منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية
منتديات أنوار المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطبة الجمعه لشريف ابراهيم (الطاعات فى الشتاء) شندى 19 / صفر/ 1435 هجرى

اذهب الى الأسفل

خطبة الجمعه لشريف ابراهيم (الطاعات فى الشتاء) شندى 19 / صفر/ 1435 هجرى Empty خطبة الجمعه لشريف ابراهيم (الطاعات فى الشتاء) شندى 19 / صفر/ 1435 هجرى

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الجمعة 20 ديسمبر 2013 - 14:45

الخطبة الأولى :

عباد الله إن الله تعالى خلق هذه الدار وجعلها دار عمل وسعي وابتلاء، ورتّب على عمل أهلها الجزاء فجعل دارين للجزاء لا تبليان ولا تفنيان هما دار السرور والحبور ودار النار والسعير والزمهرير

ومن حكمته تبارك وتعالى أن جعل في دار الدنيا ما يذكر بالآخرة فجعل سرور العبد وفرحه بنعمة ربه مذكراً له جنته وفضله ، بينما تذكر أحزانُ الدنيا وسمومها بنار الآخرة دار {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ } ومما يذكر بالله وبجزائه : تعاقب الأزمان ، والفصول والأعوام فذهاب الصيف ودخول الشتاء والبرد بهاب العمر وقرب انقضائه بينما يذكراني بما في جهنم من الحر والزمهرير

وما يشعر به الناس من شدة البرد بإختلاف مناطقهم ومناخهم هو نفسٌ من أنفاس نار جهنم ، ومصداق ذلك كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها }

وهذا يذكر الإنسان من كل فترة تذهب من عمره ، كيف أحواله مع ذهاب أيامه وأعوامه وهو في غفلة عن الموت قد انغمس في شهوات الدنيا وملذاتها ...

مضى الدهر والأيام والذنب حاصل *** وجاء رسول الموت والقلب غافل
نعيمك في الدنيا غرور وحسرة *** وعيشك في الدنيا محال وباطل

عباد الله إن المسلم العاقل الحصيف هو ذلك الذي جعل من الدنيا عبراً ومن تقلباتها عظات وفكراً فلا يكاد يمرّ عليه موقف من مواقف الحياة إلا ربطه بطاعة ربه وأوجب له محاسبة نفسه والعمل على إبلاغها غاية ما تستطيعه من الاستعداد ليوم المعاد

عباد الله للمؤمن من دخول الشتاء واشتداد البرد فوائد وعبر كثيرة فلا تتركوا هذا الموسم إلا وقد استفدتم مما فيه وتقربوا إلى ربكم  بما يرضيه .

ولقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يفرحون بدخول الشتاء إذ يجعلونه مُعيناً لهم على طاعة ربهم إذ أن فيه من المزايا من ليس في غيره

فمن ذلك طول ليله بحيث ينامون فيه بغيتهم ثم يقومون لمناجاة ربهم وتهجدهم وقد أطمأنت نفوسهم وأخذت مقدارها من النوم من بقاء وقت كاف للتهجد والقيام ومناجاة الحي القيوم

ومن مزايا هذا الموسم قصر نهاره وبرودته مما يعين على صيامه . قال الإمام ابن رجب رحمه الله : المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش ، فإن نهاره قصير بارد فلا يحس فيه بمشقة الصيام

ويروى عن ابن مسعود أنه قال : مرحباً بالشتاء تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام.

وعن عبيد بن عمير أنه كان إذا جاء الشتاء قال : يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرأوا وتقصر النهار لصيامكم فصوموا

ومن مزايا الشتاء : أنه يدل على قوة الإيمان لدى أولئك النفر الذين فارقوا فرشهم الدافئة وهبوا للتهجد أو لصلاة الفجر يقاسون البرد الشديد وماء الوضوء الذي يلذع الأطراف . فالمؤمن الذي يقاسي البرد ويخرج لصلاة الفجر قد استحق إن شاء الله أن يوصف بالصدق وأنه لبى نداء ربه مع كثرة الصوارف والمغريات بتركه.

ومما يعظم أجره ويجزل جزاؤه في هذا الموسم إسباغ الوضوء ، فإن النفس تجد من التكاسل عن أسباغ الوضوء أو تجديده من جرَّاء البرد مالا تجده في غير الشتاء ولذلك رغَّبَ الرسول صلى الله عليه وسلم في اسباغ الوضوء وإكمال التطهر ولو عانى المتوضى من ذلك شدة أو أحسن بصعوبة

ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا بلى يا رسول الله . فقال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط .

فيالها من أجور ويالها من درجات عاليات ، فالسعيد من شمر وجاهد وسابق إلى فضل الله ، والله ذو الفضل العظيم .

أيها المؤمنون، وفي ظلمة الليل يعظم أجر من مشى إلى الصلاة، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة))، فكيف بذلك مع شدّة الشتاء وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله ليضيء للذين يتخلّلون إلى المساجد بنور ساطع يوم القيامة)).

وفي يوم الجمعة يكون للمشي إلى صلاة الجمعة شأن آخر، ففي حديث أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من غسّل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها)).

معاشر المؤمنبن لا تكونوا من الغافلين المنغمسين في الملذات ممن قال فيهم أحد الفضلاء :

 

يتمنَّى المرءُ في الصيف الشتاءَ فإذا جاء الشتاء أنكره

فهو لا يــرضى بحـال واحـدٍ قُـتـلَ الإنـسـانُ ما أكفرَه






 

 

 

الخطبة الثانية :

عباد الله : إن تعاقب الليالي والأيام ، وتتابع الشهور والفصول والأعوام ، آيةً من آيات الله الباهرات التي تحمل في طياتها الدروس والعـــبر والعظات .
إن المؤمن المستبصر يتخذ من كل حركة وسكنة في الكون آية تدله على عظمة خالقه وقدرته وحوله وقوته ، فلا بد لنا أن نسارع إلى الطاعات وفضل العبادة في هذا الموسم عظيمة كما ورد ذلك عن السلف فقد ورد أن معاذ بن جبل رضي الله عنه بكى عند مشهد الاحتضار، فقيل له: أتجزع من الموت وتبكي ؟! فقال: " مالي لا أبكي، ومن أحق بذلك مني؟ والله ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على دنياكم، ولكني أبكي على ظمإٍ الهواجر وقيام ليل الشتاء "

وكان أحد الصالحين إذا جاء الشتاء يقول: "يا أهل القرءان، طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا".

وقد قال أحد الصالحين إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح فيه في ميادين العبادات، وينَزه قلبه في بساتين الطاعات الميسرة فيه .

وثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (الشتاء غنيمة العابدين )

 
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى