المنسي !! اهرامات البجراوية .. لولا (الشيخة موزا) ..!!

تمت إضافة ‏‏5‏ صور جديدة‏ من قبل ‏ابراهيم علي ساعد‏.
20 س ·

المنسي !!
اهرامات البجراوية .. لولا (الشيخة موزا) ..!!

المنسي .. سلسلة تحقيقات أكشف لكم فيها سوداناً آخر غير الذي ترونه في الإعلام وتسمعون عنه في الأخبار.. السودان المنسي الذي يختفي في ظلام الإعلام، يكابد مرارة الحال وشظف الواقع..رحلة ما منظور مثيلا، مشاهد ولا في الأفلام صوَّرتها لكم بقلمي والكاميرا التي لا تنفصل عني قبل قراءة التحقيق، ارجوكم تأكدوا من وجود صندوق مناديل الورق بجواركم لمسح الدموع .. دموع الحسرة على وطن يقتله الشقاء والنعيم على ظهوره محمول .. !!
هده المرة من مملكة مروي القديمة .. أهرامات البجراوية !!

الحلقة الأولى

تحقيق وتصوير عباس عزت

تحركت من الخرطوم قاصدا رؤية أثر (أقدام الشيخة موزا) بعد زيارتها التاريخية لمنطقة (البجراوية) والضوضاء الاعلامية الصاخبة التي أثارتها على جانبي وادي النيل .. والتي وصلت حد البحث عن (شهادة ميلاد) اهرامات السودان .. لمقارنتها بنظيرتها المصرية ..

أصل الحكاية !!

وكانت الشيخة موزا آل مسند، رئيس مجلس أمناء مؤسسة "صلتك" القطرية ووزيرة التعليم بدولة قطر فاجأت العالم كله بصور زاهية وهي تقف أمام اهرامات "البجراوية" في ولاية نهر النيل بمنطقة كبوشية (200 كيلومترا شمال الخرطوم) .. وهي منطقة أثرية تشتهر بأهراماتها الموغلة في القدم، اذ يعود تاريخها للملكة المروية القديمة في القرن الثالث قبل الميلاد وصنفت ضمن التراث العالمي التابع للأمم المتحدة. ويدل هذا على قيمتها التاريخية التي لا تقدر بثمن، وعلى الرغم من القيمة التاريخية لهذه المدافن الا انه من المؤسف جدا لم يتم استقلال هذا الموقع سياحيا من قبل وزارة السياحة لتطويره وتنظيمه وتحديثه الى مستوى لائق ومكانته الدولية والتاريخية، فالطريق الى الاهرامات غير مسفلت أو مهيأ ولا توجد به انارة، وهو أمر مؤسف للغاية، كما أنه لا توجد أية استراحات بالقرب من الموقع وهو ما يجعل هذه المنطقة خالية من الخدمات السياحية والتجارية التي تفيد المواطن والسائح ومستخدمي الطريق .

المشهد السياحي !!

بعد مرور أسبوعين على تلك الزيارة التاريخية للشيخة موزا توقعت أن يتحول الموقع إلى مزار يجذب السياح الراغبين في التقاط الصور التذكارية للموقع الأثري ومجال مزدهر لبعض الوكالات السياحية التي تنشط في هذا المجال، فكان كما توقعت عندما قمت بجولة ميدانية لمنطقة أهرامات البجراوية، للوقوف على مفردات المشهَد السياحي هُناك..

صورة وردية !!

ذهبت إلى منطقة الآثار بالبجراوية وفي مخيلتي شكل الاستقبال الذي يعنونه طريق ممهد أو مواد إعلانية ترويجية يُعنونها الترحاب والتقدير، المتناسبان مع القيمة الأثرية لمنطقة الأهرامات، إلا أنه سرعان ما تتغير الصورة الذهنية الوردية المتوقَعة عند وصولك المنطقة الأثرية، إذ أن الدولة لم تمنح هذا الموقع الأثري أية اهتمامات حقيقية تمنح هذا الموقع الأثري مكانته من ناحية استقبال السياح وتوفير خدمات مهيأة، فالمنطقة ما زالت تشكو قلة الرعاية
و عدم توفير أقل الخدمات فيها لجذب السياح ..

مظهر غير حضاري !!

تحت أشعة الشمس الحارقة تصطف مجموعة من الترابيز البالية وبعض من جوالات الخيش المهترئة مفروشة على ألواح خشبية لتوضع عليها بضائع الباعة الجائلين الذين يفترشون رمال البجراوية الملتهبة تحتوي على بعض المشغولات اليدوية وبعض من العملات القديمة مما يمثل صورة غير حضارية نظهر بها أمام السائحين، وعلى مسافة غير بعيدة منها جلس أصحابها داخل راكوبة بائسة هي الأخرى جوار مدخل المدافن الملكية متخذين من ظلها واقياً لهم لتخفيف لهيب الشمس الحارقة حيث لم تمنعهم هذه الأجواء من محاولة الكسب ..

حر الشمس ولهيبها !!

وفى مدخل الأهرامات كان لقاؤنا بالمواطن عبد المنعم محمد عبيد أبو دبر الذي يعمل في بيع الأناتيك والتحف وتحدث عن تدهور السياحة في البجراوية خلال الثلاثين عاماً الماضية وبدأ النشاط قبل سنتين مع وصول البعثة القطرية وقال إنه يعمل في هذا الموقع منذ 35 عاماً وكانت السياحة مزدهرة في الثمانينات إلا أنها بدأت في التراجع خلال السنوات الأولى لحكم الإنقاذ وقال إن المنطقة بدأت تشهد حركة طفيفة بعد استلام البعثة القطرية للموقع منذ سنتين تقريباً متحدثاً عن صحوة الآن من جانب الحكومة بالاهتمام بالآثار مستشهداً بزيارة الشيخة موزا للمنطقة وبازدياد عدد السواح من داخل وخارج السودان بعد زيارة الشيخة - حسب قوله- ، ولكنه استدرك قائلاً أن السياح يريدون الأجواء المهيأة للراحة ويجب على الدولة الاهتمام بالمنطقة وتطويرها من أجل جذب السياحة للمنطقة، فليس من المعقول أن تأتي الرحلات من أجل زيارة الأهرامات دون وجود أماكن للاستراحة والجلوس بداخلها وقضاء بقية اليوم بها وذكر إنه لا يوجد بمنطقة الأهرامات سوى فندق واحد مكتظ بالأوربيين يقع خلف الأهرامات والطريق له غير ممهد وختم قائلاً : أنه يأمل من جهات الاختصاص زيارة موقعهم وتلمس احتياجاتهم وتخصيص مظلات أنيقة من المكون المحلي تقيهم حر الشمس ولهيبها ..

بركات الشيخة موزا !!

ويقول علي عبد الله الفادني إنه يعمل في بيع التحف منذ 21 عاماً ، ومن ذلك الوقت وهو يعيش في موقع البجراوية الذي كان محفلاً تاريخياً وثقافياً للسياح من مختلف أنحاء العالم، وأكد أن حالة الأهرامات كانت أفضل حالاً عن اليوم، حيث ساءت لعدة أسباب منها إهمال وزارة الآثار التي غابت عن الرقابة والمتابعة لهذه المواقع الأثرية، وغياب الاستراحات المهيأة والطرق الممهدة، ولكنه عاد يقول بفرح وهو يدندن على ربابته إن السنتين الأخيرتين شهدتا انتعاشاً سياحياً في المنطقة بفضل الله والبعثة القطرية وزادت حركة الزوار بعد زيارة الشيخة موزا بارك الله فيها وفي البعثة القطرية التي بثت الروح في المنطقة من جديد ولفتت أنظار العالم وقال يجب على إعلامنا تسليط الضوء على هذه الآثار، وعندما سألته عن ما قامت به البعثة القطرية قال إن البعثة القطرية أعادت الروح من جديد للمنطقة بعد أن بدأت بترميم بعض الآثار وتسوير المنطقة بعد أن كانت معرضة للنهب من قبل الزوار والآن البعثة بصدد إنشاء حزام شجري لحماية الموقع من الزحف الصحراوي ثم أشار بيده إلى مكتب الاستقبال الذي يؤدي بك إلى مدافن ملوك مروي وذكر إن هذا المكتب أقامته البعثة لاستقبال السياح والزوار من أبناء السودان لأجل تعريفهم بهذا الموقع الأثري بعد تسويره من خلال موظف مختص ..

نواصل
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏سماء‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏‏أشخاص يقفون‏، و‏سماء‏‏‏ و‏في الهواء الطلق‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏في الهواء الطلق‏‏

متابعة القراءة












أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات
تعليق
مشاركة