من أدب الرباطاب الشعبي :
صفحة 1 من اصل 1
من أدب الرباطاب الشعبي :
من أدب الرباطاب الشعبي :
الشاعر : عبد الحفيظ محمد أحمد ..
هو عبد الحفيظ محمد أحمد الحاج سعد صالح الحاج سعد مزمل الفقيه دبوس ......
رباطابي من منطقة العبيداب من ناحية والده .... وينتمي إلى العقدة في الجزيرة مقرات من جهة والداته ال سيدحابي ....
ولد عبد الحفيظ محمد في العبيداب في العام 1895م تقريباً ... ولكن وكحال الرباطاب أرتحل مع أسرته وهو في سن مبكرة لا تفوق الأربعة سنوات أرتحل إلى مدينة الدامر ...
وتوفي في العام 1971م بالجزيرة مقرات وفيها دفن ... رحمه الله رحمه واسعة ...
عاش عبد الحفيظ وأستقر به المقام في مدينة الدامر ... وفيها درس ... وفيها توظف ... وعمل في مصلحة المساحة حتى سن المعاش .. وتدرج فيها حتى وصل إلى أمين سر الخرائط للمصلحة بمديرية الشمالية سابقاً ...
ومن خلال عمله وفي طبيعة العمل الترحال عمل المذكور في بقاع السودان المختلفة وفي الولاية الشمالية بشكل خاص وقد لا يكون هنالك شبراً لم تطاه رجله ...
أسرة عبد الحفيظ أو أسرة الحاج سعد بشكل عام أستقر بها المقام في الدامر وفي قلب الدامر ... ولكن رغم عن ذلك ورغم كل هذه السنين التي قد تفوق المائة عام إلا أنهم لم يذوبوا في مجتمع الدامر ولم يختلطوا به كثيراً وحافظوا على هويتهم الرباطابية الخالصة من الناحية الاجتماعية والثقافية ...
وعبد الحفيظ نفسه تزوج من أخواله العقدة / عائشة بت علي الخليفة سيدحابي ... وأبنائه من بعده ساروا على نفس الدرب وهكذا الحال ...
أما عبد الحفيظ محمد أحمد ناحية الشعر ...
فقد بدأ قول الشعر في سن مبكرة جداً ... وقد يكون وبغير قصد قد تخصص في الشعر الغزلي منه وأصبح رمز أو ركن من أركان الشعر الغزلي في المنطقة ....
كما معظم مفردات شعر عبد الحفيظ لم تخرج عن منطقة الرباطاب وبئتها وفي كل قصائده نجدها مدونة رغم أنه أصبح من أهل المدن لفترة طويل من الزمان ...
وعبد الحفيظ محمد أحمد ... الشاعر ...
وكما ذكرنا هو شاعر الغزل عند الرباطاب .... كما جاء في كتاب أدب الرباطاب الشعبي ....
بدأ عبد الحفيظ قول الشعر في سن مبكرة ومن أوائل القصائد التي قالها وهو صغير في السن عندما كان يذهب مع والده للزراعة في منطقة أتبرة الفوق وهي منطقة زراعية وبهاأراضي واسعة ... حاله حال أهل الرباطاب الذين هاجروا لهذه المنطقة منذ زمن بعيد واستقروا بها بل وهنالك مناطق الآن بأكملها مقفولة للرباطاب ... مثل كنديرة ... والدبورة وغيرها من أسامي ....
وعمل الزراعة الشاق ... والبعد من الديار ... والغربة ...
فتذكر عبد الحفيظ القديم ..... وقال ....
حقبنا الزوادة المويـــة في شنتنـــــــه
في درب المعايش كــان نجيب مونتنه
فرشاتنا القراميــــــط فيهــا أصفتنــــه
الحر والسموم والهاجرة قالبة صفتنه
يا ستتانا إنتن في الحياة جنتنـــــــــه
لكن العبوس بي فرقكن هانتنـــــــــه
بعدكن يحرق الكبدة وقربكن فتنــــــه
ما بي إيدنا لكن الزمن كفتنــــــــــــــه
غصباً عينا .. غصبتنا الارادة وفتنــــــه
ست الريدة بي الحالة كان شافتنــــه
لو ماهو القديم بتغبي من عرفتنـــــه
يا حلوة بنشوفك ولا حد شوفتنــــــــــه
ونبحر في شعر عبد الحفيظ محمد ....
وتتبدل الأيام ... وتتدوال بين الناس .... ولكنها تعيد نفسها رغم تغير الزمان والمكان والأشخاص ... وحال الرباطاب هو حالهم الهجرة والترحال ...
الجنون الساكنين جبيت ...قصيد قالها عبد الحفيظ ... عندما ذهب لقضاء الإجازة في البلد كعادته وهو من سكان الدامر ... ذهب ولكن لم يجد أقرانه واصحابه ... ومنهم ماجاء ذكره في القصيدة .... ( العقيدي أبو فاطنة ) وهو أبن خاله ....
أين ذهب الشباب .. نفس حال اليوم ... ذهبوا إلى جبيت ... وجبيت المعادن في الشرق للعمل في مناجم الذهب هنالك ... ونفس المشهد اليوم يتكرر ... إذا ذهبت لأرض الرباطاب لن تجد شاباً أو حتى بعض الشيوخ ... أين الناس ... ؟ يأتيك الجواب ....
ذهبوا للبحث عن المجهول في أرض الذهب كما هو حال اليوم ....
فقال عبد الحفيظ ... وارسل لهم رسالة في جبيت تقول ....
الجنـــــون الســــــاكنين جبيـت
القـــروش سوهـــــن ربيــــــت
والعقـاب عن فاطنــــــة دهنيت
العقيـدي أبو فاطنـــــة جنيت ؟
ما طريت الجبنة فـــــي البيت
خدمـــــة البت أم ســــواميت
ما طـــريت ركـــــوب الجناييت
مرة ملجـــــم ومــــــرة مربيت
ما طريت المـــاع في الصبيط
كرجي كرجـــــــم قبل الوكيت
ما طريت السيـــرة أم زغاريت
حس كرباجة يسوي ويط ويط
لي تمانية أن قالوا ما جيـــت
حالف أجيكم حتى إن حبـيـت
ونبحر مع عبد الحفيظ محمد الشاعر ....
وكما ذكرنا في مدخل الموضوع ... أن عبد الحفيظ كان يعمل في مصلحة المساحة وطبيعة العمل الترحال والتنقل ... وخيم أهل المساحة البيضاء التي تنصب من مكان إلى مكان والترحال ....
وعبد الحفيظ شاعر الغزل .. واهل شعر الغزل يحبون الجمال وينجزبون له غصباً عنهم ...
في أحد رحلاته ... وفي منطقة الجعليين ... كان ينصبون خيامهم بالقرب من قرية .. وبالقرب من بئر ماء ....
جاءت إحدي الحسان وأعجبته ... وأظنه قد تحدث لها وابدى إعجابه ... ولكنها لم ترضى البوح بالاعجاب بها فذهبت إلى أهلها وأخبرتهم ... ونحن في حاضرة الجعليين ... وما أدراك ما الجعليين ... فجاءوا له ...
وقال لهم نعم أعجبتني ...
هذه القصيدة هي من أواخر قصائد عبد الحفيظ ... وأتت بعد أن بلغ من العمر ... وهي من قصائد باب التوبة ... وهي أتت بعد التوبة .. وهو باب سنأتيه مفصلا ....
المهم عبد الحفيظ قال لهم :
بعد التوبه أنا وقلبي أختلفنـــــــــــه
ومن فارقني لليوم ما أتشاوفنـــــه
والسبب ست الجمال الفوقة حفنه
حسنك فاق على شوفنا ووصفنـــه
نحن أولاد رباط ما بقولوا خفنــــــه
نشيل الفاتحة نتعاقد طرفنـــــــــه
نيشانجية ما بيكضب هدفنــــــــــه
لا ورة ما بنتر كان إتردفنــــــــــــــه
وفوق إسم الله صادقين إن حفنــه
كيف الشورة يا اختي الغربة عفنه
وقد تزوج شاعرنا عبد الحفيظ هذه المرأة لفترة من الزمن ولكنه لم يستمر معها طويلاً ولم ينجب من أطفال ..
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمد ....
والرباطاب ..وأهل الفصاحة والوصف البليغ في التشبيه .... وشعر الرباطاب والوصف البليغ والدقيق ...
وعبد الحفيظ كغيره من شعراء الرباطاب وبحكم انتمائه لهذه البيئة فإن شعره يأخذ مفردات بيئة الرباطاب وقافيتهم التي تكون في أجمل صور الكناية والبلاغة وغيرها من أركان القصيدة .....
فشعرهم غير مباشر في الوصف وقليل جداً ما تجد ذكر الاسم مباشرة وهذا ظاهر في شعرعبد الحفيظ فبالرغم من أنه كثير جداً من الشعر الغزلي لم يأتي بإسم مباشر أو وصف مباشر للمحاسن ...
ولم يظهر الإسم في قصائده إلا في قصيدة واحدة :
النسم دعاشـــــــــــــــــــــــــــــــة
عربانكم من الجيهات تتماشـــــــــــة
جلب سيلك سقا الناس العطاشــــة
وكتر ريدك قلبنا على الفتاشــــــــــة
لسانك حالي ما بنطق فحاشــــــــة
مع جارتا ما تتلام دي حاشـــــــــــــة
بي أقدامك الخيرات تتماشـــــــــــة
والعمو فتحو وسمعو الطراشــــــــة
وفي آخرها يقول :
يا العلي أم المؤمنين سموكي عاشة
وما زلنا في رحاب شعر عبد الحفيظ محمد ...
وباب المراسيل ....
وما أكثر مراسيل الشوق في الشعر وعند الشعراء .... ولعبد الحفيظ قصائد كثيرة في هذا الشأن ....
منها :
يا مرسالي قوم أكشف ضمايـرو
والطير البطير دايرك تطايــــــــرو
نهــار الصنة ما تخاف من هجايرو
أمش في ديرتو وإستاذن وزايرو
يرجـــــــاك نايم ومتوسـد ضافيرو
طيـــــور الجنـة غنت في سراريو
نســـــــايم الليـل تداعب ستاريو
يقــــوم من نومـو يتوشح حرايرو
يفــــــرلك خاطـرو يبدلك بشايرو
روحي وليمـو في الاتنين تخايرو
ده قعود أب صاح النسف دوايرو
الوليد عند دقت الكبوت يضايـــرو
ومنها :
يا مرسالي قوم لـــــــــــم الشفاته
أرجوك لا تسوي الخيت في الخياته
وراء سبعين رويحتك طول حياتــــــه
قبب الصالحين هدم رياتـــــــــــــــــه
مشاريخ العلم أقطع صلاطـــــــــــــه
أحذر بالي من سحر الفلاتـــــــــــــه
وجيب سيد العروق من جوره ذاتــــه
روح شيخ الحلب سوقلك شحاتــــــه
عجوزاً كاهلة ختاتة ومشاطــــــــــــه
روح شيخ العفاريت سوقلك تلاتــــــه
يقلبو الكون يسوطو الكون سواطـــه
البحار بي نيله أملاحة وفراتـــــــــــه
جبال القلبة سكانه ورعاتـــــــــــــــــه
تجي الحازت جمال الكون وراتـــــــه
عبيلجة سماد بدر الحراتـــــــــــــــــه
أقيف عند بابه وأمسك الصقاطــــــه
وقولها فرقك مسخ الدنيا وحلاتــــــه
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد .... وما زلنا في باب المراسيل وهو باب طويل في شعر عبد الحفيظ وقصائده ... وقد أتت قصائده مشتملة لكل أنواع المراسل والمهام المكلفة بها ....
ومنها :
يا مرسالي بوصيك أبقـــــــــــا راسي
اتوكل بالله هـــــــــــــــوان القواسي
أمش للكالفوا مندثــــــــري العباسي
البيجيك متعارض إن سمع النحاسـي
ومنها :
يا مرسالي قـــــــــوم لي زولي قولو
كفاك الشفتــــــــــو زي ما تقولو قولو
قولو الروح معاك بلا الجتة ايش فضلو
قولو قيــــد القدرة في رجلــــو انطلبو
قولو نشفان ريقو ما قــــــــــــادر يبلو
قولو أدوه الموية قـــال لي شن أكلو
قولو إكسير البلــــــــد قلعـــــــوه كلو
ونبت عـــــــود الخراب قام في محلو
والبوم والغراب غيـــــــــــل في ضلو
إن بقا غــــــــــادي من تسني تصلو
وإن بقـــــــــا في سرير النوم تدخلو
قـــــــــــــــدر ما يعتزرك لا تقبلـــــو
مخصــــــــــــــــم بالله أوعــك لا تخلو
وإن ما جبتو لا تجـــــــــــــي كلو كلو
وما زلنا في حضرة شاعرنا عبد الحفيظ ... وما زلنا نقوص في أعماق شعره الواسع ونأخذ مقتطفات منه ...
وكما ذكرنا أن عبد الحفيظ ورغم أن ظروف الحياة قد جعلته أن يكون متمدناً منذ نعومة أظافره وأن يصبح من اهل الوظيفة وبالتالي يرتحل خارج تلك الديار التي يعشقها ويعشق أهلها وطبيعتها التي لم تخرج من شعره ... فوجود المنطقة بكل طبيعتها وود لقاي وروعته والوديان واساميها والجزر والديسة لم تخرج من شعر عبد الحفيظ ... وكانت هي المرتكز الأساسي لوصف الحسان بها ...
وولقاي والمشرق وما يمثله من روعه وجمال وشعار للمنطقة لأنه خاص بها .. وتختص هي به ... لم يخرج من شعر عبد الحفيظ ...
قال :
شتيلة المشرق أب عســـلاً ينقع
الفسل حراسة حامينـــا الموقــع
الشايل صبيطك مايـــل ومتفــدع
ولا رمينا ولا خلينــه النجــــــــدع
إنتي جننتي العقل ما ظنو يرجع
يحن زي حنة النوق البرضــــــــع
ومنها :
شتيلة المشـــــــــــــــــــرق الردفولك الما
الفسل حراســـــــــــــــــــة حامينا المرمه
متين يا دغســـــــــــــــــــــــــة العين نتلمه
كان بكاء كان فــــــــــــــــــرح كان اي لمه
اضحكي خلي ريحة ينشمــــــــــــــــــــــه
أضحي شان نشوف سنونك في الضلمه
اضحي لينا شـــــــــــــان ننسى المهمه
أضحي لليتيم شـــــــــــــــان ينسى يمه
وإن شلتيه ما بكـــــــــــــــى تاني ضمه
اتنين فيكي ما بيختلفـــــــــــــــــوا ضمه
أوصافك جميعه توافــــــــــــــــــق النمه
ونعرج في نفس المنحي وشتيلة المشرق ومشتول الرباطاب ... وبابكر عبد الحفيظ محمد أحمد إبن الشاعر ... وفي حرب الكنقو عندما كان في الجيش ... وبرفقة رفيقه عمنا إبراهيم السويسي وعندما تذكر البلد وأهلها لم يخرج من النهج وقال :
مشتول أبو حمد كسرو القصون لي زربو
حراســـــــــــــــو مريوق جنبو ما بيفطربو
يا إبراهيم أخـــــــــوي قوماك نعقب دربو
كجي مبيتنا نســـــري العقدة كان نعتبرو
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد ...
وكما ذكرنا تمسك عبد الحفيظ بمنطقة الرباطاب وطبيعتها في أشعاره ... التي لم تخرج منها الوديان والجزر والديسة وغيرها ... وإستعالها لها في قصائده للتشبيه ...
فيقول :
دويسة الفالق الما بتعام مصنــك
التماسيك من الـــوز يحرسنـــــك
طيور الجنة كل ليــــــــــل يمسنك
ب توب الدلال والريـــــــــد كسنك
اريتن كان غشنـــــــي وحدسنك
وبالنضم البريـــــــــــــدو يونسك
من جهل الصغر أماتـك ما وصنك
فطيمات الرضاعــــــــــــة يآلفنك
إن وقع التوب ضفايرك يدسنــــك
السنة الشعـــــــــــر لو أوصفنك
يلقن ديــك فرقـــــــــــا شته منك
معاهـــــن ما بتعيلي ان شتمنــك
جاراتك بدهن كـــــــــل حين ينجك
ودوب ما جيتي ما قـــادرات يرجنك
وبي حسن السيرة نسجن وتوجنك
ويقول :
دويسة الفالـــــق البرطـــن فروده
البشــــــــرط دوده بالشقين يحوده
تحت لي أم عقارب وفــــوق حدوده
أهل المملكـــــــــة والعـــــز جدوده
أبواتك تخوجل فـــــوق عروضــــــــه
ونواصل مع عبد الحفيظ ... وعتامير أبو حمد ووديانها التي لم تخرج من شعره ....
يقول :
البراقو زنقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
الهرج حس رعدو وسحابو دائماً يمشي ريقان
وعتمور أبو حمد أنا عليك حد عمري عشـــقان
قلقان في رقادي أنا ديمة قلقــــــــــــــــــــان
أكان ما نيرانه أنا بي دمعي غرقـــــــــــــــــان
وكان ما دمعي أنا بي نيرانه حرقــــــــــــــــان
مدبورة القدم ما فيها سيقــــــــــــــــــــــــان
سابل ديســــــــــــــــة ما سولو قيقـــــــــان
دي جوهرة الانجليز الحارسة الجــــــــــــــــان
ومنها
البــــــــــــــــــــــــــــــراقو إبتسم
اتقرن سحابـــــــــو ودعاشـو نسم
من نــار فرقـتك علي النـــوم مقسم
ومنها :
قشيش نومي أب سبحاتن بكــلو
البلا رد النعام مال مايطلــــــــــــو
يا مرسالي قوم لي زولي قولــو
كفاك الشفتو زي ما تقولو قولــــو
ومنها :
قشيش نص الخلاء البراقو يبهــــر
التسند عربو فوق العالي تسهـــر
ومنها :
قشيش نومي اب سحيباتن يكرن
وطول الليــــل براريقن يــــــــــورن
مجلوب خيــــرو بالوديان مقــــــرن
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمدأحمد وسيرته الذاتية ..
عبد الحفيظ محمد أحمد ورغم أن معظم قصائده كانت في جانب الشعر الغزلي إلا أنه لم يكن من أهل المجون ... وكان متمسك دينيا ... وكان أنصاري التوجه ... ويتمسك بالطريقة الانصارية على نهج الأمام المهدي ... كما أنه قد حج إلى بيت الله في خمسينات القرن الماضي وستيناته ....
كما أن عبد الحفيظ محمد أحمد من حفظة كتاب الله ... وقد حفظ القرآن بخلاوي المجاذيب بالدامر ... وقد أقام كرامة كبيرة بمسقط رأسه بقرية العبيداب بمناسبة حفظه للقرآن ...
عبد الحفيظ له باب باسم باب التوبة ... أتت قصائده وهو يعلن التوبه عن الشعر ولا يستطيع ... فيقول ...
بعد التوبه أنـــــــــــا وقلبي أختلفنة
ومن فارقني لليوم ما اتشاوفنـــــة
والسبب ست الجمال الفوقه حفنة
حسنك فاق على شوفنا ووصفنـــة
ويقول :
بعد شيب النواصـــــــــــي زمنا ولا
والعينين لقيتن شوفــــــــــــن قلـه
يا براق الانبياء البكسوهــــــا حله
بشوف حبل الوصـــال بيناتنا اتحله
الرسول ياريلة لا تنســي الت الله
بعد يومين تلاته أدينــــــــه طلــــــه
شان الروح تروق والريق ينبلـــــه
تاني عوضنا فيكـــــــــــــن هلا هلا
وقال
فيما مضى يــــــــــــــــــــا رب توبة
وقيعك بالبناء البيت طوبـــــة طوبــة
والكعبة المن عزاب النار ينجوبـــــة
تمحا شقاوتي أنا الفي اللوح مكتوبة
طول الليل معاهن في البادوبــــــــــة
القلب قال لي مفتـــــــوح باب التوبة
الرسول من هســـع لا تسويلك توبة
قتلو ما دام ريلة لافــــــــــوق قيلوبة
عقب الريدة أخير نقفـــــــــــل دروبة
أما عقارب بي وراهـــــا لقيتة سوبة
والبلد بي قفاهــــــــــا الآخر مقلوبة
الناس في محن عدمانة صوبـــــــــة
والغنم نفرت جناها وأبت اللوبـــــــة
سبعين جيبوها يا التور ود قلوبـــــة
التصوم السنة على قرضة ولالوبـة
البشارة .. الذاكي قال لي ادلــوبة
بشارة للكبار يتباشروبـــــــــــــــــة
وبشارة للصغــــــــــــــار يتبارجوبة
بشارة قيقــــــــي كرقسنا وغروبة
البحر مشا والمطـــر نزلت محلوبة
والبلد رقدت خريف لي جرف اللوبة
ونواصل في شعر عبدالحفيظ محمد أحمد ...
والدامر المدينة ... والعشير الحي ... والجيرة والجيران .... والتواصل والخوة ... وكانن يسكنن بالقرب منهم ... وكان يطلق عليهن إسم الجديات .... وعندما عاد من أحد مامورياته في مصلحة المساحة التي تطول بعض الشي .. لم يجدهن ... والجديات رحلن ... فقال :
الليل يا جــــديات وين مقيلكن
الزمن فرقنا قمتن بي تلقيكن
وتاني الزمن ما بجيب مثيلكن
دايماً تضحكن ناعلات نعيلكن
وما فيكن لكن ناعلان نعيلكن
لقيت عيني بكن ناعلات نعيلكن
على النجم اشتكن ناعلات نعيلكن
الرحمة تطلكن ناعلات نعيلكن
وتبعد شركن ناعلات نعيلكن
تعالن أقولكن ناعلات نعليكن
شوية كده اتكن ناعلان نعيلكن
أنا الفي سجن قيد الهوان أحماني أجيكن
كفاي الجتة لكن روحي هيلكن
إ
الشاعر : عبد الحفيظ محمد أحمد ..
هو عبد الحفيظ محمد أحمد الحاج سعد صالح الحاج سعد مزمل الفقيه دبوس ......
رباطابي من منطقة العبيداب من ناحية والده .... وينتمي إلى العقدة في الجزيرة مقرات من جهة والداته ال سيدحابي ....
ولد عبد الحفيظ محمد في العبيداب في العام 1895م تقريباً ... ولكن وكحال الرباطاب أرتحل مع أسرته وهو في سن مبكرة لا تفوق الأربعة سنوات أرتحل إلى مدينة الدامر ...
وتوفي في العام 1971م بالجزيرة مقرات وفيها دفن ... رحمه الله رحمه واسعة ...
عاش عبد الحفيظ وأستقر به المقام في مدينة الدامر ... وفيها درس ... وفيها توظف ... وعمل في مصلحة المساحة حتى سن المعاش .. وتدرج فيها حتى وصل إلى أمين سر الخرائط للمصلحة بمديرية الشمالية سابقاً ...
ومن خلال عمله وفي طبيعة العمل الترحال عمل المذكور في بقاع السودان المختلفة وفي الولاية الشمالية بشكل خاص وقد لا يكون هنالك شبراً لم تطاه رجله ...
أسرة عبد الحفيظ أو أسرة الحاج سعد بشكل عام أستقر بها المقام في الدامر وفي قلب الدامر ... ولكن رغم عن ذلك ورغم كل هذه السنين التي قد تفوق المائة عام إلا أنهم لم يذوبوا في مجتمع الدامر ولم يختلطوا به كثيراً وحافظوا على هويتهم الرباطابية الخالصة من الناحية الاجتماعية والثقافية ...
وعبد الحفيظ نفسه تزوج من أخواله العقدة / عائشة بت علي الخليفة سيدحابي ... وأبنائه من بعده ساروا على نفس الدرب وهكذا الحال ...
أما عبد الحفيظ محمد أحمد ناحية الشعر ...
فقد بدأ قول الشعر في سن مبكرة جداً ... وقد يكون وبغير قصد قد تخصص في الشعر الغزلي منه وأصبح رمز أو ركن من أركان الشعر الغزلي في المنطقة ....
كما معظم مفردات شعر عبد الحفيظ لم تخرج عن منطقة الرباطاب وبئتها وفي كل قصائده نجدها مدونة رغم أنه أصبح من أهل المدن لفترة طويل من الزمان ...
وعبد الحفيظ محمد أحمد ... الشاعر ...
وكما ذكرنا هو شاعر الغزل عند الرباطاب .... كما جاء في كتاب أدب الرباطاب الشعبي ....
بدأ عبد الحفيظ قول الشعر في سن مبكرة ومن أوائل القصائد التي قالها وهو صغير في السن عندما كان يذهب مع والده للزراعة في منطقة أتبرة الفوق وهي منطقة زراعية وبهاأراضي واسعة ... حاله حال أهل الرباطاب الذين هاجروا لهذه المنطقة منذ زمن بعيد واستقروا بها بل وهنالك مناطق الآن بأكملها مقفولة للرباطاب ... مثل كنديرة ... والدبورة وغيرها من أسامي ....
وعمل الزراعة الشاق ... والبعد من الديار ... والغربة ...
فتذكر عبد الحفيظ القديم ..... وقال ....
حقبنا الزوادة المويـــة في شنتنـــــــه
في درب المعايش كــان نجيب مونتنه
فرشاتنا القراميــــــط فيهــا أصفتنــــه
الحر والسموم والهاجرة قالبة صفتنه
يا ستتانا إنتن في الحياة جنتنـــــــــه
لكن العبوس بي فرقكن هانتنـــــــــه
بعدكن يحرق الكبدة وقربكن فتنــــــه
ما بي إيدنا لكن الزمن كفتنــــــــــــــه
غصباً عينا .. غصبتنا الارادة وفتنــــــه
ست الريدة بي الحالة كان شافتنــــه
لو ماهو القديم بتغبي من عرفتنـــــه
يا حلوة بنشوفك ولا حد شوفتنــــــــــه
ونبحر في شعر عبد الحفيظ محمد ....
وتتبدل الأيام ... وتتدوال بين الناس .... ولكنها تعيد نفسها رغم تغير الزمان والمكان والأشخاص ... وحال الرباطاب هو حالهم الهجرة والترحال ...
الجنون الساكنين جبيت ...قصيد قالها عبد الحفيظ ... عندما ذهب لقضاء الإجازة في البلد كعادته وهو من سكان الدامر ... ذهب ولكن لم يجد أقرانه واصحابه ... ومنهم ماجاء ذكره في القصيدة .... ( العقيدي أبو فاطنة ) وهو أبن خاله ....
أين ذهب الشباب .. نفس حال اليوم ... ذهبوا إلى جبيت ... وجبيت المعادن في الشرق للعمل في مناجم الذهب هنالك ... ونفس المشهد اليوم يتكرر ... إذا ذهبت لأرض الرباطاب لن تجد شاباً أو حتى بعض الشيوخ ... أين الناس ... ؟ يأتيك الجواب ....
ذهبوا للبحث عن المجهول في أرض الذهب كما هو حال اليوم ....
فقال عبد الحفيظ ... وارسل لهم رسالة في جبيت تقول ....
الجنـــــون الســــــاكنين جبيـت
القـــروش سوهـــــن ربيــــــت
والعقـاب عن فاطنــــــة دهنيت
العقيـدي أبو فاطنـــــة جنيت ؟
ما طريت الجبنة فـــــي البيت
خدمـــــة البت أم ســــواميت
ما طـــريت ركـــــوب الجناييت
مرة ملجـــــم ومــــــرة مربيت
ما طريت المـــاع في الصبيط
كرجي كرجـــــــم قبل الوكيت
ما طريت السيـــرة أم زغاريت
حس كرباجة يسوي ويط ويط
لي تمانية أن قالوا ما جيـــت
حالف أجيكم حتى إن حبـيـت
ونبحر مع عبد الحفيظ محمد الشاعر ....
وكما ذكرنا في مدخل الموضوع ... أن عبد الحفيظ كان يعمل في مصلحة المساحة وطبيعة العمل الترحال والتنقل ... وخيم أهل المساحة البيضاء التي تنصب من مكان إلى مكان والترحال ....
وعبد الحفيظ شاعر الغزل .. واهل شعر الغزل يحبون الجمال وينجزبون له غصباً عنهم ...
في أحد رحلاته ... وفي منطقة الجعليين ... كان ينصبون خيامهم بالقرب من قرية .. وبالقرب من بئر ماء ....
جاءت إحدي الحسان وأعجبته ... وأظنه قد تحدث لها وابدى إعجابه ... ولكنها لم ترضى البوح بالاعجاب بها فذهبت إلى أهلها وأخبرتهم ... ونحن في حاضرة الجعليين ... وما أدراك ما الجعليين ... فجاءوا له ...
وقال لهم نعم أعجبتني ...
هذه القصيدة هي من أواخر قصائد عبد الحفيظ ... وأتت بعد أن بلغ من العمر ... وهي من قصائد باب التوبة ... وهي أتت بعد التوبة .. وهو باب سنأتيه مفصلا ....
المهم عبد الحفيظ قال لهم :
بعد التوبه أنا وقلبي أختلفنـــــــــــه
ومن فارقني لليوم ما أتشاوفنـــــه
والسبب ست الجمال الفوقة حفنه
حسنك فاق على شوفنا ووصفنـــه
نحن أولاد رباط ما بقولوا خفنــــــه
نشيل الفاتحة نتعاقد طرفنـــــــــه
نيشانجية ما بيكضب هدفنــــــــــه
لا ورة ما بنتر كان إتردفنــــــــــــــه
وفوق إسم الله صادقين إن حفنــه
كيف الشورة يا اختي الغربة عفنه
وقد تزوج شاعرنا عبد الحفيظ هذه المرأة لفترة من الزمن ولكنه لم يستمر معها طويلاً ولم ينجب من أطفال ..
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمد ....
والرباطاب ..وأهل الفصاحة والوصف البليغ في التشبيه .... وشعر الرباطاب والوصف البليغ والدقيق ...
وعبد الحفيظ كغيره من شعراء الرباطاب وبحكم انتمائه لهذه البيئة فإن شعره يأخذ مفردات بيئة الرباطاب وقافيتهم التي تكون في أجمل صور الكناية والبلاغة وغيرها من أركان القصيدة .....
فشعرهم غير مباشر في الوصف وقليل جداً ما تجد ذكر الاسم مباشرة وهذا ظاهر في شعرعبد الحفيظ فبالرغم من أنه كثير جداً من الشعر الغزلي لم يأتي بإسم مباشر أو وصف مباشر للمحاسن ...
ولم يظهر الإسم في قصائده إلا في قصيدة واحدة :
النسم دعاشـــــــــــــــــــــــــــــــة
عربانكم من الجيهات تتماشـــــــــــة
جلب سيلك سقا الناس العطاشــــة
وكتر ريدك قلبنا على الفتاشــــــــــة
لسانك حالي ما بنطق فحاشــــــــة
مع جارتا ما تتلام دي حاشـــــــــــــة
بي أقدامك الخيرات تتماشـــــــــــة
والعمو فتحو وسمعو الطراشــــــــة
وفي آخرها يقول :
يا العلي أم المؤمنين سموكي عاشة
وما زلنا في رحاب شعر عبد الحفيظ محمد ...
وباب المراسيل ....
وما أكثر مراسيل الشوق في الشعر وعند الشعراء .... ولعبد الحفيظ قصائد كثيرة في هذا الشأن ....
منها :
يا مرسالي قوم أكشف ضمايـرو
والطير البطير دايرك تطايــــــــرو
نهــار الصنة ما تخاف من هجايرو
أمش في ديرتو وإستاذن وزايرو
يرجـــــــاك نايم ومتوسـد ضافيرو
طيـــــور الجنـة غنت في سراريو
نســـــــايم الليـل تداعب ستاريو
يقــــوم من نومـو يتوشح حرايرو
يفــــــرلك خاطـرو يبدلك بشايرو
روحي وليمـو في الاتنين تخايرو
ده قعود أب صاح النسف دوايرو
الوليد عند دقت الكبوت يضايـــرو
ومنها :
يا مرسالي قوم لـــــــــــم الشفاته
أرجوك لا تسوي الخيت في الخياته
وراء سبعين رويحتك طول حياتــــــه
قبب الصالحين هدم رياتـــــــــــــــــه
مشاريخ العلم أقطع صلاطـــــــــــــه
أحذر بالي من سحر الفلاتـــــــــــــه
وجيب سيد العروق من جوره ذاتــــه
روح شيخ الحلب سوقلك شحاتــــــه
عجوزاً كاهلة ختاتة ومشاطــــــــــــه
روح شيخ العفاريت سوقلك تلاتــــــه
يقلبو الكون يسوطو الكون سواطـــه
البحار بي نيله أملاحة وفراتـــــــــــه
جبال القلبة سكانه ورعاتـــــــــــــــــه
تجي الحازت جمال الكون وراتـــــــه
عبيلجة سماد بدر الحراتـــــــــــــــــه
أقيف عند بابه وأمسك الصقاطــــــه
وقولها فرقك مسخ الدنيا وحلاتــــــه
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد .... وما زلنا في باب المراسيل وهو باب طويل في شعر عبد الحفيظ وقصائده ... وقد أتت قصائده مشتملة لكل أنواع المراسل والمهام المكلفة بها ....
ومنها :
يا مرسالي بوصيك أبقـــــــــــا راسي
اتوكل بالله هـــــــــــــــوان القواسي
أمش للكالفوا مندثــــــــري العباسي
البيجيك متعارض إن سمع النحاسـي
ومنها :
يا مرسالي قـــــــــوم لي زولي قولو
كفاك الشفتــــــــــو زي ما تقولو قولو
قولو الروح معاك بلا الجتة ايش فضلو
قولو قيــــد القدرة في رجلــــو انطلبو
قولو نشفان ريقو ما قــــــــــــادر يبلو
قولو أدوه الموية قـــال لي شن أكلو
قولو إكسير البلــــــــد قلعـــــــوه كلو
ونبت عـــــــود الخراب قام في محلو
والبوم والغراب غيـــــــــــل في ضلو
إن بقا غــــــــــادي من تسني تصلو
وإن بقـــــــــا في سرير النوم تدخلو
قـــــــــــــــدر ما يعتزرك لا تقبلـــــو
مخصــــــــــــــــم بالله أوعــك لا تخلو
وإن ما جبتو لا تجـــــــــــــي كلو كلو
وما زلنا في حضرة شاعرنا عبد الحفيظ ... وما زلنا نقوص في أعماق شعره الواسع ونأخذ مقتطفات منه ...
وكما ذكرنا أن عبد الحفيظ ورغم أن ظروف الحياة قد جعلته أن يكون متمدناً منذ نعومة أظافره وأن يصبح من اهل الوظيفة وبالتالي يرتحل خارج تلك الديار التي يعشقها ويعشق أهلها وطبيعتها التي لم تخرج من شعره ... فوجود المنطقة بكل طبيعتها وود لقاي وروعته والوديان واساميها والجزر والديسة لم تخرج من شعر عبد الحفيظ ... وكانت هي المرتكز الأساسي لوصف الحسان بها ...
وولقاي والمشرق وما يمثله من روعه وجمال وشعار للمنطقة لأنه خاص بها .. وتختص هي به ... لم يخرج من شعر عبد الحفيظ ...
قال :
شتيلة المشرق أب عســـلاً ينقع
الفسل حراسة حامينـــا الموقــع
الشايل صبيطك مايـــل ومتفــدع
ولا رمينا ولا خلينــه النجــــــــدع
إنتي جننتي العقل ما ظنو يرجع
يحن زي حنة النوق البرضــــــــع
ومنها :
شتيلة المشـــــــــــــــــــرق الردفولك الما
الفسل حراســـــــــــــــــــة حامينا المرمه
متين يا دغســـــــــــــــــــــــــة العين نتلمه
كان بكاء كان فــــــــــــــــــرح كان اي لمه
اضحكي خلي ريحة ينشمــــــــــــــــــــــه
أضحي شان نشوف سنونك في الضلمه
اضحي لينا شـــــــــــــان ننسى المهمه
أضحي لليتيم شـــــــــــــــان ينسى يمه
وإن شلتيه ما بكـــــــــــــــى تاني ضمه
اتنين فيكي ما بيختلفـــــــــــــــــوا ضمه
أوصافك جميعه توافــــــــــــــــــق النمه
ونعرج في نفس المنحي وشتيلة المشرق ومشتول الرباطاب ... وبابكر عبد الحفيظ محمد أحمد إبن الشاعر ... وفي حرب الكنقو عندما كان في الجيش ... وبرفقة رفيقه عمنا إبراهيم السويسي وعندما تذكر البلد وأهلها لم يخرج من النهج وقال :
مشتول أبو حمد كسرو القصون لي زربو
حراســـــــــــــــو مريوق جنبو ما بيفطربو
يا إبراهيم أخـــــــــوي قوماك نعقب دربو
كجي مبيتنا نســـــري العقدة كان نعتبرو
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمد أحمد ...
وكما ذكرنا تمسك عبد الحفيظ بمنطقة الرباطاب وطبيعتها في أشعاره ... التي لم تخرج منها الوديان والجزر والديسة وغيرها ... وإستعالها لها في قصائده للتشبيه ...
فيقول :
دويسة الفالق الما بتعام مصنــك
التماسيك من الـــوز يحرسنـــــك
طيور الجنة كل ليــــــــــل يمسنك
ب توب الدلال والريـــــــــد كسنك
اريتن كان غشنـــــــي وحدسنك
وبالنضم البريـــــــــــــدو يونسك
من جهل الصغر أماتـك ما وصنك
فطيمات الرضاعــــــــــــة يآلفنك
إن وقع التوب ضفايرك يدسنــــك
السنة الشعـــــــــــر لو أوصفنك
يلقن ديــك فرقـــــــــــا شته منك
معاهـــــن ما بتعيلي ان شتمنــك
جاراتك بدهن كـــــــــل حين ينجك
ودوب ما جيتي ما قـــادرات يرجنك
وبي حسن السيرة نسجن وتوجنك
ويقول :
دويسة الفالـــــق البرطـــن فروده
البشــــــــرط دوده بالشقين يحوده
تحت لي أم عقارب وفــــوق حدوده
أهل المملكـــــــــة والعـــــز جدوده
أبواتك تخوجل فـــــوق عروضــــــــه
ونواصل مع عبد الحفيظ ... وعتامير أبو حمد ووديانها التي لم تخرج من شعره ....
يقول :
البراقو زنقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
الهرج حس رعدو وسحابو دائماً يمشي ريقان
وعتمور أبو حمد أنا عليك حد عمري عشـــقان
قلقان في رقادي أنا ديمة قلقــــــــــــــــــــان
أكان ما نيرانه أنا بي دمعي غرقـــــــــــــــــان
وكان ما دمعي أنا بي نيرانه حرقــــــــــــــــان
مدبورة القدم ما فيها سيقــــــــــــــــــــــــان
سابل ديســــــــــــــــة ما سولو قيقـــــــــان
دي جوهرة الانجليز الحارسة الجــــــــــــــــان
ومنها
البــــــــــــــــــــــــــــــراقو إبتسم
اتقرن سحابـــــــــو ودعاشـو نسم
من نــار فرقـتك علي النـــوم مقسم
ومنها :
قشيش نومي أب سبحاتن بكــلو
البلا رد النعام مال مايطلــــــــــــو
يا مرسالي قوم لي زولي قولــو
كفاك الشفتو زي ما تقولو قولــــو
ومنها :
قشيش نص الخلاء البراقو يبهــــر
التسند عربو فوق العالي تسهـــر
ومنها :
قشيش نومي اب سحيباتن يكرن
وطول الليــــل براريقن يــــــــــورن
مجلوب خيــــرو بالوديان مقــــــرن
وما زلنا في حضرة الشاعر عبد الحفيظ محمدأحمد وسيرته الذاتية ..
عبد الحفيظ محمد أحمد ورغم أن معظم قصائده كانت في جانب الشعر الغزلي إلا أنه لم يكن من أهل المجون ... وكان متمسك دينيا ... وكان أنصاري التوجه ... ويتمسك بالطريقة الانصارية على نهج الأمام المهدي ... كما أنه قد حج إلى بيت الله في خمسينات القرن الماضي وستيناته ....
كما أن عبد الحفيظ محمد أحمد من حفظة كتاب الله ... وقد حفظ القرآن بخلاوي المجاذيب بالدامر ... وقد أقام كرامة كبيرة بمسقط رأسه بقرية العبيداب بمناسبة حفظه للقرآن ...
عبد الحفيظ له باب باسم باب التوبة ... أتت قصائده وهو يعلن التوبه عن الشعر ولا يستطيع ... فيقول ...
بعد التوبه أنـــــــــــا وقلبي أختلفنة
ومن فارقني لليوم ما اتشاوفنـــــة
والسبب ست الجمال الفوقه حفنة
حسنك فاق على شوفنا ووصفنـــة
ويقول :
بعد شيب النواصـــــــــــي زمنا ولا
والعينين لقيتن شوفــــــــــــن قلـه
يا براق الانبياء البكسوهــــــا حله
بشوف حبل الوصـــال بيناتنا اتحله
الرسول ياريلة لا تنســي الت الله
بعد يومين تلاته أدينــــــــه طلــــــه
شان الروح تروق والريق ينبلـــــه
تاني عوضنا فيكـــــــــــــن هلا هلا
وقال
فيما مضى يــــــــــــــــــــا رب توبة
وقيعك بالبناء البيت طوبـــــة طوبــة
والكعبة المن عزاب النار ينجوبـــــة
تمحا شقاوتي أنا الفي اللوح مكتوبة
طول الليل معاهن في البادوبــــــــــة
القلب قال لي مفتـــــــوح باب التوبة
الرسول من هســـع لا تسويلك توبة
قتلو ما دام ريلة لافــــــــــوق قيلوبة
عقب الريدة أخير نقفـــــــــــل دروبة
أما عقارب بي وراهـــــا لقيتة سوبة
والبلد بي قفاهــــــــــا الآخر مقلوبة
الناس في محن عدمانة صوبـــــــــة
والغنم نفرت جناها وأبت اللوبـــــــة
سبعين جيبوها يا التور ود قلوبـــــة
التصوم السنة على قرضة ولالوبـة
البشارة .. الذاكي قال لي ادلــوبة
بشارة للكبار يتباشروبـــــــــــــــــة
وبشارة للصغــــــــــــــار يتبارجوبة
بشارة قيقــــــــي كرقسنا وغروبة
البحر مشا والمطـــر نزلت محلوبة
والبلد رقدت خريف لي جرف اللوبة
ونواصل في شعر عبدالحفيظ محمد أحمد ...
والدامر المدينة ... والعشير الحي ... والجيرة والجيران .... والتواصل والخوة ... وكانن يسكنن بالقرب منهم ... وكان يطلق عليهن إسم الجديات .... وعندما عاد من أحد مامورياته في مصلحة المساحة التي تطول بعض الشي .. لم يجدهن ... والجديات رحلن ... فقال :
الليل يا جــــديات وين مقيلكن
الزمن فرقنا قمتن بي تلقيكن
وتاني الزمن ما بجيب مثيلكن
دايماً تضحكن ناعلات نعيلكن
وما فيكن لكن ناعلان نعيلكن
لقيت عيني بكن ناعلات نعيلكن
على النجم اشتكن ناعلات نعيلكن
الرحمة تطلكن ناعلات نعيلكن
وتبعد شركن ناعلات نعيلكن
تعالن أقولكن ناعلات نعليكن
شوية كده اتكن ناعلان نعيلكن
أنا الفي سجن قيد الهوان أحماني أجيكن
كفاي الجتة لكن روحي هيلكن
إ
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
مواضيع مماثلة
» صور الرباطاب
» نسب الرباطاب وتاريخهم
» الرباطاب على الفيس بوك
» تعالوا نضحك مع نكات الرباطاب
» الإدارة الأهلية في منطقة الرباطاب
» نسب الرباطاب وتاريخهم
» الرباطاب على الفيس بوك
» تعالوا نضحك مع نكات الرباطاب
» الإدارة الأهلية في منطقة الرباطاب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى