*… تكابد كل دفع واصطدام
حملت لها من الزيتون غصنا …*… كما حملته سالفة الحمام
ويسرت التراضي للبرايا …*… فما لهم تمادوا في الخصام؟
سبرت سقام أنفسهم علاجا …*… فما أجدى علاجك في السقام
فتحت لهم سماء الله بابا …*… فصدوا مخلدين إلى الرغام
فيا لك داعيا للخير يأبى …*… إجابة صوته غير الكرام
لقد قطعوا نهارك بالتحري …*… لصومهم وليلك بالقيام
وقد صاموا عن الشبهات لا عن …*… شرابهم فحسب أو الطعام
فعفوا عن مقاربة التعدي …*… وكفوا عن مقارفة الأثام
نووا لله صومهم فطابوا …*… وطاب خلوفهم طيب البشام
أولائك صومهم بالأجر يحظى …*… وترفعه الملائك باهتمام
رأوا نعم الفناء الى بلايا …*… تؤول فاثروا نعم الدوام
وصاموا شهر ربهم احتسابا …*… له فأثابهم دار السلام
أعد لهم بها (الريان) بابا …*… ليدخلهم به دون الأنام
فقل لأخي الأوام اليوم أبشر …*… ستحمد في غد غب الأوام
ستسقاها مشعشعة وصرفا …*… مداما لذة لا كالمدام
فليس تضر شاربها بغول …*… وليس تجر شاربها لذام
يطاف عليك من وقت لوقت …*… بها بين احتفاء واحتشام
يشع بكل إبريق سناها …*… ويعبق طيبها من كل جام
وبين يديك خيرات حسان …*… قصرن عليك في أبهى الخيام
فقل ما شئت في طيب وأنس …*… وتفكهه وبشر وابتسام
وقل ما شئت في أجر عظيم …*… يفوز به ذوو الهمم العظام
مقامات الرجال هناك شتى …*… فلا تختر سوى أعلى مقام
ولو هم الهمام بمستحيل …*… لما استعصى على هم الهمام
فمد الطرف فوقك تلق قصرا …*… كمثل النجم يلمع في الغمام
على الأقدار علي لا الروابي …*… وبالأنوار حلي لا الرخام
فمل وانزع اليه هوى وسعيا …*… عساك إليه تحظى باستنام
وراقب ليلة القدر أغتناما …*… لفرصتها الجديرة باغتنام
فكم لله فيها من عطايا …*… عظيمات ومن منن جسام
مفضلة النوافل مصطفاة …*… مقدسة مباركة النسام
وخير يومها من ألف شهر …*… وأمن كلها حتى التمام
تيمم موردا لله فيها …*… عساك اليه تخلص في الزحام
وقل للنفس ويحك لا تكلي …*… وقل للعين ويحك لا تنامي
وداع إن أتى رمضان يدعو …*… به فوق النواميس النوامي
يقول به لباغي الشر أقصر …*… وباغي الخير أقبل للأمام
فبشرى للذي لباه بشرى …*… بهطال من الرحمات هامي
ويا من صد عنه شقيت حظا …*… وبؤت بكل خزي وانتقام
أراك تبعت في الدنيا فئاما …*… خوالف بئسما هم من فئام
وكم من مفطر في القوم سرا …*… عديم الدين منهتك الذمام
يواري وجهه في ركن بيت …*… ويزدرد المآكل بالتهام
ألم يعلم بأن الله يدري …*… دبيب النمل في جنح الظلام؟
قضى ما شاء في الخلق احتكاما …*… فلم يجحف بحق في احتكام
وأتقن كل شيء منه صنعا …*… وقدر كل شيء بانتظام
فلم يستكمل الإنسان خلقا …*… ليتركه سدى طلق الزمام
فصم صوم الكرام يثبك أجرا …*… كريما لا تصم صوم اللئام
اذا ما جاءهم رمضان خروا …*… على شهواتهم صرعى غرام
وكان صيامهم سبب اتحاد …*… فصار بخلفهم سبب انقسام
فرهط صام يوما قبل رهط …*… وظلوا في جدال واحتدام
رأوا أيام صومهم طوالا …*… فأفنوها بلغو أو منام
قوام صيامهم ظمأ وجوع …*… لهم ما غير ذلك من قوام
وكم من طاعم ريان منهم …*… يئن بجنبه جوعان ظامي
فياويح الفقير يضيع جوعا …*… وليس له من الأقوام حامي
يطوف على المزابل حيث يرجو …*… فتات الخبز أو قطع العظام
ولولا الجوع لم ينبش قماما …*… ولم يشتق الى ما في القمام
وقد يطوى الأزقة مستميحا …*… فيحرمه الحطام ذوو الحطام
وقد يأتي البيوت بها فتخشى …*… ذراريها وتجفل كالنعام
وقد يعطى الإدام بلا رغيف …*… وقد يعطى الرغيف بلا ادام
مآس كالسهام رمت فأصمت …*… بلادا مثل أهداف السهام
وبؤس يترك الأحشاء منا …*… جوائش في اضطراب واضطرام
تعالوا للندى قومي تعالوا …*… تنالوا بالندى أقصى المرام
تعالوا نأس مطرحا جريحا …*… لعل لجرحه وشك التئام
تلافوا بالندى حيا كميت …*… كأن محله بعض الرجام
ألا فتدرعوا من كل بلوى …*… بإسعاف الفقير أسد لام
أخا الإسلام قد آخيت دينا …*… صيامك فيه رابعة الدعام
أتى رمضان وهو أجل شهر …*… أقمه لكبح نفسك كاللجام
تحام الفسق فيه فليس يرجى …*… قبول الصوم الا بالتحامي
اذا راماك ذو سوء بسوء …*… لإضرام العداء فلا ترام
ولا تظلم فقيرا بانتهار …*… ولا تظلم حقيرا باتهام
رأيت أذى احتقار الناس أقسى …*… عليهم من أذى الموت الزؤام
فكن هينا لكل الناس لينا …*… وديعا لا تكن صلب العرام
وقابل بالتجمل كل قذف …*… وطعن من لسان كالحسام
ستنجاب الضغائن بعد حين …*… وتشتاق القلوب الى الوئام
وكيف يميل للهجران جمع …*… يهدد بالنوى أو الحمام؟
تمهل برهة واصبر قليلا …*… فكل النائبات الى انهزام
وما الدنيا سوى مهد ابتلاء …*… لأنفسنا وميدان اقتحام
ونحن المؤمنين بها رماة …*… الى قاص من الأهداف سامي
مهمتنا التماس البر فيها …*… وغايتنا بها حسن الختام
نشرت في جريدة البصائر سنة 1937.
•---------------------------------•
أطل على البرية بالسلام …*… ولح باليمن يا شهرالصيام
وحل على بني الإسلام ضيفا …*… كريما بين رعي واحترام
وعيدا باللطائف والهدايا …*… تعود عليهم في كل عام
ألم ينزل اليهم فيك قدما …*… كلام الله بورك من كلام؟
نفحت المسلمين بمثل ورد …*… من القرآن مفتر الكمام
هززت قلوبهم هز الروابي …*… وسقت لها الهدى سوق الغمام
فهم مهما قررت عينا …*… ببر الشيخ منهم والغلام
وأمنت الخليقة وهي غرقى …*… تكابد كل دفع واصطدام
حملت لها من الزيتون غصنا …*… كما حملته سالفة الحمام
ويسرت التراضي للبرايا …*… فما لهم تمادوا في الخصام؟
سبرت سقام أنفسهم علاجا …*… فما أجدى علاجك في السقام
فتحت لهم سماء الله بابا …*… فصدوا مخلدين إلى الرغام
فيا لك داعيا للخير يأبى …*… إجابة صوته غير الكرام
لقد قطعوا نهارك بالتحري …*… لصومهم وليلك بالقيام
وقد صاموا عن الشبهات لا عن …*… شرابهم فحسب أو الطعام
فعفوا عن مقاربة التعدي …*… وكفوا عن مقارفة الأثام
نووا لله صومهم فطابوا …*… وطاب خلوفهم طيب البشام
أولائك صومهم بالأجر يحظى …*… وترفعه الملائك باهتمام
رأوا نعم الفناء الى بلايا …*… تؤول فاثروا نعم الدوام
وصاموا شهر ربهم احتسابا …*… له فأثابهم دار السلام
أعد لهم بها (الريان) بابا …*… ليدخلهم به دون الأنام
فقل لأخي الأوام اليوم أبشر …*… ستحمد في غد غب الأوام
ستسقاها مشعشعة وصرفا …*… مداما لذة لا كالمدام
فليس تضر شاربها بغول …*… وليس تجر شاربها لذام
يطاف عليك من وقت لوقت …*… بها بين احتفاء واحتشام
يشع بكل إبريق سناها …*… ويعبق طيبها من كل جام
وبين يديك خيرات حسان …*… قصرن عليك في أبهى الخيام
فقل ما شئت في طيب وأنس …*… وتفكهه وبشر وابتسام
وقل ما شئت في أجر عظيم …*… يفوز به ذوو الهمم العظام
مقامات الرجال هناك شتى …*… فلا تختر سوى أعلى مقام
ولو هم الهمام بمستحيل …*… لما استعصى على هم الهمام
فمد الطرف فوقك تلق قصرا …*… كمثل النجم يلمع في الغمام
على الأقدار علي لا الروابي …*… وبالأنوار حلي لا الرخام
فمل وانزع اليه هوى وسعيا …*… عساك إليه تحظى باستنام
وراقب ليلة القدر أغتناما …*… لفرصتها الجديرة باغتنام
فكم لله فيها من عطايا …*… عظيمات ومن منن جسام
مفضلة النوافل مصطفاة …*… مقدسة مباركة النسام
وخير يومها من ألف شهر …*… وأمن كلها حتى التمام
تيمم موردا لله فيها …*… عساك اليه تخلص في الزحام
وقل للنفس ويحك لا تكلي …*… وقل للعين ويحك لا تنامي
وداع إن أتى رمضان يدعو …*… به فوق النواميس النوامي
يقول به لباغي الشر أقصر …*… وباغي الخير أقبل للأمام
فبشرى للذي لباه بشرى …*… بهطال من الرحمات هامي
ويا من صد عنه شقيت حظا …*… وبؤت بكل خزي وانتقام
أراك تبعت في الدنيا فئاما …*… خوالف بئسما هم من فئام
وكم من مفطر في القوم سرا …*… عديم الدين منهتك الذمام
يواري وجهه في ركن بيت …*… ويزدرد المآكل بالتهام
ألم يعلم بأن الله يدري …*… دبيب النمل في جنح الظلام؟
قضى ما شاء في الخلق احتكاما …*… فلم يجحف بحق في احتكام
وأتقن كل شيء منه صنعا …*… وقدر كل شيء بانتظام
فلم يستكمل الإنسان خلقا …*… ليتركه سدى طلق الزمام
فصم صوم الكرام يثبك أجرا …*… كريما لا تصم صوم اللئام
اذا ما جاءهم رمضان خروا …*… على شهواتهم صرعى غرام
وكان صيامهم سبب اتحاد …*… فصار بخلفهم سبب انقسام
فرهط صام يوما قبل رهط …*… وظلوا في جدال واحتدام
رأوا أيام صومهم طوالا …*… فأفنوها بلغو أو منام
قوام صيامهم ظمأ وجوع …*… لهم ما غير ذلك من قوام
وكم من طاعم ريان منهم …*… يئن بجنبه جوعان ظامي
فياويح الفقير يضيع جوعا …*… وليس له من الأقوام حامي
يطوف على المزابل حيث يرجو …*… فتات الخبز أو قطع العظام
ولولا الجوع لم ينبش قماما …*… ولم يشتق الى ما في القمام
وقد يطوى الأزقة مستميحا …*… فيحرمه الحطام ذوو الحطام
وقد يأتي البيوت بها فتخشى …*… ذراريها وتجفل كالنعام
وقد يعطى الإدام بلا رغيف …*… وقد يعطى الرغيف بلا ادام
مآس كالسهام رمت فأصمت …*… بلادا مثل أهداف السهام
وبؤس يترك الأحشاء منا …*… جوائش في اضطراب واضطرام
تعالوا للندى قومي تعالوا …*… تنالوا بالندى أقصى المرام
تعالوا نأس مطرحا جريحا …*… لعل لجرحه وشك التئام
تلافوا بالندى حيا كميت …*… كأن محله بعض الرجام
ألا فتدرعوا من كل بلوى …*… بإسعاف الفقير أسد لام
أخا الإسلام قد آخيت دينا …*… صيامك فيه رابعة الدعام
أتى رمضان وهو أجل شهر …*… أقمه لكبح نفسك كاللجام
تحام الفسق فيه فليس يرجى …*… قبول الصوم الا بالتحامي
اذا راماك ذو سوء بسوء …*… لإضرام العداء فلا ترام
ولا تظلم فقيرا بانتهار …*… ولا تظلم حقيرا باتهام
رأيت أذى احتقار الناس أقسى …*… عليهم من أذى الموت الزؤام
فكن هينا لكل الناس لينا …*… وديعا لا تكن صلب العرام
وقابل بالتجمل كل قذف …*… وطعن من لسان كالحسام
ستنجاب الضغائن بعد حين …*… وتشتاق القلوب الى الوئام
وكيف يميل للهجران جمع …*… يهدد بالنوى أو الحمام؟
تمهل برهة واصبر قليلا …*… فكل النائبات الى انهزام
وما الدنيا سوى مهد ابتلاء …*… لأنفسنا وميدان اقتحام
ونحن المؤمنين بها رماة …*… الى قاص من الأهداف سامي
مهمتنا التماس البر فيها …*… وغايتنا بها حسن الختام
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
ختمت كتاب الله
ختمت كتاب الله
نشرت في مجلة الشهاب (العدد الخاص بختم تفسير القرآن الكريم) سنة 1938
•---------------------------------•
بمثلك تعتز البلاد وتفتخر …*… وتزهر بالعلم المنير وتزخر
طبعت على العلم النفوس نواشئا …*… بمخبر صدق لا يدانيه مخبر
نهجت لها في العلم (نهج بلاغة) …*… ونهج مفاداة كانك (حيدر)
حبتك عمالات الجزائر حرمة …*… مشرفة عظمى بها أنت أجدر
ففي كل وفد راشد لك دعوة …*… وفي كل حفل حاشد لك منبر
يراعك في التحرير أمضى من الظبى …*… وأقضى من الاحكام أيان يشهر
ودرسك في التفسير أشهى من الجنى …*… وأبهى من الروض النضير وأبهر
ختمت كتاب الله ختمة دارس …*… بصير له حل العويص ميسر
فكم لك في القرآن فهم موفق …*… وكم لك في القرآن قول محرر
قبست من القرآن مشعل حكمة …*… ينار به السر اللطيف ويبصر
وبينت بالقرآن فضل حضارة …*… أقر لها كسرى وأذعن قيصر
حكيت (جمال الدين) (1) في نظراته …*… كان (جمال الدين) فيك مصور
وأشبهت في فقه الشريعة (عبده) (2) …*… فهل كنته أم (عبده) فيك ينشر
أعد يا ابن باديس الحديث وأبده …*… بأنعمك اللاتي بها أنت تؤثر
(قسمنطينة) اعتزت بأن وفدوها …*… على الخير فيها والهدى تتجمهر
__________
(1) جمال الدين الأفغاني
(2) الإمام محمد عبده إمام المصلحين الدينيين.
وفود سلام لا وفود خصومة …*… تبشر فيها بالرضى وتبشر
وتهدى إلى (عبد الحميد) تحية …*… كزهر الربى أو أنها منه أعطر
وتهنئة منها بختم مفسر …*… من القول لا يسمو عليه مفسر
فواصل غر كالنجوم مطالعا …*… بها يهتدي للحق من يتحير
وصحف من الله الكريم كريمة …*… مطهرة فيها كلام مطهر
أقام لنا (عبد الحميد) أدلة …*… على علمها الجم الذي ليس يحصر
أبان الهدى فيها لن يبتغي الهدى …*… وساق بها الذكرى لمن يتذكر
لقد ناهز الخمسين في العمر دائبا …*… على الجد لا يشكو ولا يتضجر
قضى ربع قرن ينشر العلم صابرا …*… على عقبات ما عليهن يصبر
وربي في ظل السعادة مقبلا …*… على العلم يرعى شخصه ويقدر
بدوحة عز "للمعز" رفيعة …*… على الدوح صلب فرعها ليس يكسر
قسنطينة اهتزي سرورا وغبطة …*… بأنك ثغر للصناديد يثغر
وإنك منحى للمكارم ينتحى …*… وانك دار للعلوم تدير
وإنك مجلى للطبيعة يجتلى …*… ومنظرة منها إلى الكون ينظر
نباتك ريحان وأرضك جنة …*… وصخرك مرجان وماؤك كوثر
على طودك الأسمى قناطر ضخمة …*… بها يقطع الوادي إليك ويعبر
وفي دورك العظمى مآثر جمة …*… اذا هد منها مأثر جد مأثر
وفي ظلك الأحمى معابد فخمة …*… معظمة فيها الشعائر تكبر
فيا جامعا مثل المنارة لامعا …*… تنور فيه الحق من يتنور
ويا مسجدا للعلم أسس والتقى …*… وبالوعظ والإرشاد ما زال يعمر
__________
(1) المعز بن باديس المنهجي أحد مؤسسي الدولة الباديسية بالقيروان وهو من أجداد الأستاذ الرئيس عبد الحميد بن باديس.
وبيتا يعز الله من بفنائه …*… يذل ويخزي الله من يتكبر
أبن عن جمان فيك ينظم خالصا …*… ودر كريم في رحابك ينشر
همى بك غيث (لابن باديس) هاطل …*… فأنت به ريان كاسمك (أخضر)
أرى (الأزهر) المعمور فيك محددا …*… كما كان يحميه (المعز) وجوهر
كأنك يوم الختم في الأرض جنة …*… مفتحة أنهارها تتفجر
سلام على العلم الذي فيك يبتغى …*… سلام على المجد الذي فيك يذكر
سلام على الدرس الذي فيك يغتدى …*… اليه من الفج العميق ويحضر
سلام على الناس الذين به اهتدوا …*… الى آية (الناس) التي فيه تظهر
سلام على ثاني الربيعين انه …*… كأوله في أشهر العام أنور
سلام على (كلية الشعب) إنها …*… تحف بأنصار السلام وتخفر
سلام على شيب على الخير تلتقى …*… بها وشباب للمبرة يسهر
فيا محفلا ما مثله اليوم محفل …*… حوى معشرا ما مثله اليوم معشر
به حلل بيض وسود كثيرة …*… وفيه رؤوس كاسيات وحسر
نظيرك يرقى بالبلاد ويعتلى …*… ومثلك يحظى بالمراد ويظفر
أفيدك بالقول الذي ليس يفترى …*… وأمحظك النصح الذي ليس ينكر
صل العرب العرباء واحم لسانهم …*… فإنك من أصلابهم تتحدر
وسر في طريق الراشدين على الهدى …*… فكل طريق غيرها لك معثر
فهم أسوة الخلق التي يهتدى بها …*… وهم صفوة الله التي لا تكدر
وهم مثلي العليا الذين بفضلهم …*… أتيه على كل الأنام وأفخر
__________
هو "الجامع الأخضر" الذي اتخذه الأستاذ الإمام عبد الحميد بن باديس (قدص الله روحه) معهدا طوى في التدريس به كل شبابه، وفيه ختم تفسير القرآن الكريم، ومات في سنة 1940م وهو يعج بمئات من تلامذته.
كلية الشعب: اسم لقاعة عمومية فسيحة بمدينة قسنطينة وكان الاحتفالان الواقعان بعد يوم الختم فيها.
تدبر كتاب الله ان كنت أهله …*… فأهل كتاب الله من يتدبر
تغن به واجلب به الأنس مزهرا …*… من الخلد لا يحكيه في الأرض مزهر
تعاهد مع القرآن وأب تغيرا …*… ألست ترى القرآن لا يتغير
فأعرض عن الخلق الذي فيه يزدرى …*… وأقبل على الخلق الذي فيه يشكر
وأقدم على خير المساعي مضحيا …*… ولا تك فيها خائفا تتحذر
اذا كنت حزب الله سرا وجهرة …*… فثق أن حزب الله لابد ينصر
وثق أن للإسلام غابا كثيرة …*… اذا غاب منها قسور ناب قسور
وثق أن في أرض الجزائر أمة …*… تيسر سعيا للعلى وتسير
وثق أن للتاريخ حكما مؤخرا …*… وكم نسخ الأحكام حكم مؤخر
وثق أن ملك الأرض غير ممهد …*… لمن بات فيها بالهوى يتأمر
فمن سامها بالجور هاج عبادها …*… ولم يحمه منهم سلاح وعسكر!
ومن ساسها بالعدل ساد بلادها …*… كما ساد ذو القرنين أو بختنصر
فيا شعب لا يحزنك أنك تبتلى …*… وانك تقصى عن علاك وتقصر
فنحن الأساطين التي بك تعتلي …*… ونحن الأساطيل التي بك تمخر
ونحن الرجال الثابثون عقيدة …*… على المبدإ الأسمى الى حين نقبر
نقودك مأمون المسالك سالما …*… الى حيث لا تشقى ولا تتضرر
__________
(1) ختم الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد بن باديس رضي الله عنه دروس تفسير القرآن الكريم في خمس وعشرين سنة، تكونت في أثنائها جمعية العلماء. وفي السنة السابقة لسنة الختم تداعى العلماء والأدباء وأفاضل الأمة ووجهاؤها واتفقوا على أن تحتفل الأمة كلها بيوم الختم إحتفالا عظيما بعظمة القرآن في صدر الأمة، وبعظمة الإمام بن باديس في نفوسها.
وشكلت لجان من العلماء والتلامذة ومديري المدارس وأساتذتها وأصحاب الفكر والرأي لتدبير وتنظيم المهرجان القرآني حتى تكون تلك العظمة في إطار من النظام الكامل الذي يمس كل دقيقة وجليلة، ويفيض على كل كبيرة وصغيرة، وتم ذلك كله على وفق ما قدر، وفوق ما أمل.
ونطلب بالقول الصريح حقوقنا …*… ولكننا في القول لا نتهور
ونرضى بحكم الله في كل موقف …*… فلا نكثر الشكوى ولا نتطير
فثابر على الحق الذي أنت طالب …*… فإنك في تضييعه لست تعذر
ولا تؤذ من آذاك فالحلم مورد …*… هنييء مرىء لم يسؤ منه مصدر
وكن مستميتا في جهادك ثابتا …*… وان كنت بالجلى الرصيدة تنذر
وان تكن الجلى عليك كبيرة …*… فحسبك فيها الله والله أكبر!
__________
ولما جاء الوعد المقرر، وتكاملت الوفود الزاحفة على مدينة قسنطينة لشهود ذلك الاحتفال، وسماع درس ذلك الإمام الذي ختم به دروس تفسير القرآن في تفسير المعوذتين- قررت الهيئة المشرفة على نظام ذلك الهرجان القرآني العظيم، أن يقتصر اليوم الأول على درس الختم من الإمام المفسر لتبقى روعته وجلاله يفعلان به فعلهما، وأذنت في الوفود الحاشدة أن يقضوا بقية اليوم في التعارف والتناجي بأثار ذلك الدرس العظيم في نفوسهم، وأن يكون اليوم الثاني خاصا بالشعراء والخطباء، واليوم الثالث خاصا بحفلة تكريم تقيمها الأمة للمفسر العظيم، ولما جاء اليوم الثاني وقف الأستاذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي نائب رئيس جمعية العلماء آنذاك، وألقى هذه القصيدة بنفسه نيابة عن الشاعر إجلالا لها ولقائلها.
نشرت في مجلة الشهاب (العدد الخاص بختم تفسير القرآن الكريم) سنة 1938
•---------------------------------•
بمثلك تعتز البلاد وتفتخر …*… وتزهر بالعلم المنير وتزخر
طبعت على العلم النفوس نواشئا …*… بمخبر صدق لا يدانيه مخبر
نهجت لها في العلم (نهج بلاغة) …*… ونهج مفاداة كانك (حيدر)
حبتك عمالات الجزائر حرمة …*… مشرفة عظمى بها أنت أجدر
ففي كل وفد راشد لك دعوة …*… وفي كل حفل حاشد لك منبر
يراعك في التحرير أمضى من الظبى …*… وأقضى من الاحكام أيان يشهر
ودرسك في التفسير أشهى من الجنى …*… وأبهى من الروض النضير وأبهر
ختمت كتاب الله ختمة دارس …*… بصير له حل العويص ميسر
فكم لك في القرآن فهم موفق …*… وكم لك في القرآن قول محرر
قبست من القرآن مشعل حكمة …*… ينار به السر اللطيف ويبصر
وبينت بالقرآن فضل حضارة …*… أقر لها كسرى وأذعن قيصر
حكيت (جمال الدين) (1) في نظراته …*… كان (جمال الدين) فيك مصور
وأشبهت في فقه الشريعة (عبده) (2) …*… فهل كنته أم (عبده) فيك ينشر
أعد يا ابن باديس الحديث وأبده …*… بأنعمك اللاتي بها أنت تؤثر
(قسمنطينة) اعتزت بأن وفدوها …*… على الخير فيها والهدى تتجمهر
__________
(1) جمال الدين الأفغاني
(2) الإمام محمد عبده إمام المصلحين الدينيين.
وفود سلام لا وفود خصومة …*… تبشر فيها بالرضى وتبشر
وتهدى إلى (عبد الحميد) تحية …*… كزهر الربى أو أنها منه أعطر
وتهنئة منها بختم مفسر …*… من القول لا يسمو عليه مفسر
فواصل غر كالنجوم مطالعا …*… بها يهتدي للحق من يتحير
وصحف من الله الكريم كريمة …*… مطهرة فيها كلام مطهر
أقام لنا (عبد الحميد) أدلة …*… على علمها الجم الذي ليس يحصر
أبان الهدى فيها لن يبتغي الهدى …*… وساق بها الذكرى لمن يتذكر
لقد ناهز الخمسين في العمر دائبا …*… على الجد لا يشكو ولا يتضجر
قضى ربع قرن ينشر العلم صابرا …*… على عقبات ما عليهن يصبر
وربي في ظل السعادة مقبلا …*… على العلم يرعى شخصه ويقدر
بدوحة عز "للمعز" رفيعة …*… على الدوح صلب فرعها ليس يكسر
قسنطينة اهتزي سرورا وغبطة …*… بأنك ثغر للصناديد يثغر
وإنك منحى للمكارم ينتحى …*… وانك دار للعلوم تدير
وإنك مجلى للطبيعة يجتلى …*… ومنظرة منها إلى الكون ينظر
نباتك ريحان وأرضك جنة …*… وصخرك مرجان وماؤك كوثر
على طودك الأسمى قناطر ضخمة …*… بها يقطع الوادي إليك ويعبر
وفي دورك العظمى مآثر جمة …*… اذا هد منها مأثر جد مأثر
وفي ظلك الأحمى معابد فخمة …*… معظمة فيها الشعائر تكبر
فيا جامعا مثل المنارة لامعا …*… تنور فيه الحق من يتنور
ويا مسجدا للعلم أسس والتقى …*… وبالوعظ والإرشاد ما زال يعمر
__________
(1) المعز بن باديس المنهجي أحد مؤسسي الدولة الباديسية بالقيروان وهو من أجداد الأستاذ الرئيس عبد الحميد بن باديس.
وبيتا يعز الله من بفنائه …*… يذل ويخزي الله من يتكبر
أبن عن جمان فيك ينظم خالصا …*… ودر كريم في رحابك ينشر
همى بك غيث (لابن باديس) هاطل …*… فأنت به ريان كاسمك (أخضر)
أرى (الأزهر) المعمور فيك محددا …*… كما كان يحميه (المعز) وجوهر
كأنك يوم الختم في الأرض جنة …*… مفتحة أنهارها تتفجر
سلام على العلم الذي فيك يبتغى …*… سلام على المجد الذي فيك يذكر
سلام على الدرس الذي فيك يغتدى …*… اليه من الفج العميق ويحضر
سلام على الناس الذين به اهتدوا …*… الى آية (الناس) التي فيه تظهر
سلام على ثاني الربيعين انه …*… كأوله في أشهر العام أنور
سلام على (كلية الشعب) إنها …*… تحف بأنصار السلام وتخفر
سلام على شيب على الخير تلتقى …*… بها وشباب للمبرة يسهر
فيا محفلا ما مثله اليوم محفل …*… حوى معشرا ما مثله اليوم معشر
به حلل بيض وسود كثيرة …*… وفيه رؤوس كاسيات وحسر
نظيرك يرقى بالبلاد ويعتلى …*… ومثلك يحظى بالمراد ويظفر
أفيدك بالقول الذي ليس يفترى …*… وأمحظك النصح الذي ليس ينكر
صل العرب العرباء واحم لسانهم …*… فإنك من أصلابهم تتحدر
وسر في طريق الراشدين على الهدى …*… فكل طريق غيرها لك معثر
فهم أسوة الخلق التي يهتدى بها …*… وهم صفوة الله التي لا تكدر
وهم مثلي العليا الذين بفضلهم …*… أتيه على كل الأنام وأفخر
__________
هو "الجامع الأخضر" الذي اتخذه الأستاذ الإمام عبد الحميد بن باديس (قدص الله روحه) معهدا طوى في التدريس به كل شبابه، وفيه ختم تفسير القرآن الكريم، ومات في سنة 1940م وهو يعج بمئات من تلامذته.
كلية الشعب: اسم لقاعة عمومية فسيحة بمدينة قسنطينة وكان الاحتفالان الواقعان بعد يوم الختم فيها.
تدبر كتاب الله ان كنت أهله …*… فأهل كتاب الله من يتدبر
تغن به واجلب به الأنس مزهرا …*… من الخلد لا يحكيه في الأرض مزهر
تعاهد مع القرآن وأب تغيرا …*… ألست ترى القرآن لا يتغير
فأعرض عن الخلق الذي فيه يزدرى …*… وأقبل على الخلق الذي فيه يشكر
وأقدم على خير المساعي مضحيا …*… ولا تك فيها خائفا تتحذر
اذا كنت حزب الله سرا وجهرة …*… فثق أن حزب الله لابد ينصر
وثق أن للإسلام غابا كثيرة …*… اذا غاب منها قسور ناب قسور
وثق أن في أرض الجزائر أمة …*… تيسر سعيا للعلى وتسير
وثق أن للتاريخ حكما مؤخرا …*… وكم نسخ الأحكام حكم مؤخر
وثق أن ملك الأرض غير ممهد …*… لمن بات فيها بالهوى يتأمر
فمن سامها بالجور هاج عبادها …*… ولم يحمه منهم سلاح وعسكر!
ومن ساسها بالعدل ساد بلادها …*… كما ساد ذو القرنين أو بختنصر
فيا شعب لا يحزنك أنك تبتلى …*… وانك تقصى عن علاك وتقصر
فنحن الأساطين التي بك تعتلي …*… ونحن الأساطيل التي بك تمخر
ونحن الرجال الثابثون عقيدة …*… على المبدإ الأسمى الى حين نقبر
نقودك مأمون المسالك سالما …*… الى حيث لا تشقى ولا تتضرر
__________
(1) ختم الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد بن باديس رضي الله عنه دروس تفسير القرآن الكريم في خمس وعشرين سنة، تكونت في أثنائها جمعية العلماء. وفي السنة السابقة لسنة الختم تداعى العلماء والأدباء وأفاضل الأمة ووجهاؤها واتفقوا على أن تحتفل الأمة كلها بيوم الختم إحتفالا عظيما بعظمة القرآن في صدر الأمة، وبعظمة الإمام بن باديس في نفوسها.
وشكلت لجان من العلماء والتلامذة ومديري المدارس وأساتذتها وأصحاب الفكر والرأي لتدبير وتنظيم المهرجان القرآني حتى تكون تلك العظمة في إطار من النظام الكامل الذي يمس كل دقيقة وجليلة، ويفيض على كل كبيرة وصغيرة، وتم ذلك كله على وفق ما قدر، وفوق ما أمل.
ونطلب بالقول الصريح حقوقنا …*… ولكننا في القول لا نتهور
ونرضى بحكم الله في كل موقف …*… فلا نكثر الشكوى ولا نتطير
فثابر على الحق الذي أنت طالب …*… فإنك في تضييعه لست تعذر
ولا تؤذ من آذاك فالحلم مورد …*… هنييء مرىء لم يسؤ منه مصدر
وكن مستميتا في جهادك ثابتا …*… وان كنت بالجلى الرصيدة تنذر
وان تكن الجلى عليك كبيرة …*… فحسبك فيها الله والله أكبر!
__________
ولما جاء الوعد المقرر، وتكاملت الوفود الزاحفة على مدينة قسنطينة لشهود ذلك الاحتفال، وسماع درس ذلك الإمام الذي ختم به دروس تفسير القرآن في تفسير المعوذتين- قررت الهيئة المشرفة على نظام ذلك الهرجان القرآني العظيم، أن يقتصر اليوم الأول على درس الختم من الإمام المفسر لتبقى روعته وجلاله يفعلان به فعلهما، وأذنت في الوفود الحاشدة أن يقضوا بقية اليوم في التعارف والتناجي بأثار ذلك الدرس العظيم في نفوسهم، وأن يكون اليوم الثاني خاصا بالشعراء والخطباء، واليوم الثالث خاصا بحفلة تكريم تقيمها الأمة للمفسر العظيم، ولما جاء اليوم الثاني وقف الأستاذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي نائب رئيس جمعية العلماء آنذاك، وألقى هذه القصيدة بنفسه نيابة عن الشاعر إجلالا لها ولقائلها.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
وداع الحجاج
وداع الحجاج
نشرت في جريدة البصائر سنة 1938م.
•---------------------------------•
استقبلوا وجه الحجاز وسيما …*… واستنشقوا روح الاله نسيما
البحر رهو كالخميلة منظرا …*… والجو صحو كالزجاج أديما
والمسلمون يودعون بأنفس …*… مشتاقة ركبا أبر كريما
والروح تحت العرش يسأل ربه …*… للركب حفظا أو يؤوب سليما
والبيت يرتقب الحجيج مرحبا …*… ويعد نزلا للحجيج عظيما
يا موكبا لبى نداء إلاهه …*… ومحمد وأبيه إبراهيما
ستحج في كنف الالاه وظله …*… بيتا عزيزا في البيوت قديما
الرسل والأملاك طافوا حوله …*… والطيبون من البرية خيما
منه استهل هدى الاله مباركا …*… وعليه حل رضى الاله عميما
أحرم له قبل النزول ملبيا …*… فلكم حمى عند النزول مضيما
واستق اليه الهدي دونك مشعرا …*… واقصد به التكبير والتعظيما
واذا وصلت لذي طوى قم فاغتسل …*… وادخل ذليلا من كداء حشيما
فهنالك البيت الذي لجلاله …*… عنت الخلائق سيدا وخديما
كبر وطف بالبيت مستلما وقف …*… خلف المقام لركعتيه مقيما
والى الصفا والمروة أغد مجشما …*… في المسعى نفسك جهدها تجشيما
واخبب كهاجر يوم خلفت ابنها …*… ملقى من الظمإ الشديد سقيما
فاذا الاله يدر عينا ثرة …*… لابن الخليل وزوجه تكريما
واحضر اذا خطب الامام فكن لما …*… يلقى الامام من العظات فهيما
وانزل منى وارحل لتشهد موقفا …*… للخلق يبدو الحج فيه فخيما
عرفات ميعاد الدعاء فسل بها …*… ربا بتلبية الدعاء زعيما
نادى العباد لها لنيل هباته …*… من لم يجب حرم الهبات وليما
فاذا ازدلفت فرم هنالك مشعرا …*… لوقوف مثلك فيه قبلك ريما
واعمد الى الساحات فالتقط الحصى …*… وبها ارم شيطانا هناك رجيما
حتى اذا أتممت حجك ناحرا …*… ومحلقا طف تحمد التتميما
وانهل بزمزم نهلة عدنية …*… كالشهد كان مزاجها تسنيما
ثم ارتحل صوب المدينة إنها …*… لمحمد كانت حمى وحريما
فزر الرسول وصاحبيه بمسجد …*… كالروض رف نضارة ونعيما
تتنزل الرحمات في ساحاته …*… غدقا وتنتشر الطيوب شميما
قل للمريدين المدينة منهلا …*… الموردين بها نفوسا هيما
حيوا بها الأنصارفي أجداثهم …*… وعلى الرسول فسلموا تسليما
وعلى الألى معه إليها هاجروا …*… من بعد ما سيموا الهوان وسيما
وتجرعوا البلوى بمكة والأذى …*… وتحملوا التجويع والتأويما
لا يهمل الله الصنيع فذكرهم …*… دان وأن نأت الجسوم قديما
سل عنهم البيت الحرام فإنه …*… ببلائهم في الفتح كان عليما
عادوا اليه فعاد مظهر حجه …*… محضا من الدين الحنيف صميما
من للقصي بأن يطوف به وأن …*… يرد المدينة زائرا فيقيما
نبذته أمواج القضاء بموطن …*… مثل العراء فعاش فيه مليما
الشوق جنح قلبه فسما به …*… والضر حطم جسمه تحطيما
يا مك واسمك خير أسماء القرى …*… عند الندا وألذها ترخيما
هل يعلم الحجاج فيك لم التقوا …*… وعلام جاءوا ينسلون وفيما؟
إن الذي فرض الفروض عليهم …*… بالحق كان ولن يزال حكيما
الحج عنوان الاخاء مكبرا …*… الحج منهاج الولاء قويما
الحج مدرسة التعارف شادها …*… رب الورى وأدارها تعليما
قل للذين من الجزائر حزموا …*… صوب الحجاز رحالهم تحزيما
الراكبين له الحديد بهيمة …*… والخائضين له الظلام بهيما
أدوا الى أهل الحجاز تحية …*… وأقروا سلاما زاكيين رقيما
الله بالإسلام ألف بيننا …*… قدما ووحد أرضنا إقليما
بالأمس كنا ظاهرين على العدى …*… ومرغمين أنوفهم ترغيما
واليوم نسعى بعد فقد فخارنا …*… أن نستعيد فخارنا ونديما
واذا رغبت الى جسيم في المنى …*… فاركب اليه من الأمور جسيما
حث الخطى للعز واسلك نهجه …*… ولو أن نهج العز كان جحيما
لو خاف موسى أن يحل به ردى …*… في الطور لم يك للإلاه كليما
يا أمة شقيت ببعض رعاتها …*… وتحملت منه العذاب أليما
إبغي التحرر وانشدي الاصلاح لا …*… تبغي (الوظيف) وتنشدي التوسيما
ما ساد من فلح الوجوه بكفه …*… لطما ولو نفع الأنوف لطيما
الأمن أن تثقي بربك نية …*… وتشايعي قرانه تحكيما
فهو الذي يزع الشعوب مساعدا …*… وهو الذي يسع الذنوب حليما
نشرت في جريدة البصائر سنة 1938م.
•---------------------------------•
استقبلوا وجه الحجاز وسيما …*… واستنشقوا روح الاله نسيما
البحر رهو كالخميلة منظرا …*… والجو صحو كالزجاج أديما
والمسلمون يودعون بأنفس …*… مشتاقة ركبا أبر كريما
والروح تحت العرش يسأل ربه …*… للركب حفظا أو يؤوب سليما
والبيت يرتقب الحجيج مرحبا …*… ويعد نزلا للحجيج عظيما
يا موكبا لبى نداء إلاهه …*… ومحمد وأبيه إبراهيما
ستحج في كنف الالاه وظله …*… بيتا عزيزا في البيوت قديما
الرسل والأملاك طافوا حوله …*… والطيبون من البرية خيما
منه استهل هدى الاله مباركا …*… وعليه حل رضى الاله عميما
أحرم له قبل النزول ملبيا …*… فلكم حمى عند النزول مضيما
واستق اليه الهدي دونك مشعرا …*… واقصد به التكبير والتعظيما
واذا وصلت لذي طوى قم فاغتسل …*… وادخل ذليلا من كداء حشيما
فهنالك البيت الذي لجلاله …*… عنت الخلائق سيدا وخديما
كبر وطف بالبيت مستلما وقف …*… خلف المقام لركعتيه مقيما
والى الصفا والمروة أغد مجشما …*… في المسعى نفسك جهدها تجشيما
واخبب كهاجر يوم خلفت ابنها …*… ملقى من الظمإ الشديد سقيما
فاذا الاله يدر عينا ثرة …*… لابن الخليل وزوجه تكريما
واحضر اذا خطب الامام فكن لما …*… يلقى الامام من العظات فهيما
وانزل منى وارحل لتشهد موقفا …*… للخلق يبدو الحج فيه فخيما
عرفات ميعاد الدعاء فسل بها …*… ربا بتلبية الدعاء زعيما
نادى العباد لها لنيل هباته …*… من لم يجب حرم الهبات وليما
فاذا ازدلفت فرم هنالك مشعرا …*… لوقوف مثلك فيه قبلك ريما
واعمد الى الساحات فالتقط الحصى …*… وبها ارم شيطانا هناك رجيما
حتى اذا أتممت حجك ناحرا …*… ومحلقا طف تحمد التتميما
وانهل بزمزم نهلة عدنية …*… كالشهد كان مزاجها تسنيما
ثم ارتحل صوب المدينة إنها …*… لمحمد كانت حمى وحريما
فزر الرسول وصاحبيه بمسجد …*… كالروض رف نضارة ونعيما
تتنزل الرحمات في ساحاته …*… غدقا وتنتشر الطيوب شميما
قل للمريدين المدينة منهلا …*… الموردين بها نفوسا هيما
حيوا بها الأنصارفي أجداثهم …*… وعلى الرسول فسلموا تسليما
وعلى الألى معه إليها هاجروا …*… من بعد ما سيموا الهوان وسيما
وتجرعوا البلوى بمكة والأذى …*… وتحملوا التجويع والتأويما
لا يهمل الله الصنيع فذكرهم …*… دان وأن نأت الجسوم قديما
سل عنهم البيت الحرام فإنه …*… ببلائهم في الفتح كان عليما
عادوا اليه فعاد مظهر حجه …*… محضا من الدين الحنيف صميما
من للقصي بأن يطوف به وأن …*… يرد المدينة زائرا فيقيما
نبذته أمواج القضاء بموطن …*… مثل العراء فعاش فيه مليما
الشوق جنح قلبه فسما به …*… والضر حطم جسمه تحطيما
يا مك واسمك خير أسماء القرى …*… عند الندا وألذها ترخيما
هل يعلم الحجاج فيك لم التقوا …*… وعلام جاءوا ينسلون وفيما؟
إن الذي فرض الفروض عليهم …*… بالحق كان ولن يزال حكيما
الحج عنوان الاخاء مكبرا …*… الحج منهاج الولاء قويما
الحج مدرسة التعارف شادها …*… رب الورى وأدارها تعليما
قل للذين من الجزائر حزموا …*… صوب الحجاز رحالهم تحزيما
الراكبين له الحديد بهيمة …*… والخائضين له الظلام بهيما
أدوا الى أهل الحجاز تحية …*… وأقروا سلاما زاكيين رقيما
الله بالإسلام ألف بيننا …*… قدما ووحد أرضنا إقليما
بالأمس كنا ظاهرين على العدى …*… ومرغمين أنوفهم ترغيما
واليوم نسعى بعد فقد فخارنا …*… أن نستعيد فخارنا ونديما
واذا رغبت الى جسيم في المنى …*… فاركب اليه من الأمور جسيما
حث الخطى للعز واسلك نهجه …*… ولو أن نهج العز كان جحيما
لو خاف موسى أن يحل به ردى …*… في الطور لم يك للإلاه كليما
يا أمة شقيت ببعض رعاتها …*… وتحملت منه العذاب أليما
إبغي التحرر وانشدي الاصلاح لا …*… تبغي (الوظيف) وتنشدي التوسيما
ما ساد من فلح الوجوه بكفه …*… لطما ولو نفع الأنوف لطيما
الأمن أن تثقي بربك نية …*… وتشايعي قرانه تحكيما
فهو الذي يزع الشعوب مساعدا …*… وهو الذي يسع الذنوب حليما
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
أنشودة الوليد
أنشودة الوليد
طبعت هذه القصيدة وحدها بهذا العنوان بالجزائر سنة 1938 بكتاب صغير وهي من مولديات الشاعر الكثيرة، وطبع الكتب خصيصا لتلامذة المدارس العربية.
•---------------------------------•
بمحمد أتعلق …*… وبخلقه أتخلق
وعلى البنين جميعهم …*… في حبه اتفوق
نفسي الفتية دائما …*… من حبه تتحرق
وجوانحي مهتاجة …*… ومدامعي تترقرق
مالي وللعب التي …*… تختار لي وتنسق
ان التعلق بالرسو …*… ل ودينه بي أليق
أنا مسلم أهوى الهدى …*… بسواه لا أتحقق
بخلال أحمد أرتدي …*… وبحبه أتمنطق
في مثل هذا الشهر لا …*… ح كبدره يتألق
اليوم ألسنة العوا …*… لم بالبشائر تطلق
فعلى الوجود نضارة …*… ملء العيون ورونق
لا يوم أشرف فيه من …*… يوم الرسول وأسرق
أهلا بشهر بالقلو …*… ب وبالنواظر يرمق
أنا منذ غبت اليك من …*… حرالهوى أتشوق
عرف النبي محمد …*… يشتم منك وينشق
ما زلت فيه ولن أزا …*… ل بعهده أتوثق
يا خير من تعنى اليـ …*… ـه الهاديات وتعنق
ذكراك أسمى ذكريا …*… ت الخالدين وأسمق
أنا أسرع الفتيان في …*… ما ترتضيه وأسبق
جنديك الغازي بأمـ …*… ـرك يوم يغزو الفيلق
قسما بربك إنني …*… من غيره لا أفرق
اني على البيضاء معـ …*… ـتدل الخطا لا أزلق
لا أنثنى عنها ولو …*… أصلى الجحيم وأشنق
هي ملة يمحى بها …*… ريب القلوب ويمحق
والعقل منها بالعلو …*… م وبالمعارف يرزق
أنفقت وقتي في هدى …*… فيه النفائس تنفق
أتذوق القرآن قو …*… ت الروح ما أتذوق
أتلو الكتاب مصدقا …*… إن الكتاب مصدق
لا سفر أعمر منه في …*… شتى العلوم وأعمق
لم لا أزاول درسه …*… وأنا اللبيب الأحذق؟
يا قائدا في الحرب صـ …*… ـف جنوده لا يخرق
لي أسوة بك في دفا …*… عك يوم خط الخندق
والصحب بالأحزاب تغـ …*… ـزى والمدينة تحدق
ما زلت ترفد بالمدو …*… د من السماء وترفق
حتى رأيت القوم يهـ …*… ـزم جمعهم ويمزق
يا شعب أنداء الربيـ …*… ـع على ربوعك تهرق
السوسن التحفت به …*… أكنافها والزنبق
أنا زهرة فيها تنمـ …*… ـى حرة وتنمق
أنا نبعة يرعى بها …*… صدر العدو ويرشق
أنا صارم في وجه من …*… ينوي ابتلاعك يمشق
إن الذي يبغي (اندما …*… جك) في سواك لأحمق!
لا ينمحى شعب بشا …*… رات الرسول مطوق
لا تخش إيباقا فأنـ …*… ـت بوعده لا توبق
لا زلت في درج المعا …*… رف والعلى تتسلق
أنت الحنيف فلا تخف …*… إن الحنيف موفق
طبعت هذه القصيدة وحدها بهذا العنوان بالجزائر سنة 1938 بكتاب صغير وهي من مولديات الشاعر الكثيرة، وطبع الكتب خصيصا لتلامذة المدارس العربية.
•---------------------------------•
بمحمد أتعلق …*… وبخلقه أتخلق
وعلى البنين جميعهم …*… في حبه اتفوق
نفسي الفتية دائما …*… من حبه تتحرق
وجوانحي مهتاجة …*… ومدامعي تترقرق
مالي وللعب التي …*… تختار لي وتنسق
ان التعلق بالرسو …*… ل ودينه بي أليق
أنا مسلم أهوى الهدى …*… بسواه لا أتحقق
بخلال أحمد أرتدي …*… وبحبه أتمنطق
في مثل هذا الشهر لا …*… ح كبدره يتألق
اليوم ألسنة العوا …*… لم بالبشائر تطلق
فعلى الوجود نضارة …*… ملء العيون ورونق
لا يوم أشرف فيه من …*… يوم الرسول وأسرق
أهلا بشهر بالقلو …*… ب وبالنواظر يرمق
أنا منذ غبت اليك من …*… حرالهوى أتشوق
عرف النبي محمد …*… يشتم منك وينشق
ما زلت فيه ولن أزا …*… ل بعهده أتوثق
يا خير من تعنى اليـ …*… ـه الهاديات وتعنق
ذكراك أسمى ذكريا …*… ت الخالدين وأسمق
أنا أسرع الفتيان في …*… ما ترتضيه وأسبق
جنديك الغازي بأمـ …*… ـرك يوم يغزو الفيلق
قسما بربك إنني …*… من غيره لا أفرق
اني على البيضاء معـ …*… ـتدل الخطا لا أزلق
لا أنثنى عنها ولو …*… أصلى الجحيم وأشنق
هي ملة يمحى بها …*… ريب القلوب ويمحق
والعقل منها بالعلو …*… م وبالمعارف يرزق
أنفقت وقتي في هدى …*… فيه النفائس تنفق
أتذوق القرآن قو …*… ت الروح ما أتذوق
أتلو الكتاب مصدقا …*… إن الكتاب مصدق
لا سفر أعمر منه في …*… شتى العلوم وأعمق
لم لا أزاول درسه …*… وأنا اللبيب الأحذق؟
يا قائدا في الحرب صـ …*… ـف جنوده لا يخرق
لي أسوة بك في دفا …*… عك يوم خط الخندق
والصحب بالأحزاب تغـ …*… ـزى والمدينة تحدق
ما زلت ترفد بالمدو …*… د من السماء وترفق
حتى رأيت القوم يهـ …*… ـزم جمعهم ويمزق
يا شعب أنداء الربيـ …*… ـع على ربوعك تهرق
السوسن التحفت به …*… أكنافها والزنبق
أنا زهرة فيها تنمـ …*… ـى حرة وتنمق
أنا نبعة يرعى بها …*… صدر العدو ويرشق
أنا صارم في وجه من …*… ينوي ابتلاعك يمشق
إن الذي يبغي (اندما …*… جك) في سواك لأحمق!
لا ينمحى شعب بشا …*… رات الرسول مطوق
لا تخش إيباقا فأنـ …*… ـت بوعده لا توبق
لا زلت في درج المعا …*… رف والعلى تتسلق
أنت الحنيف فلا تخف …*… إن الحنيف موفق
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
بشرى البراءة
بشرى البراءة
نشرت القصيدة في جريدة البصائر سنة 1939
•---------------------------------•
أعلنوا البشرى فرادى وثبين …*… جاء نصر الله والفتح المبين
إطرحوا عنكم تباريح الجوى …*… وافرحوا، فاليوم عيد المصلحين
خرج الإصلاح من محنته …*… وهو عالي الرأس وضاح الجبين
ونجا (العقبي) و (التركي) من …*… غمرات ناهزت بضع سنين
حلق النسران في جوهما …*… وانثنت حسرى قلوب الصائدين
وخطا الليثان أخطار الزبى …*… مستقلين ولاذا بالعرين
أيها الخلان قد آواكما …*… حرم من جانب الشرع أمين
حكم الشرع بتنزيهكما …*… ونفى بالحق دعوى المبطلين
من عظيم الفخر أن زكاكما …*… في حمى الشرع عظام الشاهدين
ومحامون بصدق عنكما …*… وقفوا للخصم كالسد الحصين
(لادمرال) (1) الحر حام جنبهم …*… ثابت العزمة كالطود الركين
النصارى واليهود استبشروا …*… عندما برئتما كالمسلمين
واذا الله تولى عبده …*… أقبل الخلق عليه طائعين
فهنيئا لكما ما أعقبت …*… هذه البلوى من النصر المكين
سنة الله انتشال المبتلى …*… من يد البلوى ولو من بعد حين
__________
(1) "لادميرال" اسم للمحامي الفرنسي الذي تولى الدفاع عن الشيخ العقبي ورفيقه السيد عباس تركي.
والبليات جسور المجد لا …*… بد منها لعبور الماجدين
كيف لا نلقى أذاها بالرضى …*… وهي من أسباب فوز المرسلين
فاز موسى بالمناجاة بها …*… وبتسخير العصا في طور سين
وارتقى عيسى الى الله بها …*… وشفى العمي وأحيا الميتين
وتلقى أحمد النصر بها …*… فغزا الأرض وساد العالمين
في سبيل الله ضر مسنا فيكما دون جميع المؤمنين
ولعل الله ما اختاركما …*… دوننا الا لرجحان كمين
ما جنى (الطيب) الا طيبا …*… كيف يرضى حثه للمجرمين؟
كيف يرضى القتل بر مثله …*… إن قتل النفس إجرام مشين؟
هو في (الملعب) (1) هاد هادئى …*… فيه، والمفتي (بلالير) (2) طعين
ما خلا الملعب حتى قيل قد …*… قتل المفتي فسرنا واجمين
وسعى الساعون بهتانا بنا …*… وفشا في الشعب قول المرجفين
ادخلونا مأزقا مستهدفا …*… للردى فيه وقفنا حائرين
قل لهم موتوا بغيظ واذهبوا …*… حسرة إنا خرجنا سالمين
هي مأساة ومسلاة معا …*… دبرت أدوارها للاعبين
وشريط سينمائي حوى …*… صورا مدهشة للناظرين
سجل التاريخ منها صحفا …*… بيمين الصدق فيها لا يمين
ان فيها عبرا ملموسة …*… وعظات جمة للقارئين
__________
(1) الملعب. يقصد "الملعب الرياضي" الذي يوجد بحي العناصر، بالعاصمة وفيه اجتمع أعضاء "حزب المؤتمر".
(2) لالير: اسم النهج الذي أغتيل فيه المفتي كحول.
أيها (العقبي) أقدم ظافرا …*… أنك اليوم إمام الظافرين
وتعزز بشيوخ علية …*… وشباب للبطولات خدين
لم يزل طول المدى مستحكما …*… بيننا حبل من الود متين
لك إلف ليس ينسى الفه …*… (وخليل) لا يحب الآفلين
عنده مثلك بالصدق هوى …*… وله مثلك للشرق حنين
كلما مسك ضر مسه …*… وطغى الدمع عليه والانين
صحب الشعر صبيا يافعا …*… وفتى كهلا يداني الأربعين
يزعم الغاوون عنه أنه …*… في بحور الشعر ربان السفين
جاءك اليوم بشعر صادق …*… عاطفي الوحي قدسي الرنين
لا يبالي بعد هذا الشعر أن …*… لا يقول الشعر دهر الداهرين
قد عرفناك عزيز النفس لا …*… ترتضي في موقف أن تستكين
كيف لا يعتز حر يعتزي …*… لبلاد (عقبة) فيها دفين؟
لم تكن في مجلس الشرع سوى …*… ثابت مستبسل القلب رزين
تنقض الدعوى بقول فيصل …*… وترد الشك منها باليقين
كنت فرد افيه حلت أمة …*… وسجينا معه الشعب سجين
وحباك الله نصرا باهرا …*… أصبح اليوم حديث السائرين
فانتصب فينا زعيما وانتهج …*… للمعالي كلى نهج مستبين
إنما أنت زعيم خالد …*… بارز في الزعماء الخالدين
...
أيها (التركي) أبشر بالمنى …*… واغتبط انك فخر المحسنين
فلكم أسعفت بالمعروف من …*… معدم في قبضة البؤس حزين
كل من نحوك ضر ساقه …*… شاقه ما فيك من عطف ولين
لا أسميك بعباس فقد …*… كنت بساما لكل الوافدين
جل صنع الله في تصويره …*… للبرايا عن أسامي الواضعين
لا عدمناك رفيقا صادقا …*… كاسبا ود الرفاق الصادقين
...
أيها الشعب وكل اسم سما …*… فهو بعد الله للشعب مدين
لك مني الشكر جزلا خالصا …*… بعد شكر الله خير الشاكرين
قد تبرعت بوفر لا ترى …*… فيه منا من ألوف ومئين
ولقيت الخطب جلدا صابرا …*… فانعم اليوم بعقبى الصابرين
نزه العدل ولا ترتب بما …*… أسلف الشرع وثق بالحاكمين
لست أعني حاكمين استظهروا …*… بالقوانين علينا جائرين
أنكروا مؤتمرا قمنا به …*… نبتغي عدل فرنسا هادئين
زعمونا فيه أضدادا لها …*… وخصوما بئس زعم الزاعمين
إن اضداد فرنسا معشر …*… حكموا باسم فرنسا ظالمين
كلما قلنا اقربوا قالوا ابعدوا …*… لا نسوي بالفرنج (الأندجين) (1)
لن تنالوا البر حتى ترفضوا …*… ما لكم من عنصر باق ودين
ما لهم يزهون كبرا هل لهم …*… عنصر يعزى لطيب لا لطين؟
سوف يدرون وإن طال المدى …*… أن هذا الشعب بالمجد قرين
يشهد التاريخ في أسفاره …*… أنه من قبل للمجد قرين
من بقايا أمة (عادية) (2) …*… وسلالات غزاة فاتحين (3)
__________
(1) لاندجين: لقب أطلقه المستعمرون على الجزائريين للتفرقة بينهم وبين المحتلين لبلادهم.
(2) عادية: قديمة، نسبة إلى عاد القبيلة اليمنية البائدة.
عن بواديهم وعن أمصارهم …*… روت الحكمة (روما) و (أثين)
أيها القوم تحلوا بالرضى …*… وتحفوا بالرجال المكرمين
اعملوا قد فسح الله لكم …*… كي يرى آثاركم في العالمين
واحمدوا الله على نعمائه …*… أنه أهل لحمد الحامدين
واجعلوا الخير قصارى قصدكم …*… حزتم الخير وفزتم أجمعين
__________
على أثر الحارثة التي أعدها الاستعمار فأوحى بقتل الشيخ محمد كحول ليلصق التهمة بجمعية العلماء، ويتنوع بذلك إلى قتل الحركة التي قام بها المؤتمر الإسلامي في باريس، وقد بدأ باتهام الشيخ الطيب العقبي أحد أعضاء المجلس الإداري للجمعية وعباس التركي أحد العاملين المحسنين فاعتقلهما، ثم فضح الله الإستعمار، فظهرت براءتهما كفلق الصبح ..
نشرت القصيدة في جريدة البصائر سنة 1939
•---------------------------------•
أعلنوا البشرى فرادى وثبين …*… جاء نصر الله والفتح المبين
إطرحوا عنكم تباريح الجوى …*… وافرحوا، فاليوم عيد المصلحين
خرج الإصلاح من محنته …*… وهو عالي الرأس وضاح الجبين
ونجا (العقبي) و (التركي) من …*… غمرات ناهزت بضع سنين
حلق النسران في جوهما …*… وانثنت حسرى قلوب الصائدين
وخطا الليثان أخطار الزبى …*… مستقلين ولاذا بالعرين
أيها الخلان قد آواكما …*… حرم من جانب الشرع أمين
حكم الشرع بتنزيهكما …*… ونفى بالحق دعوى المبطلين
من عظيم الفخر أن زكاكما …*… في حمى الشرع عظام الشاهدين
ومحامون بصدق عنكما …*… وقفوا للخصم كالسد الحصين
(لادمرال) (1) الحر حام جنبهم …*… ثابت العزمة كالطود الركين
النصارى واليهود استبشروا …*… عندما برئتما كالمسلمين
واذا الله تولى عبده …*… أقبل الخلق عليه طائعين
فهنيئا لكما ما أعقبت …*… هذه البلوى من النصر المكين
سنة الله انتشال المبتلى …*… من يد البلوى ولو من بعد حين
__________
(1) "لادميرال" اسم للمحامي الفرنسي الذي تولى الدفاع عن الشيخ العقبي ورفيقه السيد عباس تركي.
والبليات جسور المجد لا …*… بد منها لعبور الماجدين
كيف لا نلقى أذاها بالرضى …*… وهي من أسباب فوز المرسلين
فاز موسى بالمناجاة بها …*… وبتسخير العصا في طور سين
وارتقى عيسى الى الله بها …*… وشفى العمي وأحيا الميتين
وتلقى أحمد النصر بها …*… فغزا الأرض وساد العالمين
في سبيل الله ضر مسنا فيكما دون جميع المؤمنين
ولعل الله ما اختاركما …*… دوننا الا لرجحان كمين
ما جنى (الطيب) الا طيبا …*… كيف يرضى حثه للمجرمين؟
كيف يرضى القتل بر مثله …*… إن قتل النفس إجرام مشين؟
هو في (الملعب) (1) هاد هادئى …*… فيه، والمفتي (بلالير) (2) طعين
ما خلا الملعب حتى قيل قد …*… قتل المفتي فسرنا واجمين
وسعى الساعون بهتانا بنا …*… وفشا في الشعب قول المرجفين
ادخلونا مأزقا مستهدفا …*… للردى فيه وقفنا حائرين
قل لهم موتوا بغيظ واذهبوا …*… حسرة إنا خرجنا سالمين
هي مأساة ومسلاة معا …*… دبرت أدوارها للاعبين
وشريط سينمائي حوى …*… صورا مدهشة للناظرين
سجل التاريخ منها صحفا …*… بيمين الصدق فيها لا يمين
ان فيها عبرا ملموسة …*… وعظات جمة للقارئين
__________
(1) الملعب. يقصد "الملعب الرياضي" الذي يوجد بحي العناصر، بالعاصمة وفيه اجتمع أعضاء "حزب المؤتمر".
(2) لالير: اسم النهج الذي أغتيل فيه المفتي كحول.
أيها (العقبي) أقدم ظافرا …*… أنك اليوم إمام الظافرين
وتعزز بشيوخ علية …*… وشباب للبطولات خدين
لم يزل طول المدى مستحكما …*… بيننا حبل من الود متين
لك إلف ليس ينسى الفه …*… (وخليل) لا يحب الآفلين
عنده مثلك بالصدق هوى …*… وله مثلك للشرق حنين
كلما مسك ضر مسه …*… وطغى الدمع عليه والانين
صحب الشعر صبيا يافعا …*… وفتى كهلا يداني الأربعين
يزعم الغاوون عنه أنه …*… في بحور الشعر ربان السفين
جاءك اليوم بشعر صادق …*… عاطفي الوحي قدسي الرنين
لا يبالي بعد هذا الشعر أن …*… لا يقول الشعر دهر الداهرين
قد عرفناك عزيز النفس لا …*… ترتضي في موقف أن تستكين
كيف لا يعتز حر يعتزي …*… لبلاد (عقبة) فيها دفين؟
لم تكن في مجلس الشرع سوى …*… ثابت مستبسل القلب رزين
تنقض الدعوى بقول فيصل …*… وترد الشك منها باليقين
كنت فرد افيه حلت أمة …*… وسجينا معه الشعب سجين
وحباك الله نصرا باهرا …*… أصبح اليوم حديث السائرين
فانتصب فينا زعيما وانتهج …*… للمعالي كلى نهج مستبين
إنما أنت زعيم خالد …*… بارز في الزعماء الخالدين
...
أيها (التركي) أبشر بالمنى …*… واغتبط انك فخر المحسنين
فلكم أسعفت بالمعروف من …*… معدم في قبضة البؤس حزين
كل من نحوك ضر ساقه …*… شاقه ما فيك من عطف ولين
لا أسميك بعباس فقد …*… كنت بساما لكل الوافدين
جل صنع الله في تصويره …*… للبرايا عن أسامي الواضعين
لا عدمناك رفيقا صادقا …*… كاسبا ود الرفاق الصادقين
...
أيها الشعب وكل اسم سما …*… فهو بعد الله للشعب مدين
لك مني الشكر جزلا خالصا …*… بعد شكر الله خير الشاكرين
قد تبرعت بوفر لا ترى …*… فيه منا من ألوف ومئين
ولقيت الخطب جلدا صابرا …*… فانعم اليوم بعقبى الصابرين
نزه العدل ولا ترتب بما …*… أسلف الشرع وثق بالحاكمين
لست أعني حاكمين استظهروا …*… بالقوانين علينا جائرين
أنكروا مؤتمرا قمنا به …*… نبتغي عدل فرنسا هادئين
زعمونا فيه أضدادا لها …*… وخصوما بئس زعم الزاعمين
إن اضداد فرنسا معشر …*… حكموا باسم فرنسا ظالمين
كلما قلنا اقربوا قالوا ابعدوا …*… لا نسوي بالفرنج (الأندجين) (1)
لن تنالوا البر حتى ترفضوا …*… ما لكم من عنصر باق ودين
ما لهم يزهون كبرا هل لهم …*… عنصر يعزى لطيب لا لطين؟
سوف يدرون وإن طال المدى …*… أن هذا الشعب بالمجد قرين
يشهد التاريخ في أسفاره …*… أنه من قبل للمجد قرين
من بقايا أمة (عادية) (2) …*… وسلالات غزاة فاتحين (3)
__________
(1) لاندجين: لقب أطلقه المستعمرون على الجزائريين للتفرقة بينهم وبين المحتلين لبلادهم.
(2) عادية: قديمة، نسبة إلى عاد القبيلة اليمنية البائدة.
عن بواديهم وعن أمصارهم …*… روت الحكمة (روما) و (أثين)
أيها القوم تحلوا بالرضى …*… وتحفوا بالرجال المكرمين
اعملوا قد فسح الله لكم …*… كي يرى آثاركم في العالمين
واحمدوا الله على نعمائه …*… أنه أهل لحمد الحامدين
واجعلوا الخير قصارى قصدكم …*… حزتم الخير وفزتم أجمعين
__________
على أثر الحارثة التي أعدها الاستعمار فأوحى بقتل الشيخ محمد كحول ليلصق التهمة بجمعية العلماء، ويتنوع بذلك إلى قتل الحركة التي قام بها المؤتمر الإسلامي في باريس، وقد بدأ باتهام الشيخ الطيب العقبي أحد أعضاء المجلس الإداري للجمعية وعباس التركي أحد العاملين المحسنين فاعتقلهما، ثم فضح الله الإستعمار، فظهرت براءتهما كفلق الصبح ..
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
يا أمة الخير
يا أمة الخير
(1) نشرت في جريدة البصائر سنة 1939.
•---------------------------------•
حياك شهر ربيع …*… بكل حسن بديع
مذكرا برسول …*… للعالمين شفيع
مبارك حل فيه …*… حلول غيث بريع
أهل فيه بصوت …*… عذب وسمت وديع
فكان أذكى وليد …*… وكان أزكى رضيع
وكان خيررسول …*… للمشركين قريع
أسدى الينا صنيعا …*… ما مثله من صنيع
فجاءنا بكتاب …*… من الاله رفيع
ما انفك يأسر منا …*… فؤاد كل سميع
يا أمة الخير لبي …*… دعاءه وأطيعي
ولا تهيني كنوزا …*… من آيه أو تضيعي
محمد ليس يرضى …*… أن توصمي بشنيع
محمد ليس يرضى …*… أن تخلدي لوضيع
فأوى الى الله تأوي …*… الى الجناب المنيع
بيعي له كل غال …*… بجنة الخلد بيعي
وآزري حزب طه …*… بجهدك المستطيع
إن الشقاق فظيع …*… يدعو لكل فظيع
والشاة للذئب سهم …*… إن فرطت في القطيع
يا أمة الخير هبي …*… الى المتاب السريع
قومي بدينك قومي …*… قوية لا تميعي
فليس رخو كصلب …*… وظالع كظليع
كوني لطه كجند …*… من صحب طه شجيع
فدوا من الضيم طه …*… ودينه بالنجيع
أزكى رضى الله عنهم …*… من صارع وصريع
مجندل في الفيافي …*… أوملحد في البقيع
فاقفيهم تحت ضوء …*… من الرجاء سطيع
وتابعي هدي طه …*… وشايعي وأذيعي
فما له من ضريب …*… في هديه أو ضريع
هو المشفع فينا …*… يوم الحساب المريع
فلا عدمناه نورا …*… ورحمة للجميع
(1) نشرت في جريدة البصائر سنة 1939.
•---------------------------------•
حياك شهر ربيع …*… بكل حسن بديع
مذكرا برسول …*… للعالمين شفيع
مبارك حل فيه …*… حلول غيث بريع
أهل فيه بصوت …*… عذب وسمت وديع
فكان أذكى وليد …*… وكان أزكى رضيع
وكان خيررسول …*… للمشركين قريع
أسدى الينا صنيعا …*… ما مثله من صنيع
فجاءنا بكتاب …*… من الاله رفيع
ما انفك يأسر منا …*… فؤاد كل سميع
يا أمة الخير لبي …*… دعاءه وأطيعي
ولا تهيني كنوزا …*… من آيه أو تضيعي
محمد ليس يرضى …*… أن توصمي بشنيع
محمد ليس يرضى …*… أن تخلدي لوضيع
فأوى الى الله تأوي …*… الى الجناب المنيع
بيعي له كل غال …*… بجنة الخلد بيعي
وآزري حزب طه …*… بجهدك المستطيع
إن الشقاق فظيع …*… يدعو لكل فظيع
والشاة للذئب سهم …*… إن فرطت في القطيع
يا أمة الخير هبي …*… الى المتاب السريع
قومي بدينك قومي …*… قوية لا تميعي
فليس رخو كصلب …*… وظالع كظليع
كوني لطه كجند …*… من صحب طه شجيع
فدوا من الضيم طه …*… ودينه بالنجيع
أزكى رضى الله عنهم …*… من صارع وصريع
مجندل في الفيافي …*… أوملحد في البقيع
فاقفيهم تحت ضوء …*… من الرجاء سطيع
وتابعي هدي طه …*… وشايعي وأذيعي
فما له من ضريب …*… في هديه أو ضريع
هو المشفع فينا …*… يوم الحساب المريع
فلا عدمناه نورا …*… ورحمة للجميع
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
ويخلد الإسلام
ويخلد الإسلام
(1) نشرت بمجلة "الشهاب " ج: (6) م: (5) - 1939.
وعليها تعليق يأتي في ذيل القصيدة.
•---------------------------------•
أشرقي كالضحى عداك الظلام …*… يا وجوه الرضى عليك السلام
وأنيري حفل الشبيبة بشرى …*… فهو حفل للمهتدين يقام
طاب فيه السماع للمنصت الوا …*… عي كما طاب للبليغ الكلام
وتجلى فيه الهدى وسما الذو …*… ق وعم الرضى وساد النظام
والتقت في رضى الاله نفوس …*… ما لها في رضى سواه مرام
جاثمات كأنها لبؤات …*… في جسوم كأنها آجام
اشتراها منا الاله بفردو …*… س كريم يثويه قوم كرام
نحن جند الاله في السر والجهـ …*… ـر وجند الاله ليس يضام
حولنا منه في البلاء حصون …*… وعلينا منه لدى البأس لام
نبتغي نصر دينه الحق يحدو …*… نا ولاء لدينه وذمام
باهتمام كأنه سمهري …*… واعتزام كأنه صمصام
ونوالي فيه النذارة بالحـ …*… ـق وان أبغض النذير الأنام
ربما لا يفيد في الأنفس الإغـ …*… ـضاء والصفح ما يفيد الملام
فرط الناس في الحدود فأمست …*… تتبارى في دوسها الاقدام
نشر الكفر في حمى الدن ذكرا …*… هـ وأحيت عهودها الأصنام
وغدا البغي ظافرا حوله الجنـ …*… ـد عزيزا تظله الأعلام
وفشا الزور والقمار على الار …*… ض وراج الخنا بها والمدام
واستطار الفساد واستفحل الشـ …*… ـر وعم الاذى وطم الخصام
هذه الأرض للقوي سماط …*… ليس فيها غير الضعيف طعام
أكثر الناس يوزعون عليها …*… بالهراوي كانهم أنعام
هذه أنفس البرايا مرايا …*… أصدأتها الذنوب والآثام
حل فيها من الخطيئات ران …*… وعلاها من المعاصي غمام
ملؤها شهوة وكبر ومكر …*… وغرور وفتنة واغتمام
واحاط الهوى بها فاصيبت …*… بسقام الهوى وبئس السقام
هذه الدور جلها تهتك الاعـ …*… ـراض فيها وتقطع الارحام
ويشيع المغتاب فيها الاقاويـ …*… ـل فيعنى بنقلها النمام
ألسن تحتوي على السم كالحيـ …*… ـات فيها ليونة وعرام
لاذعات كأنها جمرات قاطعات كأنها أجلام
كم اصابت بإفكها من بريء …*… لم يحم حوله مدى العمر ذام
هذه الطرق للمناكر سوق …*… وعليها من العصاة ازدحام
تبصر العن كل ما يؤلم القلـ …*… ـب فكم في قلوبنا آلام
ينهر السائلون فيها وتستبـ …*… ـكى الايامى وتقهر الأيتام
ويساق الأجير كالعير للشغـ …*… ـل على وجهه الحزين قتام
ويتيه الثراة كبرا على النا …*… س وتقسو عليهم الحكام
والملاهي مذاعة تعلن الافـ …*… ـواه عنها وتكتب الاقلام
والمشاريع صعبة يندر البـ …*… ـناء فيها ويكثر الهدام
وينادى لها الغني ويرجى …*… وهو لاه بماله مستهام
واثق بالحياة وهي غرور …*… مستعز بالمال وهو حطام
والبغايا طليقة يفتن الشيـ …*… ـخ بإغوائها ويغرى الغلام
آه من عشرة القصور ففيها …*… موبقات من الأمور جسام
آه من عشرة القصورففيها …*… ليس ينجي من الشرور اعتصام
ليتني كنت سائحا موطني البيـ …*… ـد ولبسي المسوح والأهدام
وطعامي النبات من كل نوع …*… ومبيتي الكهوف والآكام
وسميري النجوم والطير فيها …*… وعشيرى الوعول والآرام
وجهتي للذي هداني وقصدي …*… وصلاتي لوجهه والصيام
والبراري مثل الفراديس يصفو الـ …*… ـمكث في ظلها ويسمو المقام
ليس فيها خطيئة وانتقاص …*… ليس فيها قطيعة وانتقام
ما بها حرم الحلال بلا خو …*… ف من الله أو أحل الحرام
فأقيموا شعائر الله واخشوا …*… جانب الله أيها الاقوام
علموا أهلكم من العلم حظا …*… نافعا تستغله الافهام
علموا الطفل ما به يتزكى …*… قبل أن يستبين منه احتلام
علموا البنت ما به تحصن النفـ …*… ـس لينكف عن أذاها اللئام
علموا المرء كل ما فيه مجد …*… وشفوف لقدره واحترام
علموا المرأة الحقائق في الديـ …*… ـن فقد طوحت بها الاوهام
علموها كيف النظام وكيف السـ …*… ـعي في بيتها وكيف القيام
علموها كيف الرعاية للطفـ …*… ـل وكيف التلقين والإلهام
علموها كيف التودد للزو …*… ج وكيف التقدير والإعظام
علموها كيف الوقأية مما …*… هاجمتها بشره الايام
لا تغرنها بضاعة نخا …*… سين كانت بها الإماء تسام
كيف تنجو من الشرور نساء …*… لا يواري وجوههن لثام؟
صار خلق العفاف أندر خلق …*… وتفشى الفسوق والاجرام
عصمة المرأة احتجاب وصون …*… وإباء وعفة واحتشام
علموا أمة الجزائر فالعلـ …*… ـم دليل لخيرها وزمام
علموها دينا من الله سمحا …*… ليس فيه إصر ولا إرغام
بثه في الورى رسول أمين …*… منقذ للورى رؤوف همام
جاء والناس في ضلال وزيغ …*… فهداهم صراطه فاستقاموا
ولسانا حروفه نبرات …*… مطربات كأنها أنغام
أبديا لا يعتريه فناء …*… عربيا ما شابه إعجام
صالحا في اللغات للدرس كالعسـ …*… ـجد تجلى شذوره وهو خام
باهت البيد زخرف الروض بالفصـ …*… ـحى وتاهت على القصور الخيام
واحرسوا حقكم فقد سيم نهبا …*… لا تناموا عن حقكم لا تناموا
وجهوا وجه شعبكم للمعالي …*… فهي أهدافه ونحن السهام
واجعلوا الدين رائدا وإماما …*… ليس كالدين رائد وإمام
كل ما يشرع ابن آدم يفنى …*… ولما يشرع الاله الدوام
سوف تهوي مبادئ الكفر صرعى …*… فانيات ويخلد الإسلام!!
__________
ألقى الشاعر الكبير هذه القصيدة البليغة في الحفلة التي أقامتها جمعية مدرسة الشبيبة بالعاصعة. وقد كان- ولا شك- متأثرا بما يرى ويسمع من المفاسد والمظالم فتمنى أن لو فارق هذه المدينة بادية لا أنيس فيها وقد أبدع شاعرنا في تصوير تلك المفاسد والمظالم غير أن نفسه في تصوير الأولى كان أطول منه في تصوير الثانية، ولماذا؟ لأنه يعيش في وطن الجزائر .. !
(1) نشرت بمجلة "الشهاب " ج: (6) م: (5) - 1939.
وعليها تعليق يأتي في ذيل القصيدة.
•---------------------------------•
أشرقي كالضحى عداك الظلام …*… يا وجوه الرضى عليك السلام
وأنيري حفل الشبيبة بشرى …*… فهو حفل للمهتدين يقام
طاب فيه السماع للمنصت الوا …*… عي كما طاب للبليغ الكلام
وتجلى فيه الهدى وسما الذو …*… ق وعم الرضى وساد النظام
والتقت في رضى الاله نفوس …*… ما لها في رضى سواه مرام
جاثمات كأنها لبؤات …*… في جسوم كأنها آجام
اشتراها منا الاله بفردو …*… س كريم يثويه قوم كرام
نحن جند الاله في السر والجهـ …*… ـر وجند الاله ليس يضام
حولنا منه في البلاء حصون …*… وعلينا منه لدى البأس لام
نبتغي نصر دينه الحق يحدو …*… نا ولاء لدينه وذمام
باهتمام كأنه سمهري …*… واعتزام كأنه صمصام
ونوالي فيه النذارة بالحـ …*… ـق وان أبغض النذير الأنام
ربما لا يفيد في الأنفس الإغـ …*… ـضاء والصفح ما يفيد الملام
فرط الناس في الحدود فأمست …*… تتبارى في دوسها الاقدام
نشر الكفر في حمى الدن ذكرا …*… هـ وأحيت عهودها الأصنام
وغدا البغي ظافرا حوله الجنـ …*… ـد عزيزا تظله الأعلام
وفشا الزور والقمار على الار …*… ض وراج الخنا بها والمدام
واستطار الفساد واستفحل الشـ …*… ـر وعم الاذى وطم الخصام
هذه الأرض للقوي سماط …*… ليس فيها غير الضعيف طعام
أكثر الناس يوزعون عليها …*… بالهراوي كانهم أنعام
هذه أنفس البرايا مرايا …*… أصدأتها الذنوب والآثام
حل فيها من الخطيئات ران …*… وعلاها من المعاصي غمام
ملؤها شهوة وكبر ومكر …*… وغرور وفتنة واغتمام
واحاط الهوى بها فاصيبت …*… بسقام الهوى وبئس السقام
هذه الدور جلها تهتك الاعـ …*… ـراض فيها وتقطع الارحام
ويشيع المغتاب فيها الاقاويـ …*… ـل فيعنى بنقلها النمام
ألسن تحتوي على السم كالحيـ …*… ـات فيها ليونة وعرام
لاذعات كأنها جمرات قاطعات كأنها أجلام
كم اصابت بإفكها من بريء …*… لم يحم حوله مدى العمر ذام
هذه الطرق للمناكر سوق …*… وعليها من العصاة ازدحام
تبصر العن كل ما يؤلم القلـ …*… ـب فكم في قلوبنا آلام
ينهر السائلون فيها وتستبـ …*… ـكى الايامى وتقهر الأيتام
ويساق الأجير كالعير للشغـ …*… ـل على وجهه الحزين قتام
ويتيه الثراة كبرا على النا …*… س وتقسو عليهم الحكام
والملاهي مذاعة تعلن الافـ …*… ـواه عنها وتكتب الاقلام
والمشاريع صعبة يندر البـ …*… ـناء فيها ويكثر الهدام
وينادى لها الغني ويرجى …*… وهو لاه بماله مستهام
واثق بالحياة وهي غرور …*… مستعز بالمال وهو حطام
والبغايا طليقة يفتن الشيـ …*… ـخ بإغوائها ويغرى الغلام
آه من عشرة القصور ففيها …*… موبقات من الأمور جسام
آه من عشرة القصورففيها …*… ليس ينجي من الشرور اعتصام
ليتني كنت سائحا موطني البيـ …*… ـد ولبسي المسوح والأهدام
وطعامي النبات من كل نوع …*… ومبيتي الكهوف والآكام
وسميري النجوم والطير فيها …*… وعشيرى الوعول والآرام
وجهتي للذي هداني وقصدي …*… وصلاتي لوجهه والصيام
والبراري مثل الفراديس يصفو الـ …*… ـمكث في ظلها ويسمو المقام
ليس فيها خطيئة وانتقاص …*… ليس فيها قطيعة وانتقام
ما بها حرم الحلال بلا خو …*… ف من الله أو أحل الحرام
فأقيموا شعائر الله واخشوا …*… جانب الله أيها الاقوام
علموا أهلكم من العلم حظا …*… نافعا تستغله الافهام
علموا الطفل ما به يتزكى …*… قبل أن يستبين منه احتلام
علموا البنت ما به تحصن النفـ …*… ـس لينكف عن أذاها اللئام
علموا المرء كل ما فيه مجد …*… وشفوف لقدره واحترام
علموا المرأة الحقائق في الديـ …*… ـن فقد طوحت بها الاوهام
علموها كيف النظام وكيف السـ …*… ـعي في بيتها وكيف القيام
علموها كيف الرعاية للطفـ …*… ـل وكيف التلقين والإلهام
علموها كيف التودد للزو …*… ج وكيف التقدير والإعظام
علموها كيف الوقأية مما …*… هاجمتها بشره الايام
لا تغرنها بضاعة نخا …*… سين كانت بها الإماء تسام
كيف تنجو من الشرور نساء …*… لا يواري وجوههن لثام؟
صار خلق العفاف أندر خلق …*… وتفشى الفسوق والاجرام
عصمة المرأة احتجاب وصون …*… وإباء وعفة واحتشام
علموا أمة الجزائر فالعلـ …*… ـم دليل لخيرها وزمام
علموها دينا من الله سمحا …*… ليس فيه إصر ولا إرغام
بثه في الورى رسول أمين …*… منقذ للورى رؤوف همام
جاء والناس في ضلال وزيغ …*… فهداهم صراطه فاستقاموا
ولسانا حروفه نبرات …*… مطربات كأنها أنغام
أبديا لا يعتريه فناء …*… عربيا ما شابه إعجام
صالحا في اللغات للدرس كالعسـ …*… ـجد تجلى شذوره وهو خام
باهت البيد زخرف الروض بالفصـ …*… ـحى وتاهت على القصور الخيام
واحرسوا حقكم فقد سيم نهبا …*… لا تناموا عن حقكم لا تناموا
وجهوا وجه شعبكم للمعالي …*… فهي أهدافه ونحن السهام
واجعلوا الدين رائدا وإماما …*… ليس كالدين رائد وإمام
كل ما يشرع ابن آدم يفنى …*… ولما يشرع الاله الدوام
سوف تهوي مبادئ الكفر صرعى …*… فانيات ويخلد الإسلام!!
__________
ألقى الشاعر الكبير هذه القصيدة البليغة في الحفلة التي أقامتها جمعية مدرسة الشبيبة بالعاصعة. وقد كان- ولا شك- متأثرا بما يرى ويسمع من المفاسد والمظالم فتمنى أن لو فارق هذه المدينة بادية لا أنيس فيها وقد أبدع شاعرنا في تصوير تلك المفاسد والمظالم غير أن نفسه في تصوير الأولى كان أطول منه في تصوير الثانية، ولماذا؟ لأنه يعيش في وطن الجزائر .. !
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
فتح جديد
فتح جديد
أنشدت في مدرسة (الهدى) بمدينة القنطرة، بمناسبة افتتاحها يوم الخميس 16 صفر عام 1366هـ.
ونشرت في مجلة (العبقرية) العدد الأول سنة 1366هـ.
•---------------------------------•
فتح جديد قد بدا …*… في فتح (مدرسة الهدى)
بشرى لقنطرة سمت …*… ونمت شبابا رشدا
دكوا الى العلياء وعـ …*… ـر طريقها فتمهدا
بعزيمة تدلى الأشـ …*… ـم لهم وتدني الأبعدا
مجد صنائع سادة …*… ما ضاع ما صنعوا سدى
قد لاح مخطوطا على …*… لوح الزمان مخلدا
من شأنهم ولنشئهم …*… جئنا ندشن معهدا
(عبد اللطيف) بأفقه الـ …*… ـوضاء أمسى فرقدا
أورى الذكاء القنطر …*… ي بعلمه فتوقدا
وسقا وحاط بغرسه …*… نبع الصبا فتصعدا
صان البنين هدى وبالـ …*… ـصنو (الأمين) استنجدا
ما خاب من جعل (الأميـ …*… ـن) له يدا وبه اقتدى (1)
حي البنين بمعهد …*… حر تمثل مأسدا
فهم الشبول اليوم فيـ …*… ـه وهم ضراغمة غدا
__________
(1) الأستاذ عبد اللطيف والأستاذ محمد الأمين أخوان عالمان مصلحان كانت لهما اليد الأولى في الدعوة إلى تأسيس هذه المدرسة والإشراف عليها.
ولهم بإذن الله أخبـ …*… ـار تفوق المبتدا
عرضت (بقنطرة) (1) الطبيـ …*… ـعة حسنها متجردا
لوح من الرسم القديم …*… به القدير تفردا
أنفاسها تذكى العبيـ …*… ـر بها فتحيي الملحدا
فكأنما نفس ابن مريـ …*… ـم راح فيها واغتدى
وترى الحياة تبسطت …*… فيها فلن تتعقدا
والقنطري ابن الطبيـ …*… ـعة يبتغي أن يسعدا
فلذلك استرعى الطبيـ …*… ـعة كاسبا واسترفدا
وترى الحدائق نضرة …*… خضراء بللها الندى
وترى الغصون بها ثنى …*… متأود متأودا
رقصت على نغم الصبا …*… رقصا يهز الجلمدا
وترى الجداول حولها …*… تجري على طول المدى
الماء يصبح فضة …*… فيها ويسمي عسجدا
وكأن صوت خريره …*… صوت الهزار اذا شدا
صوت المياه اذا جرت …*… يسلي الشجي المكمدا
ولعله واتى لدا …*… وود الزبور فأنشدا
ولعله دل الغر …*… يض على الغناء ومعبدا
وترى النخيل مبعثرا …*… من حولها ومنضدا
فكأنه جيش بثغـ …*… ـر للعدو ترصدا
وترى الجبال ببألسها …*… من عهد آدم شهدا
__________
(1) القنطرة ة بلدة تقع شرق الجزائر بين باتنة وبسكرة.
نحن الجبال بنو الجبا …*… ل صدى الجبال بنا حدا
ركب الى العرفان أتـ …*… ـهم في سراه وأنجدا
من سامنا بإذاية …*… فعلى الجبال قد اعتدى
ومن استهان بنا أستها …*… ن بها فحل به الردى
لا خوف من ظلم الطر …*… يق فقد جلونا المقصدا
جاء (البشير) فبشر الأعـ …*… ـمى فأبصر واهتدى
شعب الجزائر بالقلو …*… ب إلى (البشير) توددا
من كان للوطن العزيـ …*… ـز فدى فنحن له الفدى
يا أيها الشعب استبق …*… للصالحات وطل يدا
إني أراك منكرا …*… بين الشعوب منكدا
أحثث خطاك فمن يعش …*… وكلا يعش مستعبدا
ودع الفراق فإنه …*… أقصى الرفاق وبددا
ودع الهوى إن الهوى …*… لك في العدا شرالعدا!
حكم هدى الإسلام تر …*… ض الله ترض محمدا
واقف الهداة الراشديتـ …*… ـن الركعين السجدا
صوت السماوات العلى …*… صوت الهداة له صدى
فمن استجاب لصوتهم …*… نال النعيم السرمدا
أنشدت في مدرسة (الهدى) بمدينة القنطرة، بمناسبة افتتاحها يوم الخميس 16 صفر عام 1366هـ.
ونشرت في مجلة (العبقرية) العدد الأول سنة 1366هـ.
•---------------------------------•
فتح جديد قد بدا …*… في فتح (مدرسة الهدى)
بشرى لقنطرة سمت …*… ونمت شبابا رشدا
دكوا الى العلياء وعـ …*… ـر طريقها فتمهدا
بعزيمة تدلى الأشـ …*… ـم لهم وتدني الأبعدا
مجد صنائع سادة …*… ما ضاع ما صنعوا سدى
قد لاح مخطوطا على …*… لوح الزمان مخلدا
من شأنهم ولنشئهم …*… جئنا ندشن معهدا
(عبد اللطيف) بأفقه الـ …*… ـوضاء أمسى فرقدا
أورى الذكاء القنطر …*… ي بعلمه فتوقدا
وسقا وحاط بغرسه …*… نبع الصبا فتصعدا
صان البنين هدى وبالـ …*… ـصنو (الأمين) استنجدا
ما خاب من جعل (الأميـ …*… ـن) له يدا وبه اقتدى (1)
حي البنين بمعهد …*… حر تمثل مأسدا
فهم الشبول اليوم فيـ …*… ـه وهم ضراغمة غدا
__________
(1) الأستاذ عبد اللطيف والأستاذ محمد الأمين أخوان عالمان مصلحان كانت لهما اليد الأولى في الدعوة إلى تأسيس هذه المدرسة والإشراف عليها.
ولهم بإذن الله أخبـ …*… ـار تفوق المبتدا
عرضت (بقنطرة) (1) الطبيـ …*… ـعة حسنها متجردا
لوح من الرسم القديم …*… به القدير تفردا
أنفاسها تذكى العبيـ …*… ـر بها فتحيي الملحدا
فكأنما نفس ابن مريـ …*… ـم راح فيها واغتدى
وترى الحياة تبسطت …*… فيها فلن تتعقدا
والقنطري ابن الطبيـ …*… ـعة يبتغي أن يسعدا
فلذلك استرعى الطبيـ …*… ـعة كاسبا واسترفدا
وترى الحدائق نضرة …*… خضراء بللها الندى
وترى الغصون بها ثنى …*… متأود متأودا
رقصت على نغم الصبا …*… رقصا يهز الجلمدا
وترى الجداول حولها …*… تجري على طول المدى
الماء يصبح فضة …*… فيها ويسمي عسجدا
وكأن صوت خريره …*… صوت الهزار اذا شدا
صوت المياه اذا جرت …*… يسلي الشجي المكمدا
ولعله واتى لدا …*… وود الزبور فأنشدا
ولعله دل الغر …*… يض على الغناء ومعبدا
وترى النخيل مبعثرا …*… من حولها ومنضدا
فكأنه جيش بثغـ …*… ـر للعدو ترصدا
وترى الجبال ببألسها …*… من عهد آدم شهدا
__________
(1) القنطرة ة بلدة تقع شرق الجزائر بين باتنة وبسكرة.
نحن الجبال بنو الجبا …*… ل صدى الجبال بنا حدا
ركب الى العرفان أتـ …*… ـهم في سراه وأنجدا
من سامنا بإذاية …*… فعلى الجبال قد اعتدى
ومن استهان بنا أستها …*… ن بها فحل به الردى
لا خوف من ظلم الطر …*… يق فقد جلونا المقصدا
جاء (البشير) فبشر الأعـ …*… ـمى فأبصر واهتدى
شعب الجزائر بالقلو …*… ب إلى (البشير) توددا
من كان للوطن العزيـ …*… ـز فدى فنحن له الفدى
يا أيها الشعب استبق …*… للصالحات وطل يدا
إني أراك منكرا …*… بين الشعوب منكدا
أحثث خطاك فمن يعش …*… وكلا يعش مستعبدا
ودع الفراق فإنه …*… أقصى الرفاق وبددا
ودع الهوى إن الهوى …*… لك في العدا شرالعدا!
حكم هدى الإسلام تر …*… ض الله ترض محمدا
واقف الهداة الراشديتـ …*… ـن الركعين السجدا
صوت السماوات العلى …*… صوت الهداة له صدى
فمن استجاب لصوتهم …*… نال النعيم السرمدا
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
رعد البشائر
رعد البشائر
هذا لحن عبقري من ألحان محمد العيد، جاشت به قريحته على اثر أعمال ودروس قام بها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء الجزائريين، في مدينة باتنة.
ولكي نتيح القارئ فرصة الاستمتاع بالقصيدة، نستغني بما جاء فيها من إشارات ونكت وأعلام.
وقد نشرت في العدد 3 من البصائر سنة 1947.
•---------------------------------•
بباتنة رعد البشائر لعلعا …*… فأطرب (أوراسا) بها (والشلعلعا) (1)
وجادت غيوث البر كل رحابها …*… فجادت وعادت للمبرات مرتعا
وأخصبت الآمال فيها وأينعت …*… كما أخصب الروض الجديب وأينعا
فلا غرو أن تزهى بعهد مبارك …*… لها وتهز الرأس فيه وترفعا
بمدرسة دينية عربية …*… أعدت لإرواء المدارك منبعا
نمت ونمى النشئ الصغير على الهدى …*… بها ووعى فيها من العلم ما وعى
وشبت فأمست للشباب كقلعة …*… محصنة فيها الشباب تمنعا
الى جامع لاذ الهداة بظله …*… وفاؤوا اليه قانتين وخشعا
وناد بديع لو ينادى شبابه …*… الى المثل العليا للبى وأسرعا
وجو عجيب ينثر الثلج ناصعا …*… كذوب لجين أو يرى منه أنصعا
وشمس خلال السحب تبدو وتختفي …*… حياء ويرجوها النبات لتسطعا
ودور لإكرام الضيوف تفتحت …*… وشعب الى صوت (البشير) تطلعا
__________
(1) (أوراس) و (الشلعلع) جبلان من جبال الشرق الجزائري.
فأهلا وسهلا بالبشير متوجا …*… بتاج تحلى بالنهى وترصعا
إمارة عرفان يسوس أمورها …*… أمير على دست البيان تربعا
يواليه شعب للعروبة ينتمي …*… ويصبو كما والى اليمانون تبعا
يبايع قلبي قبل كفي عالما …*… على الملك أربى قدره وترفعا-
تغذى من الفصحى بمحض لبانها …*… وشب على آدابها وترعرعا
أدرك من فقه الشريعة سؤله …*… وأصل في شتى العلوم وفرعا
وسار الى الستين يحمل عبئها …*… وعبء المعالي ما ونى أو تزعزعا
لقد عن لي من درسه أن عقله …*… بفلسفة دينية قد تشبعا
أراه بها يرقى المراقي فكرة …*… وينزع فيها (للغزالي) منزعا
ويكشف عن صوفية سلفية …*… الى وردها الصافي (القشيري) ألمعا
وقد عن لي من لطفه أن قلبه …*… كمسك تزكى طيبة وتضوعا
أشاهد منه العطف مهما لقيته …*… وألمس فيه الرفق بي والرضى معا
ويرجز (كالعجاج) لي أو كرؤبة …*… وذاكرة في حفظ ما شئت أطوعا
فلو شئت شأو (الشنفرى) لبلغته …*… ولم تقتنع حتى تبز (المقنعا)
ولو شئت إحصاء لما قد حفظته …*… لفاخرت (حمادا) به (وابن أصمعا)
رحلت الينا فاحصا متفقدا …*… ضنانا وأحكمت الدواء لينجعا
فيا ليتنا نرمي الدسائس جانبا …*… ويا ليتنا ننفي الخسائس أجمعا
وجزت إلى (أرض النخيل) (1) مبادرا …*… لها لتحل المشكلات وتدفعا
فهل نخلت أرض النخيل شؤنها …*… وهل شرعت مشروعها المتوقعا
رفيقك معمار عرفناه ماهرا (2) …*… تفنن في دار (الحديث) (3) وأبدعا
__________
(1) أرض لنخيل: مدينة بسكرة وضواحيها.
(2) هو السيد عبد الرحمن بوشامة المهندس وقد كان مرافقا للأستاذ في هذه المرحلة.
(3) دار الحديث: مدرسة حرة شادها المحسنون بتلمسان تحت إشراف الأستاذ الرئيس الشيخ الإبراهيمي رحمه الله.
كأنك في استصحابه لك عارض …*… على نشئنا أعلى مثال ليتبعا
وما نال مجدا غير من كان دونه …*… تجرع مرا راضيا ما تجرعا
ولا يلحق الأحرار من لم يكن إلى …*… منازلهم بالصالحات تذرعا
وما الحر إلا من تيمم معهدا …*… ليقتبس العلم الصحيح فينفعا
وإلا من اعلولى عن النفس همة …*… وأعرض عن أغراضها وتورعا
وإلا من اختاض الوغى في كتيبة …*… ليفتح مصرا أو يلاقي مصرعا
فيا أيها الشعب الذليل أما ترى …*… لجارك هما بالسيادة مولعا
بنو الغرب حازوا عالم الأرض كله …*… وإن لهم في عالم النجم مطمعا!
فهل حزت في الأرض التي أنت نجلها …*… من الحكم شبرا أو من الملك إصبعا
بلادك في الدنيا تلادك فارعها …*… وحاذر على أكنافها أن تروعا
وأرضك في الأوطان أمك فاحبها …*… ببر ففي أخلافها عشت مرضعا
ودينك في الأديان كنزك فاحتفظ …*… به إنه ما انفك منك مضيعا
حياتك حرب للضعيف فكن بها …*… قويا أبيا أن تذل وتخضعا
ولم أر فيها كالمصانع عدة …*… فيا ويح شعب ليس يملك مصنعا
وحسن بأهل العلم ظنك إنهم …*… عطاش لكي تروى جياع لتشبعا
معاذ الهدى أن يستطيب أخو الهدى …*… خبيثا وحاشا أن يخون ويخدعا
يهددنا ريب الزمان بخطبه …*… ولم نك من ريب الزمان لنفجعا
سل الدهر عنا كم صمدنا لشدة …*… بها شن غارات علينا وشنعا
فلم نتصنع غير ما في قلوبنا …*… ويأبى لنا الإسلام أن نتصنعا
وبشر أخا يخشى الوعيد بما به …*… علمنا (جريرا) قبل بشر (مربعا) (1)
__________
(1) يشير إلى قول جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا …*… أبشر بطول سلامة يا مربع
رأينا ولم نعذل مخالف رأينا …*… فمن كان ذا رأي إليه تشيعا
لقد خلق الله النفوس عنيدة …*… وفاضل ما بين العقول ونوعا
وكيف يروم الناس للطبع وحدة …*… وقد جعل الله الطبائع أربعا
جزى الله عنا من سعى لصلاحنا …*… ومن كان عونا في الصلاح لمن سعى
لقد رضي الاسلام عن كل فاضل …*… (بباتنة) استدعى الضيوف فأمتعا
وعن محسن في المسلمين بداره …*… على العلماء المسلمين تبرعا
وعن أي حر كان من أي فرقة …*… أعان على نشر العلوم وشجعا
وما نحن الا امة ذات نسبة …*… سماوية الأسباب لن تتقطعا
وذرية للأطلس الفخم لو به …*… تصدت لنا ذرية ما تصدعا
اذا ما دعا (توقر) ابن أجابه …*… (بجرجرة) (1) ابن ليس يخذل من دعا
وعفوا اذا عفنا القريض فلم نجب …*… صديقا دعانا للقريض فأسمعا
فيا أسفا يدعى الحمام عشية …*… ليسجع لكن لا يميل ليسجعا
ترى؟ خاف بعض الصائدين يصيبه …*… فيسقط مكسور الجناح مضعضعا
أم التاث من بعض الزوابع لوثة …*… بها لم يعد يدري الهديل المرجعا
لقد صدنا عن قالة الشعر أننا …*… نرى جلهم قد خاب في جل ما ادعى
وما الشعر إلا محنة طي منحة …*… لذا قل من بالشعر فينا تمتعا
فقد جر قدما (لامرئى القيس) حتفه …*… وشتت فكر (ابن الحسين) ووزعا
وأعرى من الأنس (المعري) فامترى …*… الى أن نعى حينا على الإنس ما نعى
وعذرا اذا طال القصيد فإننا …*… وجدنا مجالا للتسابق أوسعا
خببنا وأوضعنا على متن ضامر …*… ومن دخل المضمار خب وأوضعا
__________
(1) توقر، وجرجرة: الأول بالقاف المعقودة جبل بناحية (أوراس) الأشم، والثاني جبل عظيم ببلاد القبائل الكبرى.
وأجدر خلق الله بالفوز مؤمن …*… إلى الله أدى فرضه وتطوعا
ويا أيها الوفد الموفق رحلة …*… أراك من الجوزاء أبهج مطلعا
وأقم في حمانا باللطائف مكرما …*… وغادر حمانا بالقلوب مشيعا
هذا لحن عبقري من ألحان محمد العيد، جاشت به قريحته على اثر أعمال ودروس قام بها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء الجزائريين، في مدينة باتنة.
ولكي نتيح القارئ فرصة الاستمتاع بالقصيدة، نستغني بما جاء فيها من إشارات ونكت وأعلام.
وقد نشرت في العدد 3 من البصائر سنة 1947.
•---------------------------------•
بباتنة رعد البشائر لعلعا …*… فأطرب (أوراسا) بها (والشلعلعا) (1)
وجادت غيوث البر كل رحابها …*… فجادت وعادت للمبرات مرتعا
وأخصبت الآمال فيها وأينعت …*… كما أخصب الروض الجديب وأينعا
فلا غرو أن تزهى بعهد مبارك …*… لها وتهز الرأس فيه وترفعا
بمدرسة دينية عربية …*… أعدت لإرواء المدارك منبعا
نمت ونمى النشئ الصغير على الهدى …*… بها ووعى فيها من العلم ما وعى
وشبت فأمست للشباب كقلعة …*… محصنة فيها الشباب تمنعا
الى جامع لاذ الهداة بظله …*… وفاؤوا اليه قانتين وخشعا
وناد بديع لو ينادى شبابه …*… الى المثل العليا للبى وأسرعا
وجو عجيب ينثر الثلج ناصعا …*… كذوب لجين أو يرى منه أنصعا
وشمس خلال السحب تبدو وتختفي …*… حياء ويرجوها النبات لتسطعا
ودور لإكرام الضيوف تفتحت …*… وشعب الى صوت (البشير) تطلعا
__________
(1) (أوراس) و (الشلعلع) جبلان من جبال الشرق الجزائري.
فأهلا وسهلا بالبشير متوجا …*… بتاج تحلى بالنهى وترصعا
إمارة عرفان يسوس أمورها …*… أمير على دست البيان تربعا
يواليه شعب للعروبة ينتمي …*… ويصبو كما والى اليمانون تبعا
يبايع قلبي قبل كفي عالما …*… على الملك أربى قدره وترفعا-
تغذى من الفصحى بمحض لبانها …*… وشب على آدابها وترعرعا
أدرك من فقه الشريعة سؤله …*… وأصل في شتى العلوم وفرعا
وسار الى الستين يحمل عبئها …*… وعبء المعالي ما ونى أو تزعزعا
لقد عن لي من درسه أن عقله …*… بفلسفة دينية قد تشبعا
أراه بها يرقى المراقي فكرة …*… وينزع فيها (للغزالي) منزعا
ويكشف عن صوفية سلفية …*… الى وردها الصافي (القشيري) ألمعا
وقد عن لي من لطفه أن قلبه …*… كمسك تزكى طيبة وتضوعا
أشاهد منه العطف مهما لقيته …*… وألمس فيه الرفق بي والرضى معا
ويرجز (كالعجاج) لي أو كرؤبة …*… وذاكرة في حفظ ما شئت أطوعا
فلو شئت شأو (الشنفرى) لبلغته …*… ولم تقتنع حتى تبز (المقنعا)
ولو شئت إحصاء لما قد حفظته …*… لفاخرت (حمادا) به (وابن أصمعا)
رحلت الينا فاحصا متفقدا …*… ضنانا وأحكمت الدواء لينجعا
فيا ليتنا نرمي الدسائس جانبا …*… ويا ليتنا ننفي الخسائس أجمعا
وجزت إلى (أرض النخيل) (1) مبادرا …*… لها لتحل المشكلات وتدفعا
فهل نخلت أرض النخيل شؤنها …*… وهل شرعت مشروعها المتوقعا
رفيقك معمار عرفناه ماهرا (2) …*… تفنن في دار (الحديث) (3) وأبدعا
__________
(1) أرض لنخيل: مدينة بسكرة وضواحيها.
(2) هو السيد عبد الرحمن بوشامة المهندس وقد كان مرافقا للأستاذ في هذه المرحلة.
(3) دار الحديث: مدرسة حرة شادها المحسنون بتلمسان تحت إشراف الأستاذ الرئيس الشيخ الإبراهيمي رحمه الله.
كأنك في استصحابه لك عارض …*… على نشئنا أعلى مثال ليتبعا
وما نال مجدا غير من كان دونه …*… تجرع مرا راضيا ما تجرعا
ولا يلحق الأحرار من لم يكن إلى …*… منازلهم بالصالحات تذرعا
وما الحر إلا من تيمم معهدا …*… ليقتبس العلم الصحيح فينفعا
وإلا من اعلولى عن النفس همة …*… وأعرض عن أغراضها وتورعا
وإلا من اختاض الوغى في كتيبة …*… ليفتح مصرا أو يلاقي مصرعا
فيا أيها الشعب الذليل أما ترى …*… لجارك هما بالسيادة مولعا
بنو الغرب حازوا عالم الأرض كله …*… وإن لهم في عالم النجم مطمعا!
فهل حزت في الأرض التي أنت نجلها …*… من الحكم شبرا أو من الملك إصبعا
بلادك في الدنيا تلادك فارعها …*… وحاذر على أكنافها أن تروعا
وأرضك في الأوطان أمك فاحبها …*… ببر ففي أخلافها عشت مرضعا
ودينك في الأديان كنزك فاحتفظ …*… به إنه ما انفك منك مضيعا
حياتك حرب للضعيف فكن بها …*… قويا أبيا أن تذل وتخضعا
ولم أر فيها كالمصانع عدة …*… فيا ويح شعب ليس يملك مصنعا
وحسن بأهل العلم ظنك إنهم …*… عطاش لكي تروى جياع لتشبعا
معاذ الهدى أن يستطيب أخو الهدى …*… خبيثا وحاشا أن يخون ويخدعا
يهددنا ريب الزمان بخطبه …*… ولم نك من ريب الزمان لنفجعا
سل الدهر عنا كم صمدنا لشدة …*… بها شن غارات علينا وشنعا
فلم نتصنع غير ما في قلوبنا …*… ويأبى لنا الإسلام أن نتصنعا
وبشر أخا يخشى الوعيد بما به …*… علمنا (جريرا) قبل بشر (مربعا) (1)
__________
(1) يشير إلى قول جرير: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا …*… أبشر بطول سلامة يا مربع
رأينا ولم نعذل مخالف رأينا …*… فمن كان ذا رأي إليه تشيعا
لقد خلق الله النفوس عنيدة …*… وفاضل ما بين العقول ونوعا
وكيف يروم الناس للطبع وحدة …*… وقد جعل الله الطبائع أربعا
جزى الله عنا من سعى لصلاحنا …*… ومن كان عونا في الصلاح لمن سعى
لقد رضي الاسلام عن كل فاضل …*… (بباتنة) استدعى الضيوف فأمتعا
وعن محسن في المسلمين بداره …*… على العلماء المسلمين تبرعا
وعن أي حر كان من أي فرقة …*… أعان على نشر العلوم وشجعا
وما نحن الا امة ذات نسبة …*… سماوية الأسباب لن تتقطعا
وذرية للأطلس الفخم لو به …*… تصدت لنا ذرية ما تصدعا
اذا ما دعا (توقر) ابن أجابه …*… (بجرجرة) (1) ابن ليس يخذل من دعا
وعفوا اذا عفنا القريض فلم نجب …*… صديقا دعانا للقريض فأسمعا
فيا أسفا يدعى الحمام عشية …*… ليسجع لكن لا يميل ليسجعا
ترى؟ خاف بعض الصائدين يصيبه …*… فيسقط مكسور الجناح مضعضعا
أم التاث من بعض الزوابع لوثة …*… بها لم يعد يدري الهديل المرجعا
لقد صدنا عن قالة الشعر أننا …*… نرى جلهم قد خاب في جل ما ادعى
وما الشعر إلا محنة طي منحة …*… لذا قل من بالشعر فينا تمتعا
فقد جر قدما (لامرئى القيس) حتفه …*… وشتت فكر (ابن الحسين) ووزعا
وأعرى من الأنس (المعري) فامترى …*… الى أن نعى حينا على الإنس ما نعى
وعذرا اذا طال القصيد فإننا …*… وجدنا مجالا للتسابق أوسعا
خببنا وأوضعنا على متن ضامر …*… ومن دخل المضمار خب وأوضعا
__________
(1) توقر، وجرجرة: الأول بالقاف المعقودة جبل بناحية (أوراس) الأشم، والثاني جبل عظيم ببلاد القبائل الكبرى.
وأجدر خلق الله بالفوز مؤمن …*… إلى الله أدى فرضه وتطوعا
ويا أيها الوفد الموفق رحلة …*… أراك من الجوزاء أبهج مطلعا
وأقم في حمانا باللطائف مكرما …*… وغادر حمانا بالقلوب مشيعا
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
أعزم السير
أعزم السير
قيلت في حفلة تدشين المعهد الكتاني بقسنطينة
ونشرت في جريدة النجاح سنه 1947.
•---------------------------------•
وقف العلم داعيا ومجيبا …*… فسمعنا له دويا عجيبا
هذه حفلة الى العلم آوت …*… غر أنصاره شبابا وشيبا
(يا قسنطينة) احمدي سعي حر …*… ذكره في البلاد يعبق طيبا
أوتر القوس لاقتناص المعالي …*… ورمى سهمه فكان مصيبا
كم له منة على العلم كبرى …*… ويد تجعل البعيد قريبا
(عمر) (1) البر عامر فيك دارا …*… أصبحت للعقول مرعى خصيبا
أثمرت طيب الثمار وآتت …*… أكلها بيننا شهيا رطيبا
جمعتنا على الهدى جمع تصحيـ …*… ـح فلم نخش في الهدى مستريبا
نحن في الدين اخوة والأماني …*… لا ترى بيننا قصيا غريبا
أفبعد الرضى وعهد التآخي …*… يتسنى لعائب أن يعيبا
هذه فرصة الاخاء تجلت …*… من سعى للإخاء فيها أثيبا
فأحيي بها شيوخا عظاما …*… فسحوا للنهى مجالا رحيبا
وأحيي بها احتفالا عظيما …*… باهرا يأسر القلوب رهيبا
أيها الشعب خذ من المجد حظا …*… لك واكسب من كل علم نصيبا
__________
(1) الشيخ عمر الحملاوي مؤسس المعهد المذكور.
لا تكن يائسا من الخير واعمل …*… ان للشمس مطلعا ومغيبا
إن ترد عيشك الهني فكافح …*… واعزم السير لا تدب دبيبا
أو ترد فوزك العظيم فاخلص …*… كل من كان مخلصا لن يخيبا
قيلت في حفلة تدشين المعهد الكتاني بقسنطينة
ونشرت في جريدة النجاح سنه 1947.
•---------------------------------•
وقف العلم داعيا ومجيبا …*… فسمعنا له دويا عجيبا
هذه حفلة الى العلم آوت …*… غر أنصاره شبابا وشيبا
(يا قسنطينة) احمدي سعي حر …*… ذكره في البلاد يعبق طيبا
أوتر القوس لاقتناص المعالي …*… ورمى سهمه فكان مصيبا
كم له منة على العلم كبرى …*… ويد تجعل البعيد قريبا
(عمر) (1) البر عامر فيك دارا …*… أصبحت للعقول مرعى خصيبا
أثمرت طيب الثمار وآتت …*… أكلها بيننا شهيا رطيبا
جمعتنا على الهدى جمع تصحيـ …*… ـح فلم نخش في الهدى مستريبا
نحن في الدين اخوة والأماني …*… لا ترى بيننا قصيا غريبا
أفبعد الرضى وعهد التآخي …*… يتسنى لعائب أن يعيبا
هذه فرصة الاخاء تجلت …*… من سعى للإخاء فيها أثيبا
فأحيي بها شيوخا عظاما …*… فسحوا للنهى مجالا رحيبا
وأحيي بها احتفالا عظيما …*… باهرا يأسر القلوب رهيبا
أيها الشعب خذ من المجد حظا …*… لك واكسب من كل علم نصيبا
__________
(1) الشيخ عمر الحملاوي مؤسس المعهد المذكور.
لا تكن يائسا من الخير واعمل …*… ان للشمس مطلعا ومغيبا
إن ترد عيشك الهني فكافح …*… واعزم السير لا تدب دبيبا
أو ترد فوزك العظيم فاخلص …*… كل من كان مخلصا لن يخيبا
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
وداع الحجاج
وداع الحجاج
نشرت في العدد 53 من جريدة البصائر سنة 1948.
•---------------------------------•
شيعوا بالقلوب وفد العتيق (1) …*… واذرفوا الدمع من دم كالعقيق
هذه وقفة الوداع لركب …*… خلقي بكل أجر خليق
قاصد بيت ربه مستجير …*… بحماه من كل كرب وضيق
عظم الكعبة الحرام ففيها …*… كل معنى من الكمال عريق
حرم حجه النبيون قبلا …*… والبرايا من كل فج عميق
حيث نادى له الخليل نداء …*… واضح الحق واجب التصديق
فأجب إن تكن مطيقا وذب شو …*… قا إليه إن كنت غير مطيق
وأرق مدمع الاسى رب عطف …*… جره مدمع الاسى للمريق
حبذا منظر الحجيج تنادوا …*… في زفير لحجهم وشهيق
وطووا جانبا من الكون رحبا …*… يتبارون خشية التعويق
تركوا الأهل والبنين وساحوا …*… فيه كالطير في الفضاء الطليق
كلهم إخوة أشقاء يسعو …*… ن شقيقا مساعدا لشقيق
أيها الراحلون شوقتم القلـ …*… ـب لما لا ينال بالتشويق
غاية دونها ركوب مطايا …*… ذات مخر في السير أو تحليق
واحتمال لكل مضن من الجهـ …*… ـد وطي لكل بعد سحيق
إننا أصدقاؤكم فاذكرونا …*… فمن الواجبات ذكر الصديق
__________
(1) (العتيق) القديم، وهو صفة لموصوف محذوف، يقصد البيت العتيق.
أذكرونا عند الوقوف بطود …*… قدسي بالذكريات أنيق
أذكرونا عند المقام وفي البيـ …*… ـت وعند الرسول والصديق
بدعاء مؤكد صادق العز …*… م من الله بالقبول حقيق
اسألوا الله راحة للمعنى …*… واسألوا الله عصمة للغريق
واسألوا الله عزة ورشادا …*… وسدادا لشعبنا الإفريقي
ويح (إفريقيا) تقضت عهود …*… وهي رهن للأسر والتطويق
أين اسلافها الذين بهم قبـ …*… ـل غزا (طارق) حمى (لذريق)
لم نجد بعدهم بها غير خلف …*… نكبته الأغراض بالتفريق
ليس أهلا ان يستقل ويرقى …*… غير شعب من الهوى مستفيق
ثابت في نظاله مستميت …*… وغيور على حماه شفيق
لا يطف طائف الإياس بقومي …*… قد يتاح الرحيق بعد الحريق
قل لوفد العتيق نلتم مناكم …*… من طواف به ومن تحديق
حقق الله حجكم ووقاكم …*… كل خطب معوق في الطريق
كل من حج نال ما يترجى …*… من صلاح وفاز بالتوفيق
وغدا لابسا من الأمن ثوبا …*… سابغا سالما من التمزيق
فهو عند الإله دنيا وأخرى …*… في حمى آمن وعهد وثيق
نشرت في العدد 53 من جريدة البصائر سنة 1948.
•---------------------------------•
شيعوا بالقلوب وفد العتيق (1) …*… واذرفوا الدمع من دم كالعقيق
هذه وقفة الوداع لركب …*… خلقي بكل أجر خليق
قاصد بيت ربه مستجير …*… بحماه من كل كرب وضيق
عظم الكعبة الحرام ففيها …*… كل معنى من الكمال عريق
حرم حجه النبيون قبلا …*… والبرايا من كل فج عميق
حيث نادى له الخليل نداء …*… واضح الحق واجب التصديق
فأجب إن تكن مطيقا وذب شو …*… قا إليه إن كنت غير مطيق
وأرق مدمع الاسى رب عطف …*… جره مدمع الاسى للمريق
حبذا منظر الحجيج تنادوا …*… في زفير لحجهم وشهيق
وطووا جانبا من الكون رحبا …*… يتبارون خشية التعويق
تركوا الأهل والبنين وساحوا …*… فيه كالطير في الفضاء الطليق
كلهم إخوة أشقاء يسعو …*… ن شقيقا مساعدا لشقيق
أيها الراحلون شوقتم القلـ …*… ـب لما لا ينال بالتشويق
غاية دونها ركوب مطايا …*… ذات مخر في السير أو تحليق
واحتمال لكل مضن من الجهـ …*… ـد وطي لكل بعد سحيق
إننا أصدقاؤكم فاذكرونا …*… فمن الواجبات ذكر الصديق
__________
(1) (العتيق) القديم، وهو صفة لموصوف محذوف، يقصد البيت العتيق.
أذكرونا عند الوقوف بطود …*… قدسي بالذكريات أنيق
أذكرونا عند المقام وفي البيـ …*… ـت وعند الرسول والصديق
بدعاء مؤكد صادق العز …*… م من الله بالقبول حقيق
اسألوا الله راحة للمعنى …*… واسألوا الله عصمة للغريق
واسألوا الله عزة ورشادا …*… وسدادا لشعبنا الإفريقي
ويح (إفريقيا) تقضت عهود …*… وهي رهن للأسر والتطويق
أين اسلافها الذين بهم قبـ …*… ـل غزا (طارق) حمى (لذريق)
لم نجد بعدهم بها غير خلف …*… نكبته الأغراض بالتفريق
ليس أهلا ان يستقل ويرقى …*… غير شعب من الهوى مستفيق
ثابت في نظاله مستميت …*… وغيور على حماه شفيق
لا يطف طائف الإياس بقومي …*… قد يتاح الرحيق بعد الحريق
قل لوفد العتيق نلتم مناكم …*… من طواف به ومن تحديق
حقق الله حجكم ووقاكم …*… كل خطب معوق في الطريق
كل من حج نال ما يترجى …*… من صلاح وفاز بالتوفيق
وغدا لابسا من الأمن ثوبا …*… سابغا سالما من التمزيق
فهو عند الإله دنيا وأخرى …*… في حمى آمن وعهد وثيق
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
الترحيب بالحجاج
الترحيب بالحجاج
نشرت في العدد (94) من جريدة البصائر سنة 1949.
•---------------------------------•
حباكم بحج البيت أكرم من حبا …*… فأهلا وسهلا بالحجيج ومرحبا
حباكم بحج البيت جاعل ركنه …*… قياما لمن بالحج فيه تقريبا
حباكم بحج البيت باسط ظله …*… أمانا لمن خاف الردى حين أذنبا
ذهبتم وجئتم ظافرين بمأرب …*… شريف وجل الناس ينحط مآربا
طويتم له الابعاد فوق مسخر …*… من النار والفولاذ هيئ مركبا
فمن سارب في البحر يدفع لجة …*… ومن ضارب في البر يقطع سبسبا
ومن سابح فوق الأثير بركبه …*… عن الريش مستغن بسبعين لولبا
أشار إليه الله في الذكر قائلا …*… (ويخلق ما لا تعلمون) ليطلبا
ولكن أبينا أن نجيل عقولنا …*… لنكشف عما ظل عنا محجبا
ولم نسع سعي الغرب للكشف بالحجى …*… عليه فلم نكسب مع الغرب مكسبا
اذا ما رأينا الغرب أبدى بدائعا …*… فغاية ما نبديه أن نتعجبا
حياة الورى حرب لهم دون هدنة …*… تغلب فيها بالحجى من تغلبا
لذاك أبى التمكين في الأرض وصلنا …*… وراوده المستعمرون فما أبا
نقول على الله اتكلنا بزعمنا …*… ومن يتكل حقا عليه تسببا
لنا وطن مثل الفراديس بهجة …*… فكيف رضينا أن يداس وينهبا
وكيف رضينا أن نعيش أذلة …*… ضعافا يرانا الغير أحقر من هبا؟
حيارى كقطعان جفتها رعاتها …*… فأغرت بها خصمين ذئبا وثعلبا
ألسنا من الأجناس أفصحهم فما …*… وأسمحهم دينا وأصلحهم أبا؟
بنا درت الدنيا عليهم بخيرها …*… وأخصب منها كل ما كان أجدبا
ولدنا وأنجبنا ففزنا عليهم …*… ومن ولد الصيد المناجيد أنجبا
فهل أنجبوا فيها (عليا) و (خالدا) …*… و (عمرا) و (معنا) و (ابن قيس) و (مصعبا)
وهل أنجبوا مثل (الغزالي) باحثا …*… ومثل (ابن خلدون) خبيرا مدربا؟
وهل أنجبوا مثل (ابن حيان جابرا) …*… وهل جربوا من قبل ما كان جربا
وهل نشروا في الكون عدلا ورحمة …*… كأجدادنا أم صيروه مخربا؟
يقاسي من الأرزاء شرا منظما …*… ويلقى من الأهواء ظلما مرتبا
اذا لم يكن للعلم دين يقوده …*… تحرف عن مهج الهدى وتنكبا
وان لم يكن للمرء دين مسيطر …*… عليه تعدى طوره وترببا
فيا معشر الحجاج فزتم برحلة …*… مقدسة تجلو عن القلب غيهبا
حججتم بها البيت الحرام وزرتم …*… على إثره القبر الشريف المحببا
فطوبى لعبد زار قبر محمد …*… وطوبى لعبد من شذاه تطيبا
وطوبى لعبد صادق الدين صادع …*… به لا يبالي أن يقال تعصبا
ويا معشر الحجاج لا ريب أنكم …*… كشفتم بحج البيت سرا مغيبا
وسرتم فأفضيتم الى باب عالم …*… من النور من أفضى اليه تكهربا
عرفتم شعوب المسلمين بمعرض …*… عظيم لهم هال النفوس وأرهبا
قضى بولاء المسلمين جميعهم …*… ووحدتهم في الأرض شرقا ومغربا
ولو أذعنوا لاسترهبوا الغرب شوكة …*… وكان لهم في كل مؤتمر نبا
ولو آثروا الفصحى على لهجاتهم …*… لردوا إلى أحضانها من تغربا!
فإن لسان الضاد لم يعز أصله …*… (ليعرب) بين اللسن إلا ليعربا
ألا إن حج البيت عنوان وحدة …*… من الله خطت للحنيفي مذهبا
ألا ان حج البيت ريعان دوحة …*… تضم إلى أفيائها كل مجتبى
أرى غاية الأبرار في الأمر كله …*… ثوابا بليه الله في الذكر ثوبا
فيا أيها الإنسان دنياك صعبة …*… فكن أنت منها في كفاحك أصعبا
ويا أيها الإنسان إنك كادح …*… إلى الله كدحا ما خلقت لتلعبا
فإن طبت سعيا تلقه عنك راضيا …*… وان سؤت سعيا تلقه عنك مغضبا
وحولك آفات من الخلق جمة …*… تنوشك فاحذر أن تصاب وتعطبا
ومن فر من بعض العباد لبعضهم …*… فقد فرمن أفعى ليقرب عقربا
فكن هاربا منهم الى الله وحده …*… ولم أر غير الله للمرء مهربا
__________
صدر القصيدة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، بهذه المقدمة فآثرنا نشرها نقلا عن جريدة البصائر التي نشرت القصيدة ومقدمتها قال رحمه الله:
"تلم بشاعر الشمال الإفريقي محمد العيد آل خليفة، في هذا العهد الأخير نوبة نفسية غريبة عن شعراء المادة، وما هو منهم، ولا هم منه، وكان من آثار هذه النوبة في نفسه إيثاره للعزلة عن الناس، وهجره لقول الشعر، وكان من ثمراتها المرة للأمة حرمانها من صوت ذلك الطائر الغريد، وهي تخشى أن تحتد هذه النوبة وتشتد، فتنعكس إلى نزعة صوفية جارفة تقضي على تلك الشاعرية الجياشة بكل شاردة من الحكم، الفياضة بكل بديع من القول- حرام أن تحرم الجزائر من نفثات شاعرها الفذ وحرام أن يبقى شعر ذلك الشعر الفحل غير مدون ولا مطبوع ولكن من المسؤول عن ذلك؟ المسؤول الأول هو الشاعر نفسه فقد أردناه على جمع شعره، وكفيناه مؤنة التصحيح والتعليق والإنفاق، فأبى وتصعب، وتفشى العنر منه وتشعب، وما ذلك في نظرنا إلا أثر من أثار تلك الحالة النفسية التي أشرنا إليها. وهذه القصيدة جديدة مملوءة بالحكم، ترسلها قريحة الشاعر العبقري في الوقت الذي يرجع فيه الحجاج من الحجاز، يهنئ فيها المستحقين بقبول التوبة، وسلامة الأوبة، ويتخلص إلى أفانين من الحكمة والوصف، وليس كل الحجاج يستحقون هذه التهنئة، فمنهم من حج زورا، وعمل منزورا، ورجع موزورا، وأهدى بدنة فكأنما قرب زرزورا. ولكن التجليات التي غمرت الشاعر، ففاضت قريحته بهذه القصيدة هي التجليات الزمنية. فهذا الوقت هو زمن رجوع الحجاج إلى مواطنهم بلا فرق بين الشرق والغرب، ولا فرق بين البار والفاجر، يهنئ الحجاح ولم يهنئ العير، ونوى أصحاب الجنة ولم ينو أصحاب السعير. والدعوات المرسلة تطير إلى أهليها، والصفات المطلقة تتوزع على مستحقيها، ولا جناح على الداعي، ولا على الواصف. وأن عسى أن تنجلى هذه النوبة فيعود محمد العيد إلى عهد استوح شعرك من حنايا الأضلع .. وإلى عهد: (حي حفلا كزخرف الروض عنى …*…) فمتى تعود تلك العهود؟
نشرت في العدد (94) من جريدة البصائر سنة 1949.
•---------------------------------•
حباكم بحج البيت أكرم من حبا …*… فأهلا وسهلا بالحجيج ومرحبا
حباكم بحج البيت جاعل ركنه …*… قياما لمن بالحج فيه تقريبا
حباكم بحج البيت باسط ظله …*… أمانا لمن خاف الردى حين أذنبا
ذهبتم وجئتم ظافرين بمأرب …*… شريف وجل الناس ينحط مآربا
طويتم له الابعاد فوق مسخر …*… من النار والفولاذ هيئ مركبا
فمن سارب في البحر يدفع لجة …*… ومن ضارب في البر يقطع سبسبا
ومن سابح فوق الأثير بركبه …*… عن الريش مستغن بسبعين لولبا
أشار إليه الله في الذكر قائلا …*… (ويخلق ما لا تعلمون) ليطلبا
ولكن أبينا أن نجيل عقولنا …*… لنكشف عما ظل عنا محجبا
ولم نسع سعي الغرب للكشف بالحجى …*… عليه فلم نكسب مع الغرب مكسبا
اذا ما رأينا الغرب أبدى بدائعا …*… فغاية ما نبديه أن نتعجبا
حياة الورى حرب لهم دون هدنة …*… تغلب فيها بالحجى من تغلبا
لذاك أبى التمكين في الأرض وصلنا …*… وراوده المستعمرون فما أبا
نقول على الله اتكلنا بزعمنا …*… ومن يتكل حقا عليه تسببا
لنا وطن مثل الفراديس بهجة …*… فكيف رضينا أن يداس وينهبا
وكيف رضينا أن نعيش أذلة …*… ضعافا يرانا الغير أحقر من هبا؟
حيارى كقطعان جفتها رعاتها …*… فأغرت بها خصمين ذئبا وثعلبا
ألسنا من الأجناس أفصحهم فما …*… وأسمحهم دينا وأصلحهم أبا؟
بنا درت الدنيا عليهم بخيرها …*… وأخصب منها كل ما كان أجدبا
ولدنا وأنجبنا ففزنا عليهم …*… ومن ولد الصيد المناجيد أنجبا
فهل أنجبوا فيها (عليا) و (خالدا) …*… و (عمرا) و (معنا) و (ابن قيس) و (مصعبا)
وهل أنجبوا مثل (الغزالي) باحثا …*… ومثل (ابن خلدون) خبيرا مدربا؟
وهل أنجبوا مثل (ابن حيان جابرا) …*… وهل جربوا من قبل ما كان جربا
وهل نشروا في الكون عدلا ورحمة …*… كأجدادنا أم صيروه مخربا؟
يقاسي من الأرزاء شرا منظما …*… ويلقى من الأهواء ظلما مرتبا
اذا لم يكن للعلم دين يقوده …*… تحرف عن مهج الهدى وتنكبا
وان لم يكن للمرء دين مسيطر …*… عليه تعدى طوره وترببا
فيا معشر الحجاج فزتم برحلة …*… مقدسة تجلو عن القلب غيهبا
حججتم بها البيت الحرام وزرتم …*… على إثره القبر الشريف المحببا
فطوبى لعبد زار قبر محمد …*… وطوبى لعبد من شذاه تطيبا
وطوبى لعبد صادق الدين صادع …*… به لا يبالي أن يقال تعصبا
ويا معشر الحجاج لا ريب أنكم …*… كشفتم بحج البيت سرا مغيبا
وسرتم فأفضيتم الى باب عالم …*… من النور من أفضى اليه تكهربا
عرفتم شعوب المسلمين بمعرض …*… عظيم لهم هال النفوس وأرهبا
قضى بولاء المسلمين جميعهم …*… ووحدتهم في الأرض شرقا ومغربا
ولو أذعنوا لاسترهبوا الغرب شوكة …*… وكان لهم في كل مؤتمر نبا
ولو آثروا الفصحى على لهجاتهم …*… لردوا إلى أحضانها من تغربا!
فإن لسان الضاد لم يعز أصله …*… (ليعرب) بين اللسن إلا ليعربا
ألا إن حج البيت عنوان وحدة …*… من الله خطت للحنيفي مذهبا
ألا ان حج البيت ريعان دوحة …*… تضم إلى أفيائها كل مجتبى
أرى غاية الأبرار في الأمر كله …*… ثوابا بليه الله في الذكر ثوبا
فيا أيها الإنسان دنياك صعبة …*… فكن أنت منها في كفاحك أصعبا
ويا أيها الإنسان إنك كادح …*… إلى الله كدحا ما خلقت لتلعبا
فإن طبت سعيا تلقه عنك راضيا …*… وان سؤت سعيا تلقه عنك مغضبا
وحولك آفات من الخلق جمة …*… تنوشك فاحذر أن تصاب وتعطبا
ومن فر من بعض العباد لبعضهم …*… فقد فرمن أفعى ليقرب عقربا
فكن هاربا منهم الى الله وحده …*… ولم أر غير الله للمرء مهربا
__________
صدر القصيدة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، بهذه المقدمة فآثرنا نشرها نقلا عن جريدة البصائر التي نشرت القصيدة ومقدمتها قال رحمه الله:
"تلم بشاعر الشمال الإفريقي محمد العيد آل خليفة، في هذا العهد الأخير نوبة نفسية غريبة عن شعراء المادة، وما هو منهم، ولا هم منه، وكان من آثار هذه النوبة في نفسه إيثاره للعزلة عن الناس، وهجره لقول الشعر، وكان من ثمراتها المرة للأمة حرمانها من صوت ذلك الطائر الغريد، وهي تخشى أن تحتد هذه النوبة وتشتد، فتنعكس إلى نزعة صوفية جارفة تقضي على تلك الشاعرية الجياشة بكل شاردة من الحكم، الفياضة بكل بديع من القول- حرام أن تحرم الجزائر من نفثات شاعرها الفذ وحرام أن يبقى شعر ذلك الشعر الفحل غير مدون ولا مطبوع ولكن من المسؤول عن ذلك؟ المسؤول الأول هو الشاعر نفسه فقد أردناه على جمع شعره، وكفيناه مؤنة التصحيح والتعليق والإنفاق، فأبى وتصعب، وتفشى العنر منه وتشعب، وما ذلك في نظرنا إلا أثر من أثار تلك الحالة النفسية التي أشرنا إليها. وهذه القصيدة جديدة مملوءة بالحكم، ترسلها قريحة الشاعر العبقري في الوقت الذي يرجع فيه الحجاج من الحجاز، يهنئ فيها المستحقين بقبول التوبة، وسلامة الأوبة، ويتخلص إلى أفانين من الحكمة والوصف، وليس كل الحجاج يستحقون هذه التهنئة، فمنهم من حج زورا، وعمل منزورا، ورجع موزورا، وأهدى بدنة فكأنما قرب زرزورا. ولكن التجليات التي غمرت الشاعر، ففاضت قريحته بهذه القصيدة هي التجليات الزمنية. فهذا الوقت هو زمن رجوع الحجاج إلى مواطنهم بلا فرق بين الشرق والغرب، ولا فرق بين البار والفاجر، يهنئ الحجاح ولم يهنئ العير، ونوى أصحاب الجنة ولم ينو أصحاب السعير. والدعوات المرسلة تطير إلى أهليها، والصفات المطلقة تتوزع على مستحقيها، ولا جناح على الداعي، ولا على الواصف. وأن عسى أن تنجلى هذه النوبة فيعود محمد العيد إلى عهد استوح شعرك من حنايا الأضلع .. وإلى عهد: (حي حفلا كزخرف الروض عنى …*…) فمتى تعود تلك العهود؟
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
سلوا التاريخ
سلوا التاريخ
نشرت في العدد (114) من جريدة البصائر 1950
•---------------------------------•
هجدت فضاع حظي في هجودي …*… ولم أقض اللبانة من وجودي
رقدت فضاع في الأحلام عمري …*… كذاك تضيع أعمار الرقود
أؤمل أن أرى حظي كبيرا …*… من الحسنى ونجمي في صعود
وتنآى بي عن الآمال نفس …*… تنوء بوزرها تحت القيود
فيا نفسي عن الكدرات عفي …*… وعودي للصفاء المحض عودي
ولا تدعى هموم الدهر تطغى …*… عليك فقد أتى شهر السعود
ألم تنفس بمكة في ربيع …*… بأزكى ناشئ أزكى ولود؟
ألم تنفس به طفلا يتيما …*… يتيه على اليتائم في العقود
ألم تخضع لليلته الليالي …*… وتعن لمهده شم المهود
فديت محمدا طفلا يربى …*… بأحضان العوارف والرفود
ومقتبل الشباب يضئ وجها …*… ويزكو في الخلائق والقصود
وكهلا داعيا لله حرا …*… يدين بدينه شتى الوفود
وشيخا عابدا لله برا …*… وسيم الوجه من أثر السجود
يواصل دعوة لله عظمى …*… وينذر باسمها أهل الجحود
ويسندها الى عيسى وموسى …*… وإبراهيم قبلهما وهود
فما قعدت به الستون عنها …*… وذو الستين يعذر في القعود
ولم تخمد عزيمته خطوب …*… تصاب لها العزائم بالخمود
ولما تم دين الله لبى …*… نداء الله ينعم بالمجود
وخلف بعده دينا قويما …*… وسلطانا يجل عن الحدود
وجندا يفتح الدنيا ويغزو …*… كمثل السيل فاض على السدود
ومجتمعا إخائيا تساوت …*… به الأجناس من بيض وسود
وأحفادا توارثت المعالي …*… عن الأجداد صادقة الوعود
فبورك عمره من عمر بر …*… وبورك لحده بين اللحود
عليك أبا البتول سلام عبد …*… قصي عنك يطمح للشهود
يناشدك الشفاعة وهي كنز …*… نفيس لا يقوم بالنقود
ويرجو منك إقبالا وحاشا …*… لوجهك ان تعاقب بالصدود
ألم تك يوم تاب اليك كعب …*… خلعت عليه خالدة البرود؟
عليك سلام شعب فيك يؤذى …*… ويرمى بالتعصب والجمود
ضعيف ماله في العيش حظ …*… سوى دمع يسيل على الخدود
يشح عليه بالتحرير دهر …*… سخا بالملك حتى لليهود
فكاد يبوء بالخسران مما …*… يلاقي اليوم من فشل الجهود
وكيف يبوء بالخسران شعب …*… يكن ولاءه لك في الكبود؟
...
بني الإسلام هذا يوم ذكرى …*… معطرة على مر العهود
سلوا التاريخ عن أزكى رسول …*… رؤوف في الكتاب بكم ودود
وعن دين أقام العدل ركنا …*… وأعلى بنده فوق البنود
وأنصف في حكومته فسوى …*… بدعوى سيد دعوى مسود
فشا بين الورى في ربع قرن …*… وعم على البسائط والنجود
سلوا إفريقيا عما أتاها …*… مع الإسلام من بر وجود
سلوا عن (عقبة) الغازي وعمن …*… تلاه من السرايا والمدود
سلوا (أوراس) (1) عن (حسان) قدما …*… وعن غزو الهداة من الجنود
وعن اخفاق "كاهنة" تولت …*… وأصلت ملكها نار الوقود
فهل للمسلمين اليوم عود …*… إلى ما ضاع من شرف الجدود
وهل لرجالهم عزمات صدق …*… إلى الأهداف تقدح كالزنود؟
وهل شعب الجزائر مستفيق …*… من الأحلام مطرح الركود؟
وهل هو بالتحرر سوف يحظى …*… كأمة (ليبيا) أو (كالهنود)؟
ولا يعطى التحرر غير شعب …*… يجيب إلى المعامع حيث نودى
سخي بالفدى ان سيم ضيما …*… وخوصم في مطالبه وعودى
فليس يهاب زمزمة العوادي …*… وليس يخاف دمدمة الرعود
أحقا أن الاستعمار أودى …*… به عدوانه أو كاد يودى
اذا فمشيئة المولى تعالى …*… قضت بنشورنا بعد الهمود
بني الإسلام أحيوا الدين أحيوا …*… شعائره وأوفوا بالعقود
فدين محمد دين الترقي …*… ومجد محمد مجد الخلود
__________
(1) أوراس .. مجموعة قمم شامخة من سلسلة جبال الأطلسي، تقع في جنوب قسنطينة، وتشرف شناخبها على الصحراء. وفي سفوحه الصحراوية مات عقبة بن نافع، وفيها تقع القرية المنسوبة إليه، والشاعر العظيم طالما تغنى بهذا الجبل العظيم. أنشد الشاعر هنه القصيدة في ذكرى المولد النبوي الشريف وهي قصيدة جامعة استطرد فيها الشاعر من لون إلى لون كعادته في مطولاته.
نشرت في العدد (114) من جريدة البصائر 1950
•---------------------------------•
هجدت فضاع حظي في هجودي …*… ولم أقض اللبانة من وجودي
رقدت فضاع في الأحلام عمري …*… كذاك تضيع أعمار الرقود
أؤمل أن أرى حظي كبيرا …*… من الحسنى ونجمي في صعود
وتنآى بي عن الآمال نفس …*… تنوء بوزرها تحت القيود
فيا نفسي عن الكدرات عفي …*… وعودي للصفاء المحض عودي
ولا تدعى هموم الدهر تطغى …*… عليك فقد أتى شهر السعود
ألم تنفس بمكة في ربيع …*… بأزكى ناشئ أزكى ولود؟
ألم تنفس به طفلا يتيما …*… يتيه على اليتائم في العقود
ألم تخضع لليلته الليالي …*… وتعن لمهده شم المهود
فديت محمدا طفلا يربى …*… بأحضان العوارف والرفود
ومقتبل الشباب يضئ وجها …*… ويزكو في الخلائق والقصود
وكهلا داعيا لله حرا …*… يدين بدينه شتى الوفود
وشيخا عابدا لله برا …*… وسيم الوجه من أثر السجود
يواصل دعوة لله عظمى …*… وينذر باسمها أهل الجحود
ويسندها الى عيسى وموسى …*… وإبراهيم قبلهما وهود
فما قعدت به الستون عنها …*… وذو الستين يعذر في القعود
ولم تخمد عزيمته خطوب …*… تصاب لها العزائم بالخمود
ولما تم دين الله لبى …*… نداء الله ينعم بالمجود
وخلف بعده دينا قويما …*… وسلطانا يجل عن الحدود
وجندا يفتح الدنيا ويغزو …*… كمثل السيل فاض على السدود
ومجتمعا إخائيا تساوت …*… به الأجناس من بيض وسود
وأحفادا توارثت المعالي …*… عن الأجداد صادقة الوعود
فبورك عمره من عمر بر …*… وبورك لحده بين اللحود
عليك أبا البتول سلام عبد …*… قصي عنك يطمح للشهود
يناشدك الشفاعة وهي كنز …*… نفيس لا يقوم بالنقود
ويرجو منك إقبالا وحاشا …*… لوجهك ان تعاقب بالصدود
ألم تك يوم تاب اليك كعب …*… خلعت عليه خالدة البرود؟
عليك سلام شعب فيك يؤذى …*… ويرمى بالتعصب والجمود
ضعيف ماله في العيش حظ …*… سوى دمع يسيل على الخدود
يشح عليه بالتحرير دهر …*… سخا بالملك حتى لليهود
فكاد يبوء بالخسران مما …*… يلاقي اليوم من فشل الجهود
وكيف يبوء بالخسران شعب …*… يكن ولاءه لك في الكبود؟
...
بني الإسلام هذا يوم ذكرى …*… معطرة على مر العهود
سلوا التاريخ عن أزكى رسول …*… رؤوف في الكتاب بكم ودود
وعن دين أقام العدل ركنا …*… وأعلى بنده فوق البنود
وأنصف في حكومته فسوى …*… بدعوى سيد دعوى مسود
فشا بين الورى في ربع قرن …*… وعم على البسائط والنجود
سلوا إفريقيا عما أتاها …*… مع الإسلام من بر وجود
سلوا عن (عقبة) الغازي وعمن …*… تلاه من السرايا والمدود
سلوا (أوراس) (1) عن (حسان) قدما …*… وعن غزو الهداة من الجنود
وعن اخفاق "كاهنة" تولت …*… وأصلت ملكها نار الوقود
فهل للمسلمين اليوم عود …*… إلى ما ضاع من شرف الجدود
وهل لرجالهم عزمات صدق …*… إلى الأهداف تقدح كالزنود؟
وهل شعب الجزائر مستفيق …*… من الأحلام مطرح الركود؟
وهل هو بالتحرر سوف يحظى …*… كأمة (ليبيا) أو (كالهنود)؟
ولا يعطى التحرر غير شعب …*… يجيب إلى المعامع حيث نودى
سخي بالفدى ان سيم ضيما …*… وخوصم في مطالبه وعودى
فليس يهاب زمزمة العوادي …*… وليس يخاف دمدمة الرعود
أحقا أن الاستعمار أودى …*… به عدوانه أو كاد يودى
اذا فمشيئة المولى تعالى …*… قضت بنشورنا بعد الهمود
بني الإسلام أحيوا الدين أحيوا …*… شعائره وأوفوا بالعقود
فدين محمد دين الترقي …*… ومجد محمد مجد الخلود
__________
(1) أوراس .. مجموعة قمم شامخة من سلسلة جبال الأطلسي، تقع في جنوب قسنطينة، وتشرف شناخبها على الصحراء. وفي سفوحه الصحراوية مات عقبة بن نافع، وفيها تقع القرية المنسوبة إليه، والشاعر العظيم طالما تغنى بهذا الجبل العظيم. أنشد الشاعر هنه القصيدة في ذكرى المولد النبوي الشريف وهي قصيدة جامعة استطرد فيها الشاعر من لون إلى لون كعادته في مطولاته.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
إلى العلم
إلى العلم
أنشدت هذه القصيدة في الاحتفال العظيم بتشييد مدرسة التربية والتعليم بمدينة بسكرة، وفي القصيدة من التذكير بالأمجاد، والإلماح إلى الكتب التاريخية ما يحرك الشاعر. وقد قال الأستاذ الرئيس محمد البشير الإبراهيمي في آخر خطبته التي افتتح بها الإحتفال ما لفظه: "ولعلكم في هذا المجلس سترتفعون بالذكريات إلى الماضي الخالد، حين تسمعون من الشعر ما يمثل لكم زهيرا والنابغة في الأولين، وأبا العتاهية والمتنبي في المحدثين، حين تسمعون الوصية ممزوجة بالحكمة مدغمة في النصيحة، معجونة بالفخر من شاعر الجزائر، بل شاعر العروبة والإسلام: محمد العيد".
•---------------------------------•
أراك بلا جدوى تضج من الظلم …*… الى العلم إن رمت النجاة الى العلم
أراك بلا جدوى تضج وتشتكي …*… من الخصم في كل الأمور إلى الخصم
فخض في ميادين الحياة مكافحا …*… بمالك من عزم ومالك من حزم
ولا تدرع الا المعارف إنها …*… سوابغ ينبو الطعن عنها فلا يدمى
رعى الله في أرض الجزائر نهضة …*… مباركة في العلم تسمو الى النجم
وترمي الى أهدافها بقصودها …*… موفقة الأنظار صائبة السهم
وتنشئ للفصحى مدارس عدة …*… مشيدة البنيان محكمة الدعم
قف اليوم بالزيبان وانزل بها على …*… مليكتها واحضر بمحفلها الفخم
تجد داعيا للعلم في الصور نافخا …*… وبعثا من الأشهاد يزخر كاليم
و (بسكرة الزهراء) (1) تقري جموعهم …*… بكل لذيذ مستطاب من الطعم
__________
(1) أراد الشاعر "الزهراء" بسكرة الجديدة و"الغبراء" بعدها بسكرة القديمة، وهي مجموعة قرى عريقة في القدم غريقة في النخل، وفي إحداها أقام ابن خلدون في كنف أمرائها بني مزنى.
وتؤويهم في دورها وقصورها …*… محاطين بالترحيب فيها وبالنعم
و (بسكرة الغبراء) تروي عليهم …*… احاديث من إسناد أطلالها البكم
تحييهم بالذكريات شذية …*… وتوحى اليهم بالجلال وبالعظم
وتملي عليهم من قديم عظاتها …*… دروسا وما المملي سوى دارس الرسم
أقام (ابن خلدون) بها غير مرة …*… وحرر فيها بعض تاريخه الضخم
وصادف فيها للعروبة دولة …*… وللعلم سوقا في الرواج وفي الغنم
وكانت له مشتى جميلا وملجأ …*… حصينا من القهر المبيت والهضم
ولم يزل الأحرار في كل أمة …*… يطاردهم قهر الولاة بلا جرم
فهل ترجع الأيام سالف عهدها …*… وتنفض عنها ما علاها من الهدم
وتجلو لنا آثارها وديارها …*… واخبارها الأولى يقينا بلا رجم
أرى من حواليها مخايل جمة مبشرة دلت على وابل سجم
أحيي السراة المحسنين صنيعة …*… ببسكرة الساخين بالنائل الجم
وأدعوهم للبذل والبذل عصمة …*… لهم ولما شادوه من كل ما يصمي
ألم تر ما قاموا به من مبرة …*… تبشر في العقبى بفوزهم الحتم
بمدرسة كالطود أعلوا بناءها …*… فكانت حمى للطفل والجاهل الأمي
وأما حنونا أو أبا متعطفا …*… لكل يتيم يستجير من اليتم
جلوها على الانظار مرصوصة البنا …*… مقومة الهندام موشية الرقم
وجادوا بوسمي السخاء فهل نرى …*… ولي سخاء منهم عقب الوسمي
هلال بدا في الأفق نرقب أنه …*… يؤول على قرب الى قمر تم
وطير بديع لو يضم جناحه …*… إليه لحاز الحسن اجمع بالضم (1)
__________
(1) يشير الشاعر إلى أن الذي تم بناؤه إنما هو جناح واحد، ويقابله جناح آخر لم يتم، وقد أبدع في التمثيل بالطير، وفي ذكر الجناحين مع لفظ الضم. إحسان في التصريف وتصوير شعري جميل
تعالوا بني الإسلام للبذل كلما …*… دعيتم إليه في اليسار وفي العدم
ولا تجعلوا الآفات للشح حجة …*… فذلك عنوان التسخط والشؤم
إذا دامت الأعمال أسفر صدقها …*… وان لم تدم لم تنكشف عن سوى الزعم
تعالوا بني الإسلام للحق إنه …*… به قامت الأكوان مسنونة النظم
أقيموا حدود الحق في السخط والرضى …*… اقيموا حدود الحق في الحرب والسلم
وروضوا على خلق الثبات نفوسكم …*… فقد كان خلق المرسلين أولى العزم
وخطوا على الإخلاص أس أموركم …*… وسيروا على نهج السداد إلى القدم
وكونوا مع القرآن يهد قلوبكم …*… وخلوا هواكم جانبا فالهوى يعمي
ولا توقدوا نار العداوة بينكم …*… وما فحمها غير الوقيعة والشتم
وما ماؤها المطفي لكل لهيبها …*… ويحمومها غير الرزانة والحلم
ولا تجزموا فيما تظن نفوسكم …*… فأكثر ظن النفس يفضى إلى الاثم
ولم أر مثل الصبر للحر حكمة …*… مجربة تجلو له كل طلسم
فقد تسفر الأيام عن كل غاية …*… وتكشف بالأحداث ما حيط بالكتم
هنالك يحضى المخلصون بغنمهم …*… ولا يستفيد الخائنون سوى الغرم
تعالوا بني الإسلام نأس قلوبنا …*… فقد شفها ما لا يطاق من السقم
وقل دعاة الحق فينا فلم نجد …*… أساة يداوون النفوس من الوهم
تطاول ارباب الغواية واعتدوا …*… حدود الهدف تحميهم سطوة الحكم
واصبح ارباب الهدى دون عاصم …*… غريبين في الدنيا كعقبانها العصم
لقد طال ليل النائبات عليهم …*… فخاضوا طويلا في دياجيره الدهم
ومما شجى قلبي وأحزن مهجتي …*… جماح نفوس للعلا رد باللجم
تحن الى نيل الحقوق نفوسنا …*… وتأبى علينا نيلها قوة الغشم
ونقصى عن الفصحى ونلهى بغيرها …*… وليس سوى الفصحى لسان لنا (رسمي)
وما نحن إلا من سلالة يعرب …*… فمن رام عنها فصلها باء بالرغم
سلام كأزهار الربى طيب الشذى …*… على كل قح في عروبته شهم
على العرب الأحرار من كان عاربا …*… ومن باد قدما من جديس ومن (طسم)
ومن كان في استعرابه لاحقا بهم …*… نزوعا إليهم في الفصاحة والفهم
ومن أتقنوا الفصحى ورضوا علومها …*… بحذق فكانوا من صوارمها الخذم
ومن نشروها كاللواء وأكثروا …*… بكل مكان من معاقلها الشم
لقد رفعوا رأس العروبة عاليا …*… سلام عليهم في البداءة والختم
أنشدت هذه القصيدة في الاحتفال العظيم بتشييد مدرسة التربية والتعليم بمدينة بسكرة، وفي القصيدة من التذكير بالأمجاد، والإلماح إلى الكتب التاريخية ما يحرك الشاعر. وقد قال الأستاذ الرئيس محمد البشير الإبراهيمي في آخر خطبته التي افتتح بها الإحتفال ما لفظه: "ولعلكم في هذا المجلس سترتفعون بالذكريات إلى الماضي الخالد، حين تسمعون من الشعر ما يمثل لكم زهيرا والنابغة في الأولين، وأبا العتاهية والمتنبي في المحدثين، حين تسمعون الوصية ممزوجة بالحكمة مدغمة في النصيحة، معجونة بالفخر من شاعر الجزائر، بل شاعر العروبة والإسلام: محمد العيد".
•---------------------------------•
أراك بلا جدوى تضج من الظلم …*… الى العلم إن رمت النجاة الى العلم
أراك بلا جدوى تضج وتشتكي …*… من الخصم في كل الأمور إلى الخصم
فخض في ميادين الحياة مكافحا …*… بمالك من عزم ومالك من حزم
ولا تدرع الا المعارف إنها …*… سوابغ ينبو الطعن عنها فلا يدمى
رعى الله في أرض الجزائر نهضة …*… مباركة في العلم تسمو الى النجم
وترمي الى أهدافها بقصودها …*… موفقة الأنظار صائبة السهم
وتنشئ للفصحى مدارس عدة …*… مشيدة البنيان محكمة الدعم
قف اليوم بالزيبان وانزل بها على …*… مليكتها واحضر بمحفلها الفخم
تجد داعيا للعلم في الصور نافخا …*… وبعثا من الأشهاد يزخر كاليم
و (بسكرة الزهراء) (1) تقري جموعهم …*… بكل لذيذ مستطاب من الطعم
__________
(1) أراد الشاعر "الزهراء" بسكرة الجديدة و"الغبراء" بعدها بسكرة القديمة، وهي مجموعة قرى عريقة في القدم غريقة في النخل، وفي إحداها أقام ابن خلدون في كنف أمرائها بني مزنى.
وتؤويهم في دورها وقصورها …*… محاطين بالترحيب فيها وبالنعم
و (بسكرة الغبراء) تروي عليهم …*… احاديث من إسناد أطلالها البكم
تحييهم بالذكريات شذية …*… وتوحى اليهم بالجلال وبالعظم
وتملي عليهم من قديم عظاتها …*… دروسا وما المملي سوى دارس الرسم
أقام (ابن خلدون) بها غير مرة …*… وحرر فيها بعض تاريخه الضخم
وصادف فيها للعروبة دولة …*… وللعلم سوقا في الرواج وفي الغنم
وكانت له مشتى جميلا وملجأ …*… حصينا من القهر المبيت والهضم
ولم يزل الأحرار في كل أمة …*… يطاردهم قهر الولاة بلا جرم
فهل ترجع الأيام سالف عهدها …*… وتنفض عنها ما علاها من الهدم
وتجلو لنا آثارها وديارها …*… واخبارها الأولى يقينا بلا رجم
أرى من حواليها مخايل جمة مبشرة دلت على وابل سجم
أحيي السراة المحسنين صنيعة …*… ببسكرة الساخين بالنائل الجم
وأدعوهم للبذل والبذل عصمة …*… لهم ولما شادوه من كل ما يصمي
ألم تر ما قاموا به من مبرة …*… تبشر في العقبى بفوزهم الحتم
بمدرسة كالطود أعلوا بناءها …*… فكانت حمى للطفل والجاهل الأمي
وأما حنونا أو أبا متعطفا …*… لكل يتيم يستجير من اليتم
جلوها على الانظار مرصوصة البنا …*… مقومة الهندام موشية الرقم
وجادوا بوسمي السخاء فهل نرى …*… ولي سخاء منهم عقب الوسمي
هلال بدا في الأفق نرقب أنه …*… يؤول على قرب الى قمر تم
وطير بديع لو يضم جناحه …*… إليه لحاز الحسن اجمع بالضم (1)
__________
(1) يشير الشاعر إلى أن الذي تم بناؤه إنما هو جناح واحد، ويقابله جناح آخر لم يتم، وقد أبدع في التمثيل بالطير، وفي ذكر الجناحين مع لفظ الضم. إحسان في التصريف وتصوير شعري جميل
تعالوا بني الإسلام للبذل كلما …*… دعيتم إليه في اليسار وفي العدم
ولا تجعلوا الآفات للشح حجة …*… فذلك عنوان التسخط والشؤم
إذا دامت الأعمال أسفر صدقها …*… وان لم تدم لم تنكشف عن سوى الزعم
تعالوا بني الإسلام للحق إنه …*… به قامت الأكوان مسنونة النظم
أقيموا حدود الحق في السخط والرضى …*… اقيموا حدود الحق في الحرب والسلم
وروضوا على خلق الثبات نفوسكم …*… فقد كان خلق المرسلين أولى العزم
وخطوا على الإخلاص أس أموركم …*… وسيروا على نهج السداد إلى القدم
وكونوا مع القرآن يهد قلوبكم …*… وخلوا هواكم جانبا فالهوى يعمي
ولا توقدوا نار العداوة بينكم …*… وما فحمها غير الوقيعة والشتم
وما ماؤها المطفي لكل لهيبها …*… ويحمومها غير الرزانة والحلم
ولا تجزموا فيما تظن نفوسكم …*… فأكثر ظن النفس يفضى إلى الاثم
ولم أر مثل الصبر للحر حكمة …*… مجربة تجلو له كل طلسم
فقد تسفر الأيام عن كل غاية …*… وتكشف بالأحداث ما حيط بالكتم
هنالك يحضى المخلصون بغنمهم …*… ولا يستفيد الخائنون سوى الغرم
تعالوا بني الإسلام نأس قلوبنا …*… فقد شفها ما لا يطاق من السقم
وقل دعاة الحق فينا فلم نجد …*… أساة يداوون النفوس من الوهم
تطاول ارباب الغواية واعتدوا …*… حدود الهدف تحميهم سطوة الحكم
واصبح ارباب الهدى دون عاصم …*… غريبين في الدنيا كعقبانها العصم
لقد طال ليل النائبات عليهم …*… فخاضوا طويلا في دياجيره الدهم
ومما شجى قلبي وأحزن مهجتي …*… جماح نفوس للعلا رد باللجم
تحن الى نيل الحقوق نفوسنا …*… وتأبى علينا نيلها قوة الغشم
ونقصى عن الفصحى ونلهى بغيرها …*… وليس سوى الفصحى لسان لنا (رسمي)
وما نحن إلا من سلالة يعرب …*… فمن رام عنها فصلها باء بالرغم
سلام كأزهار الربى طيب الشذى …*… على كل قح في عروبته شهم
على العرب الأحرار من كان عاربا …*… ومن باد قدما من جديس ومن (طسم)
ومن كان في استعرابه لاحقا بهم …*… نزوعا إليهم في الفصاحة والفهم
ومن أتقنوا الفصحى ورضوا علومها …*… بحذق فكانوا من صوارمها الخذم
ومن نشروها كاللواء وأكثروا …*… بكل مكان من معاقلها الشم
لقد رفعوا رأس العروبة عاليا …*… سلام عليهم في البداءة والختم
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تهنئة الأزهر بشيخه الجديد
تهنئة الأزهر بشيخه الجديد
قيلت هذه القصيدة في تهنئة الأزهر بمشيخة الشيخ الخضر بن الحسيني الجزائري الأصل، ونشرت في العدد 208 من جريدة البصائر سنة 1952.
•---------------------------------•
بارق من بوارق الرشد لاحا …*… جر للشرق غبطة وفلاحا
حركات التطهير فيه توالت …*… فنفت عنه ضره فاستراحا
أكسبته بعد المهانة عزا …*… واستعاضت عن الفساد صلاحا
هذه مصر أنكرت ما دهاها …*… فدعت جيشها فخاض الكفاحا
لم يرق قطرة من الدم فيها …*… أو يثر غارة ويشهر سلاحا
طهر الجيش نيل مصر فما أبـ …*… ـقى به غيلما (1) ولا تمساحا
واذا الجيش قام بالحكم عدلا …*… رد للشعب حقه المستباحا
واذا نال حقه كل جان …*… عرف الشعب جده والمزاحا
نصر الله جيش مصر وأبقـ .. ـاه وأعلى (لواءه) اللواحا
انجبت مصر وهي أزكى ولود …*… للمعالي (نجيبها) الطماحا
مثلما انجبت بنيها الغيوريـ …*… ـن على مجدها الطهورين ساحا
مصطفاها سليل (كاملها) الذا …*… ئع صتا و (سعدها) النضاحا
و (عرابيها) الجرىء الذي شـ …*… ـق على الجور غارة ملحاحا
رفعت مصر رأسها (بنجيب) …*… عاليا يوم بالرؤوس أطاحا
__________
(1) الغيلم: السلحفاة، أو الضفدع.
قد أسا داءها القديم فأمست …*… كل اعضائها المراض صحاحا
واذا ما الطبيب بالمبضع المر …*… هف أدمى فآلم الأشباحا
فاعذل المدنف المفرط في التطـ …*… ـبيب قبلا لا تعذل الجراحا
صوت حق دعا المليك فلبى …*… مسرعا والوزير والفلاحا
والإدارات والمعاهد والأحـ …*… ـزاب طرا فعمها إصلاحا
وحبا الازهر الشريف رئيسا …*… عبقريا ومصلحا مسماحا
واماما مجددا مغربيا …*… رفع المغرب المهيض جناحا
هنئ الازهر الشريف بشيخ …*… طاب أنسا به وزاد انشراحا
رأس الأزهر الشريف فخلنا …*… سادن البيت أوتي المفتاحا
وجلا الحق (بالهداية) حينا …*… فنفى عنه غيمه وأزاحا
حارب الجهل والتعب والإلـ …*… ـحاد والدجل والخنا والسفاحا
بيراع يفري المشاكل عضبا …*… وحجى يكشف الدجى لماحا
حاز آل الحسين (بالخضر) الحـ …*… ـر مدى فخرهم وفازوا قداحا
أورث الله منه (طولقة) (1) العر …*… ق وأورى بنفطة المصباحا
(تونس) تقبل التهاني نشوى …*… وتهادي (الجزائر) الأفراحا
ان كلتا الأختين من خمرة البشـ …*… ـرى تعاطت على الصفا أقداحا
قد طوى سبعه وسبعين عاما …*… ناشرا نور علمه وضاحا (2)
__________
(1) طولقة (بالقاف المعقودة) واحه ثرية المياه تابعة لبسكرة عاصمة الصحراء في جنوب قسنطينة. وأصل عائلة الشيخ الحسين من هذه الواحة، ودارهم بها معروف إلى الآن، وهاجر أبوه بعد سنوات من الاحتلال الفرنسي للجزائر إلى الجريد في الجنوب التونسي.
(2) ولد فضيلة الأستاذ محمد الخضر بن الحسين شيخ الأزهر في سنة 1293هـ 1875م ببلدة (نفطة) من عمل الجريد بالقطر التونسي، وأصل عائلته من بلدة طولقة بجنوب عمالة قسنطينة في القطر الجزائري فهو حفظه الله تونسي النشأة جزائري الأسرة.
رائع المنشآت يفتن كالرسـ …*… ـام فيها ويعرض الألواحا
طيب الخلق طيب الذكر كالريـ …*… ـحان يذكى أريجه نفاحا
مد في عمره الاله وأبقا …*… هـ منارا لنا وبدرا لياحا
يا بني الأزهر المبارك طلتم …*… أيديا عصت الربى والبطاحا
انما الازهر المبارك روض …*… بث في الكون طيره صداحا
فاستطيبوا بطيبه واستظلوا …*… دوحة فيه فاقت الأدواحا
قد رمى شيخكم بكم مطلع النجـ …*… ـم فسيروا خطا إليه فساحا
يا بني الأزهر المبارك انتم …*… السن الدين فانشروه فصاحا
ان للأزهر الشريف رسالا …*… ت أراكم لمتنها شراحا
واذانا على الأقاليم غدا …*… ء بأصوات وعضكم رواحا
أنتم ذادة الهدى من رميتم …*… من عداكم أثخنتموه جراحا
قد ظهرتم بسنة لاسنان …*… وشهرتم صحائفا لا صفاحا
وكفى بالبيان والحجج الغر …*… اء منكم صوار ما ورماحا
أذكرونا في الزاحفين فإنا …*… قد شهدنا صفوفكم أرواحا
يا بني الشرق أكرعونا من العلـ …*… ـم فقد در في ثراكم قراحا
قد بعثنا البعوث من فتية القطـ …*… ـر الى الشرق رادة نزاحا
وبعثنا البعوث من ساسة القطـ …*… ـر ينيرون حقه إيضاحا
وبعثنا (الفضيل) (1) أجرأنا قلـ …*… ـبا وأقوى دعاتنا إفصاحا
كم به طوح الزمان طويلا …*… فتحدى زمانه الطواحا
وتصدى له العدو ولكن …*… كان اقسى على العدو جماحا!
__________
(1) الأستاذ الداعية الإسلامي الكبير الشيخ الفضيل الورتلاني (رحمه الله وطيب ثراه).
وبعثنا (البشير) (1) مدرهنا الند …*… ب وسحباننا لكم سواحا
سافراعن منى البلاد سفيرا …*… بخفياتنا لكم قد باحا
معربا عن معارف واسعات …*… قلدته من الثناء وشاحا
واجدا حيث حل نزلا كريما …*… ورفاقا تمد للود راحا
وعيونا ترنو إليه جلالا …*… وقلوبا تهفوا إليه ارتياحا
وبعثنا سلائل المغرب الأقـ …*… ـصى وفتيان تونس النصاحا
ينشدون الحقوق في الشرق لما …*… وجدوا الغرب لا يجيب اقتراحا
إن في الغرب بالمواعيد قوما …*… أسخياء وبالحقوق شحاحا
انكر الغرب حقنا وهو يبدو …*… كسنا الزند في الدجى قداحا
كلما لاح حقنا من بعيد …*… قطب الغرب وجهه وأشاحا
قد رأينا الشعوب بالقيد تمنى …*… ثم يسمي لها الفكاك متاحا
ورأينا السجون تعمر بالاسر …*… ى وتخلى فينعمون سراحا
ورأينا الذين بالليل ناموا …*… فأطالوا يستيقضون صباحا
وعجبنا لربة الديك تلحى …*… من صحا من كراه والديك صاحا
من يقل بالبراح من أي قطر …*… رازح تحتها تقل لا براحا
كل يوم تبدى اشتدادا وعنفا …*… فمتى تظهر الرضى والسماحا
رب قد سار فلكنا يمخر البحـ …*… ـر إلى قصدنا ويشأو الرياحا
فاحفظ الفلك من مداهمة المو …*… ج وأرشد الى الهدى الملاحا
أنت أودعت ني الهدى كل خير …*… من أصحاب الهدى أصاب النجاحا
__________
(1) الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء (طيب الله ثراه).
قيلت هذه القصيدة في تهنئة الأزهر بمشيخة الشيخ الخضر بن الحسيني الجزائري الأصل، ونشرت في العدد 208 من جريدة البصائر سنة 1952.
•---------------------------------•
بارق من بوارق الرشد لاحا …*… جر للشرق غبطة وفلاحا
حركات التطهير فيه توالت …*… فنفت عنه ضره فاستراحا
أكسبته بعد المهانة عزا …*… واستعاضت عن الفساد صلاحا
هذه مصر أنكرت ما دهاها …*… فدعت جيشها فخاض الكفاحا
لم يرق قطرة من الدم فيها …*… أو يثر غارة ويشهر سلاحا
طهر الجيش نيل مصر فما أبـ …*… ـقى به غيلما (1) ولا تمساحا
واذا الجيش قام بالحكم عدلا …*… رد للشعب حقه المستباحا
واذا نال حقه كل جان …*… عرف الشعب جده والمزاحا
نصر الله جيش مصر وأبقـ .. ـاه وأعلى (لواءه) اللواحا
انجبت مصر وهي أزكى ولود …*… للمعالي (نجيبها) الطماحا
مثلما انجبت بنيها الغيوريـ …*… ـن على مجدها الطهورين ساحا
مصطفاها سليل (كاملها) الذا …*… ئع صتا و (سعدها) النضاحا
و (عرابيها) الجرىء الذي شـ …*… ـق على الجور غارة ملحاحا
رفعت مصر رأسها (بنجيب) …*… عاليا يوم بالرؤوس أطاحا
__________
(1) الغيلم: السلحفاة، أو الضفدع.
قد أسا داءها القديم فأمست …*… كل اعضائها المراض صحاحا
واذا ما الطبيب بالمبضع المر …*… هف أدمى فآلم الأشباحا
فاعذل المدنف المفرط في التطـ …*… ـبيب قبلا لا تعذل الجراحا
صوت حق دعا المليك فلبى …*… مسرعا والوزير والفلاحا
والإدارات والمعاهد والأحـ …*… ـزاب طرا فعمها إصلاحا
وحبا الازهر الشريف رئيسا …*… عبقريا ومصلحا مسماحا
واماما مجددا مغربيا …*… رفع المغرب المهيض جناحا
هنئ الازهر الشريف بشيخ …*… طاب أنسا به وزاد انشراحا
رأس الأزهر الشريف فخلنا …*… سادن البيت أوتي المفتاحا
وجلا الحق (بالهداية) حينا …*… فنفى عنه غيمه وأزاحا
حارب الجهل والتعب والإلـ …*… ـحاد والدجل والخنا والسفاحا
بيراع يفري المشاكل عضبا …*… وحجى يكشف الدجى لماحا
حاز آل الحسين (بالخضر) الحـ …*… ـر مدى فخرهم وفازوا قداحا
أورث الله منه (طولقة) (1) العر …*… ق وأورى بنفطة المصباحا
(تونس) تقبل التهاني نشوى …*… وتهادي (الجزائر) الأفراحا
ان كلتا الأختين من خمرة البشـ …*… ـرى تعاطت على الصفا أقداحا
قد طوى سبعه وسبعين عاما …*… ناشرا نور علمه وضاحا (2)
__________
(1) طولقة (بالقاف المعقودة) واحه ثرية المياه تابعة لبسكرة عاصمة الصحراء في جنوب قسنطينة. وأصل عائلة الشيخ الحسين من هذه الواحة، ودارهم بها معروف إلى الآن، وهاجر أبوه بعد سنوات من الاحتلال الفرنسي للجزائر إلى الجريد في الجنوب التونسي.
(2) ولد فضيلة الأستاذ محمد الخضر بن الحسين شيخ الأزهر في سنة 1293هـ 1875م ببلدة (نفطة) من عمل الجريد بالقطر التونسي، وأصل عائلته من بلدة طولقة بجنوب عمالة قسنطينة في القطر الجزائري فهو حفظه الله تونسي النشأة جزائري الأسرة.
رائع المنشآت يفتن كالرسـ …*… ـام فيها ويعرض الألواحا
طيب الخلق طيب الذكر كالريـ …*… ـحان يذكى أريجه نفاحا
مد في عمره الاله وأبقا …*… هـ منارا لنا وبدرا لياحا
يا بني الأزهر المبارك طلتم …*… أيديا عصت الربى والبطاحا
انما الازهر المبارك روض …*… بث في الكون طيره صداحا
فاستطيبوا بطيبه واستظلوا …*… دوحة فيه فاقت الأدواحا
قد رمى شيخكم بكم مطلع النجـ …*… ـم فسيروا خطا إليه فساحا
يا بني الأزهر المبارك انتم …*… السن الدين فانشروه فصاحا
ان للأزهر الشريف رسالا …*… ت أراكم لمتنها شراحا
واذانا على الأقاليم غدا …*… ء بأصوات وعضكم رواحا
أنتم ذادة الهدى من رميتم …*… من عداكم أثخنتموه جراحا
قد ظهرتم بسنة لاسنان …*… وشهرتم صحائفا لا صفاحا
وكفى بالبيان والحجج الغر …*… اء منكم صوار ما ورماحا
أذكرونا في الزاحفين فإنا …*… قد شهدنا صفوفكم أرواحا
يا بني الشرق أكرعونا من العلـ …*… ـم فقد در في ثراكم قراحا
قد بعثنا البعوث من فتية القطـ …*… ـر الى الشرق رادة نزاحا
وبعثنا البعوث من ساسة القطـ …*… ـر ينيرون حقه إيضاحا
وبعثنا (الفضيل) (1) أجرأنا قلـ …*… ـبا وأقوى دعاتنا إفصاحا
كم به طوح الزمان طويلا …*… فتحدى زمانه الطواحا
وتصدى له العدو ولكن …*… كان اقسى على العدو جماحا!
__________
(1) الأستاذ الداعية الإسلامي الكبير الشيخ الفضيل الورتلاني (رحمه الله وطيب ثراه).
وبعثنا (البشير) (1) مدرهنا الند …*… ب وسحباننا لكم سواحا
سافراعن منى البلاد سفيرا …*… بخفياتنا لكم قد باحا
معربا عن معارف واسعات …*… قلدته من الثناء وشاحا
واجدا حيث حل نزلا كريما …*… ورفاقا تمد للود راحا
وعيونا ترنو إليه جلالا …*… وقلوبا تهفوا إليه ارتياحا
وبعثنا سلائل المغرب الأقـ …*… ـصى وفتيان تونس النصاحا
ينشدون الحقوق في الشرق لما …*… وجدوا الغرب لا يجيب اقتراحا
إن في الغرب بالمواعيد قوما …*… أسخياء وبالحقوق شحاحا
انكر الغرب حقنا وهو يبدو …*… كسنا الزند في الدجى قداحا
كلما لاح حقنا من بعيد …*… قطب الغرب وجهه وأشاحا
قد رأينا الشعوب بالقيد تمنى …*… ثم يسمي لها الفكاك متاحا
ورأينا السجون تعمر بالاسر …*… ى وتخلى فينعمون سراحا
ورأينا الذين بالليل ناموا …*… فأطالوا يستيقضون صباحا
وعجبنا لربة الديك تلحى …*… من صحا من كراه والديك صاحا
من يقل بالبراح من أي قطر …*… رازح تحتها تقل لا براحا
كل يوم تبدى اشتدادا وعنفا …*… فمتى تظهر الرضى والسماحا
رب قد سار فلكنا يمخر البحـ …*… ـر إلى قصدنا ويشأو الرياحا
فاحفظ الفلك من مداهمة المو …*… ج وأرشد الى الهدى الملاحا
أنت أودعت ني الهدى كل خير …*… من أصحاب الهدى أصاب النجاحا
__________
(1) الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء (طيب الله ثراه).
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
بشرى للجزائر
بشرى للجزائر
نشرت بالعدد 249 من جريدة البصائر سنة 1953م.
•---------------------------------•
هات البشائر للجزائر هاتها …*… إن الجزائر أبصرت غاياتها
عقدت لها عزماتها فمن الذي …*… غير الاله يحل من عزماتها؟
وتدفقت كالسيل ليس يردها …*… خذلان قرباها وظلم عداتها
لولا كوارث بين جنبيها جرت …*… لعددت هذا اليوم عيد حياتها
مراكش امتحنت وتونس روعت …*… وهما المقربتان من أخواتها
الله اكبر هؤلاء جنودها …*… لبوا لنجدتها نداء دعاتها
نفروا الى الميدان ليس سلاحهم …*… الا عزائمهم بحد شباتها
ميدان بذل بالمكارم زاخر …*… تتسارع الايدي به لهباتها
اليوم يوم المحسنين فمرحبا …*… بوجوههم والغر من قسماتها
اليوم يوم المحسنين فمنهم …*… نرجو من الآلاف بذل مآتها
أين الذين يجاهدون بمالهم …*… في نفع أمتهم ودفع أذاتها
المال قبل النفس واقرأ إن تشأ …*… سور الكتاب تجده فى آياتها
دار التلاميذ البهيجة أصبحت …*… تستقبل الضيفان في غرفاتها
وتهيأت لتضم نحو الألف من …*… أبناء معهدها الى حجراتها
فغدا ستطلعهم برائق أفقها …*… مثل البدورتنير في هالاتها
ونرى بها الأشبال وهي قريرة …*… في الأمن تنعم تحت حضن لباتها
من سره أن يطمئن مثابة …*… ويصح من أبنائنا فليأتها
يا ابن الجزائر خل بؤسك واغتبط …*… رشدت بلادك فاسع في مرضاتها
أسفي عليك تنازعتك عوامل …*… شتى اراك تئن من إعناتها
واستأثرت بك نوبة حزبية …*… جئت الكبائر تحت تأثيراتها
سامح بلادك واعف عن أحزابها …*… واقبل طوائفها على علاتها
من كان مشغوفا بحب بلاده …*… لم يكشف الأستار عن عوراتها
فادع الجميع لوحدة شعبية …*… نفي المصائب عنك في إثباتها
لا تحص لي الأشياع تستكثر بها …*… في أمة قطعت حبال صلاتها
أجدى الحساب لأمة مغلوبة …*… في طرح فرقتها وجمع شتاتها
حسب الجزائر نهضة فكرية …*… كالكهرباء سرت بكل جهاتها
واشكر مساعي هيئة علمية …*… نوامنا انتبهوا على أصواتها
سقت المغارب من مناهل علمها …*… وإلى المشارق أرسلت بعثاتها
سيحصلون من المعارف لبها …*… كالنحل تجني الحلو من ثمراتها
ويبادرون إلى الرجوع لأرضهم …*… لعلاج مرضاها ونذر غواتها
مارد للأوطان سابق برها …*… من سلحته فلم يخف غمراتها
يا معشر السروات هذا محفل …*… نهضت به الآمال من عثراتها
فتبرعوا بالمال فيه لمعهد …*… حر ودار أسندته بذاتها
وتسابقوا في الصالحات فإنكم …*… اهل لنيل السبق في حلباتها
(وقل اعملوا) اوصى الإله بها فمن …*… يعمل له حسنى ينل حسناتها
انتم صناديد الجزائر فابعثوا …*… مجد الجزائر واهتفوا بحياتها!
__________
كتب الأستاذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي على هذه القصيدة- هذا التعليق- احتفلت جمعية العلماء الجزائريين يوم 8 نوفمبر 1953 بافتتاح إحدى مؤسساتها العظيمة، "دار الطلبة" التابعة لمعهد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة، المخصصة لسكنى طلبة المعهد، وقد تم تشييدها على نمط عصري صحي في موقع عظيم من مواقع قسنطينة التاريخية، وقد جهزت تلك الدار بجميع اللوازم المريحة للطالب، من أسرة ودواليب ومطابخ ومسخنات للتدفئة، وتيسير المطالعة على الطالب، وكان يوم الإحتفال يوما مشهودا تمثلت فيه الجزائر العربية المسلمة بمقاطعاتها الثلاثة، كما اشتركت فيه الوفود من تونس وغيرها. وتجلت فيه عظمة جمعية العلماء، وعظمة الشعب المستجيب لدعائها.
وفي هذا الاحتفال المؤثر المهيب الذي هو إرهاص لما بعده من أحداث وطليعة من طلائع الثورة الحالية وقف الشاعر فألقى هذه القصيدة في جو فياض بالإحساسات الجياشة.
القاهرة: محمد البشير الإبراهيمي.
نشرت بالعدد 249 من جريدة البصائر سنة 1953م.
•---------------------------------•
هات البشائر للجزائر هاتها …*… إن الجزائر أبصرت غاياتها
عقدت لها عزماتها فمن الذي …*… غير الاله يحل من عزماتها؟
وتدفقت كالسيل ليس يردها …*… خذلان قرباها وظلم عداتها
لولا كوارث بين جنبيها جرت …*… لعددت هذا اليوم عيد حياتها
مراكش امتحنت وتونس روعت …*… وهما المقربتان من أخواتها
الله اكبر هؤلاء جنودها …*… لبوا لنجدتها نداء دعاتها
نفروا الى الميدان ليس سلاحهم …*… الا عزائمهم بحد شباتها
ميدان بذل بالمكارم زاخر …*… تتسارع الايدي به لهباتها
اليوم يوم المحسنين فمرحبا …*… بوجوههم والغر من قسماتها
اليوم يوم المحسنين فمنهم …*… نرجو من الآلاف بذل مآتها
أين الذين يجاهدون بمالهم …*… في نفع أمتهم ودفع أذاتها
المال قبل النفس واقرأ إن تشأ …*… سور الكتاب تجده فى آياتها
دار التلاميذ البهيجة أصبحت …*… تستقبل الضيفان في غرفاتها
وتهيأت لتضم نحو الألف من …*… أبناء معهدها الى حجراتها
فغدا ستطلعهم برائق أفقها …*… مثل البدورتنير في هالاتها
ونرى بها الأشبال وهي قريرة …*… في الأمن تنعم تحت حضن لباتها
من سره أن يطمئن مثابة …*… ويصح من أبنائنا فليأتها
يا ابن الجزائر خل بؤسك واغتبط …*… رشدت بلادك فاسع في مرضاتها
أسفي عليك تنازعتك عوامل …*… شتى اراك تئن من إعناتها
واستأثرت بك نوبة حزبية …*… جئت الكبائر تحت تأثيراتها
سامح بلادك واعف عن أحزابها …*… واقبل طوائفها على علاتها
من كان مشغوفا بحب بلاده …*… لم يكشف الأستار عن عوراتها
فادع الجميع لوحدة شعبية …*… نفي المصائب عنك في إثباتها
لا تحص لي الأشياع تستكثر بها …*… في أمة قطعت حبال صلاتها
أجدى الحساب لأمة مغلوبة …*… في طرح فرقتها وجمع شتاتها
حسب الجزائر نهضة فكرية …*… كالكهرباء سرت بكل جهاتها
واشكر مساعي هيئة علمية …*… نوامنا انتبهوا على أصواتها
سقت المغارب من مناهل علمها …*… وإلى المشارق أرسلت بعثاتها
سيحصلون من المعارف لبها …*… كالنحل تجني الحلو من ثمراتها
ويبادرون إلى الرجوع لأرضهم …*… لعلاج مرضاها ونذر غواتها
مارد للأوطان سابق برها …*… من سلحته فلم يخف غمراتها
يا معشر السروات هذا محفل …*… نهضت به الآمال من عثراتها
فتبرعوا بالمال فيه لمعهد …*… حر ودار أسندته بذاتها
وتسابقوا في الصالحات فإنكم …*… اهل لنيل السبق في حلباتها
(وقل اعملوا) اوصى الإله بها فمن …*… يعمل له حسنى ينل حسناتها
انتم صناديد الجزائر فابعثوا …*… مجد الجزائر واهتفوا بحياتها!
__________
كتب الأستاذ الشيخ محمد البشير الإبراهيمي على هذه القصيدة- هذا التعليق- احتفلت جمعية العلماء الجزائريين يوم 8 نوفمبر 1953 بافتتاح إحدى مؤسساتها العظيمة، "دار الطلبة" التابعة لمعهد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة، المخصصة لسكنى طلبة المعهد، وقد تم تشييدها على نمط عصري صحي في موقع عظيم من مواقع قسنطينة التاريخية، وقد جهزت تلك الدار بجميع اللوازم المريحة للطالب، من أسرة ودواليب ومطابخ ومسخنات للتدفئة، وتيسير المطالعة على الطالب، وكان يوم الإحتفال يوما مشهودا تمثلت فيه الجزائر العربية المسلمة بمقاطعاتها الثلاثة، كما اشتركت فيه الوفود من تونس وغيرها. وتجلت فيه عظمة جمعية العلماء، وعظمة الشعب المستجيب لدعائها.
وفي هذا الاحتفال المؤثر المهيب الذي هو إرهاص لما بعده من أحداث وطليعة من طلائع الثورة الحالية وقف الشاعر فألقى هذه القصيدة في جو فياض بالإحساسات الجياشة.
القاهرة: محمد البشير الإبراهيمي.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية المسلم الجديد "بنوا على سليمان"
تحية المسلم الجديد "بنوا على سليمان"
نشرت في العدد 266 جريدة البصائر سنة 1954م
•---------------------------------•
زفت إليك عرائس الإلهام …*… فطرحت عنك بوالي الأوهام
وبحثت في الأديان بحثا منصفا …*… فجنحت بعد البحث للإسلام
هذا هو الكنز الدفين كشفته …*… ببصيرة نفذت وفكر سامي
(بنوا) لقد أبليت في حرب الهوى …*… حسنا وما باليت باللوام
ونصرت في باريس دين محمد …*… بصراحة برئت من الإبهام
لو كان للاسلام فيها دولة …*… مرعية رفعنك فوق الهام
بهرتك (ظاهرة) بدت من (مالك) …*… فجلت دجاك ببرقها البسام (1)
إني أراك علوت قومك رتبة …*… و (سلمت) من شرك ومن إجرام (2)
فالحق بـ (إتيان) و (جونسو) رفعة …*… وكرامة واخلد على الأيام (3)
هذا هدى من قام مضطلعا به …*… أم الرجال وشم كالأعلام
(سلمان) فاق الفرس أجمعهم به …*… و (صهيب) فاز به على الأروام
وبلال ساد به على الأحباش ما …*… دوى الآذان بمطرب الأنغام
(بنوا) بنو الإسلام من أقطارهم …*… حيوك بالترحيب والإعظام
__________
(1) إشارة إلى كتاب (الظاهرة القرآنية) الذي ألفه الأستاذ مالك بن نبي واستعان به هنا المسلم الجديد على تحقيق مباحثه الإسلامية.
(2) إشارة إلى اسمه الجديد: (علي سليمان).
(3) هما المسلمان الفرنسيان: نصر الدين أتيان ديني، وعبد الكريم جونسو.
أنت الفرنسي الحنيف فمرحبا …*… بك من شقيق راجب الإكرام
الدين إذعان لرب واحد …*… سبحانه هو غافر الآثام
ولكل قوم شرعة مسلوكة …*… والأنبياء أدلة الأقوام
فمحمد من بعد عيسى في الهدى …*… من بعد موسى هم ذوو أرحام
لكن محترفي الديانة حرفوا …*… أحكامها ومسيطرى الحكام
(بنوا) أمامك واجب فانهض به …*… متقلدا ذكراك كالصمصام
إن الحقيقة أصبحت مهضومة …*… في الغرب تحت مواطئ الأقدام
جلجل بها كالرعد غير مجمجم …*… وازأر بها غضبان كالضرغام
واغز العقول بعدة علمية …*… بالحق ظاهرة وبالإقدام
كم معقل للوهم والتضليل لم …*… تنسفه غير قنابل الأقلام
إسلام (بنوا) حجة قامت على …*… أسرى العقول مضللي الأفهام
المسلمين الساخرين بدينهم …*… تبعا لمن كفروا من الأعجام
الساقطين هوى على شهواتهم …*… صرعى كمن عكفوا على الأصنام
لو أنهم فحصوا الأدلة لاهتدوا …*… في بحثهم لفواصل الأحكام
ما أنت يا إنسان إلا هادف …*… لمداك طبق سوابق الأقسام
بيد الإله زمام أمرك كله …*… فإذا أصبت هداك فهو الرامي
من أدركته من الإله تاية …*… خلعت عليه مطارف الإنعام
نشرت في العدد 266 جريدة البصائر سنة 1954م
•---------------------------------•
زفت إليك عرائس الإلهام …*… فطرحت عنك بوالي الأوهام
وبحثت في الأديان بحثا منصفا …*… فجنحت بعد البحث للإسلام
هذا هو الكنز الدفين كشفته …*… ببصيرة نفذت وفكر سامي
(بنوا) لقد أبليت في حرب الهوى …*… حسنا وما باليت باللوام
ونصرت في باريس دين محمد …*… بصراحة برئت من الإبهام
لو كان للاسلام فيها دولة …*… مرعية رفعنك فوق الهام
بهرتك (ظاهرة) بدت من (مالك) …*… فجلت دجاك ببرقها البسام (1)
إني أراك علوت قومك رتبة …*… و (سلمت) من شرك ومن إجرام (2)
فالحق بـ (إتيان) و (جونسو) رفعة …*… وكرامة واخلد على الأيام (3)
هذا هدى من قام مضطلعا به …*… أم الرجال وشم كالأعلام
(سلمان) فاق الفرس أجمعهم به …*… و (صهيب) فاز به على الأروام
وبلال ساد به على الأحباش ما …*… دوى الآذان بمطرب الأنغام
(بنوا) بنو الإسلام من أقطارهم …*… حيوك بالترحيب والإعظام
__________
(1) إشارة إلى كتاب (الظاهرة القرآنية) الذي ألفه الأستاذ مالك بن نبي واستعان به هنا المسلم الجديد على تحقيق مباحثه الإسلامية.
(2) إشارة إلى اسمه الجديد: (علي سليمان).
(3) هما المسلمان الفرنسيان: نصر الدين أتيان ديني، وعبد الكريم جونسو.
أنت الفرنسي الحنيف فمرحبا …*… بك من شقيق راجب الإكرام
الدين إذعان لرب واحد …*… سبحانه هو غافر الآثام
ولكل قوم شرعة مسلوكة …*… والأنبياء أدلة الأقوام
فمحمد من بعد عيسى في الهدى …*… من بعد موسى هم ذوو أرحام
لكن محترفي الديانة حرفوا …*… أحكامها ومسيطرى الحكام
(بنوا) أمامك واجب فانهض به …*… متقلدا ذكراك كالصمصام
إن الحقيقة أصبحت مهضومة …*… في الغرب تحت مواطئ الأقدام
جلجل بها كالرعد غير مجمجم …*… وازأر بها غضبان كالضرغام
واغز العقول بعدة علمية …*… بالحق ظاهرة وبالإقدام
كم معقل للوهم والتضليل لم …*… تنسفه غير قنابل الأقلام
إسلام (بنوا) حجة قامت على …*… أسرى العقول مضللي الأفهام
المسلمين الساخرين بدينهم …*… تبعا لمن كفروا من الأعجام
الساقطين هوى على شهواتهم …*… صرعى كمن عكفوا على الأصنام
لو أنهم فحصوا الأدلة لاهتدوا …*… في بحثهم لفواصل الأحكام
ما أنت يا إنسان إلا هادف …*… لمداك طبق سوابق الأقسام
بيد الإله زمام أمرك كله …*… فإذا أصبت هداك فهو الرامي
من أدركته من الإله تاية …*… خلعت عليه مطارف الإنعام
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
في يوم باتنة العظيم
في يوم باتنة العظيم
القصيدة التي ألقاها الشاعر محمد العيد يوم 5 سبتمبر1954
الموافق لـ 8 محرم 1374 بمناسبة افتتاح مدرسة باتنة
العربية الحرة التابعة لجمعية العلماء.
•---------------------------------•
حثثنا نحو باتنة المطايا …*… وجئناها نزف لها التحايا
ونهديها تهانيء طيبات …*… تنم على عواطفنا شذايا
ونذكرها روائع ذكريات …*… كوامن في جوانحنا خبايا
ونتلو والشواهد ساطعات …*… فواصل من محامدها جلايا
أليست دار إحسان وحسن …*… على البلدان فائقة المزايا
أليست أخت (أوراس) المعلى …*… وجارة (توقر) الخصب الحنايا
أليست مهد شعب أريحي …*… سخي بالندى سمح السجايا
حفي بالعلوم وناشريها …*… وفي بالمواثق والوصايا
سلام أيها الشعب المجلى …*… بميدان العوارف والعطايا
وهذا عيدك العلمي وافى …*… فأعلن عن مكارمك الخفايا
نزيلك أكرم النزلاء فانهض …*… وقدم ما يجل من الهدايا
لقد أصغى إليك الدهر أذنا …*… ليروي ما تسجل من قضايا
فسجلها له آثار صدق …*… مخلدة بأيديك السخايا
ولا تسجيل للآثار إلا …*… ببذل المال أو بذل الضحايا
بنيت لنشئك الميمون حصنا …*… يقيه الزاحفات من الدنايا
وينشئه أبيا يعربيا …*… حنيفي العقائد والطوايا
تبوأه لانتاج وسعي …*… كما تتبوا النحل الخلايا
ووقع فيه ألحانا حسانا …*… فأبدع (أرغنا) فيها (ونايا)
نفوس النشء تقبل كل خير …*… فقد جبلت على الفطر النقايا
فثقف أيها الأستاذ واطبع …*… نفوس النشء بالصور البهايا
ولا تيأس من الثمر المرجى …*… فإن ثراك مخضر الحشايا
وكيف يموت شعب عبقري …*… به الفتيان تنبغ والفتايا
ولي وطن حبيب لي خصيب …*… وقفت على محاسنه هوايا
وكنت له من الأحرار عبدا …*… له روحي وما ملكت يدايا
اذا آنست من بلواه نارا …*… فإني قد وجدت بها هدايا
أصابك يا جزائر عهد سوء …*… ظللنا بائسين به خزايا
أعيدي للورى عهدا سنيا …*… رقيت به إلى الرتب السنايا
وشاع العدل فيه وذل حكما …*… فأحرزت الرعاة رضى الرعايا
ولا تخشي رزايا فيك طالت …*… مدى فستنجلي عنك الرزايا
وتنقشع المظالم بائدات …*… على صوت المطالب والشكايا
وتزدهر المعارف كاشفات …*… مجاهل من مآثرنا غبايا
وما للجهل بقيا في بلاد …*… لغنم العلم عبأت السرايا
لقد بدت الظواهر بينات …*… بأن الشعب وفق فيك غايا
تنافس في مدارسه فكانت …*… أدل شواهدا وأجل آيا
وآوى الناشئات إلى حجور …*… على الصبيان تحنو والصبايا
سترتضع اللبان بها غزارا …*… وتكترع الكؤوس بها روايا
وتنشأ راشدات مرشدات …*… تقود إلى الهدى الشيع الغوايا
تذود عن الجزائر مرهقيها …*… وتحيا في أراضيها رضايا
ولا أشهى لأحرار المبادي …*… من التحرير للنسم السبايا
بلادي لا تركت إلى بغاة …*… تشينك بالفساد ولا بغايا
أغذي للمعالي السير وامضي …*… ولا تهني بجهدك أن تعايا
فنحن يداك في كسب المعالي …*… ونحن فداك من كل البلايا
بنا مقدارك العالي تسامى …*… وفينا مجدك البالي تحايا
ونحن سلائل الحنفاء دينا …*… ورثناهم يدا وفما ورايا
علينا من مخائلهم ظلال …*… وفينا من شمائلهم بقايا
ويا أحرار باتنة استعدوا …*… لتذليل الصعاب من الثنايا
حذار من الشقاق فإن أقمتم …*… عليه عصاكم انكسرت شظايا
وكم جر الشقاق إلى دواه …*… وسول في خصومته خطايا
خذوا بالعروة الوثقى وشدوا …*… مواثقكم بإخلاص (النوايا)
ولا تلهوا عن الأهداف وامضوا …*… إليها كالسهام من الرمايا
فما فوق البسيطة غير سوق …*… على الغدوات تعمر والعشايا
يجاهد كل ذي أمل عليها …*… إلى أجل وتطويه المنايا
وتنشر ذكره الدنيا دليلا …*… عليه وتلك عاقبة البرايا
القصيدة التي ألقاها الشاعر محمد العيد يوم 5 سبتمبر1954
الموافق لـ 8 محرم 1374 بمناسبة افتتاح مدرسة باتنة
العربية الحرة التابعة لجمعية العلماء.
•---------------------------------•
حثثنا نحو باتنة المطايا …*… وجئناها نزف لها التحايا
ونهديها تهانيء طيبات …*… تنم على عواطفنا شذايا
ونذكرها روائع ذكريات …*… كوامن في جوانحنا خبايا
ونتلو والشواهد ساطعات …*… فواصل من محامدها جلايا
أليست دار إحسان وحسن …*… على البلدان فائقة المزايا
أليست أخت (أوراس) المعلى …*… وجارة (توقر) الخصب الحنايا
أليست مهد شعب أريحي …*… سخي بالندى سمح السجايا
حفي بالعلوم وناشريها …*… وفي بالمواثق والوصايا
سلام أيها الشعب المجلى …*… بميدان العوارف والعطايا
وهذا عيدك العلمي وافى …*… فأعلن عن مكارمك الخفايا
نزيلك أكرم النزلاء فانهض …*… وقدم ما يجل من الهدايا
لقد أصغى إليك الدهر أذنا …*… ليروي ما تسجل من قضايا
فسجلها له آثار صدق …*… مخلدة بأيديك السخايا
ولا تسجيل للآثار إلا …*… ببذل المال أو بذل الضحايا
بنيت لنشئك الميمون حصنا …*… يقيه الزاحفات من الدنايا
وينشئه أبيا يعربيا …*… حنيفي العقائد والطوايا
تبوأه لانتاج وسعي …*… كما تتبوا النحل الخلايا
ووقع فيه ألحانا حسانا …*… فأبدع (أرغنا) فيها (ونايا)
نفوس النشء تقبل كل خير …*… فقد جبلت على الفطر النقايا
فثقف أيها الأستاذ واطبع …*… نفوس النشء بالصور البهايا
ولا تيأس من الثمر المرجى …*… فإن ثراك مخضر الحشايا
وكيف يموت شعب عبقري …*… به الفتيان تنبغ والفتايا
ولي وطن حبيب لي خصيب …*… وقفت على محاسنه هوايا
وكنت له من الأحرار عبدا …*… له روحي وما ملكت يدايا
اذا آنست من بلواه نارا …*… فإني قد وجدت بها هدايا
أصابك يا جزائر عهد سوء …*… ظللنا بائسين به خزايا
أعيدي للورى عهدا سنيا …*… رقيت به إلى الرتب السنايا
وشاع العدل فيه وذل حكما …*… فأحرزت الرعاة رضى الرعايا
ولا تخشي رزايا فيك طالت …*… مدى فستنجلي عنك الرزايا
وتنقشع المظالم بائدات …*… على صوت المطالب والشكايا
وتزدهر المعارف كاشفات …*… مجاهل من مآثرنا غبايا
وما للجهل بقيا في بلاد …*… لغنم العلم عبأت السرايا
لقد بدت الظواهر بينات …*… بأن الشعب وفق فيك غايا
تنافس في مدارسه فكانت …*… أدل شواهدا وأجل آيا
وآوى الناشئات إلى حجور …*… على الصبيان تحنو والصبايا
سترتضع اللبان بها غزارا …*… وتكترع الكؤوس بها روايا
وتنشأ راشدات مرشدات …*… تقود إلى الهدى الشيع الغوايا
تذود عن الجزائر مرهقيها …*… وتحيا في أراضيها رضايا
ولا أشهى لأحرار المبادي …*… من التحرير للنسم السبايا
بلادي لا تركت إلى بغاة …*… تشينك بالفساد ولا بغايا
أغذي للمعالي السير وامضي …*… ولا تهني بجهدك أن تعايا
فنحن يداك في كسب المعالي …*… ونحن فداك من كل البلايا
بنا مقدارك العالي تسامى …*… وفينا مجدك البالي تحايا
ونحن سلائل الحنفاء دينا …*… ورثناهم يدا وفما ورايا
علينا من مخائلهم ظلال …*… وفينا من شمائلهم بقايا
ويا أحرار باتنة استعدوا …*… لتذليل الصعاب من الثنايا
حذار من الشقاق فإن أقمتم …*… عليه عصاكم انكسرت شظايا
وكم جر الشقاق إلى دواه …*… وسول في خصومته خطايا
خذوا بالعروة الوثقى وشدوا …*… مواثقكم بإخلاص (النوايا)
ولا تلهوا عن الأهداف وامضوا …*… إليها كالسهام من الرمايا
فما فوق البسيطة غير سوق …*… على الغدوات تعمر والعشايا
يجاهد كل ذي أمل عليها …*… إلى أجل وتطويه المنايا
وتنشر ذكره الدنيا دليلا …*… عليه وتلك عاقبة البرايا
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
تحية شاعر إلى الرئيس جمال عبد الناصر
تحية شاعر إلى الرئيس جمال عبد الناصر
نشرت بمجلة المعرفة لوزارة الأوقاف الجزائرية في العدد الثاني بتاريخ صفر 1983هـ جوان 1963م
•---------------------------------•
أقبل على البشرى ويمن الطائر …*… وانزل فأهلا بالنزيل الزائر
واجلل شفاء للضنى ومسرة …*… ملء الفؤاد وقرة للناظر
وأقم فأنت محل حسن رجائنا …*… وضياء أبصار لنا وبصائر
إن العروبة دوحة لم تنمنا …*… الا فروعا لا تلين لكاسر
مهما تسر باسم العروبة خطوة …*… كنا بجنبك في الركاب السائر
إن الجزائر أخت مصر تلاقتا …*… في شعبنا المتواصل المتزاور
لا فرق في أقطارنا وديارنا …*… ما بين مصري بها وجزائري
بشرى العروبة بابنها البر الذي …*… وصل القرابة بالولاء الجابر
هذا (صلاح الدين) منصف خصمه …*… أم (كامل) رب البيان الساحر؟
هذا (جمال الدين) حر الفكر أم …*… هذا جمال الشرق (عبد الناصر)
أهلا وسهلا بالكفاح مجسما …*… والعبقرية في المثال النادر
اليوم تأخذ ثورة عن ثورة …*… اسمى العهود، وثائر عن ثائر
اليوم يلقى (عقبة من نافع) …*… فوق الجزائر (عقبة من عامر)
عهد العبادلة استعاد فتوحه …*… فالصحب فيها وراد عن صادر
وجنود (عقبة) عبر إفريقية …*… تطوى الفجاج بمنسم وبحافر
الله أكبر عاد عهد (محمد) …*… والراشدين وباد عهد الكافر
يا قائد العرب الذي عن فتحهم …*… ورث الممالك كابرا عن كابر
إن الجزائر رحبت بك واحتفت …*… وأتتك في جمهورها المتباشر
حفت إليك جموعها محشورة …*… ما غير فرحتها لها من حاشر
إن الجزائر بوأتك بأرضها …*… أكباد أحرار بها وحرائر
ضحكت حدائقها إليك بزهرها …*… وثمارها ضحك الحبيب السافر
واهتز شاطئ بحرها لك عازفا …*… ومصفقا بهدير موج زاخر
وعنت شواهقها لمجدك خشعا …*… ورنت إليك بكل شوق ظافر
وتكلم (الأوراس) عنها خاطبا …*… ود (المقطم) باللسان الشاكر
واستقبلتك سهولها وحقولها …*… وربيعها الزاهي بحسن مناظر
وبدت لك الصحراء في فردوسها …*… من باطن تؤتي الغلال وظاهر
طابت ظلال نخيلها لنزيلها …*… واعذوذبت أعذاقها للتامر
فترى النخيل بأرضها مجلودة …*… مثل العرائس سادلات ضفائر
والحافلات بطرقها تطوي الفلا …*… طيا كغزلان بها وجآذر
والطائرات تحوم في أجوائها …*… كطيورها من وادع أو كاسر
والنفط في قنواتها يجري كما …*… تجري الجداول عب غيث هامر
فاليوم نجني من خصائص أرضنا …*… ما عز من غلل بها وذخائر
إن الجزائر قد تساوى كل من …*… في حكمها من عامل أو تاجر
واستثمر الفلاح كد يمينه …*… فنجا به من كل فقر فاقر
وأزال حكم الشعب كل معمر …*… غصب البلاد ومستغل فاجر
ففقيره كغنيه وضعيفه …*… كقويه وكفيفه كالباصر
كم من بنين من التشرد أنقذوا …*… كم من بواد شيدت كحواضر
الاشتراكيون ساد نظامهم …*… ومضى بلا رجعى احتكار الحاكر
قوم أبوا إلا التقشف عيشة …*… والعدل حكما والرضى للصابر
وإذا قسى حكم الطبيب فوصفه …*… شاف وجروح الطب ليس بضائر
واذا الطريق تمهدت وتوطدت …*… للسالكين فلا لعا للعاثر
إنا هنا نحمي (الجزائر) بالفدى …*… ونذود عنها بالسلاح الباتر
أعقاب (عقبة) في الجهاد و (طارق) …*… أقران (مقراني) و (عبد القادر)
قوم اذا دجت الخطوب تجملوا …*… وتحملوا البلوى ببأس قاهر
من غاب عنهم عوضوه بكفئه …*… ورعوا مئاثره بقلب ذاكر
ثرنا على المحتل أعظم ثورة …*… ذهبت بدولته كأمس الدابر
ثم اتخذنا للعروبة دولة …*… منا دعمناها بعقد خناضر
هذا (جمال) زارنا متلطفا …*… في عهدها فأثار أنس الخاطر
أهلا به وبركبه وبصحبه …*… اهلا بكل مساند ومناصر
يا رائد العرب استقمت على الهدى …*… وأقمت أعلام الهدى للحائر
صنت العروبة من عوامل نقضها …*… وجمعت شمل نظامها المتناثر
الوحدة الكبرى وضعت أساسها …*… في وحدة نظمت ثلاث أواصر
وبدت كواكبها الثلاثة قرة …*… للعين زهرا في اللواء الزاهر
بالأمس (مصر) و (العراق) و (سوريا) …*… واليوم موعد ركبنا المستأخر
إنا مع اليمن اعتزمنا رحلة …*… باليمن في الفلك السعيد الدائر
فالمغرب العربي أصبح كاسمه …*… للعالم العربي خير مظاهر
والعالم العربي أمسى وحدة …*… قومية في عنصر متظافر
فمن الخليج الثائر انتظمت عرى …*… عبر الشمال إلى المحيط الهادر
وكأنما هي حلقة قد أفرغت …*… لم يدر منها أول من آخر
يا فحل مصر أثرت مصر وشعبها …*… وأدرت دولتها بحذق ماهر
(فلسفت ثورتك) الحكيمة بالحجى …*… ورعيت وجهتها بطرف ساهر
وأقمت برهانا عظيما باهرا …*… من سد (أسوان) العظيم الباهر
وصمدت كالطود الأشم مرابطا …*… في (بور سعيد) وخاب كيد الغادر
فاليوم مصر منارة مرموقة …*… في أوجها مرفوقة بمنائر
ركبت صواريخ الفضاء وسابقت …*… شهب السماء بـ (ظافر) وبـ (قاهر)
(قال الرئيس) (1) كفى به لك شاهدا …*… كم ضم من درر غلت وجواهر
خصصت كتبك للدفاع مكافحا …*… للغرب واستعماره المتآمر
وأبنت عن روح العدالة باحثا …*… عن كل مجتمع سليم قادر
وكشفت ما نكبت به (إفريقيا) …*… من حكم إقطاع وميز عناصر
وفضحت إسرائيل فيما أضمرت …*… أو أظهرت من شرها المتطأير
فمتى نرى شعب العروبة آمنا …*… في الأرض من شعب اليهود الخاسر
ونرى (فلسطين) استعادت عهدها …*… والى حماها عاد كل مهاجر
ونرى اليهود جلوا هناك كما جلوا …*… عن أرض يثرب في الزمان الغابر
السافكين دم النبوة شقوة …*… والساجدين هوى لعجل السامرى
وافاك عيد النحر ضيفا عند من …*… يلفاك محتفيا كأول ناحر (2)
فاسلم به واغنم حياتك طيبا …*… وانعم بعمر بالجلائل عامر
واليك من وحي الضمير قصيدة …*… زفت إليك مع البريد الضامر
وبدت غضيض الطرف منك حيية …*… فاسدل عليها منك ستر العاذر
__________
(1) قال الرئيس: اسم كتاب جمع كثيرا من خطب الرئيس جمال عبد الناصر ومقالاته.
(2) أول ناحر: هو حبيب الأضياف ومكرمهم سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام.
ما قصدها الا رضاك بها وما …*… عنوانها إلا تحية شاعر!
حياك عن شعب الجزائر نائبا …*… وأشاد باسمك غائبا كالحاضر
لا زلت يا وطني المفدى ملهمي …*… شعر الحبيب ومستثير مشاعري
ما انفك قلبي هائما بك مثلما …*… بالعامرية هام قلب العامري
أصبحت يا وطني المفدى موسما …*… لمواكب الدنيا وعيد بشائر
بالأمس زارك عاهل مترفق …*… للمغرب الأقصى بركب فاخر
واليوم زارك قائد متفوق …*… من مصرمكتنف بوفد ظافر
يا أمة العرب اسلكي سبل العلا …*… ذللا وأبدي عن جناها الناضر
إن الحياة تجددت طاقاتها …*… وتعددت ذراتها للخابر
قد آن أن تلدي النوابغ مثلما …*… أنبغت منهم في الزمان الباكر
مثل (ابن رشد) و (ابن خلدون) به …*… وطبيبك (الكندي) فيه و (جابر)
ما كان حبك غير حب محمد …*… فخر العروبة و (الكتاب) الطاهر
إن الذي أعطاك حكمة رسله …*… أعطاك عزتهم بفضل وافر
مهما امتحنت فأنت انت شهامة …*… وسمو أهداف وكسب مفاخر
هيهات أن ترقى لشأوك أمة …*… في نبل أخلاق وحسن مآثر
نشرت بمجلة المعرفة لوزارة الأوقاف الجزائرية في العدد الثاني بتاريخ صفر 1983هـ جوان 1963م
•---------------------------------•
أقبل على البشرى ويمن الطائر …*… وانزل فأهلا بالنزيل الزائر
واجلل شفاء للضنى ومسرة …*… ملء الفؤاد وقرة للناظر
وأقم فأنت محل حسن رجائنا …*… وضياء أبصار لنا وبصائر
إن العروبة دوحة لم تنمنا …*… الا فروعا لا تلين لكاسر
مهما تسر باسم العروبة خطوة …*… كنا بجنبك في الركاب السائر
إن الجزائر أخت مصر تلاقتا …*… في شعبنا المتواصل المتزاور
لا فرق في أقطارنا وديارنا …*… ما بين مصري بها وجزائري
بشرى العروبة بابنها البر الذي …*… وصل القرابة بالولاء الجابر
هذا (صلاح الدين) منصف خصمه …*… أم (كامل) رب البيان الساحر؟
هذا (جمال الدين) حر الفكر أم …*… هذا جمال الشرق (عبد الناصر)
أهلا وسهلا بالكفاح مجسما …*… والعبقرية في المثال النادر
اليوم تأخذ ثورة عن ثورة …*… اسمى العهود، وثائر عن ثائر
اليوم يلقى (عقبة من نافع) …*… فوق الجزائر (عقبة من عامر)
عهد العبادلة استعاد فتوحه …*… فالصحب فيها وراد عن صادر
وجنود (عقبة) عبر إفريقية …*… تطوى الفجاج بمنسم وبحافر
الله أكبر عاد عهد (محمد) …*… والراشدين وباد عهد الكافر
يا قائد العرب الذي عن فتحهم …*… ورث الممالك كابرا عن كابر
إن الجزائر رحبت بك واحتفت …*… وأتتك في جمهورها المتباشر
حفت إليك جموعها محشورة …*… ما غير فرحتها لها من حاشر
إن الجزائر بوأتك بأرضها …*… أكباد أحرار بها وحرائر
ضحكت حدائقها إليك بزهرها …*… وثمارها ضحك الحبيب السافر
واهتز شاطئ بحرها لك عازفا …*… ومصفقا بهدير موج زاخر
وعنت شواهقها لمجدك خشعا …*… ورنت إليك بكل شوق ظافر
وتكلم (الأوراس) عنها خاطبا …*… ود (المقطم) باللسان الشاكر
واستقبلتك سهولها وحقولها …*… وربيعها الزاهي بحسن مناظر
وبدت لك الصحراء في فردوسها …*… من باطن تؤتي الغلال وظاهر
طابت ظلال نخيلها لنزيلها …*… واعذوذبت أعذاقها للتامر
فترى النخيل بأرضها مجلودة …*… مثل العرائس سادلات ضفائر
والحافلات بطرقها تطوي الفلا …*… طيا كغزلان بها وجآذر
والطائرات تحوم في أجوائها …*… كطيورها من وادع أو كاسر
والنفط في قنواتها يجري كما …*… تجري الجداول عب غيث هامر
فاليوم نجني من خصائص أرضنا …*… ما عز من غلل بها وذخائر
إن الجزائر قد تساوى كل من …*… في حكمها من عامل أو تاجر
واستثمر الفلاح كد يمينه …*… فنجا به من كل فقر فاقر
وأزال حكم الشعب كل معمر …*… غصب البلاد ومستغل فاجر
ففقيره كغنيه وضعيفه …*… كقويه وكفيفه كالباصر
كم من بنين من التشرد أنقذوا …*… كم من بواد شيدت كحواضر
الاشتراكيون ساد نظامهم …*… ومضى بلا رجعى احتكار الحاكر
قوم أبوا إلا التقشف عيشة …*… والعدل حكما والرضى للصابر
وإذا قسى حكم الطبيب فوصفه …*… شاف وجروح الطب ليس بضائر
واذا الطريق تمهدت وتوطدت …*… للسالكين فلا لعا للعاثر
إنا هنا نحمي (الجزائر) بالفدى …*… ونذود عنها بالسلاح الباتر
أعقاب (عقبة) في الجهاد و (طارق) …*… أقران (مقراني) و (عبد القادر)
قوم اذا دجت الخطوب تجملوا …*… وتحملوا البلوى ببأس قاهر
من غاب عنهم عوضوه بكفئه …*… ورعوا مئاثره بقلب ذاكر
ثرنا على المحتل أعظم ثورة …*… ذهبت بدولته كأمس الدابر
ثم اتخذنا للعروبة دولة …*… منا دعمناها بعقد خناضر
هذا (جمال) زارنا متلطفا …*… في عهدها فأثار أنس الخاطر
أهلا به وبركبه وبصحبه …*… اهلا بكل مساند ومناصر
يا رائد العرب استقمت على الهدى …*… وأقمت أعلام الهدى للحائر
صنت العروبة من عوامل نقضها …*… وجمعت شمل نظامها المتناثر
الوحدة الكبرى وضعت أساسها …*… في وحدة نظمت ثلاث أواصر
وبدت كواكبها الثلاثة قرة …*… للعين زهرا في اللواء الزاهر
بالأمس (مصر) و (العراق) و (سوريا) …*… واليوم موعد ركبنا المستأخر
إنا مع اليمن اعتزمنا رحلة …*… باليمن في الفلك السعيد الدائر
فالمغرب العربي أصبح كاسمه …*… للعالم العربي خير مظاهر
والعالم العربي أمسى وحدة …*… قومية في عنصر متظافر
فمن الخليج الثائر انتظمت عرى …*… عبر الشمال إلى المحيط الهادر
وكأنما هي حلقة قد أفرغت …*… لم يدر منها أول من آخر
يا فحل مصر أثرت مصر وشعبها …*… وأدرت دولتها بحذق ماهر
(فلسفت ثورتك) الحكيمة بالحجى …*… ورعيت وجهتها بطرف ساهر
وأقمت برهانا عظيما باهرا …*… من سد (أسوان) العظيم الباهر
وصمدت كالطود الأشم مرابطا …*… في (بور سعيد) وخاب كيد الغادر
فاليوم مصر منارة مرموقة …*… في أوجها مرفوقة بمنائر
ركبت صواريخ الفضاء وسابقت …*… شهب السماء بـ (ظافر) وبـ (قاهر)
(قال الرئيس) (1) كفى به لك شاهدا …*… كم ضم من درر غلت وجواهر
خصصت كتبك للدفاع مكافحا …*… للغرب واستعماره المتآمر
وأبنت عن روح العدالة باحثا …*… عن كل مجتمع سليم قادر
وكشفت ما نكبت به (إفريقيا) …*… من حكم إقطاع وميز عناصر
وفضحت إسرائيل فيما أضمرت …*… أو أظهرت من شرها المتطأير
فمتى نرى شعب العروبة آمنا …*… في الأرض من شعب اليهود الخاسر
ونرى (فلسطين) استعادت عهدها …*… والى حماها عاد كل مهاجر
ونرى اليهود جلوا هناك كما جلوا …*… عن أرض يثرب في الزمان الغابر
السافكين دم النبوة شقوة …*… والساجدين هوى لعجل السامرى
وافاك عيد النحر ضيفا عند من …*… يلفاك محتفيا كأول ناحر (2)
فاسلم به واغنم حياتك طيبا …*… وانعم بعمر بالجلائل عامر
واليك من وحي الضمير قصيدة …*… زفت إليك مع البريد الضامر
وبدت غضيض الطرف منك حيية …*… فاسدل عليها منك ستر العاذر
__________
(1) قال الرئيس: اسم كتاب جمع كثيرا من خطب الرئيس جمال عبد الناصر ومقالاته.
(2) أول ناحر: هو حبيب الأضياف ومكرمهم سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام.
ما قصدها الا رضاك بها وما …*… عنوانها إلا تحية شاعر!
حياك عن شعب الجزائر نائبا …*… وأشاد باسمك غائبا كالحاضر
لا زلت يا وطني المفدى ملهمي …*… شعر الحبيب ومستثير مشاعري
ما انفك قلبي هائما بك مثلما …*… بالعامرية هام قلب العامري
أصبحت يا وطني المفدى موسما …*… لمواكب الدنيا وعيد بشائر
بالأمس زارك عاهل مترفق …*… للمغرب الأقصى بركب فاخر
واليوم زارك قائد متفوق …*… من مصرمكتنف بوفد ظافر
يا أمة العرب اسلكي سبل العلا …*… ذللا وأبدي عن جناها الناضر
إن الحياة تجددت طاقاتها …*… وتعددت ذراتها للخابر
قد آن أن تلدي النوابغ مثلما …*… أنبغت منهم في الزمان الباكر
مثل (ابن رشد) و (ابن خلدون) به …*… وطبيبك (الكندي) فيه و (جابر)
ما كان حبك غير حب محمد …*… فخر العروبة و (الكتاب) الطاهر
إن الذي أعطاك حكمة رسله …*… أعطاك عزتهم بفضل وافر
مهما امتحنت فأنت انت شهامة …*… وسمو أهداف وكسب مفاخر
هيهات أن ترقى لشأوك أمة …*… في نبل أخلاق وحسن مآثر
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
العروبة أمتنا الكبرى
العروبة أمتنا الكبرى
ألقيت هذه القصيدة، في الاحتفال الذي أقيم بمدينة (باتنة) على شرف البعثة الأزهرية ونشرت بمجلة المعرفة لوزارة الأوقاف. عدد (14) ربيع الثاني 1384هـ أوت 1964م.
•---------------------------------•
بشرى لشعب بالعوارف …*… يرفد وإليه أعلام المعارف توفد
ألقى السلاسل كلها متحررا …*… ولطالما آدته وهو مقيد
باهى بثورته الشعوب ولم يزل …*… لله بعد نجاحها يتحمد
يجزى جميع الأوفياء له بها …*… شكرا وأوفى الأوفياء المسعد
وأخصهم بالشكر جمهورية …*… عربية في حكمها تتوحد
يا مصر أنشأك الاله كنانة …*… مثلى سهامك للسداد تسدد
إن الذي حلاك حلية خلده …*… لك بالحضارة من قديم يشهد
ما أنت الا ربوة بقرارها …*… ومعينها تحلو الحياة وتسعد
هذا قديمك كان يزخر بالغنى …*… وبسدك العالي غدا سيجدد
فالنيل سوف ينيل أرضك ثروة …*… كبرى بها شأن الصعيد سيصعد
إن (الكناني) (1) المبارك عندنا …*… ليحج كالبيت العتيق ويقصد
كم فيه من متعلم يجني لنا …*… ثمر العلوم وناسك يتعبد
لا زال (شلتوت) الامام يديره …*… وينيره تفكيره المتوقد
شكرا له ولكل تلميذ له …*… يروي فنون العلم عنه ويسند
__________
(1) الجامع الأزهر.
من كل منطيق اللسان كأنه …*… سحبان يرغي بالبيان ويزبد
أو كل صديق الجنان كأنه …*… لقمان يوصى بالعظات ويرشد
والأزهري إذا انبرى متكلما …*… فله الكلام موطأ وموطد
يبري القلوب الغلف من صدإ الهوى …*… نصحا كما يبري الحديد المبرد
ويعالج المهج المراض بوعظه …*… متطببا يأسو الجراح ويضمد
ما أجدر العلماء ان يعنى لهم …*… ويطاع أمرهم الأسد الأرشد
فهم الملوك ولاؤهم لا ينقضى …*… والأغنياء ثراؤهم لا ينفد
في كل عهد غابر أو حاضر …*… عرش يشاد لهم وتاج يعقد
يا موكب العلم المنير تحية …*… من شاعر يرعى الصنيع ويحمد
أهل الجميل لديه أهل جزائه …*… لا كان من ينسى الجميل ويجحد
فنضالكم ردء لنا و (جمالكم) …*… في زحفنا علم لدينا مفرد
نعماؤكم نصب العيون فشكرها …*… أبدى المحيا عنه والفم واليد
إني أرى بكم الجزائر أخصبت …*… رغدا وتثقيف المدارك مرعد
وارى بكم تغريبها متبخرا …*… وأرى بكم تعريبها يتجسد
وأرى جميع ربوعها قالت لكم …*… أهلا وسهلا فالمقام ممهد
ورياضها رفعت إليكم زهرها …*… وهفا إليكم غصنها المتأود
وغياضها حفت بكم أشجارها …*… وحمى حماكم شعبها المستأسد
أنتم بباتنة دعائم حكمة …*… رسخت فباتنة بكم تتمجد
الرأس منها للعلا متشامخ …*… والوجه منها بالرضى متورد
قد ضمكم (أوراسها) متعطفا …*… متألفا وهو الأشم الأصيد
أنتم ضيوف رحابه وبحسبكم …*… أن المضيف (مصطفاه) (1) الأمجد
__________
(1) مصطفى بن بولعيد، بطل الثورة في المنطقة.
الثائر الفادى الذي سن الفدى …*… لبني الجزائر فاقتفوه وقلدوا
هذا الحمى حرم له ولكل من …*… في ظله اغتنموا الفدى واستشهدوا
ثاروا على الأعداء أعظم ثورة …*… تاريخها سامي الجلال مخلد
ضحوا على أعتابها أرواحهم …*… لله قربانا ونعم المعبد
هجروا لها ابناءهم ونساءهم …*… وديارهم ولما رجوه تجردوا
وزكت سرائرهم بها وقلوبهم …*… فكأنما في كل قلب مسجد
شهداؤنا الأبرار أعلام الهدى …*… ومعالم الحسنى بهم نسترشد
تمضي السنون وذكرهم أنشودة …*… في كل حنجرة لنا تتردد
إن الشهيد مخلد الذكرى له …*… نصب لدينا في القلوب مشيد
حسب الشهيد رضى الإله كرامة …*… ورضى الإله هو العلا والسؤدد
تسمو إلى الافاق رفعة قدره …*… فترى الثريا دونه والفرقد
يروى لنا القران قصة فضله …*… لا (الأصمعي) يقصها أو (عجرد)
فحياته في النشأتين حياته …*… يحيا ويرزق وهو ميت ملحد
وثوابه عند الإله مضاعف …*… بشرى ومغفرة وعيش أرغد
يا سادة سادوا الزمان وأهله …*… علما ومن هو دون علم سيد؟
غذوا المدارك بالمعارف إنها …*… ضمأى وبعثة مصر نعم المورد
وتعهدونا بالنصائح إننا …*… لنجل كل أخ بها يتعهد
فاجلوا بإثمدها بصائر شعبنا …*… إن النصيحة للبصيرة مرود
مرت بنا محن لنا في طيها …*… منح يفوز بكسبها من يصمد
لم يرض فيها أن يطاطئى رأسه …*… شعب لغير إلاهه لا يسجد
مهما اصطلى بلوى بدا ياقوته …*… فهو المبيد لنارها والمخمد
حتى جنى استقلالها متكاهلا …*… نضجا كما يهوى النضال وينشد
ونجا بقوة صبره مستنجدا …*… والصبر في البأساء منج منجد
واذا نما الإيمان ذل لبأسه …*… بأس الحديد وذاب منه الجلمد
لستم هنا غرباء بل في أرضكم …*… ودياركم إن الغريب المبعد
ما نحن إلا إخوة من أسرة …*… كرمت أرومتها وطاب المحتد
الملة السمحاء آصرة لنا …*… فوق الأواصر والعروبة مولد
هيهات تقدر أن تفرقنا يد …*… والله يجمع شملنا ومحمد
إن العروبة امنا الكبرى التي …*… في الأمهات نظيرها لا يوجد
قد أنجبتنا كالسيوف مواضيا …*… في الضرب عضب كلنا ومهند
إنا بنو الهيجاء نصلي نارها …*… من يستبد من العدى أو يفسد
مهما جبهناهم بها ذاقوا الردى …*… وأصحابهم منا المقيم المقعد
نبني العروبة من جديد قلعة …*… من حولها قصف المدافع يرعد
فلتحي وحدتنا بها في منعة …*… ومن المحيط إلى الخليج تمدد
ولتحي مصر مع الجزائر في رضى …*… ومحبة وصداقة تتأكد
وليحي شعبانا كشعب واحد …*… وكلاهما متقرب متودد
وليحي في ظل العروبة ودنا …*… ملء القلوب وعهدنا المتأبد
ألقيت هذه القصيدة، في الاحتفال الذي أقيم بمدينة (باتنة) على شرف البعثة الأزهرية ونشرت بمجلة المعرفة لوزارة الأوقاف. عدد (14) ربيع الثاني 1384هـ أوت 1964م.
•---------------------------------•
بشرى لشعب بالعوارف …*… يرفد وإليه أعلام المعارف توفد
ألقى السلاسل كلها متحررا …*… ولطالما آدته وهو مقيد
باهى بثورته الشعوب ولم يزل …*… لله بعد نجاحها يتحمد
يجزى جميع الأوفياء له بها …*… شكرا وأوفى الأوفياء المسعد
وأخصهم بالشكر جمهورية …*… عربية في حكمها تتوحد
يا مصر أنشأك الاله كنانة …*… مثلى سهامك للسداد تسدد
إن الذي حلاك حلية خلده …*… لك بالحضارة من قديم يشهد
ما أنت الا ربوة بقرارها …*… ومعينها تحلو الحياة وتسعد
هذا قديمك كان يزخر بالغنى …*… وبسدك العالي غدا سيجدد
فالنيل سوف ينيل أرضك ثروة …*… كبرى بها شأن الصعيد سيصعد
إن (الكناني) (1) المبارك عندنا …*… ليحج كالبيت العتيق ويقصد
كم فيه من متعلم يجني لنا …*… ثمر العلوم وناسك يتعبد
لا زال (شلتوت) الامام يديره …*… وينيره تفكيره المتوقد
شكرا له ولكل تلميذ له …*… يروي فنون العلم عنه ويسند
__________
(1) الجامع الأزهر.
من كل منطيق اللسان كأنه …*… سحبان يرغي بالبيان ويزبد
أو كل صديق الجنان كأنه …*… لقمان يوصى بالعظات ويرشد
والأزهري إذا انبرى متكلما …*… فله الكلام موطأ وموطد
يبري القلوب الغلف من صدإ الهوى …*… نصحا كما يبري الحديد المبرد
ويعالج المهج المراض بوعظه …*… متطببا يأسو الجراح ويضمد
ما أجدر العلماء ان يعنى لهم …*… ويطاع أمرهم الأسد الأرشد
فهم الملوك ولاؤهم لا ينقضى …*… والأغنياء ثراؤهم لا ينفد
في كل عهد غابر أو حاضر …*… عرش يشاد لهم وتاج يعقد
يا موكب العلم المنير تحية …*… من شاعر يرعى الصنيع ويحمد
أهل الجميل لديه أهل جزائه …*… لا كان من ينسى الجميل ويجحد
فنضالكم ردء لنا و (جمالكم) …*… في زحفنا علم لدينا مفرد
نعماؤكم نصب العيون فشكرها …*… أبدى المحيا عنه والفم واليد
إني أرى بكم الجزائر أخصبت …*… رغدا وتثقيف المدارك مرعد
وارى بكم تغريبها متبخرا …*… وأرى بكم تعريبها يتجسد
وأرى جميع ربوعها قالت لكم …*… أهلا وسهلا فالمقام ممهد
ورياضها رفعت إليكم زهرها …*… وهفا إليكم غصنها المتأود
وغياضها حفت بكم أشجارها …*… وحمى حماكم شعبها المستأسد
أنتم بباتنة دعائم حكمة …*… رسخت فباتنة بكم تتمجد
الرأس منها للعلا متشامخ …*… والوجه منها بالرضى متورد
قد ضمكم (أوراسها) متعطفا …*… متألفا وهو الأشم الأصيد
أنتم ضيوف رحابه وبحسبكم …*… أن المضيف (مصطفاه) (1) الأمجد
__________
(1) مصطفى بن بولعيد، بطل الثورة في المنطقة.
الثائر الفادى الذي سن الفدى …*… لبني الجزائر فاقتفوه وقلدوا
هذا الحمى حرم له ولكل من …*… في ظله اغتنموا الفدى واستشهدوا
ثاروا على الأعداء أعظم ثورة …*… تاريخها سامي الجلال مخلد
ضحوا على أعتابها أرواحهم …*… لله قربانا ونعم المعبد
هجروا لها ابناءهم ونساءهم …*… وديارهم ولما رجوه تجردوا
وزكت سرائرهم بها وقلوبهم …*… فكأنما في كل قلب مسجد
شهداؤنا الأبرار أعلام الهدى …*… ومعالم الحسنى بهم نسترشد
تمضي السنون وذكرهم أنشودة …*… في كل حنجرة لنا تتردد
إن الشهيد مخلد الذكرى له …*… نصب لدينا في القلوب مشيد
حسب الشهيد رضى الإله كرامة …*… ورضى الإله هو العلا والسؤدد
تسمو إلى الافاق رفعة قدره …*… فترى الثريا دونه والفرقد
يروى لنا القران قصة فضله …*… لا (الأصمعي) يقصها أو (عجرد)
فحياته في النشأتين حياته …*… يحيا ويرزق وهو ميت ملحد
وثوابه عند الإله مضاعف …*… بشرى ومغفرة وعيش أرغد
يا سادة سادوا الزمان وأهله …*… علما ومن هو دون علم سيد؟
غذوا المدارك بالمعارف إنها …*… ضمأى وبعثة مصر نعم المورد
وتعهدونا بالنصائح إننا …*… لنجل كل أخ بها يتعهد
فاجلوا بإثمدها بصائر شعبنا …*… إن النصيحة للبصيرة مرود
مرت بنا محن لنا في طيها …*… منح يفوز بكسبها من يصمد
لم يرض فيها أن يطاطئى رأسه …*… شعب لغير إلاهه لا يسجد
مهما اصطلى بلوى بدا ياقوته …*… فهو المبيد لنارها والمخمد
حتى جنى استقلالها متكاهلا …*… نضجا كما يهوى النضال وينشد
ونجا بقوة صبره مستنجدا …*… والصبر في البأساء منج منجد
واذا نما الإيمان ذل لبأسه …*… بأس الحديد وذاب منه الجلمد
لستم هنا غرباء بل في أرضكم …*… ودياركم إن الغريب المبعد
ما نحن إلا إخوة من أسرة …*… كرمت أرومتها وطاب المحتد
الملة السمحاء آصرة لنا …*… فوق الأواصر والعروبة مولد
هيهات تقدر أن تفرقنا يد …*… والله يجمع شملنا ومحمد
إن العروبة امنا الكبرى التي …*… في الأمهات نظيرها لا يوجد
قد أنجبتنا كالسيوف مواضيا …*… في الضرب عضب كلنا ومهند
إنا بنو الهيجاء نصلي نارها …*… من يستبد من العدى أو يفسد
مهما جبهناهم بها ذاقوا الردى …*… وأصحابهم منا المقيم المقعد
نبني العروبة من جديد قلعة …*… من حولها قصف المدافع يرعد
فلتحي وحدتنا بها في منعة …*… ومن المحيط إلى الخليج تمدد
ولتحي مصر مع الجزائر في رضى …*… ومحبة وصداقة تتأكد
وليحي شعبانا كشعب واحد …*… وكلاهما متقرب متودد
وليحي في ظل العروبة ودنا …*… ملء القلوب وعهدنا المتأبد
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
يا فتية العلم شدوا العزم
يا فتية العلم شدوا العزم
هذه القصيدة حيا بها الشاعر طلبة شمال افريقيا المسلمين عند انعقاد مؤتمرهم الثاني بعاصمة الجزائر وألقاه عليهم في حفلة تكريمية بنادي الترقي في 27 أوت سنة 1932م وقد نشرتها جمعية الطلبة بنشرتها السنوية في نفس الوقت.
•---------------------------------•
اليوم أسدي على نول من الأدب …*… مطار في من خيوط الشمس للشهب
اليوم أهدي تحياتي وموعظتي …*… إلى العباقرة الصيابة النخب
النازلين كقطر الغيث منسكبا …*… في ظل قطر لهم بالبشر منسكب
الزاحفين لغارات النهى طلبا …*… والجامعين عليها الهم في الطلب
كم في الشمالي من إفريقيا كرب …*… وهم كتائبه الفراجة الكرب
بروه نشأ ورباهم أبا فهم …*… في أرضه خير نشء تحت خير أب
يا فتية طلعوا كالزهر في وسط …*… كالأفق جالت به الأكدار كالسحب
النجدة النجدة ارعوا للشمال يدا …*… عليكم فهو بين النزع والعطب
هزوا القلوب قنا واعلوا النهى حصنا …*… وأنقذوه سراعا من يد الغلب
ألستم نسل آباء به سلفوا …*… كانوا له وزرا عن غارة النوب
وإذا أعد له (عثمان) عدته …*… وإذ رماه من الأصحاب بالنجب
وما غزا (ابن أبي سرح) ممالكه …*… حتى هوى عرش (جرجير) من الرهب
غدت عليه من الأصحاب غادية …*… فأسفرت فيه عن فينانة عجب
عقيدة ما لها بالشرك من صلة …*… وسلطة ما لها بالظلم من سبب
ومنطق في اللها ساغت روايته …*… كأنه في اللها ضرب من الضرب
وألف الله في إفريقيا نسبا …*… حرا وحسبك بالإسلام من نسب
سل (عقبة) يوم سل السيف مقتحما …*… أدغالها وغزا الرومان بالعرب
بأي برنامج أو أي داعية …*… أو أي عين سرى بالجند في الشعب
هي العزيمة إن جدت وإن صلبت …*… في المرء نال بها ما شاء من رتب
كأنها فلك نوح في المسير بها …*… فخض بها واقتحم ما شئت من عبب
يا فتية العلم شدوا العزم راحلة …*… وامضوا كدأبكم المحمود في الدأب
اليوم سعي عليكم واجب وغدا …*… عز لكم واجب وعد بلا كذب
وفي الجزائر منكم قد سرف أمل …*… لما حللتم بها كالبرء في الوصب
يهنيكم ما لكم في العلم من نظم …*… وما تكبدتم فيها من التعب
لقد خلدتم خلود الراسيات بها …*… في الأرض فازروا على الأيام والحقب
وواصلوا السعي فيها وانعموا أملا …*… فإنكم قد ذخرتم أعظم القرب
هذه القصيدة حيا بها الشاعر طلبة شمال افريقيا المسلمين عند انعقاد مؤتمرهم الثاني بعاصمة الجزائر وألقاه عليهم في حفلة تكريمية بنادي الترقي في 27 أوت سنة 1932م وقد نشرتها جمعية الطلبة بنشرتها السنوية في نفس الوقت.
•---------------------------------•
اليوم أسدي على نول من الأدب …*… مطار في من خيوط الشمس للشهب
اليوم أهدي تحياتي وموعظتي …*… إلى العباقرة الصيابة النخب
النازلين كقطر الغيث منسكبا …*… في ظل قطر لهم بالبشر منسكب
الزاحفين لغارات النهى طلبا …*… والجامعين عليها الهم في الطلب
كم في الشمالي من إفريقيا كرب …*… وهم كتائبه الفراجة الكرب
بروه نشأ ورباهم أبا فهم …*… في أرضه خير نشء تحت خير أب
يا فتية طلعوا كالزهر في وسط …*… كالأفق جالت به الأكدار كالسحب
النجدة النجدة ارعوا للشمال يدا …*… عليكم فهو بين النزع والعطب
هزوا القلوب قنا واعلوا النهى حصنا …*… وأنقذوه سراعا من يد الغلب
ألستم نسل آباء به سلفوا …*… كانوا له وزرا عن غارة النوب
وإذا أعد له (عثمان) عدته …*… وإذ رماه من الأصحاب بالنجب
وما غزا (ابن أبي سرح) ممالكه …*… حتى هوى عرش (جرجير) من الرهب
غدت عليه من الأصحاب غادية …*… فأسفرت فيه عن فينانة عجب
عقيدة ما لها بالشرك من صلة …*… وسلطة ما لها بالظلم من سبب
ومنطق في اللها ساغت روايته …*… كأنه في اللها ضرب من الضرب
وألف الله في إفريقيا نسبا …*… حرا وحسبك بالإسلام من نسب
سل (عقبة) يوم سل السيف مقتحما …*… أدغالها وغزا الرومان بالعرب
بأي برنامج أو أي داعية …*… أو أي عين سرى بالجند في الشعب
هي العزيمة إن جدت وإن صلبت …*… في المرء نال بها ما شاء من رتب
كأنها فلك نوح في المسير بها …*… فخض بها واقتحم ما شئت من عبب
يا فتية العلم شدوا العزم راحلة …*… وامضوا كدأبكم المحمود في الدأب
اليوم سعي عليكم واجب وغدا …*… عز لكم واجب وعد بلا كذب
وفي الجزائر منكم قد سرف أمل …*… لما حللتم بها كالبرء في الوصب
يهنيكم ما لكم في العلم من نظم …*… وما تكبدتم فيها من التعب
لقد خلدتم خلود الراسيات بها …*… في الأرض فازروا على الأيام والحقب
وواصلوا السعي فيها وانعموا أملا …*… فإنكم قد ذخرتم أعظم القرب
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
دعاك الأمل
دعاك الأمل
نظم الشاعر هذه القصيدة في تلمسان بمناسبة حفلة تدشين دار الحديث.
•---------------------------------•
دعاك الأمل …*… لخير العمل
فخل الونى …*… وقم عن عجل
أضعنا المنى …*… بفرط المهل
فهل نفخة …*… تزيل الفشل؟
وهل صرخة …*… تهز القلل؟
...
رجال الحمى …*… حماكم سأل
فلبوا الحمى …*… كجند نسل
وسيل همى …*… وغيث هطل!
أراه احتمى …*… بكم واحتفل
فحلوا الحبى …*… وشدوا العضل
وضموا القرى …*… ولموا الكتل
علام الجفا؟ …*… وفيم الدغل؟
إلام الونى؟ …*… ومم الوجل؟
وفينا دم …*… صفا واستقل
دم لم يضع …*… سدى أو يطل
زكا في الألى …*… زكوا في الأول
ومنهم جرى …*… لنا وانتقل
وفينا يد …*… أبت أن تغل
بها في الوغى …*… رددنا الغيل!!
وكم في العلى …*… لنا من مثل
أبى جدنا …*… علينا الهزل
فأخلاقنا …*… بدت كالشعل
كشفنا بها …*… جميع الظلل
وترياقنا …*… يزيل العلل
وتأييدنا …*… جرى في الازل!!
به ربنا …*… لنا قد كفل
فسبحانه …*… إلها عدل!
أنار النهى …*… لنا والمقل
وإحسانه …*… إلينا اتصل
وقرآنه …*… علينا نزل
لقد خصنا …*… بخير الملل
ولم يفترض …*… بها من ثقل
فلا نبتغي …*… بها من بدل
حنيف الورى …*… أبونا الأجل
بنى ركنها …*… لنا فاعتدل
وبالمصطفى …*… هداها اكتمل
أتت أرضنا …*… كصبح أطل
فأمست بها …*… كخلد رفل
وإفريقيا …*… بلاد الغلل
وأرض بها …*… رؤى لا تمل
ففاخر بها …*… عداك العذل
وسل برقة …*… وطنجة سل
وما حدتا …*… بها من دول
سل الكل عن …*… سلام وصل
ودين أتى …*… وكفر رحل
وعن عقبة …*… بها حيث حل
وحساننا …*… وموسى البطل
وعن طارق …*… نزيل الجبل
خطيب الوغى …*… بليغ الجمل
وأجناده …*… تسل الأسل
ولذريق في …*… ذراه اختبل
وضاقت به …*… جميع الحيل
وإذ طارق …*… عليه حمل
أحل الردى …*… به فانجدل
وراع …*… العدى …*… بما قد فعل
فهذا قضى …*… وهذا ارتحل
وهذا عنا …*… له وامتثل
وحل الهدى …*… جميع الحلل
...
أرى حضرا …*… على الغيب دل
أرى فجرنا …*… بدا واستهل
تلمسان قد …*… غدت في جذل
غدت غادة …*… صباها اقتبل
بدت في الحلى …*… لنا والحلل
حمى كانف …*… لنا لم يزل
فصل أعظما …*… عليها اشتمل
أيا نجل صن …*… حمى من نجل
وحي اسمه …*… بأزكى القبل
وهم في الحمى …*… هوى لا تبل
فؤادي اكتوى …*… به واشتعل
وبالنفس ما …*… بها من ثمل
فيا ناهلا …*… سقيت العلل
ويا عاملا …*… وقيت الزلل
تكثر قوى …*… فمن قل ذل
وكن شاكرا …*… لخير حصل
وسر لا تخف …*… سوى الله جل
فما خاف من …*… عليه اتكل
وما خاب من …*… إليه ابتهل
...
دعاك الحمى …*… لأمر جلل
فقل عاجلا …*… له قل أجل!
أعد الجدى …*… له لا الجدل
وقم ناشطا …*… وخل الكسل
وجد للحمى …*… ولو بالأجل
نظم الشاعر هذه القصيدة في تلمسان بمناسبة حفلة تدشين دار الحديث.
•---------------------------------•
دعاك الأمل …*… لخير العمل
فخل الونى …*… وقم عن عجل
أضعنا المنى …*… بفرط المهل
فهل نفخة …*… تزيل الفشل؟
وهل صرخة …*… تهز القلل؟
...
رجال الحمى …*… حماكم سأل
فلبوا الحمى …*… كجند نسل
وسيل همى …*… وغيث هطل!
أراه احتمى …*… بكم واحتفل
فحلوا الحبى …*… وشدوا العضل
وضموا القرى …*… ولموا الكتل
علام الجفا؟ …*… وفيم الدغل؟
إلام الونى؟ …*… ومم الوجل؟
وفينا دم …*… صفا واستقل
دم لم يضع …*… سدى أو يطل
زكا في الألى …*… زكوا في الأول
ومنهم جرى …*… لنا وانتقل
وفينا يد …*… أبت أن تغل
بها في الوغى …*… رددنا الغيل!!
وكم في العلى …*… لنا من مثل
أبى جدنا …*… علينا الهزل
فأخلاقنا …*… بدت كالشعل
كشفنا بها …*… جميع الظلل
وترياقنا …*… يزيل العلل
وتأييدنا …*… جرى في الازل!!
به ربنا …*… لنا قد كفل
فسبحانه …*… إلها عدل!
أنار النهى …*… لنا والمقل
وإحسانه …*… إلينا اتصل
وقرآنه …*… علينا نزل
لقد خصنا …*… بخير الملل
ولم يفترض …*… بها من ثقل
فلا نبتغي …*… بها من بدل
حنيف الورى …*… أبونا الأجل
بنى ركنها …*… لنا فاعتدل
وبالمصطفى …*… هداها اكتمل
أتت أرضنا …*… كصبح أطل
فأمست بها …*… كخلد رفل
وإفريقيا …*… بلاد الغلل
وأرض بها …*… رؤى لا تمل
ففاخر بها …*… عداك العذل
وسل برقة …*… وطنجة سل
وما حدتا …*… بها من دول
سل الكل عن …*… سلام وصل
ودين أتى …*… وكفر رحل
وعن عقبة …*… بها حيث حل
وحساننا …*… وموسى البطل
وعن طارق …*… نزيل الجبل
خطيب الوغى …*… بليغ الجمل
وأجناده …*… تسل الأسل
ولذريق في …*… ذراه اختبل
وضاقت به …*… جميع الحيل
وإذ طارق …*… عليه حمل
أحل الردى …*… به فانجدل
وراع …*… العدى …*… بما قد فعل
فهذا قضى …*… وهذا ارتحل
وهذا عنا …*… له وامتثل
وحل الهدى …*… جميع الحلل
...
أرى حضرا …*… على الغيب دل
أرى فجرنا …*… بدا واستهل
تلمسان قد …*… غدت في جذل
غدت غادة …*… صباها اقتبل
بدت في الحلى …*… لنا والحلل
حمى كانف …*… لنا لم يزل
فصل أعظما …*… عليها اشتمل
أيا نجل صن …*… حمى من نجل
وحي اسمه …*… بأزكى القبل
وهم في الحمى …*… هوى لا تبل
فؤادي اكتوى …*… به واشتعل
وبالنفس ما …*… بها من ثمل
فيا ناهلا …*… سقيت العلل
ويا عاملا …*… وقيت الزلل
تكثر قوى …*… فمن قل ذل
وكن شاكرا …*… لخير حصل
وسر لا تخف …*… سوى الله جل
فما خاف من …*… عليه اتكل
وما خاب من …*… إليه ابتهل
...
دعاك الحمى …*… لأمر جلل
فقل عاجلا …*… له قل أجل!
أعد الجدى …*… له لا الجدل
وقم ناشطا …*… وخل الكسل
وجد للحمى …*… ولو بالأجل
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
الثورة العظمى كسبنا نصرها
الثورة العظمى كسبنا نصرها
قف بي نحي معاشر الأعلام …*… بتحية كالعارض البسام
ونوفهم شكرا وتمجيدا لما …*… بذلوه في التعليم من إسهام
قد وجهوا الجيل الجديد وجاهدوا …*… للكشف فيه عن النبوغ الخام
من رام برهانا على إنتاجهم …*… فأمامه هذا الشباب النامي
ما مثل تنشئة البنين فضيلة …*… للقائدين لهم بخير زمام
إن المعلم رائد الأفكار في …*… أنظارها ومنور الأفهام
فهو الأمين على القرائح والنهى …*… وهو القمين بمنتهى الإكرام
من لي بشعر (البحتري) أبثه …*… من خاطري وأصوغ منه كلامي
شكر الرادة نشئنا وحماته …*… ومعلميه مبادئ الإسلام
رسل الثقافة والفصاحة والحجى …*… وفدوا كراما من بلاد كرام
ولقد تقدم شعب (مصر) مبكرا …*… وأنار في التاريخ كل ظلام
وأهاب بالنوام حتى استيقظوا …*… فابن الكنانة موقظ النوام
اولا تراه على العروبة قائما …*… يحتل منها الصدر في القوام
أو لم يكن لبعوثها متبنيا …*… ومضحيا ليفوز بالإتمام؟
يا جيرة الوادي المبارك منبعا …*… ومشيدي السد الكبير السامي
انا وان نأت المسافة إخوة …*… في وحدة الآمال والآلام
في الدين والدم واللسان أواصر …*… ما بيننا تقضي بكل وئام
(الأزهر) المعمور كان ولم يزل …*… كالبيت في حج وفي إحرام
يغشاه طلاب (الجزائر) للهدى …*… والعلم في عزم وفي إقدام
إن الذين بنوا قواعد بيته …*… حازوا كـ (إبراهيم) خير مقام
قل للشباب الباتني المحتمى …*… بالمعهد العربي وسط زحام
يا أيها الجيل السعيد بعهده …*… وبفتح معهده لري الظامى
اليوم تشهد فيه ختما زاهرا …*… يسمو بمكسبه على الأختام
فهنا استمدت ثورة من ثورة …*… وتعزز (الأوراس) بـ (الأهرام)
وهنا تلقى ثائر عن ثائر …*… أسمى دروس الضاد والإسلام
أوصيك من شعري بخالص نصحه …*… والشعر فيض الوحي والإلهام
قم بالشعائر ما استطعت مصليا …*… ومزكيا ومؤديا لصيام
كن مؤمنا كن محسنا كن مخلصا …*… كن مستقيما كن وفي ذمام!
كن كـ (ابن باديس) الإمام مجاهدا …*… أو كن كـ (عبد القادر) المقدام
واشكر شيوخك كلهم واعمل بما …*… أحرزته من علمهم بدوام
واذكر لهم ما كابدوه تطوعا …*… في نشر دعوتهم من استعصام
إن الذي لم يرع عهد شيوخه …*… لم يجن غير خسارة وملام
من بثني علما شكرت صنيعه …*… ابدا وكنت له من الخدام
يا معشر الطلاب هذا عهدكم …*… فاسعوا لكسب المجد سعي عظام
هذا زمان الكشف عن سر الحجى …*… ومجاله للطالب الغنام
انتم رجاء الشعب انتم ذخره …*… وحماه في مستقبل الأيام
أنتم خلائفنا على ميراثنا …*… وتراثنا العربي والإسلامي
إني أرى فيكم مخايل فطنة …*… كالبرق تومض من خلال غمام
وأرى دراستكم دراسة خبرة …*… ودراية ورعاية ونظام
وأرى بدايتكم بها في يومكم …*… تومى الى غدكم بخير ختام
ما مثل معهدكم لكم من معقل …*… يحمي مدارككم من الأوهام
ويعدكم للشعب جندا باسلا …*… متسلحا بالكتب والأقلام
إن القرائح في حماه تفتحت …*… كتفتح الأزهار في الأكمام
وجنى الفنون بدا على أفنانه …*… فاجنوه أقساما من الأقسام
أسلافكم بالبأس سادوا والقرى …*… من كل مطعان إلى مطعام
نشروا الهدى بين المدائن والقرى …*… وعلى الجبال حموه والآكام
فهم الذين بنى بهم تاريخنا …*… مجد الخلود على أشد دعام
إنا لهم خلف وانتم بعدنا …*… خلف إماما يقتدى بإمام
فتدارسوا القرآن فهو هدى لكم …*… وشفاء انفسكم من الأسقام
وتعلموا فصحى اللغات فإنها …*… علوية الأسرار والأنغام
كونوا مع التعريب واحموا جنبة …*… لا تنسخوه بنقطة الإعجام
لا تجنحوا للعنصرية إنها …*… تفضي إلى التفريق والإعدام
ما العنصرية غير داء مزمن …*… صعب العلاج ومعول هدام
ومن استجم من العناء فلا يطل …*… فاللهو آفة كل ذي استجمام
فإذا فرغتم فانصبوا عملا بما …*… أمرت وصية ربنا العلام
إن الحياة مجال حق كادح …*… يلقى من البطلان كل خصام
أنصاره المتجردون عن الهوى …*… والمغرمون به أشد غرام
الساهرون عليه طول حياتهم …*… والهاجرون له ألذ منام
الذائقون لأجله مر الأذى …*… من جور ظلام وكيد لئام؟
كونوا عماليق الشباب شهامة …*… وكرامة واسموا عن الأقزام
إن الشباب اذا سما بطموحه …*… جعل النجوم مواطئ الأقدام
في كل قلب منه قلحب مجاهد …*… وبكل نفس منه نفس عصام
الخلق تخلية وتحلية وما …*… أس الفضائل غير ترك الذام
قد أفلحت نفس زكت وتطهرت …*… وسعت لكبح جماحها بلجام
ما عز مجتمع يعيش شبابه …*… متسكعا في الطرق كالأنعام
يغشى المخامر والمقامر بكرة …*… وعشية ويعوم في الآثام
يرمي بألحاظ وألفاظ معا …*… ما عن في الساحات من آرام
كم مرتع للصيد جال به فتى …*… فنجت رميته وصيد االرامي
أسفى على غاوي الشباب فقد جرى …*… طلق العنان وراء كل حرام
متهافتا مثل الفراش على الخنا …*… والراقصات وسيئ (الأفلام)
القى إلى الشيطان حبل قياده …*… سفها فأودى الذئب بالأغنام
فدعوا الهوى والعاكفين على الهوى …*… ان الهوى صنم من الأصنام
لقد استقلت ارضكم وتحررت …*… في حكمها ونجت من الظلام
إن الجلاء وإن يكن لم يكتمل …*… سر النفوس بأعذب الأحلام!!
الثورة العظمى كسبنا نصرها …*… والجبهة اكتسحت قوى الإجرام
شعب الجزائر كله أبطالها …*… من حارث فيها ومن همام
والشعب قاضي الشعب وهي قضية …*… غلبت بحكمتها على الحكام
إن أصدر الأحكام نفذ حكمه …*… أو قال كان القول قول حذام
وهو المعقب إن يشأ مستأنفا …*… في حكمه بالنقض والإبرام
يا شعب (باتنة) احترم شهداءنا …*… وفداتها الأحياء تحت رجام
إن الجزائر أصبحت بجهادها …*… تغزو البلاد بصيتها المترامي
فاسأل (نوفمبر) عن بنيها إنه …*… ادري بثورتهم على الأروام
قد دك فاتحه المعاقل فاتحا …*… فغدا بذلك غرة الأيام
واذكربـ (باتنة) الفدى المأثور عن …*… ثوار (أوراس) الرفيع الهام
فهم الليوث تلقنوا درس الفدى …*… عن (مصطفى بو العيد) في الآجام
هم نكلوا بعدوهم وتكتلوا …*… في البأس ضرغاما إلى ضرغام
حتى تولى نصف (مارس) فانتهى …*… ما مارسوه من الكفاح الدامي
واحتل (يوليو) عرشه الأسمى على …*… أسس الضحايا من بني الأعمام
البائعين نفوسهم لله في …*… سوق الجهاد بجنة الإنعام
السافكين دماءهم لحياتهم …*… فجرت بترتبهم كسيل طامي
طابت بريح دمائهم فشميمها …*… لا ريح أطيب منه للشمام
قل لابنة الثورات طبت وطاب ما …*… بثراك من غرس نما ورغام
فترحمي ابدا عليهم واكفلي …*… من خلفوه إليك من أيتام
لا حر أحرى من شهيد بالرضى …*… وأحق بالتمجيد والإكرام
يلقى المنايا هاتفا بنشيده …*… وهتافه أصدى من الأرزام
وفداه أحمى للحمى من جحفل …*… وفؤاده امضى من الصمصام
إن (الجزائر) لم تزل في نسلها …*… أما ولودا خصبة الأرحام
تلد النوابغ من خطيب مصقع …*… أو شاعر يفتن أو رسام
يا أيها الوفد الموفق دعوة …*… ورسالة في رحلة ومقام
ترجو الجزائر منك عودا مسرعا …*… فارحل بتكرمة وعد بسلام
يا معشر العلماء والأدباء قد …*… قلدتم الثوار خير وسام
وخلفتم الشهداء في أيتامهم …*… بالرعي في عطف وفي استرحام
إن التواضع من سمات البر من …*… يعتده فهو البر في الأقوام
إني أشيعكم بقلب راجف …*… راج لعودتكم وطرف هامي
وأكن في قلبي لكم ذكرى ذكت …*… بشذى لكم عن خلقكم نمام
ياليت عهد القرب طال ولم تكن …*… فرص الزيارة فيه ذات لمام
فتآلف الأرواح منا قد أبى …*… في الأرض غير تآلف الأجسام
خف الفؤاد مع الركاب مفارقا …*… ما الجسم بعد البين غير حطام
ما عيش من فقد الأحبة بعدهم …*… الا سرى شبح ونبش رمام
أدوا إلى مصر السلام وأبلغوا …*… رأس العروبة قبلة الإعظام
إن العروبة تستعد لنسف ما …*… بذر اليهود لها من الألغام
ما ضم مؤتمر العروبة شملها …*… إلا ليعلن عن فداها الحامي
قد أرعب العرب اليهود بعقده …*… ومحا الإمام خرافة الحاخام
لابد أن ينهار ركن حكومة …*… بنيت على التضليل والإيهام
سنرى فلسطين العزيزة مثلما …*… كانت مثابة حرمة وذمام
ونرى بني صهيون منها قد جلوا …*… بالطوع إن شاؤوا أو الإرغام
واللاجئين بها ثووا واستمرؤوا …*… عيش الحضارة بعد عيش خيام
والعالم العربي أصحبح حلقة …*… قد أفرغت في شعبه الملتام
أنا بنوا العرب الأعارب ما لنا …*… غير العروبة من دم وقوام
وطن العروبة كله وطن لنا …*… في (مصر) أو (بغداد) أو في (الشام)
فلتحي دولة شعبنا عربية …*… عرباء إسلامية الأحكام
ولتحيى (مصر) وشعب مصر وكل من …*… بنضالها قد قام خير قيام
وليزدهر وطن العروبة وليدم …*… مجد العروبة فيه والإسلام
__________
باتنة -الجزائر- 18 صفر 1384هـ، 28 جوان 1964م.
قف بي نحي معاشر الأعلام …*… بتحية كالعارض البسام
ونوفهم شكرا وتمجيدا لما …*… بذلوه في التعليم من إسهام
قد وجهوا الجيل الجديد وجاهدوا …*… للكشف فيه عن النبوغ الخام
من رام برهانا على إنتاجهم …*… فأمامه هذا الشباب النامي
ما مثل تنشئة البنين فضيلة …*… للقائدين لهم بخير زمام
إن المعلم رائد الأفكار في …*… أنظارها ومنور الأفهام
فهو الأمين على القرائح والنهى …*… وهو القمين بمنتهى الإكرام
من لي بشعر (البحتري) أبثه …*… من خاطري وأصوغ منه كلامي
شكر الرادة نشئنا وحماته …*… ومعلميه مبادئ الإسلام
رسل الثقافة والفصاحة والحجى …*… وفدوا كراما من بلاد كرام
ولقد تقدم شعب (مصر) مبكرا …*… وأنار في التاريخ كل ظلام
وأهاب بالنوام حتى استيقظوا …*… فابن الكنانة موقظ النوام
اولا تراه على العروبة قائما …*… يحتل منها الصدر في القوام
أو لم يكن لبعوثها متبنيا …*… ومضحيا ليفوز بالإتمام؟
يا جيرة الوادي المبارك منبعا …*… ومشيدي السد الكبير السامي
انا وان نأت المسافة إخوة …*… في وحدة الآمال والآلام
في الدين والدم واللسان أواصر …*… ما بيننا تقضي بكل وئام
(الأزهر) المعمور كان ولم يزل …*… كالبيت في حج وفي إحرام
يغشاه طلاب (الجزائر) للهدى …*… والعلم في عزم وفي إقدام
إن الذين بنوا قواعد بيته …*… حازوا كـ (إبراهيم) خير مقام
قل للشباب الباتني المحتمى …*… بالمعهد العربي وسط زحام
يا أيها الجيل السعيد بعهده …*… وبفتح معهده لري الظامى
اليوم تشهد فيه ختما زاهرا …*… يسمو بمكسبه على الأختام
فهنا استمدت ثورة من ثورة …*… وتعزز (الأوراس) بـ (الأهرام)
وهنا تلقى ثائر عن ثائر …*… أسمى دروس الضاد والإسلام
أوصيك من شعري بخالص نصحه …*… والشعر فيض الوحي والإلهام
قم بالشعائر ما استطعت مصليا …*… ومزكيا ومؤديا لصيام
كن مؤمنا كن محسنا كن مخلصا …*… كن مستقيما كن وفي ذمام!
كن كـ (ابن باديس) الإمام مجاهدا …*… أو كن كـ (عبد القادر) المقدام
واشكر شيوخك كلهم واعمل بما …*… أحرزته من علمهم بدوام
واذكر لهم ما كابدوه تطوعا …*… في نشر دعوتهم من استعصام
إن الذي لم يرع عهد شيوخه …*… لم يجن غير خسارة وملام
من بثني علما شكرت صنيعه …*… ابدا وكنت له من الخدام
يا معشر الطلاب هذا عهدكم …*… فاسعوا لكسب المجد سعي عظام
هذا زمان الكشف عن سر الحجى …*… ومجاله للطالب الغنام
انتم رجاء الشعب انتم ذخره …*… وحماه في مستقبل الأيام
أنتم خلائفنا على ميراثنا …*… وتراثنا العربي والإسلامي
إني أرى فيكم مخايل فطنة …*… كالبرق تومض من خلال غمام
وأرى دراستكم دراسة خبرة …*… ودراية ورعاية ونظام
وأرى بدايتكم بها في يومكم …*… تومى الى غدكم بخير ختام
ما مثل معهدكم لكم من معقل …*… يحمي مدارككم من الأوهام
ويعدكم للشعب جندا باسلا …*… متسلحا بالكتب والأقلام
إن القرائح في حماه تفتحت …*… كتفتح الأزهار في الأكمام
وجنى الفنون بدا على أفنانه …*… فاجنوه أقساما من الأقسام
أسلافكم بالبأس سادوا والقرى …*… من كل مطعان إلى مطعام
نشروا الهدى بين المدائن والقرى …*… وعلى الجبال حموه والآكام
فهم الذين بنى بهم تاريخنا …*… مجد الخلود على أشد دعام
إنا لهم خلف وانتم بعدنا …*… خلف إماما يقتدى بإمام
فتدارسوا القرآن فهو هدى لكم …*… وشفاء انفسكم من الأسقام
وتعلموا فصحى اللغات فإنها …*… علوية الأسرار والأنغام
كونوا مع التعريب واحموا جنبة …*… لا تنسخوه بنقطة الإعجام
لا تجنحوا للعنصرية إنها …*… تفضي إلى التفريق والإعدام
ما العنصرية غير داء مزمن …*… صعب العلاج ومعول هدام
ومن استجم من العناء فلا يطل …*… فاللهو آفة كل ذي استجمام
فإذا فرغتم فانصبوا عملا بما …*… أمرت وصية ربنا العلام
إن الحياة مجال حق كادح …*… يلقى من البطلان كل خصام
أنصاره المتجردون عن الهوى …*… والمغرمون به أشد غرام
الساهرون عليه طول حياتهم …*… والهاجرون له ألذ منام
الذائقون لأجله مر الأذى …*… من جور ظلام وكيد لئام؟
كونوا عماليق الشباب شهامة …*… وكرامة واسموا عن الأقزام
إن الشباب اذا سما بطموحه …*… جعل النجوم مواطئ الأقدام
في كل قلب منه قلحب مجاهد …*… وبكل نفس منه نفس عصام
الخلق تخلية وتحلية وما …*… أس الفضائل غير ترك الذام
قد أفلحت نفس زكت وتطهرت …*… وسعت لكبح جماحها بلجام
ما عز مجتمع يعيش شبابه …*… متسكعا في الطرق كالأنعام
يغشى المخامر والمقامر بكرة …*… وعشية ويعوم في الآثام
يرمي بألحاظ وألفاظ معا …*… ما عن في الساحات من آرام
كم مرتع للصيد جال به فتى …*… فنجت رميته وصيد االرامي
أسفى على غاوي الشباب فقد جرى …*… طلق العنان وراء كل حرام
متهافتا مثل الفراش على الخنا …*… والراقصات وسيئ (الأفلام)
القى إلى الشيطان حبل قياده …*… سفها فأودى الذئب بالأغنام
فدعوا الهوى والعاكفين على الهوى …*… ان الهوى صنم من الأصنام
لقد استقلت ارضكم وتحررت …*… في حكمها ونجت من الظلام
إن الجلاء وإن يكن لم يكتمل …*… سر النفوس بأعذب الأحلام!!
الثورة العظمى كسبنا نصرها …*… والجبهة اكتسحت قوى الإجرام
شعب الجزائر كله أبطالها …*… من حارث فيها ومن همام
والشعب قاضي الشعب وهي قضية …*… غلبت بحكمتها على الحكام
إن أصدر الأحكام نفذ حكمه …*… أو قال كان القول قول حذام
وهو المعقب إن يشأ مستأنفا …*… في حكمه بالنقض والإبرام
يا شعب (باتنة) احترم شهداءنا …*… وفداتها الأحياء تحت رجام
إن الجزائر أصبحت بجهادها …*… تغزو البلاد بصيتها المترامي
فاسأل (نوفمبر) عن بنيها إنه …*… ادري بثورتهم على الأروام
قد دك فاتحه المعاقل فاتحا …*… فغدا بذلك غرة الأيام
واذكربـ (باتنة) الفدى المأثور عن …*… ثوار (أوراس) الرفيع الهام
فهم الليوث تلقنوا درس الفدى …*… عن (مصطفى بو العيد) في الآجام
هم نكلوا بعدوهم وتكتلوا …*… في البأس ضرغاما إلى ضرغام
حتى تولى نصف (مارس) فانتهى …*… ما مارسوه من الكفاح الدامي
واحتل (يوليو) عرشه الأسمى على …*… أسس الضحايا من بني الأعمام
البائعين نفوسهم لله في …*… سوق الجهاد بجنة الإنعام
السافكين دماءهم لحياتهم …*… فجرت بترتبهم كسيل طامي
طابت بريح دمائهم فشميمها …*… لا ريح أطيب منه للشمام
قل لابنة الثورات طبت وطاب ما …*… بثراك من غرس نما ورغام
فترحمي ابدا عليهم واكفلي …*… من خلفوه إليك من أيتام
لا حر أحرى من شهيد بالرضى …*… وأحق بالتمجيد والإكرام
يلقى المنايا هاتفا بنشيده …*… وهتافه أصدى من الأرزام
وفداه أحمى للحمى من جحفل …*… وفؤاده امضى من الصمصام
إن (الجزائر) لم تزل في نسلها …*… أما ولودا خصبة الأرحام
تلد النوابغ من خطيب مصقع …*… أو شاعر يفتن أو رسام
يا أيها الوفد الموفق دعوة …*… ورسالة في رحلة ومقام
ترجو الجزائر منك عودا مسرعا …*… فارحل بتكرمة وعد بسلام
يا معشر العلماء والأدباء قد …*… قلدتم الثوار خير وسام
وخلفتم الشهداء في أيتامهم …*… بالرعي في عطف وفي استرحام
إن التواضع من سمات البر من …*… يعتده فهو البر في الأقوام
إني أشيعكم بقلب راجف …*… راج لعودتكم وطرف هامي
وأكن في قلبي لكم ذكرى ذكت …*… بشذى لكم عن خلقكم نمام
ياليت عهد القرب طال ولم تكن …*… فرص الزيارة فيه ذات لمام
فتآلف الأرواح منا قد أبى …*… في الأرض غير تآلف الأجسام
خف الفؤاد مع الركاب مفارقا …*… ما الجسم بعد البين غير حطام
ما عيش من فقد الأحبة بعدهم …*… الا سرى شبح ونبش رمام
أدوا إلى مصر السلام وأبلغوا …*… رأس العروبة قبلة الإعظام
إن العروبة تستعد لنسف ما …*… بذر اليهود لها من الألغام
ما ضم مؤتمر العروبة شملها …*… إلا ليعلن عن فداها الحامي
قد أرعب العرب اليهود بعقده …*… ومحا الإمام خرافة الحاخام
لابد أن ينهار ركن حكومة …*… بنيت على التضليل والإيهام
سنرى فلسطين العزيزة مثلما …*… كانت مثابة حرمة وذمام
ونرى بني صهيون منها قد جلوا …*… بالطوع إن شاؤوا أو الإرغام
واللاجئين بها ثووا واستمرؤوا …*… عيش الحضارة بعد عيش خيام
والعالم العربي أصحبح حلقة …*… قد أفرغت في شعبه الملتام
أنا بنوا العرب الأعارب ما لنا …*… غير العروبة من دم وقوام
وطن العروبة كله وطن لنا …*… في (مصر) أو (بغداد) أو في (الشام)
فلتحي دولة شعبنا عربية …*… عرباء إسلامية الأحكام
ولتحيى (مصر) وشعب مصر وكل من …*… بنضالها قد قام خير قيام
وليزدهر وطن العروبة وليدم …*… مجد العروبة فيه والإسلام
__________
باتنة -الجزائر- 18 صفر 1384هـ، 28 جوان 1964م.
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
مواضيع مماثلة
» ديوان محمد العيد آل خليفة
» ديوان محمد العيد آل خليفة اجتماعيات وسياسيات
» ديوان محمد العيد آل خليفة أخلاقيات وحكميات
» بحث عن قصيدة أو شاعر في ديوان الشعر الفصيح
» شيد خليفة أسألوه
» ديوان محمد العيد آل خليفة اجتماعيات وسياسيات
» ديوان محمد العيد آل خليفة أخلاقيات وحكميات
» بحث عن قصيدة أو شاعر في ديوان الشعر الفصيح
» شيد خليفة أسألوه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى