منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية
منتديات أنوار المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطبة الجمعه الحث على النكافل :لشيخ شريف ابراهيم شندى 27 /9 / 2013 م

اذهب الى الأسفل

خطبة الجمعه الحث على النكافل :لشيخ شريف ابراهيم شندى 27 /9 / 2013 م Empty خطبة الجمعه الحث على النكافل :لشيخ شريف ابراهيم شندى 27 /9 / 2013 م

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الجمعة 27 سبتمبر 2013 - 11:57

الخطبة الأولى :



عباد الله إنّ من أمور الإسلام، أمر حثّ عليه الله سبحانه في كتابه العزيز وأرشد إليه رسولنا الكريم  في الكثير من أقواله وأفعاله، إنه مبدأ التكافل الاجتماعي، مبدأ تكاتف المسلمين بعضهم مع بعض، مبدأ تفقّد المسلمين بعضهم لبعض، مبدأ إعانة المسلمين بعضهم بعضا. هذا المبدأ الذي كان من المفترض أن يتعامل به المسلم مع أخيه المسلم مهما ابتعدت بينهما الأجناس والأرحام أصبح وللأسف غائبًا حتى بين من تربطهم الرحم والقرابة؛ فلا يدري بعضهم عن بعض شيئا، بل قد ترى إنسانًا يكاد يتفجر من الغنى والأموال وأقرب الناس إليه تحت خط الفقر ولا يشعر نحوه بشيء فالله المستعان.ويتمثل التكافل الاجتماعي في التعاون بين المسلمين وتناصحهم وموالاة بعضهم لبعض، ويتمثل في مساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين بأن يساهم المسلمون في توفير حاجاتهم وتخفيف معاناتهم، ويتمثل أيضا في مساعدة الأيتام وكفالتهم، وفي مساعدة الأرامل وتوفير احتياجاتهن، إلى غير ذلك، يقول تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
ولقد أمرنا الله سبحانه في الكثير من آيات كتابه بهذا المبدأ العظيم مبدأ التكافل، وحثنا على الإحسان إلى كل من يحتاج إلى ذلك، يقول سبحانه: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ويقول سبحانه: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَاب ، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي توجهنا إلى هذا المبدأ العظيم وهذا الخلق الكريم الذي يحفظ كيان المجتمع وكرامة أفراده.وحث أيضا رسول الله على هذا الأمر المهم، وكان أولَ العاملين به، فهو القائل فيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه: ((أنا أولى بكل مسلم من نفسه، من ترك مالاً فلِوَرثته، ومن ترك دَيْنًا أو ضياعًا فإليَّ وعليّ))، وأرشد الأمة إلى هذا المبدأ مبينًا لمكانته العظيمة من دين الله عز وجل، يقول : ((من كان معه فضل ظهرٍ فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له))
وهذا تحريك لشعور المسلمين وأحاسيسهم حتى يتضامنوا ويتعاونوا على البر والتقوى، وحتى يحس من عنده شيء من فضل الله بمعاناة وشعور من ليس عنده فيعطيه مما عنده، يقول النووي في شرح هذا الحديث: "في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب، والاعتناء بمصالح الأصحاب، وأمر كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج"
ويقول : ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربةً فرّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)) فهذا حثٌ على أن يقف المسلم بجانب أخيه إذا احتاج إليه، وله في ذلك الجزاء الحسن من رب العالمين.ولا يكتفي  بهذا، بل يصور لنا المجتمع الإسلامي الحقيقي المتكافل المتكاتف تصويرًا جميلا غايةً في التماسك، فيشبهه بالجسد الواحد الذي يربط أعضاءه نسيج واحد، فلا يصاب فيه عضوٌ إلا أحست به سائر الأعضاء وتأثرت بسبب النسيج الذي يربط بينهم، يقول  فيما رواه مسلم عن النعمان بن بشير: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
 فالمسلمون أيضا لهم نسيج يربط بينهم ويجعلهم يحسون بمعاناة بعضهم، هذا النسيج هو وحدة العقيدة وآصرةُ الأخوة في الله سبحانه، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يجمع بيننا هذا النسيج ثم لا يحس بعضنا بمعاناة بعض، ولا يسعى بعضنا إلى مساعدة بعض، لا يمكن أن يكون هذا إلا إذا كان في أنفسنا خلل والعياذ بالله.
ولقد أثنى رسول الله على من يتصفون بخلق التكافل ويحققون مبدأه ويحرصون عليه، أثنى عليهم  واعتبر نفسه منهم وهم منه، وهؤلاء هم الأشعريون قوم أبي موسى الأشعري الصحابي الجليل رضي الله عنه، يقول فيما رواه الشيخان عن أبي موسى: ((إن الأشعريين إذا أرملوا ـ أي: إذا قارب زادهم على النفاد ـ في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم)). فانظروا إلى هذا التوحد في إحساس هؤلاء القوم ببعضهم، حتى صار من يملك شيئًا يقتسمه مع من لا يملك بكامل الرضا والسماحة، وانظروا إلى الشرف العظيم الذي نالوه بهذا الصنيع، وأي شرف أكبر من أن يقول عنهم رسول الله : ((فهم مني وأنا منهم))؟!
 
 
 
الخطبة الثانية :
عباد الله إنّ ثواب هذا التكافل ثواب عظيم في الدنيا والآخرة، فلقد عدّه رسول الله  كالجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام، يقول  في الحديث الذي رواه الشيخان من حديث أبي هريرة: ((الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله))، فهل نعجز عن تحصيل ثواب هذا الجهاد بمثل هذا العمل الذي قد يكون أيسر على كثير منا من الجهاد بالنفس؟! بل ويرفع رسول الله هذا المبدأ ويشجع عليه حتى يجعل من يقوم بهذا الواجب الإسلامي العظيم رفيقًا له في الجنة، فيقول فيما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)) وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما. فمن ذا الذي يرغب عن مصاحبة رسول الله  في الجنة؟! ومن ذا الذي يزهد في هذا الفضل العظيم؟!
هذا هو التكافل الاجتماعي الذي نادى به الإسلام قبل أن تنادي به النظريات الاجتماعية الوضعية، وحث أتباعه عليه، وكان  قدوةَ الناس في هذا، شاعرًا بمعاناة المسلمين، يعيشها معهم بكل جوارحه، ولم يكن محجوبًا عنهم متعاليًا عليهم، كان يجوع إذا جاعوا، ويأكل إذا أكلوا، بل قد يأكلون ولا يأكل ، كل ذلك ليعلم الأمة أهمية أن يشعر بعضهم بهموم بعض، وأن يساعد بعضهم بعضا.
فاسعوا ـ عباد الله ـ في هذا السبيل العظيم الموصل إلى مرضاة رب العالمين، ولا يدفعنكم التكاثر في الأموال والأولاد والتسابق على الاستزادة من متاع الحياة الدنيا إلى نسيان الفقراء واليتامى والأرامل والمعوزين، فقد يكون هذا التكاثر في الأموال وبالا عليكم في الآخرة، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله  قال: ((الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا أو كسبه من طيب)) أخرجه ابن ماجة. يبين أن الأكثرين الذين يملكون الأموال في هذه الحياة الدنيا ويتكاثرون فيها سيكونون أقل الناس حظًا وفوزًا يوم القيامة إلا من كسَبَ أمواله من حلال وقال بالمال هكذا وهكذا أي: أنفق من هذا المال في سُبل الخير وفي مصالح المسلمين وفي مساعدة الفقراء والمحتاجين، فمن فعل هذا كان المال بالنسبة له نعمةً ينال ثمرتها يوم القيامة.
فاتقوا الله عباد الله، وتعاونوا وتآزروا وتناصحوا، ولا يقل كل واحد منا: نفسي نفسي؛ لأنه لا غنى لمسلمٍ عن إخوانه.
 
 
 
 
 
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى