منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية
منتديات أنوار المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطبة اول جمعه بعدرمضان لشيخ شريف ابراهيم شندى 1434 ه

اذهب الى الأسفل

خطبة اول جمعه بعدرمضان لشيخ شريف ابراهيم شندى 1434 ه Empty خطبة اول جمعه بعدرمضان لشيخ شريف ابراهيم شندى 1434 ه

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الأحد 11 أغسطس 2013 - 8:56

الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، فالتقوى هي وصية الله لجميع خلقه،حيث قال تعالى ({ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله }) ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته.حيث قال ( أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )
أيها المسلمون: لقد يسر الله طرق الخيرات، وتابع لعباده مواسم الحسنات، وربنا وحده مصرف السنين والشهور والأيام والساعات ، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، جعل لكل شيء سببًا، ولكل أجل كتابًا، ولكل عمل حسابًا، وجعل الدنيا سوقًا يغدو إليها الناس ويروحون، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، والأيام أجزاء من العمر ومراحل في الطريق، تفنى يومًا بعد يوم، مُضِيُّها استنفاد للأعمار، واستكمال للآثار، وقرب من الآجال، وقفل لخزائن الأعمال.
عباد الله : مضت أيام مباركات قطعتم بها مرحلة من مراحل العمر، فما إن انتهى شهر الصوم الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) حتى أعقبه موسم الحج العظيم إلى بيت الله الحرام الذي هو أحد أركان الإسلام وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه) ولم يزل المؤمن ينتقل مِن خير إلى خير ومن فضل إلى فضل طيلة أيام السنة ، فمن أحسن فليحمد الله وليواصل الإحسان، ومن أساء فليتب إلى الله وليصلح العمل، وهو لا يزال في وقت الإصلاح قبل أن ينقطع الأمل و يحال بينه وبين العمل .
قيل للإمام أحمد رحمه الله: متى الراحة؟ قال: عند وضع أول قدم في الجنة.
عباد الله : في استدامة الطاعة وامتداد زمانها نعيم للصالحين، وقرة عين للمؤمنين، وتحقيق آمال المحسنين يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله)
ولقبول العمل علامات، وللكذب في التوبة والإنابة أمارات، فمن علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، ومن علامة السيئة السيئة تتبعها، فاتباع الحسنات بالحسنات تكن علامة على قبولها وتكميلاً لها، وتوطينًا للنفس عليها، حتى تصبح من سجاياها وكريم خصالها، واتباع السيئات بالحسنات تكن كفارة لها ووقاية من خطرها وضررها، {إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ ) فلئن انقضى صيام شهر رمضان فإن المؤمن لن ينقطع من عبادة الصيام بذلك، فالصيام لا يزال مشروعاً ولله الحمد في العام كله.
ففي صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) .
ومن الأعمال الصالحة التي لا تختص برمضان فقط: قراءة القرآن، فإنها ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت. فليكن لكل واحد منا ورد من القرآن يقرؤه يومياً فلنعاهد أنفسنا أن لا نوقف قراءة القرآن بعد رمضان فإنّه خير أنيس في المحيا والممات .
عباد الله : ينبغي أن نحرص على أعمال البر والخير، وأن نكون بين الخوف والرجاء، نخاف عدم القبول، ونرجو من الله القبول، ونتذكر أنّ يوم عيدنا الوقوفُ بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك.

