متى نصر الله ؟ خطبة جمعة
صفحة 1 من اصل 1
متى نصر الله ؟ خطبة جمعة
الحمد
لله رب العالمين يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير
، وأشهد الا اله الا الله نصير المظلومين وقاهر الطغاة والظالمين واشهد ان
نبينا محمدا عبده ورسوله إمام العادلين وسيد الأنبياء والمرسلين صلوات ربي
وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم
الدين
أما بعد ؛
فأوصيكم
أيها المسلمون بتقوى الله فهي العاصمة من الزلات والحافظة من الفتن
المهلكات "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا
الله إن الله خبير بما تعملون .
معاشر المؤمنين
لايزال الحكم
الظالم في سوريا يمارس عدوانه وظلمه بالشعب السوري الصامد ، ولاتزال حنوده
وأمنه وعصاباته تمارس القتل الهمجي والابادة الوحشية المنظمة ضد الابرياء
العزل ولاتزال العصابات الطائفية الموالية له تمارس العدوان والطغيان
والمذابح ضد الاطفال والنساء والعجائز بصور بشعة تتعفف عنها هجمات التتار
وعصابات الاجرام ،بيوت تهدم على رؤوس اصحابها ، اطفال ونساء يذبحون ذبحا
وتقطع أوصالهم بوحشية بالغة ودناءة وضيعة تتجاوز مبررات القتال العسكري الى
حرب ابادة طائفية حاقدة ، يصدق فيهم قول الحق :" ومن الناس من يعجبك قوله
في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ، وإذا تولى
سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ، وإذا
قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "(البقرة
204-206)
معاشر المؤمنين
كل يوم يمر وقلوبنا تخفق بالخوف والقلق
على مآسي الشعب السوري ، وتتألم مع كل خبر عن مقتل فئة منهم،وألسنتا تلهج
بالدعاء لله جلّ وعلا بأن يفرج كربتهم وينصرهم على عدوهم ، وأياديكم تتواصل
بالدعم لهم ، ويتساءل بعضنا متى نصر الله ؟ فقد طال ليل الظالمين وتمادوا
في غيّهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، فمتى يصب عليهم ربي سوط
عذاب؟ فهو تعالى للظالمين بالمرصاد
ونتأمل
في كتاب الله فنجد لمثل هذا الاستعجال لنصر الله آيات بينات وقصص واعظات ،
قال تعالى :" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من
قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى
نصر الله ألا إن نصر الله قريب "(البقرة214) أي يستفتحون على أعدائهم
ويدعون بقرب الفرج والمخرج عند ضيق الحال والشدة . { ألا إن نصر الله قريب } كما قال تعالى { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } وكما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها ولهذا قال سبحانه {ألا إن نصر الله قريب} .وقال تعالى في موضع آخر:{حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين}(يوسف
111) روى عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت له وهو يسألها عن قول الله
تعالى " حتى إذا استيأس الرسل " قال : قلت :أكذبوا أم كذّبوا ؟ قالت عائشة
:"كذبوا "، قلت :فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن ؟ قالت :" أجل
لعمري لقد استيقنوا بذلك ، فقلت لها " وظنوا أنهم قد كذبوا " قالت :"معاذ
الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها "، قلت فما هذه الآية ؟ قالت :"هم أتباع
الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر "
حتى إذا استيأس الرسل " ممن كذبهم من قومهم ، وظنت الرسل أن أتباعهم قد
كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك . وقال الترمذي الحكيم : وجهه عندنا أن
الرسل كانت تخاف بعد ما وعد الله النصر , لا من تهمة لوعد الله , ولكن
لتهمة النفوس أن تكون قد أحدثت , حدثا ينقض ذلك الشرط والعهد الذي عهد
إليهم ; فكانت إذا طالت عليهم المدة دخلهم الإياس والظنون من هذا الوجه .
معاشر المؤمنين
من
تأمل في تتابع الاحداث وطول أمد المأساة وجد لذلك حكما تكشفت ومنحا تنزلت
من وراء لهيب المحن ، ولله الحكمة البالغة ، ولايعني ذلك رضانا بطولها بل
والله اننا لنترقب كل يوم أن يتنزل نصر الله للمؤمنين وعقابه بالظالمين ،
ولكننا أمرنا بالتدبر والتأمل لنستكشف لطف الله وآياته في الاحداث والمحن ،
كما قال تعالى :" ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض " .
فمن ذلك –عبادالله- أن الشعب السوري قد أيئس من جهود ونصرة البشر ،لافي
جامعة عربية ولامنظمات دولية ولافي دول غربية ،بعد أن تكشفت الحقائق وظهر
التواطؤ واتضح ان نصرتهم لم تعدو تصريحات اعلامية ومواقف صحفية ، فأيقن
السوريون الّا نصير لهم الا الله ،ولامعين لهم الا الله ،ولاولي لهم الا
الله فتعالت بآيات الله حناجرهم وأيقنت بها قلوبهم ورردوا صغارا وكبارا :{وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}
(آل عمران 126) فهو ذو العزة التي لا ترام والحكمة في قدره والإحكام ، وفي
هذا خير كثير بل هو من أسباب استجلاب النصر من العزيز الحكيم ، الاّ تتعلق
القلوب الا بالله ولاتطلب النصر الا من الله بعد ان تستوفي أسبابه المادية
والمعنوية امتثالا لأمر الله تعالى :{وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل} عندها يتنزل النصر فهو قريب بوعد الله "الا إن نصر الله قريب .
معاشر المؤمنين
ومن الحكم التي ظهرت أن سبل الظالمين قد كشفت ، وأنّ سبل المجرمين قد استبانت ، سقطت في محنة الشعب السوري أقنعة الزيف والبهتان ، ودعاوى الزور والبطلان ، ممن تلبّسوا بلباس المقاومة للصهاينة وارتدوا رداء الدفاع عن الامة وتصدوا لقضايا الشعوب المظلومة ،
وإذا بالحقائق تتكشف والزور يتساقط والباطل يدمغ ، كما قال تعالى :{ولتستبين سبيل المجرمين} فانكشفت سوءاتهم عن حقد طائفي مستحكم
، وغل تاريخي متمكن ، فاجتمعت احزاب الباطل والشيطان لتفتك بالابرياء
وتنصر الظالم على المظلوم ، فانتبهت الشعوب المسلمة من غفلتها ، وصحت من
رقدتها، واستبانت سبيل المؤمنين وكشفت سبل المجرمين ، وادركت ان دعاوى
التعايش وأوهام الوئام لديهم كانت سرابا خادعا ومكرا خبيثا ومكروا مكرهم
وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ، وهذه الاستبانة وهذا
الوعي لهو خير ساقه الله لهذه الامة المرحومة ليحيّى من حيّ عن بينة ويهلك
من هلك عن بينة ، وتعلم اعداء الداخل فتحذر كيدهم ، كما حذرت اعداء الخارج
فواجهتهم .
ومن الحكم –عبادالله-ان تعالت اصوات الشعب السوري
للعودة الى الله وتوثيق الصلة به جلّ وعلا ، يتواصون بينهم بالحق والصبر ،
ويستعينون على مصابهم وجهادهم بالصبر والصلاة ، وأدركوا ألاّ ملجأ من الله
إلاّ اليه ، وأن النصر إنما يستجلب بطاعة الله ومرضاته واجتناب معاصيه ،
امتثالا لقول الله تعالى :" ولينصرّن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"،
فكان في ذلك خيرا كثيرا يبعث الامل في نصر الله وفتحه .
نسأل الله بقوته
وعزته أن يعجّل نصره القريب وفتحه المبين لعباده المؤمنين وأولياءه
المتقين ، وأن يهزم الطغاة الظالمين فهو القوي المتين وهو الحق المبين ،
اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين
لقد
تكشفت لدى الشعب السوري المرابط قيم جليلة وخصال جميلة ، من التكافل
والتراحم ، والتعاون والايثار ، يأوي بعضهم بعضا ويتقاسمون لقمة العيش
والمأوى ، يواسون بعضهم يضمدون جرحاهم ويداون مرضاهم ويأون لاجأهم ويغيثون
ملهوفهم ، على قلة ذات اليد حتى شارك الاغنياء الفقراء فقرهم مما أنفقواه
في سبيل الله ، كما ظهرت صور مشرقة من التضحية والفداء ، شباب في عمر
الزهور يتقدمون للشهادة في سبيل الله بشجاعة وإقدام ، وأب يبشّر زوجته
بقوله : أبشري ياإمرأة فقد استشهد أبننا ، فتحمد الله وتكبرّ وتهلل مسرورة
فرحة ، أطفال صغار لم يبلغوا بعد يتحدثون بلسان فصيح من الشجاعة والاباء ،
يخاطبون الحاكم الظالم بكلام القادة الشجعان ، يتحدونه ويتوعدونه ، معلنين
له ولجنده وحزبه ألاّ رجعة عن طريق الثورة ضد الظلم والطغيان ، لاسترداد
الحرية والكرامة للشعب السوري ،
فحري
بنا عباد الله أن نستبشر بنصر الله على الرغم من اشتداد المحن ، وأن نواصل
دعم الشعب السوري لينال كرامته وحريته ، ويدفع عن الامة مكر الحاقدين
وتدبير الماكرين " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "
لله رب العالمين يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير
، وأشهد الا اله الا الله نصير المظلومين وقاهر الطغاة والظالمين واشهد ان
نبينا محمدا عبده ورسوله إمام العادلين وسيد الأنبياء والمرسلين صلوات ربي
وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان الى يوم
الدين
أما بعد ؛
فأوصيكم
أيها المسلمون بتقوى الله فهي العاصمة من الزلات والحافظة من الفتن
المهلكات "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا
الله إن الله خبير بما تعملون .
معاشر المؤمنين
لايزال الحكم
الظالم في سوريا يمارس عدوانه وظلمه بالشعب السوري الصامد ، ولاتزال حنوده
وأمنه وعصاباته تمارس القتل الهمجي والابادة الوحشية المنظمة ضد الابرياء
العزل ولاتزال العصابات الطائفية الموالية له تمارس العدوان والطغيان
والمذابح ضد الاطفال والنساء والعجائز بصور بشعة تتعفف عنها هجمات التتار
وعصابات الاجرام ،بيوت تهدم على رؤوس اصحابها ، اطفال ونساء يذبحون ذبحا
وتقطع أوصالهم بوحشية بالغة ودناءة وضيعة تتجاوز مبررات القتال العسكري الى
حرب ابادة طائفية حاقدة ، يصدق فيهم قول الحق :" ومن الناس من يعجبك قوله
في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ، وإذا تولى
سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ، وإذا
قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد "(البقرة
204-206)
معاشر المؤمنين
كل يوم يمر وقلوبنا تخفق بالخوف والقلق
على مآسي الشعب السوري ، وتتألم مع كل خبر عن مقتل فئة منهم،وألسنتا تلهج
بالدعاء لله جلّ وعلا بأن يفرج كربتهم وينصرهم على عدوهم ، وأياديكم تتواصل
بالدعم لهم ، ويتساءل بعضنا متى نصر الله ؟ فقد طال ليل الظالمين وتمادوا
في غيّهم طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، فمتى يصب عليهم ربي سوط
عذاب؟ فهو تعالى للظالمين بالمرصاد
ونتأمل
في كتاب الله فنجد لمثل هذا الاستعجال لنصر الله آيات بينات وقصص واعظات ،
قال تعالى :" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من
قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى
نصر الله ألا إن نصر الله قريب "(البقرة214) أي يستفتحون على أعدائهم
ويدعون بقرب الفرج والمخرج عند ضيق الحال والشدة . { ألا إن نصر الله قريب } كما قال تعالى { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } وكما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها ولهذا قال سبحانه {ألا إن نصر الله قريب} .وقال تعالى في موضع آخر:{حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين}(يوسف
111) روى عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت له وهو يسألها عن قول الله
تعالى " حتى إذا استيأس الرسل " قال : قلت :أكذبوا أم كذّبوا ؟ قالت عائشة
:"كذبوا "، قلت :فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن ؟ قالت :" أجل
لعمري لقد استيقنوا بذلك ، فقلت لها " وظنوا أنهم قد كذبوا " قالت :"معاذ
الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها "، قلت فما هذه الآية ؟ قالت :"هم أتباع
الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر "
حتى إذا استيأس الرسل " ممن كذبهم من قومهم ، وظنت الرسل أن أتباعهم قد
كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك . وقال الترمذي الحكيم : وجهه عندنا أن
الرسل كانت تخاف بعد ما وعد الله النصر , لا من تهمة لوعد الله , ولكن
لتهمة النفوس أن تكون قد أحدثت , حدثا ينقض ذلك الشرط والعهد الذي عهد
إليهم ; فكانت إذا طالت عليهم المدة دخلهم الإياس والظنون من هذا الوجه .
معاشر المؤمنين
من
تأمل في تتابع الاحداث وطول أمد المأساة وجد لذلك حكما تكشفت ومنحا تنزلت
من وراء لهيب المحن ، ولله الحكمة البالغة ، ولايعني ذلك رضانا بطولها بل
والله اننا لنترقب كل يوم أن يتنزل نصر الله للمؤمنين وعقابه بالظالمين ،
ولكننا أمرنا بالتدبر والتأمل لنستكشف لطف الله وآياته في الاحداث والمحن ،
كما قال تعالى :" ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض " .
فمن ذلك –عبادالله- أن الشعب السوري قد أيئس من جهود ونصرة البشر ،لافي
جامعة عربية ولامنظمات دولية ولافي دول غربية ،بعد أن تكشفت الحقائق وظهر
التواطؤ واتضح ان نصرتهم لم تعدو تصريحات اعلامية ومواقف صحفية ، فأيقن
السوريون الّا نصير لهم الا الله ،ولامعين لهم الا الله ،ولاولي لهم الا
الله فتعالت بآيات الله حناجرهم وأيقنت بها قلوبهم ورردوا صغارا وكبارا :{وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}
(آل عمران 126) فهو ذو العزة التي لا ترام والحكمة في قدره والإحكام ، وفي
هذا خير كثير بل هو من أسباب استجلاب النصر من العزيز الحكيم ، الاّ تتعلق
القلوب الا بالله ولاتطلب النصر الا من الله بعد ان تستوفي أسبابه المادية
والمعنوية امتثالا لأمر الله تعالى :{وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل} عندها يتنزل النصر فهو قريب بوعد الله "الا إن نصر الله قريب .
معاشر المؤمنين
ومن الحكم التي ظهرت أن سبل الظالمين قد كشفت ، وأنّ سبل المجرمين قد استبانت ، سقطت في محنة الشعب السوري أقنعة الزيف والبهتان ، ودعاوى الزور والبطلان ، ممن تلبّسوا بلباس المقاومة للصهاينة وارتدوا رداء الدفاع عن الامة وتصدوا لقضايا الشعوب المظلومة ،
وإذا بالحقائق تتكشف والزور يتساقط والباطل يدمغ ، كما قال تعالى :{ولتستبين سبيل المجرمين} فانكشفت سوءاتهم عن حقد طائفي مستحكم
، وغل تاريخي متمكن ، فاجتمعت احزاب الباطل والشيطان لتفتك بالابرياء
وتنصر الظالم على المظلوم ، فانتبهت الشعوب المسلمة من غفلتها ، وصحت من
رقدتها، واستبانت سبيل المؤمنين وكشفت سبل المجرمين ، وادركت ان دعاوى
التعايش وأوهام الوئام لديهم كانت سرابا خادعا ومكرا خبيثا ومكروا مكرهم
وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ، وهذه الاستبانة وهذا
الوعي لهو خير ساقه الله لهذه الامة المرحومة ليحيّى من حيّ عن بينة ويهلك
من هلك عن بينة ، وتعلم اعداء الداخل فتحذر كيدهم ، كما حذرت اعداء الخارج
فواجهتهم .
ومن الحكم –عبادالله-ان تعالت اصوات الشعب السوري
للعودة الى الله وتوثيق الصلة به جلّ وعلا ، يتواصون بينهم بالحق والصبر ،
ويستعينون على مصابهم وجهادهم بالصبر والصلاة ، وأدركوا ألاّ ملجأ من الله
إلاّ اليه ، وأن النصر إنما يستجلب بطاعة الله ومرضاته واجتناب معاصيه ،
امتثالا لقول الله تعالى :" ولينصرّن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"،
فكان في ذلك خيرا كثيرا يبعث الامل في نصر الله وفتحه .
نسأل الله بقوته
وعزته أن يعجّل نصره القريب وفتحه المبين لعباده المؤمنين وأولياءه
المتقين ، وأن يهزم الطغاة الظالمين فهو القوي المتين وهو الحق المبين ،
اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين
لقد
تكشفت لدى الشعب السوري المرابط قيم جليلة وخصال جميلة ، من التكافل
والتراحم ، والتعاون والايثار ، يأوي بعضهم بعضا ويتقاسمون لقمة العيش
والمأوى ، يواسون بعضهم يضمدون جرحاهم ويداون مرضاهم ويأون لاجأهم ويغيثون
ملهوفهم ، على قلة ذات اليد حتى شارك الاغنياء الفقراء فقرهم مما أنفقواه
في سبيل الله ، كما ظهرت صور مشرقة من التضحية والفداء ، شباب في عمر
الزهور يتقدمون للشهادة في سبيل الله بشجاعة وإقدام ، وأب يبشّر زوجته
بقوله : أبشري ياإمرأة فقد استشهد أبننا ، فتحمد الله وتكبرّ وتهلل مسرورة
فرحة ، أطفال صغار لم يبلغوا بعد يتحدثون بلسان فصيح من الشجاعة والاباء ،
يخاطبون الحاكم الظالم بكلام القادة الشجعان ، يتحدونه ويتوعدونه ، معلنين
له ولجنده وحزبه ألاّ رجعة عن طريق الثورة ضد الظلم والطغيان ، لاسترداد
الحرية والكرامة للشعب السوري ،
فحري
بنا عباد الله أن نستبشر بنصر الله على الرغم من اشتداد المحن ، وأن نواصل
دعم الشعب السوري لينال كرامته وحريته ، ويدفع عن الامة مكر الحاقدين
وتدبير الماكرين " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "
عدل سابقا من قبل أمة الله في الخميس 19 أبريل 2012 - 11:07 عدل 1 مرات (السبب : تعديل كلمة مصرالى نصر في العنوان)
عبدالحق شريف الرباطابي- المدير العام
-
عدد المساهمات : 556
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
العمر : 36
الموقع : السودان
مواضيع مماثلة
» خطبة لآخر جمعة في رمضان
» من خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته العضباء
» خطبة الحمعه اغزنا الله بالاسلام / شريف ابراهيم 6 /7 /2012 م
» خطبة الجمعه (الابزكر الله تطمان القلون ) شريف ابراهيم : شندى 18 محرم 1435 هجريه
» الجزء الخامس من كتاب المغازي رواية يونس بن بكير عن محمد بن اسحق
» من خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته العضباء
» خطبة الحمعه اغزنا الله بالاسلام / شريف ابراهيم 6 /7 /2012 م
» خطبة الجمعه (الابزكر الله تطمان القلون ) شريف ابراهيم : شندى 18 محرم 1435 هجريه
» الجزء الخامس من كتاب المغازي رواية يونس بن بكير عن محمد بن اسحق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى