شوق الشعراء للحج..قصائد حفظتها الأجيال

شوق الشعراء للحج والديار المقدسة جلهم يبدعون أجمل القصائد الشعرية على مر العصور، وكانوا يصفون رحلة الحجيج أو الطواف حول الكعبة المشرفة أو السعي بين الصفا والمروة أو الوقوف في عرفات وكل هذه المشاعر المقدسة كانت تظهر في ابداع الشعراء لكن الشوق والحنين لتلك الديار كان واضحاً جلياً في الكثير من الشعر

[ltr]البرعي : يا راحلين إلى منى بقيادي [/ltr]

[ltr]ولنا في قصيد ة الشيخ البرعي خير مثال حيث أنشدها المنشودون وتفننوا في ذلك فكانت كلما أنشدها أحدهم ذرفت دموع السامعين شوقاً للكعبة المشرفة ويقول البرعي في قصيته :[/ltr]

[ltr]يا راحلين إلـى منـى بقيـادي ****** هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي [/ltr]

[ltr]سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي ***** الشوق أقلقني وصوت الحـادي[/ltr]

[ltr]وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم ****** يا ساكنين المنحنـى والـوادي[/ltr]

[ltr]ويلوح لي مابين زمزم والصفـا ****** عند المقام سمعت صوت منادي[/ltr]

[ltr]ويقول لي يانائما جـد السُـرى ****** عرفات تجلو كل قلب صـادي[/ltr]

[ltr]من نال من عرفات نظرة ساعة ****** نال السرور ونال كل مـرادي[/ltr]

[ltr]تالله ما أحلى المبيت على منـى****** في ليل عيد أبـرك الأعيـادي[/ltr]

[ltr]ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤها ****** وأنا المتيم قد نحـرت فـؤادي[/ltr]

[ltr]لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء ****** وأنا الملوع قد لبسـت سـوادي[/ltr]

[ltr]يارب أنت وصلتهم صلني بهـم ****** فبحقهـم يـا رب فُـك قيـادي[/ltr]

[ltr]فإذا وصلتـم سالميـن فبلغـوا ****** مني السلام أُهيـل ذاك الـوادي[/ltr]

[ltr]قولوا لهم عبـد الرحيـم متيـم ****** ومفـارق الأحـبـاب والأولاد[/ltr]

[ltr]صلى عليك الله يا علـم الهـدى******* ما سار ركب أو ترنـم حـادي[/ltr]

[ltr]ميمية ابن القيم[/ltr]

[ltr]ولابن القيم قصيدة طويلة يطلق عليها ميمية ابن القيم ويوصف فيها الموقف العظيم الذي تشهده الديار المقدسة ، ومغفرة الله لمن وقف في عرفات فيقول [/ltr]

[ltr]فلله ذاك الموقف الأعظم الذي كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ
ويدنو به الجبـار جل جلالـهُ يباهي بهم أملاكـه فهو أكرمـوا
يقول عبادي قد أتوني محبـةً وانـي بـهم بر أجـود وأرحـمُ
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهـم وأعطيتهـم مـا أمـلـوه وأنعـمُ
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي به يغفـر الله الذنـوب ويرحـمُ
فكم من عتيق فيه كمـل عتقـه وآخر يستسعى وربـك أرحـمُ
وما رؤى الشيطان أغيظ في الورى وأحقر منه عندهـا وهو الأمُ [/ltr]

أبو نواس :إلهنا ما أعدلك

هناك قصيدة للشاعر العربي أبو نواس قالها عندما حج وهي يغنيها المنشودون في وقتنا هذا في المناسبات الدينية ويقول ابو نواس في قصيدته"

إلهنـا مـا أعدلـك ***** مليك كـل من ملـك

لبيك قـد لبيت لـك ***** لبيك إن الحمـد لـك

والملك لا شريك لـك ***** ما خاب عبد سـألك

لبيك إن الحمـد لـك ***** أنت لـه حيث سلـك

لولاك يا رب هلـك ***** لبي،ك أن الحمـد لـك

والملك لا شريك لـك ***** والليل لما إن حلـك

والسابحات في الفلـك ***** على مجاري المُنسلك

أحمد شوقي : إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ

ولأمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته رائعة يسلم فيها على عرفات وعلى زوار عرفات وهي تصف ما يشعر الانسان من سعادة خلال الحج ويقول فيها :

إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ في عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِراً
وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ
تَزُفُّ تَحايا اللَهِ وَالبَرَكاتِ
لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ
رَسائِلُ رَحمانِيَّةُ النَفَحاتِ
وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ
بِكَعبَةِ قُصّادٍ وَرُكنِ عُفاةِ
وَما سَكَبَ الميزابُ ماءً وَإِنَّما
أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ
وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيكَ أَعيُناً
مِنَ الكَوثَرِ المَعسولِ مُنفَجِراتِ
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم
لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصاتِ
أَرى الناسَ أَصنافاً وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ
إِلَيكَ اِنتَهَوا مِن غُربَةٍ وَشَتاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ
لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ
لَدَيكَ وَلا الأَقدارُ مُختَلِفاتِ

بدوي الجبل:الكعبة الزهراء

ومن بدوي الجبل قصيدة "الكعبة الزهراء وهي التي يتخيل فيها رحلته إلى الديار المقدسة فيقول فيها :

بنور على أم القرى وبطيب غسلت فؤادي من أسى ولهيب

لثمت الثّرى سبعا وكحّلت مقلتي بحسن كأسرار السماء مهيب

وأمسكت قلبي لا يطير إلى (منى) بأعبائه من لهفة ووجيب

فيا مهجتي : وادي الأمين محمد خصيب الهدى : والزرع غير خصيب

هنا الكعبة الزّهراء . و الوحي و الشذا هنا النور. فافني في هواه وذوبي

ويا مهجتي : بين الحطيم و زمزم تركت دموعي شافعا لذنوبي

وفي الكعبة الزهراء زيّنت لوعتي وعطّر أبواب السماء نحيبي

الشاعر عبد العليم الصافي :خلفوني مع الدموع وراحوا

ويصف الشاعر عبد العليم الصافي حالته عندما يرى الحجيج مستعدين للرحيل إلى الحج وهو ليس معهم فيقول وكله شوق وحنين :

خلفوني مع الدموع وراحوا

ليتهم من وداعهم قد أراحوا

فجروا في الفؤاد نبع حنين

يا بروحي حنينه الوضاح

وسماء أسمو إليها وأسمو

وضياء يلفني لمّاح

وسحاب يقتادني ونجوم

وأغانٍ علوية وبطاح

وتجلى البيت الحرام وقارًا

وجمالا أفياؤه والساح

وجلال الأستار في الكعبة الغراء

نور من الهدى ووشاح

ولو أردنا أن نكتب عن الشعر الذي قيل في الحج لم تتسع الصفحات لذلك لأن الشوق كبير والشعر كثير .ونسأل الله أن يكتب لنا ولكم ولكل مشتاق زيارة الديار المقدسة والقيام بهذه الفريضة والطواف حول الكعبة.