عباد الله : إن الاستقامة على الطاعة والاستمرار على التقيد بامتثال الأوامر واجتناب النواهي والزواجر هي صفات عباد الله المؤمنين، حيث يقول تعالى فيهم (إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ)
ولقد أمرالله نبيه والمؤمنين بالاستقامة وحثهم على ملازمتها، فقال سبحانه:{فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ}
والاستقامة مفتاح للخيرات، وسبب لحصول البركات، قال عز وجل: (وَأَلَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَـٰهُم مَّاء غَدَقاً )
فاستقيموا على طاعة مولاكم في كل وقت وحين، فإن عمل المؤمن ليس له أجل دون الموت، كما قال عز وجل: (وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ ) ولا تكونوا من الذين يُقبِلون على الطاعات في زمن، ويعرضون عن ربهم في سائر الأوقات.
أيها المسلمون: دأب الصالحين خوفهم من عدم قبول الأعمال الصالحات، يقول الحسن البصري: أدركتُ أقوامًا لو أنفق أحدهم ملء الأرض ما أمِن ؛ لعظم الذنب في نفسه" فلا تثق أيها المسلم بكثرة العمل؛ فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا؟، ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري أكُفِّرت عنك أم لا؟ والمعجب بعمله مخذول، يقول ابن مسعود: (الهلاك في اثنتين: القنوط والعجب)، وما أهون إحباط الأعمال ، لذا كان من دعاء الصالحين: اللهم إنا نسألك العمل الصالح وحفظه، فاستعن بالله على نفي الإعجاب باحتقار الأعمال، وتذكر آلاء الله عليك آناء الليل والنهار ، واشكره على نعمه الغزار وفضله وكرمه المدرار
فعند تضييع الشكر تزول النعم ويهان الأفراد وتذل الأمم ، يقول سعيد بن جبير: "دخل رجل الجنة بمعصية، ودخل رجل النار بطاعة" قيل: وكيف ذلك يا سعيد؟! قال: "عمل رجل معصية فما زال خائفًا من فعلها، فأدخله الله الجنة بخوفه من الله، وعمل رجلٌ طاعة، فما زال معجبًا بها حتى أحبط الله عمله فدخل النار". فاحفظ ما عملته من صالحات بالإخلاص، والإقرار بالتقصير، وطلب القبول والمغفرة والرضوان.
أيها المسلمون: الخطايا مطوقة لأعناق الرجال، والهلاك في الإصرار عليها، وما أعرض مُعرض عن طاعة ربه إلا عَثُر في ثوب غفلته، ومن أصلح ما بينه وما بين الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق.
فإياكم عباد الله والرجوع إلى المعاصي بعد شهر التوبة والقرآن ، فالعاصي في شقاء، والخطيئة تذل الإنسان، وتخرص اللسان، وما أقبح الذنب بعد الطاعة، والبعد عن المولى بعد القرب منه.
عباد الله ( وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلاْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )

استغفر الله العظيم لي ولكم من سائر الذنوب فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم








الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، واشهد ان محمدا عبده ورسوله.حث على المبادرة بالأعمال قبل حلول الآجال، واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات، وكان أول المبادرين إلى الطاعات، والسابقين إلى الخيرات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد : فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن فإن من عاش على تقوى الله والخوف منه في هذه الدنيا أمّنه الله في يوم الخوف يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم يقول تعالى { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ، وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة اشد وأبقى}
عباد الله : اتقوا الله ، واعلموا أن الفرص تفوت ، وأن أجل الإنسان موقوت ، وإقامته في هذه الدنيا محدودة ، وأيامه فيها معدودة ، وأن الآخرة هي دار القرار ، والمصير فيها إلى الجنة أو النار، إن سعادتك أو شقاوتك أيها الإنسان تتركز على هذه الأيام التي تقيمها في الدنيا، وعلى نوعية العمل الذي تقدمه لنفسك في خلال هذه الأيام ، فإما أن تكون من الذين يقال لهم غدا
( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) وإما أن تقول هناك ( ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله ، وإن كنت لمن الساخرين)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم { من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة }
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتابعوا فعل الخيرات بعد رمضان، فإن من علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، وما شهر رمضان إلا منشط على الخير ومبدأ للتوبة والعمل الصالح، ونهاية العمل تكون بالموت لا بخروج رمضان، وإن من علامة قبول التوبة والأعمال الصالحة في رمضان أن يكون الإنسان بعد رمضان أحسن حالاً في الطاعة عما كان عليه قبل رمضان، ومن علامة الرد والخذلان أن يكون الإنسان بعد رمضان أسوأ حالاً مما كان عليه قبله، فتنبهوا رحمكم الله واعلموا أن باب التوبة مفتوح دائماً في رمضان وفي غير رمضان. فمن فاتته التوبة في رمضان فلا يقنط من رحمة ربه، بل يبادر بالتوبة، فإن الله يتوب على من تاب، ويغفر الذنوب لمن رجع إليه وأناب ، قال تعالى: (قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ) وقال تعالى { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى }

شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى