منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية
منتديات أنوار المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خطبة وسط شعبان لشيخ : شريف ابراهيم

اذهب الى الأسفل

خطبة وسط شعبان لشيخ : شريف ابراهيم Empty خطبة وسط شعبان لشيخ : شريف ابراهيم

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الأربعاء 25 يونيو 2014 - 12:32


الخطبة الأولى :

عباد الله إذا كان الإنسان حريصاً أن يستعد لأمور دنياه ويتهيأ لها: فيذاكر الطالب، ويحتشد التاجر، ويبذر الزارع، إذا كان ذلك كذلك أفلا يستعد المسلم للطاعة ويتهيأ للعبادة؟

إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ندمت على التفريط في زمن البذرِ

هانحن الآن على أبواب رمضان، لا تفصلنا عنه إلا أيام معدودة تمر مر البرق، وتنقضي انقضاء الحلم، فمن منا فكر في الاستعداد له، والتهيؤ لاستقباله؟

ولكن مشكلتنا أننا في كل عام يأتينا رمضان ونحن غافلون، فنبدأ في الطاعة والعبادة من الصفر، ثم نرقى شيئاً فشيئاً فلا نكاد نجد طعم العبادة وحلاوة الطاعة إلا وقد انقضى رمضان، وانطوت صحائفه بما فيها من إحسان المحسن وإساءة المسيء! فنندم ونتحسر ونتألم، ونقول: نعوض في العام القادم، ويأتي العام القادم فلا يكون أحسن حالاً من سابقه، وهكذا حتى يحق الحق ويغادر الإنسان دنياه وهو كما هو!!! فإلى الله المشتكى.

ولو أننا تذكرنا ما كان يقال عن أسلافنا، وأنهم كانوا يستقبلون رمضان قبل مجيئه بستة أشهر.

 لو تذكرنا هذا لعرفنا لماذا كانوا يجدون لرمضان طعماً لا نجده نحن، أو لا يجده على الأقل كثير منا.

القضية إذاً قضية الاستعداد لهذا الشهر بالعبادة والطاعة والبر.

القضية إذاً قضية اغتنام أوقات شهر شعبان المبارك حتى لا يأتي رمضان إلا وقد ارتقى الإنسان منازل عالية من الطاعة والعبادة.

 يجب علينا أن نفهم جيداً أن رمضان ليس فرصة لتعويد النفس على الطاعة والعبادة، ليس هو مجالاً للاستعداد، هو كلحظات الاختبار إما أن تنجح فيه أو تفشل، وليست دقائقه الغالية الثمينة بمحتملة للكسل حيناً والنشاط حيناً، ينبغي أن تجعل هذا التدريب وهذا التذبذب بين الطاعة والفتور في شعبان، أما رمضان فيجب أن يكون عبادة خالصة، وبراً خالصاً، وإنابة كاملة، إنه شهر الجنات أيها الناس فهل ستضيع أيامه في البحث عن تذكرة الدخول فلا تحصل عليها إلا وقد غلقت الأبواب؟

هذا ما ينبغي أن نعيه جيداً ...

ولقد كان الواجب أن يكون الاستعداد سابقاً لهذا الوقت، ولكن لا بأس ما تزال هناك فرصة ...

 

مضى رجب وما أحسنت فيـه

وهذا شهر شعبـان المبـاركْ

فيامن ضـيع الأوقات جهـلاً                                                      بقيمتها أفق واحـذر بـواركْ

تدارك ما استطعت من الخطايا

فخير ذوي الفضائل من تداركْ

أتدري لم كان للعبادة في شعبان فضل على غيرها؟

لأنه مقدمة لرمضان، فاكتسب فضلا من هذه الجهة، والعلماء يقولون: إن لكل عبادة مفروضة مقدمة ومؤخرة، فالتقدمة يستعد بها لها، والمؤخرة يرقع بها ما حصل في العبادة من خروق.

ثم إن شهر شعبان شهر تكثر فيه الغفلة وذلك لبعده عن مواسم الخيرات، إذ أن آخر عهد الناس بأزمنة البركة عشر المحرم، فيكون الذي يعبد الله في زمن الغفلة هذا أعظم أجراً، وفي الحديث الذي رواه أسامة بن زيد وأخرجه أحمد والنسائي بسند حسن يقول صلى الله عليه وسلم عن شعبان: ((ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)).

والنصوص الدالة على فضيلة الطاعة زمن الغفلة كثيرة متوافرة

 

وهكذا أيها الإخوة يكون العابد المُجِد في هذا الشهر قد حاز فضيلتين: حسن الاستعداد لرمضان، والذكر في زمن الغفلة.

اعلموا أيها النّاس أن كل عبادة متأكدة في رمضان فإنه يحسن بك أن تكثر منها في شعبان استعداداً وتهيؤاً ..

الخطبة الثانية

ومن الأعمال التي يمكن للمؤمن أن يعملها في شعبان.

2ـ قراءة القرآن: لأن القرآن نزل وعورض في رمضان وشعبان تقدمة له.

قال أنس: كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف فقرؤوها وأخرجو زكاة أموالهم تقوية لضعيفهم على الصوم.

وقال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القرآن.

وكان قيس بن عمر إذا دخل شعبان أغلق حانوته وأكب على قراءة القرآن.

وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء. وفي هذا الشهر ينبغي الإكثار من :

3ـ ذكر الله تعالى.

4ـ قيام الليل.

5ـ الصدقة.

ومن العادات الدخيلة والظواهر السيئة على أمتنا  ظاهرة عجيبة تشيع في مجتمعاتنا، وهي انطلاق الشباب في شهر شعبان في لهوهم وغفلتهم من مباح ومحرم بحجة أنهم ينفسون عن رغباتهم وشهواتهم في شعبان احتراماً لشهر رمضان! وهم يسمون هذه الظاهرة (خم الرماد)!

وأحب أن يعلم الإخوة أن هذه الظاهرة موجودة من قديم، وقد ذم الإمام ابن رجب أصحابها حيث قال: ولربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام! وذكرو ا أن أصل ذلك متلقى من النصارى فإنهم يفعلونه عند قرب صيامهم، وهذا كله خطأ وجهل ممن ظنه، وربما لم يقتصر بعضهم على اغتنام الشهوات المباحة بل يتعدى إلى المحرمات، وهذا هو الخسران المبين .. وقد أنشد بعضهم:

 

إذا العشرون من شعبان ولت

فواصـل شـرب ليلك بالنهار

ولا تشـرب بأقداح صغـار

فإن الوقت ضاق عن الصغار

قال رحمه الله: ومن كانت هذه حاله فالبهائم أعقل منه وله نصيب من قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءاذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَٱلانْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ

وبعد ذلك مازال شبابنا في تكرار مأساة كل عام

أما زلت مصراً على أن تقابل رمضان وأنت في غفلتك؟

أما تحب أن تذوق طعم الخشوع والخضوع وحلاوة الإيمان منذ أول ليلة؟

إني أعظ نفسي وإياك … وأقول لك: الله الله في هذه الأيام أن تتفلت من بين يديك، أعلم أنك قد تكون مشغولاً بكثرة الشواغل الدنيوية أو غيرها ولكن ذلك لا يمنع أن تمحض جزءاً من وقتك للطاعة والعبادة والذكر.

اللهم أهدنا وأعف عنا وعافنا


 

 
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى