منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنوار المدينة
أهلاً وسهلااً بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى نرجو من حضرتك التسجيل
حتى تتمكن من استعمال العناوين الخارجية
منتديات أنوار المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب

اذهب الى الأسفل

أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب Empty أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الثلاثاء 30 مايو 2017 - 7:23

أبيات مختارة
تشمل:
عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب
جمع واختيار
د / عبد الله بن محمد البصيري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه
والصلاة والسلام على الرسول الكريم، وبعد:
فهذه "أبيات مختارة تشمل العقيدة والنصائح، والمواعظ والوصايا والحكم والأمثال والآداب".
اخترتها وجمعتها من مصادر عديدة، اخترتها بعد طول بحث وتأمل، وهي تتضمن معاني سامية، وحكم بالغة، ووصايا نافعة، ومواعظ زاجرة، وفوائد جامعة.
أقدمها للقراء الكرام رغبة في إفادتهم، وزيادة في علمهم وثقافتهم، وتثبيتاً لعقيدتهم وديانتهم، أقدمها للقراء الكرام بهذا الأسلوب الشيق الممتع والبيان الرائع المبدع.
وقد جعلتها في قسمين:
القسم الأول: في العقيدة وهي عقيدة أهل السنة والجماعة المأخوذة من الكتاب والسنة.
القسم الثاني: أبيات متفرقة في الحث على العلم النافع، وفي الحث على الأخلاق الفاضلة، وفي المحافظة على الوقت وصرفه فيما هو مفيد،

وفي وصايا نافعة، وفي مواعظ بالغة لإيقاظ القلوب الغافلة.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني بما فيها، وأن ينفع بها القراء الكرام.
وفي الختام أشكر الله وأحمده الذي أعانني على اختيارها وجمعها، فله الحمد والشكر.
كتبه:
الدكتور عبد الله بن محمد البصيري
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية
1/4/1419هـ
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب Empty لقسم الأول أبيات في العقيدة

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الثلاثاء 30 مايو 2017 - 7:32

القسم الأول
أبيات في العقيدة
قال أبو العتاهية 1:
فَيا عَجَباً كيف يُعْصَى الإله ... أمْ كَيف يجحده الجاحِدُ
وَلله في كلِّ تَحْريكَةٍ ... عَلينا وَتَسْكِينَةٍ شَاهِدُ
وفِي كُلِّ شَيءٍ لَهُ آيةٌ ... تَدُلُّ على أنَّهُ واحِدُ
وقال آخر 2:
تأمَّلْ فِي رَبِيع الأرْضِ وانْظُرْ ... إلى آثَارِ مَا صَنَعَ الْمَلِيكُ
عُيونٌ مِن لُجَيْنٍ 3 شَاخِصَاتٍ ... كَأنَّ حداقِها ذَهَبٌ سَبِيكُ
على قَضبِ الزَّبَرْجَدِ شَاهِدات ... بأَنَّ الله لَيسَ لَهُ شَرِيكُ
__________
1 ديوانه ص 104.
2 عزاها الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء 2/568 إلى ابن محارب القمي. وفي أكثر المصادر أنها لأبي نواس، انظر البداية 10/235، وحدائق الأنوار وبدائع الأشعار 174-175، ومحاسن الأشعار ص402.
3 اللُّجَين بالضم، هو الفضة، جاء مُصغَّرًا مثل الثرياء والكميت، (مختار الصحاح) لجن.
وقال محمود الوراق 1:
تَعْصِي الإلَه وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ ... هذا مُحَالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لأطَعْتَهُ ... إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحبُّ مُطِيعُ
وقال الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن عمر المقدسي2 "رحمه الله":
إنِّي أَقُولُ فاسْمَعُوا بَيَانِي ... يَا مَعْشَرَ الأصْحَابِ والإخْوَانِ
أُوْصِيكُم بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ... وَالبِّرِّ والتَّقْوَى مَعَ الإيمَانِ
فاسْتَمْسِكُوا بِطَاعَةِ الرَّحْمَنِ ... وَاجْتَنِبُوا الرِّجس مِنَ الأوثَانِ
أُوصِيكُم بالقولِ في القرآنِ ... بقولِ أهلِ الحقِّ والإتقانِ
لَيسَ بِمَخْلُوقٍ ولا بِفانِ ... لَكن كلامَ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ
آيَاتُهُ مُشرِقَةُ الْمَعَانِي ... مَتْلُوَّةٌ للهِ بِاللِّسَانِ
محفوظة في الصّدرِ والجنانِ ... مكتوبة في الصحف بالبنانِ
وَالْقَولُ فِي الصِّفَاتِ يَا إخْوانِي ... كَالذَّاتِ والْعِلْمِ مَعَ الْبَيَانِ
إِمْرَارُهَا مِنْ غَيْرِ مَا كُفْرَانِ ... مِنْ غَيْرِ تَشْبِيهٍ وَلا عُطْلانِ
__________
1 الكامل في اللغة والأدب 3/513، التمثيل والمحاضرة ص12، زهر الآداب 1/139، بهجة المجالس 1/395، فوات الوفيات 4/81، العقد الفريد 3/215، وذكر ابن عبد البر في بهجة المجالس أنها تنسب للشافعي، وهي في ديوان الشافعي ص92.
2 تاريخ الإسلام للذهبي، وفيات سنة 609 ص 256، البداية والنهاية 13/60.
وقال الإمام الشافعي 1 "رحمه الله":
شَهِدْتُ بِأَنَّ الله لا رَبَّ غَيرُهُ ... وَأشْهَدُ أنَّ الْبَعْثَ حقٌّ وأُخْلِصُ
وَأنَّ عُرَى الإيْمانِ قولٌ مُبِينٌ ... وَفِعلٌ زَكِيٌّ قَدْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ
وأن أبا بكر خليفة ربّهِ ... وكان أبو حفصٍ على الخير يحرصُ
وَأُشْهِدُ رَبِّي أنَّ عُثْمَانَ فَاضِلٌ ... وَأَنَّ عَلِيّاً فَضْلُهُ يَتَخَصَّصُ
أَئِمَّةُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُمُ ... لَحا الله مَنْ إيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ
وقال الحكم بن معبد الخزاعي 2:
مَنَحْتُكُم يَا أهْلَ وِدِّي نَصِيحَتِي ... وَإِنِّي بِها فِي العَالَمِينَ لَمُشْتَهِرْ
وَأظْهَرْتُ قَولَ الْحَقِّ وَالسُّنَّةِ الَّتِي ... عَنِ الْمُصْطَفَى قَدْ صَحَّ عِندِي بِهَا الْخَبَرْ
ألا إِنَّ خَيرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ... عَلَيهِ السَّلامُ بالعشى وبِالبكرْ
أبُو بَكرٍ الصِّديقُ للهِ درُّهُ ... على رَغْمِ مَن عَادَى وَمِن بَعْدِه عمر
وَبَعدهُمَا عُثمانُ ثمت بعدهُ ... أبُوالْحَسَنَ الْمُرْضِيُّ مِنْ أَفْضَلِ الْبَشر
أولئِكَ أَعْلامُ الْهُدَى ورؤسُهُ وأَفْضلُ ... مَن فِي الأرْضِ يَمْشِي على العفر 3
وَحُبُّهُم فَرْضٌ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ ... وحبُّهم فخر الفخر إذا افتخر
__________
1 الأبيات في: مناقب الشافعي للبيهقي 2/68، مناقب الشافعي للفخر الرازي 135-136، مناقب الشافعي لابن كثير 197-198، طبقات الشافعية للسبكي 1/296، ديوان الإمام الشافعي ص 77-88.
2 الأبيات في: طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ 4/53.
3 العفر: التراب.
وَحُبُّ الأُوْلَى قَدْ هَاجَرُوا ثُم جَاهَدُوا ... فَفرضٌ ومن آوى النبي ومَن نصَرَ
وَأَشْهَدُ أَنْ اللهَ لا رَبَّ غَيْرُه ... لَهُ الفَضْلُ وَالنَّعْمَاءُ والْحمْدُ والشُّكْرْ
سَيَبْدُوا لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَة بَارِزاً ... فَنُبْصِرَه جَهْراً كَمَا نُبْصِرُ الْقَمَر
وَإِنَّ كَلامُ الله لَيْس بِمُحْدَثٍ ... وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَبِاللهِ قَدْ كَفَر
أُدِينُ بِقَوْلِ الْهَاشِمِي مُحَمَّدٍ ... وَمَا بِمَقَالِ الْجَهْمِ دُنْت ولا القَدَر
ولا الرَّفضُ والإرجاءُ دِينِي وَإنَّنِي ... لَبَانٍ على التَّنْزِيلِ ثُمَّ على الأَثَرِ
فَدِينِي دينٌ قيِّمٌ قد عَرَفْتُه ... أبُوحُ بِه إنْ مُلْحِداً دِينَه سَتَرَ
بِهذا أرْجُو مِنْ إلهِي عَفْوَه ... وأرْجُو بِهَذا الفَوز يَا ربِّ من سَقَرْ
أَجِرْنِي يا رحْمَن إنَّك سَيِّدِي ... وَجَارُكَ فِي أَمْنٍ وَفي أَعْظَمِ الْخَير
وقال أبو عمرو الداني في أرجوزته السائرة 1: ...
تَدْرِي أَخِي أَيْنَ طَرِيقُ الْجَنَّةِ ... طَرِيْقُهَا الْقُرْآنُ ثُمَّ السُّنَّةِ
ومن عقود السنة: ...
وَمِنْ عُقُودِ السُّنَّةِ الإيمَانُ ... بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ
وَبِالحَدِيثِ الْمُسْنَدِ الْمَرْوِيِّ ... عَنِ الأئِمَّةِ عَنِ النَّبِيِّ
وَإِنَّ رَبَّنَا قَدِيمٌ لَمْ يَزَل ... وَهُوَ دَائِمٌ إلى غَيْرِ أَجَلِ
لَيسَ لَهُ شِبْهٌ ولا نَظِيرُ ... وَلا شَرِيكٌ لَهُ ولا وَزِيرُ
__________
1 انظر القصيدة في سير أعلام النبلاء 18/77، وفي قصائد مختارة في العقيدة، تأليف عبد الله بن محمد البصيري.
وَلا لَهُ صَاحِبَةٌ ولا وَلَدْ ... بَلْ هُوَ فَرْدٌ صَمَدٌ وِتْرٌ أَحَدْ
كَانَ وَمَا كَانَ بِشيءٍ قَبْلَهْ ... أَجَلْ وَلا شَيءٍ يَكُونُ مثلهْ
كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْلِيماً ... وَلَمْ يَزَلْ مُدَبِّراً حَكِيماً
ثم قال:
وَبَعدُ فالإيْمَانُ قَولٌ وَعَمَلْ ... وَنِيَّةٌ عَنْ ذَاكَ لَيسَ يَنْفَصِلْ
هُوَ على ثلاثَةِ مَبْنِيُّ ... خِلافُ مَا يُزِيلُه الْمَرْجِيُّ
فَتارَة يَزِيدُ بالتَّشْمِيرِ ... وَتَارةً يَنْقُصُ بِالتَّقْصِيرِ
ثم قال: (القول في باقي العقود) :
وَمِنْ صَرِيْحِ السُّنَّةِ الإقْرَارُ ... بِكُلِّ مَا صَحَّتْ بِهِ الأَخْبَارُ
فَمِنْ صَحِيحِ مَا أَتَى بِهِ الأثَرْ ... وَشَاعَ في السُّنةِ قدِيماً وانتَشَرْ
نُزولُ ربِّنا بلا امتراءِ ... في كلِّ ليلةٍ إلى السّماء
مِنْ غَيرِ ما حد ولا تكْييفِ ... سُبْحَانَه مِنْ قَادِرٍ لَطِيفِ
وَرُؤيَةُ الْمُهَيْمِنِ الجبَّارِ ... وَأنَّنَا نَرَاهُ بِالأبْصَارِ
يَومَ الْقِيَامَةِ بِلا ازْدِحَامِ ... كَرُؤْيَةِ البَدْرِ بِلا غَمَامِ
وَضَغْطَةُ الْقَبْرِ عَلى الْمَقبُورِ ... وَفِتْنَةُ الْمُنْكَر والنَّكِيرِ
وَنَحو هذا مِن أصُولِ الدينِ ... كالجائي في الصِّفَةِ واليَمِينِ
وَكالذي جاء مِنَ البيانِ ... فِي الحَوضِ والصِّرَاطِ والْمِيزَانِ
والعرشِ والكُرْسِيِّ والحِسابِ ... والْعَرْضِ والثَّوابِ والعِقابِ
والكُتُبِ والسؤالِ والشَّفاعَه ... في كُلّ عاصٍ تارِكٍ للطَّاعَهِ
وقال أحمد بن علي 1:
حَقيقَةُ إيمَانِي أقولُ لِتسْمَعُوا ... لَعلِّي بِهِ يَوماً إلى اللهِ أرجِعُ
بأنَّ لا إله غَير ذِي الطَّولِ وَحْدَهُ ... تَعالَى بِلا مِثلٍ لهُ الخلْقُ خُضَّعُ
ولَيسَ بِمَولُودٍ وليسَ بِوالِدٍ ... يَرى مَا عَليهِ الْخَلْقُ طراً ويَسْمَعُ
وذكر أبياتاً إلى أن قال:
وإنَّ كِتابَ الله لَيسَ بِمُحدَثٍ ... على ألسنٍ تَتلُو وَفِي الصَّدرِ يُجْمَعُ
وَمَا كَتَبَ الْحُفَّاظُ فِي كُلِّ مُصْحَفٍ ... كذلِكَ إنْ أبْصَرتَ أو كُنتَ تَسْمَعُ
وللجبلِ الرحْمَن لمَّا بَدا لَهُ ... تَدَكْدَكَ خَوفًا كالشظى يتقطعُ
وكلَّم مُوسى رَبُّه فَوقَ عَرْشِهِ ... عَلى الطُّورِ تَكْلِيماً فَمَا زَال يَخْضعُ
وقال الشيخ يحيى بن محمد بن هبيرة 2:
لا قَولَ عنْدَ آيَةِ الْمُتشَابِه ... للرَّاسِخينَ غيرَ "آمَنَّا بِهِ" 3
__________
1 انظر الأبيات في ذيل طبقات الحنابلة 1/46-47.
2 ذيل طبقات الحنابلة 2/272.
3 يشير إلى قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} سورة آل عمران: 7.
وقال عبد القاهر بن عبد الواحد الشافعي 1:
قِفْ عِنْدَ حُكْمِ الْمُصْحَفِ ... مِنْ غَيْرِ مَا تَحَرُّفِ ... ولا تَخَضُّ وقعت في
... أقَوالِ أَهْلِ الْبِدَعِ ...
فَإنَّهُ كَلامَهُ ... أَعْنى الْوَرَى نِظَامُهُ ... وَبَهَرَتْ أَحْكَامُهُ
... الغر جيمع الشيع ...
مِنْهُ كَمَا جَاءَ بَدَا ... فَكُنْ بِه مُعْتَضِداً ... وَلا تُجَادِل أَحَداً
... في آية وارتدع ...
وَلا تُؤول مَا وَرَد ... لله مِنْ سَمْعٍ وَيَدٍ ... وَقلْ هُوَ اللهَ أَحَدُ
... قُول امرئٍ يتبع ...
وَإِنَّهُ عزَّ وَجلَّ ... كَلَّمَّ مُوسَى ذا الوجلِ ... لَمَّا تجلى للجَبَلِ
... جَهْراً كلاماً مسمع ...
أصغى إليه فَوعَى ... بِإذْنِهِ مَا سمِعا ... ثُمَّ أَجَابَ مُسْرعاً
... جَوابَ ثَبْتٍ أروع ...
وَلا تَوافُق من غوى ... وَقُلْ بِأنْ ذا القُوى ... حَقًّا على العَرْشِ استَوى
... كَمَا أَراد فاسمعِ ...
وَهُوَ تعالى في السماءِ ... عالٍ ومعنا أينما ... بغير كيفٍ؟ لا كما
... يخْطُرُ للمُبْتَدِعِ ...
__________
1 معجم شيوخ الذهبي 1/409-410.
مَن قَاسَهُ مِنَ الْبَشَرْ ... بخلقِهِ فقدْ كَفَرْ ... وَقَدْ أَطَاعَ وَنَصَرْ
... أمْرَ الْهَوَى المتَّبَعِ ...
وَيْلاهُ من وزْنِ العَمَلْ ... وبحره عندي وشلْ ... قد غاض طاميه وقلْ
... فما ترى في منبع ...
واعترضَت جَهَنَّمُ ... وَنارُهَا تَضْطَرِمُ ... وَكُبَّ فيها الْمُجرم
... وقيلَ يا نَارُ ابْلَعِي ...
وَجَنّةُ الْفِرْدَوسِ قَد ... تَزَخْرَفت لِمَنْ عَبَدَ ... وَقَامَ لَيلاً وسَجَدَ
... في طمره المرقع ...
وَنَهدت أبْكَارُها ... واطَّرَدَتْ أنْهَارُهَا ... وَغَرَّدَت أطْيَارُها
... فِي كُلِّ غُصْنٍ مونَع ...
يا من له تبتلى ... في كل ليلٍ ألْيَل ... ومِن إليهِ مَوئِلِي
... دُونَ الْوَرَى وَمَفْزَعِي ...
صلِّ على خيرِ البَشَرِ ... مِنْ كُلِّ أنْثى وذَكَرِ ... مُحمَّدٍ وجْهَ القمرِ
... ذِي الْجَانِبِ الممنَع ...
فضل لا إله إلا الله
قال أحدهم:
مَا نَطَقَ النَّاطِقُون إِذْ نَطَقُوا ... أحْسَنَ مِن لا إله إلا هُو
تَبَارَك الله ذو الْجَلالِ وَمَنْ ... أَشْهَدُ أنْ لا إله إلا هُو
مَنْ لِذُنُوبِي وَمَنْ يُمَحِصُهَا ... غَيرُك يا مَن لا إله إلا هُو
جِنانِ خُلْدٍ لِمَنْ يُوَحِّدُهُ ... أشْهَدُ أنْ لا إله إلا هُو
نِيرَانُه لا تَحرِق مَنْ ... يَشْهَدُ أنْ لا إله إلا هُو
أقُولُها مُخْلِصاً بِلا بخل ... أشْهَدُ أنْ لا إله إلا هُو 1
قال الأمير الصنعاني "رحمه الله" 2:
الْعِلمُ فِي قَولِ لا إله إلا الله ... فَأخْلِصْ وَقُلْ لا إله إلا الله
تظْفَرُ بِما شِئتَ إنْ نَطَقْتَ بِها ... فَالْخيرُ في قَوْلِ لا إله إلا الله
كُلٌّ مِنَ الأنْبِياءِ مَطلبُهُ ... مِنْ قَومِهِ لا إله إلا الله
يِحْقِنُ دَمَ الْكَافِرِ قَولُهُم ... إنْ وُفِّقُوا لا إله إلا الله
وَيَعْصِمُ الْمَالَ وَالْبَنِينَ مَعاً ... بِقَولِهِم لا إله إلا الله
يَفْتَحُ بابَ السَّمَاءِ إذا صَعَدَتْ ... مِنْ قائِلٍ لا إله إلا الله
تهدم كُلَّ الذُّنوبِ إنْ رُفِعَتْ ... لِقائلٍ لا إله إلا الله
يُغْسَلُ مَا فِي القُلُوبِ مِنْ دَرَنٍ ... بِقَولِنا لا إله إلا الله
وَتطمَئِنُّ الْقُلُوبُ إنْ ذَكَرَتْ ... مِن قائلٍ لا إله إلا الله
دَوَاءُ داءٍ الذُّنوبِ أجْمَعِها ... فِي قَولِنا لا إله إلا الله
__________
1 هذه الأبيات أوردها ابن رجب في كتابه كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ص 71، ولم يعزها لأحد.
2 ديوان الأمير الصنعاني ص 423-424.
مَا يَجْلُو الْهَمَّ والْكُرُوبَ سِوَى ... مَقاَلُنَا لا إله إلا الله
حِصْنُ الإله الْمَنِيعِ ليسَ سِوى ... مَقَالُنَا لا إله إلا الله
طَاشَتْ سِجِلاتُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ ... إنْ قَابَلَتْ لا إله إلا الله
يَأْمَنُ مِنء كُلِّ آفَةٍ أبَداً ... مَنْ كَانَ حِصْنُ لا إله إلا الله
بِطَاقَةُ قَدْ أَتَتْ مُحَرِّرَةٌ ... فِي طَيِّهَا لا إله إلا الله
وَمَنْ يَكُن آخِرَ الْمَقالِ لَهُ ... فِي هذِهِ الدَّارِ لا إله إلا الله
يَدْخُل دَارَ السَّلامِ يَومَ غَدٍ ... بِقَولِهِ لا إله إلا الله
وَلَقِّنُوا إلى الْمَمَاتِ غداً ... مُرْتَحِلاً لا إله إلا الله
بِكُلِّ هذا أتَى الْحَدِيثُ لَنَا ... فِي فضْلِ مَنْ قَالَ لا إله إلا الله
يَا رَبِّ وَاخْتِمْ لَنَا مَقَالَتَنَا ... بِقَولِنَا لا إله إلا الله
وَاجْعَلْ خِتَامَ الْمَقَالِ عِنْدَ خِتَا ... مِ الْعُمُرِ إخْلاصُ لا إله إلا الله
ثُمَّ عَلى مَن دَعَا الأَنَامَ إلى ... مَقَالَتِهِم لا إله إلا الله
أَزْكَى صَلاة مَعَ السَّلامِ فَكُنْ ... مُصَلِّياً بَعْدَ لا إله إلا الله
وَالآلُ والصَّحْبُ مِنْ سيوفهم ... قَدء أثْمَرَت لا إله إلا الله
لَولا السُّيُوفُ الأُلى مَا سُمِعَتْ ... مِن كَافِرٍ لا إله إلا الله
قال عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني 1:
... إِلَهي ...
عَرَفْتُكَ مِن كُلِّ شَيءٍ ظَهَرْ ... ... عَرَفْتُكَ مِمَّا اخْتَفَى واسْتَتَرْ
عَرَفْتُكَ مِن حَاضِرَاتِ الْوجُودْ ... ... وَمِمَّا مَضى فِي زَمَانٍ غَبَرْ
عَرَفْتُكَ مِنْ نَفَحَاتِ الرِّيَاحْ ... ... وَمِنْ نَفَحَاتِ نَسِيمِ السَّحَرْ
عَرَفْتُكَ مِن وَطْأَة الْحَادِثاتْ ... ... وَمِن رِقةِ مثل خمل الزَّهَرْ
عَرَفْتُكَ مِن حِكَم غُلِّفَتْ ... ... بِمظْهَرِ خَيرٍ ومَظْهَرِ شَرْ
عَرَفْتُكَ مِنْ كُلِّ عُمق لديّ ... ... عَرَفْتُكَ مِنْ مَسْمَعِي والْبَصَرْ
عَرَفْتُكَ مِمَّا وَرَاءَ الشُّعُورْ ... ... عَرَفْتُكَ مِن كُلِّ شيءٍ شعرْ
... بِأنَّكَ أنْتَ الإلهُ الأحدْ ...
تَوَجَّهْتُ أنْظُرُ شَطْرَ السَّمَاءِ ... ... وَمَا جَمَعَتْ مِن بَدِيع الرّواءْ
وَسِرْتُ مَع الْوَهمِ مَا شاء لِي ... ... وَارْسلْتُهُ سَابِحاً في الفَضَاءْ
فجال طويلاً بأرْجَائِهَا ... ... وَأَمْعَنَ فِي بَاعِثاتِ الضِّيَاءْ
وَلَمَّا رَأى الْمُعْجِزَاتِ الْكِبَارْ ... ... تَجَلَّتْ بِإبداع هَذَا البِنَاءْ
تَضَاءلَ حَتَّى رأَى نَفْسَهُ ... ... أَمَام السَّمَاءِ كمِثْلِ الْهَبَاءْ
... فَأمْعَنْتُ فِي صُنْعِهَا الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
__________
1 براهين وأدلة إيمانية ص 429 وما بعدها.
.. سَماء بِهَا للفَتى الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
لَقَدْ طُفْتُ فِي الأرضِ مِنْ بَرِّهَا ... إلَى جَوِّهَا وإلى بَحْرِهَا
بِاطْوَادِها عَالِياتِ الذَّرَى ... وَدُونَ الْهِضابِ إلى غورِهَا
وَشَاهَدْتُ أنْهَارَها الجَارِياتْ ... وَنبْعاً تَفَجَّرَ مِن صَخْرِها
وَشَاهَدتُ أشجارَها باحِثاً ... وَغُصْتُ إلى مستوَى جَذْرِها
وحرَّكْتُ ضِرسِي علَى حلْوِهَا ... وَحرَّكْتُ سِنِّي على مُرِّهَا
وَنَقَلْتُ جِسمِي فِي بَردِهَا ... وقلَّبْتُ جِسمِي على حَرِّهَا
... فَأمْعَنْتُ فِي صُنْعِهَا الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
... وفي الأرْضِ للباحِثِ الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
الطَّيْرُ المغَرِّدُ
هُوَ بِالتَّغْرِيدِ مُغْرَمْ ... يَتَغَنَّى يَتَرَنَّمْ
كُلَّمَا شَاهَدَ صُبْحاً ... أَوْ رَأى زهراً تَبسَّمْ
عَبْقَرِي بِلِسان ... عالمي يتكَلَّمْ
وَلَهُ في الصّوتِ ... والتغْرِيدِ موسيقى وسلمْ
واضعُ الألْحان من ... ألحانِهِ كم يتعلَّمْ
أيْنَما طارَ رأى ما ... يشتَهي لا يَتَبَرَّمْ
وَلَهُ فِي الدّوح مَأوَى ... وَلَهُ في الدّوحِ مَغَنمْ
إنْ رأى الروضَ تقضي ... أو رأى الغدْران حومْ
هو بالحسن وبالماء ... وبالخُضرة مُغرَمْ
من هدي الطير لهذا ... الفن أم كيف تعلّمْ
... تَأمَّلتُ فِي أَمْرِه الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
... وَفِي الطَّيرِ للنَّاظِر الْمُعْتَبِر ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
الطفل الصغير
مَنِ الذي عَلّمَنِي ... فَنَّ الرّضاعِ فِي الصِّغَرْ
... وَمَن هَدَانِي أَن أمُصُّ الثَّدْيَ فعل من مهر؟ ...
... ...
... ...
من بعد أن أعده ... أفضل إعداد قدرْ
مُعلقاً في صدْرِ أمي ... حَيثُ أهْوَى وأُسَرْ
مُزوّداً بِرحمةٍ ... ومَعْملٍ ومدخَرْ
.. يَمْنحَني خير حليبٍ لطفُولات البشَرْ ...
مَهمَا أتيتُه رأيْتُ ... طازج الأكل حضر
يعدل التحضيرِ لِي ... وِفقَ احتِيَاجاتِ العمر
مُنَاسِبٌ بدفئهِ ... لِمعدَتِي ولِلمَمَر
فاغتذي منه ومن ... حنان أمي المنهمِر
تضُمّنِي وحُبّهَا ... وحضنُها لِي قد غمر
... كُلُّ الظُرُوفِ الصَّالِحات جمعت لي بقدر ...
... وكُلُّ ما يصْنَعُه النَّاسُ بديلٌ لا يَسُر ...
لأنّه يظلُّ نا ... قِصَ الشروط والأثرْ
هل كل هذا قد جرى ... مِن دون ربٍّ مُقتَدِرْ
هل تَمَّ هذا صُدفةً ... يا خُسر جاهل كفرْ
... تَفكّرتُ فِي حالِنا الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
... وَفِي الطّفل للنَّاظِر الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
النحل
مَنْ عَلّمَ النحلةَ أنْ ... تَبِني أحْلَى مَمْلكه
أسرَابُها تَسْعى إلى ... الزهر بأبْهَى حَرَكه
... تَرقُص رقصاتِ الوصيفاتِ لِترضَى المَلِكة ...
... تشمه تضمّه تَطوف حبا فلكه ...
كَعابِد في المسجد ... الحرامِ يقضِي نُسُكه
ترشف من رحيقه ... ولا تَخاف شَركه
تسلكه لمعمل ... جل قدير سلكه
تطبخه شهداً به ... شِفاؤنا والبركه
تبنِي بِناءً مُتقَناً ... حُجُراتُه كالشبَكةِ
كَأنّه سبيكَةٌ ... أي خبير سبكه
أفعالها غَرِيزَةٌ ... هادية لا ملكه
جلّ الذي ألهمها ... وقال كوني مملكه
... تَأمَّلتُ فِي خَلقِها الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
... وَفِي النحلِ للنَّاظِر الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
البحر
وقَفْتُ على الشّاطِئ الأزرق ... أُراقِب بالناظِر المحدقِ
إذا مَوجُه مِنْ تِلالِ الزُّجاجِ ... تكسر كالأمل الأخرق
شَظَايَاهُ تنبثُّ فوق الصُّخورِ ... ليَحتَفِلُ الشطُّ بالرَّونَقِ
كأن تدافع أمواجِهِ ... هُروب من الخطر المغرِقِ
أأمواج عودي ولا تحذَري ... فإنك في البحر لن تغرقي
أتبغين في البر حلو الأما ... نِ أم منه للبحر أن تسرقي
تَلحِين لا تسألِينَ الزَّمان ... ماذا مضى منه ماذا بقي
رَوائِعُ في الشَّطِّ لا تنتَهِي ... تسِيرُ مع النَّظَرِ المُطْلقِ
تَدبّرتُها بِدقيقِ الفهومِ ... لعَلِّي بالحقِّ أنْ ألْقَتِي
...
وَأرْسَلْتُ طرفِيَ فوقَ العبابِ ... فَطافَ يعومِ بِلا زورَقِ
وشاهد فيه الجوارِي الكبا ... رَ تسبحن كالبط واللقلقِ
على بركة القصر بين المروج ... تهادى بِها ورق الزنبقِ
تَدبّرتُها بدقيقِ الفهومِ ... لعلّي بالحقِّ أنْ ألتَقِي
...
فَشاهَدتُ فيها أيادِي القَدَر ... تهُزُّ القُلوبَ تهُزّ الفكرْ
تُنبّه أن العليم الحكيمْ ... ورَاءَ السُّجوف هُو المقْتَدِرْ
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب Empty وَفِي البَحْرِ للنَّاظِر الْمُعْتَبِرْ ... ... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ... ... فآمَنتُ به ... السحاب والبرق

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الثلاثاء 30 مايو 2017 - 7:45

. وَفِي البَحْرِ للنَّاظِر الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
السحاب والبرق
تَكاثَفَتِ السُّحْبُ مِلْءَ الأُفقِ ... ثِقالَ البُطونِ بِمَاءٍ غَدَقْ
وَأظْلَمَتِ الأرضُ مِن ظِلِّهَا ... وَأمْسَتْ مَصَابِيحُها تَخْتَنِقْ
وَشَقَّتْ بُرودَ الظَّلامِ البروقْ ... خَواطِفُ مِن شِدَّةٍ تَأْتَلِقْ
يَكادُ سَناهَا الشديد السّريعْ ... يخطفُ أبْصَارَنا والْحَدَقْ
فَمِن أين شحنة ذا الكهرباء ... وما هُو خزانُها المتسقْ
فطاقتها فوق حَدِّ الحسابِ ... لدينا فَمَنْ شَاء فليخْتَرِقْ
وَلَو أن كتْلتَها جمعتْ ... عَلى جبل ربما يحتَرِقْ
يُهون من أمرِها أنها ... تُبدَّدُ في جَنباتِ الأُفقْ
...
وكسرنَ كُلَّ سكُونٍ مُخِيفْ ... رعود بأرْجائها تنْطَلِقْ
فَتَأتِي بِخوف الصِّيَاحِ المثِيرِ ... من بعْدِ خوفِ السُّكُون الزَّلِقْ
فَكَم مَلَئت أنْفُسٌ بالوجيفْ ... وَكم ملئتْ أرؤس بالأرقْ
وكمْ أسْرَعتْ أنملٌ للصَّماخْ ... بِمَا نَالَهَا مِن شديدِ الفرقْ
وَأَفْرَغتِ السّحب أثْقَالَها ... فَسالَتْ سُيولٌ وسدت طرق
ودَبت بميت البلاد الحَياةْ ... فَأهْدَتْ لَنا الثّمر المؤتِلق
... تَبَصَّرْتُ بالحدَثِ الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
... أمورٌ بها لِلفَتى الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
عَجائبُ أصناف النّباتِ
عَجائِبُ لا تنْتَهي في النّباتْ ... تدُلُّ على الخالِق المقْتدرْ
عَجائِبُ في أصْلِ تَكْوِيْنِهِ ... عَجائِبُ في نَجْمه والشّجرْ
عَجائبُ لا تَنْقَضِي في الجُذُورْ ... وَفي السُّوق ثم بِفَيضِ الثّمرْ
عَجائبُ تبدوا بأوراقِه ... وما جمعتْ من ثُغُورٍ كُثُرْ
نسيج به يدهش الناظِرينْ ... وَتحتارُ فيما حواه الفكرْ
ومختلفات به لا تعد ... فتحلو صنوف وأخرى تمرْ
وكل له مِيزَةٌ في الحيا ... ة يعرف قيمتُها مَن خَبَرْ
... تَبَصَّرْتُ في أمْرهِ الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
... نباتٌ بِه لِلفتى الْمُعْتَبِرْ ...
.. رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به ...
... الأشجارُ وثمارُها ...
دَخَلْتُ الْحديقة حين ازْدَهت ... وأبْدت مَفَاتِنَها للنّظر
وَفاحتْ روائحُها الزاكياتْ ... بأنفسِ عاطرة تنتشرْ
وأدنت عطاءاتها اليانعات ... بأجمل مأكولة تنتشر
وعابثت الريح بعض الغصونْ ... وهُنَّ تُغازِلْنَ ماء النّهرْ
ولين أطرافه الزيزفون ... لترفق في لمس ورد حذر
فلا تستثار به عفة ... فيطْعَنُ مجتاز حد الْخطر
وأدركتِ الطيرُ ما قد جرى ... فلم تخفِ سرّاً ولم تنتظر
وبَاحتْ به في رؤوس التِلالْ ... وغنّتْ به في رؤوس الشجرْ
ومِن عجب في نظَام الثِّمارْ ... وفِي كُلّ ما خلق المقتدر
نظام ازدواج الأصول الذي ... يشابه أزواجنا في البشر
... بَصَرْتُ بإتقانِها الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
... ثِمارٌ بِها لِلفتى الْمُعْتَبِرْ ...
... رَوائعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ ...
... فآمَنتُ به
الإبداع
...
ما يبدع المبدعونَ أجمعْ ... إلا وفي الكائناتِ أبدعْ
وما ارتقتْ صنعةٌ لقومٍ ... إلا وفي الكائنات أرفعْ
يا صانِعي الطائراتِ هلاّ ... أولدتموها بألف مصنع
هل تُنْشئون الزوجين منها ... وتتركون البطون تدفع
وتجعلون الإنسان منها ... بنفسها للوجود تنبع
ولو صنعتم مثال مُخٍّ ... لما كفتكم (برلين) أجمع
ولو أردتم خلقاً عجزتم ... عن خلق طيرٍ أو خلق ضفدع
فلا تغرنكم نفوسٌ ... بِما صنعتم في كل مربع
فأنْتُموا جامعوا قواها ... وللقوى فوقهن مبدع
من أنصف الحقّ ما تحدى ... بِعُودِهِ الشمسَ وهي تسطع
حقائق الكونِ شاهِدات ... بأنها صنعة القديرِ
صنعة ذي حكمة وعلمٍ ... صنعة ربٍّ حي كبيرٍ
يدبر الأمر ليس يَخفى ... عليه خافٍ من الأمورِ
آمنتُ بالله ملءَ فِكري ... وملء ما في من ضميرِ
رضيتُ بالله في أموري ... في الحزن منها وفي السرورِ
آمنتُ بالله وحده
الله لا شيء قبله الله لا ش ... ـيء بعده آمنت بالله وحده
هو الإله الممجدْ ... بعزه قد تفرّد
بِحُكمه قد توحّدْ ... له نَذِلُّ ونسجدْ
له نُطيعُ ونعبد ... وبالعبادة نسْعَدْ
... وبالسعادة نخلد ...
الله لا شيء قبله الله لا ش ... ـيء بعده آمنت بالله وحده
آمنت بالله وحده ... وصُنْتُ عقلي ورشده
من أن يضيع مجدهْ ... فيغدو الكفر قصدهْ
أو يُمسي الشرك عقده ... أو الضلال مردهْ
... فتُمسي النار مهده ...
ما يزعمون بسخفِهم ... من تافهٍ فليزعموا
وليلحدوا بالله ... وليتكبروا وليجرموا
وليشركوا ما أشركوا ... بَّ الناس وليتبَرَّموا
وليجحدوا الرحمن ر ... بكسبهم فليفهموا
هم يهرعون إلى الشقاءِ ... وليوهموا ما أوهموا
ويقدمون إلى العذاب ... نفوسهم فليعلموا
ساداتهم من جند ابل ... يس اللعين هم هموا
سلكوا مسالكه وشطر ... المهلكات تقدموا
وتكبروا وتطاولوا ... وتمردوا وتهجموا
فَهَوَوْا بوادي كفرهم ... وتقسموا وتحطموا
كل يخابط دربه ... كل يلاعن حزبه
وأيَّد الله جنده ... وبدد الكفر وحده
الله لا شيء قبله الله لا ش ... ـيء بعده آمنت بالله وحده
وبالنبي محمد ... وبالكتاب الممجد
في الكون آيات
وقال عبد الرحمن بن عبد القادر العلمي 1:
من أطبق الظلام ... في الأفق الفسيح
فانتشر الهوام ... مزمجراً يصيح
...
...
... الله ذو الجلال ...
من أظهر القمر ... في ليله البهيهم ...
وأوجد السحر ... يعبق بالنسيم ...
... الله ذو الجلال ...
__________
1 المختار من الفوائد والآداب والعبر والأخبار ص 311.
من أوجد الصباح ... بضوئه الجميل
فيشمل البطاح ... كم فيه من دليل
... في صنع ذي الجلال ...
من فتّح الزهور ... تبسم في جُبُور
وعلّم الطيور ... تبني لها الوكور
... الله ذو الجلال ...
من أنشأ السحاب ... تصعد كالجبال
تكسب في الهضاب ... مِن مائِها الزلال
... الله ذو الجلال ...
مَن أطعم الجنين ... في ظلمة البطون
غذاءه بدون ... المضغ في سكون
... الله ذو الجلال ...
مَن أودع الضمير ... في أعمق الإنسان
في وخزه المثير ... يطارد البطلان
... الله ذو الجلال ...
من ألْهَمَ الأوّاه ... يعبدُ في خُشوع
يهفو إلى مولاه ... فيذرف الدموع
...
الله ذو الجلال
...
توحيد ومناجاة
للشاعر الأزهري، الشيخ محمد الأسمر 1:
تعاليت يا رب ما أجلّك، خلقت الخلق، وأجريت الرزق، بك ينمو الزرع، ويدر الضرع. سبحانك اللهم ما أوسع ملكك، وما أعظم سلطانك، السماء والأرض لك، والملائكة الأطهار جندك، والملوك المتوجون عبيدك، تباركت وتعاليت، صنعت فأعجزت، وصوّرت فأحسنت، الجن والإنس خلقك، والجسم والروح عملك، لا إله إلا أنت.
منحتنا بصائر لا تنكوك، وأبصاراً لا تدركك، يسبح الرعد بحمدك، ويترنم الطائر بمجدك، البحار لا تقر من خشيتك، والجبال جامدة من هيبتك، ولقد جرى النسيم بلطفك، وتقلب كل مخلوق في رحمتك، تباركت تباركت لا أول قبلك، ولا آخر بعدك، كيف تخفى والشمس بعض بيناتك وكيف تدرك والروح بعض أسرارك؟ فأنت الأول والآخر والظاهر والباطن، تعاليت تعاليت. آمن بك المؤمن ولم يرك، وجحدك الجاحد ووجوده شاهد بوجودك، سبحانك سبحانك، بَهَرَتْنَا آلاؤُك، وغاب عنا لألاؤُك، ماءٌ وحجر، وأرضٌ وقمر، وزاحف وطائر، وصادح وناغم، أنْبَتَّ لنا من الأرض عجباً، نخيلاً وأشجاراً،
__________
1 صيد القلم لخالد سيد علي ص 403-404.
وأزاهير وأثماراً، رب من أين للورد شذاه ومن أين للغصن عوده ولحاه ومن أين للثمار طعومها المختلفة وأشكالها المتباينة، وألوانها المتغايرة من أين كل هذا يا رب سائغ وغير سائغ، وناصع وفاقع، تباركت، مُخرج الخضراء من الغبراء، وخالق العجب من طين وماء، سبحانك اللهم سبحانك، جلّت عظمتك، وتعالت قدرتك. أعجزت الإنسان بالجبال، بل أعجزت الإنسان بذات الإنسان، عظم ولحم، وعروق ودم، وظفر وشعر وسمع وبصر، قلت للسان ذق وهو لحمة فذاق، وقلت للعين أبصري وهي شحمة فأبصرت، سبحانك اللهم.
وهذا القلب الخافق بم يخفق أشهد أن لا إله إلا أنت رب المشارق والمغارب، والنجوم والكواكب، تباعدت فهي منفصلة، وتجاذبت فهي متصلة، عجزت عقولنا عن الإحاطة ببعض ما خلقت فكيف نحيط بك. سبحانك سبحانك، هذه دنياك فكيف آخرتك، وهذا شأن آثارك فكيف شأنك، تباركت من إله صادق، وتعاليت من رب حق.
وقال الشيخ أبو عمر محمد بن أحمد المقدسي الفقيه الإمام العالم الزاهد 1:
__________
1 مناقب الشيخ أبو عمر المقدسي للحافظ ضياء الدين المقدسي ص 76 إلى ص 78، وتاريخ الإسلام للذهبي وفيات سنة 609 ص256، البداية والنهاية 13/60.
? تنبيه: سبق أن أوردت بعض أبيات هذه القصيدة، ولم أوردها هناك كاملة لسبب فني، فأوردتها هنا كاملة تتميماً للفائدة.
إني أقول فاسمعوا بياني ... يا معشر الأصحاب والخلانِ
أوصيكم بالعدل والإحسانِ ... والبِرِّ والتقوى مع الإيمانِ
فاستمسكوا بطاعة الرحمنِ ... واجتنبوا الرجس من الأوثانِ
واجتنبوا مكايد الشيطانِ ... فإنه يأمر بالعدوانِ
والكفر والفسوق والعصيانِ ... والبغي والفحشاء والبهتانِ
يزين الغرور للإنسانِ ... ثم قصاراه إلى الخذلانِ
كفعله يوم التقى الجمعانِ ... ما هذه الدنيا لكم بشانِ
فارفضوها لتقى الرحمنِ ... فإنها دار أولى الإضغانِ
وذمها في محكم القرآن ... سرورها قد شيب بالأحزانِ
ألا كل من عليها فإنِ ... إن الغنى والفقر يُعرفانِ
عند ظهورِ الربح والخسرانِ ... بعد عبور الجسر والميزانِ
هنالك العالَم فرقتانِ ... ففرقة في غرف الجنانِ
مسرورة بالعفو والغفرانِ ... محبورة بالبشر والرضوانِ
محبوة بالروح والريحانِ ... وفرقة في ظلل النيران
قد دفعوا لمالك الغضبانِ ... وجوههم مسودة الألوانِ
شرابهم من الحميم الآنِ ... ثيابهم فيها من القطرانِ
يدعون بالثبور والخذلانِ ... ووصف ما خص به الصنفانِ
في سورة الرحمن مذكورانِ ... أوصيكم بالقول في القرآنِ
بقول أهل الحق والإتقانِ ... ليس بمخلوق ولا بفانِ
لكن كلام الملك الديانِ ... آياته مشرقة المعاني
متلوة لله باللسانِ ... مكتوبة في الصحف بالبنانِ
محفوظة في الصدر والجنانِ ... والقول في الصفات يا إخواني
الوجه والتنزيل واليدانِ ... كالذات والعلم مع الإتيانِ
ثم استوى في سورة الفرقانِ ... وغيرها من سور المثاني
إمرارها من غير ما كفرانِ ... من غير تشبيه ولا عدوانِ
وما على التأول من برهانِ ... لأن أهل الحفظ والإتقانِ
أصحاب خير الخلق من عدنان ... والتابعين القوم بالإحسانِ
كذاك كل عالم رباني ... أمرُّوها كما أتت مع العرفانِ
لم يختلف منهم كذاك اثنانِ ... وهم لنا قدوة في الأديانِ
وفي زيادة الإيمانِ والنقصانِ ... دليل حقِّ جاء في القرآنِ
... فِي سورة التوبةِ آيتانِ ...
... هو الله 1 ...
هو أوّلٌ هو آخر هو ظاهِرُ ... هو باطنٌ ليس العيونُ تراه
حجبتْه أسرارُ الجلال فدونَه ... تقفُ الظنون وتخرسُ الأفواه
__________
1 صيد القلم، لخالد سيد علي ص 392.
صمد بلا كفءٍ ولا كيفيةٍ ... ابداً فما النُّظراءُ والأشباه
سبحان من عنت الوجوه لوجههِ ... وله سجودُ أوجه وجباه
ما كان يعبد من إله غيره ... والكل تحت القهر وهو إله
... توحيد 1
...
يا واحداً في ملكه أنتَ الأحد ... ولقد علمت بأنك الفرد الصمد
لا أنت مولودٌ ولستَ بوالدٍ ... كلا ولا لكَ في الورى كُفواً أحد
... قدرة الله تعالى 2
...
سلِ الواحةَ الخضراءَ والماءَ جاريا ... وهذي الصحاري والجبال الرواسيا
سلِ الروضَ مُزْداناً سَل الزهرَ والنّدى ... سلَ الليلَ والإصباحَ والطيرَ شاديا
وسلْ هذه الأَنْسَامَ والأرضَ والسما ... وسَلْ كلًّ شيء تسمعُ الحمد ساريا
ولو جَنّ هذا الليل وامتد سرمدا ... فمَنْ غيرُ ربي يُرْجع الصبحَ ثانيا
__________
1 المصدر السابق ص 393.
2 المصدر السابق ص 394-395.
فلو غاض هذا الماء في القاع هل لكم ... سوى الله يُجْريه كما شاء راويا
ولو أن هذي الريح ثارت وأعفرت ... أفي كونكم من يوقفُ الريحَ ناهيا
ألا أيها البحّاثُ ما بال بحْثِكم ... توقّف مَشْدُوها لدى الكون واهيا
إلهي ضل الناس في جنح غيِّهم ... وليس لهم إلاكَ يا ربُّ هاديا
... أناشيد تهتف بالوجود والوحدانية
...
انظرُ لتلك الشجرة ... ذات الغصون النَّضرة
كيف نمت من جنة ... وكيف صارتَ شجرة
فانظرْ وقلْ من ذا الذي ... يخرج منها الثمرة
... ذاك هو الله الذي أنعمه مُنْهَمِرة ...
... ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة ...
... انظر إلى الشمس التي جذوتها مستعرة ...
... فيها ضياء وبها حرارة منتشرة ...
... من ذا الذي أوجدها في الجو مثل الشرة ...
... ذاك هو الله الذي أنعمه مُنْهَمِرة ...
.. ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة ...
... أنظر إلى الليل فمن أوجد منه قمره ...
... وزانه بأنجم كالدرر المنتشرة ...
... ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة ...
... ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة ...
... أنظر إلى المرء وقل من شق فيه بصره ...
... من ذا الذي جهَّزه بقوة مُفْتكِرَة ...
... ذاك هو الله الذي أنعمه مُنْهَمِرَة ...
... ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة ...
... مع الله والذرة 1 ...
قال الشيخ إبراهيم بدوي:
من قصيدة مع الله والذرة:
قل للطبيب تخَطَّفَتْه يدُ الردى ... يا شافيَ الأمراض من أَرداكا
قل للمريض نجا وعُوفى بعدما ... عجزتْ فنون الطِّب من عَافاكا
قل للصحيح يموتُ لا مِنْ علّةٍ ... من بالمنايا يا صحيحُ دهاكا
قل للبصير وكان يَحْذر حُفْرة ... فهوى بها من ذ الذي أهواكا
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام ... بلا اصطدام من يقود خطاكا
__________
1 المصدر السابق ص 396.
قل للجنين يعيشُ معزولاً بلا ... راع ومرعى ما الذي يَرْعاكا
قل للوليد وأجهش بالبكاء ... لدى الولادة ما الذي أبكاكا
وإذا ترى الثعبان ينفث سُمّه ... فاسْأله من ذا بالسموم حشاكا
واسأله كيف تعيش يا ثعبانُ أو ... تحيا وهذا السم يملأُ فاكا
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت ... شهداً وقل للشَّهد من حَلاّكا
بل سائل اللبن المصفّى كان بين ... دم وفرث ما الذي صَفّاكا
... شعر في وصف الجنة 1 ...
وما ذاك إلا غيرة أن ينالها ... سوى كفئها والرب بالخلق أعلم
وإن حجبت عنا بكل كريهة ... وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم
فلله ما في حشوها من مسرة ... وأصناف لذات بها يتنعم
ولله يرد العيش بين خيامها ... وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المز ... يد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيالك الوادي يهيم صبابة ... محب يرى أن الصبابة مغنم
ولله أفراح المحبين عندما ... يخاطبهم من فوقهم ويُسَلِّم
ولله أبصار ترى الله جهرةً ... فلا الضَّيم يغشاها ولا هي تسأم
فيا نظرةً أهدت إلى الوجه نَضْرةً ... أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خيرة إن تبسمت ... أضاء لها نور من الفجر أعظم
__________
1 الأبيات لابن القيم، انظر "حادي الأرواح" ص 7-9.
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت ... ويا لذة الأسماع حين تكلم
ويا خجلة الغُصْن الرطيب إذا انثنت ... ويا خجلة الفجرين حين تَبَسَّم
فإن كنت ذا قلب عليلٍ بحبها ... فلم يبق إلا وصلها لك مرهم
ولاسيما في لثْمها عند ضمِّها ... وقد صار منها تحت جيدك معصم
تراه إذا أبدت له حسن وجهها ... يلذَّ به قبل الوصال وينعم
تفكّه منها العين عند اجتلائها ... فواكه شتى طلعها ليس يعدم
عناقيد من كَرْم وتفاحِ جنَّةٍ ... ورمان أغصانٍ به القلب مغرم
وللورد ما قد ألبسته خدودها ... وللخمر ما قد ضمّه الريقُ والفَم
تقسم منها الحسنِ في جمع واحد ... فيا عجبا من واحد يتقسم
لها فرق شتى من الحسن أجمعت ... بجملتها إن السلو محرم
تذكر بالرحمن من هو ناظر ... فينطق بالتسبيح لا يتعلثم
إذا قابلت جيش الهموم بوجهها ... تولى على أعقابه الجيش يهزم
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا ... فهذا زمان المهر فهو المقدَّم
ولما جرى ماء الشبابِ بغُصْنِها ... تيقن حقاً أنه ليس يهرم
وكن مبغضاً للخائنات لحبها ... فتحظى بها من دونهن وتنعم
وكن أيِّما ممن سواها فإنها ... لمثلك في جنات عدن تأيَّم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد ... تفوز بعيد الفطر والناس صوّم
وأقدم لا تقنع بعيش منغصٍ ... فما فاز باللذات من ليس يقدم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ... ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدنٍ فإنها ... منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطَّت به أوطانه فهو مُغْرم
وأي اغترابٍ فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم
وحي على السوق الذي فيه يلتقي المح ... بون ذاك السوق للقوم يعلم
فما شئت خذ منه بلا ثمن له ... فقد أسلف النجار فيه وأسلموا
وحي على يوم المزيد الذي به ... زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحي على وادٍ هنالك أفيحٍ ... وتربته من إذْفَر المسْكِ أعظم
منابر من نور هناك وفضة ... من خالص القيان لا تتقصم
وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا ... من دون أصحاب المنابر يعلم
فبينا همو في عيشهم وسرورهم ... وأرزاقهم تجري عليهم وتقسم
إذا هم بنور ساطع أشرقت له ... بأفطارها الجنات لا يتوهم
تجلَّى لهم ربُّ السموات جهرةً ... فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميعهم ... بآذانهم تسليمه إذ يُسَلم
يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما ... تريدون عندي أنني أنا أرحم
فقالوا جميعاً نحن نسألك الرضا ... فأنت الذي تُولي الجميلَ وترحم
فيعطيهم هذا ويشهد جمعهم ... عليه تعالى الله فالله أكرم
فيا بائعا هذا ببخس معجَّلٍ ... كأنك لا تدري، بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب Empty القسم الثاني أبيات متفرقة وتشمل: نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الثلاثاء 30 مايو 2017 - 7:56

القسم الثاني
أبيات متفرقة
وتشمل:
نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب
نزهة الألباب في الحكم والآداب
قال أبو الحسن علي بن عبد الله بن مفرج القرشي النابلسي 1:
الحمدُ لله القديم الماجِدِ ... ذي الطَّولِ والإنعامِ والمحامِدِ
حمداً يفوقُ حمدَ كلِّ الخلقِ ... وما أطيقُ شُكْرَ بعضِ الحقِّ
ثُمَّ الصلاة بعدُ والسلامُ ... على نبي دينه الإسلامُ
سَأَلْتَنِي الإفصاح عن ذا الحِكَمِ ... ونزهة الألباب، خذها كالعَلَمِ
خُذ يا بُنَيَّ هذه النَّصائحا ... واستعملنها غادياً ورائحا
لتقتني منفعة وحكمةً ... وتثنيني عن منن ونعمة
فحفظها يهدي إلى دار البقاء ... وحبها يهزم أجناد الشقاءِ
إذا ابتدأت الأمر سمِّ اللهَ ... وأحمده وأشكره إذا تناها
وكُلَّما رأيت مصنوعاتِهِ ... والْمُبدعاتِ مِن عَلا آياته
فاذكره سراً سرمداً وجهراً ... لتشهدن يوم الجزاء أجراً
...
ما زالَتِ الأيامُ تأتي بالعبر ... أفق وسلم للقضاء والقدر
كم آية مرت بنا وآية ... في بعضها لمن وعى كفاية
ونحن في ذا كله لا نعتبر ... ولا نخاف غيبها فنزدجر
__________
1 نزهة الأبصار في محاسن الأشعار ص 317 وما بعدها.
أليس هذا كله تأديبا ... فمالنا لا نتقي الذنوبا
لكن قسى قلب وجفت أدمعٌ ... إنا إلى الله إليه المرجعُ
فنسأل الرحمن ستر ما بقي ... وعفوه واللطف فيما نتقي
فكم وكم قد أظهر الجميلا ... وستر القبيح جيلاً جيلاً
حتى متى لا نرعوي بالوعظ ... وأنت تنبو كالغليظ الفَظِّ
تطوي الليالي العمر طيا طيا ... وأنت لا تزاد إلا عتيا
فلا تبت إلى على وصية ... فإنها عاقبة مرضية
هيهات لابد من النزوح ... حقا ولو عمرت عمر نوح
فنسأل الله لنا السلامة ... في هذه الدنيا وفي القيامة
أعدد لجيش السيئات توبة ... فإنها تهزم كل حوبة
وارجع إلى ربك فاسألنه ... ولا تحد طرفة عين عنه
أفضل زاد المرء تقوى اللهِ ... سبحانه جل عن التناهي
عليك بالتقوى وكل واجب ... وترك ما يخشى وشكر الواهب
العلم والحلم قرينا خيرٍ ... فالزمها وُقيت كل ضير
فالعِلْمُ عِزٌّ لا يكاد يَبْلَى ... والْحِلْمُ كَنْزٌ لا يكاد يفنى
العلم لا يحصى فخذ محاسنه ... ونبه القلب الصدي من السنة
أجمل شيء للفتى من نسبه ... إكثاره من علمه وأدبه
إن كنت محتاجاً إليه مانكا ... أو غير محتاجاً إليه زانكا
لا خير في علم بغير فهم ... ولا عبادات بغير علم
لا تطلبن العلم إلا للعمل ... فاعمل بما علمته قبل الأجلِ
فإن فيه غاية السلامة ... هذا إذا كان بلا سآمة
نصح الورى من أفضل الأعمالِ ... والبِرُّ والرفق بلا اعتلال
إياك إياك الرياء يا صاحِ ... فتركه أقرب للفلاحِ
فالعمر ما كان قرين الطاعةِ ... هذا ولو قدر بعض ساعةِ
حث كنوز الدمع في الخنادس ... بين يدي ربك غير آيسِ
على سوادِ خالِ خدّ الصبح ... تتلو المثاني راغِباً في الربحِ
وقل بما جاء به خير البشرِ ... هب لي الرضا بالقضاء والقدرِ
واجعل لنا من هم فرجاً ... فضلاً، ومن غم وضيقٍ مخرجاً
... نصيحةُ الإخوان ومرشدُ الخلانِ
...
قال ابن الوردي 1:
اعتزل ذكر الأغاني والغزل ... وقل الفصل وجانب مَن هزلْ
ودع الذكر لأيام الصِّبا ... فلأيام الصبا نجم أفلْ
__________
1 كفاية الإنسان من القصائد الغرر الحسان ص 165 وما بعدها إلى ص 168، وديوان ابن الوردي ضمن مجموعة الرسائل الكمالية ((في الأدب)) ص 338.
واتقِ الله فتقوى الله ما ... جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً ... إنما من يتقي الله البطل
صدق الشرع ولا تركن إلى ... رجل يرصد بالليل زُحَل
حارت الأفكار في قدرة مَن ... قد هدانا سبلنا عز وجل
...
أُطلب العلم ولا تكسل فما ... أبعد الخير على أهل الكسل
واحتفل للفقه في الدين، ولا ... تشتغل عنه بمال وخول
...
لا تقل: قد ذهبت أربابه ... كلُّ مَن سار على الدرب وصل
في ازدياد العلم إرغام العِدَى ... وجمالُ العِلمِ: إصلاحُ العمل
جَمِّلِ المنطق بالنحو، فمن ... يحرم الإعراب بالنطق اختبل
...
اعتبر (نحن قسمنا بينهم) ... تلقه حقاً، وبالحقِّ نَزَل
...
لا تقلْ أصلي وفصلِي أبداً ... إنّما أصل الفتى ما قد حصل
...
لا تلِ الحكم وإن هم سألوا ... رغبة فيك وخالف من عذل
إن نصف الناس أعداء لمن ... ولي الأحكام، هذا إن عَدَل
غِب، وزُرْ غِبّاً تزد حُباً فمن ... أكثر الترداد أضناه الملل
خذ بحد السيف واترك غمده ... واعتبر فضل الفتى دون الحلل
حبك الأوطان عجزٌ ظاهرٌ ... فاغترب تلق عن الأهلِ بدَل
فبِمُكْثِ الماء يبقى آسِناً ... وسرى البدر به البدر اكتمل
... إن في الموت لعبرة ...
قال إبراهيم بن مسعود الألبيري 1:
يا أيها المغتر بالله ... فر من الله إلى الله
ولُذ به واسأله من فضله ... فقد نجا مَن لاذ باللهِ
وقُم له والليل في جنحه ... فحبذا من قام لله
واتل من الوحي ولو آيةً ... تُكسى بها نوراً من اللهِ
وعفّر الوجه له ساجداً ... فعزّ وجهٌ ذَلَّ لله
فما نعيمٌ كمناجاتِهِ ... لفائت يخلص لله
وابعد عن الذنب ولا تأتهِ ... فبعده قربٌ من اللهِ
يا طالِباً جاهاً بغير التقى ... جهلت ما يدني من اللهِ
__________
1 كفاية الإنسان من القصائد الغرر الحسان ص 233 إلى 235.
لا جاه إلا جاه يوم القضا ... إذ ليس حكم لسوى اللهِ
وصار مّن؟ يسعد في جنة ... عالية في رحمة اللهِ
ستسكن في الفردوس في قبة ... من لؤلؤ في جيرة الله
ومن يكن يقضى عليه الشقا ... في حاحم في سخط الله
يسحب في النار على وجهه ... بسابق الحكم من الله
يا عجباً من موقنا بالجزا ... وهو قليل الخوف لله
كأنه قد جاءه مُخبرٌ ... بأمنه من قِبَلِ اللهِ
يا رُبَّ جَبَّارٌ شديدُ القوى ... أصابه سهم من اللهِ
فأنقد المقتل منه وكم ... أصمت وتصمى أسهم الله
وغاله الدهر ولم تغنه ... أنصاره شيئاً من الله
واسْتُلَّ قَسْرأ من قصور إلى ... أجداث واستسلم لله
مرتهناً فيها بما قد جنى ... يُخشى عليه غضب اللهِ
ليس له حول ولا قوة ... الحول والقوة لله
يا صاح سر في الأرض كيفما ترى ... ما فوقها من عبر الله
وكم لنا من عبرة تحتها ... في أمم صارت إلى الله
من ملك منهم ومن سوقة ... حشرهم هين على الله
والحظ بعينك أديم السما ... وما بها من حكمة الله
ترى بها الأفلاك دوارة ... شاهدة بالملك لله
وهي وما غاب وما قد بدا ... من آية في قبضة الله
توحد الله على عرشه ... في ملكه فالأمر لله
وما تسمى أحد في السماء ... والأرض غير الله بالله
إنّ حمى الله منيعٌ فما ... يقرب شيء من حمى اللهِ
لا شيء في الأفواه أحلى من الت ... وحيدِ والتمجيد لله
ولا اطمأن القلب إلا لمن ... يعمره بالذكر لله
وإن رأى في دينه شبهة ... أمسك عنها خشية الله
من الأبيات السائرة قول أبي العتاهية 1:
المَوتُ بابٌ وكلُّ الناس داخِلُهُ ... يا ليتَ شِعْرِي بعدَ البابِ ما الدارُ
الجواب:
الدَّارُ جنّةُ عدنٍ إنْ عَمِلتَ بِما ...
يُرضِي الإلهَ، وإنْ خالَفْتَ فالنَّارُ
آخر 2:
...
مَنْ يشتري قُبّةً في الخلدِ عالِيةً ... في ظِلِّ طوبى رفيعات مبانيها
دلاّلُها المصطفى واللهُ بائِعُها ... ممن أراد، وجبريل مُنَادِيها
قال أبو العتاهية 3: ...
إنّ الشبابَ والفراغَ والْجِده ... مُفسدةٌ للمرء أي مَفسدة 4
...
__________
1 الديوان ص 141.
2 ثمار القلوبِ في المضاف والمنسوب لأبي منصور الثعالبي ص 695-696.
3 الديوان ص 448.
4 هذه الخصال تكون مفسدة إذا لم تشتغل في الخير، أما إذا استعملت في الخير فنعمةِ المصلحة.
وقال عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم 1:
وفِينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشقَّ معروف من الفجرِ ساطعُ
أرانا الهُدى بعد العمى فقلوبنا ... به مُوقناتٍ أن ما قالَ واقِعُ
يبيتُ يُجافي جنبه عن فِراشِهِ ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجِعُ
وقال عبد الله بن رواحة أيضاً 2:
شَهِدتُ بإنَّ وعد الله حقٌّ ... وأنّ النارَ مثوى الكافرينَ
وأنّ العرشَ فوق الماءِ طافٍ ... وفوقَ العرشِ ربُّ العالمينَ
وتحمِلُهُ ملائكَة كِرام ... ملائكة الإله مسومينا
وقال عبد الله بن المبارك 3:
رأيتُ الذنوب تميتُ القلوبَ ... ويتْبَعُها الذل إدمانها
وترك الذنوب حياةُ القُلوبِ ... وخير لنفسكَ عِصيانُها
وهل بَدَّلَ الدينَ إلا الملوك ... وأحبارُ سوءٍ ورُهبانُها
وكان عبد الله بن المبارك يتمثل بهذه الأبيات 4:
اغتنمْ ركعتينِ زلفى إلى الل ... ـهِ إذا كنتَ فارِغاً
وإذا ما هممتَ بالنطقِ بالبا ... طِلِ فاجعل مكانه تسبيحاً
__________
1 فتح الباري في شرح صحيح البخاري 3/48 رقم (1155) .
2 اجتماع الجيوش الإسلامية ص 308.
3 ديوان عبد الله بن المبارك ص 67.
4 طبقات الشافعية 1/286.
فاغتنام السُّكُوتِ أفضل مِن خَوْ ... ضٍ وإن كنتَ بالكلامِ فصيحاً
قال أبو العتاهية 1:
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقلْ ... خلوتُ، ولكن قلْ: عليّ رقيبُ
ولا تحسبنّ الله يغفلُ ما مضى ... ولا أنّ ما يخفى عليه يغيبُ
لهونا لعمر الله حتى تتابعتْ ... ذنوبٌ على آثارهِنَّ ذنوبُ
فياليت أن الله يغفِرُ ما مضى ... ويأذن في توباتنا فنتوبُ
قال الإمام الشافعي 2:
ولمّا قسا قلبي وضاقت مذاهِبي ... جعلتُ رجائي نحو عفوكَ سُلّماً
تعاظَمَنِي ذنبِي فلمّا قرنتهُ ... بعفوكَ ربّي كان عفوكَ أعظَمَاً
فمازلتَ ذا عفوٍ عن الذنبِ لم تَزَل ... تجودُ وتعفو مِنّةً وتكرُّماً
...
وذكر ابن عبد البر أن الحسن البصري رحمه الله كان في طريقه إلى مكة يحدو 3:
... يا فالِقَ الإصباح أنت ربّي ...
... وأنتَ مولاي وأنت حسبِي ...
... فأصلِحن باليقينِ قلْبِي
...
__________
1 الديوان ص 21.
2 الديوان ص 120.
3 بهجة المجالس 2/277.
. ونجِّنِي من كَرْبِ يوم الكربِ ...
قال أبو نواس 1:
يا ربِّ إن عظُمت ذنوبي كثرةً ... فلقد علمت بأنّ عفوكَ أعظَمُ
إن كان لا يرجوك إلا مُحْسِنٌ ... فبمن يلوذ ويستجيرُ المجرمُ
أدعوك ربِّي كَما أمرت تضرعاً ... فإن رددت يدي فمن ذا يرحمُ
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا ... وجميلُ عفوك ثم إنّي مُسلِمُ
وقال أيضاً 2:
سبحان من خلَق الْخل ... قَ من ضعيفٍ مهينِ 3
يسوقه من هواء ... إلى قرارٍ مكينِ
في الحجب شيئاً فشيئاً ... يحور دون العيونِ
حتى بدتْ حركات ... مخلوقة من سكونِ
وقال أحدهم 4:
فلا تغرنك الأيام يا رجل ... واعمل فليس وراء الموت معتمل
وانظر لنفسك لا تشقى لعيشتها ... قبل الفراق إذا ما جاءك الأجلُ
واحذر أخي فإن الموت مقتربٌ ... ولا يغرنك التسويف والأملُ
__________
1 الديوان ص 618.
2 الديوان ص 619.
3 يشير إلى قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} سورة السجدة: 8.
4 التدوين في أخبار قزوين 4/67.
وقال آخر 1:
قد كُنتَ ميتاً فصرتُ حيّاً ... وعن قريب تصيرُ ميتاً
عز بدار الهوان بيت ... فابن بدار البقاء بيتاً
وقال محمد بن الربيع الموصِلي 2:
الناس من جهة التفضيل أكفاء ... أبوهم آدم والأمّ حواءُ
فإن يكن لهم في أصلهم شرفٌ ... يُفاخرون بِهِ فالطينُ والماءُ
ما الفخرُ إلا لأهلِ العلمِ أنهمُ ... على الهدى لمن استهدى أدلاّءُ
وقيمة المرء ما كان يُحسِنُهُ ... والجاهِلُون لأهلِ العلم أعداءُ
فعشْ بعلمٍ تفز حيّاً به أبداً ... الناس موتى وأهل العلمِ أحياء
وقال آخر:
أبِي الإسلامُ لا أبَ لي سِواهُ ... إذا افتخروا بِقيسٍ أو تميمِ 3
وقال علي بن الجهم 4:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلاً أن تُعَدّ معايِبُه
__________
1 التدوين في أخبار قزوين 1/303.
2 الشوارد 1/35.
3 هذا الدين بين جهل أبنائه وكيد أعدائه، د/ محمد الوكيل 47.
4 ديوان ابن الجهم 118 سجاياه: طباعه وأخلاقه.
وقال أبو مسلم الخراساني 1:
ومن رعى غنماً في أرض مسبعةٍ ... ونام عنها تولّى رعيها الأسدُ
وفي تفضيل الربيع على سائر الف ... ـصول يقول الصنوبري 2:
إن كان في الصيف ريحانٌ وفاكِهةٌ ... فالأرض مُسْتَوقِدٌ والجوُّ تَنُّورُ
وإن يكن في الخريف النخل مخترفاً ... فالأرض محسورة والجو مأسورُ
وإنْ يكن في الشتاء الغيث متصلاً ... فالأرض عرياناً والجو مقرور
ما لدهر إلا الربيع المستنير إذا ... جاء الربيع أتاك النَّور والنُّور
فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة ... والنبتُ فَيرُوزجٌ والماء بِلّورُ
ما يعدم النبت كأساً من سحائبهِ ... فالنبت ضربان: سكران ومخمورُ
فيه لنا الورد منضود مورده ... بين المجالس والمنثور منثورُ
ونرجس ساحر الأبصار ليس لما ... كانت له من عمر الأبصار مسحورُ
هذا البنفسج هذا الياسمينُ وذا ... النبريق مذ قرنا فالحسن مشهورُ
يظل ينثر فيه السحب لؤلؤها ... فالأرض ضاحكة والطير مسرور
حيث التفت فقمري وفاختة ... يغنيان وشفنين وزَرزُورُ
إذا الهزازان فيه صوتا فهما ... بحسنِ صوتيهما عود وطنبور
__________
1 أمثال الشعر العربي ص 107.
2 تاريخ مدينة دمشق 7/210، نزهة الأبصار في محاسن الأشعار ص 436، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء 2/569.
تطيب فيه الصحارى للسقيم بها ... كما تطيبُ له في غيره الدّورُ
من شم ريح تحيات الربيع يقل ... لا المسكُ مسكٌ ولا الكافور كافورُ
وقال ابن رشيق 1:
مما يُبَغِّضني في أرض أندلسٍ ... أسماء مقتدر فيها ومعتضدِ
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضِعِها ... كالهِرِّ يحكي-انتفاخاً-صولة الأسدِ
قال العتبي 2:
قالت عهدتُك مجنوناً فقلتَ لها ... إنّ الشبابَ جنون بُرؤُهُ الكِبَرُ
وقال المتنبي يصف حُمّى كانت تُعتادُهُ 3:
وَزائرتي كأنّ بِها حياءً ... فليس تزُورُ إلا في الظلامِ
بَذلتُ لها المطارفَ والحشايَا ... فَعافَتْها وباتَتْ في عِظَامِي
يضيق الجلدُ عن نفسي وعنها ... فتوسعه بأنواع السقامِ
كأنّ الصبح يطردُها فتجري ... مدامعها باربعة سجامِ
أراقب وقتها من غير شوقٍ ... مراقبة المشوق المستهامِ
ويصدق وعدها والصدق شرٌّ ... إذا ألقاك في الكرب العظامِ
أبِنتَ الدهر عندي كلُّ بنتٍ ... فكيف وصلتِ أنتِ من الزّحامِ
__________
1 أمثال الشعر العربي 127، سير أعلام النبلاء 17/144.
2 التمثيل والمحاضرة ص 88.
3 الديوان 4/146 بشرح العكبري 2/362 بشرح ناصيف اليازجي.
قال الإمام الشافعي 1:
تَعلّم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً ... وليسَ أخو عِلمٍ كمنْ هو جاهِلُ
وإنّ كبيرَ القومِ لا عِلْمَ عنده ... صغيرٌ إذا ردّتْ إليه المسائلُ
وإنّ صغيرَ القومِ إذ كان عالماً ... كبير إذا التفّتْ عليهِ المَحافِلُ
وقول الآخر:
العلم زين وخير الناس يطلبه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
فعِشْ بعلمٍ ولا تبغِ بهِ بدلاً ... الناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحياءُ
وقول آخر:
فكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها ... وكن في اقتباس العلم طلاع انجد
وقول آخر:
اصبر على مرِّ الجفا من معلّمٍ ... فإن رسوخ العلم في نفَراتِهِ
فمَن لم يذق مر التعلم ساعة ... تجرع كأس الجهلِ طولَ حياتِه
ومن فاته التعليم وقت شبابِهِ ... فكَبِّر عليه أربعاً لوفاتِهِ
حياةُ الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لاعتبار لذاتِهِ
وقول آخر:
إذا أنت لم تفقه ولم تدرِ ما الهدى ... فأنت وعيرٌ في الفلاةِ سواءُ
__________
1 الديوان 106.
غيره:
مَنْ فاته العلم وأخطأه الغِنى ... فذاك والكلب على حدّ سواءُ
حمد المدلجون غب سراهم ... ويكفي من تخلف الإبطاءُ
غيره:
إذا لم يذاكر ذو العلم بعلمِهِ ... ولم يذكر علماً نسي ما تعلَما
آخر:
شمّر إلى طلب العلم الشريف وإنْ ... ضاقت ولم تصف أوقات وأقواتُ
ولا تؤخر لصفو أو رجاء سعة ... فهم يقولون للتأخير آفات
آخر:
تزوجت البطالة بالتواني ... فأولدها غلاماً مع غلامِه
فأما الإبن فسموهُ بفقرٍ ... وأما البنت فسموها ندامةً
وهذه أبيات سابق البربري -رحمه الله- التي أرسلها إلى عمر بن عبد العزيز حين طلب منه أن ينصحه، فبعث بها إليه، وفيها يقول 1:
بِسم الذي أُنْزِلَتْ مِن عندهِ السُّورُ ... الحمدُ لله أما بعد يا عمر
إن كنت تعلم ما تأتي وما تذرُ ... فكن على حذرٍ قد ينفعُ الحذرُ
واصبرْ على القدرِ المقْدُور وأرضَ بهِ ... وإنْ أتاكَ بما لا تشتهي القدرُ
فما صفا لامرئ عيش فَسُرَّ بِهِ ... إلا سيتْبَعُ يوماً صفوه كدرُ
__________
1 الأبيات في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 9/181.
أصبحتم جزراً للموت يأخذكم ... كما البهائِم في الدّنيا لهم جزر
وليس يزجركم ما توعظون به ... والبهمُ يزجرها الراعي فتنزجر
ما يشعرون بما في دينهم نقصوا ... جهلاً وإن نقصوا في دنياهم شعروا
أبعد آدم ترجون البقاء وهل ... تبقى فروع لأصلٍ حين ينعقرُ
لا ينفعُ الذكرُ قلباً قاسياً آبداً ... والحبلُ في الحجرِ القاسي له أثرُ
والعلمُ يجلو العمى عن قلب صاحبهِ ... كما يجلّى سواد الظلمةِ القمرُ
والعلم فيهِ حياة للقلوب كما ... تحيا البلاد إذا ما مسها المطر
وهذه أبيات علي بن عبد العزيز "أبو الحسن الجرجاني" رحمه الله، وهي 1:
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهُم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس أكرما
إذا قِيلَ هذا مَنهلٌ، قلتُ: قد أرى ... ولكنّ نفسَ الحرِ تحتملُ الظّمأ
ولم أقضِ حقّ العلمِ إن كُنت كلما ... بدا مطمعٌ صيّرتُه لي سُلّما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّنِي ... ولا كلُّ من لاقيتُ أرضاه منعما
ولم أبتذلْ في خِدمَةِ العلمِ مهجتي ... لا خدم من لاقيت لكن لا خدما
أأشقي به غرساً وأجنيه ذلةً ... إذا فاتباع الجهلِ قد كان أسلما
ولو أنّ أهل العلمِ صانوهُ صانهم ... ولو عظّموه في النفوس لعظما
__________
1 الأبيات في طبقات السكبي 3/460.
ولكن أذلّوهُ فهان ودنسوا ... محيّاهُ بالأطماعِ حتى تجهّما
ومن قصيدة عدي بن زيد العبادي 1:
أيّها الشامتُ المعير بالدهرِ ... أأنت المبرأ الموفورُ
أم لديك العهد الوثيق من الأ ... يامِ أم أنت جاهل مغرور
من رأيت المنايا خلدن أم من ... ذا عليه من أن يضام خفير
أين كسرى، كسرى الملوك أبو سا ... سان أم أين قبله سابور
وبنو الأصفرِ الكرامِ ملوك الرومِ ... لم يبق منهم مذكورُ
وأخو الخضرِ إذ بناهُ وإذ دجلة ... تجبى إليه والخابورُ
شاده مرمراً وجلله كلسا ... فللطير في ذراه وكورُ
وتبين رب الخورنق إذ أشرف ... يوماً وللهدى تفكيرُ
سره حاله وكثرة ما يملك ... والبحر معرضاً والسديرُ
فارعوى قلبه فقال وما غبطة ... حي إلى الممات يصير
ثم بعد الفلاح والملك والآ ... مة وارتهم هناك القبورُ
ثم اضحوا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصباء والدبورُ
وقال أحدهم 2:
كلُّ المصائبِ مبدأها من النظرِ ... ومعظمُ النارِ من مستصغرِ الشررِ
__________
1 الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/225.
2 ابن القيم، الجواب الكافي ص 134، روضة المحبين ص 107.
كم نظرةٍ فتكت في قلبِ صاحِبِهَا ... فتكَ السّهامِ بلا قوس ولا وَتَرِ
يسرّ مقلَتهُ ما ضرّ مهجتّهُ ... لا مرْحباً بسرورٍ عادَ بالضَّرَرِ
وقال غيره 1: ...
أخْلِقُ بذي الصبرِ أن يحظى بحاجتِه ... ومدمن القرعِ للأبواب أن يلجأ
وقال المتنبي 2:
...
وكم من عاتبٍ قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الآذان منه ... على قدر القريحةِ والفهومِ
...
وقال غيره:
وما كل من يبدي البشاشة كائناً ... أخاكَ إذا لم تلفه لك مُنجِداً
...
وقال آخر:
قد تنكر العينُ ضوءَ الشمسِ من رمدٍ ... وينكر الفمّ طعمَ الماءِ من سقَمِ
...
...
وقال آخر:
لسانُك لا تذكر بهِ عورةَ امرئٍ ... فَكُلُّكَ عوراتٍ وللناسِ ألسنُ
...
وقال آخر:
قد قيل ما قيل إنْ صدقاً وإن كذباً ... فما اعتذاركَ من قولٍ إذا قيلَ
...
...
...
...
...
__________
1 لمحمد بن بشير، انظر أمثال الشعر العربي ص 87.
2 الديوان 4/120.
وقال أحدهم:
والنجم تستصغر الأبصارُ صورتَهُ ... والذنب للطرف لا للنجم في الصِغَرِ 1
وقال آخر:
وإذا الحبيب أتى بذنبٍ واحدٍ ... جاءتْ محاسنُه بألفِ شفيعِ
وللمتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فهي الشهادةُ لي بأنّي كاملٌ 2
إنّ العُلى حدثتني وهي صادقَةٌ ... أنّ العز في النقل
وقال أحدهم:
فإن يكن الفعل الذي ساء واحداً ... فأفعاله اللائي سَررنَ ألوف
وقال أحدهم:
ولئن نطقتُ بشكر برك مفصحاً ... فلسان حالي بالشكايةِ أنطقُ
وقال آخر:
وليس يصِحُّ في الأذهانِ شيءُ ... إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ 3
وقال آخر 4:
إذا لَمْ تَخْشَ عاقِبَةَ الليالي ... ولَمْ تستَحِ فاصنعْ ما تشاءُ
__________
1 أبو العلاء المعري، انظر سقط الزند ص 61.
2 الديوان 3/260.
3 المتنبي، الديوان 3/92.
4 تنسب للشافعي أو أبي تمام، انظر الشوارد 1/40، أمثال الشعر العربي ص 16.
..
فلا وأبيك ما في العيشِ خيرٌ ... ولا الدنيا إذا ذهبَ الحياءُ
وقال أحدهم:
رأيتُ الفتى يرمي سواه بدائِهِ ... ويشكو إليك الظلمَ وهو ظُلومُ
وقال آخر:
فلا تمنعنّ ذا حاجةٍ جاءَ طالِباً ... فإنك لا تدري متى أنتَ راغِبُ
وقال آخر:
وإذا التمستَ دخول أمر فالتمس ... من قبل مدخله المخرج
وقال آخر:
فإن يك صدر هذا اليوم ولّى ... فإن غداً لناظِرِهِ قريبُ
وقال بعضهم:
وقد تلتقي الأشتات بعد تفرقٍ ... وقد تُدرَكُ الحاجاتُ وهي بعيدُ
وقال آخر:
إنّ السعيدَ له في غيرهِ عِظَةً ... وفي التجارُبِ تحكيمٌ ومعتَبَرُ
وقال آخر:
شرُّ البِلادِ مكانٌ لا صَدِيقَ بِهِ ... وشرُّ ما يُكسب الإنسان ما يصم 1
وقال آخر:
فألقت عصاها واستقر بها النّوى ... كما قرّ عينٌ بالإيابِ المسافِرِ
__________
1 المتنبي، الديوان 3/373.
وقال آخر:
إذا لم تستطع شيئًا فدعهُ ... وجاوِزْهُ إلى ما تستطيعُ
وقال الشاعر:
ولا تجلس إلى أهلِ الدنايا ... فإن خلائق السفهاءِ تعدِي
وقال أحدهم:
وما كلُّ أزهارِ الرياضِ أريجةٌ ... وما كلُّ أطيارِ الفلا تترنّمُ
وقال لبيد بن ربيعة 1:
وما المالُ والأهْلون إلا ودائعٌ ... ولا بدّ يوماً أنْ تُسْتَردَّ الودائِعُ
وقال آخر:
وإذا افتقرت إلى الذخائِر لم تجد ... ذخراً يكونُ كصالح الأعمالِ
وقال شاعِر:
لا تقعدن على ضر ومسغبةٍ ... لكي يُقالُ عزيز النفسِ مسطير
وقال الأفوه الأودي 2:
تهدي الأمور بأهل الرأي ما صلحت ... فإن تولت فبالأشرار تنقاد
لا يصلح الناسُ فوضى لا سراةَ لهم ... ولا سراةَ إذا جُهّالُهُم سادُوا
__________
1 الديوان 88.
2 أمثال الشعر العربي ص 118.
وقال الحطيئة 1:
من يفعلِ الخيرَ لا يُعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناسِ
وقال آخر:
والنفسُ كالطّفلِ إن تهملهُ شبّ على ... حبِّ الرَّضاعِ وإن تفطِمْهُ ينفَطِمِ
وقال آخر:
إنَّ الغصونَ إذا عدلْتها اعتدلَتْ ... ولا تلينُ إذا كان من الخشبِ
وقال آخر:
ولو سُئل الناس الترابَ لأوشَكُوا ... إذا قيل هاتوا أن يملُّوا ويَمنعوا
وقال آخر:
فعينُ الرضا عن كلِّ عيب كليلةٌ ... كما أنّ عينَ السّخطِ تبدي المساويا
وقال أحدهم:
لكل داء دواء يستطب بهِ ... إلا الحماقة أعيت من يُداويها
وقال آخر:
كل المصائب قد تمر على الفتى ... فتهون غير شماتة الأعداءِ
وقال المتنبي 2:
لعل عتبك محمودٌ عواقبه ... وربما صحّتِ الأجسامُ بالعِلَلِ
__________
1 ديوانه 284.
2 ديوانه 3/86.
وقال طرفة بين العبد 1:
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كُنتَ جاهِلاً ... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
وقال دكين الراجز 2:
إذا المرءُ لم يدنس من اللوم عرضه ... فكلّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ
وإنْ هو لم يحمل على النفس ضيمَها ... فليس إلى حسن الثناء سبيلُ
وقال السموأل بن عاديا 3:
تعيرنا أنّا قليلُ عديدنا ... فقلت لها إن الكرامَ قليلُ
وما قلّ من كانت بقاياهُ مثلنا ... شبابٌ تسامى إلى العلى وكهولُ
وما ضرنا أنّا قليل وجارنا عزيز ... وجار الأكثرين ذليلُ
وقال أحدهم:
ترفق أيها المولى عليهم ... فإنّ الرفقَ بالجاني عتابُ
وقال المتنبي 4:
على قدرِ أهلِ العلمِ تأتي العزائِمُ ... وتأتِي على قدرِ الكرامِ المكارِمُ
وتعظم في عين الصغير صغارُها ... وتصغرُ في عين العظيم العظائمُ
__________
1 ديوانه ص 57.
2 الشعر والشعراء 2/612.
3 الحماسة لأبي تمام 1/79.
4 الديوان 3/378.
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب Empty وقال أبو الأسود الدؤلي:

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الثلاثاء 30 مايو 2017 - 8:05

وقال أبو الأسود الدؤلي:
والناسُ ألف منهم كواحدُ ... وواحد كالألف إن أمر عنى
وقال أبو الأسود الدؤلي:
يا أيها الرجلُ المعلِّمُ غيرَهُ ... هلاّ لِنفسِكَ كان ذا التعلِيمُ
تَصِفُ الدواء لذي السِّقَامِ وذي الضنى ... كيما يصحّ به وأنتَ سقيمُ
وأراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عقولَنا ... أبداً وأنت من الرشادِ عقيمُ
لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مِثلَهُ ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
فابدأ بِنفسكَ فانْهَهَا عن غيِّهَا ... فإذا انتهتْ عنهُ فأنتَ حَكِيمُ
فهناك يُقبلُ ما تقُول ويقتدي ... بالعلم منكَ وينفعُ التعليمُ
وقال بعضهم 1:
دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ ... وطب نفساً إذا حكَمَ القضاءُ
فمن نزلتْ بساحَتِهِ المنايا ... فلا أرضٌ تقيهِ ولا سمَاءُ
وأرضُ اللهِ واسعةٌ ولكنْ ... إذا نزلَ القضاء ضاق الفضاءُ
وقال الشاعر خلف بن فرج السميسري 2:
وقفت بالزهراء مستعبراً معتبراً ... أندب أشتاتاً
فقلتُ يا زهرا هل من رجعةٍ ... فقالتْ وهل يرجِعُ من ماتا
__________
1 تنسب للشافعي، الديوان ص 38.
2 نفح الطيب 1/527.
وقال آخر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجالِ تضيقُ
وقال آخر:
بلادي وإن جارتْ عليّ عزيزةٌ ... وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام
وقال ابن الرومي 1:
ولِي وطنٌ آليتُ ألا أبيعهُ ... وألا أرى غيري له الدهر مالكاً
وحبب أوطان الرجال إليهمُ ... مآربُ قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهمو ... عهود الصِّبا فيها فحنّوا لذلكا
وقال بعضهم 2:
وكلما ذُكِر اسم الله في بلدٍ ... عددتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
وقال ابن نباته السعدي 3:
من لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرِهِ ... تعددت الأسبابُ والموتُ واحِدُ
وقال أبو العتاهية 4:
ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالكها ... إن السفينَة لا تجري على اليبسِ
__________
1 ديوانه 5/1825-1826.
2 هذا الدين بين جهل أبنائه وكيد أعدائه ص 49.
3 وفيات الأعيان 3/193.
4 ديوانه ص 194.
وقال المتنبي 1:
ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ يدركُهُ ... تجري الرِّياحُ بما لا تشتهي السَّفِنُ
وقال آخر:
إنّ الكريم إذا أكرمته ملكتَهُ ... وإنّ اللئيمَ إذا أكرمْتَهُ تمرداً
وقال أحدهم:
صلاح أمرِكَ للأخلاقِ مرجعةُ ... فقوّم النفس بالأخلاق تستَقِمِ
وقال شوقي:
إنما الأمَمُ الأخلاقُ ما بقِيَتْ ... فإن هُم ذهبَتْ أخلاقهُم ذَهَبُوا
وقال أبو ذؤيب الهذلي 2:
وإذا المنية أنشبت أظفارُها ... ألفيتَ كل تميمة لا تنفعُ
وقال المتنبي 3:
إذا رأيت نيوبَ الليث بارزةً ... فلا تظنّ أنّ الليث يبتسِمُ
وقال المتنبي 4:
الرأي قبل شجاعَةِ الشُّجعانِ ... هو أول وهي المحلُّ الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ حرةٍ ... نالتْ من العلْياءِ كل أمانِي
__________
1 ديوانه 4/236.
2 جمهرة أشعار العرب 2/683.
3 ديوانه 3/368.
4 ديوانه 4/174.
وقال الفزاري 1:
ولم أرَ كالمعروف أمّا مذاقُه فحلوٌ ... وأمّا وجهُهُ فجميلُ
وقال أحدهم 2:
صلى المصلي لأمر كان يطلبه ... فلما قضى الأمرَ لا صلّى ولا صامَا
وقال بشار 3:
متى يبلغ البنيان تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرُك يهدمُ
وقال غيره:
عسى الكرب الذي أمسيتَ فيه ... يكون وراءه فرج قريبُ
وقال أحدهم:
وما عن رضىً كان الحمار مطيتي ... ولكن من يمشي سيرضى بما يركبُ
وقال أبو الأسود الدؤلي 4:
حسدوا الفتى إذ لم ينالُوا سعيهُ ... فالقومُ أعداءٌ له وخصومُ
كضرائر الحسناءِ قلنَ لوَجْهِهَا ... حسداً وبغياً إنه لدميمُ
__________
1 منهاج الطلب ص 229.
2 من القائل 2/592.
3 أمثال الشعر العربي 317.
4 أمثال الشعر العربي 326.
وقال الفخر الرازي 1:
المرء ما دام حياً يُستَهانُ بِهِ ... ويعظم الرزء فيه حين يُفتَقَدُ
وقال بعضهم:
لا تعجبن من هالكٍ كيف هوى ... بل فاعجبن من سالمٍ كيف سلم
وقال آخر:
تعزّ فلا شيءٌ على الأرضِ باقياً ... ولا وزرٌ مما قضى الله واقياً 2
وقال آخر:
لأستسهلنّ الصعب أو أُدرِكَ المُنى ... فما انقادَتِ الآمالُ إلا لِصابِرِ
وقال آخر:
لها أحاديث من ذكراك تشغلُها ... عن الشراب وتلهيها عن الزادِ
لها بوجهِكَ نور تستضيء به ... ومن أحاديثكَ في أعْقابِها حادي
إذا اشتكتْ من كلال السير أوعدها ... روح اللقاء فتقوى عند ميعادِ 3
وقال آخر:
من لي بمثلِ سيرك المدلل ... تمشي رويداً وتجيء في الأولِ
وقال آخر:
سأطلب علماً أو أموت ببلدة ... يقل بها قطر الدموع على قبرِ
__________
1 اعتقادات فرق المسلمين 25.
2 شرح ابن عقيل 1/313.
3 ابن القيم، روضة المحبين 83.
فإن نلتُ علماً عشتُ في الناسِ سيداً ... وإن متُّ قال الناسُ بالغٍ في العذرِ
ألا إنّما الخسران ليالي ... تمر بلا نفع وتحسب من عمري
وقال آخر:
تعوّد فعل الخير جمعاً ... فكل ما تعوّدَهُ المرء صار له خلقاً
وقال آخر 1:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاحُ
وقال الحطيئة 2:
أقلو عليهم لا أبا لأبيكم ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وقال آخر:
حمد المدلجون غب سراهم ... وعند الصباح يحمد القوم السُّرى
وكان سفيان الثوري رحمه الله ... كثيراً ما يتمثل بهذين البيتين 3:
تفنى اللذاذة ممن نالَ صفوتها ... من الحرامِ ويبقى الوزر والعارُ
تبقى عواقبُ سوء في مغبّتها ... لا خيرَ في لذةٍ من بعدها النارُ
قال الشاعِرُ 4:
نجيت يا رب نوحاً واستجبت له ... في فلك ماخر في اليَمِّ مشحوناً
__________
1 الشوارد 1/14.
2 ديوانه 140.
3 روضة المحبين لابن القيم ص 354.
4 شرح ابن عقيل 2/259.
وعاش يدعوا بآياتٍ مبينةٍ ... في قومِهِ ألف عام غير خمسيناً
وقال أنس بن مدركة الخثعمي 1:
إني وقتلي سُليكاً ثمّ أعقلهُ ... كالثّور يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ 2
غيره:
إذا مررت بأشجارٍ لها ثمرٌ ... فخذ الثمارَ واترك العود للنارِ
قال محمد بن عامر البلخي 3:
أيَا فارِجَ الهمِّ عنْ نُوحٍ وأسرتِهِ ... وصاحبِ الحوتِ مولى كلِّ مكروبِ
وفالِق البَحر عن موسى وشيعَتِهِ ... ومُذهِبَ الحزن عن ذي البيت يعقوب
وجاعل النارِ لإبراهيمَ بارِدَةً ... ورافِعُ السقمِ عن أوصالِ أيوبِ
إن الأطبّاء لا يُغُنونَ عن وصَبٍ ... أنتَ الرحيم رحيمٌ غيرُ مغلوبِ
وقال آخر 4:
ربما تكرهُ النُفوسِ من الأمرِ ... له فرجةٌ كحل العِقالِ
ما بين غفوةِ عينٍ وانتباهَتِها ... ويبدّل اللهُ مِن حالٍ إلى حالِ
__________
1 شرح ابن عقيل 4/21.
2 أراد أن البقر إذا امتنعت عن ورود الماء لم يضربها راعيها لأنها ذات لبن، وإنما يضرب الثور لتفزع هي فتشرب.
3 شعب الإيمان 7/207.
4 شعب الإيمان 7/208.
وقال آخر 1:
إذا ضاق أمرٌ فانتظِر فَرَجاً ... فأصعب الأمر أدناهُ مِن الفَرَجِ
ولأبي محجن الثقفي 2:
إذا اشتدّ عسرٌ فارجُ يسراً فإنّهُ ... قضى الله أن العسرَ يعقبهُ يسرُ
وقال أبو إسحاق الصولي 3:
ولربَّ نازِلَةٌ يضيق بها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
كملتُ فلما استحكمت حلقاتها ... فُرجت وكان يظنّها لا تُفرجُ
وقال الإمام الشافعي 4:
شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظي ... فأرشدَني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلمَ نورٌ ... ونُورُ اللهِ لا يُهدى لعاصي
وقال أبو العتاهية 5:
ألا ليتَ الشبابَ يعُودُ يوماً ... فأخبِرُه بما فعلَ المشيب
قال عمرو بن الغوث بن طيء 6:
وإذا تكونُ كريهةٌ أُدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
__________
1 شعب الإيمان 7/208.
2 الأرج في الفرج ص 75.
3 الأرج في الفرج ص 83.
4 الديوان ص 88.
5 الشوارد ص 43، ديوانه 32.
6 الشوارد ص 58.
قال أحمد بن عبد ربه 1:
ألا إنما الدنيا نضارةُ أيكةٍ ... إذا اخضرَّ منها جانبٌ جفَّ جانِبُ
هي الدارُ ما الآمالُ إلا فجائعٌ ... عليها وما اللذات إلا مصائبُ
فكم سخنت بالأمس عين قريرةٌ ... وقرّت عيونٌ دمعها الآن ساكِبُ
فلا تكتحِل عيناكَ منها بعبرةٍ ... على ذاهبٍ منها فإنكَ ذاهِبُ
قال بشار 2:
إذا كنت في كلّ الأمورِ معاتِباً ... صديقك لم تلقِ الذي لا تعاتبه
وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى ... ظمئتُ وأي الناس تصفو مشاربه
فعش واحداً أو صِل أخاك فإنهُ ... مقارف ذنب مرة ومجانيه
قال سلم الخاسر 3:
صلّى وصام لأمر كان يأمله ... حتى قضاهُ فما صلّى ولا صاما
قال الصنوبري 4:
إن المعلّم والطبيبَ كلاهُما ... لا ينصَحانِ إذا لم يُكرما
قال صفي الدين الحلي 5:
إذا كنت ما تدري فتلك مصيبة ... وإنْ كُنتَ تدرِي فالمصيبةُ أعظَمُ
__________
1 الشوارد ص 77، ديوانه 13.
2 الشوارد ص 85،86، ديوانه 1/326.
3 أمثال الشعر العربي ص 310.
4 أمثال الشعر العربي ص 311.
5 أمثال الشعر العربي ص 315.
قال أبو الحسين بن حمد بن فارس 1:
إذا كُنت في حاجَةٍ مُرسِلاً ... وأنت بها كلفٌ مغرم
فأرسِل حكيماً ولا تُوصِهِ ... وذاك الحكيمُ هو الدرهم
قال الإمام أحمد بن حنبل 2:
فما مِن يد إلا يد الله فوقها ... ولا ظالِمٌ إلا سيبلى بظالم
وقال الزبرقان بن بدر 3:
تعدوا الذئابُ على من لا كلاب له ... وتتقي مربض المستأسد الضاري
وقال أحدهم 4:
كُن ابن من شئتَ واكتسبْ أدباً ... يغنِيكَ محموده عن النسبِ
إن الفتى من يَقُولُ ها أنا ذا ... ليس الفتى مَنْ يَقولُ كانَ أبِي
قال الحريري -صاحب المقامات- أنشدني والدي لنفسه 5:
... ...
... فاصبر إذا ما ناب روع فالزمان أبو العجب ...
... ترج من روح الإله لطائفاً لا تحتسب ...
... ...
__________
1 أمثال الشعر العربي ص 319.
2 أمثال الشعر العربي ص 329.
3 الشوارد ص 211.
4 الشوارد ص 91.
5 الأرج في الفرج 88.
قال ابن النجار 1:
عسَى فرجٌ يأتي به الله إنّه ... له كلّ يومٍ في خليقَتِه أمرُ
قال الشهاب الباعوني 2:
سلم إلى الله ما قضاهُ ... لابدّ أن ينفذ القضاءُ
سيجعلُ الله بعد العسرِ ... يسراً به يذهب العناءُ
يدبر الأمر منه جميعاً ... ويفعل الله ما يشاءُ
وقال هدبة بن حشرم العذري:
عسى الكربُ الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريبُ 3
وقال أحدهم 4:
أنست بوحدتي وقصدت ربي ... فدام الأنس لي ونما السرورُ
وأدبني الزمانُ فما أُبالي ... هجرت فلا أزار ولا أزورُ
متى تقنع تعش مِلكاً كريماً ... يذلّ لعزك المرء الفخورُ
ولستُ بقائل ما دمتُ حياً ... أَساَرَ الجندُ أم ركِبَ الأميرُ
__________
1 الأرج في الفرج ص 88.
2 الأرج في الفرج ص 112.
3 من القائل 2/147.
4 أخبار قزوين 4/193، الشوارد 1/252.
وقال الإمام الحافظ ابن عبد البر يوصِي ابنه 1:
تجاف عن الدنيا وهوِّن لقدرِها ... ووفّ سبيل الدينِ بالعروةِ الوثقَى
وسارِع بتقوى الله سراً وجهرةً ... فلا ثمّة أقوى هديت من التقوى
ولا تنسَ شُكرَ الله في كلّ نعمةٍ ... يمنّ بها فالشكْرُ مستجلب النعمى
فدع عنك ما لا حظ فيه لعاقِلٍ ... فإن طريقَ الحق أبلجَ لا يخفى
وشح بأيام بقين قلائلٌ ... وعمرٌ قصيرٌ لا يدومُ ولا يبقَى
ألم تر أنّ العمر يمضي مولّياً ... فجدّته تبلى ومدّته تفنى
نخوض ونلْهُو غفلةً وجهالةً ... وننشر أعمالاً وأعمارنا تُطُوَى
تواصلنا فيه الحوادث بالردي ... وتنتابنا فيه النّوائبُ بالبلْوَى
عجبتُ لنفسٍ تبصر الحقّ بيناً ... لديها وتأبى أن تفَارِقَ ما تَهوَى
وتسعى لِما فيهِ عليها مضرة ... وقد علمت أن سوف تُجزى بما تسعى
ذنوبِي أخشاها ولستُ بآيسٍ ... وربّي أهل أن يخافُ وأنْ يُرجَى
وإنْ كان ربي غافِراً ذنب من يشا ... فإني لا أدري أَأُكرَمُ أم أُخْزَى
وقال مسفر بن مهلهل الينبعي 2:
دعِ المقاديرَ تجري في أعنّتها ... ولا تَبِيتَنَّ إلا خاليَ البالِ
ما بين غمْضةِ عين وانتباهتِها ... يغيّر الله مِنْ حالٍ إلى حالِ
__________
1 مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس ص 296.
وقال الأحيمرالسعدي 1:
عوى الذئبُ فاستأنستُ للذئبِ إذ عوى ... وصَوَّتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ
وقال آخر 2:
إنِّي رأيتُ في الأيامِ تجربةً ... للصبْرِ عاقِبَةٌ محمودَةٌ الأثرِ
وقل من جدّ في أمر يحاوله ... فاستصحب الصبر إلا فاز بالظَّفَرِ
وللأعشى 3:
كناطِحٍ صخرةٍ يوماً ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنَه الوعلُ
وقال آخر 4:
سوفَ ترى إذا انجلا الغبارُ ... أفرسٌ تحتكَ أمْ حِمارُ
وقال آخر 5:
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورَدُ الإبلُ
وقال معن بن أوس 6:
أعلِّمُهُ الرمايَةَ كلّ يومٍ ... فلَمّا اشتدَّ ساعِدَهُ رَماني
__________
1 الشوارد 220.
2 الشوارد 1/228.
3 شرح ابن عقيل 3/109.
4 الشوارد 1/211.
5 أمثال الشعر العربي 303.
6 انظر الأمثال لابن سلام ص 296.
وكم علّمتُه نظْمَ القوافِي ... فلمّا قالَ قافيةً هجانِي
وقال شمر بن عمرو الحنفي 1:
ولقد أمرُّ على اللئيمِ يسبُّنِي ... فمضيتُ ثَمَّتَ قلتُ لا يَعْنِينِي
وقال أبو تمام 2:
لو كانتِ الأرْزاقُ تجري على الحجا ... هَلكنَ إذاً من جَهْلِهنَّ البَهائِمُ
وقال الوليد بن عبيد البحتري 3:
ولم أرَ أمثال الرجالِ تفاوَتَت ... إلى الفضلِ حتى عُدَّ ألفٌ بواحِدِ
وقال التكلام الضبعي 4:
المستجير بعمرو عندَ نائِبَةٍ ... كالْمُستَجِيْرُ من الرَّمضاء بالنَّارِ
وقال أبو الحسن التهامي 5:
حكم المنية في البريةِ جاري ... ما هذه الدنيا بدارِ قرارِ
إن الكواكِبَ في علوِّ مكانِها ... لَتُرَى صِغاراً وهي غيرُ صِغَارِ
وقال غيره:
لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها ... إن كنت شهما فألحق رأسَها الذنبا
__________
1 من القائل؟ 1/415.
2 ديوانه 503.
3 ديوانه 1/625.
4 أمثال ابن سلام 263.
5 ديوان التهامي 308،310.
إنّ العدوّ وإن أبدى مسالَمَةً ... إذا رأى منك يوماً فرصةً وثبا
قال أحدهم:
سارتْ مشرقة وسرتُ مغربة ... شتّانَ بين مشرِّقٍ ومُغرِّبِ
وقال شوقي:
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيتْ ... فإن هُموا ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا
وقال غيره:
وللحروب أناسٌ يُعرَفُون بِها ... وللدّواوين كُتَّابٌ وحُسَّابُ
وقال غيره:
إن الأفاعي وإن لانَتْ مَلامِسُها ... عند التقلّبِ في أنيابِها العَطَبُ
وقال غيره:
ألم تر أن السيف ينقُصُ قدرُه ... إذا قيل إن السيفَ أمضى من العَصا
وقال الطغرائي:
يا صاحِبَ العلم مهلاً لا تدنّسه ... بالموبقاتِ فما للعلم من خلفِ
العلمُ يرفعُ بيتاً لا عِمادَ له ... والجهلُ يهدِمُ بيتَ العزِّ والشَّرَفِ
وقال آخر 1:
تعلّم العلم واجلس في مجالسه ... ما خاب قط لبيبٌ جالَسَ العلماء
__________
1 منهاج الطلب 261.
وقال غيره 1:
تأنّ ولا تعجلْ بلومكَ صاحِبا ... لعلَّ له عذرٌ وأنت تلومُ
وقال ابن هشام 2:
ومَن يصطَبِر للعلم يظفر بنَيْلِهِ ... ومَن يخطبِ الحسناءَ يصبِرْ على البذلِ
ولطرفة بن العبد 3:
وظلم ذوي القُربَى أشدُّ مضاضةً ... على المرءِ من وقْعِ الْحُسامِ المهنّدِ 4
... ولدي 5
...
ولدي يا نبضةً في خافقي ... ولدي يا فلذةً من كبدي
ولدي يا كوكباً أرقبه ... كي أرى فيه ضياء الفرقدِ
كلما جفّت ينابيع الصفا ... بك يصفو سلسبيلاً موردي
ورياضي إن ذوت أزهارُها ... أنت فيها الطل والزهر الندِي
إذا مزّق صدري زفرةً ... كنت أنت الطب يشفي جسدي
__________
1 منهاج الطلب 261.
2 منهاج الطلب 260.
3 ديوانه 51.
4 أشد مضاضة: أشد تأثيراً وإيلاماً.
5 المختار من الفوائد والآداب والعبر والأخبار، جمع وإعداد سمير بن عدنان الماضي، ص523-524.
أو تخلّى الصمتُ عن موعده ... أنت من يصدقني في الموعدِ
إن سألت الله يوماً أن أرى ... في خريف العمر أزكى مشهدي
فشباب خاشع في طاعة ... طاهر النظرة معصوم اليدِ
أو سألت الله يوماً أملاً ... قبل أن ألقى الردي في مرقدي
فلذتي يخشع في محرابهِ ... ويباري النجم عند السؤدد
ولدي إن كنت ترجو رحمةً ... وسلاماً من إله سرمدي
فاتخذ خير دليل قبساً ... من سنا القرآن حتى تهتدي
وليكن خير مكان في الدنا ... يا هناء الروح ركن المسجدِ
ولدي إن كان يومي حالكاً ... أنت إطلالة فجري وغدي
وندائي في الحنايا أبداً ... وهتافي وحنيني ولدي
...
أنت تكون ماجد نبيل ... إذا تهب شمأل بليل 1
...
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل 2
...
أيها المنكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كيف يلتقيان
__________
1 البيت لأم عقيل بن أبي طالب، انظر شرح ابن عقيل 1/292.
2 البيت لنوار بنت مالك، انظر طبقات الشعراء 1/30.
هي شاميه إذا ما استقلت ... وسهيل إذا ما استقل يمان 1
...
لقد اسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رمادي 2
...
يا باري القوس برياً ليس يحسنه ... لا تفسد القوس اعط القوس باريها 3
...
وعالم بعلمه لم يعملن ... معذب في قبره قبل عباد الوثن 4
قال المتنبي 5:
أعز مكان في الدنيا سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب
تقول ذا جنى النحل تمدحه ... وإن شئت قلت ذا قيء الزنابير
مدحاً وذما وما جاوزت صفة ... والحق قد يعتريه سوء تعبير 6
إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد 7
__________
1 الأبيات لعمر بن أبي ربيعة، انظر ديوانه ص 358.
2 عمرو بن معد يكرب، أمثال العرب ص 121، نيل الأوطار 5/102.
3 معجم شواهد النحو الشعرية 182،686.
4 روضة الناظرين، لمحمد القاضي 1/20.
5 الديوان: 1/193.
6 ابن الرومي الديوان 3/1145.
7 لسان العرب 14/274 [أدم] ، فتح الباري 7/135.
ومنها:
نحن في المشتات 1 ندعو الجفلى 2 ... لا ترى الداعي منا ينتقر 3 4
ومنها:
فعند مراد الله تفنى كميت ... وعند مراد النفس تسدي 5 وتلحم 6 7
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ... ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني 8
__________
1 المشتات: الليالي الباردة في الشتاء.
2 الجفلى: المجموعة الكبيرة من الناس.
3 ينتقر: أي يدعو الأفراد.
4 البيت لطرفة بن العبد، انظر ديوانه ص 84، خزانة الأدب 8/190.
5 أي تغلب وتقهر [المعجم الوسيط سدى] .
6 أي تقوى وتكون لك صولات وجولات ولا تمل ولا تكسل.
7 البيت لابن قيِّم الجوزية رحمه الله في قصيدته الميمية المشهورة.
8 قصة البيت: روى البخاري رحمه الله في صحيحه "فتح الباري 1/635" عن عائشة رضي الله عنها أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته -أو وقع منها- فمرت به حدياة وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته. قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلساً إلا وقالت:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
قالت عائشة: فقلت لها: ما شأنك لا تقعدين معي مقعداً إلا قلت هذا قالت: فحدثتني بهذا الحديث.
قصيدة د/ مصطفى السباعي رحمه الله (وداع راحل)
أهاجك الوجد أم شاقتك آثار ... كانت مناني نعم الأهل والدار
وما لعينك تبكي حرفة وأسىً ... وما لقلبك قد ضجت به النار
على الأحبة تبكى أم على طلل ... لم يبق فيه أحباء وسمّار
وهل من الدهر نشكو سوء عشرته ... لم يوف عهدا ولم يهدأ له ثار
هيهات يا صاحبي آس على زمن ... ساد العبيد به وأقتيد أحرار
أو أذرف الدمع في حب يفاركني ... أو في اللذائذ والآمال تنهار
فما سبتني قبل اليوم غانية ... ولا دعاني إلى الفحشاء فجار
أَمَتُّ في الله نفسا لا تطاوعني ... في المكرمات لها في الشر أضرار
وبعت في الله دنيا لا يسود بها ... حق ولا قادها في الحكم أبرار
وإنما حزني في صبية در جوار ... غفلٍ عن الشر لم توقد لهم نار
قد كنت أرجو زماناً أن أقودهم ... للمكرمات فلا ظلم ولا عار
والآن قد سارعتْ دربي إلى كفن ... يوماً سليبه بر وجبار
بالله يا صبيتي لا تهلكوا جزعاً ... على أبيكم طريق الموت أقدار
__________
1 شعراء الدعوة الإسلامية 2/46
تركتكم في حمى الرحمن يكلؤكم ... من يهده الله لا توبقه وزار
وأنتم يا أهيل الحي صبينكم ... أمانة عندكم هل يهمل الجار
أفدى بنفس أما لا يفارقها ... هم وتنهار حزناً حين أنهار
فكيف تسكن بعد اليوم من شجن ... يا لوعة الثكل ما في الدار ديار
وزوجة منحتتي كل ما ملكت ... من صادق الود تحنان وأنبار
عشنا زماناً هنيئاً من تواصلنا ... فكم يؤرق بعد العز إدبار
وأخوة جعلوني بعد فقد أبي ... أباً لآمالهم روض وأزهار
استودع الله صحباً كنت أدخرهم ... للنائبات لنا أنس وأسمار
الملتقى في جنات الخلد إن قبلت ... منا صلاة وطاعات وأذكار
قصيدة عمر بهاء الدين الأمير «أب» 1:
أين لضجيج العذب والشغب ... أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها ... أين الدرس في الأرض والكتب
أين التشاكس دونما غرض ... أين التشاكي ماله سبب
أين التباكي والتضاحك في ... وقت معاً والحزن والطرب
أين التسابق في مجاورتي ... شغفنا إذا أكلوا وإن شربوا
يتزاحمون على مجالستي ... والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم ... نحوي إذا رهبوا وإن رغبو
__________
1 شعراء الدعوة الإسلامية 2/17.
فنشيدهم بابا إذا فرحوا ... ووعيدهم بابا إذا غضبوا
وهتافهم "بابا" إذا ابتعدوا ... ونجيهم "بابا" إذا اقتربوا
بالأمن كانوا ملء منزلنا ... واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت ... أثقاله في الدار إذ غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها ... فيها يشيع الهم والتعب
ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم ... في القلب ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت ... نفسي وقد سكنوا وقد وتبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم ... في الدار ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم إذا ظفروا ... ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر ... وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا ... في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه ... وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا ... في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من التفاحة قضموا ... في فضلة الماء التي سكبوا
أنى أراهم حيثما اتجهت ... عيني كأسراب القطا سربوا
دمعي الذي كتمته جلدا ... لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا ... من أضعلي قلباً بهم يجب
ألفيتني كالطفل عاطفة ... فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل ... يبكي ولو لم أبكِ فالعجب
هيهات ما كل البكاء خور ... أنى وبي عزم الرجال أبُ
من قصيدة محمود غنيم 1:
ما لي وللنجم يرعاني وأرعاه ... أمس كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك ياليل آهات ارددها ... أواه لواجدت المحزون آواه
لا تحسبني محباً اشتكي وصباً ... أهون بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرت والذكرى مورقة ... مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
ويح العروبة كان الكون مسرحها ... فأصبحت تتوارى في رواياه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يدكنا نصرفها ... وبات يحكمنا شعب ملكناه
هل تطلبون من المختار معجزة ... يكفيه شعب من الأجداث أحياه
من وحد العرب حتى صار واثرهم ... إذا رأى ولد الموتور آخاه
وكيف ساس رعاة الشاة مملكة ... ما ساسها قيصر من قبل أو وشاه
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا ... أن الإخاء وأن العدل منزاه
يا من رأى عُمَراً تكسوه بردته ... والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً ... من بأسه وملوك الروم تخشاه
هي الحنيفية عين الله تكلؤها ... فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
استرشد الغرب بالماضي فأرشده ... ونحن كان لنا ماض نسيناه
__________
1 شعراء الدعوة الإسلامية 2/64، (وقفة على طلل) .
أنا مشينا وراء الغرب نقبس منه ... ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب ... بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب ... فسائل الصرح أين المجد والجاه
وانزل دمشق وخاطب صخرمسجدها ... عمن بناه لعل الصرخ ينعاه
وطف ببغداد وابحث في مقابرها ... علّ امرأ من بني العباس تلقاه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به ... فحين جاوز بغداد تحداه
لاهم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً ... فامنن علينا براع أنت ترضاه
راع بعيد للإسلام سيرته ... يرعى بنيه وعين الله ترعاه
وهذه أبيات لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني 1:
من فلق البحر للكليم ومن ... ألهم نوحاً لصنعة السفن
ونار نمرود حين أججها ... حتى غدت قنة من القنن
تدرك طير السما فتصرعه ... فهو يراد منة من الدمن
على خليل الإله قد جعلت ... برداً سلاماً بقوله فكن
وضر أيوب إذ دعاه وقد ... أصيب منه بأعظم المحن
أجابه ربه وأبدله ... بأهله مثلهم من السكن
وحبذا حبذا إجابته ... ليونس فهو منة المنن
من ظلمات البحار أخرجه ... من بطن حوت من ظلمة الدجن
__________
1 انظر ديوانه ص 411-412.
ويوسف من تراه كلاه وقد ... ألقى في الجب عاري البدن
وبيع بيع الرقيق مبتذلاً ... شراه قوم بأبخس الثمن
وكيد حتى غدا بسجنهم ... مرتهنا برهة من الزمن
وصار من بعد ذا وذا ملكا ... تهدي إليه البرود من عدن
ومن من اليم أخرج الكليم وقد ... ألقى طفلا لم يغذ باللبن
عاد إلى حجر أمه فغدت ... قريرة لا تراع بالحزن
رباه من كان قبل يطلبه ... مبدلاً للقبيح بالحسن
وللمسيح اليهود حين غدت ... تشب نار الفساد والإحن
وأجمعوا قتله فخلصه ... وخاتم الرسل كم أراد به
إلى السما ذو الجلال والمنن ... وقاه ما كان من غوائلهم
كل النكايات عابدوا الوثن ... لا بسيوف العباد والختن
برغمهم تم ما أراد به ... من نشره للفروض والسنن
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أبيات مختارة تشمل: عقيدة - نصائح - مواعظ - وصايا - حكم - أمثال - أدب Empty مصادر ومراجع

مُساهمة من طرف شريف ابراهيم الثلاثاء 30 مايو 2017 - 8:09

مصادر ومراجع
...
المراجع
القرآن الكريم.
1- الأبيات الجامعة للمسائل النافعة، عبد الله الجار الله.
2- الأرج في الفرج للسيوطي.
3- أمثال الشعر العربي، عاتق بن غيث البلادي.
4- الأمثال لابن سلام.
5- اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم.
6- البداية والنهاية لابن كثير.
7- براهين وأدلة إيمانية، عبد الرحمن الميداني.
8- بهجة المجالس لابن عبد البر.
9- تاريخ الإسلام للذهبي، تحقيق عبد السلام تدمري.
10- تاريخ دمشق لابن عساكر.
11- التدوين في أخبار قزوين: للقزويني.
12- التمثيل والمحاضرة: للثعالبي.
13- ثمار القلوب في المضاف المنسوب: للثعالبي.
14- جمهرة أشعار العرب.
15- الجواب الكافي، لابن القيم.
- حدائق الأنوار وبدائع الأشعار جنيد بن محمد.
17- الحماسة لأبي تمام.
18- ديوان أبي العتاهية.
19- ديوان أبي تمام.
20- ديوان أبي نواس.
21- ديوان ابن الوردي ضمن الرسائل الكمالية في الأدب.
22- ديوان ابن عبد ربه.
23- ديوان الأمير الصنعاني.
24- ديوان الحطيئة.
25- ديوان الشافعي.
26- ديوان المتنبي.
27- ديوان طرفة بن العبد.
28- ديوان عبد الله بن المبارك.
29- ديوان لبيد بن ربيعة.
30- ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب.
31- روضة المحبين، لابن القيم.
32- زهر الآداب، الحصري القيرواني.
33- سير أعلام النبلاء، للذهبي.
34- شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.
- شعب الإيمان، للبيهقي.
36- الشعر والشعراء، لابن قتيبة.
37- الشوارد، لعبد الله بن خميس.
38- صيد القلم، خالد سيد علي.
39- طبقات الشافعية، للسبكي.
40- طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني.
41- العقد الفريد، لابن عبد ربه.
42- فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني.
43- فوات الوفيات، لابن شاكر الكتبي.
44- قصائد مختارة في العقيدة، لعبد الله بن محمد البصيري.
45- الكامل في اللغة والأدب للمبرد.
46- كفاية الإنسان من القصائد الغرر الحسان، محمد بن أحمد سيد.
47- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها، لابن رجب.
48- المجموعة المختارة من الحكم، محمد بن عثمان القاضي.
49- محاضرات الأدباء، الراغب الأصفهاني.
50- المختار، سمير بن عدنان الماضي.
51- مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور.
52- مطمح الأنفس، الفتح بن خاقان.
53- معجم شيوخ الذهبي، للذهبي.
- من القائل، لعبد الله بن خميس.
55- مناقب الشيخ أبي عمر المقدسي، للحافظ ضياء الدين المقدسي.
56- نزهة الأبصار في محاسن الأشعار، لمحمد بن أحمد العنابي.
57- نفح الطيب، المقري.
58- هذا الدين بين جهل أبنائه وكيد أعدائه، محمد الوكيل.
59- وفيات الأعيان، لابن خلكان.
شريف ابراهيم
شريف ابراهيم
نائب المدير العام
نائب المدير العام

عدد المساهمات : 1930
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 28/08/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى