حوار بين ليفني ومبارك بشأن غزة (1)
صفحة 1 من اصل 1
حوار بين ليفني ومبارك بشأن غزة (1)
حوار بين ليفني ومبارك بشأن غزة (1)
هَلاَّ مُبَارَكُ زِدْتَنَا ... مِنْ فَضْلِ خَيْرِكُمُ الدَّفِينْ
فَلْتُعْطِنَا مِنْ لَحْمِ غَزْ ... ـزَةَ مِنْ دِمَاءِ المُسْلِمِينْ
* * *
أَظَنَنْتِ - لِفْنِي - أَنَّنِي ... عَنْ نَصْرِكُمْ أَبَدًا أَلِينْ
أَنَا حَرْبَةٌ فِي سَاعِدَيْـ ... ـكِ مَتَى رَمَيْتِ سَتُنْصَرِينْ
أَنَا كَالحِذَاءِ بِرِجْلِكُمْ ... لَكِنَّنِي لا لا أَبِينْ
أَوَمَا رَأَيْتُمْ فَجْرَتِي؟! ... صَارُوا جَمِيعًا جَائِعِينْ
وَحَرَمْتُهُمْ حَتَّى الدَّوَا ... ءَ جَعَلْتُهُمْ فِي الأَسْفَلِينْ
وَوَدِتُّ لَوْ مُنِعَ الهَوَا ... ءُ فَأَسْتَرِيحَ وَأَسْتَكِينْ
* * *
_________
(1) كتبتها أثناء الحملة الصهيونية على غزة، وقد أعلنتها ليفني من مصر، ويا لها من مأساة!
شُكْرًا مُبَارَكُ لا نُوَفْـ ... ـفِي كَلْبُنَا أَنْتَ الأَمِينْ
لَولاكَ مَا حُرِمُوا الطَّعَا ... مَ وَلا الدَّوَاءَ وَلا المُعِينْ
سَنُرِيكَ مَا يَرْوِي غَلِيـ ... ـلَكَ مِنْ دِمَاءِ المُؤْمِنِينْ
سَتَرَى الثَّكَالَى وَالطُّفُو ... لَةَ فِي الْقُبُورِ مُمَزَّقِينْ
سَنُرِيكَ أَحْلامَ الطُّفُو ... لَةِ فِي الْعَوِيلِ وَفِي الأَنِينْ
سَنُرِيكَ أَشْلاءَ الأُسُو ... دِ نُرِيكَ أَحْشَاءَ الجَنِينْ
فَاهْنَا وَلا تَحْزَنْ سَتَرْ ... وَى مِنْ دِمَاءِ المُسْلِمِينْ
* * *غزة .. لا تخرُّ مع الساجدين
أَنَا غَزَّةٌ أَيُّهَا الخَائِنُونْ ... عَبِيدَ الْيَهُودِ حُمَاةَ المُجُونْ
أَنَا غُرَّةٌ فِي جَبِينِ الإِبَاءِ ... أَنَا قِصَّةٌ كُلُّ حَرْفٍ مُبِينْ
فَشِيدُوا جِدَارًا مِنَ العَارِ صُبُّوا ... بِفُولاذِكُمْ وَاخْلِطُوا بِالمَنُونْ
وَزِيدُوا رَضِيعِي وَطِفْلِيَ جُوعًا ... وَسُمُّوا جِرَاحِي وَجُبُّوا الوَتِينْ
أَعِدُّوا طِلاَءً مِنَ الغِلِّ يَجْرِي ... بِأَعْمَاقِكُمْ فِي القُلُوبِ مَكِينْ
وَصُبُّوا رَصَاصًا عَلَى كُلِّ شِبْرٍ ... بِأَرْضِي لِقَتْلِ الثَّرَى وَالجَنِينْ
وَهَاتُوا جُيُوشَ الوَرَى مَانِعِينَ ... نَسِيمَ الهَوَاءِ وَدَمْعَ المُعِينْ
فَهَلاَّ عَلِمْتُمْ - وَبِئْسَ الجَهُولُ ... بِأَنِّي لِنَهْرِ الإِبَاءِ مَعِينْ
وَأَنِّيَ شَمْسٌ لِبَدْرِ الصُّمُودِ ... وَأَنِّي بِبَحْرِ الهَوَانِ سَفِينْ
وَأَنِّي سَجَدْتُ لِرَبٍّ رَحِيمٍ ... فَكَيْفَ أَخِرُّ مَعَ السَّاجِدِينْ؟!
وَكَيْفَ أُبَالِي وَنَزْفِي إِبَاءٌ ... وَنَزْفُ الوَرَى ذِلَّةٌ لا تَبِينْ (1)؟!
وَكَيْفَ أُبَالِي وَرَبِّي نَصِيرِي؟! ... فَصُفُّوا جُيُوشًا مِنَ العَالَمِينْ
سَأُرْضِعُ طِفْلِي إِبَاءً وَتَقْوَى ... وَعِشْقَ الشَّهَادَةِ لَسْتُ أَلِينْ
_________
(1) لا تنقطع.
أُدَاوِي مَرِيضِي دَوَاءَ الأُسُودِ ... فَإِمَّا جَسُورًا وَإِمَّا المَنُونْ
وَأَمَّا أُسُودِي فَإِيمَانُهُمْ ... يُزَلْزِلُ أَسْوَارَكُمْ وَالحُصُونْ
وَيَصْهَرُ فُولاذَكُمْ سَتَرَوْنَ ... بِأَنْقَاضِ جُدْرَانِكُمْ يَاكُلُونْ
فَجِدُّوا أَرُونِيَ طُغْيَانَكُمْ ... وَإِنِّي أُرِيكُمْ مَعَانِي اليَقِينْ
وَعَهْدَ الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ أَدُّوا ... عَلَى خِزْيِكُمْ قَدْ حَلَفْتُ اليَمِينْ
فَنَارُ الجِهَادِ وَقَدْ أُوقِدَتْ ... سَتُحْرِقُ كُلَّ ذَلِيلٍ خَؤُونْ
* * *
يا قُدْسُ صبرًا
طُفْ خَاطِرِي عَانِقِ الأَقْصَى وَلا تَهِمِ ... وَابْكِ الْبُحُورَ دَمًا وَاذْرِفْ عَلَى الْحُرُمِ
بَلِّغْ سَلامِي وَشَوْقِي وَاعْتَذِرْ لِفَتًى ... يَحْيَا أَسِيرًا فَلَمْ يَمْلِكْ سِوَى الْكَلِمِ
حَتَّى قَرِيضِي أَسِيرٌ مِثْلُ شَاعِرِهِ ... لَكِنَّ يَوْمًا سَيُضْحِي فِيهِ كَالْحِمَمِ
ثَارَ الْحَنِينُ إِلَى الأَقْصَى إِلَى قُدُسِي ... شَوْقِي وَوَجْدِيَ نِيرَانٌ مِنَ الأَلَمِ
قَدِ اسْتَحَالَ اللِّقَا وَالشَّوْقُ يَدْفَعُنِي ... وَذِي الْحُدُودُ سُجُونٌ فَارْوَ بِالْحُلُمِ
فَقَطْرُ مَاءِ الْفَتَى فِي الْبِيدِ يُنْقِذُهُ ... وَالْحُلْمُ يُسْلِيهِ فِي أَسْرٍ وَفِي الْغَمَمِ
فَاحْمِلْ ثَرَاهَا وَقَبِّلْ أَرْضَهَا وَقِفَا ... بِالصَّخْرَةِ اذْكُرْ زَمَانَ الْعِزِّ وَالْكَرَمِ
اذْكُرْ زَمَانَ صَلاحٍ وَابْكِ مِنْ زَمَنٍ ... عَلا الطُّغَاةُ وَأَهْلُ البَغْيِ فِي الأُمَمِ
قَدْ وَحَّدُوا صَفَّهُمْ؛ هَلْ كَانَ بَيْنَهُمُ ... إِلاَّ الْقَضَاءَ عَلَى الإِسْلامِ مِنْ ذِمَمِ؟!
وَالْعُرْبُ حُكَّامُهُمْ أُسْدٌ إِذَا وَقَفُوا ... ضِدَّ الشُّعُوبِ الَّتِي أَضْحَتْ كَمَا الرِّمَمِ
قَتْلٌ وَتَعْذِيبُ أَحْرَارٍ وَبَاسُهُمُ ... مَا لانَ يَوْمًا فَلا نِدٌّ لِذِي الْهِمَمِ
فَلَوْ أَتَاهُمْ صَلاحُ الدِّينِ لانْتَفَضُوا ... فَصَارَ فِي الأَسْرِ أَوْ رَدُّوهُ لِلرَّجَمِ
وَصَارَ عِنْدَهُمُ رَاسَ التَّطَرُّفِ وَالْـ ... ـإِرْهَابِ صَارَ عَمِيلاً بَاغِيَ الْحُكُمِ
أَمَّا إِذَا وُقِفُوا ضِدَّ الْيَهُودِ فَلَنْ ... تَرَاهُمُ غَيْرَ قُطْعَانٍ مِنَ الْغَنَمِ!
فَالْحَرْبُ (فَرٌّ وَفَرٌّ) عِنْدَهُمْ أَبَدًا ... جُيُوشُهُمْ دِرْعُهُمْ مِنْ ثَوْرَةِ الْعَمَمِ
هُمُ الطُّغَاةُ رُؤُوسُ الذُّلِّ كَيْدُهُمُ ... كَيْدُ الشَّيَاطِينِ أَجْسَادٌ مِنَ الظُّلُمِ
قَدْ حَارَبُوا رَايَةَ الإِسْلامِ وَاخْتَرَعُوا ... لِلْعُرْبِ رَايَاتِ طُغْيَانٍ وَذُلِّهِمِ
وَكُلَّمَا مَرَّتِ الأَيَّامُ مَا حَكَمُوا ... نَهْوِي بِأَعْمَاقِ بَحْرِ الْهُونِ وَالنِّقَمِ
طُفْ خَاطِرِي عَانِقِ الآهَاتِ مِنْ دَمِهَا ... آلامُهَا تَسْفِكُ الآهَاتِ مِنْ أَلَمِي
وَاجْعَلْهُمَا لَعْنَةً تُرْدِي الطُّغَاةَ وَمَنْ ... خَانَ الْعُهُودَ وَمَنْ يَحْيَا كَمَا النَّعَمِ
تُسَطِّرُ اليَوْمَ فِي التَّارِيخِ مَلْحَمَةً ... رَغْمَ الخِيَانَةِ وَالإِجْرَامِ وَالغَمَمِ
نِسَاؤُهَا قَدْ نَسَجْنَ العِزَّ أَرْدِيَةً ... ثَكْلَى وَأَرْمَلَةٌ حَمَّالَةُ اليُتُمِ
غَرْقَى بِبَحْرِ الأَسَى وَلا صَرِيخَ يُرَى ... صِرْنَ الْجِبَالَ مِنَ السُّلْوانِ وَالهِمَمِ
أَحْيَيْنَ عَهْدًا فَصِرْنَا اليَوْمَ نُبْصِرُهُ ... وَقَبْرُهُ كَانَ بَيْنَ الْقَصِّ وَالحُلُمِ
أَضْحَيْنَ خَنْسَاءَ فِي بَذْلٍ وَتَضْحِيَةٍ ... أَضْحَيْنَ هُنَّ لَنَا كَالنُّورِ فِي الغَسَمِ
أَهْدَيْنَ جِيلاً مِنَ الأَبْطَالِ أُمَّتَنَا ... أَرْضَعْنَهُ عِزَّةَ الأَحْرَارِ وَالصِّمَمِ
كَمْ يَحْرِقُونَ مِنَ الأَطْفَالِ فَرْحَتَهُمْ ... يُتْمٌ وَتشْرِيدٌ اوْ يَحْيَوْنَ فِي الرَّجَمِ
لَكِنْ أُولاءِ بَنُو الخَنْسَاءِ وَا عَجَبَا ... بُكَا الرَّضِيعِ زَئِيرٌ رَاعِبُ العُجُمِ
صِبْيَانُهَا كَأَسُودٍ لا تَهَابُ رَدًى ... يَا لَلْحِجَارَةِ مِنْ بَاسٍ وَمِنْ غُنُمِ!
يَا لَلأَيَادِي الَّتِي تُلْقِي بِهَا سَلِمَتْ! ... كَأَنَّهَا بِالضِّيَا تُلْقِي عَلَى الدُّهُمِ
يَا لَلنُّفُوسِ الَّتِي تُشْرَى مُضَحِّيَةً! ... يَا لَلصُّدُورِ الَّتِي تَعْرَى مِنَ الوَهَمِ!
يَا لَلْبَرَاءَةِ إِذْ ثَارَتْ مُفَزِّعَةً ... يَا لَلْقُلُوبِ الَّتِي تَصْفُو مِنَ الهَزَمِ!
شَبَابُهَا غُرَّةٌ فِي وَجْهِ أُمَّتِنَا ... كَالنَّجْمِ فِي البِيدِ أَوْ كَالْبَدْرِ فِي الْعَتَمِ
صَوْتُ القَنَابِلِ قَدْ أَضْحَى لَهُمْ طَرَبًا ... يَا أُمَّةً غَرِقَتْ فِي الرَّقْصِ وَالنَّغَمِ
عِشْقَ الشَّهَادَةِ قَدْ فَاحَتْ قُلُوبُهُمُ ... يَا أُمَّةً غَرِقَتْ فِي العِشْقِ وَالوَصَمِ
هُمْ كَالصُّقُورِ فَلَمْ تُخْطِئْ فَرَائِسَهَا ... هُمْ كَالأُسُودِ فَلَمْ تَرْهَبْ مِنَ الأُمَمِ
رُهْبَانُ لَيْلٍ لِتَعْجَبْ مِنْ مَدَامِعِهِمْ ... أَهُمْ حَمَائِمُ أَمْ أُسْدٌ لَدَى الأَجَمِ؟!
أَمْ هُمْ طَلائِعُ بِشْرٍ نَصْرُ أُمَّتِنَا ... يَمْحُونَ عَهْدًا مِنَ الأَحْزَانِ وَالنِّقَمِ
بُشْرَى النَّبِيِّ هُمُ تَحْيَا القُلُوبُ بِهِمْ ... لا يَعْبَؤُونَ بِخَوَّانٍ وَمُنْهَزِمِ
يَا قُدْسُ صَبْرًا فَذِي آهَاتُكِ اسْتَعَرَتْ ... فِي نَفْسِ كُلِّ أَبِيٍّ نَاءَ بِالضَّيَمِ
دِمَاكِ أَغْلَى عَلَى الأَحْرَارِ مِنْ دَمِهِمْ ... غَدًا تَثُورُ عَلَى الطُّغْيَانِ كَالْحِمَمِ
يَا رَبِّ مِنْ شُعَرَائِهَا عُدِدْتُ فَجُدْ ... وَاجْعَلْنِ مِنْ أُسْدِهَا فِي حَرْبِهَا الحَدَمِ
يَا رَبِّ وَارْوِ ثَرَاهَا مِنْ دِمَاءِ فَتًى ... يَرْجُو لِقَاها نَصِيرًا مُوفِيَ الذِّمَمِ
* * *
هَلاَّ مُبَارَكُ زِدْتَنَا ... مِنْ فَضْلِ خَيْرِكُمُ الدَّفِينْ
فَلْتُعْطِنَا مِنْ لَحْمِ غَزْ ... ـزَةَ مِنْ دِمَاءِ المُسْلِمِينْ
* * *
أَظَنَنْتِ - لِفْنِي - أَنَّنِي ... عَنْ نَصْرِكُمْ أَبَدًا أَلِينْ
أَنَا حَرْبَةٌ فِي سَاعِدَيْـ ... ـكِ مَتَى رَمَيْتِ سَتُنْصَرِينْ
أَنَا كَالحِذَاءِ بِرِجْلِكُمْ ... لَكِنَّنِي لا لا أَبِينْ
أَوَمَا رَأَيْتُمْ فَجْرَتِي؟! ... صَارُوا جَمِيعًا جَائِعِينْ
وَحَرَمْتُهُمْ حَتَّى الدَّوَا ... ءَ جَعَلْتُهُمْ فِي الأَسْفَلِينْ
وَوَدِتُّ لَوْ مُنِعَ الهَوَا ... ءُ فَأَسْتَرِيحَ وَأَسْتَكِينْ
* * *
_________
(1) كتبتها أثناء الحملة الصهيونية على غزة، وقد أعلنتها ليفني من مصر، ويا لها من مأساة!
شُكْرًا مُبَارَكُ لا نُوَفْـ ... ـفِي كَلْبُنَا أَنْتَ الأَمِينْ
لَولاكَ مَا حُرِمُوا الطَّعَا ... مَ وَلا الدَّوَاءَ وَلا المُعِينْ
سَنُرِيكَ مَا يَرْوِي غَلِيـ ... ـلَكَ مِنْ دِمَاءِ المُؤْمِنِينْ
سَتَرَى الثَّكَالَى وَالطُّفُو ... لَةَ فِي الْقُبُورِ مُمَزَّقِينْ
سَنُرِيكَ أَحْلامَ الطُّفُو ... لَةِ فِي الْعَوِيلِ وَفِي الأَنِينْ
سَنُرِيكَ أَشْلاءَ الأُسُو ... دِ نُرِيكَ أَحْشَاءَ الجَنِينْ
فَاهْنَا وَلا تَحْزَنْ سَتَرْ ... وَى مِنْ دِمَاءِ المُسْلِمِينْ
* * *غزة .. لا تخرُّ مع الساجدين
أَنَا غَزَّةٌ أَيُّهَا الخَائِنُونْ ... عَبِيدَ الْيَهُودِ حُمَاةَ المُجُونْ
أَنَا غُرَّةٌ فِي جَبِينِ الإِبَاءِ ... أَنَا قِصَّةٌ كُلُّ حَرْفٍ مُبِينْ
فَشِيدُوا جِدَارًا مِنَ العَارِ صُبُّوا ... بِفُولاذِكُمْ وَاخْلِطُوا بِالمَنُونْ
وَزِيدُوا رَضِيعِي وَطِفْلِيَ جُوعًا ... وَسُمُّوا جِرَاحِي وَجُبُّوا الوَتِينْ
أَعِدُّوا طِلاَءً مِنَ الغِلِّ يَجْرِي ... بِأَعْمَاقِكُمْ فِي القُلُوبِ مَكِينْ
وَصُبُّوا رَصَاصًا عَلَى كُلِّ شِبْرٍ ... بِأَرْضِي لِقَتْلِ الثَّرَى وَالجَنِينْ
وَهَاتُوا جُيُوشَ الوَرَى مَانِعِينَ ... نَسِيمَ الهَوَاءِ وَدَمْعَ المُعِينْ
فَهَلاَّ عَلِمْتُمْ - وَبِئْسَ الجَهُولُ ... بِأَنِّي لِنَهْرِ الإِبَاءِ مَعِينْ
وَأَنِّيَ شَمْسٌ لِبَدْرِ الصُّمُودِ ... وَأَنِّي بِبَحْرِ الهَوَانِ سَفِينْ
وَأَنِّي سَجَدْتُ لِرَبٍّ رَحِيمٍ ... فَكَيْفَ أَخِرُّ مَعَ السَّاجِدِينْ؟!
وَكَيْفَ أُبَالِي وَنَزْفِي إِبَاءٌ ... وَنَزْفُ الوَرَى ذِلَّةٌ لا تَبِينْ (1)؟!
وَكَيْفَ أُبَالِي وَرَبِّي نَصِيرِي؟! ... فَصُفُّوا جُيُوشًا مِنَ العَالَمِينْ
سَأُرْضِعُ طِفْلِي إِبَاءً وَتَقْوَى ... وَعِشْقَ الشَّهَادَةِ لَسْتُ أَلِينْ
_________
(1) لا تنقطع.
أُدَاوِي مَرِيضِي دَوَاءَ الأُسُودِ ... فَإِمَّا جَسُورًا وَإِمَّا المَنُونْ
وَأَمَّا أُسُودِي فَإِيمَانُهُمْ ... يُزَلْزِلُ أَسْوَارَكُمْ وَالحُصُونْ
وَيَصْهَرُ فُولاذَكُمْ سَتَرَوْنَ ... بِأَنْقَاضِ جُدْرَانِكُمْ يَاكُلُونْ
فَجِدُّوا أَرُونِيَ طُغْيَانَكُمْ ... وَإِنِّي أُرِيكُمْ مَعَانِي اليَقِينْ
وَعَهْدَ الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ أَدُّوا ... عَلَى خِزْيِكُمْ قَدْ حَلَفْتُ اليَمِينْ
فَنَارُ الجِهَادِ وَقَدْ أُوقِدَتْ ... سَتُحْرِقُ كُلَّ ذَلِيلٍ خَؤُونْ
* * *
يا قُدْسُ صبرًا
طُفْ خَاطِرِي عَانِقِ الأَقْصَى وَلا تَهِمِ ... وَابْكِ الْبُحُورَ دَمًا وَاذْرِفْ عَلَى الْحُرُمِ
بَلِّغْ سَلامِي وَشَوْقِي وَاعْتَذِرْ لِفَتًى ... يَحْيَا أَسِيرًا فَلَمْ يَمْلِكْ سِوَى الْكَلِمِ
حَتَّى قَرِيضِي أَسِيرٌ مِثْلُ شَاعِرِهِ ... لَكِنَّ يَوْمًا سَيُضْحِي فِيهِ كَالْحِمَمِ
ثَارَ الْحَنِينُ إِلَى الأَقْصَى إِلَى قُدُسِي ... شَوْقِي وَوَجْدِيَ نِيرَانٌ مِنَ الأَلَمِ
قَدِ اسْتَحَالَ اللِّقَا وَالشَّوْقُ يَدْفَعُنِي ... وَذِي الْحُدُودُ سُجُونٌ فَارْوَ بِالْحُلُمِ
فَقَطْرُ مَاءِ الْفَتَى فِي الْبِيدِ يُنْقِذُهُ ... وَالْحُلْمُ يُسْلِيهِ فِي أَسْرٍ وَفِي الْغَمَمِ
فَاحْمِلْ ثَرَاهَا وَقَبِّلْ أَرْضَهَا وَقِفَا ... بِالصَّخْرَةِ اذْكُرْ زَمَانَ الْعِزِّ وَالْكَرَمِ
اذْكُرْ زَمَانَ صَلاحٍ وَابْكِ مِنْ زَمَنٍ ... عَلا الطُّغَاةُ وَأَهْلُ البَغْيِ فِي الأُمَمِ
قَدْ وَحَّدُوا صَفَّهُمْ؛ هَلْ كَانَ بَيْنَهُمُ ... إِلاَّ الْقَضَاءَ عَلَى الإِسْلامِ مِنْ ذِمَمِ؟!
وَالْعُرْبُ حُكَّامُهُمْ أُسْدٌ إِذَا وَقَفُوا ... ضِدَّ الشُّعُوبِ الَّتِي أَضْحَتْ كَمَا الرِّمَمِ
قَتْلٌ وَتَعْذِيبُ أَحْرَارٍ وَبَاسُهُمُ ... مَا لانَ يَوْمًا فَلا نِدٌّ لِذِي الْهِمَمِ
فَلَوْ أَتَاهُمْ صَلاحُ الدِّينِ لانْتَفَضُوا ... فَصَارَ فِي الأَسْرِ أَوْ رَدُّوهُ لِلرَّجَمِ
وَصَارَ عِنْدَهُمُ رَاسَ التَّطَرُّفِ وَالْـ ... ـإِرْهَابِ صَارَ عَمِيلاً بَاغِيَ الْحُكُمِ
أَمَّا إِذَا وُقِفُوا ضِدَّ الْيَهُودِ فَلَنْ ... تَرَاهُمُ غَيْرَ قُطْعَانٍ مِنَ الْغَنَمِ!
فَالْحَرْبُ (فَرٌّ وَفَرٌّ) عِنْدَهُمْ أَبَدًا ... جُيُوشُهُمْ دِرْعُهُمْ مِنْ ثَوْرَةِ الْعَمَمِ
هُمُ الطُّغَاةُ رُؤُوسُ الذُّلِّ كَيْدُهُمُ ... كَيْدُ الشَّيَاطِينِ أَجْسَادٌ مِنَ الظُّلُمِ
قَدْ حَارَبُوا رَايَةَ الإِسْلامِ وَاخْتَرَعُوا ... لِلْعُرْبِ رَايَاتِ طُغْيَانٍ وَذُلِّهِمِ
وَكُلَّمَا مَرَّتِ الأَيَّامُ مَا حَكَمُوا ... نَهْوِي بِأَعْمَاقِ بَحْرِ الْهُونِ وَالنِّقَمِ
طُفْ خَاطِرِي عَانِقِ الآهَاتِ مِنْ دَمِهَا ... آلامُهَا تَسْفِكُ الآهَاتِ مِنْ أَلَمِي
وَاجْعَلْهُمَا لَعْنَةً تُرْدِي الطُّغَاةَ وَمَنْ ... خَانَ الْعُهُودَ وَمَنْ يَحْيَا كَمَا النَّعَمِ
تُسَطِّرُ اليَوْمَ فِي التَّارِيخِ مَلْحَمَةً ... رَغْمَ الخِيَانَةِ وَالإِجْرَامِ وَالغَمَمِ
نِسَاؤُهَا قَدْ نَسَجْنَ العِزَّ أَرْدِيَةً ... ثَكْلَى وَأَرْمَلَةٌ حَمَّالَةُ اليُتُمِ
غَرْقَى بِبَحْرِ الأَسَى وَلا صَرِيخَ يُرَى ... صِرْنَ الْجِبَالَ مِنَ السُّلْوانِ وَالهِمَمِ
أَحْيَيْنَ عَهْدًا فَصِرْنَا اليَوْمَ نُبْصِرُهُ ... وَقَبْرُهُ كَانَ بَيْنَ الْقَصِّ وَالحُلُمِ
أَضْحَيْنَ خَنْسَاءَ فِي بَذْلٍ وَتَضْحِيَةٍ ... أَضْحَيْنَ هُنَّ لَنَا كَالنُّورِ فِي الغَسَمِ
أَهْدَيْنَ جِيلاً مِنَ الأَبْطَالِ أُمَّتَنَا ... أَرْضَعْنَهُ عِزَّةَ الأَحْرَارِ وَالصِّمَمِ
كَمْ يَحْرِقُونَ مِنَ الأَطْفَالِ فَرْحَتَهُمْ ... يُتْمٌ وَتشْرِيدٌ اوْ يَحْيَوْنَ فِي الرَّجَمِ
لَكِنْ أُولاءِ بَنُو الخَنْسَاءِ وَا عَجَبَا ... بُكَا الرَّضِيعِ زَئِيرٌ رَاعِبُ العُجُمِ
صِبْيَانُهَا كَأَسُودٍ لا تَهَابُ رَدًى ... يَا لَلْحِجَارَةِ مِنْ بَاسٍ وَمِنْ غُنُمِ!
يَا لَلأَيَادِي الَّتِي تُلْقِي بِهَا سَلِمَتْ! ... كَأَنَّهَا بِالضِّيَا تُلْقِي عَلَى الدُّهُمِ
يَا لَلنُّفُوسِ الَّتِي تُشْرَى مُضَحِّيَةً! ... يَا لَلصُّدُورِ الَّتِي تَعْرَى مِنَ الوَهَمِ!
يَا لَلْبَرَاءَةِ إِذْ ثَارَتْ مُفَزِّعَةً ... يَا لَلْقُلُوبِ الَّتِي تَصْفُو مِنَ الهَزَمِ!
شَبَابُهَا غُرَّةٌ فِي وَجْهِ أُمَّتِنَا ... كَالنَّجْمِ فِي البِيدِ أَوْ كَالْبَدْرِ فِي الْعَتَمِ
صَوْتُ القَنَابِلِ قَدْ أَضْحَى لَهُمْ طَرَبًا ... يَا أُمَّةً غَرِقَتْ فِي الرَّقْصِ وَالنَّغَمِ
عِشْقَ الشَّهَادَةِ قَدْ فَاحَتْ قُلُوبُهُمُ ... يَا أُمَّةً غَرِقَتْ فِي العِشْقِ وَالوَصَمِ
هُمْ كَالصُّقُورِ فَلَمْ تُخْطِئْ فَرَائِسَهَا ... هُمْ كَالأُسُودِ فَلَمْ تَرْهَبْ مِنَ الأُمَمِ
رُهْبَانُ لَيْلٍ لِتَعْجَبْ مِنْ مَدَامِعِهِمْ ... أَهُمْ حَمَائِمُ أَمْ أُسْدٌ لَدَى الأَجَمِ؟!
أَمْ هُمْ طَلائِعُ بِشْرٍ نَصْرُ أُمَّتِنَا ... يَمْحُونَ عَهْدًا مِنَ الأَحْزَانِ وَالنِّقَمِ
بُشْرَى النَّبِيِّ هُمُ تَحْيَا القُلُوبُ بِهِمْ ... لا يَعْبَؤُونَ بِخَوَّانٍ وَمُنْهَزِمِ
يَا قُدْسُ صَبْرًا فَذِي آهَاتُكِ اسْتَعَرَتْ ... فِي نَفْسِ كُلِّ أَبِيٍّ نَاءَ بِالضَّيَمِ
دِمَاكِ أَغْلَى عَلَى الأَحْرَارِ مِنْ دَمِهِمْ ... غَدًا تَثُورُ عَلَى الطُّغْيَانِ كَالْحِمَمِ
يَا رَبِّ مِنْ شُعَرَائِهَا عُدِدْتُ فَجُدْ ... وَاجْعَلْنِ مِنْ أُسْدِهَا فِي حَرْبِهَا الحَدَمِ
يَا رَبِّ وَارْوِ ثَرَاهَا مِنْ دِمَاءِ فَتًى ... يَرْجُو لِقَاها نَصِيرًا مُوفِيَ الذِّمَمِ
* * *
شريف ابراهيم- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011
مواضيع مماثلة
» بيان القوات المسلحة السودانية بشأن فلول المرتزقة
» استفسر البرلمان وزارات الخارجية والدفاع والداخلية بشأن الخطة «ب»
» حوار إبليس اللعين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
» استفسر البرلمان وزارات الخارجية والدفاع والداخلية بشأن الخطة «ب»
» حوار إبليس اللعين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى