صدمات الحب القوية أو ما يسميه العامة (الشاكوش) قصص

صدمات
الحب القوية أو ما يسميه العامة (الشاكوش) غالبا ما يكون في بدايات مرحلة
الشباب و قد تكون من القوة بمكان بأن تطيح بالعقل كله و التاريخ مليء بهكذا
قصص و أذكر انه عندما لم يجدوا لقيس حلا ذهبوا به الي مكة و الي الكعبة
الشريفة و طلبوا منه أن يدعو الله أن يشفيه من عشق ليلي فرفع يده الي
السماء و قال اللهم زدني حبا في ليلي . و عندما رأوا جحشا صغيرا مرة سالوه .
ما هذا يا قيس فرد عليهم أنها ليلي . فلم يعد يري احدا في الكون سوي ليلي و
من المآسي أن صور هؤلاء أبطالا في الأدب العربي رغم أنهم أباطيل الادب
العربي و لا أشك في أن قيس كان مصابا بالمس الشيطاني و نعرف أن مداخل
الشيطان أربعة هي 1- العشق الشديد 2- الخوف الشديد 3- الغفلةالشديدة 4-
الأنكباب علي الشهوات . و قيس كان مصابا بالعشق المبالغ .

لذلك فهذه الصدمات القاتلة تؤدي الي تحول هائل في مجري حياة الانسان . و العقاب من جنس العمل . فعندما يتمادي الانسان في حبه لفتاة و يصبح مسلوب الأرادة أمام عينيها البراقتين و المكرزتين بالحليب و العسل الاسود و يحملق في ذلك الوجه القمري الدافئ و تلك الخدود الوردية الممتلئة و ينسي نفسه و ينسي عمله و ينسي دروسه و ينسي واجباته تجاه نفسه و أهله و دينه ومجتمعه . عندها يكون الأنسان قد أنحرف عن مهمته الحياة . وحينها تتدخل العناية الألهية فالله سبحانه و تعالي لم يخلقنا لذلك (و ما خلقت الجن و الأنس ألا ليعبدون ) لذلك لا ينجح أبدا حب متطرف و هنا يأتي الجزاء من جنس العمل فيسلط الله قدرته عليه فتجد فجاة أن الفتاة قد خفت لهيب حبها لهذا الشاب وارتبطت بشاب آخر لتقع عليه كالصاعقة (قال الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-: "القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فأيما قلب أراد أن يقيمه أقامه، وأيما قلب أراد أن يزيغه أزاغه" فقلبك ليس في يدك.. لذا يفقد عقله أحيانا و أحيانا يحب الله هذا الشاب و يريد ان يهديه السبيل فتكون هذه الصدمة اكتشاف جديد للنفس . تجده يتالم و يحترق و قد يمرض احيانا لكن تمر الريح في النهاية و يعيد الشاب ترتيب اوراقه من جديد ليبدا مسيرة جديدة في حياته أكتسب فيها خبرة هائلة و يبدا في التخطيط و الاستفادة من الوقت الذي كان مهدرا لينطلق كالسهم بقوة من نجاح الي نجاح ليحول ذلك الفشل الي نجاح باهر في الحياة ليتربع بعدها مكانا مرموقا لم يكن ليحلم به لو كان ما زال في غيه . أمثال هؤلاء يحبهم الله سبحانه و تعالي و الله لا يبتلي ألا من يحب لذا .

أخي المشوكش مهما حدث فلا تبكي .. أبتسم بل دع الدنيا تبكي .. لاتحزن .. نعم لا تبكي كما بكي نزار قباني:

علمني حبك أن أحزن ...
و أنا محتاج منذ عصور
لأمرأة تجعلني أحزن ..
لأمرأة ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور.
لا يا نزار .. المشوكشين . رجــــــــــال لا تزيدهم المسامير ألا ثباتا . لا مجال للحزن ..عند الفشل لا تبكي .. عند الرحيل لا تبكي .. عند الشعور بالألم لا تبكي .. عند نهاية كل شيء لا تبكي .. عندما تسير الأمور كما نشاء أو كما لا نشاء فلا تبكي .. عندما تعاندنا الدنيا و تلعب ضدنا ..لا تبكي .. و عندما لا يحالفنا الحظ و عندما يرحل عنا من نحب فلا تبكي ..
ألم تسمع الشابي :
و أسير في دنيا المشاعر حالما غردا ..
و تلك سعادة الشعراء.
أصغي لموسيقي الحياة ووحيها...
و اذيب روح الكون في أنشائي.

. نستسلم للأحزان ..نفقد الأمل ..و ننسي الأحلام و الآمال . و نصاحب الأوهام . و كأن الدنيا رحلت برحيله .. لماذا ؟ دع بعد كل دمعة بسمة .. و تأمل لكل فراق لقاء قريب
.. قال تعالي ( ولقد خلقنا الأنسان في كبد ) .. في مشقة .. لنعش الدنيا
بحلوها و مرها متفائلين .. بحزنها و فرحها .. بنجاحها و فشلها .. بدموعها و أبتساماتها بعرقها و كدها و شقائها و تنهداتها الحلوة و المرة .. تذوق طعم الدموع لتشعر بحلاوة البسمة .. و ذق طعم التعب لتشعر بحلاوة الراحة .

و أقول للقدر الذي لا ينثني...
عن حرب آمالي بكل بلاء.
لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي...
موج الأسي و عواصف الازراء.
فاهدم فؤادي ماستطعت فأنه...
سيكون مثل الصخرة الصماء.
لا يعرف الشكوي الذليلة و البكا...
و ضراعة الأطفال و الضعفاء.
و يعيش جبارا يحدق دائما...
بالفجر بالفجر الجميل النائي.
عليك أن تفشل لتتعلم خطوات النجاح . عليك أن تقع لتتعلم كيف تقف و تكمل المشوار كالطفل يحبو و يقف و يقع و من ثم يعاود المشوار فيقع و لا يستسلم حتي يمشي واثق الخطوة ملكا ضاحكا تزغرد له أمه .. هكذا الحياة . أمشي .... أمشي ........أمشي .... حتي و لو كانت مزروعة بالأشواك .. دس عليها وازرع مكانها الأزهار .
سأظل أمشي رغم ذلك عازفا ...
غيثارتي مترنما لغنائي.
أمشي بروح حالم متوهج...
في ظلمة الآلام و الأدواء.
النور في قلبي و بين جوانحي...
فعلام أخشي السير في الظلماء.
أني أنا الناي الذي لا تنتهي...
أنغامه ما دام في الأحياء.
و أنا الخضم الرحب ليس تزيده...

ألا حياتا سطوة الأنواء .

ما هذا يا شابي .. علمنا أيها الأسطورة .. علمنا كيف نحب .....علمنا كيف نعيش حياة الأبدية ...علمنا كيف نصيغ جزور الأحلام الوردية .

أذا رحل الحبيب فانساه .. أذا أردت .. و ليزد حبك له أذا اردت .. ستصبح عند ذلك كبيرا .. و سيصبح هو الخاسر ألم تسمع بقول الله تعالي:
( عسي أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي أن تحبو شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون )
.. فجراحك بقربك ..فاضمد جراحك و لا تنتظر من أحد ان يضمدها .. قد تنزل دموعك أنهارا .. ويكبر حزنك حتي يصبح أشجار ..لكن ذلك لا يعني أنك ضعيف .. بل أنك أنسان مرهف الحس . عبق السحر ... شهي الكبرياء .. لتكن دموعك لمن يستحقها .. و لا أعتقد أن من يستحقها.. قادر أو يرضي بأن يراها تزرف نهرا .. الحياة كتاب ملئ بالصور و الفصول و الألوان و الحكايات . فاختر الأفضل و سر .. تخير مبادئك .. و تمسك بها .. و لا تأبه لأحد حتي و لو صرت وحيدا .. فالوحدة أفضل من أن تعيش عكس تيار ضميرك لأرضاء غيرك .. سر ..أنظر الي الأمام .. منتصب القامة .. مرفوع الهامة .. عزيزا مكرما بأنسانيتك .. دع الدنيا تبكي من هول أبتسامتك ..
أني أقول لهم ووجهي مشرق
و علي شفاهي بسمة أستهزاء
أن المعاول لا تهد مناكبي
و النار لا تأتي علي أعضائي
فارموا الي النار الحشائش والعبوا
يا معشر الأطفال تحت سمائي
و أذا تمردت العواصف و أنتشي
بالهول قلب القبة الزرقاء
و رأيتموني طائرا مترنما
فوق الزوابع في الفضاء النائي
فارموا علي ظلي الحجارة واختفوا
خوف الرياح الهوج و الأنواء .
فأبكوا ..... أبتسموا ... أنسوا .... واضحكوا ....وعيشوا .. تحابوا .. وأزدادو حبا ... و أذرفوا دموعا ... وامسحوا دموع الآخرين .....
و يا جبل ما يهزك ريح.